القديسة الشهيدة مارينا
بينما كانت القديسة مارينا في الخامسة من عمرها انتقلت والدتها من هذا العالم وهي لا تزال علي عبادتها الوثنية. اما والدها فكان مشغول بصفة دائمة في عمله (رئيس كهنة للأوثان) لذلك اسند تربية طفلته الصغيرة (مارينا) الي مربية فاضلة تقية وكانت مسيحية. وكان هذا بالتأكيد بتدبير الهي. تشربت مارينا من مربيتها منذ نعومة اظافرها التعاليم المسيحية وسير القديسين.
وقد سمــعت مـن مربيتـها الكثـير مـن ســـير الشــهداء وما ينالونه في الملكوت الأبدي فاشـتاقت ان تكـون شهيــدة علي اسم السيد المسيح له المجــد الي ان انتقل والدهــا مـن
هذا العالم وكانت في الخامسة عشر من عمرها. وكان لسان حالها يردد (ابي وامي قد تركاني. اما الرب فيضمني) (مز27 :10).
شبت مارينا علي التمسك بالعبادة المسيحية في الوقت الذي كانت فيه الوثنية هي الديانة الرسمية للبلاد
الاضطهادات والمؤامرات
ترامي لمسامع الوالي ان مارينا ابنة (داسيوس) رئيس كهنة الاوثان قد صارت مسيحية . فأمر بأحضارها .
التقي هذا الوالي بالقديسة مارينا ودار بينهما هذا الحوار.
ـ من أي جنس أنت؟
ـأنا نصرانية ولست بأمة .
ـ من أي قبيلة أنت؟ وما أسمك؟
ـ أنا من قبيلة يسوع وأسمي مارينا.
ـ أي اله تعبدين.
ـ أنا اعبد الله الحي الذي خلق السموات والأرض وكل الخلائق له العظمة والسلطان الي الأبد آمين.
ـ فأنت تدعي بأسم يسوع المسيح الناصري الجليلي الذي صلبه اليهود؟
نعم أنا ادعو باسمه، وأن كنت لست أهلاً له لكبيما ينعم علي نفس الضعيفة ويخلصني من كفرك ونجاسة قلبك.
ترغيب ثم ترهيب
حين رفضت القديسة مارينا كل محاولات الوالي القذرة. أمر هذا الوالي بإلزام القديسة مارينا بتقديم الذابح والبخور للآلهة الوثنية. بعد ان أثني عليها وعاملها بالترغيب قبل الترهيب.
ولكن القديسة مارينا حسمت الأمر بقولها : (أني لا اتزعزع ابداً عن عبادة الله الحي. وأني اذبح ذبيحة الشكر لله العظيم خالق الكل مخل الجميع. وأني أتمسك بعبادته وحده إلي الأبد آمين) من مخطوطات الكنيسة المرقسية بكلوت بك.
عندئذ خاطبها الوالي قائلاً: بهذا الأصرار يا مارينا ستعرضين نفسك الي العذاب الشديد.
وانك مزمعة لأنه تلاقي احزاناً كثيرة وضيقات وشدائد، وتقطع اعضاءك هذه الحسنة بالحديد ومحاوير النار. وتجتازين نيران غضبي ولا أحد يستطيع ان يخلك من يدي سوي طاعتك لأوامري وتنازلك عن عنادك هذا وسجودك للآلهة وفي هذه الحالة ستريحين نفسك وجمالك وانا اغدق عليك بأثمن العطايا وارفعك الي مرتبة عالية جدا، فتكوني اميرة لأنك ستصيري لي زوجة بطاعتك هذه فاجابته القديسة مارينا قائلة ايها القاسي القلب أتظن أني أفزع من عقوباتك وأنا مؤمنة ان الهي الصالح يقويني ويرسل لي عونا من قدسه بعظم معونته، وأنا اعلم أنه ليس لك سلطان الا علي جسدي فقط فأفعل به ما يحلو لك، أما روحي فليس لك سلطان عليها كما قال في انجيله المقدس: (ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر بل أريكم مما تخافونخافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم. نعم اقول لكم من هذا خافوا) (لو12: 5 ـ 6).
وأما أنا فإني علي أتم الاستعداد لقبول اي عذاب لكي يؤهلني هذا لاستريح مع العذراي الحكيمات اللائي فزن بالعريس الحقيقي يسوع المسيح لأن سيدي يسوع المسيح الذي أنا اعبده دفع نفسه الي الموت من أجلنا. وأنا لست بمستحقة أن ادفع جسدي من اجله واحتمل جميع العذابات من اجله ايضاً.
عذابـــــات القديســــــة
صلاة القديسة مارينا وسط العذابات
مع رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وجموع الشعب
فأجابت الشهيدة مارينا:
(ماذا تريدون مني يا قليلي الإيمان فإن كان جسدي يهلك فإن روحي تتجدد وتكون مع نفوس العذراي الحكيمات أما أنتم فاسمعوا وآمنوا بالرب فأن الله يسمع لكل الطالبين اليه. وأما انا فلا اسجد لآلهة صماء بكماء عمياء مصنوعة بايدي الناس
علامة الصليب وليس السحر
عندئذ امر الوالي بايداع الشهيدة مارينا السجن بعد تهديد ووعيد، ولكن الملاك الجليل ميخائيل أتي اليها ورشمها بعلامة الصليب فلم يبق في جسمها شيء من الجراحات والأوجاع (ورقة69) وشجعها الملاك الجليل وصصلت مارينا حتي الصباح حينئذ امرالوالي باحضار القديسة مارينا ذهل الوالي عندما لمير في جسمها شيئاً من أثار التعذيب التيعذبها بها جنودالوالي وأتهمها بالسحر فقالت القديسة مارينا : (أنا لست بساحرة ولكننيعبدة ليسوع المسيح الذي فضحك أنت واوثانك النجسة).
منشــار جديـــد ولكـــن
وفي هذه الليلة صارعها الشيطان صراعاًمريراًً ولكنها أنترت عليه انتصاراًساحق. وكانت في صصلاة مستمرة فلما كان الغد امر الوالي بأحضار القديسة مارينا فلما اخرجها الجند رشمت جسمها جميعه برشم الصليب المحي.
فلما حضرت قدام الوالي قال لها اطيعني يا مارينا واسجدي للآلهة عند ذلك قالت له القديسة مارينا يجب عليك أنت أن تسجد لألهي الذي نجاني وعفاني من عقوباتك. ولا تكون عابد للأصنام العمياء الخرساء
حــرق جســـد القديســـة
أمشــاط حديد وخــل وجـير وملح وثعـبان مفــزع
فلما كان الغد، امر الوالي باحضارها، ولما رآها سالمة تعجب كثيراً وقال لها : يا مارينا قد ظهر اليوم سحرك، فاسمعي مني واعبدي الألهة يكون لك بذلك خير كثير، وأنا أعطيك جميع ما وعدتك به، فاحتقرته هو وألهته الصامته، وقالت له أنا اعبد الرب يسوع المسيح ابن الله الحي، اله السموات والأرض.
ومهما اردت ان تصنعه بي فاصنعه لزني لا اسمع منك شيئاً، فأمر الوالي ان تعلق في المعصرة وتعصر بشدة، ففعلوا بها كذلك ثم أودعوها المعتقل، وبعد ذلك نزل ملاك الرب وشفاها، ثم ظهر لها الشيطان .
القديسة مارينا تواجه الشيطان
(أنا الذي احسن للأنسان الزني والسرقة والتجديف والأمور الدنياوية، واذا لم اتغلب عليه، فاني اسلط عليه النوم والكسل حتي لا ادعه يصلي ويطلب غفرانه خطاياه. فللوقت طردته القديسة.
الغرق في ماء مغلي
عماد القديسة مارينا بين الزلزلة والحمامة والاكليل
لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح
امهلني ساعة لكي أصلى
فأمر بأخد رأسها فقام السياف وأخد القديسة المختارة العظيمة في الشهيدات (مارينا) وخرج بها اليخارج المدينة ثم نظر اليها ساعة وقال لها (يا مارينا) أني انظر يسوع المسيح مع الملائكة ومعه اكليل من نور ساطع جداً حينئذ قالت القديسة مارينا للسياف .
أن كنت ايها الاخ تنظر المخلص يسوع المسيح علي الحقيقة فأمهلني ساعة يسيرة لكي اصلي، لعل الله يقبل روحي الي مكان الراحة، فقال لها السياف يامارينا افعلي ما تختارين عند ذلك ابتدأت القديسة المغبوطة تصلي وأثناء صلاتها وطلباتها ظهر لها الرب نفسه بمجد عظيم وشجعها وقواها.
استشهاد القديسة وإيمان السيااف
عند ذلك تقدم السياف اليها وهو بين الحياة والموت فزعاً مرعوباً وأخذ السيف وقطع رأس الشهيدة القديسة مارينا وهو يقول يارب لا تثبت لي هذه الخطيئة ، ثم ضرب رقبته هو ايضاً وهو يقول اني اؤمن باله القديسة مارينا، ثم تزلزلت الأرض ثلاث مرات فرخ الجموع: عظيم هواله مارينا وكان بين الجموع مرضي حالما لمسوا جسد القديسة مارينا نالوا الشفاء فوراً.
وأبصروا اهل مدينة انطاكية الملائكة وجسد الشهيدة مارينا في احضانهم يزفونه قائلين ليس لك شبيه يارب.
وأمن عدد كبير وقبلوا عذاباً عظيماًص ونالوا اكليل الحياة مع القديسين. والملائكة مضوا بروح الشهيدة مارينا للفردوس، اما الجسد فأخذه القديس ثاوفيموس الذي كان ملازماً للقديسة مارينا في رحلة تعذيبها.
وها هو يروي ما حدث علي لسانه اذ يقول، انا المسكين ثاوقيموس كنت ملازماً للقديسة المختارة مارينا من الابتداء الي الانتهاء. وكتب جميع سيرتها ولم ازد شيئاً (ورقة 90).
ولم انقصص شيئاً وانا الذي اخذت جسدها المقدس ووضعته في جرن رخام جديد ووضعت معه طيباً كثيراًً وبخور زكياص ووضع امامه قنديلاً يضيء ليلاً ونهاراً وكل من دهن بالزيت من المرضي برأ من علله وآن بهذا السبب عدد لا يحصي عددهم (ورقة 131) ووضعت الجرن في بيت بمدينة انطاكية بيسيدية.
وتعيد الكنيسة القبطية في يوم 23 أيبب من كل عام لذكري استشهادها كما تعيد في 23 هاتور عيد تكريس كنيستها.
وقد اظهر الرب من جسدها عجائب ومعجزات شفاء كثيرة. وجسدها موجود بكنيسة السيدة العذراء مريم بحارة الروم الكبري. صلاتها وشفاعتها تكون معنا آمين.
عجائـــب القديســـة مارينـــا
ولما بادت عبادة الاصنام ورقة 129) خشوا ان يبنوا البيعة بسبب عجزها عما تحتاج اليه (من نفقات) فجاءت اليها القديسة مارينا واعلمتها أنه الرب يعينهماعلي كمال عمارة البيعة وفي الغد جاء اليهما بناءون. فقد ظهرات لهم القديسة مارينا في الليل وتوجهوا بصحبتها الي الجرن الرخام. وعملت لهم الاساس .
حضر اليهم اقوام تجار. كان قد خرج عليهم لصوص واخذوا جميع ما كان لهم. حينئذ اقبلت اليهم القديسة مارينا واللصوص مربوطين وجميع ما اخذوه (ورقة 132) من التجار معهم فاستعادوا ما سلبوه واحضروا مانذروا به.
ولما فرغوا من حفر الاساس حضر اقوام ومعهم ثلاثون جملاً محملة بالحجارة. واخبروا انهم حصصلوا الحمول عن الجمال ليستريحوا وبعد ساعة لم يجدوها فعادوا ليطلبوها فتاهوا. حينئذ تضرعوا الي اله بشفاعة القديسة مارينا فأوصلتهم الي موضع الحمول ووجدوا الجمال هناك ولما تكامل ما يحتاجون اليه من الحجارة تركوا لبيعة القديسة مارينا ثلاثة جمال. ولما فرغ البناؤن واحضروا النجارين كان انسان تاجراً في الخشب يملك مخزناً كبيراً لتجارة الخشب (ورقة 133)فلما شبت النار علي مخزن الخشب هذا نذر الي القديسة مارينا انه يحمل اليها ربع الخشب من سائر اصنافه ان تسلم الخشب من الحريق عند ذلك رأي شخصاً نورانياً وبيده صليب رد به النارعن الخشب حتي لم تؤثر فيه رائحة النار فاحضر لبيعة القديسة مارينا شيئاً كثيراً من انراع الخشب، ولما تكاملت عمارة البيعة وكرست حضر اليها الناس من كل البلاد واتفق حضور رجلين من أسيا ولأحدهما ولد مجنون والآخر ولد اعمي فأحضره اهله الي بيعة القديسة مارينا (ورقة 133) وبينما هما موجودان في البيعة نال كلاهما الشفاء.
العاقر تلد ميخائيل
لم يكن له ابناء
نزيف الدم والبرص
الفرسة الأصيلة وابنها
خرج عليه لصو وارادوا قتله. فظهرت له القديسة مارينا وللوقت ابصر نفسه علي باب البيعة.
سارق القناديل
بركة صلوات القديسة مارينا الشهيدة العفيفة فلتكن معنا آمين.
منقول