رسالة لكل انسان

sam_msm

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
18 مايو 2007
المشاركات
1,489
مستوى التفاعل
311
النقاط
83
رسالة الى كل أنسان ...
______________________________

اخى الانسان ..أينما كنت فى اى مكان أو اينما كنت تؤمن بأى ايمان .او حتى اذا لم يكن لك ايمان بأى شيئ أو حتى أذا لم تكن تعرف ما هو الايمان .

أخى الانسان ..اذا كنت متفق معى فى الرأى أو فى العقيدة أو كنت تخالفنى تمامآ الرأى أو العقيدة كل هذه الاختلافات بيننا ليس لها أصل فى حقيقتها .!!

بل كل الاختلافات هى من صنع الانسان وعقله ..فنحن جميعآ سواء اعتقدت معى أو لم تعتقد متحدون أعضاء فى جسد البشرية الواحدة..

أخى الانسان ..أود أن أنبه روحك الى عناصر الاتحاد بيننا لا عناصر الفرقة والابتعاد . ودعنا نبداء من البداية:

في البدء خلق الله السموات والارض:
________________________

الكون كله الفسيح لم يكن له وجود بل دعاه الله الواحد من العدم الى الوجود ...هذه الخليقة التى بدأت فى لحظة كانت هى "البدء" بدء الزمن .

يقول احد الحكماء :

"العالم يصرخ أنه قد خلق _يصرخ بأنه لم يخلق نفسه
_أنا موجود لانى مخلوق__ وأنا لم أكن موجود قبل أن أ ُخلق _لا يمكن أن أخلق ذاتى"

اذا نحن جميعآ خلقنا بيد واحدة هى يد الله الواحد بمشية الله التى شاءت فخلقت العالم شاء الله أن يكون هناك وجود مستمد وجوده منه هو ذاته .

ونلاحظ بدقة:
____________
** فلله بالرغم من أنه كان قادرآ أن يخلق العالم منذ الازل , ولكن الحقيقة أن الاشياء المخلوقة يستحيل عليها أن توجد منذ الازل لانها خلقت من العدم .

وهذا ضد مبدأ pantheism المسمى بوحدة الوجود والقائل بأن الله والطبيعة شيئ واحد وأن الكون المادى والانسان ليسا الا مظاهر للذات الالهية .......!

فالله خلقنا بارادته وبقدرة كلمته , ولكنه لم يخلقنا من طبيعته .ولكن خلق الله الانسان الاول من العدم .

** وهذا أيضآ ضد مبدأ agnosticsm اللاأدرية التى تنادى بمبدأ الجهل بأصل الاشياء .فجميع الاشياء هى من العدم ودعاها الله بحكمته من العدم الى الوجود ,وهو رسم لكل الخليقة حدود ومسار لتسير فيها بكل حكمة وفطنة فائقة على معرفة الانسان المحدودة .

*** كما يتناف أيضآ كل هذا مع مبدأ الجبرية fatalism والاعتقاد بالقضاء والقدر .فالله الذى خلق كل الاشياء صاغها بكل حكمة .وقد وضع الله للطبيعة قوانين تسير عليها .,بمنتهى الدقة والاعجاز ,وهى لا تُخل ولا تكل ,لان الذى يضبطها جميعآ هو الله ضابط الكل بكلمة قدرته.

وحتى اذا كانت الطبيعة قديمة جدآ منذ ملايين السنين _ كما يقول الجيولوجيون _ ولكنها فى وقت ما لم تكن موجوده لم تكن كائنة وكان الله كائنآ قبلها ,فهو سر الوجود كله ومصدر الحياة .

عزيزى الانسان تأمل معى نقطة الاتحاد العميقة بيننا جميعآ...!! فنحن كلنا جنس البشر بمختلف أجناسنا التى تشعبت على سطح الارض .كلنا خلقنا من العدم .ولكن بيد واحدة هى يد الله الواحد.

كان قصد الله الرحوم من خلقتنا جميعآ أن نشاركه الوجود والحياة .فلانه اله محبة وطبيعته هى طبيعة المحبة .خلقنا لكى يمارس معنا حبه العجيب .

ليس كما لو كان هو يحتاج الينا حاشآ فهو كامل فى طبيعته .ولكن خير ومحب بطبيعته أيضآ لذلك خلقنا لكى يفيض علينا من هذا الحب.

ولان الحب لا يكون له معنى الا أذا مارس بحرية كاملة .لذلك كان هناك تدبير وخطة فى خلقة الانسان .فيها يكتشف الانسان هدف خلقته وأيضآ يتغير من صورة الى الاخرى
حتى يبلغ الصورة النهائية التى تصلح أن تماس الحب مع الله بكامل حريتها

صورة الانسان الاول:
_________________________

خلق الله الانسان الاول أدم ولم يكن هو الصورة النهائية للانسان والتى كان قصد الله منها أن تسكن معه الى الابد وتتبادل معه الحب الكامل .

وكان أدم فى الجنة أو الفردوس ولكن لم تكون الجنة أو الفردوس هو المكان النهائى الذى يستقر فيه الانسان مع الله .بل كان هناك مكان أخر ينتظر ادم وذريته

هذا بعد أن يمر ادم بفترة فيها يكتشف هدف خلقته وايضآ يعلن بكامل ارادته قبوله للسكن والحياة مع الله وممارسة الحب معه بكل حريته .

وكان الموت الطبيعى هو الباب الذى سوف يعبر منه أدم الى الصورة النهائية للانسان والى مكان اعلى والى طبيعة روحية اعلى .تتناسب مع طبيعة الله الروحية.

كان أدم صورة لله ومن ابرز ما في ادم يعبر عن صورة الله بطريقة مباشرة جدآ هى حرية الارادة .ولكى يكون ادم حر الارادة لكى يكون صورة لله .فكان لابد من التدرج والتدبير فى خلقته .بمعنى انه وضع فى الفردوس تمهيدآ لنقله الى ملكوت الله الابدى وهو اعظم واعلى من الفردوس .

ولكى يكون هناك تفعيل لارادة أدم فكان عليه أن يختار بنفسه بين الخير والشر .بين قبول الحياة أو قبول الموت .حيث كان أدم حر فى تقرير مصيره ومسلمآ لزمام إرادته الخاصة ,لان هذه أيضآ هى جانب من صورة الله فى الانسان لكى يكون مثل الله يمارس سيادته على ارادته الشخصية.

وهذا امر هام جدآ لابد معرفته يا عزيزى الانسان ليس من جهة أدم فليس هذا المهم الان, ولكن من جهة نفسك اليوم .الى هذا الحد كان أدم سيدآ على نفسه , وعلى مصيره .

فحرية الارادة كانت تعنى أن أفكار الانسان ورغباته واختياراته ليست محتمة تحتيمآ نهائيآ بالقدر الذى من خارجه أو من داخله أى من طبيعته ’,ولكنها خاضعة لاختياره بكل ما تعنيه الكلمة.

وهذه هى حقيقة كل انسان .إذا اخترت أن أكون صالحآ فليس هناك شيئ يعوقنى عن ذلك , واذا اخترت أن أكون شريرآ فليس هناك ما يمنعنى من الغوص فى الشر .

فهذه القوة الدافعة نحو أى اتجاه تسُر به ارادة الانسان هو امتياز خاص كان فى ادم ,يعبر بصورة مباشرة عن صورة الله فى الانسان.

ولان الفضيلة والصلاح لابد أن تكون نابعة من اختيار حر وليس ثمرة اجبار ,ولا مرتبطة بقوانين الطبيعة ,لذلك وضع الله وصية لادم .بأن لايأكل من الشجرة .لم تكن الشجرة

مختلفة عن باقى شجر الجنة فى أى شيئ ,ولم يكن فى ثمارها أى شيئ مختلف كما أدعى الشيطان وخدع أدم .ولكن كانت فقط لتكشف حرية ارادة ادم.

بهذه الوصية أنكشفت حرية ادم ليكون صورة الله .وصار امامه أن يختار فى أن يتبع الله بكامل حريته ,او لا يختار الله وينخدع .ولكن كان يعلم أنه فى اختياره لله تكون الحياة والخلود فى الحياة والفرح والسعادة والتى كان يعيش فيها ويختبرها الى الابد ,.

بينما فى اختيار غير الله يكون الموت .والحزن والخداع والسقوط فى هوة ليس لها قرار ,ومن الجدير ذكره أيضآ أن أدم فى خلقته الاولى كان عقله صافى نقى له القدرة على السيطرة على غرائزه بمنتهى السهولة واليسر .وهذه ايضآ كانت من امتيازات ادم كصورة لله.

فكان جسده فى انسجام كامل مع روحه ويطيعه ومسيطر عليه تمامآ من قبل عقله ,فلم يكن فيه شهوات تجذبه أو تغلبه أو اى نوع من التصارع بين الجسد والروح .ولذلك كانت ارادته قوية ولا يمكن أن يسيطر عليها شيئ.

ولما كان عقله صافى فكانت قدراته كلها متجلية فى التأمل في الله ,ومعرفته بدون اى تشكيك أو تعتيم من الغرائز او الشهوات ,فكان يعرف الله ويتحدث معه ,ويسر جدآ بحضوره
ويسعى دائم فى التأمل فيه وحده دون سواه .

السقوط وتشوه خلقة الانسان:
______________________

لما كان ادم فى مرحلة اعلان حرية ارادته فى الحياة مع الله وقبول الله وطريق الله وهذا فى قبول وصية الله فى عدم الاكل من الشجرة,.حدث أعظم كارثة فى تاريخ الانسان كله ومع فجر الانسان على الارض .حتى ان معظم كوارث الانسان فيما بعد كانت نابعة بصورة ما من هذه الكارثة .

فلقد اختار ادم بكامل حرية ارادته ان يترك الله . ويرفض وصيته .وهو عالم تماما أن ترك وصية الله تعنى له الموت وفقدان المميزات التى فى طبيعته والتى كانت على هيئة نعمة من الله ,ولكن اكل ادم من الشجرة واختار الموت.

وبالسقوط فقد ادم نعمة الله ,فقد بساطته الاولى وميله نحو الخير ,وباشتهائه واكله من الشجرة انفتح امام عينه باب الاختيار بين الخير والشر ,وانقسمت إرادته على ذاتها ,وصار يتنازعه الخير والشر معآ ,اى طاعة الله ومخالفته,ووقع تحت وطأة الفساد الطبيعى الذى كان فيه بسبب تكوينه من التراب ,وبدأ الصراع بين الروح والجسد فكلاهما يشتهى ضد الاخر .

ولما أطاع مشورة الشيطان تسلط عليه واستولى على ارادته واستعبده له ,واصبح مستحيلآ على الانسان مهما جاهد وحده أن يتقدم خطوة واحدة نحو الحياة الابدية نظرآ لعجز
النفس البشرية عن قيادة نفسها نحو أمور أعلى من إمكانياتها وبدون معونة النعمة التى من الله.

وعلى هذا فقد آدم بالسقوط النعمة التى كانت له من الله ويمكن للاهمية تلخيص حالة الانسان بعد السقوط فيما يلى:

** لم يفقد آدم العقل ولكنه فقد النعمة الالهية التى كانت تعطى العقل الموهبة العليا والاستنارة الفائقة فى التأمل فى الالهيات ومعرفة الله معرفة حقيقية .بعيدة كل البعد عن غيوم الشهوات أو خداع الجسد .

وهكذا بالسقوط وفقد هذه النعمة وقع العقل والفكر أسير للشهوات واستعبد للذة ,وهكذا انتقل من التأمل فى الالهيات الى التأمل فى الجسد .وهكذا استعبد الانسان للذة وسيطرة على قلبه وحياته.

** بفقد النعمة الالهية التى كانت تحفظه وتحفظ ارادته وتأمنها لكى تكون حاضرة وقوية فوق اى تسلط .اصبحت ارادة الانسان تحت تسلط الشيطان ,وهذا لان ارادته أتفقت مع ارادة الشيطان .ورفضت ارادة الله ,وبهذا أصبح الانسان فى حوزة الشيطان يمكن أن يبث فيه فكره بسهولة .واصبح من الصعب بل من المستحيل على الانسان أن يرفض مشورة الشيطان .

بل مع تفشى الشر وانتشاره فى الجنس البشرى لم يعد يفرق الانسان بين عمله وعمل الشيطان ,بل أصبح هناك تطابق عجيب بين فكلر الانسان وفكر الشيطان,حتى أن الانسان أصبح يعمل عمل الشيطان دون أن يدرى أنه من الشيطان .

وعلى مر العصور ومع تطابق ارادة الشيطان مع ارادة الانسان ,أصبح الانسان يعبد الشيطان مرة على شكل أصنام يصنعها الانسان ويتعامل معه الشيطان من خلالها ,
او فى عمل ديانات وطقوس مزيفة وبخداع من الشيطان ,ويعتقد بها الانسان ويسلم لها كل حياته .

موقف الله من سقوط الانسان:
_____________________

سقط الانسان وتشوهة صورته الجميلة التى كانت على صورة الله .وحدث تغيرات جوهرية فى طبيعة الانسان .لم يكن أبدآ من البساطة أن يعود الانسان الى صورته بكلمة من الله ..!!

لان السقوط أدخل الانسان تحت سلطان الموت والفساد وأيضآ ظهر عنصر الشر والخطية فى طبيعة الانسان وهو لم يكن له وجود من قبل ,ولكن يمكن القول بأن غياب النعمة الالهية من الانسان كانت نتيجته ظهور الشر فى الانسان ,كما يحدث عندما يغيب النور تظهر الظلمة على الفور.

عرف الانسان الشر ودخل قلبه ,وتسلط عليه ,واصبحت تصورات قلبه شريرة ,وتشوه فكره وعقله ومخيلته بالتأمل فى الجسد ,وهكذا وقع تحت سيطرة اللذة وهكذا صارت طبيعة الانسان فاسدة ,ولايمكن أصلحها بكلمة أبدآ لان الانسان حر الارادة وليس مُصير يفعل فيه الله ما يشآء دون قبول منه.!!

وهذا اهم ما فى الامر كله أن الله لا يشكل الانسان كما يشاء بدون ارادة الانسان ,لانه اذا كان الامر كذلك, كان صنع الله الانسان هكذا من البداية وكونه فى صورة صالحة بالطبيعة ويحكمها قانون يجعله لا يمكن أن يخطئ ,ولكن فى هذه الحالة لا يكون الانسان صورة الله .فالمشكلة الاساسية هو أن الانسان لابد أن يكون حر الارادة فى أختيار الصلاح أم الشر.

ومن هنا كان تدبير الله فى نقل الانسان الى مرحلة اخرى من خلقته ,وتحويل العقوبة بالموت التى وقع فيها بأختياره الى خلاص حسب ارادة الله الصالحة,كان ضرورى أن
يخرج الانسان من فخ الموت الذى دخله بأرادته .,

كان لابد لله أن يعيد خلقة الانسان من جديد ويعيد الانسان الى صورته الاولى التى كانت على شكله ومثاله.ويدخل الانسان مرة اخرى فى قضية الاختيار بين الموت والحياة .بين الشر والصلاح,.وكان الموت قد دخل الى طبيعة الانسان حسب امر الله لا مفر .وصار الانسان تحت سلطان الموت,.

فكان لابد أن يُنقذ الانسان من الموت والفساد اولآ ثم تعود نعمة الله وتسكن داخل الانسان حتى يمكن أن تحرر ارادة الانسان لكى يستطيع أن يختار بحرية من جديد بين الخير والشر.

كيف حل الله هذه المعضلة.؟
___________________

كان الحل فوق فكر وعقل الانسان بالفعل .لانه عمل لا يخطر على فكر الانسان مهما ارتفع فكره .لانه من يمكنه أن ينقذ الانسان الميت من موته؟؟ ويهبه النعمة من جديد .
هل انسان أو رئيس اباء او نبي.كل هؤلاء تحت سلطان الموت مثلنا , فكيف يمكن أى واحد منهم أن ينقذونا من الموت .!

الذى حدث هو أن الله بنفسه تنازل وبقدرته الالهية أخذ طبيعة بشرية كاملة .وظهر بها فى صورة انسان هو الله الواحد .لم يحدث له اى تغير لحظة واحدة ولا طرفة عين ,

ولكن ظهر بين البشر فى صورة بشرية ,وهو الله وظهوره هذا سر الاسرار !!.وبظهوره هذا نقل الانسان الى مرحلة جبارة من الخليقة من لا يأخذ نصيب من ظهور الله فى الجسد ,تكون كارثة بالنسبة له.

كيف أعاد الله خلقة الانسان ؟_
_________________________________________________ __

أعاد الله خلقة الانسان ورده الى رتبته الاولى كصورة له .عن طريق ظهوره فى الجسد .حيث صار الله فى شكل الانسان وبالتالى أصبح نموذج للانسان .وأصل لكل البشرية الجديدة .

فالله الذى ظهر فى الجسد ,طهر الجسد من الخطية غلب الخطية بكل صورها فى جميع مراحل الحياة التى يمر بها الانسان , وأيضآ انتصرا على الشيطان وكل فكره ,وجميع مشورات الشيطان ردها ورفضها كأنسان وهو الله فى نفس الوقت بدون أى أنفصال أو تغير.

وهكذا ظهر نموذج بشرى كامل طاهر لا يتسلط عليه الشيطان لا تغلبه الخطية أو الشهوات . فكره منتهى النقاوة والطهر حسب ارادة الله فى كل شيئ وحسب مسرة قلبه .

وعندما فشل الشيطان معه تمامآ فى غوايته ولم يستطيع الشيطان أن يقدم له اى فكر ويقبله أو اى خداع قدم له الشيطان كل حيله وجميع أعماله وفشل تمامآ فى غواية
بل يأس منه الشيطان .

حيث وجده الشيطان أنسان لم يجد له مثيل منذ أدم..,, فأدم __والشيطان يعلم أنه كان فى صورة عظيمة من القوة وحرية الارادة__ استطاع أن يغلبه ويخدعه ويغويه .ولكن هذا الانسان العجيب فشلت جميع محاولات الشيطان معه ولم يستطيع غلبه ولو حتى فى فكرة صغيرة شريرة .فلم يجد الشيطان أمامه سواء أخر سلاح كان واثق من مغعوله الا وهو الموت.

فهيج الرؤساء والكهنة عليه لكى يقتلوه ,وفعلآ حكموا عليه بالموت على الصليب .وكان الشيطان ينتظر هذه اللحظة لكى يقبض على روحه ويملك عليه حيث أن كل البشر كانوا تحت سلطان الشيطان ..

.وحدثت المفاجاة العظمى أذا اقبل عليه الشيطان عند مفارقة روحه من جسده وهى لم تفارق لاهوته وأيضآ لاهوته لم يفارق جسده .فقبض عليه الله .

وقيده والغى سلطانه على الانسان اذ صار هو الانسان الوحيد منذ سقوط ادم الذى يرفض مشورة الشيطان كل أيام حياة ,ولانه الحياة قام مرة اخرى من الموت بنفس الجسد الذى ماتا به .

وهكذا ألغى الموت من الانسان بقيامته بطبيعة الانسان من الموت .وصار هو النموذج البشرى الجديد الذى يجب أن يصبح جميع البشر مثله ,ومن لم يصبح مثله سوف يظل
فى الموت والفساد الى الابد.

كيف نكون مثله؟؟_
____________________________________________

من يأتى اليه ويعرف سر الله ويؤمن به يأخذ سر المعمودية وهو البداية حيث يولدالانسان من جديد بطريقة روحية ,فهى اعادة خلقة الانسان من جديد وتتم بقدرة الله ,وأن كانت بصورة سرية غير منظورة ,ولكنها حقيقة ,وبدونها لا يمكن أن ينال الانسان أى شيئ.

فى المعمودية يولد الانسان من جديد .ولكن من الماء والروح ,طبيعة جديدة هى الُمُعدة لكى تشبه المسيح .هى الارض الخصبة التى تستطيع أن تصير مثله ,فيها الامكانيات
لكى تصير مثله.

ثم يأخذ الانسان النعمة التى فقدت منه بسقوط ادم ,فى سر أخر هو سر الميرون ,حيث يحل عليه الروح القدس ويسكن داخل الانسان ,وهذا سر الاسرار ,لانه بدون الروح القدس مستحيل أن يصير الانسان صورة الله أو يصير مثله,فهو الذى يطبع فينا صورة المسيح على مر الايام ,هو الذى ينمى فينا هذه الصورة ,هو الذى ينقلنا يوم بعد يوم حتى نقترب الى صورة المسيح.

وأخير يكون لنا شركة مع المسيح ونأخذ من كل ما عمله من أجل الانسان عن طريق الروح القدس بشركة التناول ,فهذه الاسرار هى حياة الانسان الجديد ,من لا يحيا فيها ,
ويختبرها على مدار عمره كل مرة يقترب منها أكثر فأكثر وتنكشف أمامه أكثر فأكثر ,لا يمكن يكون له نصيب فى الحياة الابدية والسعادة الابدية.

كيف سوف يدين الله الانسان فى الدهر الاتى؟؟!!
__________________________________________________ ________________
أن تاريخ الانسان يسير حسب خطة محسوبة ,ولا يظن أحد أن الاحداث والحياة تمر هكذا أيام خلف أيام قطعآ لا ,فكل يوم بل كل ثانية محسوبة عند الله ,العالم يسير حسب خطة محكومة وضعها الله ...

,وأظن أن العالم يسير الان الى نهاية الازمنة ونهاية الازمنة تعنى نهاية كل ممالك الانسان ,وظهور الملك الوحيد يسوع المسيح , قبل الانسان أو رفض .

لان العالم خلق به وله ,وهو الملك الوحيد وبظهوره سوف تنتهى جميع ممالك الارض ,وليس هذا فحسب بل سوف يكون هناك يوم دينونة عظيم ,فكيف سوف يدين الله العالم ؟

هل سوف تنصب محاكم وجلسات ويحكم على كل واحد ؟ قطعآ هذا مستحيل وطريقة الدينونة سوف تكون فى منتهى البساطة ,.

ولسوف لا تحتاج الى قُضاة وجلسات ...الخ الحقيقة طريقة الدينونة سوف تكون فى كل أنسان وفى نفس اللحظة ,فمن سوف يصير مثل المسيح ,النوذج البشرى الذى ظهر بين الناس ,والقليل الذى عرفه .فهذا سوف ينجذب اليه بفرح وتهليل ويكون قد خرج من الدينونة وهو مازل بعد على الارض .

أما من ينظر فى نفسه فلا يجد نفسه مثله ولا يشبهه فهذا يكون فى عمق الدينونة ,ويصرخ الى الجبال أن تغطيه لانه سوف يجد نفسه فى دينونة مرة وحزن وبأس لا يحتمل .

لان السماء الجديدة والارض الجديدة القادمة سوف يسكن فيها فقط من صار مثله لانه ظهر ليعلن لنا النموذج الذى سوف يكون فى السماء .

كلمة أخيرة لابد منها:
___________________

عزيزى الانسان الله يحبك حب غير موصوف ,ويريد لك حياة راقية ,وينادى عليك كل يوم أن تأتى اليه وتختاره لكى تختار الحياة الابدية, ولكنه لا يمكن أن يفرض عليك شيئ.!!

البعض عقله مشوش بأفكار غبية عن الله ,وهذه من صنع الشيطان ,وعندما يعلن له الله الفكر الصحيح يصرخ فيه الشيطان ويعطيه تصورات وأفكار غبية حتى يظل فى الظلام ولا يأتى الى النور, وأحيانآ يتهم عمل الله ويسبه ,والعجيب أنه يتهم عمل الله بأنه كفر وشرك بالله فأسمع يا عزيزى لصوت الله قبل أن تفوت الفرصة وتبقى فى الظلام الى الابد.

والبعض عرف المسيح ولكن أيضآ الشيطان جعل هناك هوه بينه وبين المسيح .

.اما عن طريق أفكار أيضآ من نتاج عقل الانسان الذى لم يختبر الله ,والذى يعبد الله بالكلام والنظريات وليس بالاختبار العملى .

أو عن طريق بعض الشهوات الجسدية والمللذات الارضية ., والذى صور له الشيطان أنه مستحيل أن يستغنى عنها وأقنعه الشيطان بأنها هى كل الحياة ولا حياة بدون هذه الملذات ,وصور له أن المسيح سوف يحرمه من هذه الملذات .

أقول لهذا وتلك المسيح جاء الينا لكى نختبره فى حياتنا كل يوم ,ويكون لنا شركة معه عملية ,ومتى قبلنا ذلك سوف نُفعل النعمة التى أخذنها بالفعل فى الاسرار .ولسوف نختبر ونتذوق هذه النعمة بصورة عجيبة متى قبلنا أن نعرف المسيح عن قرب وبصورة مباشرة.

وكلما قللنا من النظريات والكلام عن المسيح والاختلافات بين هذا وهذا الى صلاة من القلب ليلآ ونهارآ وصراخ صادق الى المسيح الحاضر معنا فى كل وقت وكل زمان .
لسوف نكتشف المسيح الذى جاء الينا ولسوف نتغير بالنعمة الى صورته لكى اذا ظهر فى الدهر الاتى نجد نفوسنا مثله فلا نُدان مع العالم .

أيضآ من صارت الملذات وشهوات الجسد وتعظم المعيشة حجاب يحجب المسيح الحاضر معنا ,الحاجة الى الجراءة والتجربة ,مطلوب أصرار فى تذوق لذة معرفة المسيح ,
ومتى تذوق الانسان لذة المسيح يسوع ولو لمرة واحدة سوف يشعر بالفارق الكبير بين لذة العالم وبين لذة المسيح ,ولسوف يطلب لذة المسيح بجهد واصرار أكثر مرات ومرات من طلب لذة العالم الميته.

والان نحن من جديد فى نفس وضع ادم ,ليعلم كل أنسان أن عمره ليس لجمع المال أو فى التبديد فى شهوات ولذات العالم ,ولكن عمره مهما مد الله فيه فهو لكى يختار أما الله والحياة معه الى الابد , أو الموت والحياة فى الظلام والهلاك الى الابد.

واليوم نحن لنا أذا أردنا النعمة فى تحرير الارادة من أى تسلط , ولنا قوة الاختيار ,ولا يوجد من يستطيع أن يقهر ارداتنا أذا اردنا فكل واحد سوف يكون له حسب ميل قلبه ,
لنفحص نفوسنا وقلوبنا جيدآ لكى نعرف هل نحن ينتظرنا دينونة رهيبة أم نحن لا شيئ من الدينونة علينا من الان..
 
أعلى