كنيســة ام الزنار - التي تحتوي على زنار السيدة مريم العذراء

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
zunar.jpg


مقدمة​

بعد حمد ربنا يسوع المسيح جلّ ثناؤه نقول:
لما شاءت العناية الربانية أن تكشف زنار سيدتنا مريم العذراء القديسة في كنيستها بمدينة حمص العامرة في العشرين من شهر تموز 1953م بعد وقوفنا اتفاقاً على رسالة مخطوطة، مع سابق علمنا بأن هذه الكنيسة تعرف أيضاً باسم كنيسة الزنار أو أم الزنار على ما سيأتي تفصيله، ومن ثمّ أقبلت جماهير المؤمنين السريانيين وغيرهم من شتى المذاهب المسيحية ومن سائر الطبقات من حمص ومن سائر بلاد الشام ولبنان والجزيرة والعراق وغيرها، ينعمون النظر بمرأى هذه الذخيرة المقدسة والتبرك بها بشوق مسيحي وتقوى، ويتقدمهم أحبار أجلاء من مطارنتنا ومطارنة الروم الأرثوذكس وكهنة ورهبان ورواهب، وكتب بعضهم من بلاد قاصية يستقصون بدافع تقوي صحة الخبر وحقيقة الأثر أوجبت الحالة أن نصدر هذا البيان مقسوماً إلى فصول تناسب الموضوع، تنويراً للمؤمنين.
وإيضاحاً للراغبين بعون الله سبحانه وحسن إرشاده حمص في 1كانون الأول 1953م



فصل في مقام السيدة العذراء في المسيحية
من الحقائق الراهنة أن لسيدتنا القديسة مريم العذراء والدة ربنا يسوع المسيح الإله المتجسد منزلة في المسيحية لا تسامى، تعلو على الملائكة والأنبياء والرسل والشهداء وأئمة الدين، لأن الله اصطفاها وطهرها وقدّسها وفضّلها على نساء العالمين ـ فهي إكليل العذارى وتاج النصارى ـ وسجل المؤرخون والرواة الصادقون ما حازه المؤمنون بها من صنوف النعم والمعجزات، فملايين المؤمنين بأعذب النشائد يجلون وإلى شفاعتها المشفعة يلجأون.
وكنيستنا السريانية تفتتح عبادتها كل يوم بتسبيح العزة الإلهية ثم تتلو دعوات خاصة لمديح السيدة العذراء والاستشفاع بها في صلوات الليل والصبح والمساء ـ ما عدا معظم أيام الصيام الأربعيني فضلاًَ عما تتلوه في أعيادها(1) ـ من دعوات منثورة، وتترنم به من نشائد فريدة وتصف فيها فضائلها السامية ومحاسنها الخالدة بما يخلب الألباب ويلذ الأسماع. شمل الله العالم بشفاعتها وخوّل الكنيسة المقدسة من مقبول دعواتها كنفاً وملاذا آمين.




زنار سيدتنا مريم العذراء
حمص ـ سوريا
الموقع :
مدينة حمص – كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار للسريان الأرثوذكس – بستان الديوان – شارع البطريرك أفرام برصوم – هاتف 222346ـ031 487316ـ031 482006ـ031
أوقات الزيارة
صيفا: من السابعة صباحا إلى الثامنة مساء
شتاء: من السابعة صباحا إلى السابعة مساء



فصل في سيرة مريم العذراء القديسة​
أجمع نخبة من مؤرخي النصرانية أن سيدتنا مريم العذراء هي من سبط يهوذا وذرية داود الملك، ولدت وحيدة لأبويها البارين يوياقيم وحنة سنة 14 ق.م، ولما أتمت سنتها الثالثة أدخلاها هيكل الرب نذيرة له، ثم توفيا. فتولى تربيتها وإرشادها الكهنة والنساء التقيات، لقنوها العبادة والسيرة الفاضلة، وعلموها اللغة العبرانية والتوراة، وغزل الصوف وحبك الكتان والحرير حتى بلغت الرابعة عشرة. فخطبت لرجل صديق من أنسبائها اسمه يوسف بن يعقوب. فأقبل إليها رئيس الملائكة جبرائيل مبشراً إياها بحلول الروح القدس عليها، ومولد يسوع فادي العالم منها فحملت وولدته وهي عذراء بأعجوبة سماوية أدهشت العالم، وربته وعاش معها في بيت مربيه يوسف الصديق، وعاينت أولى معجزاته وسمعت إنذاره بالإنجيل وشهدت صلبه وموته بحسب الجسد، وآمنت بقيامته وأبصرت عروجه إلى السماء وحلول الروح الإلهي مع الرسل يوم العنصرة وأقامت في منزل مار يوحنا الرسول الذي أوصاه بها السيد المسيح حين صلبه، فعني بها، وواظبت على التعبد والتأمل في الأسرار السماوية حتى استوفت أجلها، فجنزها الرسل القديسون بحفاوة عظيمة ودفن جثمانها الطاهر في قرية الجسمانية بظاهر أورشليم، ونقلها الله إلى فردوسه السماوي وكان ذلك في أصح الروايات نحو سنة 56 للميلاد وقد ناهزت السبعين على الأرجح.
وعلى الأغلب أن الزنار الخاص بها قد رافقها في حياتها ودفن معها في القبر ثم جاءت الملائكة بعد وفاتها بثلاثة أيام وحملوا جسدها الطاهر الى السماء. وأثناء صعودهم رآهم القديس توما الرسول حيث كان يبشِّر في الهند ولم يشترك في تجنيز السيدة العذراء وتأخر وصوله الى هناك، وكان محمولا" على سحابة فرأى وهو في الطريق العذراء تصعد الى السماء محمولة في موكب ملائكي عجيب. فأخذ بركة الجسد الطاهر وطلب علامة يبرهن بها للأخوته التلاميذ عن حقيقة صعود العذراء بالجسد الى السماء، فأخذ الزنار المقدس منها.
وبعد وفاتها بثلاث أيام حمل الملائكة جسدها الطاهر إلى السماء عام 56 للميلاد حينذاك رآهم القديس توما الذي كان يبشر في الهند والذي لم يشترك في تجنبز العذراء مريم فطلب علامة يبرهن بها لإخوته التلاميذ عن حقيقة صعودها للسماء فأعطته زنارها المقدس .


تنقلات الزنار المقدس :
أخذ القديس مار توما الزنار معه عند رجوعه مرة ثانية إلى الهند، وصحبه في الأماكن التي كرز فيها حتى وفاته فحُفظ الزنار مع رفات هذا القديس طوال أربعة قرون، ثم في أواخر القرن الرابع الميلادي ( في 23/آب/394م ) نقل هذا الزنار المقدس من الهند الى الرها مع رفات القديس مار توما، ثم نقل الزنار وحده إلى كنيسة العذراء في حمص سنة 476م حيث أن راهبا" يدعى الأب داود الطورعبديني قد حلَّ في كنيسة العذراء بحمص ومعه رفات الشهيد مار باسوس وتركها فيها، وكان معه أيضا" زنار العذراء المقدس.
وقد دلَّ على ذلك أنه عند اكتشاف الزنار كانت معه بعض عظام هي رفات مار باسوس. وقد خَلَع الزنار المقدس اسمه على كنيسة العذراء فأصبحت تعرف من ذلك العهد باسم كنيسة الزنَّار أو كنيسة أم الزنَّار.


تجديد الكنيسة واكتشاف الزنار :

بعد ذلك بمدة غير معروفة، خاف الحمصيون على الزنار المقدس بسبب الأحوال الأمنية الغير مستقرة. فدفنوه داخل مذبح الكنيسة في وعاء معدني، وظل كذلك حتى سنة 1852م حيث أراد السريان هناك تجديد كنيستهم، فاستصدروا براءة سلطانية لعمارة الكنيسة في عهد المطران يوليوس بطرس مطران الأبرشية ( الذي صار فيما بعد بطريركا" باسم بطرس الرابع بين عامي 1872ـ1884م ) ، وحينما هدموا الكنيسة وجدوا زنار السيدة العذراء موضوعا" في وعاء وسط المذبح، ففرحوا جدا" وتباركوا منه. ثم أعادوه الى المذبح بالحالة التي وجدوه فيها ووضعوا فوقه حجرا" كبيرا" نقشوا عليه بالخط الكرشوني ( يعني أن الكتابة باللغة السريانية ولكن النطق باللغة العربية ) تاريخ تجديد البيعة عام 1852م وأن هذا تم في عهد المطران يوليس بطرس. ونقشوا أيضا" أسماء المتبرعين وذكروا أن الكنيسة ترجع لعام 59م في عهد القديس ميلآ الرسول.
ونتيجة لعوامل كثيرة أهمها الإضطهاد الذي وقع على الكنيسة، لجأ الآباء إلى إخفاء الزنار. ونُسِي أمره حوالي مائة عام تقريبا" حتى شاءت ارادة الله أن يظهر هذا الكنز الثمين الذي لايقدر بمال لينال المؤمنون بركته على الدوام. فكشف الله الأمر في الزمان المحدد لقداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم بعد أن نقل مقر البطريركية السريانية الأنطاكية من دير الزعفران الى هذه الكنيسة. فبينما هو يتفحص بعض المخطوطات القديمة ـ التي كان قد تبرع بها للبطريركية القس يوسف عسكر الحمصي ( المتوفي سنة 1916م ) ـ كُشِف له الأمر ويشرح قداسته هذا الأمر فيقول :
" في أواخر شهر نيسان 1953م لمَّا كنا نتفحص كتابا" كرشونيا" يتضمن قصصا" ومواعظ، ظهر لنا أنه مجلَّد بعدة أوراق كُدِّست بعضها فوق بعض ـ وكان الشرقيون منذ ثلاثمائة سنة يجلدون مخطوطاتهم بهذه الطريقة ـ أو بخشب سميك، ثم يغلفونها بجلد، أو قماش سميك، وذلك لقلة الكرتون. ولمَّا فتحنا جلد الكتاب وجدناه مؤلَّفا" من ست وأربعين رسالة بالكرشوني والعربي تخص أبرشية حمص وتوابعها مكتوبة منذ نيف ومائة سنة، وإحداها وهي كرشونية طولها 28سم وعرضها 20سم، كتبها سنة 1852م وجهاء أبرشية سوريا أعني حمص وحماة ودمشق وصدد وفيروزة ومسكنة إلى وجهاء مدينة ماردين المجاورة لدير الزعفران مقر الكرسي البطريركي، تتضمن أحوال أبرشيتهم ذكروا فيها أنهم حينما هدموا كنيستهم المسماة باسم سيدتنا العذراء ام الزنار في حمص بغية توسيعها وتجديد بناءها لقدمه وصغرها وتسقيفها بالخشب وذلك بأمر مطران أبرشيتهم بطرس الموصلّي، وجدوا زنار السيدة العذراء موضوعا" في وعاء وسط مائدة التقديس في المذبح فشملهم به فرح عظيم ".
بناء على هذه المعلومات كشف البطريرك أفرام برصوم المائدة المقدسة صباح اليوم العشرين من شهر تموز من عام 1953م فوجد رقيما" حجريا" طوله 46سم وعرضه 44سم وسمكه 2سم، مكتوباً عليه بالكرشوني بخط حسن ما يأتي:
"إنه في سنة 59 بنيت هذه الكنيسة المقدسة وذلك في زمان البشير ملاآ المدعو أيضاً إيليا ـ ثم ذكر تاريخ تجديد الكنيسة سنة 1852م في عهد المطران يوليوس بطرس ـ وأورد أسماء البلاد والقرى التي تبرع أهلها بنفقات العمارة. أصبنا تحته جرناً قديماً مغطى بصفحة نحاسية سميكة مدورة قديمة، وداخله الوعاء فاستدعينا سيادة الحبر الورع ألكسندروس مطران حمص للروم الأرثوذكس وأمامه فتحنا الوعاء الذي تكسر لعتقه، فظهر الزنار الشريف ملفوفاً بعضه على بعض وإمارات العتق بادية عليه، ووجدنا أنبوبة من معدن رقيق في طرف الوعاء الأعلى تنطوي على عظم مجوف يلوح أنه في داخله قطعة رقّ أو ورق ثخين تركناه على حالته، وجمعنا أجزاء الوعاء وحفظناه. وعاين سيادته ما ذكرناه شاهداً به وسرعان ما شاع الخبر في المدينة فتقاطر جمهور من جميع الملل المسيحية يبركون بالزنار الشريف".


الأشياء الأخرى التي اكتشفت مع الزنار:
ا ـ الرقيم الحجري :


طوله 46سم وعرضه 44سم وسمكه 2سم مكتوبا" عليه بالكرشونية " أنه في سنة 59م بنيت هذه الكنيسة وذلك في زمان البشير ميلآ المدعو أيضا" ايليا ثم ذكر تاريخ تجديد الكنيسة عام 1852م في عهد المطران يوليوس بطرس، وأورد أيضا" أسماء البلاد والقرى التي تبرع أهلها بنفقات العمارة. والجدير ذكره أن ليس للرقيم علاقة بالزنار لأن الغاية من وضعه تحديد تاريخ تجديد الكنيسة فقط.

2 ـ الجرن :
الجرن من الحجر البركاني على شكل تاج عمود بسيط، ارتفاعه 12سم وطول ضلع سطحه العلوي 24سم وطول ضلع قاعدته 29سم . فيه حفرة نصف بيضوية تقريبا" قطرها العلوي 16 سم . ويعود تاريخ هذا الجرن للعهد البيزنطي .

3 ـ القرص النحاسي :
يغطي الجرن البركاني قرص نحاسي قطره 15 سم مزين بدوائر متحدة المركز . يعود تاريخ هذا

4 ـ العلبة الاسطوانية :
العلبة الاسطوانية الشكل كانت في الجرن البركاني وهي من المعدن المتأكسد لدرجة أنه لم يبق من المعدن شيء وقد حفظ التأكسد شكل العلبة الاصلي وعلى الأصح أنها من الفضة الممزوجة بمعدن أخر ولما حاول قداسة البطريرك أفرام أخراجها من الجرن تحطمت بيده إلى أجزاء صغيرة وبقي قعر العلبة لاصقاً في حفرة الجرن فأخرجه محطماً إلى عدة قطع ووجد ضمن العلبة الزنار . يظهر أ، العلبة الأنفة الذكر كانت موضوعة في مذبح الكنيسة السابق منذ زمن بعيد ربما يبدأ مع البيعة السابعة كما يدل على ذلك تأكسد العلبة الشديد الناجم حتماً عن وجودها في أرض رطبة مدة طويلة وتأكل الزنار أثناء وجوده ضمن العلبة وحالة العظمة والرق الموضوع ضمنها .

5 ـ الزنار المقدس :
اكتشف الزنار المقدس ضمن العلبة الاسطوانية الشكل وكان ملفوفاً حوله قطع من الخيطان والقماش .
الزنار طوله ( 74 ) سم وعرضة ( 5 ) سم وسمكة ( 3 ) مم تقريباً لونه بيج فاتح وهو مصنوع من خيوط صوفية طويلانية في الداخل ربما من خيوط كتان وحرير ، وطرز الزنار بخيوط من الذهب على سطحه الخارجي وقد تأكل من أطرافه وظهرت عليه أملاح وتأثر بتأكسد العلبة المعدنية .


6 ـ اسطوانة نحاسية :
كانت معلقة في جانب العلبة ( رقم 4 ) من الاعلى هذه الاسطوانة النحاسية طولها 5،6 سم فتحت فظهر ضمنها قطعة عظمية من ساعد انسان بنفس الطول وظهر ضمنى العظمة مايشبه رقاً ملفوفاً .

جرن المعمودية :
قطعة حجرية واحدة يقال أنه يعود للقرن الخامس عشر بعد الميلاد .

بئر الماء في الكنيسة :
كان في الكنيسة القديمة يشرب منه المؤمنون وبعد بناء الكنيسة الحالية قاموا بتلبيس البــئر بقــميص من الحجر الأســود وهـــو حالياً في الجهة اليسارية للكنيسة بجانب المذبح ويتبارك منه المؤمنون بشكل دائم .

اسم كنيسة أم الزنار
لا غرو أن الزنار الذي استودع كنيسة السيدة في مدينة حمص منذ عصور قديمة جداً قد خلع على هذه الكنيسة اسم " كنيسة الزنار أو كنيسة ام الزنار" ودوِّن في كتبها الطقسية المخطوطة، كما أنه استفاض على ألسنة المؤمنين إلى وقتنا هذا.
ومما يؤسف له ضياع أو تفرق كثير من هذه الكتب بحسب تقلبات الزمن وصروف الليالي. ولا بد لنا أن نذكر ما تبقى منها مما هو مصون في الكنيسة ويرتقي إلى مطلع المائة السابعة عشرة، منها: إنجيل كنسي سرياني بخط الشماس يعقوب الحكيم سنة 1602 م ورد في آخره سنة 1716م حضر مار ساويرا مطران الرها في كنيسة الزنار وسام ثلاثة شمامسة، وفي أوله: ( نظر في هذا الكتاب الشماس برصوم ابن الخوري يغمور من مدينة حمص المحروسة في كنيسة الزنار).
والخوري يغور كان حيا سنة 1716م، وكتاب حسايات القيامة بخط الراهب كوركيس الونكي سنة 1608م ورد فيه: سنة 1855م في 16 حزيران لحظنا هذا الكتاب نحن المطران بطرس رئيس كرسي سوريا وكنا في تاريخه في بلد حمص في كنيسة العذراء أم الزنار. وكتاب جناز النساء والرجال والأطفال سرياني كرشوني بخط القس موسى ابن الكن، أوقفه الخوري يوحنا ابن المقدسي منصور الحمصي إلى كنيسة السيدة كنيسة الزنار بمحروسة حمص في 27 حزيران سنة 2021 يونانية (1701م)، وكتاب تجنيز الكهنة أوقفه الراهب عبد الله ابن القس حنا شدياق الحلبي أحد رهبان دير مار موسى الحبشي في النبك إلى كنيسة مريم العذراء في حمص إي كنيسة الزنار سنة 1762م وكتاب الرسامات الكهنوتية ورد في أوله ما يأتي: رسم باسيليوس بشارة مفريان (رئيس أساقفة المشرق) الشماس نعمة الله لكنيسة الزنار بمدينة حمص في 15 أيار 2102 يونانية (1791م)، وإنجيل كنائسي كرشوني بخط الأسقف ابراهيم يازجي الصددي لكنيسة ام الزنار بحمص سنة 1796م.
وكتاب تاريخ مار ميخائيل الكرشوني في كنيسة مار ثاودوروس في صدد، خطه القس ابراهيم سنة 1764م ورد فيه سنة 1852م اخرج أمر من الاستانة المطران بطرس وأرسله في عمارة كنيسة أم الزنار بحمص، وسنة 1855م حضر السيد بطرس مطران سوريا من الاستانة)(3).


فصل في الرقيم الذي وجد في كنيسة حمص
لما وجد السريان الحمصيون زنار سيدتنا العذراء في مائدة التقديس بكنيسة حمص وثلجت صدورهم وتبركوا به، ولم يفتحوا الوعاء الذي حواه بل أعادوه إلى المائدة في المذبح الجديد بالحالة التي فيها وجدوه ووضعوا فوقه حجراً كبيراً نقشوا فيه بالكرشوني تاريخ تجديد البيعة عام 1852م في عهد السيد يوليوس بطرس مطران الأبرشية(4) والمتبرعين ـ وذكروا في أوله بناء الكنيسة سنة 59م في زمان المبشر ميلاا إيليا فنقول: ليس للرقيم علاقة بالزنار لأن الغاية من وضعه تاريخ التجديد، ومع إثبات التقليد القديم أن البيع التي كانت تبنى باسم العذراء هي من أقدمها عهداً، نرى كنيسة أم الزنار من هذه الصنف، شيّدت صغيرة بسيطة بشكل قبو تحت الأرض بسبب شدة الوثنية على النصرانية في تضاغيف القرون الثلاثة الأولى، وأودعت الزنار المريمي النفيس بيد بعض الآباء الصلحاء ذخيرة ثمينة للمؤمنين سواء أكان ذلك قبل سنة ثلاثمائة وأربع وتسعين ميلادية التي فيها نقل من الهند إلى الرها رفات القديس توما الرسول الذي بيده حصل الزنار أو بعيد ذلك بزمن يسير(5) ولا يستبعد هذا إذا علمت إجماع رواة المسيحية القدماء على نقل هامة القديس يوحنا المعمدان وبعض رفاته إلى كنائس دمشق وحمص وحلب، في تضاعيف المائة الرابعة(6).
والناقد المدقق الذي رائده الدليل الثابت، قد قرر أن من حاول أن يعين لعمارة الكناس في مدة القرون الثلاثة الأولى تاريخاً إلاّ ما ندر كان لا محالة فاشلاً.
والمعروف عندنا من الوجهة التاريخية أن الكنيسة المبحوث عنها كانت عامرة سنة 478م للميلاد، ورد ذلك صريحاً في سيرة مار باسوس ورفاقه الفرس الذين استشهدوا في 11 أيار 388م حيث روى أن الأب داود من رهبان دير مار باسوس لما انتهى إلى مدينة حمص قاصداً الحج إلى بيت المقدس حوالي تلك السنة حل في الكنيسة المذكورة في مقدمه وفي عوده(7).


البشير ميلاآ:
أما ميلاآ ـ إيليا فهو أحد المبشرين السبعين ذكره البطريرك ميخائيل الكبير في تاريخه في ثبتين، قال في أحدهما نقلاً عن المطران يعقوب بن صليبي أنه دعا إلى النصرانية في حمص وبعلبك والرستن وحماة ومات في شيزر.

فصل في تقرير مديرية الآثار العامة في دمشق
في حق الزنار
إننا زيادة في التحقيق رغبنا إلى مديرية الآثار في دمشق فأوفدت إلينا لجنة قوامها الدكتور جوزيف سبع محافظ متحف دمشق والأستاذ رئيف الحافظ المساعد الفني في البحث، وبعد دراسة الزنار الشريف وكل ما يتعلق به درساً كافياً كتبت تقريراً في 16 آب 1953م مآله بعد مقدمة في كيفية الكشف وإثبات نقش القيم المؤلف من تسعة أسطر قالت ما يأتي:
"جرن من الحجر البركاني على شكل تاج عمود بسيط، ارتفاعه 12سم وطول ضلع سطحه العلوي 24سم وطول ضلع قاعدته 29سم، وفي منتصف ضلع سطحه العلوي قرص نحاس قطره 15سم مزين بدوائر متحدة المركز يغطي حفرة نصف بيضوية تقريباً، قطرها العلوي 16سم، ضمنها علبة إسطوانية الشكل من المعدن المتأكسد لدرجة أنه لم يبق من المعدن شئ، وقد حفظ التأكسد شكل العلبة الأصلي وعلى الأرجح أنها من الفضة الممزوجة بمعدن آخر، ولما حاول غبطة البطريرك إخراجها من الجرن تحطمت بيده إلى أجزاء صغيرة وبقي قعر العلبة لاصقاً في حفرة الجرن فأخرجه محطماً إلى عدة قطع ووجد ضمن العلبة زناراً ملفوفاً حوله قطع من الخيطان والقماش".
وأما الزنار فطوله 74سم وعرضه 5سم وسمكه 3مم تقريباً، لونه بيج فاتح وهو مصنوع من خيوط صوفية طولانية في الداخل(8) نسج عليها خطوط من الحرير، وطرز الزنار بخيوط من الذهب على سطحه الخارجي وقد تآكل من أطرافه وظهرت عليه أملاح وتأثر بتأكسد العلبة المعدنية.
وكان معلقاً في جانب العلبة المذكورة من الأعلى إسطوانة نحاسة طولها 6.5سم فتحت فظهر ضمنها قطعة عظمية من ساعد إنسان بنفس الطول، وظهر ضمن القطع العظمية ما يشبه رقاً ملفوفاً يتطلب إخراجه معالجة خاصة دقيقة.

ثم التقرير الثاني نقتطف منه ما يأتي:
"إن الجرن والقرص النحاسي يعودان إلى العهد البيزنطي ورما وضعت العلبة المحتوية على الزنار في الجرن وغطيت بالقرص النحاسي عند تجديد الكنيسة في سنة 1852م مع العلم أن العلبة تركت أثر التأكسد في أسفل الجرن.
يظهر أن العلبة الآنفة الذكر كانت موضوعة في مذبح الكنيسة السابقة منذ زمن بعيد ربما يبدأ مع البيعة السابقة كما يدل على ذلك تأكسد العلبة الشديد الناجم حتماً عن وجودها في أرض رطبة مدة طويلة وتآكل الزنار أثناء وجوده ضمن العلبة وحالة العظمة والرق الموضوع ضمنها، ولا شك أن دراسة هذه الأشياء بعد معالجتها الفنية ستوضح ملاحظاتنا الأولية".


وعلق عليه في الهامش:
"إن كثيراً من نصوص العهد الجديد تشير إلى استعمال زنانير من قبل المسيحيين الأوليين، كما أنه يظهر من دراسة النسيج والألبسة إلى العهد الروماني أن الشرقيين كانوا يتمنطقون بزنانير من أنواع مختلفة، ومن الأمثلة على ذلك جزع بازلتي لامرأة (من ذلك العهد) متمنطقة بزنار يماثل الزنار المذكور (متحف السويداء رقم 303)".

الخاتمة
نحن إغناطيوس أفرام الأول برحمة الله تعالى بطريرك الكرسي الرسولي الأنطاكي وسائر المشرق، وقد بحثنا في هذا البيان سائر الأبواب التاريخية والأثرية التي تتعلق بسيدتنا مريم العذراء وزنارها قدس الله سرها، نؤيد بحسب ما ظهر لنا من الدلائل صحة زنارها الشريف الذي حفظ في بيعة السيدة بحمص، وندعو أبناءنا المؤمنين إلى زيارته والتبرك به شملهم الله بشفاعتها آمين.

30كانون الأول 1953م
أبرشية حمص وحماه وتوابعهما للسريان الأرثوذكس
مركزها حمص وتشمل محافظات حمص وحماه وطرطوس وقراهم .

مطرانها الحالي مار سلوانس بطرس النعمة 1999

دخلت المسيحية إلى حمص منذ القرن الأول للميلاد ويعتبر المبشر ميليا أو ايليا أحد المبشرين السبعين من الذين بشروا بالإنجيل في حمص والرستن وحماه وفي عام 59 م شيّد السريان الحمصيون كنيسة السيدة العذراء والتي سميت فيما بعد كنيسة أم الزنار لوجود زنار السيدة العذراء فيها ويعتبر القديس سلوانس الشهيد أول أسقف لهذه الأبرشية والذي استشهد عام 312م وتسلسل أساقفة من بعده على هذا الكرسي ولما نصِّب المطران سويريوس أفرام برصوم بطريركاً عام 1933م اتخذ من حمص مقراً للبطريركية وبقي مقراً حتى سنة 1959 حيث نقل من بعدها إلى دمشق.


في الأبرشية حالياً 27 كنيسة أشهر هذه الكنائس :
كاتدرائية أم الزنار حمص
كنيسة السيدة العذراء حماه
كنيسة مار اليان القريتين
كنيسة السيدة العذراء فيروزة
كنيسة مار برصوم الحفر
كنيسة مار جرجس زيدل
كنيسة مار سركيس وباخوس صدد
كنيسة مار اليان الفحيلة
كنيسة السيدة العذراء مسكنة
ويمكن للزائر أن يطّلع على معالم هذه الكنائس الأثرية والأيقونات المشهورة وطرازها المعماري ومخطوطاتها القيّمة ومن خلال الاتصال بالمطرانية يمكن تنسيق زيارات لهذه الأماكن الدينية


كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار

حمص – بستان الديوان – شارع البطريرك أفرام برصوم – هاتف 222346ـ031 487316ـ031 482006ـ031
أوقات الزيارة
صيفا: من السابعة صباحا إلى الثامنة مساء
شتاء: من السابعة صباحا إلى السابعة مساء


Oumalzennar1.jpg

مذبح أم الزنار لحظة اكتشاف الزنار


de01-085.gif


t03.jpg


t04.jpg


t01.jpg


a03.jpg



من http://www.zunoro.org/zunar_a.php
 
التعديل الأخير:
أعلى