كلمة الله الخارجة من فم الله تحمل حياته الخاصة لتخترق أعماق النفس وتنغرس فيها لتُثمر ثمر جيد أن تجاوب معها القلب (وهذا ما وضحه الرب نفسه بمثل الزارع)، وقليلين الذين عندهم خبرة حقيقية مع كلمة الله، فالكلمة حينما يكون مصدرها الله تحمل شخصيته، وأن كانت مدونة بلغة بشرية في كتب مكتوبة بأيادي بشر، فليس معنى ذلك أنها فاقده قوتها وفاعليتها وصارت مجرد كلام مدون مثل كلام الناس، أي ليست بالمعنى التدويني للكلام.
وهي أيضاً ليست بالمعنى التنزيلي، كما أنها ليست مخلوقة مثلما يُخلق الإنسان، لأن الله نفسه خلق كل الأشياء بكلمة خرجت منه، فكلام الله ليس مثل كلامنا نحن البشر، لأن كلام الإنسان ينتهي بعدما يخرج من فمه، أو يؤثر في أفكار البعض أو يخط مبادئ معينة، أو يقدم نصائح وأمثال وحكم، وهذا يختلف تماماً عن كلمة الله الخارجه منه، فكلامنا نحن البشر لا يُحيي أحد، اما كلام الله مُحيي.
فالحياة تخرج من فم الله، لذلك كُتب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله، والمسيح الرب نفسه قال للتلاميذ الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة، وقال أنه تأتي ساعة وهي الآن حينما يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون، فكلام الله يُحيي ويُقيم النفس المائتة بالخطايا والذنوب من قبر الشهوات، فمن يسمع صوته ولا يقسي قلبه ينال قوة الحياة الجديدة في المسيح يسوع.
فمش كل إنسان اسمه مسيحي عنده خبرة تذوق قوة كلمة الله الحية الخارجة من فمه الخاص، بل أحياناً لا يستطيع ان يفهمها وتؤثر فيه تأثير عميق في قلبه لتشكله على صورة الله وتخط مثاله فيه ليحيا بحياة الله ويعيش كما يحق للإنجيل المُحيي.
أخي الحبيب كلمة الله تحتاج لخبرة على المستوى الشخصي ليدخل الإنسان في ملء قوتها لتصير هي حياته، ليستوعب سرها ويحيا بها، فلا تكون مجرد سرد أحداث ولا مجرد كلمات مدونة ومكتوبة، بل قوة حياة داخليه ترفعه للمستوى الإلهي الفائق وتسري فيه الحياة الأبدية ويحيا للأبد مع الله الحي في شركة لا تزول.
______________
+ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله (متى 4: 4) + ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الأزلية (سيراخ 1: 5) + إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله (رومية 10: 17) + وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 6: 17) + لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته (عبرانيين 4: 12) + مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد (1بطرس 1: 23) + كتبت إليكم أيها الآباء لأنكم قد عرفتم الذي من البدء كتبت إليكم أيها الاحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير (1يوحنا 2: 14) + الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون (يوحنا 5: 25) + الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا يُفيد شيئاً، الكلام الذي أُكلمكم به هو روح وحياة (يوحنا 6: 63)
