الاخ العزيز ابو مالك نعمة لك محبة و سلام
بداية احب ان اوضح لك ان الايمان المسيحى يرتكز على توحيد الذات الالهية و اكررها...نؤمن بأله واحد ذاتيا اى جوهر واحد لذات واحدة.
هذا الاله الواحد ذاتيا له صفات عدة منها الوجود و الحياة و الكلمة و امتازت هذه الثلاث صفات بخاصية الاقنومية و كما قلنا من خلال تعريف الاقنومية بأختصار ان الاقنومية هى شخصيات عدة لذات واحدة بمعنى ان الاب هو شخصية فى الوجود الالهى و الابن هو شخصية فى الوجود الالهى و الروح القدس هو شخصية فى الوجود الالهى و هذه الشخصيات لذات واحدة.
كون امتياز الثلاث صفات بخاصية الاقنومية لا يعنى ابدا التعدد فى الذات الالهية لأننا نتكلم عن خاصية الاقنومية لا الذات و قد يكون هذا غريبا بعض الشىء على العقل البشرى و ليس موجودا بالفعل فى عالم البشر و كما تقول فى علم الفلسفة و علم الكلام ايضا و ارجو ان تتذكر اننا نتكلم عن الاله!
اما عن ما تفضلت و قلته من التركيب فى الذات الالهية (حاشا لله) فيقول القديس اثناسيوس
Neither can we imagine three Subsistences separated from each other, as results from their bodily nature in the case of men, lest we hold a plurality of gods like the heathen. But just as a river, produced from a well, is not separate, and yet there are in fact two visible objects and two names, For neither is the Father the Son, nor the Son the Father. For the Father is Father of the Son, and the Son, Son of the Father, For like as the well is not a river, nor the river a well, but both are one and the same water which is conveyed in a channel from the well to the river, so the Father's deity passes into the Son without flow and without division. For the Lord says, 'I came out from the Father and am come' (John 16: 28). But He is ever with the Father, for He is in the bosom of the Father, nor was ever the bosom of the Father void of the deity of the Son
{يجب علينا ألا نتصور وجود ثلاثة جواهر منفصلة عن بعضها البعض فى الله -كما ينتج عن الطبيعة البشرية بالنسبة للبشر- لئلا نصير كالوثنيين الذين يملكون عديداً من الآلهة. ولكن كما أن النهر الخارج من الينبوع لا ينفصل عنه، وبالرغم من ذلك فإن هناك بالفعل شيئين مرئيين واسمين. لأن الآب ليس هو الابن، كما أن الابن ليس هو الآب، فالآب هو أب الابن، والابن هو ابن الآب. وكما أن الينبوع ليس هو النهر، والنهر ليس هو الينبوع، ولكن لكليهما نفس الماء الواحد الذى يسرى فى مجرى من الينبوع إلى النهر، وهكذا فإن لاهوت الآب ينتقل فى الابن بلا تدفق أو انقسام. لأن السيد المسيح يقول "خرجت من الآب" وأتيتُ من عند الآب. ولكنه دائماً أبداً مع الآب، وهو فى حضن الآب. وحضن الآب لا يَخْلُ أبداً من الابن بحسب ألوهيته}.
1 P. Schaff & H. Wace, N. & P.N. Fathers, series 2, Vol. IV, Eerdmans Pub. Company, Sep. 1978, St. Athanasius, Expositio Fidei (Statement of Faith) P. 84,85
فليس معنى امتياز الكلمة بخاصية الاقنومية الخروج عن الذات الواحدة......لا
و قد أكد القديس باسيليوس الكبير هذا الامر فقال
]Worshipping as we do God of God, we both confess the distinction of the Persons, and at the same time abide by the Monarchy. We do not fritter away the theology in a divided plurality, because one Form, so to say, united in the invariableness of the Godhead, is beheld in God the Father, and in God the Only begotten. For the Son is in the Father and the Father in the Son; since such as is the latter, such is the former, and such as is the former, such is the latter; and herein is the Unity. So that according to the distinction of Persons, both are one and one, and according to the community of Nature, one. How, then, if one and one, are there not two Gods? Because we speak of a king, and of the king’s image, and not of two kings. The majesty is not cloven in two, nor the glory divided. The sovereignty and authority over us is one, and so the doxology ascribed by us is not plural but one; because the honor paid to the image passes on to the prototype
{فى عبادتنا لإله من إله، نحن نعترف بتمايز الأقانيم (الأشخاص)، وفى نفس الوقت نبقى على المونارشية (التوحيد). نحن لا نقطِّع اللاهوت إلى تعدد منقسم، لأن شكلاً واحداً، متحداً فى اللاهوت غير المتغير، يُرى فى الله الآب وفى الله الابن الوحيد. لأن الابن هو فى الآب، والآب فى الابن، لأنه كما الأخير هكذا هو الأول، وكما هو الأول هكذا هو الأخير، وبهذا تكون الوحدة. حتى أنه وفقاً لتمايز الأقانيم (الأشخاص)، فإن كليهما هما واحد وواحد، ووفقاً لوحدة الطبيعة فإنهما واحد. كيف إذن، إن كانا واحد وواحد لا يكون هناك إلهين؟ ذلك لأننا حينما نتكلم عن الملك وصورة الملك لا نتكلم عن ملكين. فالجلالة لم تشق إلى اثنين، ولا المجد انقسم. السيادة والسلطة فوقنا (علينا) هى واحدة، هكذا فإن التمجيد الذى ننسبه إليهما ليس متعدداً بل واحداً، لأن الكرامة المقدمة إلى الصورة تصل إلى النموذج الأصلى (الأصل)}.
P. Schaff & H. Wace, N. & P.N. Fathers, series 2, Vol. VII, Eerdmans Pub. Company, Nov. 1978- The Book of Saint Basil on the Spirit, Chapter 18, p. 28
فالتمايز فى الاقانيم و تعددهم فى الذات الالهية الواحدة هو امر ليس معروفا فى عالم البشر و لكن هذه هى ذات ألهى و هذا ما اعلنه لى و هذا ما حاولت ايصاله لك من خلال بعض الدراسات فى اقوال الاباء الاوليين عن الثالوث القدوس
تحياتى و محبتى