حياته كلها دوامة لعينة .... تدور وتدور وتعود به الي نقطة الصفر .... سنين كثيرة مرت وهو يحاول أن يكون أنسانا يحس بآدميته ... يحب كالأخرين ويكره مثلهم ولكن آدميته أنتزعت منه أنتزعها الفقر واليتم والذل حتي أبنة الجيران الدميمة التي كان يغازلها بصقت في وجهه نعم بصقت في وجهه ... نظر الي وجهه المرهق طويلا في المرآة .... أنه وسيم ... فلما بصقت تلك الدميمة علي وجهه ... لابد من أنها الدوامة قد أرتسمت علي وجهه وتقود كل من ينظر اليه الي الجنون والي البصق علي وجهه رغم وسامته .... أحساس بالوحدة والعدم يقتله في عالم لاأحد فيه يبالي بأحد .... لم يحصل علي عمل حتي في شركة النظافة رغم شهادته الجامعية .... دوامة اخري فالشركة وظفت العديد من العمال الاجانب ولكنها رفضت طلبه ..... فعندما تقدم بطلبه نظر اليه الموظف طويلا رأي تلك الدوامة اللعينة علي وجهه وهي تدور وتدور
أعاد اليه ملفه وقد خطت فوقه عبارة مرفوض .... ومن حسن حظه أن الموظف أكتفي برفض طلبه وعدم البصق في وجهه كما فعلت تلك الدميمة أو ربما يكون قد بصق علي الأرض بعد خروجه من المكتب ...... قد تبقي هذه الدوامة تدور به ماتبقي له من عمر ..... وستدور به وتدور وتدور وتدور ولا أحد يعلم متي ستتوقف ولكنه بثقته في نفسه والأيمان بالله وبأنه أنسان له حق العيش الكريم كغيره ....ستتوقف الدوامة يوما ما وسيخرج منها
الي حيث تشرق شمس يوم جديد حاملة معها الأمل والسعادة ....فقط سينتظر ....ولن يطول الأنتظار فخلف كل ليل طويل مظلم مهما طال ..... نهار
