الرد علي شبهة ان كنت قد احسنت التاليف مكابيين الثاني 15

إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,632
مستوى التفاعل
295
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية

escribano.jpg

فان كنت قد احسنت التاليف و اصبت الغرض فذلك ما كنت اتمنى و ان كان قد لحقني الوهن و التقصير فاني قد بذلت وسعي
(2مكابين 15 : 39)

كلمة تاليف في اللغة مصدر للفعل الف وياتي من التصاق الكلامات ويشير الي الجمع .​

قال ابن حِجْر: ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم، ولما رأوا أن هذا يحط بمقام القرآن استشهدوا بأحاديث
(الإتقان في علوم القران للسيوطي باب الجمع).
كلمة ( التأليف ) في اللغة ليس معناها فقط قاصرا على ما توهمته

قال الزركشي في البرهان: والخلاف بين الفريقين لفظي؛ لأن القائل بالثاني يقول: إنه رمز إليهم بذلك ليعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته، ولهذا قال مالك: “إنما ألفوا القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم” مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم.​

عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، قال: كنَّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نُؤَلِّفُ القرآنَ من الرِّقاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «طُوبَى للشَّام»، فقلنا: لأيٍّ ذلك يا رسولَ الله؟ قال: «لأنَّ ملائكةَ الرحمن باسطةٌ أجنحتَها عليها».​

[صحيح] – [رواه الترمذي وأحمد]​

الشرح

يحكي زيد بن ثابت رضي الله عنه أنهم كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمعون القرآن من الرقاع التي كانوا يكتبونه فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «طُوبَى للشَّام» أي: راحة وطيب عيش حاصل لبلاد الشام ولأهلها، فقالوا: لأي سبب قلتَ ذلك يا رسولَ الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأنَّ ملائكةَ الرحمن باسطةٌ أجنحتَها عليها» أي: لأن الملائكة باسطة أجنحتها على أرض الشام وأهلها فتحفُّها وتحوطها، فتنزل البركة عليها، وتدفع المهالك والمؤذيات عنها، وتحفظها من الكفر والفتن. وهل هذا مستمر إلى زماننا هذا أو أن المراد بالحديث أمر حصل في الزمان الأول بعد النبوة؟ الحديث مطلق، ولا يلزم منه الدوام، والله أعلم.​

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) :(أخبرنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عوف، عن ابن سيرين، قال: قلت لعكرمة: ألفوه كما أنزل، الأول فالأول ؟ .فقال عكرمة: لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا. قال محمد: وأراه صادقا). [فضائل القرآن: ](م)​

قال محمد: فقلت له: ألفوه كما أنزل، الأول فالأول ؟. قال: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا. قال محمد: أراه صادقا). [فضائل القرآن: ] (م)​

زاد في “الدلائل” ((نؤلف القرآن في الرقاع)).
قال: وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الحاكم في “المستدرك”، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.
وقل: فيه البيان الواضحأن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة:
1- فقد جمع بعضه بحضرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
2- ثم جمع بحضرة أبي بكر الصديق،
3- والجمع الثالث وهو ترتيب السور كان بحضرة عثمان.). [البرهان في علوم القرآن:1/256] (م​

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع الثالث عشر: في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة رضي الله عنهم
قال ابن عباس: قلت لعثمان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)؟ قال عثمان كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يأتي عليه الزمان وتنزل عليه السور وكان إذا نزل عليه شيء دعا بعض من كان يكتبه، فقال: ضعوا هذه الآيات في السورةالتي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل من المدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فقبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم كتبت”.
فثبت أن القرآن كان على هذا التأليف والجمع في زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعض فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف، واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين). [البرهان في علوم القرآن: 1/233-235](م)​

وقال أبو جعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى ذلك عن علي بن أبى طالب، ثم ساق بإسناده إلى أبى داود الطيالسي، حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبى المليح الهذلي عن واثلة بن الأسقع، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل)).
قال أبو جعفر: وهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه مؤلف من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد؛ لأنه قد جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تأليف القرآن، وفيه أيضا دليل على أن سورة الأنفال سورة على حدة، وليست من براءة). [البرهان في علوم القرآن:1/253-258]​

قال أبو جعفرٍ: وهؤلاء الأربعة من الأنصار هم الّذين كانوا يقرءون وأبو زيدٍ سعد بن عبيدٍ من بني عمرو بن عوفٍ من الأنصار
وقال الشّعبيّ: “وأبو الدّرداء حفظ القرآن على عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ومجمّع بن جارية بقيت عليه سورتان أو ثلاثٌ، قال: ولم يحفظ القرآن أحدٌ من الخلفاء إلّا عثمان، وسالمٌ مولى أبي حذيفة بقي عليه منه شيءٌ»
فإن قيل: فقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأخذ القرآن عنه.
قيل: ليس في هذا دليلٌ على حفظه إيّاه كلّه، ولكن فيه دليلٌ على أمانته.
وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.​

قال البيهقي: يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المفرقة في سورها وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم​

بخصوص ما ورد في المكابيين​

التاليف في الكلمة اليونانية أي الكتابة وفي اللغة يعني الجمع أي جمع ما قيل أي ان كنت قد احسنت بجمع ما قيل وكتبته بشكل جيد ويكتب الكاتب بصيغة تواضع .

في الترجمة الإنجليزية تاتي ان كنت قد قمت بعمل جيد من حيث الكتابة

مثلا ترجمة

(WEBA) And if I have written well and to the point in my story, this is what I myself desired; but if meanly and indifferently, this is all I could attain to.​

أ- يختار الله بعض القديسين ويحرك قلوبهم للكتابة، وقد يأمرهم مباشرة كما قال لموسى “فقال أكتب هذا التذكار…” (خر 17: 14) وكما قال لأرميا “خذ لنفسك درج واكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به…” (أر 36: 2).​

ب- يترك روح اله للكاتب حرية اختيار الألفاظ والأسلوب والكلمات، فلذلك نرى داود النبي يكتب بلغة الراعي، وسليمان بلغة الحكيم، وبولس بلغة الفيلسوف وهكذا، وفي نفس الوقت لا يسمح له باستخدام ألفاظ خارجة، إنما يساعده على انتقاء واختيار الكلمات المناسبة، وفي كل هذا لا يلغى الروح القدس شخصية الكاتب ولا اجتهاده الشخصي، ولذلك يقول معلمنا لوقا الإنجيلي “رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق” (لو 1: 3) وبلا شك إن تتبع كل شيء بتدقيق يحتاج إلى جهد كبير، وقال سفر المكابيين الثاني “تلك الأمور التي شرحها ياسون القيرواني في خمسة كتب قد أقبلنا نحن على اختصارها في درج واحد.. فلم يكن تكلفنا لهذا الاختصار أمرا سهلا وإنما تم بالعرق والسهر” (2 مك 2: 24، 27) كما يقول أيضًا “فإن كنت قد أحسنت التأليف وأصبت الغرض فذلك ما كنت أتمنى وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعى” (2 مك 15: 39) فتعبيرات هذا الكاتب توضح تماما احتفاظ الكاتب بشخصيته وهويته ودراساته واقتباساته وتعبه وعناءه، وكل هذا لا يتعارض مع عمل روح الله معه في إرشاده للحق وعصمته من الخطأ.​

ج- يكون الكاتب أثناء الكتاب تحت هيمنة وسيطرة روح الله الذي يحفظه ويعصمه من الخطأ أثناء الكتابة.​

د- يكشف روح الله للكاتب ما خفي عنه مثلك اكشف لموسى عن أيام الخليقة، ويضع على فم النبي نبوءات قد لا يدرك أغوارها.​

 
أعلى