حسنة العفيفة اليهودية

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
حسنة العفيفة اليهودية


قيل أن حسنة هذه كانت من بني إسرائيل،سيدة جميلة جدًا تركها زوجها في عهدة أخيه الأصغر وسافر للتجارة. صار الأخ الأصغريتردد على حسنة كثيرًا، وكانت تصرفاته تكشف عما يحمله قلبه من شهوة جسدانية. لم تكنحسنة تسيء الظن إذ حسبته أخًا لها يفكر فيها كزوجة أخيه. جاءها يومًا ما وقد ظهرتعليه علامات الحزن الشديد، وكانت الدموع تنهار من عينيه. وإذ سألته عن السبب،أجابها بأنه قد بلغه خبر وفاة زوجها. حزنت السيدة على زوجها، لكنها إذ لاحظت تصرفاتأخيه المشوبة أدركت كذبه وخداعه. حاول أن يقترب إليها فامتنعت وانتهرته بشدة. إذ فشلت حيلته أراد الانتقام منها، فاستأجر شهودًا وشكاها لدى حاكم المدينة بأنه قدرآها تزني، وشهد بذلك من استأجرهم. حُكم عليها بالرجم حتى ظنوا أنها ماتت، فربطواقدميها بحبل وسحبوها إلى المدافن وتركوها لكي تأكل الكلاب جثمانها. إذ كان أعرابي يسير بجوار المدافن سمع صوت أنينٍ خافتٍ، فبحث عن مصدره ووجدها بينالحياة والموت. بالكاد طلبت منه ماءً لتشرب، فقدم لها ماءً، وحملها على ناقته وذهببها إلى بيته. وإذ عادت إليها صحتها طلب أن يتزوجها فأجابته أنها متزوجة، فتركهاتعيش على مقربة منه. دبّت الغيرة في قلب زوجة الإعرابي، إذ خشيت أنيتزوجها رجلها، فصارت تهاجمها وتبذل كل الجهد لتمنع زوجها من خدمتها أو الاهتمامبها. كان لدى الإعرابي عبد شرير، أُعجب بالسيدة اليهودية، فحاول الاعتداء عليهالكنها بقوة منعته. أراد الانتقام منها، فدخل إلى حجرة طفل الإعرابي وذبحه وأخذ منالدم وصار يسكب منه تجاه مسكن حسنة، وألقى بالسكين بجوار مسكنها. في الصباح إذ دخلتالأم وجدت ابنها مذبوحًا وعلامات الدم في الأرض نحو الباب، فصرخت بمرارة. تتبعالإعرابي علامات الدم فوجدها تتجه نحو مسكن حسنة. أمسك بسيفه وانطلق ليقتلالمسكينة. فوجئت بمنظره، وإذ ظهرت عليها علامات الدهشة تحدث معها. اكتشف أنهابريئة، لكنه خشي من موقف زوجته، فأعطاها أربعين درهمًا وطلب منها أن ترحل فورًا. انطلقت حُسنة مرّة النفس، لكنها كانت تشكر الله الذي لم يتركها فيوسط تجاربها المرّة. وفي الطريق وجدت جمهرة من الناس يحكمون على شخص بالصلب لأنهكان قد احتال على شخصٍ وأخذ منه أربعين درهمًا. لم يرد أحد أن يساعده بسبب سوءسمعته. أما هي فأخرجت كل ما لديها، وقدمت الأربعين درهمًا لإنقاذ هذا الرجل منالموت. شكرها الكل على سخائها، أما هي فانطلقت إلى الطريق لا تملك شيئًا، ولا تعرفماذا تفعل. أعجب الرجل بجمالها وحاول أن يستميلها فرفضت وقالت له أنها متزوجة، لنتخون رجلها. ومن التعب رقدت في أحد زوايا الطريق ونامت. بدأ الشرير يفكر ماذا يفعل،وإذ بتاجر يعبر في الطريق مال إليه وسأله إن كان يشتري عبدة جميلة جدًا، ثم كشف وجهحسنة وهي نائمة فأُعجب بها التاجر، ودفع ثمنًا كبيرًا للشرير الذي أخذ الثمن وهرب. استيقظت حسنة فوجدت التاجر بجوارها ينتظرها، وإذ سألته عن أمره أجابها أنه اشتراها. انتهرته السيدة وقالت له: "كيف تشتري سيدة حرّة؟ ألا تخجل من شيبتك؟" أدرك الشيخ أنالذي باعها هو محتال قد خدعه. انطلقت حسنة إلى طريقها، وإذ لم تجد لها موضعًا طرقتباب منزلٍ ما فخرجت منه سيدة فاضلة اهتمت بالضيفة الجميلة. إذ أصيبتصاحبة المنزل بحمى شديدة صلّت حسنة إلى الله بحرارة فشفيت المريضة. انتشر خبرالشفاء، وجاء كثيرون يطلبون صلواتها عنهم. في أحد الأيام اجتمع حولها كثيرون يطلبونالصلاة من أجلهم، إذ كانوا مصابين بأمراض مختلفة خطيرة. فاعترف الكل بخطاياهم، لكنأحدهم تردد في الاعتراف. تحت مرارة تعبه بسبب الجذام الذي كان في مراحله الأخيرةوالخطيرة اعترف بأنه اتهم امرأة أخيه بالزنا لأنها رفضت أن يرتكب معها الشر أثناءغياب أخيه. وأنه استأجر شهود زور وحُكم عليها بالرجم، وأنها ماتت ظلمًا. كان أخوهبجواره فامتلأت نفسه مرارة بسبب ما فعله أخوه الأصغر بزوجته البريئة. صلّت حسنة منأجل كل مضايقيها الذين أصيبوا بأمراض خطيرة، حتى أخ زوجها الذي دبّر أمر رجمها،ووهبهم الرب الشفاء. إذ كانت نفس الأخ الأكبر مرّة للغاية رفعت حسنة الغطاء عنوجهها وقالت له: "لا تحزن. أنا حسنة زوجتك". وإذ رآها فرح بها جدًا وأخذ يقَّبلهاوهو يبكي، ثم عادا معًا ليعيشا خمسة عشر عامًا تحت ظل رعاية الله الذي ينقذ النفوس العفيفة ويتمجد فيها.
 
التعديل الأخير:
أعلى