ما معنى كلمة أقنوم؟ + معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية..

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
ما معنى كلمة أقنوم؟ ونريد معلومات أكثر عن الأقانيم الثلاثة والوحدانية..
الإجابة:
* كلمة اقنوم Hypostasisباليونانية هى هيبوستاسيس، وهى مكونة من مقطعين: هيبو وهى تعنى تحت، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد فى الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير إنفصال.
* من هم الاقانيم الثلاثة؟
الأقانيم الثلاثة همالآب والابن والروح القدس:
فالآب هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم.
والابن هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيثالأقنوم.
والروح القدس هو الله من حيثالجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم.
* كيف أن الجوهر الإلهى واحد ومع هذا فإن هناك ثلاثة أقانيممتمايزة ومتساوية؟
لشرح فكرة الجوهر الواحد لثلاثة اقانيم متمايزة ومتساويةفى الجوهر نأخذ مثالاً
مثلث من الذهب الخالص، له ثلاثة زوايا متساوية أ، ب، جـ
الرأس (أ) هو ذهب من حيث الجوهر.
الرأس (ب) هو ذهب من حيث الجوهر.
الرأس (جـ) هو ذهب من حيث الجوهر.
فالرؤوس الثلاثة لهم جوهر واحد، وكينونة واحدة، وذهبواحد، هو جوهر المثلث ولكن (أ) ليس نفسه هو (ب)، (ب) ليس نفسه هو (جـ)، (جـ) ليس نفسه هو (أ)
لأن (أ) لو كان هو (ب) لانطبق الضلع (أ جـ) على الضلع (بجـ) وبذلك ينعدم الذهب
لو طبقنا نفس الفكرة بالنسبة للثالوث القدوس:
الآب هو الله من حيث الجوهر.
الابن هو الله من حيث الجوهر.
الروح القدس هو الله من حيث الجوهر.
والثلاثة يتساوون فى الجوهر والجوهر نفسه الإلهي هو فىالآب والابن والروح القدس. ولكن الآب ليس هو نفسه الابن وليس هو نفسه الروحالقدس، وكذلك الابن ليس هو نفسه الروح القدس وليس هو نفسه الآب، وكذلك الروحالقدس ليس هو نفسه الآب وليس هو نفسه الابن.
* هل يمكننا أن نقول إن الكينونة فى الثالوث القدوس قاصرةعلى الآب وحده؟ والعقل قاصر على الابن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس؟
لا... لا يمكننا أن نقول هكذا، فينبغى أن نلاحظ أنه طبقالتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصرا على الآب وحده، ففىقداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الابن ونقول: (أيها الكائن الذى كان والدائم إلىالأبد)، لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للابن والروحالقدس، والابن له كينونة حقيقية بالولادة الازلية، والروح القدس له كينونة حقيقيةبالانبثاق الأزلى، ولكن ليس الواحد منهم منفصلا فى كينونته أو جوهره عن الآخرين.
وكذلك العقل ليس قاصرا على الابن وحده، لان الآب له صفةالعقل والابن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل، لأن هذه الصفة من صفاتالجوهر الالهى.
وكما قالالقديس أثناسيوس: (إن صفات الآب هى بعينها صفاتالابن إلا صفة واحدة وهى أن الآب آب والابن ابن. ثم لماذا تكون صفات الآب هىبعينها صفات الابن؟ إلا لكون الابن هو من الآب وحاملا لذات جوهر الآب)، ولكننانقول إن الابن هو الكلمة (اللوغوس) أو العقل المولود أو العقل المنطوق به، أمامصدر العقل المولود فهو الآب.
وبالنسبة لخاصية الحياة فهى أيضا ليست قاصرة على الروحالقدس وحده لان الآب له صفة الحياة والابن له صفة الحياة والروح القدس له صفةالحياة، لأن الحياة هى من صفات الجوهر الجوهر الالهى. والسيد المسيح قال: (كما انالآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الابن ايضا أن تكون له حياة فى ذاته) (يو 5: 26). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)وقيل عنالسيد المسيح باعتباره كلمة الله: " فيه كانتالحياة " (يو 1: 4). ولكن الروح القدس نظرا لأنه هو الذى يمنح الحياة للخليقةلذلك قيل عنه إنه هو: (الرب المحيى) (حسبقانون الإيمان والقداس الكيرلسى)، وكذلكأنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) (حسب صلاة الساعة الثالثة).
من الخطورة أن ننسب الكينونة إلىالآب وحده، والعقل إلى الابن وحده، والحياة إلى الروح القدس وحده، لأننا فىهذه الحالة نقسم الجوهر الالهى الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة. أو ربما يؤدى الأمرإلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده (طالما أن له وحده الكينونة)، وبهذا ننفىالجوهر عن الابن والروح القدس، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لأقنومإلهى وحيد هو أقنوم الآب.
* هل هناك علاقة بين طبيعة الله (اللهمحبة) وبين فهمنا للثالوث القدوس؟
نعم هناك علاقة أكيدة:
إن مفتاحالمسيحيةكما نعلم – هو ان "الله محبة" (رساله يوحنا الاولي 4: 8، 16).
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم والملائكة والبشر؟ إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً (- centeric ego)، وحاشا لله أن يكون هكذا، إذاًلابد من وجود محبوب كما قالالسيد المسيح فىمناجاته للآب قبل الصليب: " لأنكأحببتنى قبل إنشاء العالم " (يو 17: 24)... وبوجود الابن قبل إنشاء العالموفوق الزمان أى قبل كل الدهور، يمكن أن نصف الله بالحب أزلياً وليس كأن الحب شيئحادث أو مستحدث بالنسبة للآب. فالأبوة والحب متلازمان، طلما وجدت الأبوة فهناكالمحبة بين الآب والابن.
ولكن الحب لايصير كاملا إلا بوجود الأقنوم الثالث، لأنالحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخرسواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء (exclusive love) بمعنى أنه حب ناقص ولكن الحب المثالى هو الذىيتجه نحو الآخر وعلى كل من هو آخر (inclusive love) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة.
وإذا وجدت الخليقة فى أى وقت وفى أى مكان فهى تدخل فى نطاقهذا الحب اللانهائى، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس. هذا الحباللانهائى الكامل يتجه أيضاً نحو الخليقة حيثما وحينما توجد، كما قال السيدالمسيح للآب: " ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم " (إنجيل يوحنا 17: 26)... إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب فى الوجودكله.
لكن قد يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة؟وللرد نقول إن أى شيئ ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى، كما أن أى شيئ يزيدبلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى. إن مساحة مثلث الحب هذا هى ما لا نهاية، أى أنمساحة الحب بين الأقانيم الثلاثة هى ما لا نهاية، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشملكل الخليقة، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله هذا الحب، فما الداعى لرأسرابع أو خامس؟!
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى