أخى / أختى هذا سؤال وجه الى قداسة البابا وكان هذا هو الرد :20:
+الله هو الفنان الأول :
+تكفى نظره الى الخليقة ، الى الطبيعة ، لنرى لوحة فنيه رائعة ، ترينا مدى محبة الله للجمال : نظره الى الشمس فى الأفق وقت الغروب ، وانعكاس أشعتها على السحب والغيوم ..... ألوان الشفق ، ألوان قوس قزح ، ألوان الأزهار الجميلة التى لم يكن سليمان فى كل مجده يلبس كواحدة منها ... كل شىء يوحى بمحبة الله للجمال ...
الطبيعه كلها تحفه فنية رائعة .
+اروع ما يصل اليه الفنان فى الرسم أو النحت ، هو أن يصل الى صوره تحاكى الطبيعة ، فالطبيعة هى الموضع المثالى الجميل ، وهى من صنع الله الذى يحب الفن ....
والجمال والفن فى الطبيعة ، ليسا فقط فى الصورة ، وانما أيضا فى الصوت ، ان الأصوات العجيبه فى أغانى الطيور ، وزقزقة العصافير ، وخرير الماء ، وهدير الأمواج ، وصوت الريح ....
كلها فى تنوعها العجيب ، انما تكون سيمفونية فنيه رائعة .. ....
بل ان حنجرة الانسان ، انما هى آله فنيه دقيقه عجيبة فى توقيعها الموسيقى . حتى اننا فى كنيستنا القبطية نفضل الموسيقى الصوتيه على الموسيقى الآلية ، ولا نجعل الآلة تطغى على الصوت الطبيعى ، لأنه أعمق تاثيرا ..
+وحينما ننظر الى خيمة الاجتماع نرى صوره أخرى من الفن ..
لقد كان الله بنفسه ، هو الذى يصمم رسمها وتقسيمها ، بل هو الذى كان يختار أنواع القماش وألوانها ، لكى تعطى معانى رمزيه جميله ، تزيد روعة الصورة ، وتدل على عمق فنها ... ويقول الكتاب أن موسى عمل كل شىء طبقا للنموذج الذى قدمه له الله ، الله الذى يراعى جمال الفن ، فلم تكن خيمة الاجتماع مجرد مكان للعبادة ، انما كانت فيها لمسات الفن ......
وما يقال عن الفن فى خيمة الاجتماع ، يقال أيضا عن هيكل سليمان .
النقوش والرسوم الجميلة ، كرسوم الكاروبيم مثلا وكالكاروبين على تابوت العهد ، واحد من هنا ، وواحد من هناك ....
بصالائيل الفنان ، الذى أخذ موهبة من روح الله ، استخدمها لكى يقدم فنه ومهارته فى مكان العبادة المقدس ...
ونرى الفن فى العبادة فى آلات الموسيقى المتعددة ، التى كانت تستخدم فى الهيكل ، وفى ترديد المزامير ...
الدفوف ، والأبواق ، والصنوج ، والعود ، والناى ، والمزمار ، وذوات العشرة أوتار ، والرباب ... وغيرها .... مع كبار المغنيين أمثال ( آساف وهيمان ) ..... بل حتى النساء مثل ( مريم النبية أخت موسى ) التى أخذت الدف بيديها ، ووقفت تغنى ، كل ذلك يدل على أهمية الغناء والموسيقى فى العبادة ، وفى المزامير ، وفى هيكل الله ...
بل الموسيقى كانت موجودة ، حتى فى الحرب ...
صوت الأبواق والهتاف ، من الجيش والشعب ، كما حدث فى حصار أريحا ، انها موسيقى الحرب ، بأمر من الله .
بل كان هناك عيد فى العهد القديم اسمه عيد الأبواق .:689ow:
الموسيقى نجدها فى الكنيسة ايضا فى القداسات وفى الصلوات وفى الترانيم وفى التسابيح ...
والى جوار الموسيقى كفن من الفنون الجميلة ، نجد فى الكنيسة ايضا الرسم ، متمثلا فى الأيقونات ....
وهذه الرسوم والصور ، نستخدمها فى التربية الكنسية أيضا .:708cg:
وهكذا ينشأ أطفالنا على تذوق الفن من صغرهم ....
والفنون الجميلة فى كنائسنا تظهر ايضا فى العمارة والبناء .
ما أكثر النمط الفنى فى البناء ، الفن القبطى ، الفن الجوطى ، وأنواع الفن الرومانى والبيزنطى ...
أنواع جميلة من الكاتدرائيات ، والمنارات ، والقباب ، والأعمدة ، والعقود .... مع عمارات الأديرة ... كل هذا فيه فن جميل ن أصبح مزارا لكثيرين .
ومن أنواع الفن التى ظهرت فى الكنائس ، الفنون المعدنية :
مثل صلبان اليد والصدر ، والأوانى الكنسية ، والمجامر ، والحية النحاسية ، والقناديل ، وأيقونات الصدر .. كل ذلك بفن جميل أخاذ .
تضاف الى ذلك أيضا الفنون التى من الخشب ..
مثل حجاب الهيكل ، المانجليات ، والمقصورات ، وتجليد الجدران والأعمدة بالأخشاب ... الحفر على الخشب ، ونقشه بأسلوب رائع نبغت فيه الكنائس ..
ومن أنواع الفن الكنسى : القصة وباقى فنون الأدب .
بل أن الملابس الكهنوتية هى أيضا قطع من الفن ..
القماش نفسه يدخل فيه الفن . والنقوش التى عليه ، وطريقة تطريزه وصنعه ، كلها مزينة بالفن الجميل .
ان الله لا يريد أن يكون الدين شيئا جافا ...فالفن يعطى الدين لونا من الجمال ويحبب الناس اليه .
الفن يمكن استخدامه فى الخير ، كما يستخمه المخطئون فى الشر .والدين يقدم هذا الاستخدام الخير للفن ...
ولقد خلق الله كل شىء جميلا ... وقيل عنه هو نفسه انه أبرع جمالا من بنى البشر . وقال عن كنيسته " ها أنت جميلة يا حبيبتى ، عيناك حمامتان " .
بل المبادىء والمثل والوصايا التى وضعها الرب ، لها مسحة هذا الجمال أيضا ، جمال فى الروح وفى الفكر ..
وملائكة الله يتصفون أيضا بالجمال ، وملكوته أيضا كذلك ... كما ورد فىسفر الرؤيا .
وأروع ما وصف الله به ملكوته فى جماله أنه " ما لم تره عين ، وما لم تسمع به أذن ، وما لم يخطر على قلب بشر " ما أعده الله لمحبى أسمه القدوس ..
وقال لنا الكتاب عن تسبحة " 144 ألفا فى السماء " انها ترنيمة جديدة ، يعزفها الأطهار على قيثاراتهم ، وأنه لم يستطع أحد أن يتعلمها .. انها فن فوق المستوى ...:smil5:
