معرفة اللاهوت تذوق واختبار

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
نحن لا نعرف الطبيعة الإلهية بفلسفة الكلمات
ولا بعلم العلماء ولا ببرهان أفكار كلام الإنسانية المقنع
بل بواسطة الحياة التي أُظهرت لنا في ملء الزمان حسب التدبير الخلاصي،
فرأيناه وشاهدناه متجسداً ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة.
فأن أراد أحد أن يعرف اللاهوت ويفهم ويستوعب الأسفار المقدسة بتدقيق ليعرف الحق المعلن فيها وينال قوة الحياة ويدخل للحضرة الإلهية، عليه أن يُدرك أن مفتاح المعرفة الإلهية الحقيقي هو الإيمان بالابن المتجسد حسب التدبير، الذي صلب ومات وصعد ودخل للأقداس بجسم بشريتنا مرة واحدة فوجد لنا فداءً أبدياً، لذلك قال الرب: وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ (يوحنا 17: 3)
وبناء على قول الرب هذا
الذي أعلنه لنا بصريح العبارة، يقول الرسول:
مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ (للموت) لأَجْلِي (غلاطية 2: 20)، ولذلك نحن لا نستطيع أن نُحدد ما هي الحياة في الإيمان من خلال مقولات فلسفية وتعبيرات مجردة لاهوتية درسناها أو عرفناها من الناس، أو قيلت لنا كمجرد عقيدة في طائفة، لأن الحياة من المستحيل أن يتم تحديدها لفظياً حسب الدراسات العادية أو العميقة ولا حتى نقدر أن نخطها في كتب لأنها تسبق الكلمات وتعلو فوق كل التعبيرات، لأننا نأخذها هبة وعطية لنحيا في شركة مع الله والقديسين في النور، وبذلك ندخل في بهجة فرح الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا، لذلك قال الرسول:
+ الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً (1يوحنا 1: 3، 4)
وهذه هي القاعدة الراسخة الأصيلة في معرفتنا:
* أن لم تقودنا الألفاظ والتعبيرات اللاهوتية ومعرفتنا بالكتب المقدسة والعقيدة لحياة الشركة لنكون رعية مع القديسين وأهل بيت الله، فهي معرفة مغشوشة باطلة تقودنا لطريق مخالف اسمه (الظلمة الخارجية)، وتجعلنا نتجادل ونحارب بعضنا البعض، لأن كل واحد سيتمسك بما تعلمه عن الله ولم يختبره في حياته الشخصية في واقع حياته اليومية، وبذلك يعمل في اتجاه آخر مخالف تماماً للتدبير الخلاصي المعلن في الإنجيل، وبالتالي فأن كل لاهوت أو معرفة مجردة من الخبرة والإنسان لم يشعر بهذه النقلة: من الموت للحياة ومن الخطية للبرّ، فهي تعتبر معرفة شياطين لأن الشياطين تؤمن وتقشعر، وتعرف الكتب المقدسة أكثر منا بكثير جداً، لذلك علينا أن نسعى أن يكون لنا شركة دائمة مع الله في النور ونحيا في تلك الحضرة المجيدة بطلب الرب باشتياقات قلوبنا، لأننا لو طلبناه بكل قلبنا سنجده حاضر لأن هذا هو وعده لكل من يطلبه.
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
يا اخي الحبيب يعجز اللسان عن وصف تذوق وإختبار حياة الشركة.

ما احلى الشركة مع الرب لما تعيش يومك له.. تصبح يومك تقرأ من كلمته، تصلي وتتكلم مع ابوك السماوي، يكلمك ويعطيك اشارات وسلام روحي يفوق كل عقل.
ما احلى الشركة لما اليوم ومشاكلة وشره تتغلب عليه بالروح.. لما جسد يشدك لكن روحك تنتصر.
ما احلى هذا الإختبار وما احلى هذا التذوق.. وما أقربه.. البعض يتصور الوصول اليه بالدراسة والعلم لكن الرب ينتظر منا فقط ان نكون في شركه فيه وان نعيش بحسب مشيئته.


كثيراً ما يأتيني السؤال التالي "كيف اعرف مشيئتة الله؟" يا احبة نعرف مشيئة الله لما نكون في شركة معه.. ليس بعلم وشهادات.. بل بعلاقة روحية مع ابوك السماوي.


اخي القارئ اشجعك ان تبدأ اليوم.. الآن.. صلي وابدأ اول خطوة من شركتك مع الآب السماوي..
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
تعليق مستنير من أخ ذاق حلاوة الشركة في النور

 
أعلى