:new5: انت والاشجار :new5:
الانسان مثل الاشجار بعضها ينبت عند مجرى الماء فيرتوى وينضر وتخضر هامته ، وتبتل اوراقه بندى الصبح فيزهر ويثمر وبعض الاشجار تنمو فى بيئة جافة فتصبح خشنة كالحة اللون تحرقها الشمس فتجف اوراقها وتظل عقيمة بلا زهر ولا ثمر !
وحين خلق الله الانسان خلقه فى بستان، اراد الله الانسان ان يعيش حياة الارتواء والشبع اراد له ان يكون مورقا ومزهرا ومثمرا جدا نفسا وروحا .
ولذلك فقد بسط الله فى الارض مائدة سخية اذ ملأ الارض بخيرات وفيرة ومتنوعة لاشباع اجساد البشر جميعا بصنوف الطعام لكنه اراد للانسان ايضا ان يعيش فى ارتواء وشبع روحى فائض لذلك قربه اليه فالاقتراب الى الله هو السبيل الوحيد للشبع الروحى .
لكن الانسان ابتعد عن الله وسقط فى شهواته واطماعه وخطاياه فانفصلت روحه عن ينابيع الارتواء والشبع
اصبح الانسان كائنا صحراويا جافا يطلق جذوره فى ارض اطماعه المادية لعله يرتوى فاذا به يزداد عطشا ويظل طوال حياته يجرى فلا يحقق راحة النفس ثم يترك الانسان نفسه الغالية تحملها كل الرياح فلا يستقر له حال .
لقد استطاعت طبيعتنا الطامعة ان تشتتنا وتفرقنا فلم يعد الانسان مستقرا على حال ولقد حملتنا رياح الاطماع الى حيث لا نعلم وجعلتنا نتكور على ذواتنا لتحملنا من مستنقع الى اخر فلا نكاد نستقر على نبع حتى نكتشف انه ضحل قليل وتمضى بنا الحياة الى جفاف روحى وتصحر كامل لقد اصبحت حياتنا رمالا وجبالا وخوفا.
( منقول)