من تلميذ الى رسول

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
جاء في الإنجيل المقدس : ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ. متى 10 : 1

عبارة بسيطة من الإنجيل تحمل في طياتها معاني عظيمة، سنستخرج البعض منها:
‫-‬ ودعا يسوع تلاميذه الاثني عشر: هناك دعوة عامة يدعو بها السيد المسيح جميع الناس حين يقول "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم." هي دعوة لكل انسان مُتعَب من الحياة مهما كان نوع التعب، ليذهب إلى المسيح ليُريحه. ولكن هناك دعوة خاصة ايضًا لعمل المسيح، وهذه الدعوة هي دعوة مخصصة لمجموعة ناس، معدودين وايضًا بالأسم "وهذه أسماء الرسل الاثني عشر"... فالدعوة الخاصة هي ليست مجرد عملية ايمان بالمسيح، وانما هي تكريس كامل للحياة في خدمة الإنجيل، ويدعو الله الناس هاتين الدعوتين الى حد اليوم.
‫-‬ وأعطاهم سلطانًا يطردون به الأرواح النجسة: نجد عادة صعوبة في البحث في هذا الموضوع ولأسباب تتعلق بالوهم وعدم المعرفة وحتى الخوف. لكن نرى ان السيد المسيح لم يعطِ تلاميذه فقط سلطان على شفاء الجسد "ويشفون الناس من كل داء ومرض" بل ايضًا اعطاهم سلطان بمساواة على الجانب الآخر من الإنسان: النفس. وقد لا نرى سوى امثلة صعبة وقوية في الإنجيل عن شفاء الناس من الارواح النجسة، إلا اننا جميعنا نعاني من "تشوهات" نفسية، بعضها عظيم جدًا، في حياتنا، وهذه قد اثرت على فرحنا وسعادتنا بشكل رهيب. تخيّل مريض الإكتئاب، بلمسة واحدة من بطرس، ويزول عنه الإكتئاب بالكامل. او مريض الشيزوفرينيا، او مدمن الجنس، او من دمّر الغضب حياته واوصله للجنون ، او وسواس القلق... هذه جميعها ليست امراض جسدية، وانما امور نفسية، ويعاني منها الجميع بمستويات مختلفة... فتخيّل ان السيد المسيح اعطى تلاميذه سلطان على هذه الأشياء ايضًا وليس فقط على شفاء الجسد. ونحن غالبًا ما ننشغل بالشفاء الجسدي وننسى الجانب الآخر من الإنسان: فكره، مشاعره، ارادته... فكم هو عظيم هذا السلطان، وكم هو عظيم معطي السلطان، وكم نحن بحاجة الا نطلب منه امور المادة والجسد فقط، بل هذه ايضًا... هذه دعوة من لك، لتستكشف نفسك وتعرفها اكثر، ابحث وصلي الى الله ليقول لك من انت في الحقيقة واطلب منه الشفاء لداخلك وهو يقدر ان يشفي.
‫-‬ ودعا يسوع تلاميذه... وهذه أسماء الرسل: لاحظوا احبتنا كيف تحوّل هؤلاء الاثنا عشر شخص من "تلاميذ" الى "رسل". فبعد ان دربهم المسيح وتلمذهم واعطاهم السلطان، ارسلهم الى العالم ليعملوا الخير. هكذا هم رسل المسيح، وهكذا نحن اليوم ايضًا يجب ان نمضي مراحل من "التلمذة" الشخصية الحياتية قبل ان نستطيع ان نذهب إلى العالم ونبشر بالمسيح.


24131132_1723962567678029_7404706958059235407_n.jpg
 
أعلى