- إنضم
- 15 أغسطس 2006
- المشاركات
- 3,596
- مستوى التفاعل
- 45
- النقاط
- 0
حوار عقلى مع صديقى....
هناك أشخاص تعرف دائماً من كتاباتهم - حتى و ان كانت مسيئة او ساخرة - أنهم بالفعل يريدون الفهم. كما ان هناك اشخاص لا هم لهم سوى السفسطة فقط فى كلا الطرفين بالطبع.
صديقى الذى يجاهد فى الله يرى اننا نريد ان "نلبسه السلطانية" :t9:
سؤال عابر: "هنلبسهالك ليه؟ عايزين منك ايه؟ ما عنك ما آمنت ولا صدقت؟" , إنسى السؤال الآن.
لكن تعال الآن نرى نقاط الضعف التى أثرت عليك يا صديقى و جعلتك تتخيل انك عرضة لأن "تلبس السلطانية"!
المسيحي: لأ مهو مش انت اللي هتخطئ لسه ... ده ابونا ادم اخطئ وبالتالي انت ورثت خطيته وانت مستحق الهلاك لأجل خطية انت معملتهاش ولا ليك دعوة بيها خالص !!
حينما ترى نفسك أمام قمة التخلف الفكرى!!!!
حينما ترى نفسك امام الحوار العامى بين "اتنين بوابين قاعدين على مسطبة بيشيشوا"!!
حينما ترى نفسك امام إصطلاحات و موروثات شعبية لا أصل علمى لها!!!
و لكن سأصدقك القول يا صديقى , فهو ليس ذنبك , بل ذنب الجاهل الذى قال لك هذا مسيحياً كان او غير مسيحياً.
و انا على علم يقين بأن هذه الجملة "ورثنا الخطية الأصلية" هى جملة منتشرة بقوة بين المسيحيين حتى ان المسيحيين أنفسهم نسوا ان هذا التعبير انما هو يدل على مفهوم آخر!!!
فحينما يقول النبى :
مز 51:5 هانذا بالاثم صوّرت وبالخطية حبلت بي امي
فهو بالتأكيد لا يعنى انه كان يخطأ و هو مازال فى رحم أمه , أصلاً تعبير وراثة الخطية هذا لا معنى له إطلاقاً. كيف سيرث شخص خطية؟ هذه الجملة فى نظرى تعنى انه لأن الأب قاتل مثلاً فهو لابد ان ينجب إبناً قاتلاً فيكون ورث الخطية!!!
هذا أمر غير واقعى على الإطلاق.
بحسب اللاهوت المسيحى العلمى , و ليس الشعبى المتخلف , فإننا ورثنا طبيعة آدم الفاسدة.
سؤال: لو كان أدم و هو فى الجنة أنجب بنين و بنات هل كانوا سيخطأون؟
لا , لأن الطبيعة صالحة , بالتأكيد لما قال الرب :
تك 3:22 وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر
ليس مجال توضيح الفرق بين معرفة الإله و معرفة الإنسان للشر الآن , و لكن متى قال اللرب الإله هذه الجملة؟
حينما اخطأ آدم... لم يقلها قبل ان يخطأ آدم. هذا القول هو بالأحرى رد الفعل الذى حدث نتيجة سقوط آدم.
لقد كانت طبيعة آدم طبيعة صالحة لا تعرف الشر , و بمجرد فعل الخطأ صارت هذه الطبيعة غير صالحة بل فسدت. هنا يجب ان نُفرق بين كمال آدم النسبى قبل السقوط , و بين قابلية الطبيعة للخطأ.
نعود لسؤالنا الآن , لو كان أدم انجب ابناء و هو فى الجنة , اى قبل السقوط , بالتأكيد كانوا سيرثون طبيعته الصالحة و كماله النسبى.
مفهوم الطبيعة هذا يُمكننا تبسيطه فى بقية خِصال الإنسان , الإنسان بطبيعته مُفكر و الحيوان لا. هذه هى طبيعة الإنسان التى جُبل عليها.
آدم لم يُجبل على فعل الخطأ و انما على فعل الصلاح , و كانت له الإرادة الكاملة فى الخيار لما يصنعه خيرا كان او شرا.
إختار الشر
تغيرت الطبيعة فوراً....
سقط الصلاح و أصبح آدم "عارفاً الخير و الشر"....
لم يرث أبناء آدم الخطية ذاتها التى فعلها آدم , و هى الأكل من الشجرة , و انما ورثوا طبيعته التى تفعل الخطأ
لم يرثوا فعل الخطأ فى حد ذاته , و انما ورثوا مُسبب الخطأ!!!!
ألعل الحيوان يستطيع ان يقول لله لما خلقتنى كأبى و جعلتنى أرث طبيعته غير عاقلاً؟!
هذه طبيعتك يا صديقى , كل ذى عقل يعرف ان أى انسان خاطىء. يفعل الخطأ , يقتل , يزنى , يسرق , يكذب ... إلخ. كل هذه صفات لم يعرفها آدم قبل سقوطه , و لكنه عرفها بعد سقوطه إذ انكسر صلاحه و تبدلت طبيعته.
لذا , فحينما يقول النبى انه بالخطية حُبل به , فهو يعنى مُسبب الخطية و هى الطبيعة الفاسدة التى تجعله يفعل الخطية. لذا فبالأحرى ان تقول ان داود هو مؤسس هذه العقيدة و ليس بولس , فبولس ليس سوى مُطبقاً لها :
رو 6:6 عالمين هذا ان انساننا العتيق قد صلب معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد ايضا للخطية.
اف 4:22 ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور
كو 3:9 لا تكذبوا بعضكم على بعض اذ خلعتم الانسان العتيق مع اعماله
هذا الإنسان العتيق ليس سوى الطبيعة الفاسدة...
بفداء المسيح صار للإنسان ان يرجع لصورة آدم قبل السقوط , و هو ما نسميه فى اللاهوت المسيحى "تأله الإنسان".
كيف خلعوا الإنسان العتيق بأعماله؟ بالإيمان بالمسيح و الحياة مع المسيح و فى المسيح و للمسيح.
حينما تعيش حياتك كاملة مع المسيح فأنت تستطيع ان تصل لصورة آدم قبل السقوط.
فقبل المسيح كان من المستحيل ان يصل الإنسان لصورة آدم قبل السقوط لأنه لم يكن يعرف الله وجهاً لوجه كما عرفه بتجسد الكلمة.
ببساطة , إذا لم تؤمن بالمسيح فكيف لك ان تخلص من الخطية التى تفعلها بسبب طبيعتك و ليس بسبب آدم ؟!
هذا هو غرض الفداء ان تعرف الله حق المعرفة , ان تستطيع ان تحيا فى حياتك متألها بالمسيح , اى كامل نسبياً كما كان آدم.
صديقى , من يريد ان يتعلم مصطلح الحديث لا يذهب لجاره "على القهوة" يطلب منه العلم , بل يذهب لأهل التخصص.
أنصحك ان تقتنى لك كتاب "الخطية الأصلية و الخطايا الفعلية" للدكتور موريس تاوضروس , و هو عالم مسيحى حاصل على الدكتوراه من جامعة أثينا لا انت ولا كل من تعرفهم يستطيع حتى ان يتحمل مشقة الدراسة فى هذه الجامعة.
هذا الكتاب يشرح الأمر بشكل علمى لاهوتى كتابى , و ليس بـ "حواديت البالتوك" العفنة.
لا تتخيل انك الوحيد الذى يفهم و الآخرين لا عقول لهم , لا تتخيل انك الوحيد الذكى و نحن "حمير" لا نستطيع ان نميز الغث من الثمين.
لا تعتقد ان اى مسيحى بحاجة لك او بحاجة لإيمانك او لتصديقك. الوصية التى تركها المخلص هى ان ابشرك , اى ان اعرفك بالرسالة فقط. تُصدق او لا تُصدق هذا شأنك انت لا يخصنى من قريب او بعيد.
إن كنت حكيماً فأنت حكيما لنفسك , و إن استهزأت فأنت وحدك تتحمل...