القديس فوتيوس بطريرك القسطنطينية
ولد القديس فوتيوس سنة 820 من عائلة بيزنطية نبيلة كانت قد تعرضت للاضطهاد بسبب تكريمها للايقونات, وبذلك كانت عائلته المدرسة الاولى التي تعلم منها الدفاع عن الايمان الارثوذكسي. كان الرجل الاكثر علما في زمانه بتفوقه بالعلم ونجاحه في العمل الدبلوماسي وكان استاذاً للفلسفة الارسطوطاليسية واللاهوت في الجامعة التي أُسست في القصر الامبراطوري.
لما استقال البطريرك اغناطيوس مرغما بسبب خلافه مع الوصي على الامبراطور ميخائيل الثالث الذي كان قاصرا انتخب المجمع المقدس فوتيوس بطريركا على القسطنطينية. وكان آنذاك لا يزال علمانيا تلقى في ستة ايام الدرجات الكهنوتسة. ادّى الانتخاب الى انقسام الكنيسة الى حزبين مؤيدي البطريرك فوتيوس ومؤيدي البطريرك اغناطيوس انتهى بنفي اغناطيوس سنة 859.
في سنة 861 عُقد مجمع في القسطنطينية بحث في موضوع إكرام الايقونات. وقد تطرق إلى البحث في قضية فوتيوس واغناطيوس, فتمّ تأكيد شرعية انتخاب فوتيوس بطريركاً شرعياً على كنيسة القسطنطينية. الا ان بابا رومية نيقولاوس الاول (858 – 868) عقد مجمعا في رومية ورفض, لاسباب سياسية, الاعتراف برسامة فوتيوس.
عمل القديس فوتيوس على تثبيت المسيحي والتبشير فهو الذي اوفد القديسين كيرلس ومثوديوس لتبشير الشعوب السلافية, الا أن بابا رومية ارسل بعثة من الجرمان الى بلغاريا, أخذوا يعلمون تعاليم غريبة عن تعليم الكنيسة الارثوذكسية, فقالوا بانبثاق الروح القدس من الآب والابن.
أمام هذا الخطر ارسل فوتيوس برسائل الى الاساقفة, يدحض فيها الجرمان. وعقد مجمعاً سنة 867 اوضح فيه تعليم الكنيسة حول الانبثاق. ومما جاء في تعليمه:"..... لا يجوز ان تَدخُل في الثالوث علتان فيقال ان الآب علة الابن والروح, ثم ان الابن علة الروح, لان ذلك يخالف تعليم الإنجيل, فالرب يسوع المسيح يقول في الانجيل: الروح الذي من الآب ينبثق" (يوحنا 15: 26).
في النهاية سنة 867 حصل انقلاب في الامبراطورية واستلم الحكم الامبراطور باسيليوس الاول (867 – 886) فتقرّب من بابا رومية ونفى فوتيوس وأعاد اغناطيوس الى السدة البطريركية. انعقد مجمع في القسطنطينية (869 – 870) – وهو الذي تعتبره الكنيسة اللاتينية المجمع المسكوني الثامن – حكم على فوتيوس وجرّد مئتي اسقف موالين له.
لكن الامبراطور باسيليوس لم يقتنع ان هذا المجمع حقق الوحدة المنشودة فأعاد القديس فوتيوس من المنفى وأوكل اليه تنشئة اولاده. تصالح فوتيوس مع البطريرك اغناطيوس وخلفه بعد وفاته. فعقد مجمعا آخر (879 – 880) حضره 383 اسقفا من الكنائس كافة بما فيهم رومية. دان هذا المجمع اضافة كلمة "والابن" على دستور الإيمان.
عُزل فوتيوس لآخر مرة على عهد الامبراطور ليون السادس (886-912). ورقد فوتيوس بالرب في 6 شباط سنة 891 بعد أن جاهد الجهاد الحسن ودافع عن الايمان.
بركة صلواته معانا جميعا..