كتاب بستان الرهبان

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مقدمة الطبعه الثانيه
جاء عصر الرهبنه فى الكنيسه القبطيه تاليا لعصر التبشير والاستشهاد فلقد كانت الشهاده للرب يسوعفى العصر الاول بالصمود امام الثنيه المضطهده للمسيحيه . وحاولت الوثنيه وئد المسيحيه ،ولكن الانتشار المقدس غلبها .وكان له سلاحان ،حياة القداسه التى عجز الشر عن النفاذ خلالها،ثم الثبات بأمانه لاسم المخلص امام كل ضيق .فعاش المسيحيون فى قداسه وشجاعه بلا تزلزل حتى انهارت الوثنيه.
ثم استقرت الامور .وتحول الجهاد الافقى الى جهاد رأسى.وتحولت شهادات البعض من امام العالم المنظور الى عالم الملائكه والشياطين فى تركيز فكرى عند قدمى الرب للتأمل فيه.انتهى عصر المستشهدين وجاء عصر العابدين .
وليست الصلاه اساسا طلب احتياجات عالميه،بل طلب ملكوت السموات حبا فى الخلاص.وفى طلب هذا يحلو التأمل،ويلهج القلب بالتسبيح.
وحين اذن يهدأ الاحساس بالوسط المادى،ويطرد الحب المنركز بالاحساس فى العالم الروحى .فنشأت الرهبنه،اى الارتباط بالاله والانحلال من العالم ،او التحول من التناقش مع العالم اساسا الى الاستمتاع بالنظر والتحدث الى الله.
فما كانت الرهبنه هروبا بل حبا،وما كانت حياه سلبيه بل ايجلبيه مركزه
انها انطلاق النفس فى فعل التسبيح.
ولعل الفنان الذى يغرق فى استجلاء احاسيسه ليعبر عنها صامتا فى خطوط او الوان،او العالم فى معمله الذى يقضى السنوات الطوال فاحصا نقلط صغيره محدده املا ان يصل الى كنهها.لعل هذا او ذاك يشبه الراهب الذى تملكه التأمل فى الحبيب يسوع فثبت نفسه على استماع صوته فى القلب،وتحركات القلب فى اللهج بتسبيحه.
ونشأت الرهبنه فى مصر .
على ان الفضائل المسيحيه لزام على كل مؤمن.فحب مناجاة الله المخلص،والتعفف من اللذه،والعزوف عن محبة القنيه ،وتسليم المشيئه الشخصيه لمشيئه الالهيه فى ارتياح وفرح وقوه ومحبة الخير للناس جميعا،وانكار الذات هى صفات واجبه على كل مؤمن .ولذا نجد فى سير
الاباء الرهبان قصصا تشير الى المستوى الروحى الذى كان عليه ساكنوا العالم فلقد اعلن الرب يوما للانبا انطونيوس انه فى مدينة ما يوجد طبيب يماثله فى حب الله وان كان يخالفه فى صورة الحياه فأنه يعمل ويوزع جميع ايراده للفقراء والمحتاحين،ويسبح الرب شريكا للملائكه ثلاث مرات فى اليوم . واعلن للاب مقاريوس الكبير يوما انه فى مدينة ما يوجد سيدتان متزوجتان تضارع حياتهما كبار العابدين فى الصحراء،فذهب اليهما واطلع على سيرتهما واقتنع ان الفضائل التى تظهر فى حياة الرهبان فى البريه تظهر ايضا قى سكان المدن.
على ان الرهبان جماعه تفرغوا لخدمة التحدث الى القدوس،وجندوا انفسهم لذلك،متخلين عما يعوقهم من مشغوليات الاسره واعالتها.فهم متخصصون لدراسة عمل العباده الدائم،وما يلزمه من اوضاع.قلبهم منشغل بعبادة الرب ومما اهتمامهم بعمل اليدين الا الا ليأكلوا خبزهم بعرق جبينهم اولا ،وهم يمارسونه والقلب فى هدوء واتصال بألله ثانيا.
ولقد توسمت الكنيسه فى الرهبان الذين خدموا فيها هذه الصفات.اى انهم فى كل عملهم يعملون بروح العباده.ولعل هذا يشبه ما قاله الرسول (انسكب ايضا على ذبيحة ايمانكم وخدمته )."فى17:2" .
انهم متمسكون على استماع صوت الرب داخلهم،وما يؤدونه من اعمال المحبه فبذات الانسكاب على جسد الرب.
والى اللقاء فى جزء اخر من مقدمة الكتاب.


70176445.jpg


عندما يمتلئ القلب بالسلام الداخلى رغم شدة العواصف ثق ان الله يبتسم لك
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كتاب بستان ارهبان
---------------------------------------------------------

انماط الرهبنه:
انخرط الرهبان فى سلك معين،شعاره التخصصلتطبيق الفصائل المسيحيهتعمدا،غير انهم فى اساليب حياتهم اختلفواالى انماط معينه .
التوحدhermitage وفيه يسكن الراهب منفردا،واسمه القديس انطونيوس تفرعت منه صوره خاصه كالحبساء
والسواح(120:115).
الشركهcenobitisonوانشأ القديس باخوميوس.وفيه يحيا الرهيان جماعات يصلون الصلوات المختلفه مجتمعين،وينام كل ثلاثة منهم فى قلايه واحدهوينقسمون فى العمل الى فرق حسب الصناعات والاعمال المختلفه.
ومن هذا النظام انشأ القديس شنوده اديرته .وكان فيها نظام الشركه فى الحياه .والارتباط بخدمة الكنيسه ارتباطا كبيرا داخل الدير وخارجه.
الفرديه المترابطه idiorhythmism اى الحياه الفرديه فى تناسق مع الجماعه وانشأه القديس مقاريوس وفيه عاش البعض فى قلايل مختلفه(ص41-43و92)
وكانوا يجتمعون مساءكلسبت فى الكنيسه يستمعون
لتعليم الشيوخ. ويسبحون ثم يحضرون القداس،ويتناولون الطعام سويا صباح الاحد.
ولقد وكان من احب خدمة المؤمنين فى صور مختلفه
(25و66و67و72..الخ).
على انا الانكماش الذى حدث فى الرهبنه -كما ف ى الكنيسه القبطيه عامة.خلال قرون متواليه،قد ادى الى تناقص عدد الرهبانوالاديره.والى تجمع مختلف الانماط واختلاطها،حتى صارالديرالواحدمن يحوى من تابعى المترابطه،والمتوحدين،والمجتمعين،والحبساء
ومحبى الخدمه،والكهنه،والعازفون عن الكهنوت وغيرهم



89867088.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الرهبنه:
ليس ما يسمى بمبادئ الرهبنه الثلثه- الفقر ،والطاعه ، والعفه- فى الحقيقه الا ممارسات سلوكيه . فالرهبنه الانشغال بالتحدث الى الله او الاستماع اليه . والراهب يجب ان يستمع لصوت الله فى القلب ااى فى طبيعته الخاصه ،وفى الطبيعه حوله فيلجأ الى حياة السكون والتأمل والصلاه
وليست الرهبنه مذهبا صوفيا يعتقد فيه الراهب انه يرضى الله بممارسات نسكيه ،اومذهبا نفسانيه مما قد يكون كامنا فى الطبيعه البشريه ،بل هى حب الفادى الذى يتملك المؤمن ، يفعل النعمه التى تنسكب عليه ،فجعلته يركز ذاته على الرب . واخذت الاهتمامات العالميه والماديه تسقط عنه ، بحكم انطلاقه فى درب حب المخلص والتأمل فيه ولذا جاء ما سمى بالنذر الثلاثى - الفقر ،والطاعه، والعفه - تصويرا لسلوكه من الخارج اكثر منه اهدافا يسعى اليها ففى انشغاله بالمتعه الروحيه جاء تعففه عن المتعه الجسديه بأنواعها وفى انسحاق امام الفضل الالهى يجئ انكاره لذاته ،وهو ما يظهر خارجا فى طاعته لمشيئة المدبر . وفى شبعه بالروح يجئ تجرده عن مطالب الراحه الجسديه اى الفقر .وهو فى كل ذلك يسلك بروح الصلاه ، وسكون التأمل ، والالتزام بالعمل كمن لا يمتلك متاعا . فهذه الصفات السلوكيه هى الصوره الخارجيه للحاله الداخليه.
كتاب بستان الرهبان:
توجد مجموعات كثيره من الاقوال لاباء البريه النساك عرفت بأسماء مختلفه مثل الفردوس ، فردوس الاباء ، بستان الرهبان ناقوال الاباء الشيوخ .... الخ.
وجدت فى نسخ بلغات كثيره منها اليونانيه والقبطيه والسريانيه واللاتينيه والعربيه.
وترجمت الى اللغات الانجليزيه والفرنسيه والالمانيه . والملاحظ ان كثيرا من الاقوال والحوادث ذكرت فى اكثر من هذه الاصول القديمه .
النسخ العربيه :توجد نسخ كثيره باللغه العربيه ابتداء من القرن العاشر ونرجمت هذه النسخ بعضها عن اللغه القبطيه والاخر عن اليونانيه واحيانا السريانيه.
النسخه القبطيه:
وهى اقدم النسخ التى أخذت عنها اللغات جميعا سواء اليونانيه او السريانيه واللاتينيه .وقد نشرها
العلامه اميلينو باللغه القبطيه مع ترجمه لها بالفرنسيه.
وتوجد مجموعه اخرى من الاقوال والسير جمعها بلاديوس سنة 420 م وقدمها الى احد معاونى الملك ثاؤدوسيوس الثانى المسمى (لوساس) لذلك سمى تاريخ بلاديوس اللوساسى او اللوزاكى . ولو ان اسمه الحقيقى عند اباء الرهبان الفردوس paradisus. وقد قام الباحث المصرى الكبير بطلر butlerسنة 1898 م بدراسة هذا الكتاب اثبت فيه اصالة التاريخ وصدق نسبته لبلاديوس
وحقيقة روايته من الوجهه التاريخيه البحته .


13955940.jpg

البـــــــــــــاب الاول​
اسمـــــــاء الابـــــاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
القـــــــــــــــديس انطونيـــــــــــــــــــــوس
كوكــــــــــــــــــــب البـــــــــريه والـــــــــرهبــــان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
نشـــــــــــــأته:
من اهل الصعيد من جنس الاقباط ، وسيرته عجيبه وطويله اذا استوفيناها شرحا .. وانما نذكر اليسير من فضائله : انه لما توفى والده دخل اليه وتأمل وبعد تفكير عميق قال: تبارك اسم الله :
اليست هذه الجسه كامله ولم يتغير منها شئ البته سوى توقف هذا النفس الضعيف ، فأين هى همتك وعزيمتك وامرك وسطوتك العظيمه وجمعك للمال انى ارى الجميع وقد بطل وتركته فيالهذه الحسره العظيمه والخساره الجسيمه.
ثم نظر الى والده الميت وفال : ان كنت قد خرجت انت بغير اختيارك فلا اعجبن من ذلك ، بل اعجب من نفسىان عملت كعملكك.
اعتزاله العالم
ثم بأنه بهذه الفكره الواحده الصغيره ترك والده بغير دفن كما ترك كل ما خلفه من مال واملاك وحشم ، وخرج هائما على وجهه قائلا : ها أنا اخرج من الدنيا طائعا كيلا يخرجونى مثل ابى كارها .
توغلـــــــــه فى الصحـــــــــراء:
لم يزل سائرا حتى وصل الى شاطئ النهر حيث وجد هناك جميزه كبيره فسكن هناك ، ولازم النسك العظيم والصوم الطويل ، وكان بالقرب من هذا الموضع قوم من العرب ن فأتفق يوم من الايام أن أمراه من العربر نزلت مع جواريها الى النهر لتغسل رجليها ورفعت ثيابها وجواريها كذلك ، فلما رأى القديس انطونيوس ذلك حول نظره عنهن وقتا ما ظنا منه انهن يمضين ، لكنهن بدأن فى الاستحمام فى النهر ! فما كان من القديس الا انه قال لها : ياامرأه : اما تستحين منى وانا رجل راهب ؟اما هى فأجابت قائله له :اصمت ياأنسان من اين لك تدعو نفسك راهبا ؟
لو كنت راهبا لسكنت البريه الداخليه لان هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان .
فلما سمع انطونيوس هذا الكلام لم يرد عليها جوابا . وكثر تعجبه لانه لم يكن فى ذلك الوقت قد شهد راهبا ولا عرف الاسم فقال فى نفسهليس هذا الكلام من ه1ه المرأه لكنه صوت ملال الرب يوبخنى وللوقت ترك الموضع وهرب الى البريه الداخليه واقام بها متوحدا لانه ما كان فى هذا الموضع احد غيره فى ذلك الوقت ، وكان سكناه فى قريه قديمه كائنه فى جبل العربه،صلاته فلتكن معنا امين .
مــــــــــلاك يابســـــــــه الـــــــزى
وكان يوما جالسا فى قلايته ، فأتت عليه صغر نفس وملل وحيره عظيمه ، وضاق صدره فبدأ يشكو الى الله ويقول: يارب انى احب ان أخلص ، لكن الافكار لا تتركنى فماذا اصنع ؟ وقام من موضعه وانتقل الى مكان اخر وجلس .
واذا برجل جالس امامه ، وعليه رداء طويل متوشح بزنار ضليب مثال الاسكيم ، وعلى رأسه
( كوكليس) قانسوه شبه الخوذه . وكان جالسا يضفر الخوص . واذ بذلك الرجل يتوقف عن عمله ويقف ليصلى ، وبعد ذلك جلس يضفر الخوص . ثم قام مره ثانيه ليصلى ثم جلس ليشتغل فى ضفر الخوص وهكذا .. اما ذلك الرجل فقد كان ملاك الله الذى ارسل لعزاء القديس وتقويته اذ قال لانطونيوس " اعمل هكذا وانت تستريح "
ومن ذلك الوقت اتخذ انطونيوس لنفسه ذلك الزى الذى هو شكل الرهبنه وصار يصلى ثم يشتغل فى ضفر الخوص : وبذلك لم يعد الملل يضايقه بشده فأستراح بقوة الرب يسوع المسيح له المجد .


88151290.jpg


القديس بولا البسيط
( تلميذ الانبا انطونيوس)
اقام القديس انطونيوس بالبريه الداخليه فوق مدينة اطفيح بديار مصر مدة ثلاثة ايام . وبنى له قلايبه صغيره وهو قريب من وادى العربه .
وكان ذلك الوقت رجل علمانى ، شيخ كبير ، يقال له بولا اعنى بولس ، كان ساكنا فى مدينة اطفيح . واتفق ان ماتت زوجته وتزوج امرأه صبيه . وكان له خيرات واموال كثيره كان قد ورثها .
فدخل يوما من الايام الى بيته ، فوجد احد خدامه على السرير مع زوجته.
فقال لزوجته مبارك لك فيه ايتها المرأه ومبارك له فيك ، اذ اخترتيه دونى
ثم اخذ عباءته عليه ومضى هائما على وجهه فى البريه الداخليه . وبقى محتارا تائها زمانا طويلا الى ان اتفق انه وقف على قلاية القديس انطونيوس فقرع باب القلايه . فلما رأه القديس عجب منه غاية العجب لانه لم يكن بعد قد رأى انسانا بهذه الصفه ، فسلم على القديس وسجد له على الارض بين يديه فأقامه القديس وعزاه وفرح به غاية الفرح . ثم جلس عند القديس اربعين يوما ملازما الزهد الكامل والوحده الصعبه .
فلما كمل له اربعين يوما ، قال له القديس : يابولس اذهب الى حافة الجبل وتوحد ، وذق طعم الوحده .
فمضى بولس كما امره وعمل له مثل مرابط شاه . وفى غضون ذلك احضروا الى القديس انطونيوس رجلا اعتراه روح من الجن . فلما نظره القديس عجب منه ،ثم قال للذى احضره : اذهب به الى القديس بولس يشفيه لانى عاجز عنه . وهذه هى اول تجاربه . فعملوا كما امرهم القديس واحضروه بين يدى القديس بولس .وقالوا له معلمك الاب انطونيوس يأمرك ان تخرج هذا الشيطان من هذا الانسان . وكان القديس بولس ساذجا . . فلوقته اخذ الرجل المريض وخرج الى
خارج الجبل وكان الحر شديدا ، وكانت الشمس مثل وهج النار العظيم . فقال له ياشيطان استحلفك كما امرنى معلمى انطونيوس انك تخرج . واذ بدأ العدو الشيطان يتكلم على لسان الانسان المريض ويضحك ويشتم ويقول : من هو انت ومن هو معلمك انطونيوس المختال الكذاب . فقال له بولس : انا اقول لك ايها الشيطان انك تخرج من هذا الانسان وان لم تخرج انا اعذب نفسى . ثم طلع القديس بولا على حجر كان يتقد كأنه جمر نار وأخذ حجرا اخر على راسه وقال
بأسم الرب يسوع المسيح وبأسم صلوات معلمى مارانطونيوس العظيم انى سأظل هكذا الى ان اموت ولابد ان اعمل طاعة معلمى . وتخرج ايها الشيطان كما امر معلمى . وبقى هكذا واقفا والعرق يتصبب منه كأنه المطر ونبع ( نزف ) الدم من فمه وانفه والناس حوله مندهشون . فلما راى الشيطان ذلك صرخ بأعلى صوته وقال : العفو العفو ! والهروب الهروب من شيخ يقسم على الله بزكاوة قلبه . حقا لقد احرقتنى بساطتك .ثم خرج من ذلك الانسان . وصرخ الشيطان ايضا قائلا :
يابولا لا تحسب انى خرجت من اجل دمك وخروجه ( اى نزف دمه ) لكن احرقتنى صلاة انطونيوس وهو غائب . ولما سمع الحاضرين تعجبوا . بركة صلواتنا تحفظنا امين


18753667.jpg

2-
قصة شفاء ابن ملك الافرنج
اخيروا عن القديس انطونيوس ان مبك الافرنج كان له ولد ، وكان وارثا للملك بعده ، فلحقه جنون وصرع . فجمع كل علماء بلاده فلم يقدر واحد ان يعينه او يشفيه .
ثم اتضل به خبر القديس انطونيوس الصعيدى ، فأرسل اليه رسله بهدايا جليله ، ولما وصلوا اليه لم
يشأ ان يقبل شيئا من الهدايا او يفرح بالسمعه ، وكان يكلمهم بترجمان .
وقال لتلميذه : بماذا تشير على ياابنى ؟ هل اذهب ام ابقى ؟ قال له ياأبى ان جلست انت انطونيوس ، وان ذهبت فأنت انطونه وكان التلميذ يحيه ولا يشتهى ان يسفارقه . فقال له القديس :
وانا اريد ان اكون انطونه .
وفى تلك الليله عمل صلاه فى الديروسار الى بلاد الافرنج وحملته سحابه بقوه الرب يسوع المسيح
ودخل الى مدينة الملك وجلس على باب دار الوزير كمثل راهب غريب . ولما عبر وزير الملك وكان الليل قد حل ، امره الوزير بالدخول الى منزله. وبينما هم على المائده واذا بخنزيره فى بيت الوزير كان لها صغار عمياء واحداها اعرج احضر لها والقاها بين يدى القديس الذى خاطب الوزير قاىئ :
لئلا تظن ان الملك فقط يريد شفاء ابنه ! ثم ثم صلب على اولاد الخنزيره ، وبصق على اعين العميلن منها وابلرأها . فدهش القوم جدا وصاروا كأنهم اموات ، ووصل الخبر الى الملك فأحضره
للوقت وابرأ ابنه قال : ايها الملك بلغنى انك ارسلت الى انطونه المصرى وانفقت مالك واتبعت راسلك ولاجل هذا انقذنى الله اليك . ثم ودعه وانصرف الى ديره .
وفى اليوم الثانى تقابل معه رسل الملك وطلبوا منه الذهاب معهم لشفاء ابن الملك . فقال لهم
" اسبقونى وانا احضر خلفكم . فرجعوا والثقين بكلامه ، وقاسوا فى عودتهم شدائد كثيره من تعب
البحر وهول السفر . وعندما وصلهم سيمعوا بشفاء ابن الملك وان قديسا أخر قد ابرأه . وهكذاقصد القديس انطونيوس ان ينفى عن نفسه الفخر والعظمه . فتعجب الرسل جدا كيف حضر القديس
من بلاده الى بلادهم فى ليله واحده وتكلم بلسانهم . وفى اليوم الثانى كان عندهم . فمجدوا الله كثيرا

18753667.jpg


من سيرة حياته الرهبانيه وقوانين نسكه
أ)شركته مع السمائيين :
جاء بعض الاخوه يسألونه عن سفر اللاويين فاتجه الشيخ على الفور الى الصحراء . اما انبا أمون الذى كان يعرفه عادته فتبعه سرا . وعندما وصل الشيخ الى مسافه بعيده رفع صوته قائلا :" اللهم ارسل الى موسى يفسر لر معنى الايه" وفى الحال سمع صوت يتحدث اليه . قال انبا امون انه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام .
( ب ) الكشف الروحى :
لما حضر انبا ايلريون من سوريه الى جبل انبا انطونيوس قال له انبا انطونيوس : "هل حضرت ايها النجم المنير المشرق فى الصباح ؟" اجابه الانبا ايلاريون " سلام لك ياعمود تانور حامى الخليقه " .
+ كانت طلعته مضيئه بنور الروح القدس تنم عن نعمه عظيمه وعجيبه . كان متميزا فى رصانة اخلاقه وطهارة نفسه وكان يسنطيع ان يرى ما يحدث على مسافه بعيده .
فقد حدث مره بينما كان القديس جالسا على الجبل تطلع الى فوق فرأى فى الهواء روح المبارك امون راهب نيتريا محموله الى السماء بأيدى الملائكه وهناك فرح عظيم .
وكانت المسافه من نيتيريا الى الجبل الذى يعيش فيه انطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوما ولما رلأى رفقاء انطونيوس النه منذهل سألوه ليعرفوا السبب فأعلمهم ان امون مات توا فسجلوا يو
وفاته ولما وصل الاخوه من نيتيريا بعد ثلاثين يوما سألوهم فعلموا ان امون قد رقد فى اليوم والساعه التى رأى فيها الشيخ روحه محموله الى فوق . فتعجب هءلاء وغيرهم من طهارة نفس انطونيوس وكيف انه علم فى الحال ما حدث على مسافه سفر ثلاثة عشر يوما وانه رأى الروح صاعده .( ج ) افرازه :
+ قيل ان شيوخا قاصدين الذهاب الى الانبا انطونيوس ، فضلوا الطريق واذ انقطع رجائهم ، جلسوا من شدة التعب ، واذا بشاب يخرج اليهم من صدر البريه ، واتفق وقتئذ ان كانت حمير وحش ترعى ،
فأشارليها الشاب بيده ، فأقبلت نحوه ، فأمرها قائلا " احملوا هؤلاء الى حيث يقيم انطونيوس "
فأطاعت حمير الوحش امره ، فلما وصلوا اخبروا انطونيوس بكل ما كان ، اما هو فقال لهم " هذا الراهب يشبه مركبا مملوءا من خير ، لكنى لست اعلم ان كان يصل الى الميناء ام لا ؟".
وبعد زمان بينما كان القديس انطونيوس جالسا فى الصحراء مع الاخوه وقع فجأه فى دهشه ، فرأوه يبكى وينتحب ، يركع ويصلى وينتف شعره فقال له تلاميذه :" ماذا حدث ايها الاب ؟" فقال لهم الشيخ " عمود عظيم للكنيسه سقط فى هذه الساعه ، اعنى ذلك الشاب الذى اطاعته الحمير
قد سقط فى قانون حياته " وارسل الشيخ اثنين من تلاميذه اليه . فلما رأى تلاميذ انطونيوس بكى
وناح واهال تراب على رأسه وسقط امامهم قائلا : " اذهبوا قولوا لانبا انطونيوس ان يطلب الى الله ان يمهلنى عشرة ايام لعلى اتوب ". لكنه قبل ان يتم خمسة ايام توفى ولم يمكث طويلا ليقدم
توبه عن خطيتئته : .
+ قال انبا انطونيوس : " انى ابصر مصابيح من نار محيطه بالرهبان ، وجماعه من الملائكه يأيديهم
سيوف ملتهبه يحرسونهم ، وسمعت صوت الله القدوس يقول " لا تتركوهم ماداموا مستقيمى الطريقه " ، فلما ابصرت هذا ، تنهدت وقلت : " ويلك ياانطونيوس ، ان كان هذا العون محيط بالرهبان ، والشياطين تقوى عليهم ! " فجاءنى صوت الرب قائلا " ان الشياطين لا تقوى على احد ، لانى منحين تجسدت ، سحقت قوتهم عن البشريين ، ولكن كل انسان يميل للشهوات ، ويتهاون بخلاصه ، فشهوته هى الت تصرعه وتجعله يقع ، فصحت قائلا: طوبى لجنس الناس وبخاصة الرهبان لان لنا سيد كهذا رحيما ومحبا للبشر " .
+ ودفعة جاء شيخ كبير فى زيارة الانبا انطونيوس فى البريه ، وهو راكب حمار وحش ، فلما رأه الشيخ قال " هذا سفر عظيم ، ولكنى لست اعلم ان كان يصل الى النهايه ام لا "
.

( د ) يوجد نظير له
اعلن الرب لانبا انطونيوس انه فى المدينه الفلانيه يوجد رجل يماثله ، وهو طبيب يعمل ويوزع كل ما يحصل عليه على الفقراء والمحتاحين ، ويقدم للرب تماجيد مع الملائكه ثلاث مرات يوميا . يوجد من يفوقه ايضا :
بينما كان القديس يصلى فى قلايته سمع صوتا يقول : " ياانطونيوس انك لم تبلغ بعد ما وصله خياط
بالاسكندريه" فقام القديس عاجلا اخذ عصاه الجريد ووصل الى الخياط . فلما نظر الخياط الشيخ ارتعد .سأله القديس " ما هو عملك وتدبيرك " اجابه الخياطانى لا اظن اننى اعمل شيئا من الصلاح
غير انى انهض مبكرا وقبل ان ابكأ عمل يدى اشكر الله واباركه واجعل خطااى امام عيتى واقول : " ان كل الناس اللذين فى المدينه يذهبون الى ملكوت السموات لاعمالهم الصالحه اما انا فسأرس العقوبه الابديه لخطاياى " واكرر هذا الكلم عينه فى المساء قبل ان انام .
لما سمع القديس منه هذا الكلام قال لع : حقا كالرجل الذى يشتغل فى الذهب ويصنه اشياء جميله ونقيه فى هدوء وسلام هكذا انت ايضا فبواسطة افكارك الطاهره سترث ملكوت الله بينما انا الذى قضيت حياتى بعيدا عن الناس منعزلا فى الصحراء لم ابلغ بعد ما بلغته انت .
( و) ترديد اسم المسيح:
قال : ان جلست فى خزانتك قم بعمل يديك .. ولا تخل اسم الرب يسوع ، بل امسكه بغقلك ورتل به بلسانك وفى قلبك قل : ياربى يسوع المسيح ارحمنى ياربى يايسوع المسيح اعنى . وقل له ايضا .. انا اسبحك ياربى يسوع المسيح .
من هو انطونيوس ؟
قال احد الاخوه : ارانا انبا صيصوى مغارة الانبا انطونيوس حيث كان يسكن : " هوذا فى مغارة اسد يعيش ذئب


18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
القديس مقاريوس الكبير
خروجه الى البريه
هروبه من القسيسيه :
جاء عن القديس مقاريوس الكبير انه قال :
انى فى حال شبابى كنت جالسا فى قلايه فى مصر فأمسكونى وجعلونى قسا لضيعه ( قريه ) واذا لم اؤثر ان اتقلد هذه الرتبه هربت الى مكان اخر . حيث كان يأتينى رجل علمانى تقى وكان يخدمنى ويبيع عمل يدى .
تجربته الاولى :
وفى يوم من الايام حدث ان بتولا فى ذلك المكان سقطت فى زنى وحملت فلما اشهرت سألت عمن فعل معها هذا الفعل فقالت المتوحد ..؟!
وسرعان ما خرجوا اخذونى باستهزاء مريع الى القريه وعلقوا فى عنقى قدورا قذره جدا واذان جرار مسوده مكسوره .
وشهروا بى فى كل شارع من شوارع القريه وهم يضربوننى قائلين : ان هذا الراهب افسد عفة ابنتنا البتول ، أخزوه ، وهكذا ضربونى ضربا مبرحا قربت بسببه الى الموت الى ان جاءنى احد الشيوخ فقال لهم الى متى هذه الاهانه اما يكفيه كل ذلك خجلا فكانوا يشتمونه قائلين ها هو المتوحد الذى شهدت له بالفضل ، انظر ماذا فعل . واخيرا قال والدها : ان نطلقه حتى يأتينا بضمان
انه يتعهد القيام بأطعامها ويدفع نفقه لولادتها على ان يتربى الطفل ، فدعوت الاخ الامين الذى كان
يخدمنى وقلت له : ( اصنع محبه وأضمنى ) فضمننى ذلك الرجل واطلقونى بعد ذلك فمضيت الى قلايتى وقد كدت ان اموت . ولما دخلت قلايتى اخذت اقول لنفسى : " كد يامقاره فقد صار لك امرأه
. الان يامقاره قد وجدت لك امرأه وبنون فينبغى ان تعمل ليلا ونهارا لقوتك وقوتهم "
وهكذا كنت اعمل قففا وادفعها الى ذلك الرجل الذى كان يخدمنى فيبيعها ويدفع للمرأه . حتى اذا ولدت تنفق على ولدها .
ولما حان وقت ولادة الشقيه مكثت اياما كثيره وهى معذبه وما استطاعت ان تلد . فقالوا لها : ما هو هذا ؟.. ما هو ذنبك فها انت بعد قليل تموتين ؟.."
فقالت :" ان كل ما اصابنى كان بسبب انى ظلمت المتوحد واتهمته وهو برئ لانه ما فعل بى شيئا قط .لكن فلان الشاب هو الذى تحايل على وفعل بى هذا "
فجاء الى خادمى مسرورا وقال لى : ان تلك البتول ما استطاعت ان تلد حتى اعترفت قائله : " ان المتوحد لا ذنب له فى هذا الامر مطلقا ، وقد كنت كاذبه فى اتهامى له ". وهااهل القريه كلهم عازمون على الحضور اليك ويسألونك الصفح والغفران وما ان سمعت هذا الكلام من خادمى اسرعت هاربا الى الاسقيط وهذا هو السبب الذى من اجله جئت الى وادى النطرون
. .
اب الرهبان :
قيل ان الانبا مقاريوس انه بنى لنفسه قلايه غربى الملاحات وسكن فيها وصار يضفر الخوص ويعيش
من عمل يديه ويعبد الله كنحو قوته .. فلما سمع به اناس حضروا اليه وسكنوا معه . فكان لهم ابا ارشدا . وكثر الذين يحضرون اليه فكان يلبسهم الزى ويرشدهم الى طريق العباده .
فلما كبرعددهم بنوا لهم كنيسه هى الان موضع البلااموس . فلما ضاق بهم المكان ولم تعد الكنيسه تسعهم تحول الاب من ذلك المكان وبنى كنيسه اخرى .
فضائله:
1- فاعلية صلاته:
انطلق الا مقاريوس مره من الاسقيط حامل زنابيل فأعبى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الارض وصلى قائلا : انت تعلم انه ما بقى فى قوه واذا به يجد نفسه على شاطئ النهر .
وداعته وتواضعه :
+ اتى الاب مقاريوس يوما من الاسقيط حاملا زنابيل فأعى من شدة التعب ووضع الزنابيل على الارض وصلى قائلا : يارب انت تعلم انه ما بقى فى قوه واذا به يجد نفسه على شاطئ النهر[/COLOR]
.
18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
- وداعته وتواضعه:
اتى الاب مقاريوس يوما من الاسقيك الى نيرس فقال له الشيوخ : قل كلمه للاخوه ايها الاب فأجابهم قائلا : انا لم اصر بعد راهبا لكنى رأيت رهبانا .. فقد كنت يوما جالسا فى الاسقيط فى الغلايه واذا افكار تأتينى قائله : أذهب الى البريه الداخليه وتأمل فيما تراه هناك . ومكثت مقاتلا لهذا الفكر خمس سنوات ظانا انه من الشيطان . لكنى لما وجدت الفكر ثابتا مضيت الى البريه فصادفت هناك بحيرة ماء وفى وسطها جزيره فيها وحوش بريه وقد جاءت الى الماءتشرب وشاهدت بينها رجلين مجردين ( عاريين ) فجزعت منهما لانى ظننت انهما روحان ، لكنهما لما رايانى خائفا جزعا خاطبانى قائلين : لا تجزع فأننا بشريان مثلك فقلت لهما : من انتما ؟.. وكيفاجئتما الى هذه البريه؟.. فقالا لى :
"كنا فى كنونيون وقد اتفقنا على ترك العالم ، فخرجنا الى هاهنا . ولنا اربعون سنه " وقد كان احدهما مصريا والاخر نوبيا فسألتهما كيف اصير راهبا فقالا لى : ان لم يزهد الانسان فى كل امور العالم فلن يستطيع ان يصير راهبا . فقلت لهما : انى ضعيف فما استطيع ان اكون مثلكما . فسألتهما : اما تبردان ان صار شتاء . واذا صار حر الم يحترق جسدكما ؟ ..
فأجابانى : ان الله قد دبر لنا الا نجد فى الشتاء بردا ولا يضرنا فى زمن الحصاد حر ، واخيرا قال القديسللاخوه : لذلك قلت لكم انى لم اصر بعد راهبا؟.. بل رأيت رهبانا فأغفروا لى . واورد بلاديوس تفسيرا جاء فيه:
قال الاخوه : ماذا قصد الراهبان فى قولهما لانبا مقاريوس :
" ان لم تقدر ان تكون راهب مثلنا ، اجلس فى قلايتك وابكى على خطاياك ".
اجاب شيخ : لانهما عرفا ان الراهب بالحقيقه هو الجل الذى استطاع ان يكون منعزلا بجسده ، مقيما فى حياة التأمل والسكون ، عمالا ابلروح والجسد ، متضعا ، باكيا كل يوم على خطاياه ، قاطعا من نفسه كل زكريات الشهوه ، والافكار المقلقه متئملا فى الله وكيف يحيا باستقامه ، وذلك مثلما قال الطوباوى اوغريس : " ان الراهب النفرد عن العالم هو من قطع من نفسه كل حركات الشهوه وثبت فى الرب بكل افكار روحه ".
+ قيل له فى اجدى المرات كان ابا مقاريوس عابرا فى الطريق حاملا خوصا عندما قابله الشيطان واراد ان بقطعه بمنجل كا ممسكا به فى يده . ولكنه لم يستطيع ان يفعل هذا ، وقال له يامقاريوس
انك تطرحنى على الارض بقوه عظيمه ، ولا استطيع ان أغلبك . ولكن انظر هوذا كل عمل تعمله انت استطيع انا ايضا ان اعمله . انت تصوم وانا لا اكل ابدا ، انت تسهر وانا لا انام مطلقا ، ولكن هناك شيئا واحدا به تغلبنى حينئذ قال مقاريوس له : وما هو هذا ؟.. فقال الشيطان انه تواضعك . لانه من
اجل هذا لا اقدر عليك فبسط القديس يده للصلاه ، وحينئذ اختفى الشيطان .
+ وورد ايضا انه مره ما امسك الشيطان سكينا ووقف على ابا مقاريوس مريدا ان يفطع رجليه . ولما لم يقدر ان يفعل هذا من اجل تواضع الشيخ ، أجاب وقال له " كل شئ تملكه ، نملكه نحن ايضا ولكنك بالتواضع فقط تتغلب علينا " ..+ قيل عن ابا مقاريوس : انه كان عندما يقترب اليه الاخوه فى خوف كما الى شيخ عظيم وقديس . لم يكن يجيبهم بكلمه وعندما كان اخ يقول له فى استهزاء : ايها الاب لو كنت جملا ما كنت تسرق النطرون وتبيعه ، واما كان الجمل يضربك ؟.. فأنه كان يرد عليه وان كان احد يغضب بكلمه او بكلمات مثل هذه ، فأنه كان يجيب على كل سؤل يوجه اليه

وقال بلاديوس :
ان مقاريوس الطوباوى كان يتصرف مع جميع الاخوه بدون اى ظن شئ . وقدسأله بعض الناس :
"لماذا تتصرف هكذا ؟" فأجابهم : " انظروا ، اننى ابتهلت الى الرب مدة اثنتى عشرة سنه من اجل هذا الامر ان يمنحنى هذه الموهبه ، فهل تنصحونى بأن اتخلى عنها ؟ ! " لو ان انسانا اقترف اسما تحت بصر انسان معصوم من الخطيه فليعف ذلك المعصوم نفسه وحده من الاشتراك فى حمل قصاص من سقط .
ومن امثلة تواضعه ايضا استرشاده بمن هو اصغر منه وذلككما ورد فى القصه التاليه : قالا ابا مقاريوس : ضجرت وقتا وانا فى الفلايه ، فخرجت الى البريه وعزمت ان اسأل اى شخص اقابله من اجل النتفعه ، واذا بى اقابل صبيلا يرعى بقرا ، فقلت له : " ما ذا افعل ايهاالولد فأنى جائع
فقال لى : كل . فقلت : أكلت ، ولكنى جائع ايضا . فقال لى : كل دفعه ثانيه فقلت له انى اكلت
دفعات كثيره ولازلت جائعا . فقال الصبى : " لست اشك فى اشك فى انك حمار ياراهب ،لانك تحب
أن تأكل دائما ". فأنصرفت منتفعا ولم ارد له جوابا .
-3 محبته للوحده :
واذ كان يتضايق الان عددا كبيرا من الناس كانوا يأتون ليتباركوا منه لذلك دبر الخطه التاليه :
حفر سردابا فى قلايته .. ووضع فيها مخبأ ذا طول مناسب ، يمتد من قلايته الى بعد نصف ميل وعند
نهايته حفر مغاره صغيره . وعندما كانت تأتى اليه جموع كثيره من الناس فتعكر وحدته ، كان يترك
قلايته سرا ، ويمر عابرا فى السرداب دون ان يراه احد ، ويختبئ فى المغاره حيث لا يقدر احد ان يجده وقد اعتاد ان يفعل هذا كلما كان يرغب فى الهروب من المجد الباطل الذى يأتى من الناس "
وقد قال لنا واحد من تلاميذه الغيورين انه تركه فى القلايه الى المغاره كان يتلو 34 ربعا ( استيخن )
وفى رجوعه 34 اخرى . وحينما كان يذهب من قلايته الى الكنيسه ، كان يصلى 34 صلاه فى عبوره
الى هناك ، و 34 اخرى فى رجوعه " .
دفعه سأل الاخوه شيخا قائلين :
اعتادوا ان يقولوا انه من عادة ابا مقاريوس من ان يفر اللى قلايته اذا سرحت الكنيسه . والاخوه قالوا : ان به شيطان لكنه يعمل عمل الرب . فمن هم الذين قالوا ان به شيطان ؟ .. وما هو عمل الرب الذى اعتاد ان يعمله ؟ ..
قال الشيخ : كان المتهاونون يقولون ان به شيطانا ، فعندما يرى ابلايس ان رهبان الدير يعيشون فى حياه روحيه مباركه فان الشيطان تحرك الاخوه المتهاونين ان يثيروا حربا ضدهم بالاهانه والانتهار ، والاغتياب ، والافتراء والمحاكمات التى يسببونها لهم .
اما عمل ابا مقاريوس بفراره الى قلايته فكان :صلاه مصحوبه ببكاء ودموع طبقا لما حدث به ابا اشعيا قائلا " عندما ينصرف الجمع او عندما نقوم عن الغذاء ، لا نجلس لنتحدث عن اى انسان ، لا فى امور العالم ولا فى امور روحيه بل امض الى قلايتك وانك على خطاياك " كما قال القديس مقاريوس الكبير للاخوه الذين كانوا معه : فورا يااخوه . فقال الاخوه : ايها الاب . كيف نهرب اكثر من مجيئنا الى البريه ؟ فوضع يده على فمه وقال : من هذا فروا وفى الحال فى كل واحد الى قلايته وصمت .
+ اعتاد ابا مقاريوس ان يقول للاخوه بخصوص برية الاسقيط " عندما ترون قلالى قد اتجهت نحو
الغابه اعرفوا ان النهاية قريبه . وعندما ترون الاشجار قد غرست الى جوار الابواب ، اعلموا ان النهابه
على الابواب . وعندما ترون شبانا يسكنون فى الاسقيط ، احملوا امتعتكم وارحلوا " .
4- تقشفه وزهده :
قيل ان الاب مقاريوس : انه كان قد جعل لنفسه قانونا وهو انه اذا قدم له الاخوه نبيذا كان لا يمتنع عن شربه . لكنه عوض كل قدح يشربه يصوم عن شرب الماء يوما . فأما الاخوه لكى ينيحوه
كانوا يعطونه . وهو لم يمتنع بدوره امعانا فى تعذيب ذاته . اما تلميذه فلمعرفته بأمر معلمه طلب من الاخوه مناجل الرب الا يعطوا الشيخ نبيذا لانه بعذب ذاته بالعطش . فلما علموا بالامر امتنعوا عن اعطائهنبيذا منذ لك الوقت .
+ قال بعض الاباء لابا مقاريوس المصرى : ان جسدك قد جف سوى اكلت او صمت فقال له الشيخ " ان قطعه من الخشب التى احترقت واكلتها النيران تفنى تماما ، وهكذا ايضا قلب الانسان يتطهر بخوف الله ، وبذلك تفنى الشهوات من الجسد وتجف عظامه " .
وقيل ايضا تن انسانا اتا بعنقود مبكر ، فلما رأه سبح الله . زامر ان يرسلوه الى اخ كان عليلا ،فلما رأه
الاخ فرح وهم ان يأخذ منه حبه واحده ليأكلها لكنه اقمع شهرته ن ولم ياخذ شيئا وقال " خذوه لفلان الاخ لانه مريض اكثر منى " فلما اخذوا العنقود اليه رأه وفرح ، ولكنه اقمع شهوته ، ولم يأخذ منه شيئا ، وهكذا طافوا به على جماعة الاخوة فكان كل ما اخذوه اليه يعتقد ان غيره لم يره بعد
وهكذا لم يأخذوا منه شيئا وبعد ان انتهوا من مطافهم على اخوه كثيرين انقذوه الى الاب فلما وجد انه لا تضع منه حبه واحده ، سبج الله من اجل قناعة الاخوه وزهدهم .

picture
وكان القديس يقول : " كما ان بستانا واحدا يستقى من ينبوع واحد تنمو فيه اثمار مختلف مذاقها والوانها ، كذلك الرهبان فأنهم يشربون من غين واحده وروح واحد ساكن فيهم لكن ثمرهم مختلف ، فكل واحد منهم يأتى بثمره على قدر الفيض المعطى له من الله "
+ قيل ان انسانا دوقس ( اميرا حضر من القسطنطينيه ومعه صدفه للزياره فزار قلالى الاخوه طالبا من يقبل منه شيئا فلم يجد احدا يأخذ منه لا كثيرا ولا قليلا . وكان اذا قابل احدهم اجابه بأن لديه ما يكفيه وانه مصل من اجله كمثل من اخذ منه تماما. فصار ذك الدوقس متعجبا ، ثم انه احضر ذلك المال الى القديس مقاريوس وسجد بين يديه قائلا : " لاجل محبة المسيح اقبل منى هذا القليل من المال يرسم الاباء" فقال له القديس نحن من نعمة الله مكتفين ، وليس لنا احتياج الى هذا ،لان
كلا من الاخوه يعمل بأكثر من حاجته " فحزن ذلك المحتشم جدا وقال : " ياابتاه من جهة الله لا تخيب تعبى واقبل منى هذا القليل الذى احضرته " .
فقال له الشيخ :
" امض ياولدى واعطه للاخوه " فقال له لقد طفت به عليهم جميعا فلم يأخذوا منه شيئا كما ان بعضهم لم ينظر اليه البته " فلما سمع الشيخ فرح وقال له : " ارجع ياابنى الى العالم واهله بمالك لاننا نحن اناس اموات " . فلم يقبل المحتشم ذلك . فقال له القديس : " اصبر قليلا ثم اخذ المال وافرغه على باب الدير وأمر بأن يضرب الناقوس فحضر سائر الاخوه وكان عددهم 3400 ثم وقف الاب وقال" يااخوه من اجل محبة السيد المسيح ان كان احدكم محتاجا شئ فليأخذه بمحبه من هذا المال " فعبر جميعهم ولم يأخذ احد منه شيئا .
فلما رأى منه ذلك صار باهتا متعجبا متفكرا ، ثم القى بنفسه بين يدى الاب وقال:
" من اجل الله رهبنى " فقال له القديس : " انك انسان كبير ذو نعمه وجاه ومركز ، وشقاء الرهبنه
كثير ، وتعبها مرير ، فجرب ذلك ثم خبرنى " فقال : وبماذا تأمرنى ان افعل من جهة هذا المال ؟ "
" عمر به موضعا فى الاديره " ففعل وبعد قليل ترهب
+ وقيل انه بينما كان انبا مقاريوس سائرا فى اللبريه وجد بقعه جميله مثل فردوس الله وبها ينابيع ماء ونخيل كثير زاشجار من انواع مختلفه ذات ثمار .
ولما اخبر الاخوه بذلك الحوا عليه ان يقودهم للاقامه فى ذ1لك المكان ، فرد عليهم مع الشيوخ قائلا :ان وجدتم اللذه والراحه فى ذلك المكان ، واذا عشتم هناك بلا متاعب ومضايقات فكيف تتوقعون الراحهواللذه من الله ، اما نحن فيليق بنا ان نحتمل الالام لكى نتمتع بالسرور فى الحياه الابديه .ولما قال هذا سكت الاخوه ولم يرحلوا .
5- اجهاده لنفسه:
حدث مره ان مضى ابا مقاريوس الى القديس انطونيوس فى الجبل وقرع بابه . فقال ابانطويوس
: " من الطارق ؟ " فقال له : " انا مقايوس ايها الاب "فتركه ابا انطونيوس ودخل ولم يفتح له الباب .
لكنه لما رأى صبره فتح له اخيرا وخرج معه وقال له " منذ زمان وانا مشتاق ان اراط " واراحه لانه كان مجهدا من اثر تعب شديد . ولما حان المساء بل انطونيوس قليلا من الخوص لنفسه فقال له مقاريوس : اتسمح ان ابل لنفسى انا ايضا قليل من الخوص ؟ فقال له بل . فأصلح حزمه كبيره وبلها وجلسا يتكلمان عن خلاص النفس وكانت الضفيره تنحدر من الطاقه فرأى ابا انطونيوس باكرا ان مقاريوس قد ضفر كثيرا جدا . فقال : ان قوه كبيره تخرج من هاتين اليدين " .
6- حكمته :
+ قيل ان ابا مقاريوس المصرى ذهب فى احدى المرات من الاسقيط الى جبل نتريا ولما اقترب من مكان معين قال لتلميذه : " تقدمنى قليلا ولما فعل التلميذ هذا ، قابله كاهن وثنى كان يجرى حاملا
بعض الخشب وكان الوقت حوالى الظهر . فصرخ نحوه الاخ قائلا " ياخادم الشيطتن الى اين انت تجرى ؟" فأستدار الكاهن وانهال عليه بضربات شديده وتركه ولم يبقى منه سوى قليل من نفس . ثم حمل ما معه من خشب وصار فى طريقه .
ولما ابتعد قليلا ، قابلهالطوباوى مقاريوس فى الطريق وقال له : فلتصحبك المعونه يارجل النشاط " فأندهش الكاهن واقبل نحوه وقال اى شئ جميل رأيته فى حتى حببتانى هكذا ؟ "

فقال الشيخ :" انى ارى انك تكد وتتعب وأن كنت لا تدرى لماذا " فأجاب الكاهن " وانا اذ تأثرت بتخيلتك عرفت انك تنتمى الى الاله العظيم ولكن هناك راهبا شريرا صادفنى قبلك ولعننى ، فضربته ضرب الموت " فعرف الشيخ انه تلميذه . اما الكاهن فأمسك بقدمى مقاريوس الطوباوى وقال له " لن ادعك تمضى حتى تجعلنى راهبا " واذ صار معا وصلا الى المكان الذى كان فيه الاخ مطروحا ، وحملاه واتيا به الى كنيسة الجبل ولكن الاخوه عندما رأوا الكاهن الوثنى مع المغبوط مقاريوس تعجبواكيف تحول عن الشر الذى كان فيه . واخذه ابا مقاريوس وجعله راهبا ، وعن طريقه صار كثير من الوثنيين مسيحين. وكان مقاريوس الطوباوى يقول " ان الكلمات الشريره والمتكرره تحول الناس
الاخيار الى اشرار. ولكن الكلام الطيب المتواضع يحول الاشرار اخيار " .
+ كان مقاريوس يسكن وحده فى البريه ، وكانت تحثه ريه اخرى حيث يسكن كثيرون . وفى اجد الايام كان الشيخ يرقب الطريق فرأى الشيطان سائرا فيه على هيئة رجل مسافر وقد اقبل اليه ، وكان مرتديا جلباب كله ثقوب وكانت انواع مختلفه من الفاكهه معلقه فيها فقال له الشيخ مقاريوس الى اين انت ذاهب فأجاب انا ماض لازور الاخوه لازكرهم بعملهم فقال له الشيخ " لاى رض هذه الفاكهه المعلقه عليك ؟ " انى احملها للاخوه كطعام " فسأله الشيخ : كل هذه ؟ فأجاب الشيطان : " نعم حتى ان لم ترق لاحد الاخوه واحده اعطيته غيرها ، وان لم تعجبه هذه اعطيته تلك . ولابد واحده او اخرى من هذه ستروقه بالتأكيد " واذ قال الشيطان هذا سار فى طريقه .
فظل الشيخ يرقب الطريق حتى اقبل الشيطان راجعا . فلما رأه قال له : " هل وفقت " فأجاب الشيطان : " من اين لى ان احصل على معونه ؟!" فسأله الشيخ لاى غرض اجابه الشيطان : " الكل قد تركونى وثاروا على وليس واحد منهم يسمح لنفسه ان يخضع لاغرائى" فسأله الشيخ : " الم يبقى لك ولا صديق واحد هناك ؟ " فقال له الشيطان : نعم ، لى اخ واحد . ولكنه واحد فقط هذا الذى يخضع لى ، على الرغم من انه حينما يرانى يحول وجهه عنى كما لو كنت خصما له " فسأله الشيخ : " وما اسم هذا الاخ ؟ " فقال له الشيطان ثيئوبميتس واذ قال هذا رحل وسار فى طريقه .
حينئذ قام الشيخ ونزل الى البريه السفلى . فلما سمع الاخوه بمجيئه اقبلوا اليه للقاءه بسعف النخل . وجهز كل راهب مسكنه ظانا انه قد يأتى اليه . ولكن الشيخ سأل فقط عن الاخ الذى يدعى ثيئوبميتس واستقبله بفرح . وبينما كان الاخوه يتحدثون مع بعضهم البعض قال له الشيخ : هل عندك شئ تقوله يااخى ؟ وكيف هى احوالك ؟ " فقال له ثيئوبميتس : " فى الاوقت الحاضر الامور حسنه معى " وذلك لانه خجل ان يتكلم " .
فقال له الشيخ : "هوذا انا قد عشت فى نسك شديد مدى سنين طويله وصرت مكرما من كل احد وعلى الرغم من هذا ، ومع انى رجل شيخ الا ان شيطان الزنا يتعبنى " فأجابه ثيئوبمبتس " صدقنى ياابى انه يتعبنى انا ايضا واستمر الشيخ يوجد سببا للكلام - كما لو كان متعبا فعلا من افكار كثيره - الى ان قاد الاخ اخيرا الى ان يعترف بالامر . وبعد ذلك قال : " الى متى تصوم ؟" فأجاب الاخ : " الى الساعه التاسعه " فقال له الشيخ : " صم حتى العشاء واستمر على ذلك . اتل فصولا من الانجيل ومن الاسفار الاخرى . واذا صعدت فكرة الى ذهنك ، لا تجعل عقلك ينظر الى اسفل ، بل فليكن فوق دائما . والب يعينك " وهكذا اذ جعل الاخ يكشف افكاره ، واذ شجعه ، عاد ثانية الى بريته . وسار فى سبيله وكان يرقب الطرق كعادته .
ورأى الشيطان ثانية ، فقال له" الى اين انت ذاهب ؟ " فأجاب وقال له : " انا ذاهب لاذكر الاخوه بعملهم " ولما رحل ورجع ثانيه ، قال له القديس : " كيف حال الاخوه ؟ " فأجاب الشيطان انهم فى حاله رديئه " فسأله الشيخ كيف ؟ فأجاب الشيطان "كلهم مثل حيوانات متوحشه . كلهم متمردون . واسوأ ما فى الامر انه حتى الاخ الواحد الذى كان مطيعا لى قد انقلب هو الاخر ، لاى سبب لست اعلم ! ولم يعد يخضع لاغرائى بأى حال . وصار أكثرهم نفورا منى ولذلك اقسمت امى لن اذهب الى ذلك المكان ، الا بعد مده طويله على الاقل " .
7- محبته:
قال بلاديوس : ذهب ابا مقاريوس فى احدى المرات ليزور راهبا : فوجده مريضا . فسأله ان كان يحتاج شئ ايأكل اذ لم يكن له شئ فى قلايته فقال له الراهب" اريد خبزا طريا (او فطير )فلما سمع الرجل العجيب هذا الطلب ، سار الى الاسكندريه -ولم يحسب الرحله اليها متعبه على الرغم من ان
المدينه كانت تبعد عنهم 60 ميلا - واحضر طلب المريض وقد فعل هذا بنفسه ولم يكلف احد بأن يحضره . وبهذا اوضح الشيح مقدار الاهتمام الذى يشعر به نحو الرهبان .


18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
8-عدم ادانته للاخرين :
+ومن ابرز صفاته أنه كان صفوحا متسامحا ولا يدين أحد عاملا عاملا بالوصيه القائله : " لا تدينوا لكى لا تدانوا - مت 1:7" . ايها الاخوه أن اسبق أحد فأخذ فى زله فأصلحوا أنتم الروحيين مثل هذا بروح الوداعه ، ناظرا الى نفسك لئلا تجرب أنت ايضا - غل 8:1 " وبذلك لأقتلد كثيرين الى حياة الشركه العميقه مع الله .
والدليل على صدق هذه الحقيقه ما يلى :
+قيل عن القديس مقاريوس انة كان في بعض القلالى اخ صدر منه أمر شنيع وسمع به الاب مقاريوس،ولم يرد أن يبكته..فلما علمالاخوة بذلك لم يستطيعوا صبرا، فما زالوا يراقبون الاخ الى ان دخلت المرأة الى عندة،فأوقفوا بعض الاخوة لمراقبته،وجاءوا الى القديس مقاريوس.فلما أعلموه قال :"يااخوة لاتصدقوا هذا الآمر ،وخاشا لاخينا المبارك من ذلك" فقالوا:"اسمع وتعال لتبصر بعينتك حتى يمكنك أن تصدق كلامنا". فقام القديس وجاء معهم الى قلاية ذلك الاخ كما لو كان قادما ليسلم وأمر الاخوة أن يبتعدوا عنة قليلا. فما أن علم الاخ بقدوم الاب حتى تحير فى نفسه ، وأخذته الرعده وأخذ المرأه ووضعها تحت ماجور كبير عنده ، فلم دخل الاب جلس على الماجور ، وأمر الاخوه بالدخول ، ولما دخلوا وفتشوا القلايه لم يجدوا أحدا ولم يمكنهم ام يوقفوا القديس من على الماجور ، ثم تحدثوا مع الاخ وأمرهم الانصراف . فلما خرجواأمسك القديس بيد الاخ وقال : " يااخى على نفسك احكم قبل أن يحكموا عليك لان الحكم لله " ثم ودعه وتركه ، وفيما هو خارج ، أذ بصصوت اتاه قائلا "طوباك يامقاريوس الروحانى ، يامن قد تشبهت بخالقك ، تستر العيوب مثله ".
ثم أن الاخ رجع الى نفسه وصار راهبا حكيما مجاهدا وبطلا شجاعا .
+ اعتادوا ان يقولوا قصه قصه عن ابا مقاريوس الكبير انه صار متشبها بالرب لانه كما أن الله يستر على العالم ، هكذا فعل ابامقاريوس ايضا وستر على الاخطاء التى رأها كأنه لم يرها ، والتى سمعها
كأنه لم يسمعها .
ففى أحدى المرات أتت أمرأه الىمقاريوس لتشفى من شيطان . ووصل اخ كان من دير كان فى مصر ايضا ، وخرج الشيخ باليل ، فرأى الاخ يرتكب الخطيه مع المرأه . ولكنه لم يوبخه وقال "
" أن كان الله الذى خلقه يراه ويطيل اناته ، لانه ان كان يشاء ، كان يستطيع ان يفنيه ، فمن أكون أنا حتى اوبخهه؟ ! "
+ ومره طلب منه أخ ان يقول له كلمه ، فقال له : " لاتصنعبأ شرا ، ولا تدن أحد ،احفظ هذين وانت تخلص "
هروب
+ قيل ان القديس مقاريوس دخل مره الى مدينه مصر ليعظ فيها فلما حضر البيعه حضرت اليه جموع كثيره ومنهم أمراه ظلت ظلت تزاحم حتى وصلت أمامه وجلست ثم بدأت تنظر اليه كثيرا ، فالتفت اليها وانتهرها قائلا اكسرى عينيك ايته المرأه . لم تنظرين الى هكذا ؟ ! فقالت المرأه لم لا تستح منى أيها الاب وكيف علمت انى انظر اليك لانى انا اعمل الواجب وانت تعمل غير الواجب فقال لها فسرى لى هذا الكلام . فقالت نعم أنك خلقت من الارض وواجب عليك أن تنظر اليها دائما لانها أمك أما أنا فقد خلقت منك وواجب علىان أنظر اليك فلما سمع القديس منها ذلك ترك الموضع وخرج هاربا ولم يتمم وعظته .
بقية اخباره
+ كان يمنع تلاميذه من ان تكون لهم قنية البته وكان بالقرب منه راهب يسكن . أراد القديس أن يجربه فدخل الى مزرعته الصغيره وصار يقلع منها النبات من الاصول حتى بقى نبات واحد حينئذ قال
الراهب ببساطه ياابانا أن شئت ان تتركه فنحصل نته على تقاوى . عند ذلك علم الشيخ القديس أن
هذا الراهب ببساطه ياابانا أن شئت أن تتركه فنحصل منه على تقاوى عند ذلك علم الشيخ القديسن هذا الراهب خالص عند الله وليست عنده الزراعه فنيه . فقال : ياولدى لقد استراح روح الله عليك ثم قال لتلاميذه : لو كان مسفقا على النبات لظهر تأسفه وقلقه عند اقتلاعها وتلفها ولكنها عنده كلا شئ وهكذا صرف الشياطين كيف بحاربون من لهم حب القنبه .

كان سائرا مره فى البريه الداخليه فوجد جمجمة أنسان ملقاه فوقف عندها ، ثم حركها بعصاه وبدأ يبكى ورفع عينيه الى السماء فى تضرع بلجاجه شديده طالبا من السيد المسيح أن يعلمه بقصة صاحب هذه الجمجمه .
ثم حركها ثانيه وخاطبها : أسألك بأسم المسيح أن تتكلمى . فخرج صوت من الجمجمه قائلا : ماذا
تريد منى يامقاريوس البار ؟! فقال لها اريد أن اعرف تاريخ صاحبك . فقالت له الجمجمه :أعلمك انى كنت رأسا لملك هذه الاماكن ؟! وكانت هنا بلاد ومدن كثيره فتعجب القديس وسألها : ماذا كان اعتقادكم ؟فقال كنا نعبد الاصنام وندعوها الهه ونعمل لها اعيادا وحفلات لا يقدر أحد أن يصنع مثلها وكانت المملكه عظيمه جدا وهاأنا اليوم كما ترى ياابانا القديس .
ولما سمع ذلك انبا مقاريوس بكى بكاء عظيما . ثم سأل : وما هى حالكم اليوم ؟ فقالت نحن فى عذاب شديد لاننا لم نعرف اللخ لكنه عذاب اخف وطأة من الذين عرفوا الله وامنوا به ثم جحدوه فتألم القديس كثيرا ثم تركها ومضى عائدا الى قلايته .
+قال ابا مقاريوس ان كنا نتذكر شرور الناس فأننا نضر زاكرتنا . أما أن تزكرنا كيف أن الشيطانتصرف بطريقه شريره فأننا نبقى بلا ضرر .
+فى احى المرات بينما كان الانبا مقاريوس عابرا على مصر مع بعض الاخوه سمع طفل يقول لامه :
"ان غنيا يحبنى ولكنى لا ابادله الحب وفقيرا يكرهنى وانا احبه " فلما سمع الانبا مقاريوس هذا تعجب فقال له الاخوه : ما معنى هذه الكلمات يابانا ؟" فقال لهم الشيخ حقا ان الرب هو الغنى وهو يحبنا ونحن نريد ان نسمع له . أما عدونا الشيطان فهو فقير ويكرهنا ونحن نحب اموره الضاره .
+ كان هناك راهب يدعى بولس وكان تدبير حياته هكذا :
لم يقترب الى العمل الشاق الذى لشغل اليدين ، ولا الى أمور البيع والشراء الابما يكفى لكمية الغذاء الضئيله التى يتناولها فى اليوم ولكنه برع فى عمل واحد ، وهو أن يصلى بأستمرار دون توقف
وكان قد وضع لنفسه قانونا ان يصلى ثلاثمائة صلاه يوميا ، ووضع فى حضنه كميه من الرمل ( لعله يقصد من الحصى ) ومع كل صلاه يصليها كان يضع حبه منها فى يده .
هذا الراهب سأل القديس مقاريوس قائلا : ياابى أنى مغموم جدا فسأله الشيخ أن يخبره عن سبب ضيقته فأجابه قائلا : " لقدسمعت عن عذراء قضت فى الحياه النسكيه ثلاثين سنه وقد أخبرنا " الاب اور " (اى الكبير ) بخصوصها أنها تتقدم اسبوعيا وانها تتلو خمسمائة صلاه فى اليوم
فلما سمعت احتقرت نفسى جدا ، لانى لا استطيع أن أتلو أكثر من ثلثمائة صلاه " .
حينئذ أجابه القديس مقاريوس وقال :
" أننى عشت فى الحياه النسكيه ستين سنه واتلو فى اليوم خمسين صلاه .
واعمل بما فيه الكفايه لتزويد نفسى بالطعام . واستقبل الاخوه الذين يأتون الى واقول لهم ما يناسب .. وعقلى لا يلومنى على أننى مقصر من جهة الله فهل أنت الذى تصلى ثلثمائة صلاه تدان من أفكارك ربما لا تقدم هذه الصلوات أو أنك قادر على ان تعمل اكثر من هذا ، ولا تعمل


18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
9- جهاده ضد الشياطين
نومه فى مقبره متوسداً جمجمه :
صعد الاب مقاريوس مره من الاسقيط الى البريه فأتى الى ناووس ( جبانه) حيث كانت هناك جثث يونانيه قديمه . فأخذ القديس جمجمه ووضعها تحت رأسه فلما رأى الشياطين جسارته حسدوه
وأرادوا أن يزعجوه فنادوا بصوت عال بأسم مستعار لامرأه قائلين : يافلانه قد أخذنا الصابون والاشتان وادوات الحمام وها نحن فى انتظارك لتكونى معنا . فخرج صوت من الجمجمه من تحت رأسه قائلاً :
أن عندى ضيفاًهو رجل غريب متوسد على فلا يمكننى المجئ امضوا انتم أما القديس فأنه لم ينزعج ولكنه رفع رأسه عنها وحركها بيده قائلاً " هائنذا قد قمت عنك فأن استطعت فأنطلقى معهم الى الظلمه " ثم عاد ووضع رأسه عليها - فلما رأى الشياطين ذلك منه تركوه بخزى عظيم وصرخوا قائلين : أمض عنا يامقاريوس وهربوا .
( [ ) كشفه أسلحة الشيطان المحتال :
جاء عن القديس مقاريوس أنه كان فى وقت ما سائراً فى اقصى البريه . فأبصر شخصاً هرماً حاملا حملا ثقيلا يحيط بسائر جسمه وكان ذلك الحمل عباره عن اوعيه كثيره فى كل منها ريشه وكان لابساً اياها بدلا من الثياب فوقف مقابلة وجهاً يتأمله وكان يتظلهربالخجل تظاهر اللصوص المحتالين . فقال للبار ماذا تعمل فى هذه البريه تائهاً وهائماً على وحهك فأجابه الاب قائلاً : انا تائهاً
طالب رحمة السيد المسيح ولكنى أشألك أيها الشيخ باسم الرب تعرفتى من أنت ؟..
لانى أرى منظركعريباً عن أهل العالم ، كماتعرفنى أيضاً ما هى هذه الاوعيه المحيطه بك ، وما هو هذا الريش أيضاً ؟..

picture


وقد كان الثوب الذى عليه مثقباً كله وفى كل ثقب قاروره - فأقر العدو بغير اختياره وقال: يامقاريوس
أنا هو الذى يقولون عنه شيطان محتال . أما هذه الاوعيه فبواسطتها أجذب الناس الى الخطيه ، وأقدم لكل عضو من أعضائهم ما يوافقه من انواع الخديعه ، وبريش الشهوات اكحل من يطيعنى ويتبعنى وأسر بسقوط الذين أغلبهم ، فأذا أردت أن أ ضل من يقرأ نواميس الله وشرائعه ، فما على الا أن أدهنه من الوعاء الذى على رأسى ، ومن أراد أن يسهر فى الصلوات والتسابيح فانى أخذ من الوعاد الذى على حاجبى وألطخ عينيه بالريشه وأجلب عليه نعاساً كثيراً وأجذبه الى النوم. والاوعيه
الموجوده على مسامعى معده لعصيان الاوامر وبها أجعل من يسمع الى لا يذعن لمن يرشده . والتى عند أنفى بها أجتذب الشاب الى اللذه ، أما الاوعيه الموضوعه عند فمى فبواسطتهااجتذب النساك الى الاطعمه ، وبها اجذب الرهبان الى الوقيعه والكلام القبيح ، وبذور اعمالى كلها اوزعها على من كان راغباً . ليعطى اثماراً لائقة بى . فأبذر بذور الكبرياء اما من كان على ذاته متكلا فأنى أجعله يتعالى بالاسلحه التى فى عنقى . والتى عند صدرى فهى مخازن افكارى ومنها اسقى القلوب مما يؤدى الى سكر الفكر وأشتت وأبعد الافكار الصالحه من أذهان اولئك الذين يريدون أن
يزكروا مستقبل حياتهم الابديه . أما الاوعيه الموجوده عند جوفى فهى مملوءه من عدم الحس وبها اجعل الجهال لا يحسون وأحسن لهم المعيشه على مذبح الوحوش والبهائم ..أما التى تحت بطنى فمن شأنها أن تسوق الى فعل سائر أنواع وضروب الزنى والعشق واللذات القبيحه والتى على يدى فهى معده لضرب الجسد والقتل . والمعلقه وراء ظهرى ومنكبى فهى مملوءه من أنواع المحن المختصه بى وبها اقارع الذين يرومون محاربتى فأنصب خلفهم فخاخاً . وأذل من كان على قوته متكلاً والتى على قدمى فهى مملوءه عثرات اعرقل بها طرق المستقيمين . ومن شأنى ان أخلط فى بذر فلاحتى صنوفاً من الحسك والشوك . والذين يحصدون منها يساقون الى أن ينكروا طريق الحق .
وبعد أن قال هذا صار دخاناً واختفى . وأن القديس القى بنفسه على الارض وابتهل الى الله بدموع لكى يحارب بقوته عن الضعفاء سكان البريه ويحفظهم .
( ج ) الشياطين تحاول أن تقتله :
قيل أن الاب مقاريوس مضى مره الى البهلس ( كلمه قبطيه ومعناها الوادى ) ليقطع خوصاً أتاه الشيطان وأخذ منه المنجل وهم أن يضربه به . أما هو فلم يفزع بل قال له : ان كان السيد المسيح اعطاك سلطاناً على فها أنا مستعد لأن تقتلنى فأنهزم الشيطان وانصرف عنه هارباً .
شجاعته امام الشيطان :
ويروى بلاديوس حادثة أخرى مشابهه يقول فيها :
وبينما كان ابا مقاريوس ذاهباً من الحصاد الى قلايته فى أحدى المرت وكان حاملاً بعض الخوص لاقاه أبليس ممسكاً بيده منجلاًفى الطريق ولما هم بأن يجرح مقاريوس عاد أبليس فخاف وسقط ووقع وقدم خضوعاً للرجل الطوباوى حينئذ هرب الشيخ من ذاك المكان ، وأخبر الاخوه بما جرى فعندما سمعوا مجدوا الله .
حسد الشياطين للرهبان :
اتى للقديس مقاريوس يوما أحد كهنة الاوثان ساجداً له قائلاً : من أجل محبة المسيح عمدنى ورهبنى . فتعجب الاب من ذلك وقال له أخبرنى كيف جئت الى المسيح بدون وعظ . فقال له :
" كان لنا عيد عظيم . وقد قمنا بكل ما يلزمنا ومازلنا نصلى الى منتصف الليل حتى نام الناس .
وفجأه رأيت داخل احد هياكل الاصنام ملكاً عظيماً جالساً وعلى رأسه تاج جليل وحوله أعوانه الكثيرين فاقبل اليه واحد من غلمانه فقال له الملك : من اين جئت ؟.. فأجاب من المدينه الفلانيه قال : وأى شئ عملت ؟.. قال القيت فى قلب أمراه كلمه صغيره تكلمت بها الى امرأه أخرى لم تستطع احتمالها فأدى ذلك الى قيام مشاجرة كبيرة بين الرجال تسبب عنها قتل كثيرين فى يوم واحد . فقال الملك ابعدوه عنى لانه لم يعمل شيئاً ، فقدما له واحدا أخر فقال له . من أين أقبلت ؟.. قال:من بلاد الهند . قال وماذا عملت ؟.. أجاب وقال دخلت داراً فوجدت ناراً قد وقعت من يد صبى فأحرقت النار الدار فوضعت فى قلب شخص أن يتهم شخصاً أخر وشهد عليه كثيرون زراً بأنه هو الذى أحرقها . فقال فى أى وقت فعلت ذلك ؟.. قال: فى نصف الليل فقال الملك : ابعدوه عنى خارجاً . ثم قدموا اليه ثالثاً فقال له من أين جئت ؟.. اجاب وقال : كنت فى البح وأقمت حرباً بين بعض الناس فغرقت سفن وتطرت الى حرب عظيمة ثم جئت لاخبرك فقال الملك أبعدوه عنى . وقدموا له رابعاً وخامساً وهكذا أمر بأبعادهم جميعاً بعد أن وصف كل منهم انواع الشرور التى قام بها حتى أخر لحظه . الى أن اقبل اليه اخيراً واحد منهم فقال له من اين جئت ؟.. قال: من الاسقيط .قال له وماذا كنت تعمل هناك ؟.. قال لقد كنت أقاتل راهباً واحداً ولى اليموم أربعون سنه وقد صرعته وفى هذه اللحظه وأسقطه فى الزنا وجئت لاخبرك . فلما سمع املك ذلك قام منتصباً وقبله ونزع التاج من على رأسه والبسه اياه وأجلسه مكانه ووقف بين ييه وقال :
" حقاً لقدقمت بعمل عظيم " فلما رايت انا كل ذلك وكنت مختباً فى الهيكل قلت فى نفسى ، مادام الامر كذلك فلا يوجد شئ اعظم من الرهبنه وللوقت خرجئت بين يديك .
فلما سمع الاب منه هذا الكلام عمده ورهبنه وكان فى كل حين يقص على الاخوه أمر هذا الرجل الى اصبح بعد ذلك راهباً جليلاً.
ولكنه عانى ايضاً من تجارب داخليه مثلما يلى :
+ طاب ابونا القديس ان بعرفه الرب من يضاهيه فى سيرته فجاء صوت من السماء قائلاً " تضاهى امراتين هما فى المدينه الفلانيه فلما سمع هذا تناول عصاه الجريد ومضى الى المدينه . فلما تقصى عنهما وصادف منزلهما قرع الباب فخرجت وادحده ففتحت له الباب . فلما نظرت الشيخ القت ذاتها على الارض ساجدة له دون أن تعلم من هو - اذ ان الامرأتين كانتا تريان زوجيهما يحبان الغرباء - ولما عرفت الاخرى ، وضعت ابنها على الارض وجاءت فسجدت له ،وقدمت له ماء ليغسل رجليه كما قدمت له مائده ليأكل .
ف:أجاب القديس قائلا لهما : ما عاكما تغسلان لى رجلى بماء ولا كل لكما خبزاً للا بعد ان تكشفا لى تدبيركما مع الله كيف هو لانى مرسل من الله اليكما فقالتا له من أنت ياأبانا؟
فأجاب "انا مقاره الساكن فى برية الاسقيط" فلما سمعتا ارتعدتا وسقطتا على وجهيهما امامه باكيتين فاهضهما فقالتا له : " اى عمل تطلب منا ايها القديس نحن الخاطئتين ؟!.
فقال لهما :" من اجل الله تعبت وجئت اليكما فلا تكتما عنى منفعة نفسى . فأجابتا قائلتين نحن فى الجنس غريبتان أحدانا عن الاخرى ، ولكننا تزوجنا اخوين حسب الجسد وقد طلبنا منهما أن نمضى ونسكن فى بيت الراهبات ونخدم الله بالصلاة والصوم فلم يسمحا لنا بهذا الامر فجعلنا لانفسنا حداً أن تسلك احدانا مع الاخرى بكمال المحبه الالهيه .
وها نحن حافظتان نفسينا بصوم دائم الى المساء وصلاة لا تنقطع وقد ولدت كل واحده مننا ولدا فمتى نظرت احدانا ابن اختها يبكى تأخذه وترضعه كأنه ابنها هكذا تعمل كلتانا ورجلانا راعيا ماعز وغنم يأتيان من المسا الى المساءلينا كل يوم فنقبلهما مثل يعقوب ويوحنا بنى زبدى ، كأخوين قديسين ونحن مسكينتان بائستان وهما دائبان على الصدقة الدائمه ورحمة الغرباء ولم نسمح لانفسنا أن تخرج من فم الواحدة منا كلمة عالمية البته بل خطانا وفعلنا مثل قاطنى جبال البريه .
فلما سمع هذا منهما ، خرج من عندهما وهو يقرع على صدره ويلطم وجهه قائلا :
ويلى ويلى ولا مثل هاتين العالميتين لى محبة لقربى وانتفع منهما كثيراً.

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: كتاب بستان الرهبان

القديس مقاريوس صانع المعجزات
انطاق الزوج صاحب الوديعه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرة نزل الاب مقاريوس الاسقيط الى الحصاد بصحبته سبعة اخوه وكانت أمرأة تلتقط خلف الحصادين وهى لا تكف عن البكاء فاستفهم الاب من رئيس الحصادين عن امر هذه العجوز وعن سبب بكائها دائماً .... فأجابه أن رجلها عنده وديعة لانسان مقتدر وقد مات فجأة ولم تعلم هذه المرأة موضع هذه الوديعه فلما استراح الحصادون من الحر دعا الشيخ المرأه وقال لها : هلمى أرينى قبر زوجك فلما وصل اليه صلى مع الاخوه ثم نادى الميت قائلا : يافلان أين تركت الوديعه التى عندك ؟..
فأجابه انها فى بيتى تحت رجل السرير فقال له القديس نم أيضاً فلما عاين الاخوه ذلك تعجبوا فقال لهم القديس ليس من اجلى كان هذا الامر لانى لست شيئاً . بل انما صنع الله هذا من اجل الارمله واليتامى .
ولما سمعت المرأه بموضع الوديعه انطلقت واخذتها واعطتها لصاحبها وكل الذين سمعوا هذا سبحوا الله .

صلة القديس مقاريوس بالقديسين

أولا - القديس انطونيوس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما سمع القديس مقاريوس بسيرة الانبا انطونيوس ، واعماله الفاضله ، مضى اليه . فقبله القديس انطونيوس وعزاه وارشده
الى طريق الرهبنه والبسه الزى ثم عاد الى موضعه .
ثانياً - القديسان مكسيموس ودوماديوس :
قال الاب مقاريوس : حدث يوماً وانا جالس يالاسقيط أن اتانى شابان غريبان احداهما متكامل اللحيه والاخر قد بدأت لحيته ، فقالا لى : أين قلاية مقاريوس ؟ فقلت لهما وماذا تريدان منه ؟ أجابانى نريد مشاهدته . فقلت لهما : انا هو فصنعا مطانيه وقالا : يامعلم نشاء ان نقيم عندك فلما وجدت أنهما فى حالة ترف ومن ابناء نعمة وغنى أجبتهما لكنكما لا تحتملان السكن ههنا . فأجابنى الاكبر قائلاً : أن لم نحتمل السكن ههنا فأننا نمضى الى موضع أخر . فقلت فى نفسى : لماذا اطردهما ، وشيطان التعب يشككهما فيما عزما عليه ؟ فقلت لهما هلما فاصنعا لكما قلاية إن قدرتما فقلا : ارنا موضعاً يصلح فأعطيطهما فأساً وقفه وكذلك قليلاً من الخبز والملح وأريتهما صخرة صلبه وقلت لهما انحتا ههنا واحضرا لكم خصاً من الغابه وسقفا واجلسا . وتوهمت انهما سوف ينصرفان من شدة التعب . فقالا لى وماذا تصنعون ههنا ؟ فقلت لهماى: أننا نشتغل بضفر الخوص . واخذت سعفاً واريتهما بدء الضفيره وكيف تخاط وقلت لهما اعملا زنابيل وادفعوها الى الخفراء ليأتوكما بخبز ، وعرفتهما ما يحتاجان من معرفة ثم انصرفت عنهما .
أما هما فاقاما ثلاث سنوات ولم يأتيانى . فبقيت مقاتلا الافكار من أجلهما اذ لم يأتيا الى ول سألانى فى شئ . ولم يحاولا مع أحد قط ولم يبارحا مكانهما الا كل يوم احد فقط حيث كانا يمضيان الى الكنيسه لتناول القربان وهما صامتان .
فصليت صائماً أسبوعاً كاملا الى الله ليعلن لى امرهما .وبعد الاسبوع مضيت لافتقدهما واعرف كيف حالهما ، لما قرعت الباب عرفانى وفتحا لى وقبلانى صامتين وجلست . وأومأ الاكبر الى الاصغر بأن يخرج . أما الاكبر فجلس يضفر فى الضفيره ولم يتكلم قط . فلما حانت الساعه التاسعه اومأ الى الشاب فأتاه واصلحا مائده وجعلا عليها ثلاث خبزات بقسماطات وداما صامتين
فقلت لهما : هيا نأكل فنهضنا واكلنا واحضروا كوز ماء فشربنا ولما حان المساء قالا لى اتنصرف ؟ فقلت لهما لن انصرف ، لكنى سوف أبيت ههنا الليله فبسطا حصيره فى ناحية وبسطا أخرى لهما فى ناحية اخرى وحلا اسكيمهما ومنطقتيهما ورقدا قدامى على الحصيره فصليت الى الله أن يعلن لى ماذا يعملان . واذ كنت راقداًهر فجأه فى القلايه ضوء كضوء النهار قدامى وكانا يشاهدانه فلما ظنا انى نائم نخس الاكبر الاصغر وأقامه وتمنطقا وبسطا ايديهما الى السماء وكنت اراهما وهما لا يبصرانى . واذ بى ارى الشياطين مقبلين نحو الاصغر كالذباب ، فمنهم من كان يريد الجلوس على فمه ومنهم من كان يريد أن يجلس على عينيه . فرأيت ملاك الرب حاملاً سيفاً نارياً هوهو يحيط بهما ويطرد الشياطين عنهما . أما الاكبر فلم يقدروا على الاقترابرمنه .
فما حان الفجر حتى وجدتهما وقد طرحا نفسيهما على الارض وناما فتظاهرت كأنى استيقظت وهما كذلك .
فقال لى الاكبر هذه الكلمه فقط : أتشاء أن تقول الاثنى عشر مزموراً فقلت نعم ، فقرأ الصغير خمس مزامير وفى نهاية كل ست استخونات الليلويا واحده ،ومع كل كلمه كان يقولها كان يبرز من فمه شهاب نار يصعد الى السماء كذلك الكبير ، الذى اذ كان يفتح فمه ويقرأ كان كلامه مثل جبل نار خارجاً وصاعداً الى السماء .
فلما انقضت الصلاه أنصرفت قائلا صليا من اجلى . فصنعا لى مطانيه وهما صامتان وبعد ايام قليله تنيح الاكبر وفى ثالثه تنيحالصغير كذلك ولما كان الاباء يجتمعون بالاب مقاريوس كان يأخذهم الى قلايتهما ويقول هلموا بنا نعاين شهادة الغرباء الصغار .
+ سأل اخوة شيخا : لماذا حدث ان الاخوين الرومانيينن اللذين أتيا الى الانبا مقاريوس لم يذهبا اليه مدة الثلاث سنوات التى قضياها الى جواره - ولا الى احد من الشيوخ - ليسالا اسئلة عن افكارهما ؟
فأجاب الشيخ لان الاخ الاكبر كان حكيماً الى درجة كبيره وكان كاملاً ومتواضعاً ، فان كان قد ذهب الى الاب مقاريوس أو الى
واحد من الشيوخ الاخرين ، فان كان سينكشف وكان سينال مديحاً فى كل الاسقيط من الاباء الذين كانوا سيتعجبون قائلين :
"كيف يحدث هذا : ان يصير شاب كاملا فى ثلاث سنوات ؟ " فلا يليق بنبعلى اية الحالات أن نقلد هذين الاخوين ونهمل تعليم الشيوخ !فمن جهة الاخرين كان الاكبر كاملاً والاصغر كان متواضعاً وكان يتعلم منه

18753667.jpg
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
رد على: كتاب بستان الرهبان

مجهود رائع يا فريند فى انتظار كمالتة وهيتثبت
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
عظه للقديس مقاريوس

حدث مره أن ارسل شيوخ الجبل الى الانبا مقاريوس يقولون له: سر الينا لنشاهدك قبل أن ننصرف الى الرب ولا تضطر
الشعب كله الى المجئ اليك . فلما سار الى الجبل اجتمع اليه الشعب كله وطلب اليه الشيوخ قائلين : قل للشعب كلمة أيها الاب . فقال :
ترك الهوى :
ـــــــــــــــــــ
يااولادى الأحياء عظيم هو مجد القديسين فينبغى أن نفحص عن تدبيرهم الذى نالوا بواسطته هذا المجد وبأى عمل وفى وأى طريق وصلوا اليه . وقد علمنا انهم يشتروه بغنى هذا العالم ولا حصلوه بصناعة ما أو تجارة ما . ولا اتنوه بشئ مما يملكون . أذ أنهم تمسكوا وتغربوا عن هذا العالم . وجالوا جياعاً فقراء .
فعلى ما اراه اجد انهم نالوا ذلك المجد العظيم بتسليمهم ذواتهم وتدبير أمورهم ونياتهم لله . تركوا اهويتهم كلها من أجل الرب وتبعوه حاملين الصليب ، ولم يفحصلهم حب شئ آخر عن محبته تعالى . لانهم لم يحبوه اكثر من الأولاد فقط مثل براهيم ، بل وأكثر من ذواتهم أيضاً كما يقول بولس الرسول لا شئ بستطيع أن يفصله عن حب الله . فالآن يابنى الاحباء جاهدوا واصبروا الى الموت كالقديسين لتصيروا مسكناً .
المحبه والسلام :
ـــــــــــــــــــــــــ
ان احببتم بعضكم بعضاً فان الله يسكن فيكم وان كان فى قلوبكم فلن يسكن الله فيكم . احذروا الوقيعة لئلا تصيروا كالحية اوان الشيطان .احفظوا اسماعكم من كلام النميمه لتكون قلوبكم نقية واهربوا من كل ما يجتس القلب .
اكرموا بعضكم بعضاً لتكون السلامه والمحبه بينكم . ان غشب احد على اخيه واخوته فلا يستريح له بال قبل أن يصلحه بحلاوة المحبه . فقد كتب : لا تغرب الشمس على غيظكم . قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة السلام . وذلك ليخزى عدو السلام ويفرح اله السلام وتكونوا له بنين لانه قال : فاعل السلام يدعون ابناء الله .
صلوا بالروح دائماً كما أمر الرسول .اتضعوا لاخوتكم واخدموهم حسب قوتكم لاجل المسيح لتنالوا منه الجزاء . فقد قال له المجد : ما تصنعونه بهم فبى تصنعونه .
الجهاد :
ــــــــــــ
ان كل اعمالنا نجدها ساعة مقارنة انفسنا لأجسادنا فقد كتب : ان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وودكم الذى اظهرتموه باسمه اذ خدمتم الاطهار وتخدمونهم ايضاً . ليكن تعب اجسادكم وشتهاكم ومحبوباً لديكم . ولا تستسلموا للانحلال والكسل
فتندموا يوم القيامه ، بينما يلبس اكليل المجد اولئك الذين قد اتعبوا اجسادهم ، وتوجدون أنتم عراه بخزى أمام منبر المسيح بمحضر الملائكه والناس جميعاً . لا تتعبوا اجسادكمفى هذا الزمان اليسير بالطعام والشراب والنوم لئلا تعدموا الخيرات الدائمه التى لا توصف فمن ذا الذى تكلل قط بدون جهاد ؟ ومن استغنى بدون عمل ؟ ومن ربح ولم يتعب اولا ؟ أى بطال جمع
مالا ؟ أو أى عاطل لا تنفذ ثروته ؟ انه بأحزان كثيرة تدخل ملكوت السموات . فليحرص كل منكم على قبول الاتعاب بفرح طالما أن من ورائها كل غنى وراحة . انا الذى لا يستطيع أن يحتمل الاتعاب لضعف او امراض ، فليتمجد اولئك الذين يتبعون ويغبطهم كما يفرح معهم فى خيرتهم .
عدم الادانه :
ـــــــــــــــــــــ
لا تقلبوا فى فكركم ولا تتصوروا كلامكم اى انسان بأنه شرير لان بطرس الرسول يقول :"ان الله ارانى واوصانى بأن لا اقول عن انسان انه نجس او رجس .
فالقلب النقى ينظر كل الناس انقياء . فقد كتب ان كل طاهر للاطهار والقلب النجس ينجس كل واحد لأن كل شئ للاعمى ظلام . هوذا الرب قد حلنا من عبودية الشيطان فلا تعد تربط انفسنا أو تستعبدها بسوء رأينا .
التوبه :
ــــــــــــ
احفظوا ما كلمتكم به ليكون لانفسكم منه دواء وصحة ولا تجعلوه شاهداً عليكم لانه سيأتى وقت فيه تطالبون بالجواب عن كلامى هذا . تمسكوا بالتوبه واحذروا لئلا تصطادوا بفخ الغفلة . لا تتهاونوا لئلا تكون الطلبه من أجلكم باطله .
داموا على التوبة مادام يوجد وقت . فانكم لا تعرفون وقت خروجكم من هذا العالم .
العمل وترك التهاون :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنعمل مادام لنا زمان . لنجد عزاء فى وقت الشدة فمن لا يعمل ويتعب فى حقله فى اوان الشتاء لن يجد فى الصيف غله بها يملأ مخازنه ليقتات بها . فليحرص كل واحد على قدر طاقته فان لم يمكنه أن يربح خمس وزنات ، فليجاهد بكل قوته فأن ساعة
واحدة من نياحه تنسيه جميع اتعابه . فويل وويل لمن تغافل وكسل لانه سيندم حيث لا ينفع الندم . لا تكملوا شهوة الجسد لئلا
تحرموا من خيرات الروح فان الرسول قد كتب ان اهتمام الجسد هو موت واهتمام الروح هو حياه .
افرحوا بكمال اخوتكم وضعوا نفوسكم لهم وتشبسوا بهم واحزنوا على بعضهم اصبروا للتجارب التى تأتى عليكم من العدو واثبتوا فى قتاله ومقاومته فأن الله يعينكم ويهبكم اكاليل النصره . فقد كتب طوبى للرجل الذى يصبر للبلايا ويصبح مجرباً فانه ينال اكليل الحياة . لا غلبة بدون قتال ولا أكليل بدون غلبة . أصبروا اذا فقد سمعنا قول الرب لاحبائه : أما انتم الذين صبرتم معى فى تجاربى ، ها انا اعد لكم الملكوت كما وعدنى ابى . وقوله ايضاً : ان الذى يصبر الى المنتهى فهذا يخلص . وقد قدم
لنا نفسه مثالا كيف نصبر الى المنتهى ففى الوقت الذى كان فيه يسب ويعير ويهان من اليهود نراه يتراءف عليهم ويحسن اليهم ، فكان يشفى امراضهم ويعلمهم وهكذا قبل الآلآم بجسده وصبر حتى الصلب والموت . ثم قام بالمجد وصعد الى السماء ، وجلس عن يمين الله . اشكروا الرب فى تعبكم من أجل الرجاء الموضوع امامكم . اصبروا فى البلايا لتنالوا اكاليل المجاهدين . اغفروا لبعضكم بعضاً لتنالوا الغفران فقد قال الرب : اغفروا يغفر لكم داوموا على حفظ هذه الوصيه فان ربحها عظيم ولا تعب فيها . كونوا ابناء السلام ليحل سلام الرب عليكم . كونوا ابناء المحبة لترضوا محب البشر . كونوا بنى الطاعة لتنجوامن المحتال . ان اول العصيان كان من آدم أبينا فى الفردوس بسبب شهوة الطعام واول الجهاد من سيدنا المسيح كان فى البريه فى الصيام . وتعلمنا من التجربة ان الراحة والطعام هما اسباب الطغيان . والصوم هو سبب الغلبة والنصرة . فصوموا مع المخلص لتتمجدوا معه وتغلبوا الشيطان . والصيام بدون صلاه واتضاع يشبه نسراً مكسور الجناحين . احفظوا
بحرصكم ولا تهربوا من اتعابكم . فان الطوبى لمن لازم التوبه حتى يمضى الى الرب .
لازموا السهر وقراءة الكتب وثابروا على الصلاه واسرعوا الى الكنيسه ونقوا قلوبكم من كل دنس لتستحقوا التناول من جسد السيد المسيح ودمه الاقدسين فيثبت الرب فيكم . فبهذا السر العظيم تحفظون من الاعداء . فمن يتهاون بهذا السر فان قوات الظلمة تقوى عليه فيبتعد عن الحياه بهواه . فلنتقدم الى سر الافخارستيا بخوف وشوق وايمان تام ، ليبعد عنا خوف الاعداء بقوة ربنا يسوع المسيح له المجد الى الابد أمين .

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: كتاب بستان الرهبان

متشكر خالص يا ميرنا على مرورك وتشجيعك والرب يبارك فى خدمتك صلى من اجلى
18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الأنبا باخوميوس أب الشركه
قصة اعتناقه المسيحيه ورهبنته
كان والده من الصعيد الاعلى عابداً للاصنام . ففى ذات يوم تجند باخوميوس ضمن جنود الملك . فحدث بينما كانوا مسافرين وهم بحال سيئه للغايه أن اتاهم قوم مسيحيون من أسنا بطعام وشراب فى المعسكر . فسأل باخوميوس كيف أمكن هؤلاء الناس أن يتحننوا علينا وهم لا يعرفوننا قط ؟ فقيل اه أنهم مسيحيون وأنهم يفعلون ذلك من أجل أله السماء .
فلما سمع لاخوميوس هذا الكلام قرر فى نفسه أنه لو اتيحت له فرصة أن يكون مسيحياً ويخدم المحتاجين ، وبتدبير اللله غلب الملك اعداءه وأصدر اوامره بتسريح الجنود . فرجع باخوميوس وتعمد .
وبعد ثلاث سنوات ترهب عند قديس اسمه بلامون .
اقامته نظام الشركة :
وشرع لوقته فى أقامة شركة حتى يساعدوا بعضهم بعضاً ويقوموا بإعالة المحتاجين ،فاجتمع اليه كثيرون وبنوا اديرة واتخذوا لهم عيشة مشتركة . وكان القديس يرسل لهم قانون العبادة وشغل اليد والتصرف الللأئق ويدبرهم فى الجلوس والقيام والسكوت والكلام ويتشدد فى ذلك الى أبعد حد .
ولقد كان لخدمته العسكريه اثر كبير فى حياته اذ تدرب فيها على الطاعة والعمل اليدوى والحياة المشتركة ، وقد تضمن تنظيم حياة الشركة وتدبيره للأباء ارهبان جميع هذه النواحى العملية .
وفيما يلى تطبيقات عملية لبعض قوانين الرهبنه التى نظها القديس :
1- كان مفروض على طالب الرهبنة أن يعرف معنى الرهبنه
الرهبنة هى : الصوم بمقدار ، والصلاة بمداومه ، وعفة الجسد وطهارة القلب وسكوت اللسان وحفظ النظر والتعب بقدر الامكان والزهد فى كل شئ .
وكان يقول جميع آبائنا القديسين ، بجوع وعطش وحزن كثير ،أكملوا سعيهم ونالوا المواعيد . أن كنت قد نذرت لله بكورية بمحبة واشتياق فاطلبه من كل قلبك واسلك حسب وصاياه . وحينئذ يجعلك الله أبناً له ، ويباركك ويصير بركتك نهراً ، ونهرك
بحراً ، ويجعلك كبركة نار ، وسراجه يضئ عليك ، وتمتلئ نوراً من الاشراق الالهى ، ويعطيك الاله مجداً مثل مجد القديسين ، فتضع ثقلاً على اراكنة الظلمة وترى قوة الله فى يمينك ،و وتغرق فرعون وجنوده فى بحر ملح وتخلص شعبك من عبودية
الغرباء ، وتورثهم ارض الخيرات التى تفيض لبناً وعسلاً ، التى هى كمال سعيك وخروجك من هذا العالم بسلام أمين .
2- النوم :
كان القديس باخوميوس يديم الصلاة بنسك زائد وسهر . واذا أراد أن يرقد ، لم كن يرقد ممتداً ولا على مصطبه بل كان يجلس مستنداً على الحائط .
وكان اذا مضى الى موضع خارج الدير مه الاخوةواضدروا إلى المبيت كان يأمرهم ( يفرض عليهم ) أن يحفر كل واحد منهم لنفسه حفره فى الارض مثل مراقدهم فى الدير قائلاً لهم :
انه من الواجب على الانسان الراهب أن يتعب نفسه فى مرقده لكون روح الزنى يقفز إلى الرجل ليجربه بشدة لاسيما أذا رقد منقوشاً ممتداً براحة .
3- العمل اليدوى :
وهذا ما كان راهب أو رئيس دهبنه ليعفى .. وعليه فقد كان انبا باخوميوس يشاطر رهبانه أعمالهم اليدوية ، يخرج معهم الى
الحقول لمزاولة الزرع والحصاد وبحمل مؤونته بنفسه أسوة بهم .
وقيل أنه مضى دفعة ، فى أمر مع الاخوة وكان ذلك الأمر يحتاج الى أن يحمل كل واحد منهم كمية من الخبز . فقال له أحد الشبان : حاشاك أن تحمل شيئاً ياابانا . هوذا أنا قد حملت كفافى وكفافك . فأجابه القديس : هذا لا يكون أبداً .
أن كان قد كتب من اجل الرب أنه يليق به أن يتشبه بأخوته فى كل شئ فكيف اميز نفسى أنا الحقير عن اخوتى حتى لا احمل مثلهم وهذا هو السبب فى أن الاديرة الاخرى كائنه بانجلال لان صغارهم مستعدون لكبارهم وليس من اللائق ان يكون هذا لانه مكتوب : من يريد ان يكون كبيراً فيكم فليكن لكم عبداً .
4- العقاب :
واذ كان العقاب ضرورة لابد منها فى حياة الشركة كان يوبخ للهفوات البسيطه .
(أ) توبيخه لاحد الرهبان على كلام باطل :
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
قيل انه فى احد الايام سمع الاب باخوميوس احد الاخوة يخاطب صبياً قائلاً :
الآن هو اوان العنب .. فانتهره الأب قائلاً : هوذا اجساد الانبياء الكذبه قد ماتت ولكن الارواح التى كان تحاربهم تطوف بين الناس تلتمس مسكناً فيهم وأنت الان لماذا اعطيت للشيطان موضعاً كى يتكلم من فيك . أما سمعت الرسول قائلا :
كلمة رديئه لا يجب ان تخرج من افواهكم بل لتخرج كل كلمة صالحة لبناء الجماعه لكى تعطى السامع نعمة ، الا تعلم ان الكلمة التى قلتها لا تبنى رفيقك بل تهدمه . ولماذا نطقت بها ؟ الم يكتب ( نفس بنفس ) ؟ الا تعلم ان نفسك تؤخذ عوضاً عن نفسه . فانى الان أشهد لكم أن كل كلمة بطالة او استهزاء او لعب او مزاح او جهل زنى للنفس . ولكن ابين لكم مقدار غضب الله الذى يكون على ذلك الانسان الذى يتكلم بالكلام البطال وبكلام الاستهزاء اقول لكم المثل الاتى :
دعا رجل غنى اناساً الى وليمة لكى يأكلوا ويشربوا ويفرحوا . وفى اثناء الوليمة قام بعض المتكئين يمزحون فكسروا الاوانى الموجوده فى بيت ذلك الغنى ...ترى ماذا عمل الغنى :
إنه غضب عليهم ووبخهم قائلا : ياعديمى الشكر لقد دعوتكم لكى تأكلوا وتشربوا فكيف فكيف تمزحون وتكسرون الاوانى ؟ هكذا بغضب الرب على اولئك الذين دعاهم لدعوته قائلاً لهم : دعوتكم لكى تتوبوا عن خطاياكم ولكنكم هدمتم نفوسكم ونفوس الذين جمعتهم لى ليخلصوا ، بالضحك والكلام الباطل .
( ب ) توبيخه لتلميذه تادرس لاستسلامه للراحة الجسدية وشكواه من الم :

حدث حينما كان الاخوه بقومون بالحصاد وتادروس يعمل معهم وهو صائم أن شعر بارتفاع حرارة راسه وبعد انتهاء العمل جلس يستظل ، فمر به الاب باخوميوس وقال له بوجع قلب : أتستظل ياتادروس ؟! فقام تادروس بسرعة ولما كان المساء تقدم
اليه وقال تادروس وقال ظظظك ياأبى انى اشعر بألم فى رأسى بسبب ضربة الشمس . فقال الاب : ياتادرس ، ان رجلاً راهباً يسلك طريق الكمال اذا مكث يعانى مرضاً فى جسده عشرين عاماً ، وهو متألم يجب الا يشكو لاحد من الناس الا من تلك الامراض التى لايمكنه أن يخفيها ، وهذه الاخرى أيضاً عليه أن يحتملها على قدر قوته والا يعطى نفسه راحة الا فى أمر يفوق طاقته ، لانه مكتوب أن الروح مستعده والجسد ضعيف . هل تظن أن تقطيع الاعضاء والحرق شهادة ؟ لا ! بل أيضاً تعب لنسك والضربات من الشياطين والامراض ، فمن يحتمل كل ذلك بشكر فذلك هو الشهيد والا فما الحادة لأن يكتب بولس الرسول : "انى أموت كل يوم " فانه لم بكن يموت فى الظاهر كل يوم بل كان يصبر يحتمل مايأتى عليه وكذلك رجال الله اليوم اذا كانوا فى أمراض ويخفونها عن الناس فانهم يعتبرون شهداْ ايضاً .
جهاده فى الصلاه والسهر :
ــــــــــــــــــــــ
+ لقد قيل دائماً عن أنبا باخوميوس انه كان يقضى وقتاً طويلاً فى جهاد الشياكين كمصارع حقيقى مثلما كان يفعل القديس انطونيوس ، ولما كانت شياطين كثيرة تأتيه فى الليل فأنه طلب من الله أن يخلصه من النوم فى الليل كما فى النهار ، حتى يستمر فى الصحو ويتمكن من أن يقهر العدو كما هو مكتوب " لا ارجع حتى افنيهم " لان الايمان بالرب يفنى قوتهم ، فأعططى الله له هذه النعمة كما طلبها الى فترة . ولما كان الانبا باخوميوس طاهراً فأنه كان يرى الله غير المنظور كما فى مراّه .

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
جهاده فى الصلاة والسهر:
+ لقد قيل عن أنبا باخوميوس انه كان يقضى وقتاً طويلاً فى جهاد الشياطين كمصارع حقيقى مثلما كان يفعل القديس انطونيوس ، ولما كانت شياطين كثيرة تأتيه فى الليل فأنه طلب من الله أن يخلصه من النوم فى الليل كما فى النهار ، حتى يستمر فى الصحو ويتمكن من أن يقهر العدو كما هو مكتوب : " لا أرجع حتى أفنيهم " لأن الايمان يفنى قوتهم ، فأعطى الله له هذه النعمة كما طلبها الى فترة . ولما كان الانبا باخوميوس طاهراً فانه كان يرى الله غير المنظور كما فى مرأه .
اتضاعه العجيب
+ بينما كان الانبا باخوميوس يعمل مع رهبانه بفرح وغبطة روحية قام الانبا اثناسيوس الرسول بزيارة رعوية . ولما دنا من منطقة دندره سمع اصوات ترانيم وتسابيح الرهبان الذى يسكنون تلك الناحية ، الذين خرجوا من اديرتهم لاستقباله متهللين . وطلب منه سرابيون أسقف دندره أن يرسم باخوميوس كاهناً لان سرابيون حاول عبثاً أن يضع يده عليه . وحين سمع باخوميوس ذلك الكلام اختفى عن الانظار لانه من فرط أتضاعه كان يعتقد أنه أحط من أن ينال هذه الدرجة الكهنوتيه الساميه فجمع البابا اثناسيوس رهبان الانبا باخوميوس وقال لهم سلموا على ابيكم وقولوا له بلسانى قد هبت من المجد الباطل الذى كثيراً ما يثير الحسد فى النفوس فليمنحك الله سؤال قلبكوانك مع هروبك من المجد الفانى سعيت وراء المجد الباقى . لذلك أعدك بأننى لن اضع اليد عليك قسراً وآمل أن اتيح لى المرور من هذا الطريق مرة أخرى أن أفرح بلقياك . ولما شعر انبا باخوميوس بانصراف البابا الاسكندرى خرج من مكمنه أمنا مطمئنا .
+ جاء ضمن سيرة الاب باخوميوس ، أنه فى بعض الاوقات بينما كان باخوميوس مع الاب بلامون ، وافاهما راهب قد استولت عليه الخيلاء والاعتداد بالذات واذ كان الوقت شتاء ، فقد كانت قدامهمانار تشتعل . فلما رأها الاخ الضعيف داخله السبح الباطل وقال لهما :"من منكما له ايمان صادق بالله ، فليقف على هذا الجمر ويقول الصلاه التى علمها المسيح لتلاميذه " فلما سمع الشيخ قوله هذا زجره قائلا : " ماعون هو ذلك الشيطان النجس ، الذى القى هذا الضمير الفارغ فى قلبك ، فكف عن هذا الامر ، لانه من شيطان العجب فلم يحفل ذلك الاخ بقول الشيخ ولكنه قال :" انا ، انا " ثم نهض قائماً ووقف على ذلك الجمر المتقد كثيراً ، وقال الصلاة الانجيليه مهلا ، مهلا ، ثم خرج من النار ولم تضره بشئ ، ومضى الى مسكنه بكبرياء قلب .
فقال باخوميوس للشيخ :" يعلم الرب ، انى عجبت من ذلك الاخ الذى وقف على هذا الجمر ولم تحترق قدماه " .
فقال له الشيخ :" لا تعجب ياابنى من هذا ، لانه بلا شك من فعل الشيطان ، ولاجل انه لم يذلل قلبه ، تسامح الله فى أن لا يحرق قدماه ، كالمكتوب ان الله يرسل ل1وى الاعوجاج طرقاً معوجه ولو علمت ياابنى ما ينتهى اليه امره لكنت تبكى على شقاوته "
وبعد ايام لما راى الشيطان انا جانح لخداعه ، تشكل بصورة أملااة جميلة جداً متزينه بثياب فاخرة ، فجاءت اليه وقرعت بابه
ففتح لها لوقته حينئذ اسفرت عن وجهها وقالت له :" اعلم ايها الاب الخير ان على دينا لاقوام مقتدرين وهم يطالبوننى وليس لى ما اوفيهم ، واخشى ان يقبضوا على ويأخذونى عبدة لهم ، لانهم مسافرين ، فاعمل جميلاً وآونى عندك يوماً واحداص أو يومين حتى يمضوا فيكون لك من الله جزيل الاجر ، ومنى انا المسكينه صالح الذكر " فأما هو فلانغلاق قلبه لم يحس البلاء الذى دبر له ، داخل قلايته حينئذ لعبت عليه افكاره فعول على معاشرتها ومد يده نحوها ليتتم الفعل النجس فلوقته باغته الشيطان وصرعه على الارض فضاع عقلبه وبقى مسيخاً كالميت نهاراً وليلاً ثم عاوده رشده فقام وجاء الى الشيخ بلامون وهو باك فطرح ذاته بين يديه قائلاً :" انا هو السبب فى هلاكى وعلة مماتى لانى لم اصغ الى كلامك ، ولذلك حل بى ما حل " وشرح ما حدث له ثم طلب صلاه فلما قاما ليصلى عليه باغته الروح النجس وطفر به طره منكره ومضى مستكبراً مساغة بعيدة حتى وصل مدينة تدعى بانوس " وبقى فيها ضائع العقل وقتاً ، واخيراً زج بنفسه فى تنور متقد حيث احترق وهلك
+ حدث أن تقدم بعض الرهبان الى الانبا باخوميوس يسألونه " قل لنا ياابانا ما الذى يمكننا أن نفعله لنحظى بالقدرة على اجراء الآيات والعجائب ؟"
أجابهم بابتسامة : " لإن شئتم أن تسعوا سعياُ فلا تطلبوا هذه المقدرة لانها مشوبه بشئ من الزهو ، بل اسعوا بالحرى لتظفروا بالقوة التى تمكنكم من اجراء العجائب الروحية فأن رأيتم عابد وثن وانرتم امامه السبيل الذى يقوده الى معرفة الله فقد احييتم ميتاً ، واذا رددتم احد المبتدعين فى الدين الى الايمان الاثوزكسى فتحتم اعين العميان ، واذا جعلتم من البخيل كريماً شفيتم يد مشلوله ، واذا حولتم الكسول نشيطاً منحتم الشفاء لمقعد مفلوج ، واذا حولتم الغضوب وديعاً أخرجتم شيطاناً ، فهل هناك شئ يطمع الانسان أن يناله أعظم من هذا ؟
+ ولما سمع بسيرة الاب باخوميوس قوم من الرهبان هراطقه ارسلوا اليه جماعة لابسين شعراً وقالوا للاخوة : ان كبيرنا مقدونيوس قد اررسلنا الى ابيكم قائلاً :" ان كنت رجل الله حقاً ، وما سمعناه عنك صحيحاً ، فتعال لنصير انا وانت النهر سائرين بارجلنا على سطح الماء ، فبعرف كل واحد عملياً من منا له دالة ووجاهة عند الله " ، فعرف الاخوة الاب بذبك فأنكر عليهم ذلك قائلاً :
" لماذا استجزتم سماع هذا الكلام بالجمله ؟ أماعلمتم أن هذه المسائل بعيدة عن الله ، ولا تقبلها سيرتنا ؟ لانه أى ناموس يأمر بهذا ويبعثنا على القيام به ؟" .
فقال الاخوه ايتجاسر هراطيقى بعيد عن الله أن يستدعيك لمثل هذا ؟"
فأجابهم :" قد يمكن للهراطيقى أن يعبر على ظهر النهر كعبوره على ارض يابسة بمظافرة الشيطان أياه ، وبسماح من الله حتى لا ينفك كفره ، فامضوا وقولوا لهم : هكذا قال عبد الله باخوميوس : أن حرصى أنا ، هو هذا : ليس لكى اعبر هذا النهر ماشياً ، بل كيف اعبر دينونة اله الرهبنه ، وان اعبر ايضاً هذه الاعمال الشيطانيه بقوة الرب "
ولما قال هذا الكلام اقتنع الاخوةةةة بألا يفتخروا باعمالهم ، ولا يشتهوا اجتراح الايات ، ولا يجربوا الله البته حسبما كتب :
"لا تجرب الرب الهك "
افرازه :
زكر بعض الاباء انه كان له اخ من الاخوة يتمسك كثيراً ليس من اجل الله . فلما رآه ابونا القديس باخوميوس وعل امره ، فقال له على انفراد : تعلم يااخى ان الرب يقول انى نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتى لكن مشيئة الاب الذى ارشلنى . فاسمع منى ما اريد أن اقوله لك لانى ارى أن الشيطان قد حسدك ويريد أن يهلك تعبك فاذا علمت ان الاخوه يريدون ان يأكلوا اذهب معهم ووكل قليلاً دون شبعك لاجل تدبير الجسد ، وهذا الشئ لا يمنعك عن عبادة الله . واذا فرغت من صلاة الاخوة ايضاً لا تصل وحدك كثيراً حتى تغلب الشيطان وتهلك شيطان العجب والافتخار لانه قد أشتملك .
فلما سمع هذا الكلام قبله من ذلك الوقت فقط ، ثم انه رجع الى ضلالته قائلاً فى نفسه إن كنت لا تصوم ولا تصلى ولا تتنسك فأنا اباشر هذه اعمال التى تخلصنى .. ثم بدأ يصلى ايضاً . فلما سمع القديس بذلك ، دعا تلميذه تادرس وقال له : انى حزين جداً من أجل فلان . أمض فانظر أى شئ يعمل فلما ذهب اليه وجده يصلى بدوام فرجع الى عند الشيخ واخبره بذلك فقال له القديس : ارجع اليه وامنعه من الصلاه واذا منعته يتبين لك الشيطان الذى استولى عليه واذا رايت ذلك امسكه انت الى ان اجئ انا .فانطلق تادرس وفعل كذلك . فلما منعه عن الصلاه صرخ على تادرس قائلاً : يامنافق انت تمنعنى أن لا اصلى . ثم تناول عوداً عظيماً وقصد أن يضرب به تادرس على رأسه فانتهره باسم الرب وللحين ترك العود . وقال لتادرس ذلك المجنون
اتريد ان تعلم ان الذين يصلون بلذة من فعلنا يضلون . فسمع ذلك وبدا المريض يصلى تسبحة موسى الاولى ، فلما سمع ذلك تادرس تعجب وفزع قائلاً : كم من اليقظة والانتباه تلزم الانسان حتى يتخلص من تجارب الشيطان ! وان ابونا باخوميوس اتى واخذ الاخ المطغى الى الكنيسه وجمع الاخوه وأمرهم أن يصلوا معه ويطلبوا من الله ان يرحم هذا الاخ . وان الله الرحيم شفاه وخلصه من الشيطان النجس وعاد الاخ فيما بعد بكل طاعة واجتهاد واتضاع خاضعاً للقديس ، مطيعاً اوامره الحسنه بركة
صلاته تكون معنا امين .
+ فى بعض الاحيان ظهر الشيطان للأب باخوميوس فى صورة السيد المسيح يتجلى ، وقال له :" افرح ياباخوميوس لانى جئت لافتقادك " ففكر فى نفسه قائلاً " من شأن المناظر الالهيه انها من لذة بهجتها وحلاوة نعيمها تسبى خيال مستحقيها اليها ولا يبقى لهم فكر آخر ، ولكن افكارى الآن تروى فنوناً والواناً "
فلما وجد الشيطان مفكراً فى هذا ، ابعد عنه الافكار ، فقال الاب فى نفسه : " انى كنت افكر افكاراً والان فلا وجود لها " واذ قال ذلك فى نفسه قام الى الشيطان وهو باسط يديه كمن يريد أن يمسكه وفى الحال صار كدخان وتلاشى .
رعايته :
ومما يؤثر عن العناية البالغة التى كان يبديها أبو الشركه برهبانه انه كان يجلس كل مساء معهم بعد صلاة الغروب ليستمع الى اسئلتهم ويجيب عليها .
نيــــــــاحتـه:
فى سنة 348 م تفشى فى مصر وباء الطاعون وبلغ اديرة الصحارى .فكان الآنبا باخوميوس فى هذا الظرف يطوف بين المصابين بهذا الداء وبينما كان ابو الشركة يحضر شعائر القداس الالهى ليلة عيد الصعود المجيد احس بعوارض ذلك المرض الخبيث فى جسمه . وبعد انتهاء الخدمة دعا تلاميذه وأخذ يوصيهم بالمحافظة على قوانين الشركة الروحية والعمل بها . وما ان فرغ من وصيته لهم حتى أسلم روحه الطاهره .
القديس مار اسحق
هو ناسك عظيم من محبى الوحدة والسكون ، ترهب هو واخوه حسب الجسد فى احد اديرة طورسينا ونال الاثنان شهرة كبيرة ثم اتجه كل منهما اتجاهاً خاصاً فاختار ماراسحق السكون الكامل بينما صار اخوه رئيساً للدير .
ووصلت محبة الوحده بمار اسحق انه عاتب اخاه عتابا شديداً فى رسالة مشهورة عندما طلب منه ان يزور الرهبان فى الدير وشرح ماراسحق الاضرار التى تصيبه من مجرد النزول الى الدير ..
والعجيب فى كل ذلك ان هذا المتوحد العظيم على الرغم من محبته الكامله لحياة السكون صار اسقفاً لنينوى . لسناندرى ما هى
الظروف التى لابست هذا الامر ، ولكن التاريخ يسجل لنا انه لما وجد أن الاسقفيه تحرمه من حياة السكون ترك الاسقفيه ومضى . وفى هروبه لم يرجع الى مغارته الاولى وانما ذهب الى برية شيهيت واستقر فيها سنوات وقد وضع مؤلفاً من اربعة
كتب عن طقس الوحد يعتبرمن اروع الكتب فى هذا الموضوع وانتفع فيه بأراء كبار الاباء فى هذا المجال كالقديس مقاريوس الكبير وماراوغريس والقديس يوحنا التبايسى وغيرهم .

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الانبا الاســــــــانيــــــــوس
معلم الملوك
حياة القديس ارسانيوس الاولى ونشأته :
جاء عن القديس ارسانيوس انه كان من روما العظمى كان من افاضل فلاسفتها . وكان والده من اكابر البلاط الملكى المقربين الى الملك فلما ملك تاؤدسيوس ارسل إلى الملك والبابا بروما طالباً رجلاً فيلسوفاً يحسن اللغتين الروميه (اللاتينيه) واليونانيه لكى يعلم اولاده الحكمه والادب ، فلم يجدوا فى كل فلاسفة روما رجلاً يشبه ارسانيوس فى الحكمة والفضل ومخافة الله فأرسلوه
إلى الملك بالقسطنطينيه ففرح به الملك واحبه لفيض معرفته ، ولاجل نعمة الله التى كانت عليه . فسلم له الملك اولاده وقدمه على كل اكابر مملكته وكان اذا ركب يكون قريباً ن الامبراطور وكان له أمر نافذ وعبيد كثيرين يقومون بخدمته ولم يتخذ فى بيته أمراه
خروجه من العالم :
ــــــــــــــــــــــــــــ
لما بلغ مركزاً عظيماً هكذا بدأ يفكر فى نفسه قائلاً : " ان كان هذا لابد له ان يتلاشى كما ينحل المنام ، وإن كان عنى الدنيا ومجدها وجاهها عبارة عن حلم . ولا يوجد شئ ثابت غير قابل للتغيير وأنه لا ينفع الانسان الا خير يقدمه قدامه " .
فذهدت نفسه كل شئ ، وصار يطلب من الله كل وقت قائلً : " عرفنى يارب كبف أخلص " فجاء يوماً صوت يقول له : " ياارسانى اهرب عن الناس وانت تخلص " .وصوله الاسقيط :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قام لوقه وترك كل شئ ونزل الى البحر فوجد سفينة اسكندرية تريد السفر ، فركب فيها وجاء بها إلى الاسكندريه ومن هناك إلى الاسقيط ، الى الأب مقاريوس ، ذاك الذى اسكنه فى احدى القللاى الخارجه عن الدير لانه وجده عاشقاً للهدوء . وبعد حضوره بأيام قلائل تنيح الاب مقاريوس .

حياته الرهبانية الاولى

بدأ القديس ارسانيوس حياته الرهبانية الاولى بنسك عظيم وصلاة وقداسه وزهد حتى فاق كثيرين وسمع بفضله اولاد اكابر
القسطنطينيه وأمرائها وأبتدأ كثيرون منهم يتزمدون ويجيئون الى ديار مصر ويترهبون .ميله الشديد للتعليم :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأ القديس حياته الرهبانؤة بميل شديد للتعليم ، فقد قيل عنه :
كان انا ارسانيوس دفعة يسأل احد الشيوخ المصريين عن افكاره فرآه شيخ آخر وقال له : ياابتاه ارسانيوس كيف - وانت المتأدب بالروميه واليونانيه تحتاج ان تسلأ هذا المصرى الامى عن أفكارك ؟ .. اجابه انبا ارسانيوس قائلاً " أما الادب الرومى واليونانى فأنى عارف به جيداً ، أما الفا فيطا التى احسنها هذا المصرى فانى الى الان لم اتعلمها " وكان يقصد طريق الفضيله .
طريقة تدريبه :
ـــــــــــــــــــــــ
ان انبا ارسانيوس لاجل انه ربى فى الملك ونشأ فى الملك وكان ذا جسد مترفه كأولاد الملوك ، لم يقدر سريعاً أن يعبر فى طريقة الرهبان المصريين ولا صعوبة مسلكهم عاجلاً بل كان يأخذ نفسه بقطع شهوته بالتدريج قليلاً قليلاً حتى يصل الى درجاتهم .
والعجيب أنه لم يكن محتاجاً إلى طريقة مباشرة فى تعليمه بل كان يستقى الحياة النسكية مما يحدث حوله وأحياناً كثيرة كانت تكفيه الاشارة كما حدث فى القصتين التاليتين :
(1) جلس الاب ارسانيوس فى بعض الايام يأكل فولاً مسلوقاً مع الاخوه وكانت عادتهم ان لا ينقوه . أما هو فكان ينقى الفول الابيض من بين الاسود والسوس ويأكله فلم يوافق رئيس الدير على ذلك وخشى أن يفسد نظام الدير . فأختار رئيس الدير الاخوة وقال له " أحتمل ما أفعله بك من أجل الرب " .
فأجاب الاخ : امرك ياابى . فقال اجلس بجانب ارسانيوس ونقى الفول الابيض وكله - فعمل الاخ كما أمره رئيس الدير الذى فاجئه بلطمة مره على صدغه وقال : كيف تنقى الفول الابيض لنفسك وتترك الاسود لاخوتك ؟ .. فصنع ارسانيوس للرئيس وللاخوة مطانيه ووقال لذلك الاخ : " يااخى .. ان هذه اللطمه ليست لك لكنها موجهة لخد ارسانيوس " وأردف قائلاً : " هوذا ارسانيوس معلم اولاد الملوك اليونانيين لم بعرف كيف يأكل الفول مع رهبان اسقيط مصر " وهكذا ازداد فهماً واحتفاظاً بموهبته .
(2) قيل أن احد المجاورين لقلاية انبا ارسانيوس خرج يوماً ليقطع خوصاً . وكان يوم حره شديد . فلما رجع اراد أن ياكل . فلم يمكنه أن يبلغ الخبز اليابس لان الحر كان قد يبس حلقه .وفى ذلك الوقت كان الاخوة بالاسقيط يسلكون بتقشف عظيم ونسك زائد فأخذ الاخ وعاء به ماء واذاب فيه قليلاً من الملح ، وبل الخبز وبدأ يأكل .. فدخل اليه الاب اشعيا ليفتقده ،فلما احس الاخ بالانبا اشعياء رفع الوعاء وخبئه تحت الخوص . وكان الاب اشعياء رجلاً زكياً حاراً فى الروح جداً .وكان يعلمبأم انبا ارسانيوسيعمل صنفين من الطعام : بقلاً وخلاً ولكن لاجل احتشامه لم يرد الاباء يكسرون قلبه سريعاً . فوجد انبا اشعياء أنها فرصة مناسبة لان يؤدب الانبا ارسانيوس بواسطة هذا الاخ . فقال للاخ ما هذا الذى خبأته منى ؟ .. فقال الاخ " أغفر لى ياابى من أجل محبة السيد المسيح . لقد دخلت البرية لاقطع خوصاً فاشتد على الحر جداً لدرجة انه سد حلقى . فلما دخلت القلايه اردت أن أكل فلم استطع بلع الخبز لجفاف حلقى وفمى فأخذت ماء وأذبت فيه قليلاً من الملح وبللت به القراقيش ( الخبز الجاف) ليسهل لى بلعه .
فأخذ الانبا اشعياء الوعاء وخرج ووضعه قدام قلاية انبا ارسانيوس وقال للمراقب : دق الجرس لكى يحضروا الاخوة ليبصروا الاخ زينون كيف يأكل مرقاً فلما حضروا الفت الى الاخ وقال له امام الاخوة : يااخى لقد تركت تنعمك وما لك وجئت الى الاسقيط حباً فى الرب وفى خلاص نفسك . فكيف تريد الان ان تلذذ ذاتك بالاطعمه ؟ .. ان تريد أن تأكل مرقاً أمض الى مصر لانه لا يوجد فى الاسقيط تنعم فلما سمع الانبا ارسانيوس قال لنفسه : هذا الكلام موجه اليك ياارسانى ، وفى الحال أمر خادمه أن يعمل له بقولاً فقط . وقال : ها انا قد تأدبت بسائر حكمة اليونانيين اما حكمة هذا المصرى بخصوص الاكل وحسن تدبيره فأنى لم اصل اليها بعد .لقد صدق الكتاب اذ يقول : وتأدب موسى بكل حكمة المصريين .
موته عن العالم :
ـــــــــــــــــــــــــ
دفعة أتى اليه رجلاً يدعى جريانوس بوصية من رجل شريف من جنسه مات واوصى له بمال كثير جداً ، فلما علم القديس بذلك هم بتمزيق الوصية فوقع جريانوس على قدميه وطلب اليه الا يمزقها والا فرأسه عوضها ، فقال له القديس :
انا مت منذ زمان وذاك مات ايضاً . وبذلك صرفه ولم يأخذ منه ولا فلساً واحداً

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
حياته فى التوحد
1- جهاده فى الصلاة والسهر

+ قيل عنه انه كان يستمر الليل كله ساهراً فاذا كان الغد يرقد من أجل الطبيعة مستدعيا النوم قائلاً : هلم ياعبد السوء وكان يغفو قليلً وهو جالس ، ولوقته يقوم وكان يقول " يكفى للراهب أن يرقد ساعة واحدة من الليل أن كان عمالاً .
+ وقيل ايضاً انه فى ليلة الاحد كان يخرج خارج قلايته ويقعد تحت السماء ويجعا الشمس خلفه ويبسط يديه للصلاه حتى تسطع الشمس فى وجهه ثم يجلس .
وفى جهاده مع الشياطين ورد ما بلى :
قصده الشياطين مره ليجربوه . فلما جاءه الذين يخدموه سمعوا صوته وهم خارج القلايه وهو يصرخ الى الله ويقول : " يارب لا تخذلنى فأنى ما صنعت قدامك شيئا من الخير .. لكن هبنى من فضلك ان ابا فى عمل الخير .."
+ وقد أخبر دانيال تلميذه فقال : " انه لم يطلب قط ان يتكلم من كتاب بل كان يصلى من اجل ذلك لو اراد . وما كان يكتب رساله "
+ حدث مرة أن ذهب احد الاخوة الى قلاية القديس ارسانيوس فى الاسقيط ، وتطله من النافذة بأبصر الشيخ واقفاً وجسمه كله مثل نار ، وهذا الاخ كان مستحقاً لرؤية هذا المنظر . فطرق الباب وخرج اليه الشيخ ولما رأى الشيخ أن الاخ كان مندهشاً من المنظر الذى رآه وقال له : " هل كنت تطرق الباب لمدة طويلة ؟".. وهل رأيت شيئاً غير عادى ؟.. ثم خاطبه ابا ارسانيوس
وصرفه .
+ مرة دعا تلميذيه الكسندر وزوبل فقال لهما : ان الشياطين تقاتلنى ولكونى لا ادرى كانت تحاربنى بالنوم فهلما اتعبا معى فى هذه الليلة واسهروا وراقبانى وانظرا ان كنت اغفو اثناء سهرى ، فجلسا واحداً عن يمينه واخر عن يساره من غروب الشمس الى شروقها وقد قالا : اننا نمنا واستقظنا ولم نلاحظ انه نام بالمره ولكن لما بدأ النهار يلوح نفخ ثلاث نفخات كأنه نام وسواء
اكان ذلك عن قصد حتى نظن نحن انه قد نام او أن النعاس قد غلبه لسنا ندرى - ثم نهض وقال لنا : هل كنت نائماً ؟.. قلنا له لا ندرى ياابانا لاننا انفسنا قد غلبنا النوم .
وهكذا كان القديس يخفى فضائله ويتظاهر انه يغلب بالنوم لكنه كان يقظاً ساهراً .

صمته .. وهدوئه

+ قيل عن انبا ارسانيوس انه بعد ما هرب من القسطنطينيه وآتى الى الاسقيط كان يداوم على الصلاة والتضرع الى الله أن يرشده الى ما ينبغى له ان يعمل وكيف يتدبر . وبعد مضى ثلاث سنوات جاء صوت يقول له : " ياارسانيوس الزم الهدوء والبعد عن الناس وأصمت وانت تخلص لان هذه هى عروق عدم الخطية .
فما ان سمع الصوت دفعة ثانية حتى كان يهرب من الاخوة ويلزم نفسه الهدوء والصمت .
+ ذكر ايضا انه لما ابتدء أن يتعلم الصمت كما جاءه الصوت لم يقدر سريعاً فوضع حصاه وزنها اثنا عشر درهماُ فى فمه ثلاث سنين لم يخرجها الا وقتما يأكل أو يجيئه غريب فكان يعريه لاجل الله . وبهذه الفضلية قوم السكوت وعلم فمه الصمت
+ وخبر عنه ايضاً انه من كثرة الهدوء والسكينة التى كانت له ، دخلت عليه فى قلايته الشياطين وتقدم منه واحد ومعه سكين يريد أن يقطع بها يديه فلم ينزعج القديس ولا اختبل بل مد يده وقال اعمل ما شئت لاجل محبة المسيح .
فلما راى العدوالشيطان هذا الهدوء وهذا الصبر صاح : " احرقتنى ايها الشيخ يكثرة هدوئك واتضاعك " .
+ قال :" كثيراً من تكلمت وندمت أما عن السكوت فما ندمت قط " .
والقصة التالية توضح مقدار محبة القجيس ارسانيوس للسكوت من جهة ومن جهة اخرى كيف أن مواهب الروح القدس فى
الكنيسة متعددة .
+ حدث مرة ان جاء اخ غريب الى الاسقيط ليبصر الانبا ارسانيوس فأتى الى الكنيسة وطلب من رجال الاكليروس ان يروعه اباه ، فقالوا له : كل كسرة خبز وبعد ذلك تبصره . فقال لن اتذوق شيئاً حتى ابصره . فارسلوا معه أخا ليرشده اليه لان قلايته
كانت بعيدة جداً . فلما قرع الباب فتح الباب فدخل وصليا وجلسا صامتين . فقال الاخ الذى من الكنيسة : انا منصرف فصليا من اجلى . أما الاخ الاخ الغريب فلما لم يجد له دالة عند الشيخ قال : وانا منصرف معك كذلك . فخرجا معاً فطلب اليه ان يمضى به الى قلاية انبا موسى الذى كان اولا لصاً فلما اتى اليه قبله بفرح ونيح وغربته وصرفه .
فقال له الاخ الذى ارشده : ها قد اريتك اليونانى والمصرى . فمن من الاثنين ارضاك ؟ أجابه قائلا ما انا فاقول : ان المصرى قد ارضانى . فلما سمع احد الاخوة ذلك صلى الى الله قائلاً : يارب اكشف لى هذا الامر ، فان قوماً يهربون من النس من اجل اسمك وقوماً يقبلونهم من اجل اسمك ايضاً . والح فى الصلاة والطلبه فتراءت له سفينتان عظيمتان فى لجة البحر . ورأى فى احدهما انبا ارسانيوسوهو يسير سيراً هادئاً وروح الله معه . وراى فى الاخرى أنبا موسى وملائكة الله معه وهم يطعمونه شهد العسل .

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
3- حياة التخشع المستمره والدموع
+ قيل عنه: أنه اذا جلس يضفر الخوص كان يأخذ خرقه ويضعها على ركبتيه لينشف بها الدموع التى كانت تتساقط من عينيه
وفى زمان الحر كان يرطب الخوص بدموعه وهو يضفر من أجل ذلك كان شعر جفونه يتساقط من كثرة البكاء .
+ قيل عنه ايضاً : أنه فى كل بكرة وعشية كان يحاسب نفسه ويقول :" ماذا عملنا مما يحب الله ، وماذا عملنا مما لا يحب الله
وهكذا كان يفتد حياته بالتوبة .
+ كان يقول كل الاوقات : " تأمل ياارسانى فيما خرجت لاجله " .

4- تقشفه

(1)الأكل بقدر :
+ قال عنه دانيال أحد تلاميذه : انه كان عندما يسمع ان الفواكه قد نضجت على الاشجار كان يطلب من الاخوة ان يحضروا له بعضاً منها ، اذ اعتاد أن يأكل مره واحدة فى السنه كل نوع من انواع الفاكهة حتى يقدم التمجيد لله .
ب- التعرى من الترف :
وما كان يجدد ماء الخوص الا دفعة واحدة فى السنه فكلما نقص الماء اضاف اليه قليلاً منه وهكذا صارت له رائحه كريهة جداً ونتن لا يطاق وكان يعمل الضفيره ويخيط الى 6 ساعات يومياً، وحدث أن زاره الاب مقاريوس السكندرى . فلما اشتم الرائحة قال له " ياابانا ارسانيوس لم لا تغير هذا الماء لانه قد انتن ؟ فأجابه أنبا ارسانيوس قائلاً :" الحق انى لا استطيع ان اطيقها . لكنى أكلف نفسى باحتمال هذه الرائحة الكريهة وذلك عوض الروائح الذكية التى تلذذت بها فى العالم " فلما سمع الاخوة الموجودين ذلك انتفعوا .
ج- عمل اليدين :
+ ذكر عن أنبا ارسانيوس انه من يوم أخذ الاسكيم لم يبق فى قلايته اكثر من حاجته بل كان يتصدق بالباقى للجميع . وكان قد تعلم ضفر الخوص من " الرهبان " وكان يضفر القفف والمراوح وغيرها ويبيع ويأكل منه ويشترى خوص الصفائر ويتصدق بما تبقى . وهكذا كان عمله دائماً

اتضاع القديس وانكار ذاته

+ جئ الى الاسقيط مرة بقليل من التين فاقتسمها الرهبان فيما بينهم ولاجل انه شئ ضئيل استحوا ان يرسلوا منه شءئاً وذلك لجلالة منزلته . فلما سمع الشيخ امتنع عن المجئ إلى الكنيسة وقال " أفرزتمونى من الاخوة ولم تعطونى من البركة التى أرسلها الله كأنى لست أهلاً اّخذ منه ، ولوجه اّخر نسيتمونى بسبب كبريائى " فلما سمعت الجماعه انتفعوا من اتضاع الشيخ وانطلق القس وأتاه بنصيب ن التين ففرح وجميعهم سبحوا الله وجاء معهم إلى المجمع . + قيل عن انبا ارسانيوس وتادرس الفرمى انهما كانا مبغضين للسبح الباطل جداً أكثر من غيرهم من الناس . أما انبا ارسانيوس فلم يكن يلتقى بالناس كيفما اتفق . وأما تادرس فأنه وأن كان يلتقى بهم لكنه كان يجوز بسرعه كالرمح .
+ مرض الانبا ارسانيوس مرة واحتاج الى شئ قيمته خبزه واحدة . وإذ لم يكن له ما يشترى به ، أخذ من انسان صدقة وقال :" أشكرك ياالهى يامن اهلتنى لأن اقبل الصدقة من أجل اسمك " .+ وحدث وهو فى الاسقيط أن مرض فمضى القسيس وجاء به الى الكنيسة ووضعه على فراش صغير ووضع تحت رأسه وسادة من جلد الغنم فلما جاء الشيوخ ليتفقدوه ورأوا الفراش والوسادة قالوا : اهذا هو ارسانيوس المتكئ على هذا الفراش .... ؟! فما كان من القسيس الا ان اختلى بأحدهم وسأله قائلاً ماذا كان عملك فى بلدتك قبل ان تترهب ؟ قال : راعياً. فقال له وكيف كان تدبيرك فى عيشتك ؟ أجابه : تدبير المشقة والتعب . والآن كيف حالك فى قلايتك فأجابه : بكل ارتياح افضل ما كنت فى العالم . فقال له القسيس الاتعلم ان انبا ارسانيوس هذا كان فى العالم ابا للملوك . وكان له الف غلام من اصحاب المناطق الموشاه بالذهب واطواق الؤلؤ .... وكان له عبيد وخدم يقومون بخدمته وهو خالس على كرسى الملوكيه وتحته البرفير والحرير الخالص الملون . فأما امن فقد كنت راعياً ولم يكن لك فى العالم ما هو لك الآن فى النياح ، أما هذا فليس له شئ من النعيم الذى كان له فى العالم . فالان انت مرتاح أما هو فمتعب .
فلما سمع الشيخ ذلك ندم وصنع مطانية قائلاً اغفر لى ياأبى فقد أخطأت بالحقيقة هذا هو الراهب لانه أتى الى الاتضاع واما انا فأتيت الى نياح وانصرف منتفعاً .
+ قال انبا دانيال عن انبا ارسانيوس انه بتمسكه بالسكون كان يمتنع عن الكلام فى تفسير الكتاب المقدس بالرغم من قدرته على ذلك اذا رغب . كما انه لم يكن ليكتب حرفاً واحداً بسرعة

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
: كتاب بستان الرهبان

محبته للوحدة وتجلده فيها
قيل أن قلايته على بعد اثنين وثلاثين ميلاً وما كان يأتى بسرعةوكان اّخرون يهتمون به . فلما خرب الاسقيط خرج باكياً وقال : أهلك العالم روميه : وأضاع الرهبان الاسقيط .
لماذا يهرب من الناس :
سأل الاب مقاريوس انبا ارسانيوس مرة قائلاً : لماذا تهرب منا ياابتاه ؟
فأجابه الشيخ قائلاً : " الله يعلم انى احبكم ، ولكنى لا استطيع أن أكون مع الله ومع الناس لان الوف الملائكة والربوات العلويه لهم ارادة واحدة ، أما الناس فلهم ارادات كثيرة ، وهكذا لا استطيع أ، أترك الله وأصير مع الناس "
الخروج الى الديرثم الى الوحدة :
+ سأل الاخوة :" لماذا اعتبر الشيوخ ابا ارسانيوس فى خروجه من العالم الى الدير ثم فى خروجه من المجمع الى الوحدة مثالاً سجلوه فى الكتب ؟"
هنا رد أحد الشيوخ :" ذلك لأن انبا ارسانيوس قد أخرجه الله الى الدير - ثم أخرجه الى الوحدة . ولاننا واثقون أن هاتين الدعوتين كانتا حسب أرادة الله فحق للشيوخ أن يأخذوا قانونهم من حياة رجل الله هذا ".
وقد فسر أحد الشيوخ القدماء هذين الندائين فقال :
سأل بعض الاخوة أحد الشيوخ القديسين :" فسر لنا الندائين الذين سمعهما الانبا ارسانيوس " ما معنى ما قيل له فى النداء الاول ." فر وأهرب من الناس وأنت تحيا " وما معنى ما قيل فى النداء الثانى :" أهرب ، احفظ السكون ، عش حياة التأمل فى السكون لان هذه هى الامور الرئيسيه التى تحفظ الانسان من الخطية "
أجاب الشيخ : أن النداء " فر واهرب من الناس وأنت تحيا" معناه أن أردت أن تتخلص من الموت الكامن من الخطية ، وأن
تحيا الحياة الكاملة فى الصلاح اترك ممتلكاتك وعائلتك ووطنك ، وأرحل الى البرية " أى الصحارى والجبال الى الرجال القديسين واتبع معهم وصاياى وأنت تحيا حياة النعمة . والمقصود من : " اهرب ، الزم السكون ، عش حياة التأمل فى السكون " انك لما كنت فى العالم وكنت مسوقاً بمشاغل الأمور التى فى العالم جعلتك تخرج منك وأرسلتك للسكنى مع الرهبان ، حتى بعد فترة قصيرة من السكنى فى مجمع الرهبان يمكنك أن تسير باتباع وصاياى بانطلاق ، وللتأمل فى السكون .
والآن قد تدربت التدريب الكافى فى النداء الاول تستطيع أن تهرب من الدير " مجمعه الاخوة " وتدخل الى الوحدة فى قلايتك ، تماماً كما انطلقت من العالم ودخلت الى الدير .
أما معنى " احفظ السكون وعش حياة التأمل فى السكون " فهو : أنك اذ دخلت الى الوحدة فى قلايتك فلا تعط للزائرين المجئ اليك والتحدث معهم بلا ضرورة الا فى الامور التى تتعلق بسمو الروح ، فأذا فعلت هذا فسوف تجنى ثمار الجلوس فى السكون والتأمل ، لانه بالنظر والسمع والحديث مع الزائرين الذين يأتون اليك فقوة الافكار التى تطيش فيها تنقلك بعيداً فتشتت تأملاتك وسكونك ، ولكن لا تظن أن مجرد ترك الاخوة فى الدير أو عدم قبول زائرين فى قلايتك يكون كافياً ليجعل عقلك هادئاً أو يمكنك من التأمل فى الله واصلاح ذاتك ما لم تحترس بالاكثر الا تشغل عقلك بهم بأية طريقة حينما يكونون بعيدين عنك ..فان الراهب عندما يتذكر اى انسان انما يتذكره مرتبطاً ببعض الميول اى بميول الاشتياق أو الغضب أو الجدل الباطل ، فان حدث أن العقل جال فى امور عادية فأنه ما لم يقطعها عنه لابد أن يتجه تفكيره بالضرورة الى الزكريات المتصله ببعض الامور

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وهكذا الحال مع المبتدئ فى حياة التلأمل فى السكون اذا ما تذكر النساء فانه يسقط فى شهوة الزنا واذا ما تذكر الرجال يسقط فى شهوة الغضب بالفكر . ويحاججهم ويؤنبهم ويدينهم أو يطلب منهم تكريماً له ثم يميل الى الحياة السلبية . وكذلك لما سألوا انبا مقاريوس : ما هو الطريق السليم للمبتدئ فى قلايته ؟
قال " لا يتذكر الراهب فى قلايته انساناً فانه لا ينتفع شيئاً من اجهاد افكاره فى المناقشات مع الناس وعليه أن يعتنى بضبط افكاره فى الخفاء من محاججتهم وهذا ما قصد بنداء :" أهرب ، ولزم السكون والتأمل الصمت "
ارسانيوس والاب البطريرك :
+ أتى ذات يوم البابا فاؤفيليس البطريرك ومعه والى البلاد الى انبا ارسانيوس وسألوه كلمة فسكت قليلاً ثم قال لهم :" ان قلت لكم شيئاً فهل تحفظونه ؟" فلما ضمن له البطريرك أمر حفظه قال لهم : " اينما سمعتم بأرسانى فلا تدنوا منه "
+ وحدث ايضاً مرة أن أشتهى البابا البطريرك أن يراه ، فارسل اليه يستأذنه ان كان يفتح له فأجاب " أن جئت فتحت لك . وان فتحت لك فلا استطيع أن أغلق فى وجه أحد . وأن فتحت لكل الناس فلن استطيه الاقامة ههنا ".
فلما سمع الاب هذا الكلام قال : "ان مضينا اليه فكأننا نطرده فالافضل الانمضى اليه " .

زيارة أخ القديس :
دفعة اتاه احد الأخوة وقع على بابه ففتح له ظاناً أنه خادمه فلما رأه انه ليس هو وقع على وجهه - فقال له الاخ : قم ياابى حتى اسلم عليك ولو على الباب ، فقال له الشيخ : لن أقوم حتى تنصرف والح الاخ فى الطلب فلم يقم . فتركه الاخ وانصرف .
زيارة بعض الاباء القديسين :
زاره مرة بعض الشيوخ وسألوه عن السكوت وعن قلة اللقاء فقال لهم ان العذراء مادامت فى بيت والديها فكثيرون يريدون خطبتها فان هى دخلت وخرجت فانه بذلك لن ترضى كل الناس لان بعضهم يريدها وبعضهم يشتهيها ولن تكون لها الكرامة الا
وهى مختفيه فى بيت ابيها ، وهكذا النفس المهتديه الهادئه المعتكفه متى اشتهرت تهلهلت ...
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
زيارة احدى العذارى من بنات رؤساء البلاط فى روما :
سمعت بخبره عذراء من بنات رؤساء البلاد فى روما . وكانت غنية جداً وخائفة من الله ، فلما جاءت لتبصره ومعها مال كثير وحشم وجنود تلقاها البابا ثاوفيلوس البطريرك بوقار كثير وأضافها . فسألبه ان يطلب الى الشيخ بأن يفسح لها الط
ريق للمضى اليه . فكتب يقول له : إن السيدة ايلاريه السقليكى أبنة فلان من بلاط ملك روميه تريد أن تأذن لها برؤيتك لاخذ بركتك .
وكتب كذلك لمقدم الأديرة بأن يمكن للسيده " ايلاريه السقليكى " من زيارة الاباء القديسين وأخذ بركتهم . فلم يسأ الانبا ارسانيوس أن تأتى الى البريه وانفذ لها بركة من عنده وقال لها :" هوذا قد علمت بتعبك وسفرك ونحن مصلون لاجلك . فلا تحضرى لانى لا اشاء ان ابصر وجه أمراه " اما هى فلم تقبل وقالت " أن ثقتى بالله أن ابصر وجهك الملائكى ، لانى ما تعبت وجئت لانظر انساناً - فبلدى كثيرة الناس - بل اتيت لاعاين ملاكاً " وامرت أن يشدوا على الدواب حتى اتت الى البريه - فلما وصلت اليه كان القديس ارسانيوس خارج قلايته . فما أن ابصرته حتى خرت عند قدميه فأقامها بغضب وقال :
" لقد اّثرت ان تبصرى وجهى . وهاانت قد ابصرتيه فماذا استفدت "؟
اما هى فمن احتشامها لم تستطيع النظر الى وجهه . فقال لها " اذا سمعت باعمال فاضله فاعملى على ان تمارسيها ولا تجولى طالبة فاعليها . كيف تجرأت فعبرت هذه البحار ؟ اما تعلمين انك امراة ولا يليق بك الخروج الى مكان ما اتريدين المضى الى
روما قائلة للنساء الباقيات اننى رأيت ارسانى . فتحولين البحر طريقاً للنساء ليأتوا اليه ". فأجابته السيدة قائلة :" انى لايمانى ياابى اتيت اليك وان شاء الله لن ادع امرأة تأتى اليك فصلى من اجلى وازكرنى دائماً ". فأجابها منتهراً قائلاً : لا بل اصلى الى الله ان يمحوا خيالك واسمك وكراك من فكرى وقلبى " وتركها ودخل قلايته فلما سعت ذلك لم ترد له جواباً ورجعت وهى قلقة الافكار . ولما دخلت الاسكندريه اعترتها حمى لفرط حزنها اما البابا ثاؤفيلس البطريرك فانه استقبلها باكرام جزيل وسألها
عن امرها . فقال " ياابتاه ليتنى ما قابلت للشيخ لانى لما سألته ان يزكرنى اجابنى " :انى لا اصلى الى الله ان يمحواخيالك واسمك وذكرك وفكرك من قلبى " وهوذا عبدتك تموت من الحزن . فقال لها البطريرك :" الا تعلمين انك امراه وان العدو يقاتل الرهبان بالنساء فالى ذلك اشار الشيخ وأما عن نفسك فهو يصلى دائماً وغير ناس تعبك وسفرك ". فطاب قلبها ورجعت الى بلادها مسرورة .

18753667.jpg
 

friendlove

New member
عضو
إنضم
5 نوفمبر 2006
المشاركات
248
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
+حدث مرة كان انبا ارسانيوس قلقاً فعزم على أن يترك قلايته دون أن يأخذ معه شيئاً منها ، وذهب إلى تلميذيه الكسندر وزويل بشخصه وقال لاكسندر قو واهب إلى المكان الذى كنت فيه(وفعل الكسندروس ذلك) وقال لزويل قم وتعال معى إلى النهر وأبحث لى عن سفينة قاصده الاسكندريه ثم أرجع واذهب إلى أخيك ، وقد تعجب زويل من هذا الحديث ، وعلى ذلك فقد افترقوا - أما القديس أرسانيوس فقد أنطلق الى الاسكندريه حيث مرض مرضاً خطيراً . وعاد تلميذاه الى المكان الذى كانا يسكنان فيه قبلا وقال احدهما للآخر : " ربما اساء احدنا إلى الشيخ ولهذا افترق عنا" ولكن لم يمكنهما أن يجدا فى نفسيهما سبباً يكون قد ضايقه . وكان لما عوفى الشيخ أنه قال " أقوم وأذهب الى الآباء " وارتل وعاد الى " البترا PATARA" حيث كان تلاميذه ، واثناء عبوره النهر رأته جارية حبشية واتت من ورائه وأمسكت بثوبه وجذيته ، فزجرها الشيخ أما هى فأجابته " إن كنت راهباً فاذهب الى الجبل " فأنب الشيخ نفسه بهذه الاشاره وقال فى نفسه : " أرسانيوس ، أن كنت راهباً فامض الى الجبل "
ومن ثم استقبله تلميذاه الكسندر وزويل وخرا عند قدميه فطرح هو ايضاً نفسه قدامهم ، وبكوا جميعاص فقال الشيخ :
" أما سمعتم إنى كنت مريضا ؟" اجابوه نعم فقال لهم :
" فلماذا لم تأتوا لتبصرونى !" أجابه الكسندروس قائلاً :" إن الطريق التى افترقت بها لم تكن صحيحة وبسببها عثر كثيرون وقالوا : لو انهم لم يعصوا الشيخ فى أمر ما .. ما كان افترق عنهم .
قال لهم الشيخ :" أننى اعرف هذا ولكن اّناساً ايضاً عتيدون أن يقولوا ان الحمامه اذا لم تجد موضعاً لرجليها رجعت الى الفلك "" وهكذا استراح التلاميذ وسكنوا معه مرة اخرى ]

حياته الاخيره ونياحته

+ اخبر عنه دانيال تلميذه فقال :
كان كاملاً فى الشيخوخه وصحيح الجسم مبتسماً ، وكانت لحيته تصل الى بطنه وكان طويل القامة ، لكنه انحنى أخيراً من الشيخوخة وبلغ من العمر سبعا او خمساً وتسعين سنه اربعين سنه منها حتى خروجه من بلاط الملك وباقيها فى الرهبنة والحده . وكان رجلاً صالحاً مملواء من الروح القدس والايمان . وقد ترك لى ثوبا من الجلد وقميصا من الشعر ونعالا من ليف وبهذه الاشياء كنت انا الغير مستحق اتبارك .
وقال تلميذه ايضاً عنه :
انه لما قربت ايامه اوصى قائلا :" لا تهتموا بأن تعملوا تذكااراً لى ولكن قدموا قربانا فقط .. وكان يقول دائماً : اذا كنت فعلت شيئا فى حياتى يستحق الزكرى سوف اجده .
+ ولما قرب وقت نياحته دعا تلامبذه وعزاهم ووعظهم وقال لهم :" اعلموا ظان زمانى قد قرب قلا تهتموا بشئ سوى خلاص نفوسكم ولا تنزعجوا بالنحيب على ." وكان البار بتكلم بهذا ودموعه تنهمر من عينيه فقالوا له :" ياابانا اتفزع انت ايضاً ؟! جابهم قائلا " ان فزه هذه الساعة ملازم لى منذ جئت الى الرهبنه "
وقال ايضاً "هأنا ذا واقف معكم اجسدى لاحد من الناس " . فقالوا له : فماذا نصنع لاننا لا نعرف كيف نكفته ؟ فقال لهم الشيخ :" اما تعرفون كيف تربطوا رجلى بحبل وتجرونى الى الجبل لتنتفع به الوحوش والطيور " وكان الشيخ يقول لنفسه دائماً :
( ارسانى ارسانى تأمل فيما خرجت لاجله )

.... هكذا رقد القديس ودموعه تسيل من عينيه فبكى تلاميذه بكاء مراً وصاروا يقبلون قدميه ويودعونه كانسان غريب يريد السفر الى بلده الحقيقى .
وما سمع الانبا بيمن بنياحته تنهد وقال : " طوباك ياانبا ارسانيوس لانك بكيت على نفسك فى هذا العالم فان من لا يبكى على نفسه هاهنا زماناً قليلً ، سوف يبكى هناك زمالا طويلاً . فأن كان هنا بكاء بارادتنا اما هناك فالبكاء من العذاب وعلى تلك الحالتين لن تنجو من البكاء . وعلى ذلك فما امجد ان يبكى الانسان على نفسه هاهنا ".
ولما حضر البابا ثلفيلوس البطريرك الوفاه قال :
" طوباك ياانبا ارسانيوس لانك لهذه الساعه كنت تبكى كل ايام حياتك " .
ولما كان بلاديوس قد اورد سيرة مختصرة حوت بعض أمور لم ترد فيما سبق فاننا نوردها كما هى اماماً للمنفعة :
قيل عن انبا ارسانيوس انه حين كان فى العالم كان رداؤه انعم من اى انسان اّخر ، وحين عاش فى الاسقسط كان رداؤه احقر من الجميع .
ولما كان يأتى الى الكنيسة على فترات متباعدة - كان يقف وراء عمود وشعره ابيض كالثلج كثيفا أما جسده فكان جافا من الاتعاب ولحيته مستطيلة اللا وسطه ورموش عينيه قد تساقطت من البكاء . وكان طويل القامة مع انحناء خفيف من الكبر ، وقد انتهت حياته وهو فى سن الخامسة والتسعين وقد عاش فى العالم اربعين سنه فى البلاط ايام الملك ثيئودوسيوس الكبير والد الامبراطورين اورنوريوس واركاديوس ، وقضى فى الاسقيط اربعين عاماً وقضى العشرة اعوام الاسكندرية وفى العامين
الباقيين جاء الى طره مرة اخرى حيث رقد ولقد انهى حياته فى سلام وخوف الرب .

18753667.jpg
 
أعلى