القديس مكسيموس المعترف
قالت الاوساط العلمية مؤخراً انه من الجولان. حاد الذكاء، عميق الاكلاع على التراث المسيحي والفلسفة اليونانية. ولد حول ال580 وشاهد ظهور الاسلام وفتوحاته. ثم نراه في القسطنطينية (استانبول) بعد وصول هرقل الى الحكم قريباً من اهل البلاط، مترهباً في خريسوبلي (اسكودار). يكتب "الالتباسات" رداً على الرهبان المتأثرين بتعاليم اوريجانيس.
السنة ال626 عند الغزوة المشتركة التي قام بها الفرس والاباريون من الغرب على العاصمة تشتت الرهبان ومنهم قديسنا. اذ ذاك نظم البطريرك سرجيوس خدمة المدائح او بعضاً منها. يصل الى قرطاجة حيث يلتقي صفرونيوس الدمشقي المهجر هو ايضاً والذي صار عشية الفتح الاسلامي بطريركاً على اورشليم . هاله وهو في قرطاجة تمرد اليهود على السلطة البيزنطية في الشرق الاوسط لما احسوا ان العرب يهددون الامبراطورية وذبح اليهود المسيحيين في مناطقنا.
امام هذه الاخطار وخشيت استحفال التوتر بين الكنائس اراد هرقل ان يوحد بين اصحاب الطبيعة الواحدة (السريان والاقباط) واصحاب الطبيعتين (الارثوذكسيين) فطلع له خبراؤه بفكرة "الفعل الواحد" للمسيح بحيث تكون انسانية السيد منسوباً الى الوهيته فقط. كيرس الاسكندري يمشي في هذا الخط. يذهب اليه صفرونيوس ويجادله. ثم يتابع طريقه الى القسطنطينية ليناقش بطريركها سرجيوس في الامر.
ترتجف الامبراطورية من مكسيموس لاعتقادها ان موقفه الصلب يصدع وحدة المسيحيين المنشودة. صفرونيوس يصدر رسالة مجمعية ضد نظرية "الفعل الواحد". ولكن بعد موته يصدر الامبراطور "طرحاً للايمان" ومحتواه ان "في المسيح مشيئة واحدة". لا يبقى من جمال للتفاهم لان الارثوذكسيين الذين قالوا بالطبيعتين الالهية والانسانية ادركوا ان لازمتها المشيئتان الالهية والانسانية. وهذا عند مكسيموس من الايمان. هنا وجد قديسنا وحده في النضال ضد العالم. لم يرافقه على درب الاعتراف بهذا الا مرتينوس بابا رومية. كل بطاركة الشرق وقعوا في بدعة المشيئة الواحدة. يلتقي صاحبنا وهو راهب عادي في قرطاجة بيرس القسطنطيني الهارب من كرسيه الى افريقيا. يجادله ويقنعه.
يكتب مكسيموس رسائل لاهوتية الى من استشاره. في اطار عقيدة المشيئتين يتحدث عن سر التنازل الالهي،عن تألهنا بالمحبة،عن تنازلنا في التواضع حتى مسامحة الاعداء والاستشهاد.
يترك المعترف قرطاجة ويذهب الى رومية التي بقيت على الارثوذكسية. في القسطنطينية البطريرك بولس يستصدر من الامبراطور قسطندي رقيماً امبراطورياً يمنع فيه كل المسيحيين "ان يتناظروا بطريقة اة باخرى في شأن المشيئة او الفعل او في شأن الفعلين والمشيئتين". يبقى مكسيموس في رومية في احد ديورتها اليونانية.
يساق البابا مرتينوس الى القسطنطينية ليحاكَم. حكموا عليه بالنفي السنة ال654 الى خرسون (سباستوبول). يموت في السنة التالية بعد ان نقلوه الى شبه جزيرة القرم. عند ذاك تبدأ الدعوى على مكسيموس وتتحول الى دعوى سياسية: "من اعمالك اتضح للعيان انك تكره الملك وسياسته:وحدك سلمت مصر والاسكندرية والمدن الخمس وافريقيا كلها للعرب".
حمله الامبراطور مسؤوليات كل تمرد حاصل في المملكة ولكن تملقه ووعده بشرف ومجد وان يجلس في الكنيسة على كراسي الاباطرة. كل هذا قوبل بالرفض.في تلك الاثناء بعد استشهاد مرتينوس وقعت البابوية ببدعة المشيئة الواحدة وبالتالي صارت متحدة مع القسطنطينية. وفيما كان قديسنل في السجن دخل عليه البطريرك المسكوني قائلاً: "من اية كنيسة انت: أمن القسطنطينية ام من رومية او من انطاكية ام من الاسكندرية ام من اورشليم؟ فان هذه وكل ابرشياتها اتحدت. ان كنت من الكتيسة الجامعة اتحد انت ايضاً لئلا تعاني ما لم تتوقعه في ابتداعك طريقاً غريباً عن الحياة. ولكن مكسيموس اجابه: "ان اله الكون لما طوب بطرس لكونه اعترف به كما يليق كشف ان الكنيسة الجامعة هي الاعتراف بخ اعترافاً مستقيماً وخلاصياً ".
عند اصراره على رفض البدعة حكموا عليه بالجلد وقطع لسانه ويده اليمنى.وكان قد بلغ الثانية والثمانينز ونفوه الى القفقاس في جيورجيا الحالية. رقد في الرب في ال13 من آب ال622 .