لا… للخوف

++sameh++

عضو شرف
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2005
المشاركات
1,339
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
الإقامة
فى حضن الأب
قذائف متنوعة وعديدة يوجهها إبليس نحو البشر فى كل وقت لكى يدمر بها سلامهم ، إلا أن أشدها خطورة هى قذائف الخوف .
ما أخطر الشعور بالخوف ..
إبليس يريدنا أن نستسلم للمخاوف .. لماذا؟ لأنه يعلم أننا عندما نستسلم لها نفقد أقوى سلاح نواجهه به، نفقد الإيمان بحماية الله لنا، وما أخطر هذا .. فلا يمكن التصدي لإبليس بدون الإيمان، ولذا عندما تحدث الرسول بولس إلى مؤمنى أفسس عن مصارعتهم مع جنود مملكة الظلمة أوصاهم قائلا "أثبتوا .. حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة " (أفسس 16:6).
أيها القارئ .. ارفع الآن قلبك إلى الله واطلب منه أن يلمس بكلمات هذا الكتيب احتياجك، لتتعلم كيف تهزم الخوف..
وقد تسألني أي نوع من الخوف تقصد .. ؟
بالطبع لست أقصد الخوف الصحي الذي يدفعك للحركة بسرعة عندما ترى عربة تقترب منك وعلى وشك أن تصدمك ..
وبالطبع أيضا لست أقصد مخافة الرب التي يحب أن تملأ قلوب أحبائه .. المخافة التي تجعلنا لا نستسلم للخطية بل نقاومها .. نقاومها بكل جدية لأننا نخاف جدا أن نفقد شركتنا المشبعة مع الإله الذي أحبنا بلا حدود .. إننا نحبه جدا جدا ولذا نخاف أن نجرح قلبه بشرورنا ..
كلا .. ليس هذا هو الخوف الذى يحذرنا منه الله بآيات كثيرة مثل "لا تخف" ..
مخافة الله ليست خطرا بل أمرا مطلوبا ، لكنها مخافة لها سمات واضحة تميزها عن غيرها ..
هى مخافة يصاحبها سلام القلب وترافقها تعزية الروح القدس ، هذا ما تؤكده لنا بوضوح هذه الآية التى سجلها لنا الوحي فى سفر الأعمال : "وأما الكنائس فكان لها سلام ، وكانت تبنى وتسير فى خوف الرب وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع 31:9).
أنه خوف يمتلئ بالسلام .. بالتعزية ، أما المخاوف التى يحارب بها إبليس البشر فليست كذلك .. إنه يستخدمها ليدمر حياتهم ..
مخاوف من إبليس :
1- خوف يعوق البدء :
تأمل معى هذا النوع من الخوف الذي يمنع الكثيرين عن البدء فى حياة روحية جادة .. إبليس يعوقهم بالخوف ..
·فهناك من لا يبدأون بسبب الخوف من خسارة مادية أو من فقدان مركز اجتماعي مرموق نتيجة للخضوع لوصايا الرب ورفضه السلوك بطرق العالم التى يشوبها الكذب والتملق والخداع ..
·والبعض لا يبدأ لأنه يخاف الحرمان من لذات جسدية انغمس فيها وتعود عليها ..
·وقد يقترب إبليس من الذين عزموا على ترك حياة الكورة البعيدة ليخيفهم من الفشل فى الحياة مع الله .. يخيفهم من عدم قدرتهم على ترك خطايا معينة ..
·وقد يخاف البعض من الله بسبب عقد نفسية كونتها تربية بعيدة عن روح الانجيل جعلتهم لا يرون الله فى صورته الحقيقية كإله المحبة بل يتوهمونه إلها قاسيا يفرح بمذلتهم ..
·وهناك من يرفض أن يقبل للمسيح تخوفا من اضطهاد متوقع .
ما أخطر هذه المخاوف .. كم تحرم الكثيرين من العلاقة بالله الذي يغفر الخطايا ويعطى الراحة ويسدد كل احتياجات النفس .. لذا عندما صنف الوحى نوعيات الذين سيهلكون فى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ، وضع على رأس القائمة أولئك الذين لم يحيوا للرب يسوع بسبب المخاوف "أما الخائفون وغير المؤمنين .. فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت " (رؤ 8:21).
نعم ما أخطر هذه المخاوف ..
إنها تسلب من الكثيرين الثقة بأن الله سيعمل فى حياتهم .. تنسيهم أنهم سيحملون على أذرعه الأبدية كما وعد فى سفر أشعياء " على الأيدي تحملون " (أش 12:66).
ما أخطر هذه المخاوف .. تحجب عن عيونهم الوعد الذهبي المشجع للغاية الذي سجلته لنا رسالة فيلبى .. الوعد الذي يقول لنا " الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة " (فى 13:2).
·هل تشعر أن أرادتك ضعيفة وتتوقع أن تخذلك عندما يأتى وقت يتحتم عليك فيه أن تختار بين الخضوع للرب أو التعرض للخطر .. أرفض هذا التوقع ، أعد قراءة الآية السابقة ، ثق أن الله هو العامل فيك أن تريد .. ثق أنه سيعمل بروحه فى داخلك وسيقوى إرادتك يوما وراء يوم لتختار دائما الباب الضيق .. طاعة الوصية ..
·وهل ترفض تبعية المسيح ، لأنك تخشى عدم القدرة على حياة القداسة والانفصال عن روح العالم .. هذا الخوف هو من إبليس .. إقرأ الآية السابقة مرة أخرى .. ثق فى كلماتها ، ثق أن الله هو العامل فيك ، سيعمل بروحه "روح القوة" (أش 2:11) فى داخلك لتمتلك القوة التى تقدر بها أن تحيا أمينا للرب ..
آه ، ما أروعها أية .. ما أشد احتياجنا إلى أن نرددها كلما داهمتنا المخاوف من مصاعب الطريق ..
آه .. مهما كان الضعف الذي صرنا له بسبب حياة الخطية فلنثق أن الله سيعمل فينا .. لنثق فى الوعد أنه "يعطى المعيى قدرة ولعديم القوة يكثر شدة " (أش 29:40) .. لنثق ، لنؤمن فالكتاب المقدس يقول لنا "بالإيمان تثبتون " (2كو 24:1).
هيا مع الرسول بولس نفرح بضعفاتنا .. هيا نردد معه كلماته العظيمة المفرحة " بكل سرور أفتخر بالحرى فى ضعفاتى لكى تحل على قوة المسيح .. لأني حينما أنا ضعيف فيحينئذ أنا قوى " ( 2 كو 12: 9،10) .
هيا .. هيا نتبع الرب يسوع ، من أحبنا ومات لأجلنا .. هيا نتبعه بلا تردد أو تحفظ ..
هيا .. نتبعه بلا خوف قط مرددين دائما كلمات الرسول بولس "الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة" (2تى 7:1)
هيا .. هيا نتبع المسيح لنتمتع بأبوة الله الحانية المترفقة الحافظة .. هيا، لنتمتع بحبه .. هو يسدد كل احتياجاتنا ..
هيا .. لنسير وراءه كخراف ضعيفة لا تقدر أن تحمى أنفسها لكنها لا تعبأ بأى خطر لآنها تثق فى إقتدار الراعى الذى يتقدم مسيرتها ..
2- خوف يعوق التمتع بكل بركات الملكوت :
وهو خوف يحارب به إبليس السائرين مع الرب لكى يحرمهم من كل بركات الطريق وعطايا الروح ..
ماذا يفعل ؟ .. يهاجم أذهانهم بصور مخيفة .. صور لأمور سيئة يتوقع لهم حدوثها فى المستقبل ..
مثلا ، قد يأتى لشخص ويصور له ذاته وقد فشل فى دراسته أو عمله ثم يجسم له نظرات الناس الجارحة له وما سيعانى منه بسبب هذا الفشل ..
وقد يأتى لآخر ويشعره بأنه سيصاب بمرض خطير أو ستقع له حادثة مروعة ثم يملأ ذهنه بصور له وهو يعانى آلام المرض
المبرحة أو وهو بتأوه من آهات الإصابات الجسيمة التى أتت عليه ..
وقد يضخم للخادم التضحيات التى سيقدمها إن أراد أن يشهد للرب يسوع يربح له النفوس .. وقد يخيفه من الاضطهادات المتنوعة ..
وقد يأتى لك بأحلام عن أمور قاسية ستحدث لك .. لكى تصدقه فتعطيه بهذا التصديق مكانا له فى حياتك .
ما أخطر أن تصدق هذه المخاوف .. عندما نصدق إبليس فنحن نعطيه بإرادتنا الفرصة لكى ينفذ معنا ما سبق وأخافنا منه ..
ما أخطر هذه المخاوف .. ما أخطر عدم الإيمان الذى يقترن بها .. كم يعطل الكثيرين عن التقدم فى الحياة الروحية .. كم يعوقهم عن التمتع بكل البركات التى أعدها الرب لهم .. تأمل معى هذه الآية التى قالها الرب يسوع : "لا تقلقوا .. اطلبوا أولا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم .. لا تخف أيها القطيع الصغير لآن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت (لو29:12-32).
وما المقصود بالملكوت ؟ .. الرسول بولس يقول : ليس ملكوت الله أكلا وشربا بل بر وسلام وفرح فى الروح القدس " (رو 17:14) .. "ملكوت الله ليس بكلام بل بقوة " (1كو 20:4) .. الملكوت هو أن أتمتع بملك الرب يسوع .. أن يسود بسلامه وطمأنينته وفرحه على كل كيانى .. الملكوت هو أن أتمتع بقوة الروح القدس الساحقة لكل ضعفاتى .. تأمل معى أليست هناك أمور كثيرة تعوق الكثيرين عن التمتع بملء بركات هذا الملكوت .. نعم ولكن الرب يسوع لم يحذر فى كلماته السابقة سوى من عائق واحد .. الخوف ، لأنه العائق الأول الذى يمنع الناس من التمتع .. يسلب السلام من القلب ويشتت الذهن ويصيب الانسان بالأرق.
كثيرون يفشلون لأنهم كانوا من قبل خائفين من الفشل. كثيرون يصابون بالأمراض وكثيرون تقع بهم الحوادث لأنهم فقدوا إيمانهم بحماية الله مستسلمين للمخاوف ..
كثيرون يتعرضون لمواقف صعبة مؤذيه لأنهم صدقوا إحساسا بحدوثها شعروا به قبل أن يتحول إلى حقيقة .. كثيرون يصابون بسبب الحسد أو أعمال السحر لأنهم كانوا يخافون من أثارها .. كانوا يجتهدون أن يخبئوا أشياء عن الناس أو كانوا يرتدون ما يظنون أنه يحمى الحسد أو السحر ..
الكتاب المقدس يقول بوضوح "خشية الانسان تضع شركا" (أم 25:29). وأيوب يقول أيضا " ارتعابا ارتعبت فأتانى، والذي فزعت منه جاء على" (أى 25:3).
سيدى
علمنى كيف أهزم هذه المخاوف
1- قرر ألا تخف:
نعم فى مقدورك أن تأخذ هذا القرار .. تأمل معى هذه الآية التى يقولها الله لك "لا تخف لأنى فديتك .. دعوتك باسمك أنت لى " ( أش 1:43)..
الله يحبك جدا وأعظم دليل على ذلك أنه فداك .. مات بدلا منك .
الله يحبك جدا .. يحبك أنت شخصيا .. لذا فهو يدعوك باسمك الذى تتميز به عن الآخرين ..
الله يحبك جدا .. ولأنه يحبك هكذا فهو يريدك أن تكون له .. هو يقول لك "أنت لى " ..
هذا الإله الذى يحبك يأمرك قائلا "لا تخف" فهل يمكن أن يقول لك شيئا لا تقدر أن تفعله .. كلا .. هو يحبك ، لذا فانه اذا طلب منك أن تفعل أمرا أعطاك القوة الكافية على تنفيذه .. قوة تستمدها من شركتك المستمرة معه .. فى المخدع ومع الإنجيل وبالتناول باستمرار ..
هيا .. هيا الى الرب يسوع .
هيا .. نعترف له بكل مخاوفنا .. لنثق فيه فهو يحرر تماما من شتى المخاوف .. لنثق فيه فهو يحمى من جميع المخاطر ..
تعال الى الرب يسوع واثقا انه المحرر القادر .. لقد دفع ثمن حريتك كاملا فوق الجلجثة ..
تعال اليه .. اطرح مخاوفك تحت صليبه .. ثق انه سيحررك منها تماما .. نعم تستطيع أن تقرر ألا تخف .. تستطيع أن تقرر مستندا على محبته ونعمته الكافية المعضدة .. تستطيع أن تقول واثقا مع داود النبي " الرب لى فلا أخاف" (مز 6:118).
2- استبدل الصور المخيفة بصور الإيمان :
قديما هاجمت إبراهيم المخاوف ، انه سيموت دون أن ينجب إبنا ليرثه ، وبدأ ذهنه يرهق بالتخيلات المؤرقة .. سيموت عقيما ، سيرثه خادمه ..
ولننظر ماذا فعل الله مع إبراهيم .. قال له "لاتخف " ثم قال له "انظر إلى السماء وعد النجوم ان استطعت أن تعدها .. هكذا يكون نسلك "(تك 1:15،5) .. وكأن الله يقول له إملأ ذهنك بهذه الصورة الجديدة .. سيكون لك أولاد فى عدد هذه النجوم .. انشغل بهذه الصورة واطرد بها الصورة الأولى التى يظهر فيها خادمك وارثا لك ..
صديقى لن تتحرر من الخوف إذا لم تضع فى ذهنك صورة معزية بدلا من تلك المخيفة التى تزعجك .. الرسول بولس يقول لنا " لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " (رو 21:12).
فى أى وقت يهاجمك فيه إبليس بأى صورة ذهنية مخيفة لأحداث لم تقع بعد ، ابحث فى الكتاب المقدس عن صورة إيمان مناسبة لها ، مؤكد ستجد وعدا ثمينا يناسب تماما احتياجك بل ويفوق كل توقعاتك " (الله) قادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر " (أف 20:3) ..
كان إبراهيم مشغولا بصورته وهو يموت بلا ولد واحد فأعطاه الله صورة لملايين من الأولاد.
3- لا تنشغل بالأحداث المخيفة .. بل وجه نظرك دائما إلى الرب:
تأمل قصة بطرس وهو يسير بقدميه فوق المياه .. لقد ظل سائرا بنجاح إلى أن تغير إتجاه نظره .. كان يسير ناظرا إلى الرب يسوع " ولكن لما رأى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ (مت 30:14).
هنا يقدم لنا الوحي درسا هاما جدا جدا ، فمتى بدأ بطرس يغرق ؟ .. عندما خاف .. ومتى خاف ؟ عندما حول عينيه عن النظر إلى الرب يسوع لينشغل بالريح الشديدة ..
اّه .. ما أخطر أن نفعل مثل بطرس .. ما أخطر أن نتوقف عن النظر إلى الرب يسوع .. ما أخطر أن نتوقف عن الاستمرار فى الثقة بأنه يحبنا ويحمينا ..
ما أخطر أن يتوقف انشغالنا بالرب .. ما أخطر أن يتعطل إيماننا بأنه مشغول جدا بنا وأنه يجعل كل الأشياء تعمل معا لخيرنا..
سيدى ..
دربنى أن أراك كل حين حتى ولو اشتد بى الظلام ..
زد ثقتى فى أنك دائما أنت هو "مؤتى الأغانى فى الليل" (أى 10:35).
4- قاوم إبليس:
لقد أعطاك الله السلطان أن تقاومه .. الرسول يعقوب يقول لنا "قاوموا إبليس فيهرب منكم " ( يع 7:4) .. ثق فى هذه الآية ..
تعلم أن تنتهر أرواح الخوف فى كل مرة تهاجمك .. تعلم أن تلتفت لها وتنتهرها باسم الرب يسوع ..
وإذا لم ترحل عنك فى الحال .. لاتفقد شجاعتك .. أعلن بالأحرى أيمانك .. لا تضعف نفسك بالاستسلام للشك .. ثق فى كلمة الله التى تعلن أنك تستطيع أن تطرد قوى مملكة الظلمة .. استمر مقاوما .. وستهزم المخاوف .. وستنتصر ..ثق ان "الرب حافظك .. الرب ظلك لك" (مز 5:121..
هيا .. هيا نعلن بثقة إننا للرب .. إننا للرب الذى يمحو بدمه الخطية التى تسمح لإبليس ان يخيفنا..
أننا للرب برنا ، الذى أعطانا اسمه لننتهر به كل أرواح مملكة الظلمة التى تحارنا بالخوف ..
أننا للرب الذى يعمل فينا بروحه "روح القوة " الذى يشفى ويحرر الى التمام .. هيا .. هيا نرنم " يعظم انتصارنا بالذى احبنا" ..
المخاوف .. كل المخاوف تحت أقدامنا ..
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
موضوع رائع يا سامح يدخل في ضمن سياق التقويم و التعديل

شكرا ليك حبيبي
 
أعلى