النبي ايليا

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,807
مستوى التفاعل
2,019
النقاط
113
مار الياس

كان هذا النبي من سبط لاوي، من عشيرة هارون. وكان نحو سنة 890 قبل المسيح، في ايام آسا ملك يهوذا وآخاب ملك اسرائيل. وقد اشتهر بجرأته وغيرته على عبادة الإله الحقيقي وحفظ نواميسه. (انظر سفر الملوك الثالث).
وكان آخاب قد تمادى باسخاط الربّ، هو وايزابيل امرأته اكثر من جميع ملوك اسرائيل. فأرسل الربّ ايليا يقول له: " حيٌّ الربّ الذي أنا واقف أمامه، انه لا يكون في هذه السنين ندى ولا مطر الا عند قولي". وتمّت نبوءته.

وأقام تجاه الأردن حيث أمر الربّ الغربان فكانت تقوته. ولما طال انحباس المطر وجفّ ماء النهر ذهب بأمر الرب الى صرفت صيدون، حيث كان ضيفاً على ارملة فقيرة وقاها هي وابنها من الجوع بآية جرة الدقيق فلم تفرغ وقارورة الزيت فلم تنقص وإقامتُه ابنها من الموت.

ثم اختبأ من وجه آخاب الذي كان يسعى في طلبه ليُميته. وظهر امامه وأنّبه على تركه وصايا الرب. وكانت يد الرب معه. وحنقت ايزابيل وارسلت تهدده بالقتل، فهرب الي بئر سبع ثم الى البرّية، وهو يائس جائع، فأتاه ملاكٌ بالقوت والماء مرتين، وبات في مغارة. فناداه ملاك الرب: "ما بالك ها هنا يا ايليا؟" فقال: "اني غرت غيرة للرب اله الجنود، لأن بني اسرائيل قد نبذوا عهدك وقوضوا مذابحك وقتلوا انبياءك بالسيف وبقيت انا وحدي وقد طلبوا نفسي ليأخذوها". فأمره الربّ بالرجوع الى الدفاع عن الحق. فعاد ووبّخ الملك وامرأته، واتّخذ أليشاع تلميذا له. فغار غيرة عظيمة على شريعة الربّ وكان الله يعضده بقوة المعجزات. وذهب مع اليشاع الى نهر الأردن، فضرب ايليا الماء بردائه فانشقت شطرين، فجاز كلاهما على اليبس، واذا بمركبة نارية صعد بها ايليا واخذ اليشاع رداءه الذي سقط عنه.

وقد ورد ذكر ايليا مرارا في الإنجيل ولا سيما في تجلي الرب. وجاء في التقليد- وربما كان ذلك بناء على ما جاء في نبوءة ملاخيا (فصل 4: 5-6) – ان ايليا سيظهر مع اخنوخ قبل القيامة العامة فيسبقان المسيح الدجال، ويعظان الناس، ويناديان بقرب مجيء الرب الى الدينونة العامة. وكان صعوده بالمركبة النارية سنة 880 قبل المسيح. صلاته تكون معنا. آمين!


"حيُّ هو الربّ إلهيّ... الذي أنا واقف أمامه"

هذه هي كلمات إيليّا النبيّ الذي نعيّد له اليوم، وتحمل كنيستنا والعديدون منا شفاعته واسمه.
بالحقيقة لم يكن إله إيليّا حيّاً فقط، بل كان إيليّا أيضاً حيّاً بإلهه. "لقد قام إيليّا كالنار وتوقّد كلامه كالمشعل" (سيراخ 48، 1). هذه هي روح إيليّا التي أحبّها يسوع. لقد امتدح يسوع يوحنا المعمدان كثيراً ولم يرَ بين المولودين من النساء (بني البشر) أعظم منه، ولهذا قال عنه "قد جاء بروح إيليّا". روح إيليّا هذه هي من الروح القدس، روح الحقّ. روح إيليّا هي الروح التي لا تقبل الخطأ بل تقيم الحقّ في كلّ شيء. روح كهذه لا تهاب إلا أن تخطئ إلى الله، ولا تكره شيئاً إلاّ الإساءة إلى الإنسان. بهذه الروح قام إيليّا على الملكة وبهذه الروح وبخّ المعمدان هيرودس.

نحن في عالم ممزوج فيه حَبُّ القمح مع الزؤان، والحقّ بالباطل، وغالباً ما نريد أن نصالح الأوّل بالثاني وأن نجمع بين النقيضين. لكن روح إيليّا سيف يقطع كلّ رياء ولا يقبل بزؤان الباطل. ونحن نتأرجح بين روح إيليّا وبين تيارات العالم، بين الحقّ وبين الكذب، بين الجوهر والظاهر.
ليست لدينا الجرأة أن نقول للباطل إنّه باطل، حين هذا الأخير يملك بعض السلطة علينا، سلطة ربّما من الرغبات أو السلطان أو الأعراف الاجتماعيّة، الخ... لأن هذه المواجهة تحتاج لروح لا يصمت ولجرأة تقبل أن تتكلّف ثمناً مهما كان باهظاً. فمعيارها ليس الانتصار ولا الربح ولا المراكز، وإنّما الحقيقة والحقيقة فقط، لأنها اللؤلؤة الثمينة التي وجدناها فبعنا كلّ شيء لنا واشتريناها.

وما الذي دفع بإيليّا إلى النبوءة؟ ومن حرّكه بهذا العزم؟ هناك أمران يرسلان الإنسان في هذه الطريق. إنّه روح الله والخطيئة. حين تهيمن الخطيئة يجد روح الله في إنسان ما الشجاعة والشخصيّة التي تقبله فتتحرّك. حين ينسكب الروح في الإنسان بفيض، أو حين يمتلئ الإنسان من الروح لا يعود يقبل الخطيئة ولا بالأحرى يهابها مهما بلغ عنفوانها أو ارتفع شرّها أو قوي سلاحها.
فما يميّز روح إيليا، التي تعطى لنا يوم المعموديّة، أنّها تقرأ الزمن من منظور معيّن. فالحاضر لا يفسّر منها إلاّ من معرفة المستقبل. النبيّ ليس "العرّاف" الذي يقرأ المستقبلات، هذه هكذا مهنة السحرة الذين يقرؤون الفنجان ويشبكون الخزعبلات من مسارات النجوم وشتّى ألوان السحر والشعوذة. المملوء من روح الله يفهم الحاضر حصراً من تحديده للمستقبل. فروح الربّ الساكن والمتحرّك فينا يجعلنا لا نقبل الحاضر كما هو. وإنّما فقط كأداة لتحقيق المستقبل الذي نراه ونرغبه ونسعى إليه. وما هو هذا المستقبل إلا المشيئة الإلهيّة الصالحة للإنسان. وماذا يمكن أن نريد وأن نخطّط له إلاّ ما ينتظره السيّد منّا ولنا؟

ينهض النبي النفوس الآن ليضمن وصولهم إلى المستقبل المطلوب. ليس الحاضر حُكماً طريقاً تصل للمستقبل المنشود، فقد يكون زمناً مسروقاً من زمن خلاصنا، أو طريقاً معوجّة تذهب بنا إلى حيث الله لا يشاءه لنا، حينها يهدّد النبيّ وينبّه ويحذّر النفوس التي ترفض "التقويم"، "ويردّ قلوب الأبناء إلى آبائهم"، ويستنهض الضالّين إلى التوبة. روح الله الناطق بالأنبياء، والساكن فينا، يهبنا موهبة النبوءة، التي ليست إخباراً عن مستقبلات، وإنّما مواجهة الحاضر ومعالجته على ضوء المستقبل. وكتاب الرؤيا هو الكتاب النبوي للعهد الجديد، وهو يؤنّب ويكشف للكنائس واقعها الحقيقيّ ويدعوها للتوبة.

من هذا "المنظور النبوي" للزمن، الحاضر والمستقبل، يرى المؤمن الفساد والعتاقة التي يعتاد يعتاد الناس عليها أحياناً، وذلك في علاقتهم مع الله والآخر. لذلك يتعرّض هذا الروح، روح الحقّ، إلى ألوان الرياء في الإيمان، ولا يقبل الانفصام بين الحياة والمبادئ، بين الأعمال والأقوال، بين ما نعرف وما نسلك! وتجعل روح الله حين تملأ القلب، الإنسان كياناً واحداً لا انفصام فيه، فيؤمن، وإيمانه هذا يصيّره "ما يؤمن". هكذا يصير الإيمان الرأس والأعمال جسماً له.


حيث روح الله هناك الحريّة. لذلك روح النبوءة هذه لا ترضخ للروابط والأعراف، حين هذه الأخيرة مرّات عديدة تناقض الحقيقة. آه، لو تأمّلنا في هذه الروابط التي تكبّل حياتنا اليوميّة، لا بدّ أن نرى الكثير منها منسوج من خيوط الرياء، والخوف، والقيم الزائفة، التي شبكتْها الضعفات البشريّة حين سكنت في قوالب السلطة دون استحقاق. لا يخاف الإنسان شيئاً كما يخاف هذه الروابط. ولا يستعبده شيء كما تستعبده هذه الأعراف. وكأنّها رياء صار ديناً وشريعة! سيف إيليّا ينقضُّ على هذه الشبكة المتشربكة ويظهرها عكس ما تبدو، فإذا بها أمام نار هذا السيف مجرّد خيوط عنكبوت تذرّيها الريح فلا تعود توجد. لم يعملْ إيليّا بهذه الروح في ظروف كان يبدو فيها هو القويّ وأعداؤه هم الضعفاء! على العكس تماماً، حين بدى أنّه الضعيف والضعيف جداً، وظهر أنّ أعداءه هم الأقوياء، حينها سكب إيليّا روح الله على ضعفه البشريّ "فخزى" قوّة الأقوياء. مَن يحمل روحاً كروح إيليّا لا ينظر إلى قوّته أو قوّة أعدائه، وإنّما ينظر فقط إلى إرادة الله القادرة أن تحقّق فيه ما هي تريده. المسألة ليست في أن نربح أو نخسر، إنّما في أن نطيع الروح، فإذا "تكلّم الربّ، فمَن لا يتنبّأ" (عاموس 3، 8). النبيّ يطيع الروح ولا يحسب تجاه هذه الطاعة أيّ شيء خسارة، ولو كلّفته أن يسلّم الرأس لراقصة تافهة (كالمعمدان). ليس أجمل وأشهى من"الطاعة" لمن لمسه الروح في قلبه، لا أعذب منها، حتّى الحياة عينها. "للربّ وحده تسجد وإيّاه وحده تعبد"، وأمام هذا الإله الحيّ لا نخضع لأيّ صنم أو روابط وثن. أمام هذه الروح تتحطّم الأوثان ولا تقبل أيّ رياء في أيّ رابط، لا رابط إلاّ كلمة الحقّ وخير الإنسان الحقيقيّ. بهذه الروح علينا أن نمرّ على بيدر روابطنا الاجتماعيّة فنذرّيها وننقّي حبوب الحقّ من زؤان الخدعة. بهذه الروح نمرّ على الفنون السائدة فنفصل ما منها "جميل" وما منها "غواية". بهذه الروح نفرز بين العلاقات، ما منها "محبّة" وما منها "مصلحة"؛ بهذه الروح نشرف على علاقاتنا بالآخر فنقتل ما منها "الأنا" ونحيي ما منها "للآخر".

"حيُّ هو الربّ إلهيّ... الذي أنا واقف أمامه وأحيا أنا به".
 

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: النبي ايليا

سلام المسيح:

شكرا لك

مار الياس هو شفيع رعيّتي ونحن في لبنان نعيّد له في 20 تموز
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,807
مستوى التفاعل
2,019
النقاط
113
رد على: النبي ايليا

سلام المسيح:

شكرا لك

مار الياس هو شفيع رعيّتي ونحن في لبنان نعيّد له في 20 تموز



شكراااااااااااااااا على مشاركتك

وربنا يبارك حياتك​
 

@CATHOLIC@

New member
عضو
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
139
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
رد على: النبي ايليا

مشكورة اختي موضوع اكثر من رائع وشرح جميل جدا وواضح بالفعل

انتِ رائعة جدا وموضوع رائع ومميز ربي يحفظج ونشوف جديدج اختي الفاضلة
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,807
مستوى التفاعل
2,019
النقاط
113
رد على: النبي ايليا

مشكورة اختي موضوع اكثر من رائع وشرح جميل جدا وواضح بالفعل

انتِ رائعة جدا وموضوع رائع ومميز ربي يحفظج ونشوف جديدج اختي الفاضلة



ميرسى لزوقك

وكلامك الجميل

وربنا يبارك حياتك​
 
أعلى