الرد على شبهة: هل لا يوجد نص كتابي صريح عن الغيبة والنميمة؟

Alfred Samuel

New member
عضو
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
31
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
رسالة مفتوحة للأستاذ الفاضل / محمد على إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الجمهورية
تحية طيبة وبعد:
هذا ما أرسلته لك ولرئيس مجلس إدارة جريدة الجمهورية الغراء الأستاذ / أحمد أبو الحديد بالفاكس علي رقمين من أرقام الجريدة وبالإيميل على مرتين. لكنك لم ترد علىّ ولم تنوه عن ردي في أي من مقالاتك حتى الآن. لذلك جعلت منها رسالة مفتوحة.
في مقالك الأسبوعي ـ بالعدد الأسبوعي بجريدة الجمهورية وفي باب (حكايات اسبوعية) ص5 بتاريخ 13 سبتمبر 2007م. أي في أول أيام شهر رمضان شهر الصوم والعبادات ذلك الشهر المميز والذي أهنيء إخوتي المسلمين به ـ وتحت عنوان "عصفور واقف على السور" ذكرت شيئاً أريد أن أعتب عليك بسبب ذكره بهذه الطريقة في طيات مقالك الرائع والذي يُعالج قضية مجتمعية هامة؛ ينبغي أن ندرسها بعمق.
رابط المقال:
http://212.103.160.28/algomhuria/2007/09/13/editor/detail00.shtml
باديء ذي بدء مقالك جميل وفكرته رائعة وأؤيدك تماماً بسبب تحليلك الصحيح عن موضوع الشائعات ذلك الوباء الذي يهلك الأمم. وهو للأسف يكبر وينتشر في بلادنا مصر الحبيبة. لكنك عندما تساءلت عن سبب عدم انتشار الشائعات في دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا ـ و جاءت جملتك الاعتراضية وهذا نصها: "رغم عدم وجود نص إلهي عندهم ينهى عن الغيبة والنميمة كما هو ثابت في القرآن الكريم الذي يقطع بأن من يرتكبها أثم قلبه أو فاسق أو يأكل لحم أخيه ميتاً" ـ والجملة موجودة في آخر العمود الأوسط (الثالث) وتكملتها بالطبع في أول العمود الرابع من المقال.
ورغم أن غرضك رائع لكنك وضعت شيئاً وكأنه مُسَلّم به ـ أو أشعرتنا كأننا أمام خبير في الإنجيل (الكتاب المقدس). وحقيقة الأمر أني كشخص مصري أحب بلدي وأغير عليها وعلى وحدتها وفوق ذلك كشخص مسيحي استاءت جداً وأنت تعلن في هذه العبارة بأنه لا يوجد نص إلهي لدينا ينهي عن الغيبة والنميمة.
يا عزيزي إن ما يعيش فيه الغرب من حضارة وقيم ومباديء من تقدم ونظافة وشفافية وغير ذلك مرجعه الأساسي هو الإنجيل (الكتاب المقدس). ومازال الملايين بل والبلايين من البشر هناك في الغرب وهنا في الشرق وفي كل بقعة من العالم يعيشون علي تعاليم الإنجيل ؛ وإن كان بعض من القلة في الغرب قد تمسكوا بالمباديء السامية للمسيحية التي انطبعت في سلوكياتهم اليومية ولكنهم ابتعدوا عن المسيحية في الغرب. فلا يوجد الآن ما يمكن أن تسميه دولة مسيحية نظراً لمبدأ انفصال الدين عن الدولة؛ وإن كانت الشعوب تتمسك بإيمانها المسيحي وبإخلاص.
وعتابي لك في صيغة سؤال:
من أي مصدر استقيّت هذه المعلومة: "لا يوجد نص إلهي لدينا ينهي عن الغيبة والنميمة!! "؟ كيف تأكدت أن الإنجيل لايحتوي على نص إلهي صريح ينهي عن الغيبة والنميمة؟ وهذا هو سبب كتابتي لك. إنك كمن وضعت السم في العسل. وإني أتسائل: لماذا تتعرّض صحفنا القومية المحترمة وغيرها من وقت لآخر بطريق مباشر أو غير مباشر لمثل هذه الإتهامات ضد المسيحية النقية والسامية. إنني إن أردت أن أعرف شيئاً عن الهندسة أسأل مهندساً. وإن أردت أن أتأكد من شيء في الصحافة أسأل صحفياً. وإن أردت أن أعرف شيئاً عن الإسلام أسأل صديقي إمام الجامع جاري العزيز؛ أو أحد علماء الأزهر. وإن أردت أن أتأكد عن شيء في الإنجيل المقدس والشريف علىّ أن أسأل قسيساً أي رجل دين مسيحي.
عزيزي الأستاذ / محمد على إبراهيم
إن الإنجيل (كتابنا المقدس بعهديه القديم والجديد) يتحدّث عن هذ الموضوع باستفاضة وسأورد لك بعض النصوص وأرجو أن تتابعها في النسخة الموجودة لديك!! وإن لم يكن لديك فيمكنك شراؤه من دار الكتاب المقدس بشارع الجمهورية أو من مكتبة المحبة من شارع شبرا أو من أية مكتبة مسيحية في ربوع مصرنا الحبيبة.
أولاً: في العهد القديم:
1. في سفر (كتاب) المزامير: يقول داود الملك والنبي بوحي الهي: "لا أضع قدّام عيني أمراً رديئاً عمل الزيغان أبغضت. لا يلصق بي. قلب معوَج! يبعد عني. الشرير لا أعرفه. الذي يغتاب صاحبه سراً هذا أقطعه. مستكبر العين ومنتفخ القلب لا أحتمله. عيناي على أمناء الأرض لكي أُجلسهم معي. السالك طريقاً كاملاً هو يخدمني. لا يكن وسط بيتي عامل غش. المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عيني". (مزمور 101: 3-7) أي المزمور المئة والواحد والآيات في الأعداد من 3-7.
2. وقبل زمن النبي داود وبالذات في قصة يوسف بن يعقوب وهو ابن 17 سنة وكان يرعى مع إخوته الغنم؛ أتي يوسف بنميمتهم الرديئة إلي أبيهم. وكانت لدي يعقوب محبة خاصة ليوسف أكثر من سائر بنيه؛ فصنع له قميصاً ملوناً. فلما رأي إخوته أن أباهم أحبه أكثر من جميعهم أبغضوه ولم يستطيعوا أن يكلموه بسلام. فحسده إخوته وأما أبوه فحفظ الأمر.
3. وفي سفر (كتاب) الأمثال قال سليمان الحكيم بوحي إلهي: "رجل الأكاذيب يُطلق الخصومة والنمّام يُفرق الأصدقاء" (أمثال 16: 28) وقال أيضاً: "فم الجاهل مهلكة له وشفتاه شرك لنفسه. كلام النمام مثل لقمٍ حلوة وهو ينزل إلي مخادع البطن" (أمثال 18: 7و8). وقال ثالثة: " "بعدم الحطب تنطفيء النار وحيث لا نمّام يهدأ الخصام. فحم للجمر وحطب للنار هكذا الرجل المخاصم لتهييج النزاع" (أمثال 26: 20و21 )
ثانياً: في العهد الجديد:
1. في رسالة بولس الرسول إلي أهل رومية والأصحاح الأول؛ يُعلن غضب الله المعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم والذين يحجزون الحق بالإثم. وكما لم يستحسنوا أن يُبقوا الله في معرفتهم فعلوا ما لا يليق؛ ووضع هذه الشرور التي لا تليق في قائمة طويلة؛ منها: "مملوئين من كل إثم وزنا وشر وطمع وخبث مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً. نمامين مُفترين مُبغضين لله ثالبين مُتعظمين مُدعين مُبتدعين شروراً غير طائعين للوالدين. بلا فهم و لا عهد و لاحنو و لا رضى و لا رحمة. الذين إذ عرفوا حكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت..." (رومية 1: 18-إلخ). وهنا ساوى الوحي الإلهي بين النمامين وكل أصحاب الخطايا والفجور الفظيعة وهم يستوجبون عقاب الموت والهلاك الأبدي إن لم يتوبوا.
2. وبنفس المستوى تحدث بولس الرسول بالوحي المقدس لكنيسة كورنثوس في رسالته الثانية لهم؛ محذراً: "لأني أخاف أن لا أجدكم كما أريد ... أن توجد خصومات ومحاسدات وسخطات وتحزّبات ومذمات ونميمات وتكبرات وتشويشات. أن يذلني إلهي عندكم إذا جئت أيضاً وأنوح على كثيرين من الذين أخطأوا من قبل ولم يتوبوا عن النجاسة والزنا والعهارة التي فعلوها" (2كورنثوس 12: 19- إلخ).
3. إن النمام إنسان مريض ويحتاج للعلاج. والنميمة مرفوضة وعقابها خطير على النمام الآن في حياته وبعد ذلك في جهنم النار. والنمام ينشيء أفكاراً رديئة ويشهد بالزور ويفوه بالأكاذيب ويزرع خصومات بين أخوة؛ وهذا مكرهة الرب. إقرأ (أمثال 6: 16-19). والنمام ثالب اللسان ويظن السؤ وصاحب خبث بغيض وهو ينشر الأقوال الباطلة (الشائعات). ويوجد لهذا أيضاً عشرات الآيات في الكتاب المقدس بنصوص واضحة؛ لا أريد أن أطيل عليك فيه؛ لكنى أتركها لك بشواهدها إذا أردت أن ترجع إليها بنفسك:
نصوص عن الثالب: (أمثال 25: 23) (رومية 1: 30) (1تيموثاوس 3: 11) (2 تيموثاوس 3:3) (تيطس 2: 3)
نصوص عن سوء الظن: (فيلبي 3: 4) (2كورنثوس 10: 5) (1تيموثاوس 6: 4) (1كورنثوس 13: 5)
نصوص عن الأقوال الباطلة والخبيثة والمُصنعّة (2تيموثاوس 2: 16) (2بطرس 2: 3) (3 يوحنا 10) ولتكن أقوالنا مقولة في محلها (أمثال 25: 11) ومرضية أمام الله تعالى (مزمور 19: 14) وليحمينا الله ويحمي مصر الغالية من التقاول والفتن (مزمور 19: 23 و41: 5 و 71: 10)
نصوص عن الخبث والخبائث (إشعياء 32: 7) (أمثال 26: 26) (مرقس 7: 22) (لوقا 11: 39) (أعمال الرسل 13: 10 و 18: 14) (رومية 1: 29) (1كورنثوس 5: 8) (أفسس 4: 31) (كولوسي 3: 8) (تيطس 3:3) (1بطرس 2: 1)
أفابعد كل هذا يجوز لأحد مهما كان مستواه أن يدّعي بأن الكتاب المقدس لا يوجد به نص إلهي ينهي عن الغيبة والنميمة ؟

أنتظر مقالاً أوتنويهاً منك. ولك مني كل تحية وتقدير.

ملاحظة: وحتى تاريخه لم يرد علىً بأي شيء.

القس / الفريد فائق صموئيل
راعي الكنيسة الإنجيلية بالسويس
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
من دنائة ان يتعرض الصحفيين للعقيدة المسيحية دون علم و دون قراءة و دون فحص
لا الكاتب و لا المحرر يملك ذرة معلومات في الكتاب المقدس و تراهم يفتون بهذه السموم

رد جميل و موثق كتابياً

مرحب بك يا قس الفريد تشرفنا بانضمامك لنا

 

صوت الرب

مشرف محاور
مشرف سابق
إنضم
16 أكتوبر 2007
المشاركات
5,916
مستوى التفاعل
200
النقاط
0
الإقامة
الأردن
رد على: هل لا يوجد نص كتابي صريح عن الغيبة والنميمة؟

ملاحظة: وحتى تاريخه لم يرد علىً بأي شيء
لم و لن يستطيع الرد عليك يا عزيزي
لأنه عرف أن كل مقاله يدل على
جهله التام بالكتاب المقدس !!!
أشكرك على الرد الكامل و القوي
مرحبا بك معنا يا القس / الفريد فائق صموئيل
نور المنتدى بوجودك
 

NEW_MAN

وأنا للمسيح
عضو مبارك
إنضم
22 مارس 2006
المشاركات
4,648
مستوى التفاعل
31
النقاط
0
مرحبا بالقس الفريد صموئيل

رد جميل وهاديء وعقلاني ، ومؤيد بالبراهين والادلة الكتابية

اسلوب الكتابة جذاب ورشيق يجعل الانسان يبدأ في قراءة المقال فلا يتركه حتى ينتهي منه ..

الرب يبارك قلمك وقلبك ، ويستخدم هذه المواهب لمجد اسمه المبارك

نتمنى ان لاتكون زيارة عابرة للمنتدي ، بل نحتاج الى تواجدك ومشاركاتك ...

 

Alfred Samuel

New member
عضو
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
31
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
رد على: هل لا يوجد نص كتابي صريح عن الغيبة والنميمة؟

أشكركم جميعًا على تعليقاتكم المشجعة.
صلوا لأجلي ولأجل وقتي حتى أتمكن من متابعة الكتابة.
يمكنكم زيارة مدونتي والتعليق على موضوعاتها إن رغبتم:
http://pastoralfred.maktoobblog.com
سلام المسيح مع جميعكم
القس الفريد
 
أعلى