- إنضم
- 8 سبتمبر 2006
- المشاركات
- 35
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد فمن المعلوم أن أحد أهم العقائد التي ترتكز عليها الديانة النصرانية، العقيدة بإلـهية السيد المسيح (على نبينا و عليه الصلاة و السلام)، و هذه العقيدة تشكل في الواقع أحد الاختلافات الأساسية بين النصرانية و الإسلام. فكما نعلم، يعلمنا الإسلام أن المسيح لم يكن إلا عبداً مخلوقاً لله عز و جل و رسولا نبيا كسائر الأنبياء من قبله، في حين تقرر العقيدة النصرانية أن المسيح هو الله تعالى نفسه، و بتعبير أكثر تفصيلا: هو شخص الابن من الذات الإلـهية: " الواحدة المؤلفة من ثلاثة أشخاص "! الذي تجسد و صار بشراً و جاء إلى هذا العالم بصورة إنسان مثلنا لكي يعيش بيننا ثم يتألم و يصلب حتى تكون آلامه و دمه المسكوب على الصليب و موته وسيلة لتكفير خطيئة البشر الأصلية التي ورثوها جميعا بالولادة عن أبيهم آدم، و يؤكد النصارى أن لا نجاة لأحد من الخلق إلا إذا آمن بإلـهية المسيح و بكونه الله المتجسد و اعتقد بأنه صلب و مات تكفيرا عن خطايانا.
و قد كنت أظن ـ مثل ما يظن أغلب المسلمين ـ أن الذي دعا و يدعو إخواننا النصارى إلى الإيمان بهذه العقيدة التي يصعب على العقل أن يستسيغها، لا بد أن يكون نصوصا صريحة من الأقوال و الأحوال التي تنسبها الأناجيل الرسمية للسيد المسيح عليه السلام، نصوص يبين المسيح لهم فيها أنه إلـههم و ربهم و معبودهم الذي جاء بنفسه إلى هذا العالم لتخليصهم، و أن الله تعالى ثلاث آلهة و أن لا نجاة إلا بالتسليم بألوهية المسيح و بعبادته. إلى أن وقع بيدي لأول مرة الإنجيل , عندما أهداه لي أحد الشباب الذي يقوم بالتبشيرMy Rock:smil12:، فبدأت أقرأ منه و أتأمل بشكل خاص أقوال سيدنا المسيح عليه السلام، فإذا بي أفاجأ بنصوص يؤكد فيها المسيح بكل صراحة بشريته و إنسانيته، كالتي يقول فيها عن نفسه مرارا أنه ابن الإنسان أو أنه إنسان و رجل مرسل من الله، و نصوص تفيد عبادة المسيح لله عز و جل و صلاته له و دعائه إياه، و نص يرفض فيه المسيح أن يسميه تلميذه بالمعلم الصالح و يقول له: " لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحدٌ و هو الله "، و نصوص تذكر أن المسيح جاع و عطش و تعب و نام أو أن الشيطان يمتحنه … و غير ذلك مما يتنافى تماما مع القول بألوهية المسيح و أنه الله المتجسد، علاوة على أنه لفت نظري أيضا أن المسيح إن سمى نفسه ابن الله فإنه اعتبر أيضا ـ في مواضع عديدة من الإنجيل ـ كل بارٍّ متَّقٍ لله، ابناً لله. و هو كذلك إن سمَّى الله تعالى أباه فإنه اعتبره أبانا جميعا أيضا في كثير من مواضع كلامه.....، و كانت قمة الاندهاش عندما طالعت قول المسيح ـ في أواخر إنجيل يوحنا ـ: " اذهبي إلى أخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلـهي و إلـهكم! "مصرحا بأن الله تعالى إلـهه.
فدفعني هذا إلى أن أبدأ من جديد قراءة متمعنة للأناجيل، و قد أعياني البحث عبثا أن أجد عبارة واحدة صريحة لسيدنا المسيح عليه السلام نفسه يدعو فيها أتباعه للإيمان بألوهيته و بلزوم عبادته، أو يصرِّح فيها لهم بأنه رب العالمين و إلـه الخلائق أجمعين المتجسد الذي انقلب بشرا، أو يصرح لهم فيها بعقيدة التثليث التي هي الركيزة الأساسية للنصرانية، فلم أجد شيئا من ذلك، بل كل ما وجدته كان نصوصا تعاكس ذلك تماما، أي تؤكد عبودية المسيح لله عز و جل و أنه لا يعدو كونه نبيا خادما لله و رسولا لله تعالى متِّبعا أمره، منفِّذا مشيئته و مبلِّغا رسالاته.
لما وصلت للإنجيل الرابع قرأتُ في افتتاحيته ـ التي هي بالطبع ليوحنا و ليست من كلام المسيح عليه السلام ـ عبارة توحي بتأليه المسيح، و ذلك حين قال: " و كان الكلمة الله " و يقصد بالكلمة المسيح، لأنه قال فيما بعد: " و الكلمة صار جسدا " فالنتيجة أن الله تعالى صار جسدا، تعالى الله عن ذلك.
و كذلك لدى مطالعتي لرسائل بولس الملحقة بالأناجيل وقفت على ثلاث أو أربع عبارات يبدو فيها لأول وهلة أنه يرفع المسيح لمصاف الإلـه، أو يصفه بأوصاف ملكوتية إلـهية....
فقلت في نفسي لا بد أن هذه العبارات هي البذرة و الأساس لفكرة تأليه المسيح في النصرانية، لكني تساءلت في نفسي مستغربا: كيف لا يتفكر إخواننا النصارى الذي يطالعون الأناجيل، فيسألون أنفسهم: هل من المعقول أن يسكت نبيهم و معلمهم الأول المسيح عليه السلام عن بيان ما هو أساس الدين و ركنه الركين و شرط النجاة فيه، الذي هو ـ حسب اعتقادهم ـ الإيمان بألوهية المسيح و بأنه الله المتجسد و بالتثليث، و تركَ بيان هذه الحقائق الخطيرة لمن بعده؟! و متى كان من الجائز بالعقل و المنطق أن يكتم النبي أو الرسول أساس الدين و الهدف الذي لأجله بعث و يترك بيان ذلك لمن جاؤوا بعده؟! أفلا يدل عدم دعوة المسيح عليه السلام نفسه لتلك العقائد أنها ليست من رسالته بل هي تفسيرات بعدية دخيلة؟
و ليس:kap: قصدي من الموضوع التهجُّم على إخواننا النصارى، الذين تربطنا بهم رابطة الوطن الواحد :new8:و البلد الواحد و المصير الواحد، بل تربطني ببعض منهم زمالة دراسةٍ و جيرة حيّ و ذكريات عزيزة، أو إثارة الفتنة بالطعن في دينهم، حاشا و كلا، كيف و دينهم في عقيدتنا دين سماوي من عند الله تعالى ربنا و ربهم:kap:، فيه أسمى و أرفع التعاليم، و إنما الموضوع حوار هادئ أدعوهم فيه للعودة لأناجيلهم نفسها ليروا فيها عبودية المسيح لله تعالى، فيتركوا الغلو بالمسيح، الذي قام به بعض أسلافهم في ماضي الزمن، و يعودوا لوحدانية الله النقية الخالصة و إفراد ذاته بالإلـهية دون مشاركة أي ذات أو شخص آخر له فيها، ذلك التوحيد الذي كان عين و لب دعوة سيدنا المسيح عليه السلام و ذلك عملا بقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون}، هذا من جهة، و من الجهة الأخرى، الكتاب موجه أيضا للقارئ المسلم، خاصة أولئك الذين هم عرضة لدعايات و تأثير المبشرين، ليزدادوا يقينا بصحة ما أخبر به القرآن الكريم عن المسيح و رسالته بأنه عبدٌ رسولٌ أمرَ الناس بعبادة الله ربه و ربهم، لا أكثر. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب، و الحمد لله رب العالمين.
أنا حاضر للرد
و بعد فمن المعلوم أن أحد أهم العقائد التي ترتكز عليها الديانة النصرانية، العقيدة بإلـهية السيد المسيح (على نبينا و عليه الصلاة و السلام)، و هذه العقيدة تشكل في الواقع أحد الاختلافات الأساسية بين النصرانية و الإسلام. فكما نعلم، يعلمنا الإسلام أن المسيح لم يكن إلا عبداً مخلوقاً لله عز و جل و رسولا نبيا كسائر الأنبياء من قبله، في حين تقرر العقيدة النصرانية أن المسيح هو الله تعالى نفسه، و بتعبير أكثر تفصيلا: هو شخص الابن من الذات الإلـهية: " الواحدة المؤلفة من ثلاثة أشخاص "! الذي تجسد و صار بشراً و جاء إلى هذا العالم بصورة إنسان مثلنا لكي يعيش بيننا ثم يتألم و يصلب حتى تكون آلامه و دمه المسكوب على الصليب و موته وسيلة لتكفير خطيئة البشر الأصلية التي ورثوها جميعا بالولادة عن أبيهم آدم، و يؤكد النصارى أن لا نجاة لأحد من الخلق إلا إذا آمن بإلـهية المسيح و بكونه الله المتجسد و اعتقد بأنه صلب و مات تكفيرا عن خطايانا.
و قد كنت أظن ـ مثل ما يظن أغلب المسلمين ـ أن الذي دعا و يدعو إخواننا النصارى إلى الإيمان بهذه العقيدة التي يصعب على العقل أن يستسيغها، لا بد أن يكون نصوصا صريحة من الأقوال و الأحوال التي تنسبها الأناجيل الرسمية للسيد المسيح عليه السلام، نصوص يبين المسيح لهم فيها أنه إلـههم و ربهم و معبودهم الذي جاء بنفسه إلى هذا العالم لتخليصهم، و أن الله تعالى ثلاث آلهة و أن لا نجاة إلا بالتسليم بألوهية المسيح و بعبادته. إلى أن وقع بيدي لأول مرة الإنجيل , عندما أهداه لي أحد الشباب الذي يقوم بالتبشيرMy Rock:smil12:، فبدأت أقرأ منه و أتأمل بشكل خاص أقوال سيدنا المسيح عليه السلام، فإذا بي أفاجأ بنصوص يؤكد فيها المسيح بكل صراحة بشريته و إنسانيته، كالتي يقول فيها عن نفسه مرارا أنه ابن الإنسان أو أنه إنسان و رجل مرسل من الله، و نصوص تفيد عبادة المسيح لله عز و جل و صلاته له و دعائه إياه، و نص يرفض فيه المسيح أن يسميه تلميذه بالمعلم الصالح و يقول له: " لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحدٌ و هو الله "، و نصوص تذكر أن المسيح جاع و عطش و تعب و نام أو أن الشيطان يمتحنه … و غير ذلك مما يتنافى تماما مع القول بألوهية المسيح و أنه الله المتجسد، علاوة على أنه لفت نظري أيضا أن المسيح إن سمى نفسه ابن الله فإنه اعتبر أيضا ـ في مواضع عديدة من الإنجيل ـ كل بارٍّ متَّقٍ لله، ابناً لله. و هو كذلك إن سمَّى الله تعالى أباه فإنه اعتبره أبانا جميعا أيضا في كثير من مواضع كلامه.....، و كانت قمة الاندهاش عندما طالعت قول المسيح ـ في أواخر إنجيل يوحنا ـ: " اذهبي إلى أخوتي و قولي لهم: إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلـهي و إلـهكم! "مصرحا بأن الله تعالى إلـهه.
فدفعني هذا إلى أن أبدأ من جديد قراءة متمعنة للأناجيل، و قد أعياني البحث عبثا أن أجد عبارة واحدة صريحة لسيدنا المسيح عليه السلام نفسه يدعو فيها أتباعه للإيمان بألوهيته و بلزوم عبادته، أو يصرِّح فيها لهم بأنه رب العالمين و إلـه الخلائق أجمعين المتجسد الذي انقلب بشرا، أو يصرح لهم فيها بعقيدة التثليث التي هي الركيزة الأساسية للنصرانية، فلم أجد شيئا من ذلك، بل كل ما وجدته كان نصوصا تعاكس ذلك تماما، أي تؤكد عبودية المسيح لله عز و جل و أنه لا يعدو كونه نبيا خادما لله و رسولا لله تعالى متِّبعا أمره، منفِّذا مشيئته و مبلِّغا رسالاته.
لما وصلت للإنجيل الرابع قرأتُ في افتتاحيته ـ التي هي بالطبع ليوحنا و ليست من كلام المسيح عليه السلام ـ عبارة توحي بتأليه المسيح، و ذلك حين قال: " و كان الكلمة الله " و يقصد بالكلمة المسيح، لأنه قال فيما بعد: " و الكلمة صار جسدا " فالنتيجة أن الله تعالى صار جسدا، تعالى الله عن ذلك.
و كذلك لدى مطالعتي لرسائل بولس الملحقة بالأناجيل وقفت على ثلاث أو أربع عبارات يبدو فيها لأول وهلة أنه يرفع المسيح لمصاف الإلـه، أو يصفه بأوصاف ملكوتية إلـهية....
فقلت في نفسي لا بد أن هذه العبارات هي البذرة و الأساس لفكرة تأليه المسيح في النصرانية، لكني تساءلت في نفسي مستغربا: كيف لا يتفكر إخواننا النصارى الذي يطالعون الأناجيل، فيسألون أنفسهم: هل من المعقول أن يسكت نبيهم و معلمهم الأول المسيح عليه السلام عن بيان ما هو أساس الدين و ركنه الركين و شرط النجاة فيه، الذي هو ـ حسب اعتقادهم ـ الإيمان بألوهية المسيح و بأنه الله المتجسد و بالتثليث، و تركَ بيان هذه الحقائق الخطيرة لمن بعده؟! و متى كان من الجائز بالعقل و المنطق أن يكتم النبي أو الرسول أساس الدين و الهدف الذي لأجله بعث و يترك بيان ذلك لمن جاؤوا بعده؟! أفلا يدل عدم دعوة المسيح عليه السلام نفسه لتلك العقائد أنها ليست من رسالته بل هي تفسيرات بعدية دخيلة؟
و ليس:kap: قصدي من الموضوع التهجُّم على إخواننا النصارى، الذين تربطنا بهم رابطة الوطن الواحد :new8:و البلد الواحد و المصير الواحد، بل تربطني ببعض منهم زمالة دراسةٍ و جيرة حيّ و ذكريات عزيزة، أو إثارة الفتنة بالطعن في دينهم، حاشا و كلا، كيف و دينهم في عقيدتنا دين سماوي من عند الله تعالى ربنا و ربهم:kap:، فيه أسمى و أرفع التعاليم، و إنما الموضوع حوار هادئ أدعوهم فيه للعودة لأناجيلهم نفسها ليروا فيها عبودية المسيح لله تعالى، فيتركوا الغلو بالمسيح، الذي قام به بعض أسلافهم في ماضي الزمن، و يعودوا لوحدانية الله النقية الخالصة و إفراد ذاته بالإلـهية دون مشاركة أي ذات أو شخص آخر له فيها، ذلك التوحيد الذي كان عين و لب دعوة سيدنا المسيح عليه السلام و ذلك عملا بقوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون}، هذا من جهة، و من الجهة الأخرى، الكتاب موجه أيضا للقارئ المسلم، خاصة أولئك الذين هم عرضة لدعايات و تأثير المبشرين، ليزدادوا يقينا بصحة ما أخبر به القرآن الكريم عن المسيح و رسالته بأنه عبدٌ رسولٌ أمرَ الناس بعبادة الله ربه و ربهم، لا أكثر. إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب، و الحمد لله رب العالمين.
أنا حاضر للرد