- إنضم
- 1 نوفمبر 2010
- المشاركات
- 64,107
- مستوى التفاعل
- 5,455
- النقاط
- 113
أدى ظهور التحورات الفيروسية المثيرة للقلق لفيروس كورونا في أواخر عام 2020 إلى دخول مصطلح (التحور) ضمن قاموس عامة الناس، ما يثير تساؤلات كثيرة حول أصل التحور وقابلية انتقاله ومقاومته للقاح
يحتوي الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA والحمض النووي الريبوزي RNA على تسلسلات جينومية تتكون من نيوكليوتيدات، وباختلاف هذه التسلسلات تنتج الطفرات والتحورات.
لتبسيط الأمر تخيل الفيروس ككتاب وتسلسلاته الجينومية هي تسلسلات صفحات الكتاب، أي تغيّير في ترتيب صفحاته أو كلماته يؤدي إلى تحور الكتاب.
لم تكن التحورات في البداية مؤثرةً في السلوك الفيروسي، ولكن مع تحور فيروس كورونا المستجد أصبح الأمر مختلفًا إذ أدت الطفرات إلى تغير السلوك الفيروسي مثل زيادة انتشار المرض وزيادة الشدة وانخفاض فاعلية اللقاح.
يُعد متحور دلتا مثيرًا للقلق ويُعرف أيضًا باسم B.1.617.2 وهو واحد من ثلاث سلالات فرعية، واكتُشف لأول مرة في الهند في ديسمبر 2020، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية.
تُعد قابلية انتقال متحور دلتا أكفأ بنسبة 40-60% من متحور ألفا.
وأشارت بيانات من المستشفيات الاسكتلندية إلى تضاعف فترة الاستشفاء للمصابين بمتحور دلتا مقارنةً مع المصابين بمتحور ألفا خصوصًا إذا كانوا يعانون أمراضًا مزمنة أخرى.
يُستخدم التحليل الوبائي من طريق مدى انتشار العدوى وشدة المرض لدراسة التحورات في خصائص الفيروس، إضافةً إلى دراسة طفرات معينة باستخدام علاقة النشاط ببنية الفيروس، إذ ينظر في كيفية تأثير التركيب الكيميائي للفيروس في نشاطه البيولوجي.
ركزت دراسة الطفرات باستخدام علاقة النشاط بالبنية على علاقة الطفرات الثلاث -ألفا وبيتا وغاما- بسلوك دلتا، إذ أشارت دراسة لم تُراجع بعد إلى أن ثلاث طفرات في فيروس سارس-كوف-2 قد تجعل المتحور أكثر قابليةً للانتقال من خلال تسهيل ارتباط البروتين الشوكي بالمستقبلات في الخلايا البشرية المعروفة بـ ACE2.
أعطت المملكة المتحدة بعض التفاؤل بعد التحليل المبكر لفاعلية اللقاح ضد متحور دلتا، إذ أشارت البيانات من اسكتلندا إلى أن التطعيم بلقاح أكسفورد–أسترازينيكا أو لقاح فايزر قد قلل من دخول المصابين للمستشفيات بنسبة 92% و96% على التوالي، وأدى انتشار متحور دلتا إلى جعل تلقيح الناس بجرعتين هدفًا رئيسيًا لسياسة الصحة العامة، والنتائج السابقة تدعم ذلك.