الكوكب الأول من كواكب الموارنة-الحلقة الثانية.

bernadette

New member
عضو
إنضم
14 يونيو 2007
المشاركات
54
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
بكف العدرا
على أثر حادثة سراج الأب شربل سُمح له بدخول المحبسةالتي كانت قد شُغرت بوفاة الحبيس الأب اليشاع الحرديني شقيق الأب نعمة الله كسّاب احرديني في 13 شباط سنة 1875 فصعد الأب شربل إلى محبسة مار بطرس وبولس في 15 شباط سنة 1875.كان الحبيس الجديد ابن مخلوف جبّار عنيد شهم ،يحارب جيوش الطبيعة الثائرة بقميص من الخام رقيق، لا يدخل ناراً الى غرفته، وانّما يصرف حياته نهاراً وليلاً عند الفراغ من الأعمال اليدوية ساجداً أمام القربان المقّدس وصورة امنّا العذراء الفائقة الطهر والقداسة.
وكان يخطف قليلاً من النوم على بلاس شعري تحته بعض أوراق من الشجر يجمع فيها بعض العقد لتضيم الحبيس في نومه. ولم يكن يتناول الا وجبة واحدة من ضلوع الفرفحين أغلب الأوقات وهي عبارة عن بقلة-حشيشة
بريه يأكلها البقر" ولا يوجد في غرفته سوى سراج من الخزف وابريق ماء وكتاب أمجاد مريم أو تاريخ بعض القديسين.وقد دخل المحبسة بعد شربل الأب مكاريوس المشمشاني المتفّوق في تقواه وفضيلته وكان من الواجب أن يكون مرؤوساً لشربل الحبيس الذي هو أكبر منه ومع ذلك فقد اتخّذه شربل رئيساً له يأتمر بأوامره بطاعة عجيبة. عاش شربل ميتاً عن العالم حباً بالله ولله.
جاءت إليه يوماً إبنة أخيه الى المحبسة تقول له:"يا عمي لقد مات أبي فماذا نعمل بالميراث؟ فقال لها: أي متى مات ابوك؟ اجابت: امس فأجابها: انا مت يوم هجرت العالم ولا علم لي بما تقولين. اذهبي بسلام والله ينوّر عقلك.
ومرة اخرى جاءت اليه ليتنازل لها عن حصته من الميراث فرفض التكلم بالموضوع ولكن لشدة اصرارها طلبت منه التنازل خطياً على ورقة لتبرزها للأقارب فكتب لها ورقة وحين عادت الى قريتها ابرزت الورقة فاذ كتب فيها: الميّت لا بيورت ولا بيورّت.
توالت أيّامه في المحبسة سريعة حتى وصل الى قدّاسه الاخير في السادس عشر من كانون الاول عام 1898 وهو في السبعين من عمره يتلو قدّاسه في المحبسة وما ان وصل الى جملة: هوذا ابنك الذبيح الذي به ارتضيت ...اصيب بداء الفالج فعاونه رفيقه الاب مكاريوس على نزع ثيابه الكهنوتية ورفعه مع اخرين الى غرفة فيها نار وطيلة ثمانية ايام قاسى خلالها الاحتضار هادئاً ساكناً على الرغم من الاوجاع وزوّد بواجبات الموتى واحضر له حساء معّد بسمن لتقويته وما ان اشتم رائحة هذه المادة التي حرم نفسه منها طوال اقامته في المحبسة ردّ القصعة بلطف ولم يأكلها لأنّه اراد ان يظّل أميناً لقانون المحبسة ولتقاليد الكنيسة في زمن صوم الميلاد المجيد.
في نزاعه لم يبرح قادراً على تحريك شفتيه ولسانه يتابع قدّاسه وقبل يومين من وفاته راح يردّد: يا يسوع ومريم ومار يوسف. وعند عصر الرابع والعشرين من شهر كانو ن الأول عام 1898 أسلم الحبيس الروح بين يدي خالقه

فرفع الحاضرون الجثمان الى الكنيسة ووضعوه ممدّداً على الحضيض امام المذبح فوق بلاس من شعر الماعز ومن ثّم نقل الجثمان الى الدير وعند الساعة الثالثة من يوم عيد الميلاد أقيمت صلاة الجنازة ونقلت الجثة الى المقبرة وجثا الرهبان وقبلوا يديه ورجليه باكين وكان الوكف يتساقط عليهم وعلى الجثة وكانت ارجلهم غائصة في الوحل والماء الى الساق.
منذ الليلة الاولى لوفاته بدأ النور يظهر على ضريحه ممّا أثار ضجة في جوار الدير وبعد الاذن بفتح المقبرة وجدوا جثمانه الذي ادهش العالم طوال 60 سنة. وجدوا الجثمان سليماً من اي فساد ينضح منه عرق وهو مزيج من الدم الأحمر والأبيض. وبدأ حقل الظواهر خصباً. وبدأ الرهبان يجرون التجارب على جثمانه الذي ظل ينزف دماً وعرقاً . فكانوا يضطرون الى تغيير ثيابه يومياً واقترحوا اخيراً أن يدفنوه واقفاً علً الدم يجف. فكان المؤمنون يزورون الدير ويتبركون من راهب واقف ولكن الدم والعرق استمرّا ؟؟؟
فصاروا يصعدونه الى السطح نهاراً علّ الشمس تجفف دمه وهذا أيضاً لم يأت بنتيجة فشّرحوه واستأصلوا إمعاءه دون نتيجة ثم انتزعوا دماغه وايضاً ظلّ نبع الدم والعرق.
حيّر جثمان شربل أطبّاء لبنان والعالم حتى صرخ أحدهم: هنا يعجز الطب. يتبع
 

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: الكوكب الأول من كواكب الموارنة-الحلقة الثانية.

سلام المسيح:
شكرا لك يابرنادات ومار شربل يحميكي
 
أعلى