- إنضم
- 18 مايو 2007
- المشاركات
- 1,498
- مستوى التفاعل
- 321
- النقاط
- 83
عيد الظهور الالهي :-
انه عيد مجيد فى تاريخ البشرية بل هو الاعظم لانهخلال هذا اليوم وببساطة عجيبة اعلن الله عن قصده من خلقة الانسان !!!
هذا السؤال الذى حير الجميع على مر العصور لماذا خلق الانسان؟
وانحرف الانسان فى طرق متعددة وتشتت لا نه لم يعرف اجابة هذا السؤال الصعب ولكن اعلن المسيح ببساطه عجيبه عن القصد الالهى من خلقة الانسان وبصورة فائقة ولكن ادرك هذا السر من لهم عيون مفتوحه بالروح وليس بالعلم اول من ادرك هذا السر العظيم هو القديس يوحنا المعمدان ومجموعة البشر البسيطة التى كانت تقف فى طابور تنتظر ان تنزل فى نهر الاردن ليضع عليها يوحنا المعمدان يده لكى تتطهر من الخطية
ولم يكن هم عامة البشر ولكن هم الذين قبلوا واعترفوا انهم خطاه ومحتاجون للتطهير ولم تستحى نفوسهم ان يقفوا فى طابور الخطاهوينظر لهم الجميع بنظرة احتقار لانهم هم الخطأةوالمحتاجين للتطهير !
وفجأة وعلى غير العادة حدث امر جلل جعل القديس يوحنا المعمدان يركض مرة اخرى ولكن بفزع شديد وتعجب هذه المرة ففى المرة السابقة ارتكض يوحنا المعمدان وهو طفل لم يكتمل نموه فى بطن امه عندما جاءت اليها امنا القديسة العذراء مريم فتهلل فرحا وارتكض فى بطن امه ولكن كان هذا بدون ان يدرى ولكن بحركة طبيعية كما يرتكض الاجنة فى بطون امهاتهم ولكن هنا لان الطبيعة البشرية فى صورة ق : يوحنا المعمدان تحركت بشكل طبيعى امام خالقها !
اما اليوم ق : يوحنا المعمدان هو رجل مكتمل واعى حياته محفوفة بالأسرار فاذا به يجد المسيح الذى ينتظره وقد اعلن له انه سوف ياتى بعده ليتمم خلاص البشرية الحقيقي من الخطية واثار الخطية وهو الموت
اما يوحنا كما هو مكتوب فى الانبياء " ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذى يهيئ طريقك قدامك مر 1: 2
ولهذا عرف ق : يوحنا بالروح دوره بالضبط ورسالته المعلنة له من السماء فى انه " صوت صارخ فى البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة مر 1 : 3
وكان ق : يوحنا المعمدان شخص مختلف جدا عن جميع الانبياء فهو ولد بشكل اعجازي وعاش بشكل مختلف تمام عن جميع انبياء جيله وكان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جرادا وعسلا بريا مر 1 : 6
ولكن كان يعرف تمام المعرفة الهدف الذى من اجله يحيا والغرض والقصد من حياته حيث كان يكرز قائلا " ياتى بعدى من هو اقوى منى الذى لست اهلا ان انحنى واحل سيور حذائه . انا عمدتكم بالماء واما هو فسيعمدكم بالروح القدس مر 1 : 7
وق: يوحنا عاش حياة عظيمة جدا كلها تعب وتحمل من اجل رسالته العديد من الاتعاب والتىانتهت بموته بالسيف لتمسكه بالحق الى النفس الاخير فاسمع شهادة المسيح نفسه عنه حينما قال :ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا ؟ أقصبة تحركها الريح؟ ولكن ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أانسان لابسا ثيابا ناعمه ؟ هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم فى بيوت الملوك .لكن ماذا خرجتم لتنظروا ؟ انبيا؟ نعم اقول لكم افضل من نبي فان هذا هو الذى كتب عنه : ها أنا ارسل امام وجهك ملاكي الذى يهيئ طريقك قدامك الحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان , ولكن الاصغر منه ( المسيح حسب الجسد اصغر منه ستة شهور ) فى ملكوت السموات اعظم منه مت 11 :
ولعظمة هذا السر ورسالة يوحنا المعمدان يقول المسيح لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا مت 11 :
ويوحنا قد اخذ رسالة من الله سرية اعلن عنها عندما قال : وانا لم اكن اعرفه ولكن الذى ارسلنى (0 وهو الله ) لاعمد بالماء ذاك قال لي : الذى ترى الروح نازلا ومستقر عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله يو1 : 33 – 34
وحدث هذا بينما يوحنا مشغول بقلبه فى عماد الناس حيث خرج اليه جميع كورة اليهودية واهل اورشليم واعتمدوا جميعهم منه فى نهر الاردن معترفين بخطاياهم مر 1 : 5
حيث كان يوحنا يحثهم قائلا :قد وضعت الفأس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار لو 3:
والشعب بجميع طوائفه تحركت قلوبهم برؤية صدق يوحنا المعمدان حتى ان الجميع اخذا يسأل عن ماذا يعمل؟
وسأله الجموع قائلين ماذا نفعل ؟ فأجاب وقال لهم : من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا "
وجاء عشارون ايضا ( رجال الضرائب ) فقالوا له يا معلم ماذا نفعل ؟ فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم .
وسأله جنديون (رجال الشرطة) قائلين: وماذا نفعل نحن ؟فقال لهم :" لا تظلموا احد ولا تشوا باحدواكتفوا بعلائفكم لو 3
وهكذا اجتمع كل طوائف الشعب البسيط والذى كان ينزح تحت الخطية والاثم حيث وصل الانسان الى مرحلة متقدمة جدا من الفسق والفساد الأخلاقي ولهذا شعر الجميع بانهم فى شدة الخطر وذلك بصوت ق : يوحنا ولعل الذى اثر جدا فى نفوس الناس ان ق : يوحنا كان يحيا حياة سامية مختلفة عن الجميع رفض فيها كل اركان العالم الضعيفة وعلى غير عادة اليهود ارتفع عن الحقوق الجسدية الطبيعية والتى لا تنثل خطية ايضا فلم يتزوج ولم يبنى له بيت عظيم وحتى الاكل والملبس كان غير عادى وهذا جعل له الاثر الاقوى فى نفوس اليهود واجتمعوا حوله ووقفوا طوابير ينتظر كل واحد منهم دورا لكى يغسل بماء الاردن ليتطهر ولو ظاهريا او حتى ليعلن انه محتاج للتطهير !
لم يكن الامر سهل فمن يقف فى هذا الطابور يعترف انه خاطى وينظر له الاخرين وخاصا من الفريسين وهم الطائفة التى كانت تنظر لنفسها على انها اعلى من الشعب وانهم هم الذين يفسرون التوراة وايضا الكهنة والذين كانوا يظنون فى انفسهم انهم الذين يقمون بالتطهير ولا يحتاجون للتطهير بل كانوا يلبسون الملابس الفاخرة عكس يوحنا المعمدان ويتركوا ايديهم للناس ليشبعوا تقبيل !
وفى ذات اليوم المعهود والذى طال انتظاره بينما ق : يوحنا منهمك فى غسل الناس بالماء اذا يجد شخص مختلف واقف فى طابور الخطأة انخطف قلبه واغمضت عيناه عندما دخل اليها نور عينه ليخترق قلب ق : يوحنا انه شمس البر ومنبعه يقف جنبا الى جنب مع السارقون والزناة ويحسب واحد منهم هذا لم يستطيع عقل ق : يوحنا تحمله فصرخ على الفور قائلا:انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتى الى مت 3
ولكن المسيح وهنا السر المخفى والمكتوم منذ الدهور وجاء الزمان ليعلنه الله لعيون المحتاجين والمتعطشين للخلاص والسر بسيط جدا ولكن مستحيا ان يدركه الا القلوب التى تشتهى شخص المسيح وتطلبه ومن اجل هؤلاء قبل هذا السر لانهكامل فى حبه للانسان وكامل فى صدق حبه له قرر هذا الحب ولكن بشكل عملى وفى سر مخفى عن الفهماء والحكماء عند انفسهم ومنكشف جدا وواضح للضعفاء والساقطين والذين اقتنعوا تمام الاقتناع بانهم لا شيئ الا هو ان المسيح قرر ان ياخذ مكانهم فى طابور الخطاة ويكون عوضا عن كل خاطئ منذ ادم وحتى نهاية الخليقة !
ولهذا وقف فى طابور الخطاة وكان قد ابتداء المسيرة منذ ميلاده فى المذود فى احقر مكان واليوم يقف فى طابور الخطاة وهو قدوس القديسين ليعلن انه حاضر عن كل خاطئ ومستعد ان يحمل كل شيئ عنه من اول الإهانة ونظرات الناس بالاحتقار والاشمئزاز وحتى الموت فى النهاية مثل احقر الخطأة وابشع موته بالصليب هذا قرار يسوع النهائي وبغير ندامة او رجوع
ولهذا قال المسيح للقديس يوحنا عندما رفض ان يكون المسيح فى هذا المكان لانه يعلم بالروح من هذا قال له : اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ( الثالوث) ان نكمل كل بر مت 3
الثالوث القدوس تبنى الانسان فى يسوع المسيح ابنه الحقيقي والوحيد فعندما تقدم الابن لابيهواعلن حبه للإنسان رغم ان الانسان ليس من مستوى الله الابن نهائيا ولا يليق ابدا ان يكون هو محبوب ابن الله المرتفع بطبيعته اعلى من كل شيئعن طبيعة الانسان الساقطة والتى امتلأت من كل فساد ولكن كان هذا قرار ابن الله وطلبه من ابيه حيث قال له :
ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين أعطبتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدى الذى اعطيتنىيو 17:
فالمسيح قرر ان يكون الانسان هذا النكرة فىالثالوث انه سر جبار يعجز العقل عن ادراكه ولكى يتم هذا اخذ المسيح البشرية فى طبيعته واتحد بها بغير امتزاج او تغير فاصبح الانسان فعلا فى الله والله فى الانسان فالظاهر لعيون البشر من المسيح هو الانسان والحقيقي هو الله او هو الله المتانسطبيعة واحدة وحيد الجنس هو الله الذى ظهر فىالجسد
ولكن امام عين الله الاب هو يرى ابنه الوحيد رغم ان الانسان صار فى ابنه الوحيد ولهذا عندما نظر الله الاب يسوع المسيح فى نهر الاردن كان صوت من السماء (صوت الله الاب )قائلا : انت ابنى الحبيب بك سررت لو 1
وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه وكان صوت من السماء " انت ابنى الحبيب الذى به سررت" مر 1: 10 – 11
هنا الصورة التى اراد ان يخلق بها الانسان قد ظهرت فعندما خلق الله الانسان على صورته ومثاله كان يقصد به الانسان المخلوق فى المسيح وليس ادم
مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحة سبق واعدها لنسلك فيها
وهكذا كشف المسيح عن حبه غير المحدود للانسانوانه يحبه الى المنتهى بدون قيد او شرط او مقابل بل هو يحبه لانه يحبه فعلا ولكن الحب المقدم من المسيح الهى فائق ولهذا بهذا الحب وضع المسيح الانسان فى الثالوث بالحق ليكون فيهم الحب الذى احببتني به واكون انا فيهم يو 17
دخل الانسان الى الثالوث عن طريق الاتحاد بالمسيح فعندما نظر الاب من السماء على الخليقة البشرية الجديدة فى المسيح قال هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت لانه نظر ابنه يسوع بالطبيعة والجوهر فى نهر الاردن ولكن فيه الطبيعة البشرية بل قد لبست الطبيعة البشرية المسيح الابن فلهذا قبلها الاب كابنه وهو لسان حاله يقول " الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو" نك 27
فعندما نادى الله الابن وقال "يا ابى تك 27 " فرد الله الاب انت ابنى الحبيب الذى به سررت مر 1 : 10
وقال له الله الاب تقدم وقبلني فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه ( انتم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح ) فشم رائحة ثيابه وباركه
هذا التطابق ليس عبثا ولكن الله رسم بالنبؤة فىالعهد القديم نفس الصورة العجيب فكما بمكر البست ام يعقوب لباس عيسو وجعلت شعر الجدى التى ذبحته ليقدمه لابيه على يديه وفى صدره لان عيسو كان مشعر هكذا الروح القدس (والذى له نفس حنان الام الحانية للنفس البشرية) قد جعلت المسيح هو لابسا للبشرية السوداء بالطبيعة لتظهر امام الاب ناصعة فى الطهر فالخطية هىالبشرية والطهر الظاهر فيها هو طهر الابن الوحيد)وهكذا قبل الله البشرية فى المسيح يسوع وكانه يوم الدينونة المزمع ان يكون ولكن انتقلت البشرية من الدينونة للبر فى المسيح يسوع
لانه ليس شيئ من الدينونة الان على الذين هم فىالمسيح السالكون بالروح وليس بالجسد
هذا هو عيد الظهور الالهى والذى تبنى الله عن قصد من المحبة البشرية فى المسيح يسوع مقدسا اياها بحلول روحه القدوس عليها فى المسيح لكى يحضرها لنفسه عروسا طاهر ليس فيها غضد او شيخوخة
السر العظيم سر الحياة الابدية هو ان المسيح صار مكان كل انسان خاطي يريد المسيح ويتعلق بشخصه وبالتالى لا يمكن خطيته وضعفه يمنعوا الانسان ان يكون فى المسيح وياخذ مباركة الله الاب لكى تكون النفس البشرية الضعيفة هى عروس لابنه يسوع المسيح
صلاة :
ايها العظيم فى حبه الجبار فى محبته جذبت نفسي الى شخصك وعندما اقتربت منك وفى نورك انكشفت نفسي امامى واذا انا فى غاية القبح ومستحيل ان اقف امامك كيف للدنس ان يقف امام البر والطهر كيف لغير الموجود والعدم ان يصادق اصل كل الوجود والحياة ولكن انه الحب الذى اشتعل فى كل جوانب نفسى واهتزت له اوتار قلبىتعزف كلمات من الحب تفوق اشعار كل العالم
وما هو العمل نفسي تحبك وتشتاق اليك وصورة وجهك التى اشرقت فى قلبى ختنت قلبي عن التلذذ باى شيئ اخر فصرخت من اعماق كيانى نحوك لا تتركنى هذا ما يقوله كيانى ولكن عقلى لا يتصور كيف اكون انا المعروف عند نفسي لك انت المعروف بالطهر والقداسة كيف لعروس من الشارع ليس لها اصل او اسم تسكن فى قصر ملك الملوك من الذى يسمح لها بالدخول اساسا ولو حتى من الاسوار الخارجية للقصر!؟
ولكن العجيب ان الملك المسيح خرج من القصر ونزل الشارع ودخل الحوارى حيث تجلس نفسي مفترشه الطريق فجلس بجوارى وهمس فى قلبي فانتفضت وهبيت بالسجود تحت قدميه فأقامني بيده واخذنى الى حضنه فخفت ان يلمسنى لاننىمتسخ ولكنه لم يبالى وتوقفت الحنجرة عن اخراج الكلمات فهمس قلبي له كيف كيف يمكن ان اصعد معك حيث انت ؟
وعلى الفور قلت انا لا اشتهى ابدا القصر او مجده ولكن كيف ؟ انه بعيد بعد السماء عن الارض ان اشتهى الدخول الى اسوار قصرك وليس فى ابعاد طموحاتي من الاصل ولكن شهوتي الحقيقة ان اكون معك وان لا تتركنى ولكن رد يسوع على نفسي بكلمة واحدة فيها كل الاسرار والاجابة لقد اكملت كل بر
لم اجد كلام يعبر ولكن وجدت نفسي تشكره وتشكره بدون توقف وهو ينظر لنفسي بشوق وحنين فائق ويبتسم اغمضت عينى وانا اشعر باننى انتقلت للابدية ولست محتاج اى امر اخر بخلاف التفرس فى وجه الحبيب الذى له كل المجد
عيد الظهور الالهى يوم الاثنين
20 /1/2020 الساعة السادسة صباحا
انه عيد مجيد فى تاريخ البشرية بل هو الاعظم لانهخلال هذا اليوم وببساطة عجيبة اعلن الله عن قصده من خلقة الانسان !!!
هذا السؤال الذى حير الجميع على مر العصور لماذا خلق الانسان؟
وانحرف الانسان فى طرق متعددة وتشتت لا نه لم يعرف اجابة هذا السؤال الصعب ولكن اعلن المسيح ببساطه عجيبه عن القصد الالهى من خلقة الانسان وبصورة فائقة ولكن ادرك هذا السر من لهم عيون مفتوحه بالروح وليس بالعلم اول من ادرك هذا السر العظيم هو القديس يوحنا المعمدان ومجموعة البشر البسيطة التى كانت تقف فى طابور تنتظر ان تنزل فى نهر الاردن ليضع عليها يوحنا المعمدان يده لكى تتطهر من الخطية
ولم يكن هم عامة البشر ولكن هم الذين قبلوا واعترفوا انهم خطاه ومحتاجون للتطهير ولم تستحى نفوسهم ان يقفوا فى طابور الخطاهوينظر لهم الجميع بنظرة احتقار لانهم هم الخطأةوالمحتاجين للتطهير !
وفجأة وعلى غير العادة حدث امر جلل جعل القديس يوحنا المعمدان يركض مرة اخرى ولكن بفزع شديد وتعجب هذه المرة ففى المرة السابقة ارتكض يوحنا المعمدان وهو طفل لم يكتمل نموه فى بطن امه عندما جاءت اليها امنا القديسة العذراء مريم فتهلل فرحا وارتكض فى بطن امه ولكن كان هذا بدون ان يدرى ولكن بحركة طبيعية كما يرتكض الاجنة فى بطون امهاتهم ولكن هنا لان الطبيعة البشرية فى صورة ق : يوحنا المعمدان تحركت بشكل طبيعى امام خالقها !
اما اليوم ق : يوحنا المعمدان هو رجل مكتمل واعى حياته محفوفة بالأسرار فاذا به يجد المسيح الذى ينتظره وقد اعلن له انه سوف ياتى بعده ليتمم خلاص البشرية الحقيقي من الخطية واثار الخطية وهو الموت
اما يوحنا كما هو مكتوب فى الانبياء " ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذى يهيئ طريقك قدامك مر 1: 2
ولهذا عرف ق : يوحنا بالروح دوره بالضبط ورسالته المعلنة له من السماء فى انه " صوت صارخ فى البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة مر 1 : 3
وكان ق : يوحنا المعمدان شخص مختلف جدا عن جميع الانبياء فهو ولد بشكل اعجازي وعاش بشكل مختلف تمام عن جميع انبياء جيله وكان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه ويأكل جرادا وعسلا بريا مر 1 : 6
ولكن كان يعرف تمام المعرفة الهدف الذى من اجله يحيا والغرض والقصد من حياته حيث كان يكرز قائلا " ياتى بعدى من هو اقوى منى الذى لست اهلا ان انحنى واحل سيور حذائه . انا عمدتكم بالماء واما هو فسيعمدكم بالروح القدس مر 1 : 7
وق: يوحنا عاش حياة عظيمة جدا كلها تعب وتحمل من اجل رسالته العديد من الاتعاب والتىانتهت بموته بالسيف لتمسكه بالحق الى النفس الاخير فاسمع شهادة المسيح نفسه عنه حينما قال :ماذا خرجتم الى البرية لتنظروا ؟ أقصبة تحركها الريح؟ ولكن ماذا خرجتم لتنظروا ؟ أانسان لابسا ثيابا ناعمه ؟ هوذا الذين يلبسون الثياب الناعمة هم فى بيوت الملوك .لكن ماذا خرجتم لتنظروا ؟ انبيا؟ نعم اقول لكم افضل من نبي فان هذا هو الذى كتب عنه : ها أنا ارسل امام وجهك ملاكي الذى يهيئ طريقك قدامك الحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان , ولكن الاصغر منه ( المسيح حسب الجسد اصغر منه ستة شهور ) فى ملكوت السموات اعظم منه مت 11 :
ولعظمة هذا السر ورسالة يوحنا المعمدان يقول المسيح لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا مت 11 :
ويوحنا قد اخذ رسالة من الله سرية اعلن عنها عندما قال : وانا لم اكن اعرفه ولكن الذى ارسلنى (0 وهو الله ) لاعمد بالماء ذاك قال لي : الذى ترى الروح نازلا ومستقر عليه فهذا هو الذى يعمد بالروح القدس وانا قد رأيت وشهدت ان هذا هو ابن الله يو1 : 33 – 34
وحدث هذا بينما يوحنا مشغول بقلبه فى عماد الناس حيث خرج اليه جميع كورة اليهودية واهل اورشليم واعتمدوا جميعهم منه فى نهر الاردن معترفين بخطاياهم مر 1 : 5
حيث كان يوحنا يحثهم قائلا :قد وضعت الفأس على اصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى فى النار لو 3:
والشعب بجميع طوائفه تحركت قلوبهم برؤية صدق يوحنا المعمدان حتى ان الجميع اخذا يسأل عن ماذا يعمل؟
وسأله الجموع قائلين ماذا نفعل ؟ فأجاب وقال لهم : من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا "
وجاء عشارون ايضا ( رجال الضرائب ) فقالوا له يا معلم ماذا نفعل ؟ فقال لهم لا تستوفوا اكثر مما فرض لكم .
وسأله جنديون (رجال الشرطة) قائلين: وماذا نفعل نحن ؟فقال لهم :" لا تظلموا احد ولا تشوا باحدواكتفوا بعلائفكم لو 3
وهكذا اجتمع كل طوائف الشعب البسيط والذى كان ينزح تحت الخطية والاثم حيث وصل الانسان الى مرحلة متقدمة جدا من الفسق والفساد الأخلاقي ولهذا شعر الجميع بانهم فى شدة الخطر وذلك بصوت ق : يوحنا ولعل الذى اثر جدا فى نفوس الناس ان ق : يوحنا كان يحيا حياة سامية مختلفة عن الجميع رفض فيها كل اركان العالم الضعيفة وعلى غير عادة اليهود ارتفع عن الحقوق الجسدية الطبيعية والتى لا تنثل خطية ايضا فلم يتزوج ولم يبنى له بيت عظيم وحتى الاكل والملبس كان غير عادى وهذا جعل له الاثر الاقوى فى نفوس اليهود واجتمعوا حوله ووقفوا طوابير ينتظر كل واحد منهم دورا لكى يغسل بماء الاردن ليتطهر ولو ظاهريا او حتى ليعلن انه محتاج للتطهير !
لم يكن الامر سهل فمن يقف فى هذا الطابور يعترف انه خاطى وينظر له الاخرين وخاصا من الفريسين وهم الطائفة التى كانت تنظر لنفسها على انها اعلى من الشعب وانهم هم الذين يفسرون التوراة وايضا الكهنة والذين كانوا يظنون فى انفسهم انهم الذين يقمون بالتطهير ولا يحتاجون للتطهير بل كانوا يلبسون الملابس الفاخرة عكس يوحنا المعمدان ويتركوا ايديهم للناس ليشبعوا تقبيل !
وفى ذات اليوم المعهود والذى طال انتظاره بينما ق : يوحنا منهمك فى غسل الناس بالماء اذا يجد شخص مختلف واقف فى طابور الخطأة انخطف قلبه واغمضت عيناه عندما دخل اليها نور عينه ليخترق قلب ق : يوحنا انه شمس البر ومنبعه يقف جنبا الى جنب مع السارقون والزناة ويحسب واحد منهم هذا لم يستطيع عقل ق : يوحنا تحمله فصرخ على الفور قائلا:انا محتاج ان اعتمد منك وانت تاتى الى مت 3
ولكن المسيح وهنا السر المخفى والمكتوم منذ الدهور وجاء الزمان ليعلنه الله لعيون المحتاجين والمتعطشين للخلاص والسر بسيط جدا ولكن مستحيا ان يدركه الا القلوب التى تشتهى شخص المسيح وتطلبه ومن اجل هؤلاء قبل هذا السر لانهكامل فى حبه للانسان وكامل فى صدق حبه له قرر هذا الحب ولكن بشكل عملى وفى سر مخفى عن الفهماء والحكماء عند انفسهم ومنكشف جدا وواضح للضعفاء والساقطين والذين اقتنعوا تمام الاقتناع بانهم لا شيئ الا هو ان المسيح قرر ان ياخذ مكانهم فى طابور الخطاة ويكون عوضا عن كل خاطئ منذ ادم وحتى نهاية الخليقة !
ولهذا وقف فى طابور الخطاة وكان قد ابتداء المسيرة منذ ميلاده فى المذود فى احقر مكان واليوم يقف فى طابور الخطاة وهو قدوس القديسين ليعلن انه حاضر عن كل خاطئ ومستعد ان يحمل كل شيئ عنه من اول الإهانة ونظرات الناس بالاحتقار والاشمئزاز وحتى الموت فى النهاية مثل احقر الخطأة وابشع موته بالصليب هذا قرار يسوع النهائي وبغير ندامة او رجوع
ولهذا قال المسيح للقديس يوحنا عندما رفض ان يكون المسيح فى هذا المكان لانه يعلم بالروح من هذا قال له : اسمح الان لانه هكذا يليق بنا ( الثالوث) ان نكمل كل بر مت 3
الثالوث القدوس تبنى الانسان فى يسوع المسيح ابنه الحقيقي والوحيد فعندما تقدم الابن لابيهواعلن حبه للإنسان رغم ان الانسان ليس من مستوى الله الابن نهائيا ولا يليق ابدا ان يكون هو محبوب ابن الله المرتفع بطبيعته اعلى من كل شيئعن طبيعة الانسان الساقطة والتى امتلأت من كل فساد ولكن كان هذا قرار ابن الله وطلبه من ابيه حيث قال له :
ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين أعطبتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدى الذى اعطيتنىيو 17:
فالمسيح قرر ان يكون الانسان هذا النكرة فىالثالوث انه سر جبار يعجز العقل عن ادراكه ولكى يتم هذا اخذ المسيح البشرية فى طبيعته واتحد بها بغير امتزاج او تغير فاصبح الانسان فعلا فى الله والله فى الانسان فالظاهر لعيون البشر من المسيح هو الانسان والحقيقي هو الله او هو الله المتانسطبيعة واحدة وحيد الجنس هو الله الذى ظهر فىالجسد
ولكن امام عين الله الاب هو يرى ابنه الوحيد رغم ان الانسان صار فى ابنه الوحيد ولهذا عندما نظر الله الاب يسوع المسيح فى نهر الاردن كان صوت من السماء (صوت الله الاب )قائلا : انت ابنى الحبيب بك سررت لو 1
وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السموات قد انشقت والروح مثل حمامة نازلا عليه وكان صوت من السماء " انت ابنى الحبيب الذى به سررت" مر 1: 10 – 11
هنا الصورة التى اراد ان يخلق بها الانسان قد ظهرت فعندما خلق الله الانسان على صورته ومثاله كان يقصد به الانسان المخلوق فى المسيح وليس ادم
مخلوقين فى المسيح يسوع لاعمال صالحة سبق واعدها لنسلك فيها
وهكذا كشف المسيح عن حبه غير المحدود للانسانوانه يحبه الى المنتهى بدون قيد او شرط او مقابل بل هو يحبه لانه يحبه فعلا ولكن الحب المقدم من المسيح الهى فائق ولهذا بهذا الحب وضع المسيح الانسان فى الثالوث بالحق ليكون فيهم الحب الذى احببتني به واكون انا فيهم يو 17
دخل الانسان الى الثالوث عن طريق الاتحاد بالمسيح فعندما نظر الاب من السماء على الخليقة البشرية الجديدة فى المسيح قال هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت لانه نظر ابنه يسوع بالطبيعة والجوهر فى نهر الاردن ولكن فيه الطبيعة البشرية بل قد لبست الطبيعة البشرية المسيح الابن فلهذا قبلها الاب كابنه وهو لسان حاله يقول " الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو" نك 27
فعندما نادى الله الابن وقال "يا ابى تك 27 " فرد الله الاب انت ابنى الحبيب الذى به سررت مر 1 : 10
وقال له الله الاب تقدم وقبلني فتقدم وقبله فشم رائحة ثيابه ( انتم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح ) فشم رائحة ثيابه وباركه
هذا التطابق ليس عبثا ولكن الله رسم بالنبؤة فىالعهد القديم نفس الصورة العجيب فكما بمكر البست ام يعقوب لباس عيسو وجعلت شعر الجدى التى ذبحته ليقدمه لابيه على يديه وفى صدره لان عيسو كان مشعر هكذا الروح القدس (والذى له نفس حنان الام الحانية للنفس البشرية) قد جعلت المسيح هو لابسا للبشرية السوداء بالطبيعة لتظهر امام الاب ناصعة فى الطهر فالخطية هىالبشرية والطهر الظاهر فيها هو طهر الابن الوحيد)وهكذا قبل الله البشرية فى المسيح يسوع وكانه يوم الدينونة المزمع ان يكون ولكن انتقلت البشرية من الدينونة للبر فى المسيح يسوع
لانه ليس شيئ من الدينونة الان على الذين هم فىالمسيح السالكون بالروح وليس بالجسد
هذا هو عيد الظهور الالهى والذى تبنى الله عن قصد من المحبة البشرية فى المسيح يسوع مقدسا اياها بحلول روحه القدوس عليها فى المسيح لكى يحضرها لنفسه عروسا طاهر ليس فيها غضد او شيخوخة
السر العظيم سر الحياة الابدية هو ان المسيح صار مكان كل انسان خاطي يريد المسيح ويتعلق بشخصه وبالتالى لا يمكن خطيته وضعفه يمنعوا الانسان ان يكون فى المسيح وياخذ مباركة الله الاب لكى تكون النفس البشرية الضعيفة هى عروس لابنه يسوع المسيح
صلاة :
ايها العظيم فى حبه الجبار فى محبته جذبت نفسي الى شخصك وعندما اقتربت منك وفى نورك انكشفت نفسي امامى واذا انا فى غاية القبح ومستحيل ان اقف امامك كيف للدنس ان يقف امام البر والطهر كيف لغير الموجود والعدم ان يصادق اصل كل الوجود والحياة ولكن انه الحب الذى اشتعل فى كل جوانب نفسى واهتزت له اوتار قلبىتعزف كلمات من الحب تفوق اشعار كل العالم
وما هو العمل نفسي تحبك وتشتاق اليك وصورة وجهك التى اشرقت فى قلبى ختنت قلبي عن التلذذ باى شيئ اخر فصرخت من اعماق كيانى نحوك لا تتركنى هذا ما يقوله كيانى ولكن عقلى لا يتصور كيف اكون انا المعروف عند نفسي لك انت المعروف بالطهر والقداسة كيف لعروس من الشارع ليس لها اصل او اسم تسكن فى قصر ملك الملوك من الذى يسمح لها بالدخول اساسا ولو حتى من الاسوار الخارجية للقصر!؟
ولكن العجيب ان الملك المسيح خرج من القصر ونزل الشارع ودخل الحوارى حيث تجلس نفسي مفترشه الطريق فجلس بجوارى وهمس فى قلبي فانتفضت وهبيت بالسجود تحت قدميه فأقامني بيده واخذنى الى حضنه فخفت ان يلمسنى لاننىمتسخ ولكنه لم يبالى وتوقفت الحنجرة عن اخراج الكلمات فهمس قلبي له كيف كيف يمكن ان اصعد معك حيث انت ؟
وعلى الفور قلت انا لا اشتهى ابدا القصر او مجده ولكن كيف ؟ انه بعيد بعد السماء عن الارض ان اشتهى الدخول الى اسوار قصرك وليس فى ابعاد طموحاتي من الاصل ولكن شهوتي الحقيقة ان اكون معك وان لا تتركنى ولكن رد يسوع على نفسي بكلمة واحدة فيها كل الاسرار والاجابة لقد اكملت كل بر
لم اجد كلام يعبر ولكن وجدت نفسي تشكره وتشكره بدون توقف وهو ينظر لنفسي بشوق وحنين فائق ويبتسم اغمضت عينى وانا اشعر باننى انتقلت للابدية ولست محتاج اى امر اخر بخلاف التفرس فى وجه الحبيب الذى له كل المجد
عيد الظهور الالهى يوم الاثنين
20 /1/2020 الساعة السادسة صباحا
