قصة أنا خائف عليك!

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

قصة أنا خائف عليك!

القمص تادرس يعقوب ملطي



في طريقنا إلي دير مار افرآم السرياني بمقره بصدنايا، سوريا، روى لي أحد الأحباء قصة عن المرحوم والده الذي عاش في مدينة صنبو التابعة لديروط.

في أوائل الستينات ذهب والدي كعادته إلي نيافة الأنبا أغابيوس بصنبو ليعّيد عليه. إذ التقى به نيافة الأسقف ببشاشة وهنأه بالعيد في هدوء ترك والدي مظروفًا به مبلغ من المال بجوار الأسقف لخدمة الفقراء والعمل الكنسي. عاد والدي إلي المنزل فوجد والدتي مضطربة جدًا. تعجب والدي لما رآها مضطربة، فسألها عن سبب اضطرابها. أما هي فأجابته: "اخبرني أولًا ماذا حدث؟"

- لم يحدث شيء؟ لماذا تسأليني؟

- نيافة الأسقف أنبا أغابيوس اتصل بي وطلب أن تتصل به فورًا قبل أن تخلع الحذاء من قدميك. تحدث بلهجة عجيبة، حتى ظننت أنك فعلت أمرًا أغضبه.

- لقد تركته وهو متهلل!

- اتصل به فورًا!

اتصل والدي بنيافة الأسقف، وإذا بالأسقف يقول له: "لقد لاحظت يا ابني أن الظرف الذي تركته ضخمًا، مما يبدو أن به مبلغ من المال".

- لقد تركت مبلغ كذا يا سيدنا، وهي بركة أقدمها لله مما أعطاني.

- إنني أخشى يا ابني أن تكون قد كسبت مالًا بطريقٍ ملتوٍ.

- لا يا سيدنا، لقد بارك إلهي في العمل هذا العام، وهذا قليل مما وهبني.

- أنت ابني، أنا خائف عليك وعلى أولادك.

- لا تخف يا سيدنا، فإنني لن استخدم أية وسيلة خاطئة. بركة ربنا أفضل من المال.

- ربنا يباركك أنت وأولادك! لقد أردت أن اطمئن عليك!

هذا هو الحب الصادق من جهة الأسقف نحو أولاده، هو حب مسيحي خلاله يشتهي المؤمن خلاص الكل. لا يطلب ما لنفسه بل ما للغير... يطلب ما هو لخلاص أخوته.

إلهي افتح قلبي بالحب،

ينفتح، فيدخل إليه إن أمكن كل البشر.

اشتهي خلاصهم ومجدهم الأبدي.

أكاليلهم هي إكليلي. ومجدهم هو مجدي!

متى أرى كل نفس تتمتع بخلاصك؟!
 
أعلى