التعليق علي كلام البهريز في الكلام الي يغيظ للقمص عبد المسيح بسيط

إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية



التعليق على البهريز في الكلام اللي يغيظ​
الجزء الأول
يبدأ هذا الكتاب الذي تم نشره مطبوعا في أربعة أجزاء، كما تم وضعه في عدة مواقع تهاجم المسيحية، كما تم وضعه على النت ككتاب اليكتروني، وفي ظهر الكتاب المطبوع يتحدى كاتبه الكنيسة القبطية بأكملها أن ترد عليه ويصورها بالعاجزة عن ذلك، أو التي تحتاج إلى عشرات السنين لكي يمكنها أن ترد عليه!!!!
وقد أثرت أن أقرأه الكتاب بأجزائه الأربعة بالكامل قبل التعليق عليه والرد على ما جاء فيه.
وقد كانت ملحوظاتي السريعة على الكتاب كالآتي:
(1) أن الكاتب غير دارس للمسيحية على الإطلاق، فهو لا يلم بمعظم الأسماء فيها ولا بمصطلحتها مثلما يلم بذلك بعض الدارسين للدين المقارن من المتخصيين في ذلك في جامعة الأزهر مثلا. فهو لم يبدأ مثلا بدراسة المسيحية ومعرفتها في صورتها التي يؤمن بها أهلها، بل اعتمد على الكتب والمقالات التي تهاجم المسيحية، وعلى رأسها كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي، ودخل مجموعة من الحوارات في بعض المنتديات على النت والتي تفتقر إلى نوعية المسيحيين الدارسين للرد على مثل هذه المواضيع.
(2) يدل نقله للأسماء، سواء أسماء الأشخاص أو الكتب أو المصطلحات المسيحية على عدم إلمام بها بل وغير مهتم بمعرفتها!!
(3) يركز كل همه على تصوير المسيحية لقراءة بأنها ديانة محرفة ومليئة بالأفكار الخرافية مع محاولة تصوير أتباعها وكأنهم قطيع من الحيوانات لا يفهمون شيء ولا يعون شيء، بل فقط يسيرون خلف رجال الدين الذين يصورهم وكأنهم مجرد عبدة شيطان وليس عبدة الله، ولا يرى فيهم سوى عيوب بعض باباوات الكاثوليك في مراحل تاريخية معينة!! ولكنه، كما هو مفترض لا يهتم بالمبادئ السامية التي علمها المسيح ولا بالمسيحيين الأبرار الذين يملئون الأرض كلها والذين قال عنهم المسيح " أنتم ملح الأرض " فهو لا يرى الملح، بل فقط التراب.
(4) لا يحاول مطلقا التحري لمعرفة شيء كما هي الطبيعي بالنسبة للباحث الذي يعرف معنى البحث والدراسة، كما سنرى، بل كل همه هو أن يخطف عبارة من هنا وجملة من هنا وفقرة من هناك ترضي فكره السطحي، فكل همه هو إظهار المسيحية وكأنها ديانة محرفة ومليئة بالخرافات والأفكار الشريرة!! فهو لا يريد أنه لا يبحث عن الحقيقة، فهذا ليس هدفه مثله في ذلك مثل الكثيرين غيره، فقط هو أن يظهر المسيحية في صورة هو يريدها وليس في صورته الحقيقية كما نؤمن بها!!!؟؟
(5) يتصيد الأخطاء فيقرأ جزء مهم في موضوع ما ولا يهتم إلا بعبارات يقتطفها من سياقها وموضوعها الأصلي ويصورها كما يريد هو وليس كما هي في نصها وسياقها، ولا يحاول الرجوع لأي كتاب تفسير فهذا لا يعرفه ولا يعنيه، بل ويفسد ما نوى عليه!!
(6) ذكر أسماء العشرات من الكتب الأبوكريفية دون أن يحاول أن يعرف عنها شيء، لأنه نقلها عمن سبقوه وبنفس طريقته، ولم يحاول لا هو ولا غيره أن يسألوا لماذا رفضت هذه الكتب، فقط حاولوا، دون علم أو دراسة، أن يصوروا أن المسيحيين انتقوا كتبا ورفضوا أخرى بسبب الهوى وليس الحقيقة؟؟!! علما بأن هذه الكتب موجودة على مئات بل آلاف مواقع النت وبأكثر من لغة، ولكن هذا لا يعنيه، فقط يريد أن يقدم صورة مشوهة للمسيحية بأسلوب الحرب خدعه، فهو لا يبحث عن الحقيقة بل أنه وضع نفسه في حالة حرب فلجأ للأسلوب الميكيافلي؛ الغاية تبرر الوسيلة!!
(6) نسب، مثله مثل غيره لمجمع نيقية تحديد نوعية الكتب والأناجيل الصحيحة من المزيفة وهذا غير صحيح ولم يكلف نفسه هو أو غيرة بقراءة جدول أعمال مجمع نيقية، كما هي العادة أنهم لا يرجعون لأصل أي شيء لمعرفة حقيقته، بل فقط يقتطفون أقوال من هنا أو هناك تفي بغرضهم وهو محاولة تشويه المسيحية!!
(7) نقل أقوال بعض الملحدين عن الكتاب المقدس وكذلك أقوال بعض اليبراليين حتى لو كان منهم من يدعى برجل دين دون التنويه لذلك بل يقول أن هذا ما يقوله العالم المسيحي أو القس المسيحي الفلاني، ولا يذكر أنه ملحد أو من المتحريين الليبراليين!!؟؟
(8) اقتطاف بعض الأقوال التي وردت في دوائر المعارف والقواميس وبعض كتب التفسير، والأرجح أنه نقلها عن بعض الكتب، فنوعية كتابته ولغته تدل على أنه لم يقرأ هذه الكتب، بل نقل عن غيره ما نقله من فقرات دون الرجوع لهذه الكتب التي من الصعب أن تكون في متناول يده أو أنه قرأها، والتي تناقش المواضيع بطريقة علمية دون أن يكمل بقية كلام هؤلاء الذين من المفترض أنه نقل عنهم، فقط اقتطف جملا من سياق كلامهم وقدمها مبتورة معتمدا على أن القارئ لن يرجع لمثل هذه المراجع!! ولكنا نحن رجعنا لهذه الكتب فهي موجودة بين يدينا وسننقل عنها بالصفحة، كما سنرى لاحقاً!!
(9) في كثير من الأحوال، كما سنرى، يقول قال فلان ويستخدم في ذلك اسما أجنبياً، موحيا أنه أحد\ العلماء دون أن يذكر المرجع الذي ورد فيها هذا الكلام، ويكتفي بقوله قال فلان وينسب له فقرة أو جملة طويلة تسيء للكتاب المقدس!!
(10) السمة الغالبة التي نراها في هذا الكتاب وغيره هي عدم الفهم الكافي للآيات التي ينقلها ويحاول أن يصورها بعكس صورتها، أو يقارنها بغيرها ليصور أن هناك تناقض دون أن يعي المعنى الحقيقي لكليهما!!
(11) كما أن هناك موضوع غاية في الأهمية وهو أنه يركز كل همه في أظهار أن الكتاب المقدس لا يوجد به شيء جيد بل كل ما فيه هو أخطاء وفضائح وأمور لا تتفق مع الله ونسي أو يتجاهل أو يجهل، في حالة مثل هذا الكاتب حقائق كتابه المقدس، كتابه هو، فعندما يطعن في الكتاب المقدس في نقطة معينة لا يحاول مجرد التفكير في أن ما ينتقده له مثيل في كتابه أم لا، بل ربما يكون ما يطعن فيه في الكتاب المقدس هو من أهم مواضيع علم الكلام التي يدرسها العلماء والفقهاء!!!
(12) واضح أن الكاتب ليست لديه خلفية كبيرة بحقائق الإسلام نفسها، كما سيتبين لنا مع الدراسة، لأنه يهاجم مواضيع في المسيحية لها مثيلها في الإسلام دون أن يأبه ذلك أو حتى يدرك ذلك!! وأنا أجزم أنه لا يعرف شيء عن الكتب الإسلامية ذات الطبيعة العلمية أو الليبرالية وكتب التراث والكتب التي يمكن أن نسميها كتب المصادر مثل كتب د . جواد على ومنها كتب تاريخ العرب قبل الإسلام، وكتب خليل عبد الكريم وسيد القمني والمستشار سعيد العشماوي وبقية الكتب ذات الطبيعة الليبرالية.
وفيما يلي الفقرات الأولى في الكتاب الاليكتروني ثم نقوم بالتعليق عليها بعد أن نعطي القارئ فرصة قليلة لقراءتها قبل التعليق عليه:


الجزء الأول
ويحتوى هذا الكتاب على أكثر من 5000 سؤال في العهد الجديد تم تجميعهم في 1450 نقطة، وتحتوى غالباً كل نقطة على أكثر من سؤال، يحتوى كل سؤال دائماً على فكرة جديدة أو تحليل مختلف، وإن تشابهت بعض الأفكار في بعض الأحيان، نسأل الله تعالى أن يجعل
هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وألا يحرمنا أجره! كما نسأله أن يهدينا، ويهدي بنا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى، ويعين النصارى على الرد على هذه الأسئلة بأمانة واقتناع، دون أن يذهب الشيطان ما تبقى من أعمارهم لخدمته ليبعدهم عن الخلود في الجنة، الذي أساسه عبادة الله وحده لا شريك له، والتسليم بأوامره، والانتهاء عن نواهيه. والله ولى التوفيق.

س1- يدعى النصارى أيضاً مثل اليهود أن كتبهم قد كتبت بإلهام الروح القدس لمؤلفيها، الذين لم يكونوا تلاميذ عيسى عليه السلام، وهناك الكثير من الأدلة على ذلك تجدها في متن هذا الكتاب. فلو كان من عند الله لما وجدوا فيه اختلافاً، ولما كانوا أربعة أناجيل وعدة رسائل شخصية، رفعوها من تلقاء أنفسهم إلى مصاف كلام الله ووحيه. فلماذا لم يرسل الرب إنجيلاً واحداً كما أرسل توراة واحدة هي توراة موسى المكتوبة على لوح الحجر، وكما أرسل إنجيل
عيسى - ليس إنجيل متى أو مرقس أو .. - وكما أرسل قرآناً واحداً؟
فمن المعروف كثرة الأناجيل عندهم، وتُعدِّدها دائرة المعارف الكتابية (كلمة أبوكريفا) ب 280 كتاباً: (فوتيوس: أما أكمل وأهم الإشارات إلى الأعمال الأبوكريفية فهي ما جاء بكتابات فوتيوس بطريرك القسطنطينية في النصف الثاني من القرن التاسع، ففي مؤلفه "ببليوتيكا" تقرير عن 280 كتاباً مختلفاً قرأها في أثناء إرساليته لبغداد .. .. .. لابد أن تأليف هذه الأناجيل ونشرها كانا أيسر مما عليه الحال الآن . ويبلغ عدد هذه الأناجيل نحو خمسين)
1- زبور عيسى الذي كان يعلم منه
2- رسالة عيسى إلى بطرس وبولس
3- رسالة عيسى إلى أبكرس ملك أديسه
4- كتاب عيسى التمثيلات والوعظ / إظهار الحق ج 2 ص 544
5- كتاب الشعبذات والسحر ليسوع / إظهار الحق ج 2 ص 544
6- كتاب مسقط رأس يسوع ومريم وظئرها / إظهار الحق ج 2 ص 544
7- رسالته التي سقطت من السماء في المائة السادسة /نفس المرجع
أعلاه
8- إنجيل يعقوب ويُنسب ليعقوب الحواري
9- آداب الصلاة وينسب ليعقوب الحواري
01- كتاب وفاة مريم ليعقوب / إظهار الحق ج 2 ص 546
11- إنجيل الطفولة ويُنسب لمتى الحواري
21- آداب الصلاة وينسب لمتى الحواري
31- إنجيل توما وينسب لتوما الحواري
41- أعمال توما وينسب لتوما الحواري
51- إنجيل طفولية يسوع / إظهار الحق ج 2 ص 546
61- مشاهدات توما / إظهار الحق ج 2 ص 546
71- كتاب مسافرة توما / إظهار الحق ج 2 ص 546
81- إنجيل فيليب ويُنسب لفيليب الحواري
91- أعمال فيليب وينسب لفيليب الحواري
02- إنجيل برنابا
12- رسالة برنابا
22- إنجيل برتولما ويُنسب لبرتولما الحواري
32- إنجيل طفولة المسيح ويُنسب لمرقس الحواري
42- إنجيل المصريين ويُنسب لمرقس الحواري
52- آداب الصلاة وينسب لمرقس / إظهار الحق ج 2 ص 546
62- كتاب بى شن برنيّار وينسب لمرقس / إظهار الحق ج 2 ص 546
72- إنجيل بيكوديم وينسب لنيكوديم الحواري
82- الإنجيل الثاني ليوحنا الحواري
92- أعمال يوحنا (ذكره أوغسطينوس)
03- كتاب مسافرة يوحنا / إظهار الحق ج 2 ص 545
13- حديث يوحنا / إظهار الحق ج 2 ص 545
23- رسالته إلى هيدروبك / إظهار الحق ج 2 ص 545
33- كتاب وفاة مريم ليوحنا / إظهار الحق ج 2 ص 545
43- تذكرة المسيح ونزوله من الصليب / إظهار الحق ج 2 ص 545
53- المشاهدات الثانية ليوحنا / إظهار الحق ج 2 ص 545
63- آداب صلاة يوحنا / إظهار الحق ج 2 ص 545
73- إنجيل أندريا وينسب لأندريا الحواري
83- أعمال أندريا / إظهار الحق ج 2 ص 545
93- إنجيل بطرس وينسب لبطرس الحواري
04- أعمال بطرس وينسب لبطرس الحواري
14- مشاهدات بطرس / إظهار الحق ج 2 ص 544
24- مشاهدات بطرس الثانية / إظهار الحق ج 2 ص 544
34- رسالة بطرس إلى كليمنس / إظهار الحق ج 2 ص 545
44- مباحثات بطرس وأى بَيْن / إظهار الحق ج 2 ص 545
54- تعليم بطرس / إظهار الحق ج 2 ص 545
64- وعظ بطرس / إظهار الحق ج 2 ص 545
74- آداب صلاة بطرس / إظهار الحق ج 2 ص 545
84- كتاب قياس بطرس / إظهار الحق ج 2 ص 545
94- كتاب مسافرة بطرس / إظهار الحق ج 2 ص 545
05- إنجيل متياس / إظهار الحق ج 2 ص 546
15- أعمال متياس / إظهار الحق ج 2 ص 546
25- حديث متياس / إظهار الحق ج 2 ص 546
35- إنجيل الإثنى عشر رسولا
45- إنجيل السبعين وينسب لتلامس
55- أعمال بطرس والاثنى عشر رسولا
65- إنجيل تهيودوشن / إظهار الحق ج 2 ص 547
75- إنجيل برتولماوس
85- إنجيل تداوس
95- إنجيل ماركيون
06- إنجيل باسيليوس
16- إنجيل العبرانيين أو الناصريين
26- إنجيل الكمال
36- إنجيل الحق
46- إنجيل الأنكرتيين
56- إنجيل أتباع إيصان
66- إنجيل عمالانيل
76- إنجيل الأبيونيين
86- إنجيل أتباع فرقة مانى
96- إنجيل أتباع مرقيون (مرسيون)
07- إنجيل الحياة (إنجيل الله الحي)
17- إنجيل أبللس (تلميذ لماركيون)
27- إنجيل تاسينس
37- إنجيل هسيشيوس
47- إنجيل اشتهِرَ باسم التذكرة
57- إنجيل يهوذا الإسخريوطى
67- إنجيل بولس / إظهار الحق ج 2 ص 547
77- أعمال بولس
87- أعمال تهكله وتنسب لبولس / إظهار الحق ج 2 ص 547
97- رسالة بولس الثالثة إلى أهل تسالونيكى
08- رسالة بولس الثالثة إلى أهل كورنثوس
18- رسالته إلى لاودقيين / إظهار الحق ج 2 ص 547
28- رسالته كورنثوس إليه وجوابه عليها / إظهار الحق ج 2 ص 547
38- رسالته إلى سنيكا وجوابه عليها / إظهار الحق ج 2 ص 547
48- مشاهدات بولس / إظهار الحق ج 2 ص 547
58- المشاهدات الثانية لبولس / إظهار الحق ج 2 ص 547
68- وِزَن بولس / إظهار الحق ج 2 ص 547
78- أنابى كشن بولس / إظهار الحق ج 2 ص 547
88- وعظ بولس / إظهار الحق ج 2 ص 548
98- كتاب رقية الحية / إظهار الحق ج 2 ص 548
09- برى سبت بطرس وبولس / إظهار الحق ج 2 ص 548
19- أعمال بطرس وأندراوس
29- أعمال بطرس وبولس
39- رؤيا بطرس
49- إنجيل حواء (ذكره أبيفانوس)
59- مراعى هرماس
69- إنجيل يهوذا
79- إنجيل مريم
89- رسالة مريم إلى أكناشس / إظهار الحق ج 2 ص 544
99- رسالة مريم إلى سى سيليان / إظهار الحق ج 2 ص 544
001- كتاب مسقط رأس مريم / إظهار الحق ج 2 ص 544
101- كتاب مريم وظئرها / إظهار الحق ج 2 ص 544
201- تاريخ مريم وحديثها / إظهار الحق ج 2 ص 544
301- كتاب معجزات يسوع / إظهار الحق ج 2 ص 544
401- كتاب السؤالات الصغار والكبار لمريم / إظهار الحق ج 2 ص 544
501- كتاب نسل مريم والخاتم السليمانى / إظهار الحق ج 2 ص 544
601- أعمال بولس وتكلة
701- سفر الأعمال القانونى
801- أعمال أندراوس
901- رسالة يسوع
011- راعى هرماس
111- إنجيل متياس
211- إنجيل فليمون
311- إنجيل كيرنثوس
411- إنجيل مولد مريم
511- إنجيل متى المُزيَّف
611- إنجيل يوسف النجار
711- إنجيل إنتقال مريم
811- إنجيل يوسيفوس
911- سفر ياشر

وعلى ذلك لم تكن الأناجيل الأربعة التي يتضمنها حالياً الكتاب المقدس هي الأناجيل الوحيدة التي كانت قد دُوِّنت في القرون الأولى بعد الميلاد، فقد كان هناك الكثير من الأناجيل. وهذا هو السبب الذي دفع لوقا أن يكتب رسالته إلى صديقه ثاوفيليس التي اعتبرتها الكنيسة فيما بعد من كلام الله: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا1: 1-4
لقد كانت فرقة الأبيونية معاصرة لبولس في القرن الأول المسيحى، وكانت منكرة عليه أشد الإنكار، وكانت تقول: إنه مرتد، وكانت تسلم إنجيل متى، لكن كان هذا الإنجيل عندها مخالفا لهذا الإنجيل المنسوب إلى متى الموجود عند معتقدى بولس الآن في كثير من المواضع، ولم يكن البابان الأولان فيه، فهذان البابان وكذا الكثير من المواضع محرّفة عند هذه الفرقة، ومعتقدو بولس يرمونها بالتحريف.

وقال (بل) في تاريخه في بيان حال هذه الفرقة: (هذه الفرقة كانت تسلم من كتب العهد العتيق التوراة فقط، .. .. وكان من العهد الجديد عندها إنجيل متى فقط، لكنها كانت حرفته في كثير من المواضع فأخرجت البابين الأولين منه).

وقال لاردنر في المجلد الثالث من تفسيره في ذيل بيان فرقة مانى ناقلاً عن اكستائن قول فاستس الذي كان من أعظم علماء هذه الفرقة في القرن الرابع من القرون المسيحية: (قال فاستس: أنا أنكر الأشياء التي ألحقها في العهد الجديد آباؤكم وأجدادكم بالمكر، وعيَّبوا صورته الحسنة وأفضليته ؛ لأن هذا الأمر محقق: أن هذا العهد الجديد ما صنفه المسيح ولا الحواريون، بل صنفه رجل مجهول الاسم ونسبه إلى الحواريين ورفقاء الحواريين خوفاً عن أن لا يعتبر الناس تحريره ظانين أنه غير واقف على الحالات التي كتبها وآذى المريدين لعيسى إيذاء بليغاً بأن ألّف الكتب التي توجد فيها الأغلاط والتناقضات) / إظهار الحق ج 2 ص 551-552

وقد أعلن “آدم كلارك” في المجلد السادس من تفسيره: (إن الأناجيل الكاذبة كانت رائجة في القرون الأولى للمسيحية، وأن فايبر بسينوس جمع أكثرَ من سبعين إنجيلاً من تلك الأناجيل وجعلها في ثلاث مجلدات).

كما أعلن فاستوس الذي كان من أعظم علماء فرقة مانى في القرن الرابع الميلادى: (إن تغيير الديانة النصرانية كان أمراً محقاً، وإن هذا العهد الجديد المتداول حالياً بين النصارى ما صنعه السيد المسيح ولا الحواريين تلامذته، بل صنعه رجل مجهول الاسم ونسبه
إلى الحواريين أصحاب المسيح ليعتبر الناس).

وقد كتب في مسألة تعدد الأناجيل الكثير من مؤرخى النصرانية، فيقول العالم الألمانى “دى يونس” في كتابه (الإسلام): “إن روايات الصلب والفداء من مخترعات بولس ومَنْ شابهه من المنافقين خصوصاً وقد اعترف علماء النصرانية قديماً وحديثاً بأن الكنيسة العامة كانت منذ عهد الحواريين إلى مضى 325 سنة بغير كتاب معتمد، وكل فرقة كان لها كتابها الخاص بها”.
الغريب أن كنيسة روما هي التي حددت الكتب الصحيحة التي يجب أن تُداوَل وألغت الباقى واعتبرته كتب غير قانونية، ومنها كتب ورسائل للمسيح نفسه، وكتاب لمريم العذراء، وإناجيل أخرى كثيرة للحواريين تلاميذه. فبأى سلطان عملت الكنيسة هذا؟ لا يستطيع أحد عنده ذرة عقل في العالم أن يقول إن الكنيسة لا تُخطىء.
وراح بعد ذلك هذا الكاتب يسب في باباوات الكاثوليك ويربط بين تصرفات بعضهم وأخطائهم الشخصية بأسلوب غير علمي وبين كتابة والكتاب المقدس!!وكيف لا تُخطىء الكنيسة أو أعلى سلطة بها وهو البابا، وكتابهم المقدس يعُج بقصص زنا الأنبياء وفجورهم وعبادتهم الأوثان؟ أأصدق أن نبي الله إبراهيم باع عرضه (تكوين 12: 11-16) أو نبي الله داوود زنى بامرأة جاره (صموئيل الثانى 11: 2-5)، أو نبي الله سليمان عبد الأوثان (ملوك الأول 11: 5)، ثم أقول بعصمة البابا ورجاله؟

أما عن الكتاب نفسه التي رشحت الكنيسة محتواه ليكون مقدساً من عند الله دون غيره، يقول الأب (بولس إلياس) في كتابه “يسوع المسيح” صفحة 18: “إن الأناجيل بُنِيَت على المعتقدات فقد نشأت المعتقدات بواسطة بولس، ثم كتب بولس رسائله بين سنة 55 وسنة 63 ميلادية، بَيْدَ أنَّ الإنجيليين لم يبدءوا كتابة أناجيلهم إلا في سنة 63 ميلادية”.

ويقول “جورج كيرد”: “إن أول نص مطبوع من العهد الجديد كان الذي قدمه أرازموس عام 1516 م، وقبل هذا التاريخ كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدى مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش، وأن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف إختلافاً كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد أن أيَّا منها قد نجا من الخطأ، ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت من نسخته الأصلية، وأن أغلب
النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدى المصححين الذي لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة.”ويؤكد تشيندورف الذي عثر على نسخة سيناء (أهم النسخ) في دير سانت كاترين عام 1844 والتي ترجع إلى القرن الرابع : إنها تحتوي على
الأقل على 16000 تصحيح (ارجع إلى Realenzyklopädie) ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة . (إرجع في ذلك إلى " Synopse " لهوك ليتسمان " Huck-Lutzmann " صفحة (11) لعام 1950 .)

وقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ.

ويقول القس شورر: إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم، الأمر الذي تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحلة (ص 128)، وما يزيد دهشتنا هو أن الكنيسة الكاثوليكية مازالت تنادي أن الله هو مؤلف الكتاب المقدس.

وسأسوق الأدلة في هذا البحث من الكتاب المقدس على كون هذا الكتاب غير موحى به من عند الله، فمن المتفق عليه بين كل أصحاب الأديان والعقول أن الله لا يُخطىء، ومن ثَمَّ لابد أن تتفق كل الأناجيل من ناحية المحتوى والتفاصيل، ولا عقل لمن يقول إنَّ الرب أوحى أربعة أناجيل لتوضيح مراده، لأن مراد الله ألا تتضارب أقواله مع بعضه البعض.

أم عندكم رأى آخر؟ ألم تتفكروا يوماً: ماذا كانت تحتوى كل هذه الأناجيل التي رفضها مجمع نيقية؟ ألم تتساءلوا يوماً: ما هو المعيار الذي حددوا بناءً عليه كلمة الله من غيرها؟ لا تقل
لنفسك: إن الروح القدس هي التي لعبت الدور الأكبر في هذا الإختيار. فهذا هراء. وقد قرأت لتوك أن هؤلاء القساوسة والأساقفة والباباوات كانت تنقصهم الأخلاق والعفة والفضيلة. فهل لمثل هؤلاء يقال إن بهم الروح القدس الناجية والمنجية؟ فهل تؤمن أن أحد هؤلاء الزناة مثل النبي داود ووالبابا اكليمنضوس الخامس عشر والبابا إسكندر السادس والبابا يوحنا الثالث والعشرين وغيرهم أو الكفرة مثل سليمان وغيره كانت لديه الروح القدس؟ أين العقل؟ بل
أين المنطق؟ وماذا سيكون لدى الشيطان نفسه؟ وماذا سيفعل الشيطان نفسه غير الذي فعله هؤلاء؟

وسوف تتعرف من قراءتك لهذا الكتاب أنه لا يوجد نبي في العهد القديم كان محترماً أو اتبع شرع الله، وأن بولس نفسه الذي تسمونه رسولاً كانت أخلاقه فاسدة، بل كان يعلم الناس الإرتداد عن موسى عليه السلام وترك الناموس وقد حاكمه التلاميذ على ذلك وأدانوه (أعمال الرسل 21: 17-30)، وكان علمه في بعض الأحيان غير سليم ولا يتطابق مع معطيات العهد القديم، أو ما فعله أحد الأنبياء. وهذا في حد ذاته لأكبر دليل على تحريف هذه الكتب، إذ أن هذه الكتب لابد أن تكون صالحة للتعليم والتهذيب والتربية والإقتداء بمن فيها من الصالحين، وهي بمحتوياتها الحالية لا تصلح إلا لتدمير المجتمعات، وإفساد الأفراد، وإحباط المؤمنين أنه يوجد صالح واحد على الأرض، وخيبة ظن المؤمنين في إلههم الذي ضرب
مرة من عبد له (يعقوب) (تكوين الإصحاح الثانى والثلاثين)، وأُسرَ مرة من عبد آخر (الشيطان) (متى الإصحاح الرابع).


1 – يقول الكاتب دون وعي أو فهم لا بالقرآن ولا بالإنجيل:" فلماذا لم يرسل الرب إنجيلاً واحداً كما أرسل توراة واحدة هي توراة موسى المكتوبة على لوح الحجر، وكما أرسل إنجيل عيسى - ليس إنجيل متى أو مرقس أو .. - وكما أرسل قرآناً واحداً؟ "؟؟
ونقول له: يبدو أنه ليس لديك أي خلفية لا بالإنجيل ولا بالقرآن!!(1) فالإنجيل يؤكد أن المسيح هو كلمة الله، ومن ثم فكلامه هو كلام الله:
تكلم الله قديما وأعلن عن ذاته عن طريق الأنبياء بأنواع وطرق كثيرة مثل ؛ الرؤى والأحلام وحلول الروح القدس على الأنبياء والتكلم بلسانهم وعلى أفواههم، أو عن طريق إرسال ملائكة، وقد تميز موسى النبي على كل الأنبياء بأن الله تكلم معه فماً إلى فم كقول الله لهارون ومريم أخته " أن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فما إلى فم وعيانا أتكلم معه لا بالألغاز. وشبه الرب يعاين" (عدد6:12ـ8). كان موسى النبي كليم الله، أما المسيح فكان هو كلمة الله ذاته الذي من ذات الله وفي ذات الله " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1)، ابن الله الوحيد الذي في حضنه والذي هو وحده دون سواه يستطيع أن يكشف عن ذات الله ؛ " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر" (يو18:1)، أو كما قال هو نفسه " كل شيء قد دُفع إليّ من أبي. وليس أحد يعرف الابنإلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له " (مت27:11). فهو وحده كلمة الله الذاتي وابن الله الذي من ذاته وفي ذاته وعندما ظهر على الأرض كان هو الله الذي ظهر في الجسد.
إذا فالفرق بين المسيح والأنبياء هو الفرق بين رسل الله وبين كلمة الله الذاتي الذي هو الله ناطقا، الله متكلما، الله الذي ظهر في الجسد. كان جميع الأنبياء مجرد رسل ما عليهم إلا الإبلاغ برسالة الله، أما المسيح فجاء برسالته هو وتعليمه هو كالرب المعطي الوصايا فيقول: " قيل للقدماء لا تقتل 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم 000 قيل للقدماء لا تزن 000 وأما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه 000 وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق 000 أما أنا فأقول لكم أن من طلّق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلّقة فانه يزني 000 قيل للقدماء لا تحنث بل أوف للرب أقسامك. وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة 000 سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن. وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر 000 سمعتم أنه قيل تحب قريبك ونبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم " (مت21:5ـ44). وهو هنا يتكلم كصاحب السلطان على الشريعة والإله الذي أعطاها وصاحبها.
لم يكن إنجيله هو وحي نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته كلمة الله النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله، وكانت أعماله أيضا نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به " أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل 000 لأن مهما عمل ذاك (الآب) فهذا يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله " (يو16:5-20).
لم يكن الإنجيل مجرد رسالة نزلت عليه ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإنجيل هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الكتاب بالروح وهو " جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه " (أع1:1،2)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح في كل المسكونة، هو الإيمان بالمسيح ابن الله لنوال الحياة الأبدية " أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه "(يو21:20)، هو الشهادة " أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم " (1يو14:4).
(2) والقرآن يؤكد أن المسيح تعلم من الله مباشرة الحكمة والتوراة وكتب الأنبياء: وفي القرآن وُصف موسى الني بأنه " كليم الله " لأن الله كلمه مباشرة، وتميز المسيح بأنه كلمة الله وروح الله " وروح منه ". وكانت العلاقة بينه وبين الله، خاصة فيما يختص بالوحي، مباشرة لا يتدخل فيها أي وسيط، سواء كان ذلك ملاك أو أي طريقة أخرى من طرق الوحي. فهو كلمة الله وروح الله، وقد عبر عن الله بطريقة تخصه هو وحده ككلمة الله وروح منه، وهذا ما لم يحدث لأي مخلوق أو نبي على الإطلاق. فيذكر القرآن قوله: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).
وهناك ميزة للمسيح لم يتميز بها أحد من الأنبياء على الإطلاق، في القرآن، وهي أن الله كان يعلمه بنفسه، مباشرة!! كان معلمه هو الله، والله وحده، وليس أحد من البشر!! وماذا علمه الله؟ يقول القرآن أن الله علمه الكتابة والحكمة والتوراة والإنجيل!! ومتى علمه ذلك؟ يقول القرآن أن المسيح نطق بذلك لحظة مولده!! والسؤال هنا هل علمه وهو في بطن أمه؟ أم علمه بمجرد ولادته وخروجه من بطن أمه؟ والإجابة، على الأرجح أنه علمه ذلك وهو في بطن أمه!! وهذا لم يحدث معأحد قط إلا المسيح!!
" وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ " (آل عمران:48).
" وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (التحريم:110).
جاء في جامع البيان للطبري: " القول في تأويل قوله تعالى: " ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " فيعلمه الكتاب، وهو الخط الذي يخطه بيده، والحكمة: وهي السنة التي نوحيها إليه في غيركتاب،والتوراة: وهي التوراة التي أنزلت على موسى،كانتفيهم من عهد موسى، والإنجيل: إنجيل عيسى، ولم يكن قبله، ولكن الله أخبر مريم قبل خلق عيسى أنه موحيه إليه، وإنما أخبرها بذلك، فسماه لها، لأنها كانت قد علمت فيما نزل من الكتب أن الله باعث نبيا يوحى إليه كتابا اسمه الإنجيل ".
وقال الرازي: " المراد من الكتاب تعليم الخط والكتابة، ثم المراد بالحكمة تعليم العلوم وتهذيب الأخلاق لأن كمال الإنسان في أن يعرف الحق لذاته والخير لأجل العمل به ومجموعهما هو المسمى بالحكمة، ثم بعد أن صار عالماً بالخط والكتابة، ومحيطاً بالعلوم العقلية والشرعية، يعلمه التوراة، وإنما أخر تعليم التوراة عن تعليم الخط والحكمة، لأن التوراة كتاب إلٰهي، وفيه أسرار عظيمة، والإنسان ما لم يتعلم العلوم الكثيرة لا يمكنه أن يخوض في البحث على أسرار الكتب الإلٰهية، ثم قال في المرتبة الرابعة والإنجيل، وإنما أخر ذكر الإنجيل عن ذكر التوراة لأن من تعلم الخط، ثم تعلم علوم الحق، ثم أحاط بأسرار الكتاب الذي أنزله الله تعالى على من قبله من الأنبياء فقد عظمت درجته في العلم فإذا أنزل الله تعالى عليه بعد ذلك كتاباً آخر وأوقفه على أسراره فذلك هو الغاية القصوى، والمرتبة العليا في العلم، والفهم والإحاطة بالأسرار العقلية والشرعية، والاطلاع على الحكم العلوية والسفلية، فهذا ما عندي في ترتيب هذه الألفاظ الأربعة ".
وقال ابن كثير: " إن الله يعلمه " ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ "، الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة، والحكمة تقدم الكلام على تفسيرها في سورة البقرة، و " ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنجِيلَ "، فالتوراة هو الكتاب الذي أنزله على موسى بن عمران، والإنجيل الذي أنزله الله على عيسى بن مريم عليهما السلام. وقد كان عيسى عليه السلام يحفظ هذا وهذا ".
وقال ابن عباس في تفسيره: " وَيُعَلِّمُهُ ٱلْكِتَابَ " كتب الأنبياء ويقال الكتابة " وَٱلْحِكْمَةَ " الحلال والحرام ويقال حكمة الأنبياء قبله " وَٱلتَّوْرَاةَ " في بطن أمه " وَٱلإِنْجِيلَ " بعد خروجه من بطن أمه ".
(3) كما يؤكد القرآن أنه ولد نبيا يستجمع في ذاته الوحي والنبوة:
ولد جميع الأنبياء باستثناء يوحنا المعمدان، يحيي ابن زكريا، الذي نضج في بطن أمه بسبب زيارة العذراء لها، وسجد للمسيح وهو في بطن أمه، كبشر عاديين، وعاشوا حياتهم إلى أن جاءتهم الدعوة للعمل كأنبياء وتوصيل رسالة الله لمن أرسلوا إليهم. أما المسيح فقد كان على عكس ذلك تماماً، فقد ولد من بطن أمه نبياً متعلماً من الله الكتاب والحكمة والتوراة وكان معه الإنجيل، وتكلم في مهده معلنا للناس أنه ولد نبياً و " قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30).
كما قيل عنه " وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ " (آل عمران:46).
" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ " (المائدة:110).
" فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً " (مريم:29).
ومن هذه الآيات يتضح لنا الآتي:
(1) أنه ولد عالماً ومتعلماً من الله الذي علمه الكتابة والحكمة والتوراة.
(2) أنه ولد وهو يعلم أنه نبي تعلم الكتابة والحكمة والتوراة من الله.
(3) ولد ومعه الإنجيل " آتَانِيَ الْكِتَابَ (الإنجيل) وَجَعَلَنِي نَبِيّاً " (مريم:30). والإنجيل هنا لا يمكن أن يكون كتابا يمسكه بيديه بل هو كتاب في رأسه.
(4) ولد وهو يعرف كل شيء عن الفروض الدينية وكان حافظاً وممارساً لها.
(5) ولد وهو معصوم من الخطية وطاهر من الذنوب ومحفوظ من الله نفسه " غُلاماً زَكِيّاً " (مريم:19)، " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ " (مريم: 31).
(6) ولد وهو يعلم أنه الوجيه في الدنيا والآخرة، أي نبي في الدنيا وشفيع في الآخرة " وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ " (آل عمران: 45).
(7) ولد وهو يعلم تماماً ما سيحدث له في حياته الأرضية " وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً " (مريم:33).
ومن هنا فلم ينزل على المسيح لا إنجيل عيسى ولا غيره، بل كانت أقواله وتعليمه وأعماله هي الإنجيل، كما سبق أن أوضحنا أعلاه.
 

صوت الرب

مشرف محاور
مشرف سابق
إنضم
16 أكتوبر 2007
المشاركات
5,915
مستوى التفاعل
204
النقاط
63
الإقامة
الأردن
رد على: التعليق علي كلام البهريز في الكلام الي يغيظ للقمص عبد المسيح بسيط

يبدو أن الرد على الكتاب رائع بالفعل
سأحاول أن اقراءة بدقة
الرب يبارك تعبك عزيزي اغريغوريوس
 

antonius

سرياني آشوري
عضو نشيط
إنضم
2 سبتمبر 2007
المشاركات
5,216
مستوى التفاعل
212
النقاط
0
الإقامة
حيث ܢܵܩܫܝ ܢܵܩܘܫ̈ܐ
رد على: التعليق علي كلام البهريز في الكلام الي يغيظ للقمص عبد المسيح بسيط

متابع وفي الانتظار
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,636
مستوى التفاعل
303
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
164
النقاط
0
سلام لك
تم التحميل
ربنا يحفظ ابونا عبد المسيح بسيط
وربنا يباركك اخي اغريغوريوس
على هذا التقديم الرائع
سلام ونعمة
 
إنضم
5 مارس 2011
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الفاضل المكرم
تحية وبع
انت تعي على من ياخذ جزء من النصوص دون اكمال النص وهذا ما قلتة بالضبط
يتصيد الأخطاء فيقرأ جزء مهم في موضوع ما ولا يهتم إلا بعبارات يقتطفها من سياقها وموضوعها الأصلي ويصورها كما يريد هو وليس كما هي في نصها وسياقها، ولا يحاول الرجوع لأي كتاب تفسير فهذا لا يعرفه ولا يعنيه، بل ويفسد ما نوى عليه!!
يقول بيت الشعر لا تنهى عن فعلة وتأتي بمثلة ..............الخ
انت استشهدت بايات من القران الكريم عن سيدنا عيسى علية السلام (والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا) لماذا ايها الفاضل لم تكمل النصوص التي وردت في القران عن سيدنا عيسى علية السلام ( اذا كنت تؤمن بان القران من عند الله ) ، لماذا لم تقرأ اواخر سورة المائدة ، لمذا لم تقرأ وقالت النصاريى المسيح ابن الله ، لماذا لم تقرأ لمقولة تعالى ( لم يلد ولم يولد )
ارجوك نحن لا نعيب على انسان دينة فالديان هو الله ولم يامرنا الله سبحانة ان نحاسب انسان على دينة، فانت حر في اعتقادك لكن اذا اردت ان تستشهد من القران فأتى بالنص كاملاً وقبل ذلك ما هو رايك في القران هل هو من عند الله
ولك جزيل الشكر على الرد
 

بايبل333

حن يارحمــــــن
إنضم
27 سبتمبر 2010
المشاركات
7,650
مستوى التفاعل
582
النقاط
113
الإقامة
+تكفيك نعمتي+
ارجوك نحن لا نعيب على انسان دينة فالديان هو الله ولم يامرنا الله سبحانة ان نحاسب انسان على دينة، فانت حر في اعتقادك

"اظن عزيزى فى اية عندك تقول لقد كفروا الذين قالوا ان المسيح هو الله هل من حقك تطعن فى دينى دون ان اطعن فى دينك.؟
 
التعديل الأخير:

سمعان الاخميمى

صحفى المنتدى
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
12,695
مستوى التفاعل
1,088
النقاط
0
بالظبط تكفرنى وتطلب منى أن لا ابين صحة دينى وخطأاعتقادك ؟!!!!!!!!!!!!!!!
 
أعلى