قصة المجاهدات وعائشات في فقر وعوَز اختياريي..........

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,788
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
:t9:أخبر القدّيس غريغوريوس الأوّل بابا رومية (540 -604 ) قائلاً:
" كان يوجد في إحدى المدن الرّومانيّة متوحّدة مسنّة تدعى ريذيمبا Rezemba ( وهو اسم لاتيني معناه مخلِّصة)، تقطن قرب هيكل الفائقة القداسة والدة الإله. وكان لهذه تلميذتان تدعى إحداهما روميلا، وأمّا الثّانية فقد كنت أجهل اسمها.
كانت هؤلاء الثّلاثة يعشن في منزل واحد مجاهدات وعائشات في فقر
وعوَز اختياريين، معتبرات ( عار المسيح أفضل من كنوز العالم). أمّا روميلا فقد فاقت أختها في الجهاد، وكانت تتحلّى بفضيلتي الصّبر والطّاعة، ملازمة الصّلاة المستمرّة والصّمت التّام، فكانت في نظر كافّة النّاس مثال الكمال والفضيلة.
وحرصاً على خلاصها وتواضعها، فقد سمح الرّبّ بأن تُمتحن بمرض الشّلل كبليّة جسديّة، إذ بقيت، ولسنين طويلة، مسمَّرة لا تستطيع مبارحة فراشها أبداً، لأنّ أطرافها فقدت كلّ قدرة لها على التّحرّك. ولكنّ هذا المرض العضال لم يفقدها صبرها، بل على العكس، فإنّ هذا الضّعف الجسدي كان منبع قوّة روحيّة ومصدر تعزية داخليّة، إذ أخذت تنعكف وتنكبّ على الصّلاة المستمرّة كجهاد وحيد لها، بما أنّها لم تكن تقوى على القيام بعمل جسدي آخر، متذكّرة قول الرّسول ( وإن كان إنساننا الخارجي ينهدم، فإنّ إنساننا الدّاخلي يُبنى يوماً بعد يوم ).
وذات ليلة، وعند منتصف الليل، نادت روميلا أمّها الرّوحيّة وأختها النّاسكة الثّانية إليها، وفجأة سطع نور باهر أضاء كلّ أنحاء القلاية اللواتي كنّ فيها، وامتلأت قلوبهنّ هلعاً، وجمدت أطرافهنّ وأجسادهنّ إذ اعترتهنّ قشعريرة شديدة. وبينما هنّ مندهشات، متحيّرات، سمعن ضجّة كبيرة في الخارج، وكأنّ جمهرة من النّاس تحاول الدّخول إليهنّ، وأخذت أبواب المنزل ترتجّ، وكأنّ أحداً يريد ولوجه عنوة. ومن شدّة الاضطّراب والذّعر، اضطررن لإغماض أعينهنّ، بحيث لم يعدن يرين شيئاً، ولكنهنّ أحسسن برائحة زكيّة عطرة تملأ المكان. ومع أنّ الخوف غمر أفئدتهنّ، إلاّ أنّ تلك الرّائحة بدّدت ذلك الخوف وأحلّت محلّه فرحاً لا يوصف، ثم أخذت روميلا ترطّب خواطر رفيقتيها قائلة: " لا تجزعا، لن أموت الآن ". وبينما كانت تكرّر هذه الجملة مراراً، أخذ الضّوء يتلاشى ويختفي رويداً رويداً، بينما بقيت الرّائحة تملأ القلاية. لقد بقيت تلك الرّائحة ثلاثة أيّام. وفي اليوم الرّابع نادت روميلا أيضاً أمّها وأختها إليها، وطلبت أن تتناول القربان المقدّس كزاد أخير لها. وبعد أن تناولته، وفي السّاحة الكائنة أمام باب القلاية، رأت ريذيمبا والرّاهبة الأخرى جوقتين منتصبتين متأهّبتين للتّرتيل، إحداهما للرّاهبات والأخرى للرّهبان. أخذت تلك الجوقتان ترتّلان بأصوات ملائكيّة، وبينما هم يرتّلون ويمجّدون الله، تحرّرت نفس روميلا من رباطات الجسد، وأخذت تصعد إلى السّماء والجوقتان ما زالتا ترتّلان ترافقانها أثناء صعودها. وكان كلّما ارتفعت النّفس، ارتفعت معها الجوقتان وخَفَتَ معهما صوت التّرتيل. ثم وبعد قليل اختفى الجميع وتلاشت الأصوات. وعند ذاك اختفت الرّائحة الزكيّة أيضاً. وأما روميلا فحلّت في المكان الرّحب حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهّد, يعيَّد لهن حسب التّقويم الرّوماني في 23 تموز.:t9:
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,201
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
بركتهم مع شعب المسيح شكراا جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,788
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
بركتهم مع شعب المسيح شكراا جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
مشكور النهيسى
على المرور
سلام المسيح
 
أعلى