هكذا تكلم الرب يسوع عن العذراء مريم

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الأخوة الأحباء
سلام المسيح يكون لكم
اليوم 22-8-2007 هو عيد صعود جسد العذراء مريم لدي أقباط مصر, وفي هذه المناسبة أقدم, بنعمة المسيح, رساله قالها رب المجد, يسوع المسيح, للسيدة فاسولا رايدن, فى 25مارس1996, يتكلم فيها عن مكانة السيدة العذاء وعن فضائلها, أرجو أن تكون كلمات هذه الرسالى سبب بركة للجميع وربنا يارككم جميعا وكل سنة وانتم مع رب المجد وأمه طيبين
المْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ
أحبائي، تعالوا وتعلّمُوا: مَنْ مجّدَني أكثر؟ سَأُخبرُكم من التي مجّدتني أكثر: أنها حواء الجديدة؛ نعم! المرأة المُتسربلة بالشمسِ، الواقِفُة على القمرِ، بإكليل باثني عشرَ نجما رأسها؛ لأني أنا من صَنعتُ السماءَ وكُلّ ما فيها، والأرض وكُلّ ما تحمله والبحر وكُلّ يَحْويه وُضِعتها فوق كل هذه الأشياءِ؛
من الذى رَفعني بالأكثر؟ سَأُخبركَم من الذى رَفعني بالأكثر: حواء الجديدة؛ نعم! المرأةُ المُتسربلة بالشّمسِ، الواقفة على القمرِ، بتاج باثني عشْر نجماً على رأسها (أشارة إلى رؤ 12 : 1 " وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبا") ؛ لأني أنا الذي صنعت السماء وكل ما فيها، والأرض وكل ما تحمله والبحرِ وكل ما يَحْويه قَدْ وَضعتها فوق كل شيء من هذه الأشياءِ؛
إنّ ملكةَ السماءِ في حضرِة عرشِ العّلي دائماً؛ إن عظمةُ اسمِها لا تقل عنْ علو السماءِ من الأرضِ، اسمها، المُغطي بعباءة من النور؛ تَركَ العالم بأكملهُ يَنحني لمن تَحْملُ الاسمَ المقدّسَ: والدة الإله
في رحمِها الذي بلا دنس مجّدتْني باستِلامي، أنا الحمل الذي بلا عيب، جَاعْلة موضعا مقدساً للقدوس، تعالوا وانشدُوا ترنيمة في كرامتها، فليُبجّلُ كُلّ من يَعِيشُ على الأرضِ قلبَها الذي بلا دنس، المذبح، الذي حُبِلتُ فيه وصرت إله وإنسان أيضاً؛ لا أحد مجّدَني بقدر ما مجدّتني المرأةَ المُتسربلة بالشمسِ؛
أجل! أنها جميلةُ على نَحْو رائع‏ في محبّتها الكاملة حتى أن الجُزائُرِ والجبالِ، التّلال والوديان والينابيع, الكل ينحني عندما تَعْبرُ أمامهم؛ واليوم مثل الأمس، عندما تَعْبرُ المُحبّةِ التى بغاية النقاوة على الأرضِ، مصحوبةً بملائكتي التى لا تكف أعينها عن الإعجاب بتلك المُتألقة، أقدس كافة العذارى، مَتعجّبُين من جمالِ جوهرة أبي، التى عندما تَعْبرُ على الأرضِ، تَتدخّلُ بمودّة، وتُجيبُ التماساتكِم؛
دعْوني أُخبرُكم: إن قلبي المقدّس هو سمائُكَم؛ أيتها الخَلْيقة، إن قلبي المقدّس، ذلك ينكره كثيرين منكم ويرْفضُونه، هو سمائُكَم؛ فردوسكَم، ملكوتكَم؛ ميراثكَم، موضع راحتكم إلي الأبد؛ فاقتربُوا من هذا القلبِ الذي يَحبُّكم وأنا سَأَسْكبُ مِنْ قلبِي بركاتِ غير معدودةِ في قلوبكم، لأحول نفوسكم لتكون جميلة كجمال موسمِ الربيع، لأحول نفوسكم إلى برجا عاجيا, لسماء لي أنا فقط؛ كَيْفَ يستطيع أي أحد أن يَشْكُّ في محبِّتي؟ آه يا أحبائي، فى كُلَّ مَرَّةٍ تَشْكُّون في محبِّتي، تُظلّمُ الشمسَ من ضِيقِي. . . .
أُريدُ اليوم, بحبِّي العظيمِ، أن أُظهر قلب أمِّي، جوهرة أبي! جوهرة يهوة المهيبة!
"يا عروس روحِي القدوس! يا معبدي المتألق! إن قلبكَ يا محبوب المحبوبِ، لمتحد بقلبنا! قلبكَ هو جنتي المُغلقة, ينبوعا مخَتومَا (أشارة إلي ش 4 : 12 " أَنْتِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسَ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ. أَنْتِ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ وَيَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ!) ؛ إن قلبكَ ينبوع يُخَصب‏ البساتين؛ قلبكَ أيتها الجديرة بالحب، هو عرشُي، لقد كُرّمتُ فيه؛ يا قلب القلبِ، يا من توّجتُها في حضورِنا وفي حضورِ كُلّ قواتي السماوية، كَيْفَ يستطيع أيّا مِنْ خليقتِي أن يرفض قلبَكَ؟
أنك، تابوت عهد القوَّةِ، المشتملة بكل الفضائل، أنت ترنيمتي الجديدة، قيثارتي، حصني، المفتون صانعِ السماءِ والأرضِ بتألقك، أنت من تَقِفُين في محضرِنا، تَقِفُين بغاية القرب من كُلّ من يلتمسونك؛ ومع هذا، كيف سْقطُ الإنسان منخفضَا جداً وَسلك طريقا مُضللاً كي يرفض قلبِكَ؟ "
ألم تسْمعْي يا خَلْيقتي أَنِّني قلبُ قلبِها؟ أنني هو النفس لنفسها، روح روحِها؟ ألمْ تَسْمعْي أنّ قلبَينا متّحدان في قلب واحد؟ خذوا بعين الاعتبار‏ قلبُي الفادي، خذوا بعين الاعتبار‏ قلبَها الشريك فى الفداء، خذوا بعين الاعتبار‏ بهجةَ قلبِي، الناهض مثل الفجرِ كي ينير الأرضِ في ظلمِتها، خذوا بعين الاعتبار‏ قلبَ الملكةَ الذي يُشرقُ على البشر أكثر لمعانا في تألقِه مِنْ كُلّ النجوم موضوعة معا؛ المتألق أكثر مِنْ الشمسِ؛ المتألق كتألق مجدي بسبب كمالِها الفريدِ؛ خذوا بعين الاعتبار‏ خيمة إلهَكَم؛ خذوه بعين الاعتبار‏ وقدّروه كما أُقدر أنا عرشَي؛
لا تَسْألْوا: "كَيْفَ يُخصها العلّي بهذا العرشِ العالي في دياره السماويةِ؟" أنظروا، أنني لم أعينها فقط كملكة ملائكتِي وخليقتِي لَكنِّي عَيّنتُها أن تكون عرشَي؛ إنّ ملكةَ السماءِ والأرضِ عرشُ ملكِ الملوكِ، لأني، رب الجميع، وَضعَتها الأولي في قلبِي القدّوسِ؛
لقد ولدت كي تكُونَ تاجَي, تاج العظمةِ، ولدت كي تَكُونَ إناء النور الحقيقيِ الذي تجسد مِنْ نسل داود، ولدت كي تَكُونَ إكرامي وفخُرَي، إن الروح مَعي ومع الأبِّ يقول: " يا مريم, يا ممتلئة نعمةِ، نحن مَعك؛ نحن لن نَخفي عنك سرا من الأسرارِ، أنفاسنا سَتكُونُ أنفاسَكَ، يا انبثاق نقي مِنْ مجدنا، يا مريم يا صورة صلاحنا، نَهبك سلامَنا في قلبِكَ، في هذا القلبِ المثاليِ, أنا الابن, سَأغلب؛ قلبنا سَيَكُونُ قلبَكَ, أتون مشتعل مِنْ الحبِّ الإلهي، نفسنا (حياتنا) سَتَكُونُ نفسك (حياتك)، كنزا جليلا, فردوسا لنا، روحنا سَيَكُونُ روحَكِ؛ نعم، لأن كل من يُنضَمُّ إلينا يكون روحُا واحدا مَعنا (إشارة إلي 1 كو 6 : 17 " وَأَمَّا مَنِ اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ، فَقَدْ صَارَ مَعَهُ رُوحاً وَاحِداً!")
هذه هي من فضّلنَاها للغاية، من يرفضِها كثيرين ومع ذلك فهي بلسم لأعينِكَ, بلسم لجراحِكَم، التضرع الرحيم للأبِّ الأبديِ عن توسلاتكم؛ الشفيعة والمدافعة عن نفوسكم؛
أيها الإنسان الضعيف. . . . إنّ عروس روحِي القدوس هي هيكل الهيكل، أنها أرض مَوْعُد الضعفاءِ والبؤساء، انعكاس نوري الأبديِ؛ معزية معزيكم هي مريحة أحُزانِكَم. . . . ماذا لدي الإنسان ليقوله؟ ماذا يستطيع الإنسان أَنْ يقول عن خيمتِه؟ كَيْفَ يَستطيع أن يكتشفُ أيّ أمر سماوي في جسده القابل للفساد عندما تُثّقل نفسه بالخطية، ماذا تفعل يَدّ أبي الكلية القدرة؟ أنكم تَحْكمُون عقولكم أيها البشر بدون نور وبلا إحساسَ؛
أفْتحُ قلبَكَ اليوم أيها الإنسان، حينئذ ستُكشف لك كُلّ الأسرار التي بدت عويصة الفهم بنوري الإلهي المثلث القداسة، وسَتَفْهمُ مَنْ تكون المرأةَ المتسربلة بالشمسِ،
حينئذ سيرتفع كُلّ كيانك وسيتهلل قلبُكَ في غبطة عندما سيُكشف الحجاب عن عينيك لتري القلبِ المبارك للقلوبِ المباركة، الكلية قداسة بين القديسين، القلب الفريد، مُشتعلا بحبِّ غير محدودِ, بنار مشتعلة وبغاية السطوع؛
حينئذ سَتَفْهمُ يا صديقي ما هي الفضيلة، وكَيفَ في هذا القلبِ البتول العفيف، أنا، الإله، صرت إله مُتجسداً، أنك سَتَرى أمَّ مُخّلصك، أمّ الأنبياء، أمّ التلاميذ، أمّ القدرة الخارقة، أمّ الغلبة، أمّ النِعَمِ الغير محدودةِ؛ أمّ الفداء الذي لا يوصف لكرمة الكرمةِ الحقيقيةِ، الطريق إلى الطريقِ الذي يَقُودُ كُلّ شخصَ إلّي، الباب المفتوح على مصراعيه إلى السماءِ لكُلّ شخصِ كي يدُخُل ويكون لَهُ حياةُ أبديةُ؛
ألا تلاحَظُوا كيف إن قلبي يَذُوبُ ويُفضّلُ دائماً قلبَها؟ كَيْفَ يُرفض لهذا القلبِ، الذي حَملَ ملكَكَم، أيّ شئَ تَطلبه منّي؟ إن كُلّ المؤمنون يُباركونَ قلبَها لأنه فى مباركة قلبِها سَتُباركُونني؛
ما أن تتعرفون عليها ستعلونها كملكة ومحبوبة؛ فارفعي أعينك يا خليقتي على منظر قلبِها وأني أَعِدُك، أنك لَنْ تَتوقّفَي عن النمو في التألقِ؛ إن قلوبكَم ستَرْتفعُ نحو أتون قلبِها، وخَافَقين بالبهجةِ والشبع سَتَدْخلون قلبَها كمن يدخُل محيط من الحبِّ، لأن غني قلبِها باتساع البحرِ سيَتدفّقُ إليكم وأنتم فيهِ؛ إن غني السماءِ والأرضِ يوجدان بالكامل في قلبِها وبالإمكان أَنْ يَكُونا بالكامل لَكم!
مع أن الليل ما زالَ يَغطّي أذهانكم وقلوبكم، أنهضوا! أنهضوا وارفعْوا أعينَكَم نحو هذا المشهد المتألقِ لقلبِها، الذي أشتهي عديد من الأنبياء أن يروه في زمانهم، لكنهم لم يروه؛ انهضوا َوانشدوا ترنيمة جديدة لترنيمة الثالوثِ القدّوسِ، أنشدوا وقُولُوا: "إخوتي! أخواتي! تعالوا وتغطوا بعباءةِ المكتسية بالنعمة؛ تعالوا ولنتغطى بنور الملكةَ؛ تعالوا ولنستظل بمن استظلت بالروحِ القدس"
ألم تَسْمعْوا كَيفَ أن الأممَ ستأتي إلى نورها وكيف أن الملوكِ سَيَأتون إلي بزوغ طلعتها، عندما ينتصر قلبها مع قلبي فى النهاية؟ لغزا لأغنياءِ القلبِ، لكن للمساكين والمتواضعين بركة يتوقون لها للغاية. . . .
تعالوا قبل أن تجرفكم فيضاناتِ الخطية! تعالوا في هذا الفلك الذي بإمكانه أَنْ ينقذَكم؛ لا تَكُْونوا مثل أبائكم في أيام نوح، الذين لَمْ يَصغوا؛ تعالوا إلى الفلك وستنجون مِنْ مياهِ الخطية العاصفةِ، ومِنْ الهلاك َفي فيضاناتِ الخطية؛ تعالوا وصيروا الطفلَ المَوْعُودَ للشريكة فى الفداء كنتيجة للولاء الذي ينبغي أن يكون لديكم لها؛
في ولائِكَم لها سَتُكرّسُون أنفسك لي؛ كُلّ ولاء، يُكرّم قلبَها، سَيتعاظم ويَصْعدُ عليّ لأن إتحادِنا بغاية الكمال؛ في ولائِكَم لقلبِها، كُلّ مراسيمي سَتَكُونُ مفهومة أفضل في نورها، لأن خطاكَم سَتكُونُ موجّهة بقلبِها لأن أيَدِّيكَم سَتَؤخذُ بعرشِ النعمة نفسها؛ كم ستكونوا مباركَين بإعادة ولائُكَم لقلبِها!
تعالوا إلى المباركة جداً، التى تُظهر حبَّها الأموميَ لأبنائها بإظهار الطريقِ إلى السماءِ لهم؛ تعالوا إلي شريكة الفداء لفاديكم التي قدمت قلبِها المتوهج حبّاً كي يُطعن أيضاً من أجلكم (إشارة إلى لو 2 : 35 " وَأَنْتِ أَيْضاً يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ لِتُعْلَنَ أَفْكَارٌ مِنْ قُلُوبٍ كَثِيرَةٍ». ")؛ تعالوا وكرّموا هذا القلبِ، المنير كمصباح، المشرق من داخل ومن خارج بقُرْب قلبِي؛
سيتم لاحقا استكمال الرسالة
رابط موقع الحياة الحقيقية فى المسيح: www.tlig.org
 

فادية

ديفيد حبيبي
مشرف سابق
إنضم
19 أكتوبر 2006
المشاركات
9,073
مستوى التفاعل
44
النقاط
0
الإقامة
منقوشة على كفيه
رد على: هكذا تكلم الرب يسوع عن العذراء مريم

شكرا على الموضوع الرائع
ربنا يبارك حياتك​
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: هكذا تكلم الرب يسوع عن العذراء مريم

استكمال رسالة السيد المسيح للسيدة فاسولا رادين والتى يتكلم فيها عن العذراء القديسة مريم

إن قُلتم: " أننا لسنا بحاجة لقلبِها"، فاعلموا أنّكم في الواقع تقولون "أننا لسنا بحاجة لقلبِ الرب!" أعلم أيها الإنسان الضعيف، أنّ قلبَي القدّوسَ وقلبَ أمكم الغير دنس متّحدان حتى أنهما في اتحادهم الكامل أصبح هذان القلبان المقدسان قلبا واحد؛ الحق الحق أُقول لكم: إن اعترفتم بقلبِها، لَيسَ فقط سَتَكُونُوا اعتِرفتم بقلبِي بل بقلب الأبَّ أيضاً؛ ألم أَقُولْ أَنِّني في الأبِّ والأبِّ فيّ؟ فإن كنت في الأبِّ والأبِّ فيّ، فقلبي أيضاً في الأبِّ وقلبِه في قلبي؛ إن قَلتم أنّنا لَسنا متلازمينَ وواحد، فأنكم تنكرَون كلمتَي, فلا تَكُونُوا عبيدَ لأفكاركم ولا تَكُونُوا فى قبضة حججِ العالمِ؛
أخبرْوني، أَيّ قلب فى الخليقة يشبه قلبِ مريم؟ ليس هناك قلب مثل قلبِ مريم؛ كامل مِنْ البِداية، بلا دنس مِنْذ الولادةِ وممتلئ بالنعمة، يفوق في نعمتِه نِعَمِة ملائكتِي؛ لهذا تسائلت حشود ملائكتي مع بعضها البعض:
"من هذه التى خلف حجابَها؟ "
"لماذا تسجد قممَ الجبالِ وهي تحيّيها عندما تَعْبرُ عليها؟ "
مَنْ هذه التى بلا عيب في قلبِها والمسرة للرب؟ "
"هَلْ ترون كَيفَ أن كُلّ خَلْيقة الرب تخض من بصرها كلما عبرت عليهم؟"
"من هذه التى مثل ينبوع تجْعلُ البساتين خصبةَ بنِعَمِتها، أهذا بئر الماءِ الحيِّ؟"
" من هذه، بقلب بغاية النقاء بالحب الإلهي، المشتاقة للرب نهاراً وليلاً، ليلاً ونهاراً، وفي إتحادِ كامل بالعليّ؟ "
" من هذه العذراءِ المتواضعةُ للغاية رغم غناها العظيم فى الفضائل والنِعَمِ، التي لا تَتْركُها عيني الإله العلّي أبداً؟ "
لقد ظل العديد مِنْ ملائكتِي صامتا في إعجابِ، فالكلمات لم تسعفهم. . . .
في ذلك القلبِ، في لجة النعم هذه، أظهرت قوَّتَي , مُبدع السماءِ والأرضِ، مُبدع النعمة قد وَجدَ سمائِه في سماء، وجد نعمته في نّعمةِ، ليأتي في هيئة عبد؛ لقد جِئتُ إلى متواضعة على نحو مُذهل كي أخِدْمَ وليس لأكُونَ مَخْدُوم؛ أنا، فادي كُلّ البشر، المسيا المَوْعُود، جئت إلي الصورةِ المثاليةِ لقلبِي القدّوسِ لتشاركني الحُزنَ والفرح والمعاناة والإستشهاد والعجائب والخيانات والآلام والجَلْد والطعن والصلب؛ لقد كفّر قلبينا معا؛
طِوال اللحظات التى قضتها أمي المقدّسة على الأرضِ، كَانتْ ترنيمة مثالية للحبِّ والإحسان والتواضعِ والنقاوةِ؛ كانت كنزا مِنْ كنوزِي؛ لقد جِئتُ في هذا القلبِ المقدّسِ, الذي على صورةِ ومثال قلبِي القدوّسِ، لأصبح إله متأنس كي أَتْبع خطاها (كان يسوع يتبع أمه عندما كان طفلاَ ) وكي تتبع هي خطاي لاحقاً؛ لقد قُلتُ أنّنا تشاركنا كُلّ شيءِ طول الطّريق نحو الصليبِ؛
إتحادنا كَانَ كاملا حتي أننا لم نكن بِحاجةٍ للتخاطب، النطقِ الوحيدِ كَانَ في قلبِينا؛ كلماتي وأفكاري لم تكَن بِحاجةٍ لأن تحْمَل إليها في غيابِي؛ بقدر روحِي القدوس، كُلّ شيء مان معُرِوفَ لها؛ كلّ شيءِ كان معروف فى قلبِها البتول، لكونها حازت الرب والرب حازها؛ بهذه الطريقة كان طعامها اليومي إرادة الأبِّ الأزلي؛
خَلْيقتي! إن نفسي لفي رهبة مطلقِة عندما يرفض كثيرين منكم قلبَها! وملائكتَي ترتعد لذلك اليومِ الذي سَأُعلنُ فيه أن هؤلاء الناسِ مذنبون! لكن لأولئك الذين كرموها وأحبّوها، باب قلبِها سَيكُونُ مفتوحا لَكم كي تدْخلَوا السماءَ؛ وسَأَقُولُ لمن أَحبُّوها وكرّموها: " تعالوا! إن حبّكَم لها كَان عظيما جداً على الأرضِ, حتى أنكم اليوم تأتون لمسكنكم وأمام هيكلي المقدّسِ (أمنا المباركة هى هيكل الرب) تسجدون"
خَليقتي، إن هذه العلامة العظيمةِ التى في السماء (أشارة إلى رؤ 12 : 1 " وَظَهَرَتْ فِي السَّمَاءِ آيَةٌ عَظِيمَةٌ: امْرَأَةٌ لاَبِسَةٌ الشَّمْسَ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ قَدَمَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ نَجْماً.")، المرأة المتسربلة بالشمسِ التي تَشل الشياطينَ من الخوفِ، هذه العلامة العظيمةِ التي تُنيرُ السماواتَ, التي تُفزعُ الظلمَة, ليست سوي أمِّي؛ فى تباين مع الظلمِة أقمت أنا هذه العذراءِ الكلية القدّاسةِ كي تَكُونَ لكم جميعا عامود نارِ مشتعل في الليل لتَوجه خطاكَم، وفي النهار شمس لتنير ظلمتكم المُخيفِة؛
فى ذلك اليومِ الذي حُبّل بي بالروحِ القدس في رحمِها البتول، شُلّتَ كُلّ الشياطين من الخوفِ, بينما في السماء, في نفس الوقت, كانت حشود عظيمة مِنْ القوات السمائية تسبح الإله وتنشد: "المجد للإله في الأعالي، والسلام للبشر الذين يَتمتّعونَ برضاه", وهكذا، نزلت مِنْ سماءِ إلى سماءِ، مِنْ عرشِي إلى عرشِي. . . .
أجل، حيث كانت كُلّ فضيلة تتفتّحُ، تفتن قلبَي المقدّسَ بعطرِ حبِّها الكامل؛ إن قلب كاملتي لا نظير لهُ ومحبوبُ بالجملةً. . . إن قلبها، منذ حبلها الذي بلا دنس, كَانَ فى صلاةً متواصلة، ذبيحة بُخور، عبادة متواصلة للرب؛ تلك هي كرمتي التي غرزتها يَدُّ الأبَ القديرة كي تضع الكرمة الحقيقية جذورَها في تلك التربةِ؛
تعالوا إلى قلبِ أمِّكَ المباركة، المشرقة كالنهار، تعالوا وتلقوا نِعَمَها الغير معدودة، والتي تُومضُ في أشعاعات مِنْ يديها؛ إن قلبي، الممتلئ بالنعمةِ والحق, قد صار لحمَا في الرحمِ البتول الممتلئ بالنعمةِ والحق؛ والآن، قلبينا، المتحدين، سَيَقهرا الضيقة المرةَّ، لَيسَ بقوّةِ طبيعيةِ ولا بِقُوَّةِ سِّلاحِ، بل بالحبِّ والتضحيةِ
 
أعلى