تأملات فى إنجيل يوحنا
الإصحاح الأول
الجزء الأول
الإصحاح الأول
الجزء الأول
مقدمة
كنا أتكلمنا عن مقدمة إنجيل يوحنا , واللى نعرفه أيضا عن إنجيل يوحنا أنه أتكتب باللغة اليونانية مثل كل العهد الجديد , لأن اللغة اليونانية كانت لغة الثقافة والمعرفة فى هذا الوقت بعكس العهد القديم اللى أغلب اسفاره أتكتبت باللغة العبرية , والكلام اللى بنقوله مهم لأن اللغة اليونانية سنرى أن فيها تركيبات معينة بتدل دلالات معينة عن شخص السيد المسيح وللأسف أن الترجمة العربية كانت قاصرة على أنها تعطى المعنى الكامل للكلمة التى كتبت بيها أصلا , وانا كما قلت كنت أجد صعوبة فى فهم إنجيل يوحنا وهذه هى أحد الأسباب الرئيسية فى ضياع المعنى الحقيقى لكل كلمة من كلمات إنجيل يوحنا لضعف اللغة العربية ومن خلال الترابط ما بين إنجيل يوحنا وسفر التكوين حانفهم ليه المعنى ضاع فى الترجمة العربية.
الإصحاح الأول
الكلمة صار جسداً
1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.2 هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ. 6 كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا.7 هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ.8 لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ.9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ. 10 كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. 11 إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. 12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13 اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ.14 وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. 15 يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: « هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي». 16 وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. 17 لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا. 18اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ.
يوحنا المعمدان يعلن أنه ليس المسيح
19 وَهَذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». 21فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». 22فَقَالُوا لَهُ: « مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَاباً لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» 23قَالَ: « أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ». 24 وَكَانَ الْمُرْسَلُونَ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ، 25 فَسَأَلُوهُ وَقَالُوا لَهُ: « فَمَا بَالُكَ تُعَمِّدُ إِنْ كُنْتَ لَسْتَ الْمَسِيحَ، وَلاَ إِيلِيَّا، وَلاَ النَّبِيَّ؟» 26 أَجَابَهُمْ يُوحَنَّا قَائِلاً: « أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ، وَلَكِنْ فِي وَسْطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.27 هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ». 28هَذَا كَانَ فِي بَيْتِ عَبْرَةَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ حَيْثُ كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ.
يسوع حمل الله
29 وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! 30 هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: يَأْتِي بَعْدِي، رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32 وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33 وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ، ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».
التلاميذ الأولون
35 وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، 36 فَنَظَرَ إِلَى يَسُوعَ مَاشِياً، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ!». 37 فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ، فَتَبِعَا يَسُوعَ. 38 فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: « رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» 39فَقَالَ لَهُمَا: «تَعَالَيَا وَانْظُرَا». فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ، وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ. 40كَانَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ وَاحِداً مِنَ الاِثْنَيْنِ اللَّذَيْنِ سَمِعَا يُوحَنَّا وَتَبِعَاهُ. 41 هَذَا وَجَدَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَانَ، فَقَالَ لَهُ: «قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: الْمَسِيحُ. 42فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ.
دعوة فيلبس ونثنائيل
43 فِي الْغَدِ أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْجَلِيلِ، فَوَجَدَ فِيلُبُّسَ فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي». 44 وَكَانَ فِيلُبُّسُ مِنْ بَيْتِ صَيْدَا، مِنْ مَدِينَةِ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ. 45فِيلُبُّسُ وَجَدَ نَثَنَائِيلَ وَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». 46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».47 وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقّاً لاَ غِشَّ فِيهِ». 48قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: « قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ». 49 أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ: « يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!» 50أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَلْ آمَنْتَ لأَنِّي قُلْتُ لَكَ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَحْتَ التِّينَةِ؟ سَوْفَ تَرَى أَعْظَمَ مِنْ هَذَا!» 51وَقَالَ لَهُ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَملاَئِكَةَ اللَّهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ».
تعالوا نتأمل فى إنجيل يوحنا وأرجو أن نركز فى كل كلمة حتى تكون المحصلة فهم وإيمان وحياة.
الإصحاح الأول
1*1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ. الحقيقة أن هنا بيكلمنا عن طبيعة الكلمة ووجودها من خلال طبيعة الله وأقانيمه , وإحنا أول مبدأ بنؤمن بيه فى مسيحيتنا هو مبدأ الثالوث أو عقيدة الثالوث الآب والأبن والروح القدس , حسب الجملة الشهيرة اللى قالها أثاناسيوس الرسولى أن الله كائن بذاته ناطق بكلمته حى بروحه ولازم نحفظ التعبير ده علشان ما يتعبناش موضوع الثالوث أو أن الإنسان يتلخبط زى ما واحد أسمه سابيليوس ظهر فى فترة القرن الأول وأراد أن يتخلص من مشكلة الثالوث فقال أن الله كان فى فترة أب وفى فترة تانية أبن وفى فترة تالتة روح قدس , يعنى لما كان فى السماء أطلقنا عايه آب ولما نزل على الأرض أطلقنا عليه أبن ولما طلع السماء ترك لنا الروح القدس , يعنى الله بيتغير بهذه الثلاثة حاجات , الحقيقة لأ لأ لأ إحنا بنؤمن أن الثالوث قائم فى كل الأوقات , مش وقت كان آب ووقت تانى كان أبن ووقت ثالث كان روح قدس , وأرجوكم كلكم أن تنتبهوا جدا لأن فى بعض الناس بتغلط إلى وقتنا هذا صدقونى الغلطة دى ومش لما هو فى السماء نسميه آب ومش لما نزل على الأرض نسميه أبن ومش لما أعطانا الروح القدس نسميه الروح القدس لأ لأ لأ فالله بأقانيمه الثلاثة كائن بذاته كآب وهو أصل كل شىء الكيان وناطق بكلمته الأبن أو باليونانية (الكلمة= اللوجوس) وحى بروحه , وروحه هذا هو أقنوم الحياة والثلاثة أقانيم موجودين منذ الأزل وإلى الأبد , لا بداية لهم ولا نهاية لهم , وليست هى صور الله بيظهر فيها أو بيتغير إليها لكن لأ فكيان الله ثابت وجوده , تماما زى المثلث الذى كيانه من الثلاثة أضلاع , وهذه الثلاثة أضلاع متصلة ببعضها وما تقدرش تفصلهم لأن لو فصلت ضلع عن الآخر , كيان المثلث راح وضاع ولا يصبح مثلث , وكل ضلع من الأضلاع متصل وغير منفصل عن الضلعين الآخرين , لكن هم بيكونوا مثلث واحد وليس ثلاثة مثلثات , مثلث واحد له ثلاثة أضلاع , إله واحد له ثلاثة أقانيم , وعلشان كده ما نقدرش نفصل وما نقدرش نقول أن فى واحد موجود غير الثانى لأن لو فى ضلع موجود والآخر مش موجود يبقى مفيش كيان , تماما أيضا كالإنسان , أنا كإنسان كيان واحد لكن لى ثلاثة أضلاع وهم 1- الجسد ويسمونه باليونانية ثوما اللى هو العضلات والأجهزة, 2- النفس أو العقل اللى هى التفكير والمشاعر والأحاسيس والإنفعالات وهى باليونانية سول ,3- الروح وهى باليونانية إبنيفما أو اللى هى نفخة من الله , وكل أقنوم من هذه الأقانيم ليه صفة مميزة وليست العملية عجن فى بعض وكله واحد وخلاص لأ لأ كما الجسد ليه صفات مميزة أنه مرئى ومنظور , والنفس ليها صفة مميزة أنها غير منظورة لكن الثلاثة بيكونوا كيان واحد ولا يكونوا ثلاثة أشخاص ولكن يكونوا شخص واحد وكيان واحد مثلث الأقانيم وعلشان كده أنا مخلوق على صورة الله وشبهه ومثاله , العقل نفسه له ثلاثة أبعاد وهم 1- الإدراك يعنى أعرف شىء وأدركه 2- الوجدان يعنى أحسه بمشاعرى 3- الإرادة يعنى أفعله وأنفذه , وعلشان نفهم عمل الثالوث أنظر إلى أى واحد وهو بيشتغل فى حياته , وقد يكون فى إقنوم هو الظاهر فى عمل معين لكن بتسنده الأقانيم الأخرى وبتشترك معاه , فالآب خلق لكن خلق بكلمته وهو ينبض بالحياة بروحه , وصحيح اللى ظاهر أن الآب هو اللى عمل كده , ولما الأبن قام بالفداء , فظاهر أن الأبن هو اللى معلق على خشبة الصليب لكن فى واقع الأمر أن الآب والروح القدس أشتركوا وهو بيقول كده (16 لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.) حتى بذل هنا الآب أشترك ,طيب و الروح القدس ؟ الروح القدس بينقل لى كل ثمار الفداء , تماما مثلى لما بأقوم بعمل ما مثلا بأجرى فى الشارع , فالذى يقوم بالعمل الظاهرى هو الجسد , لكن هل النفس والروح مش شغالين؟ طبعا شغالين لأن العقل بيقول لى أمشى يمين أمشى شمال , وأنتبه فى حفرة أمامك , أسرع أبطىء فى خطر يعنى العقل شغال , وأيضا الروح شغالة لأن إن لم تشتغل لا يستطيع جسمى أن يتحرك , ولو مثلا أخذت مسألة حساب فى المدرسة طيب مين اللى بيشتغل ؟ قد يكون العقل هو الظاهر فى العمل وهو اللى بيفكر لكن أيضا اليد بتشتغل فى الكتابة ولو الروح مش موجودة أو حية لا حأقدر أفكر ولا أكتب , وعلشان كده نقدر نفهم تمايز الأقانيم اللى بيكونوا الإله الواحد , فهو كائن بذاته ناطق بكلمته حى بروحه ونشوف أن يوحنا هنا بيكلمنا عن إستعلان السيد المسيح فى أزليته بصفته الكلمة (اللوجوس) هو بيستعلن لينا السيد المسيح من وراء الزمن فى أزليته وأنه ليس له بداية , ولكن بيقول لينا أن هذا الذى ليس له بداية صار جسدا وظهر فى مظهر إنسان , وكأن هذه عادة يوحنا يرى ويعى ما هو يراه , بيرى السيد المسيح فى أزليته , وواعى هذا الموضوع وبيحكى لينا عنه علشان أحنا كمان نراه وندركه ونعيه وعلشان كده كل آية بيكتبها يوحنا تعتبر رؤية فى حد ذاتها وليس مجرد أنه بيقول كلمة بيخبطها وخلاص لأ ده كل كلمة بيكتبها يوحنا وراها رؤية هو شايفها وواعى تلك الرؤية ويدركها تماما وعايز أن أحنا نشوفها وندركها معه , وعلشان كده يوحنا أستعلن لينا بالسيد المسيح أسرار طبيعة الله وأعماق الله وقد رآه قبل التجسد ليس منفردا عن الله ولكن قائما فى الله , مثل الكلمة والعقل , لأنه لا يمكن أن توجد الكلمة بدون عقل ولا يمكن أن يظهر العقل بدون الكلمة , وهذه هى علاقة الآب بالأبن , العقل لا يستطيع أن يوجد بدون كلمته ولا الكلمة تقدر توجد بدون العقل , وعلشان كده فى نفس الإستعلان الذى أعلنه يوحنا فى سفر الرؤيا لما ظهر له السيد المسيح قال له حاجة لطيفة قوى ( أنا هو الألف والياء) أو باليونانية الألفا والأوميجا اللى بتلاقوها على ستر الهيكل فوق الألفا والأوميجا , طيب أيه الألف والياء ؟ هم البداية والنهاية , وكلمة الألف والياء يعنى كل حروف اللغة , ولكن أياكم أن تفتكروا أن الكلمة هى الكلمة المكونة من أربعة حروف , فالسيد المسيح ليس بكلمة مكونة من أربعة حروف , فالسيد المسيح هو النطق الكلى وهو كل الحروف هو البداية والنهاية هو الألف والياء وهو الألفا لحد الأوميجا , وعلشان كده لما السيد المسيح يتكلم , فالسيد المسيح هو كل شىء وكل حاجة فى الوجود وكل حاجة فى الكيان , السيد المسيح هو الكلمة القادرة أو على وجه الأصح هى القادرة قدرة الله نفسه لأن الكلمة هى الله , ولذلك يوحنا شافه خارج عن الزمن منذ الأزلية لأن هذا الزمن حاجة من أعمال الله , وهو أيضا شافه خارج عن الخليقة وقبل الخليقة كلها لأن الخليقة كلها فعل من أفعال الله , رآه مع الله خالقا فى البدء قبل كل الأكوان لأن هو بداية كل شىء لكن هو ليس له بداية لأنه أزلى قبل الأكوان موجود , وهو أيضا نهاية كل شىء لأن كل شىء سينتهى إليه لكن هو ليس له نهاية .
فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله , طيب ما هى هذه الكلمة التى ليست حرف أو حرفين أو ثلاثة أو خمسة أو ستة حروف ؟ لكن الكلمة اللوجوس التى هى الألفا حتى الأوميجا التى هى النطق الكلى والكيان الكلى . تعالوا نتأمل فى آية آية علشان نعرف ونتعرف على الكلمة (السيد المسيح)
بيقول فى البدء كان الكلمة, وكلمة فى البدء باليونانية يعنى أرشى أو أرخى لأن الشين والخاء بيتنطقوا نطق واحد , وكلمة آرشى يعنى فى البداية أو فى الأول , وده بيعود بذهننا على طول لأول كلمة فى العهد القديم فى سفر التكوين (فى البدء خلق الله السموات والأرض) وكما قلت حانعمل ترابط كبير قوى ما بين إنجيل يوحنا وسفر التكوين ,
فالمقابلة الأولى لسفر التكوين هم الإثنين أبتدأوا بكلمة فى البدء , لكن البدء فى سفر التكوين أو براشيت بالعبرى يعنى بدء الزمن أو بدء الخليقة , لكن البدء الآرشى أو الآرخى فى اللغة اليونانية لا يعنى البداية الزمنية لكن تعنى ما قبل الزمن أو ما قبل البدء لأن الله لا بداية له , فعلشان كده يوحنا بيتكلم لينا عن وجود السيد المسيح الأزلى , وأنه موجود قبل كل الأكوان وقبل كل الدهور وقبل كل الأزمنة وما الزمن سوى خليقة من خليقة السيد المسيح , وعلشان كده بيبتدى بكلمة الآرشى أو الآرخى أو البداية الأزلية , وبيقوم بتعريف شخص السيد المسيح أو الأقنوم الثانى بالكلمة أو أيضا على حسب النطق اليونانى فالكلمة التى أستعملها هى كلمة اللوجوس , وعلشان نعرف الكلمة , ففى اليونانية ليها ثلاثة أشياء1- (أيبوس) ومعناها الكلمة المنطوقة من شخص أو التى تعبّر عن شخص ما يعنى يقول دى كلمة فلان أو فلان قال , قال كلمة عبّرت عنه كما نسمع كلمة من أقوال الآباء أو كلمة فلان, 2- (ريما) ومعناها لفظ أو يعنى الحروف , يعنى مثلا كلمة هو عبارة عن هاء و واو وهذا هو لفظ مكون من عدة أحرف , أما الكلمة الثالثة التى أستخدمها يوحنا هى 3- (اللوجوس) وهى ليست مجرد اللفظ أو الحروف , وليست الكلمة المعبّرة عن شخص ما , ولكن معناها النطق الخارج من الفكر أو المعبّر عن الفكر بمعنى الفكر المعبّر عنه بصورة كلامية بالنطق , وظهر هذا الفكر وعبّر عنه فى صورة منطوقة كلامية ومنها كلمة LOGIC وتعنى منطقى فيقول الحاجة دى منطقية , فيوحنا لم يستعمل كلمة أيبوس ولا كلمة ريما لكن أستعمل كلمة لوجوس أو الفكر المنطوق
Λόγος logos log'-os;
something said (including the thought); by implication a topic (subject of discourse), also reasoning (the mental faculty) or motive; by extension a computation; specifically (with the article in John) the Divine Expression (that is, Christ)
, ولولا النطق ما كنا ندرك العقل , يعنى لا أعرف عقل الإنسان إلا من خلال نطقه وكلامه , فالعقل لا يدرك إلا من خلال النطق , وأيضا الله لا يدرك إلا من خلال كلمته , هو الفكر المعبّر الناطق عن الله وعقل الله , ولما بيستخدموا فى العربى اللفظ المشهور فلان تكلم من بنات أفكاره , وفكره ده يعنى الأفكار ما أتزوجتش من بعضيها كما هو مفهوم التزاوج فى ذهن الإنسان البشرى وأنجب نسل وهى الكلمة , لكن عايز يقول أن الكلمة أتولدت من أفكاره , ونطق ببنات أفكاره , والحتة دى تورينا معنى الولادة , وليست هى الولادة الطبيعية التى بيكون فيها إنفصال , وأثنين ده حاجة وده حاجة , وفيها تعدد , فيها فارق زمنى , يعنى واحد أكبر من التانى , وواحد موجود قبل التانى , وهو ده مفهوم الولادة الطبيعية اللى فى ذهن كل الناس , ولكن ما نقدرش نفصل الفكر عن النطق ولا أن هذا قبل ذاك , وحتى لما بيحاولوا يعطوا التعبير لفلان أنه صمت ولم يتكلم خالص فبيقولوا لم ينطق ببنت شفه وكأن الكلمة بتتولد من الشفة , هو هنا بيوضح لينا علاقة اللوجوس بالله , فى البدء كان الكلمة , يعنى أن الكلمة هذا منذ الأزل , وبعدين بيقول وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله , وهو هنا بيعرفنا العلاقة ما بين اللوجوس وما بين الله , علشان نقدر نتعرف على صفات الكلمة أو اللوجوس الإلهية قبل التجسد علشان نبقى عارفين أساس معرفتنا اللى حانبنيها بعد التجسد علشان ما نتلخبطش , وإذا كانت الأناجيل التانية أتكلمت عن ميلاد السيد المسيح بالجسد , فيوحنا سبق التجسد علشان يعرفنا السيد المسيح أصله أيه وطبيعته أيه من قبل التجسد , علشان كده بيستعلن لنا سيرة ربنا يسوع المسيح فى السموات منذ الأزل علشان مانتوهش ومانتلخبطش لأن لحد دلوقتى ناس كثيرة متلخبطة ومنهم رجال دين ووعاظ وعلمانيين مع الأسف كما سنرى بعد كده , وكما قلت علشان ما نتلخبطش فى سيرته المتواضعة على الأرض , ولما تيجى الأناجيل بعد كده وتقول لينا أنه جاع وأنه عطش وأنه بكى وأنه صلى ما نتلخبطش وما نتوهش ويقولوا الله هو ربنا بيجوع , وهو ربنا بيصلى , طيب بيصلى لمين ؟ , فهو هنا بيسبق ويكلمنا ‘عن سيرة السيد المسيح منذ الأزل قبل التجسد علشان لما يتكلم عن التجسد ما نتوهش وما نتلخبطش وبيحدد فى مفاهيم واضحة جداجدا جدا , أن الله الكلمة الناطق الأزلى , والحقيقة أن يوحنا نطق ما نطقته الأجيال اللى قبل كده عن الكلمة , وصحيح كلمة ربنا لم تظهر فى العهد القديم بشكل اللوجوس , لكن الأنبياء وهم بيكتبوا كده أعطونا لمحات لطيفة قوى , يعنى لو رحنا لسفر أشعياء 40: 3- 5 3صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. 4كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ وَيَصِيرُ الْمُعَوَّجُ مُسْتَقِيماً وَالْعَرَاقِيبُ سَهْلاً. 5فَيُعْلَنُ مَجْدُ الرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعاً لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ. والآية3و4 دى شفناها فى العهد الجديد بترمز لمين ؟ طبعا يوحنا المعمدان ونشوف بعديها على طول آية خمسة , يبقى لما فم ربنا يتكلم بيحصل حاجتين 1- مجد الرب َيُعْلَنُ 2- يراه كل بشر , وعلى طول المقابل بتاع الآية دى فى العهد الجديد فى إنجيل لوقا على لسان سمعان الشيخ وهى الإنجيل اللى بنصليه فى صلاة النوم كل يوم لوقا 2: 29- 32 29«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، 30لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، 31الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 32نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ». آدى الرؤية والمجد , ونشوف أيضا فى نفس إصحاح أربعين من أشعياء 40: 8 8 يَبِسَ الْعُشْبُ ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ».لما بيتكلم أن كل حاجة ستفنى وتتغير والإنسان مثل العشب زى ما العشب ييبس أيضا الإنسان حاييبس , أما كلمة الله دائمة أزلية , والكل بيتغير لكن كلمة الله تثبت إلى الأبد ولا تتغير , شوفوا حلاوة الروح القدس الواحد اللى كان بينطق وبيكتب فى أشعياء واللى بينطق وبيكتب فى يوحنا , وعلشان كده السيد المسيح هو اللوجوس , الله الكلمة الناطق الأزلى , وكمان أعظم آية صنعها السيد المسيح الأقنوم الثانى فى أزليته الممتدة منذ الأزل وإلى الأبد هو تجسده , هو أن الكلمة صار جسدا , حيث صارت الكلمة التى تحمل كل أسرار الله وكل فكر الله ظاهرة ومعلنة للإنسان , أن الأزلى صار جسدا , وعشان كده بهذه الآية أستعلن لنا الله , والسيد المسيح أعلن كل أسرار الله وكل فكر الله وكل حب الله وكل قدرة الله , 18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ., وعلشان كده وظيفة الكلمة (اللوجوس) هو أن يجعل الله معروفا للإنسان ومعلنا للإنسان , وبيسموه فى أحد الترجمات REVEALER أو المعلن أو اللى بيعلن واللى بيكشف , فالكلمة المنطوقة هى التى كشفت لينا فكر الله وقدرة الله وحب الله وتحنن الله على الإنسان , هذا كان فى الآرشى أو الآرخى أو فيما قبل الزمن .المقابلة الثانية لسفر التكوين بنشوف قال الله , (يعنى الله نطق بكلمته) ليكن نور, لتخرج زحافات , لنعمل الإنسان........ , ويتضح لينا أن الكلمة أيضا أصل كل خليقة, فالله الخالق الكون بكلمته , يبقى كلمة فقال هى أشارة إلى الكلمة التى يعلنها إنجيل يوحنا (اللوجوس).فى البدء كان الكلمة والحقيقة كلمة كان ليست هى كان التى تعنى الزمن ولكن هى كان التى تعنى الكينونة إيمى , إيجو إيمى الكائن
εἰμί eimi i-mee' First person singular present indicative; a prolonged form of a primary and defective verb; I exist (used only when emphatic)
فكلمة كان لا تعنى الزمن فى اليونانية لكن تعنى الكيان , وبيقول والكلمة كان عند الله , واللطيف أيضا لأنى كما قلت اللغة اليونانية لغة غنية جدا اللى كتب بيها يوحنا , أن كلمة عند لا تعنى المكان , يعنى أنا أقول أنا واقف عند السرير , وهذا يعنى هذا مكانى لكن كلمة عند هنا تعى المعية و المكانة ومعناها باليونانى أبروس أو مع Πρός pros pros A preposition of direction; forward to, that is, toward (with the genitive case the side of, that is, pertaining to; with the dative case by the side of, that is, near to; usually with the accusative case the place, time, occasion, or respect, which is the destination of the relation, that is, whither or for which it is predicated.
فى معية ,مكانته فى الله , وعلشان كده بعد شوية سيعلن أن مكانة اللوجوس فى حضن الآب ( فى آية 18 من نفس هذا الإصحاح ) , كحاله وهو قائم ودائم الوجود بذاته ثابت أزلى فى حضن الآب , وكان عند الله يعنى أنه كان (كائن مع وفى الله) وفى معيته , فالآية الأولى يعلنها فى الآخر وكان الكلمة الله , ونلاحظ ملاحظة لطيفة قوى أن مفروض فى اللغة العربية لو أحنا بنترجم ترجمة حرفية كان فعل كان هذا لابد أن يتغير ويوضع بدلا منه كانت ! أو كانت الكلمة , لكن لأ علشان نعرف أن كان هذه ليست فعل الزمن ولكن هى فعل الكينونة المذكر , وعلشان كده ما قدروش يغيروا ويمشوا على قواعد اللغة العربية لأن الكلمة ليست مؤنث بل الكلمة مذكر لأنه الأقنوم الثانى لكن الكلمة المنطوقة اللفظية هى مؤنث علشان كده كان بيسخدم لها فعل كانت , فبيعلن يوحنا فى الآية الأولى ثلاثة أمور خطيرة وهى 1- أزلية الكلمة (فى البدء كان الكلمة). 2- أقنومية الكلمة وأتحاده بالآب (عند الله مع الله). 3- لأهوت الكلمة وطبيعته وجوهره (وكان الكلمة الله) , وهذا الذى يجاوب على السؤال متى كان وأين كان ومن هو اللوجوس؟ متى كان؟ هو منذ الأزل وليست له بداية بل هو بداية الخليقة وآرشى كل خليقة , أين كان؟ هو عند الله , من هو ؟ هو الله .الحقيقة الكلام ده علشان يفند كل البدع والهرطقات اللى طلعت وكما قلت وذكرت سابيليوس الذى أتكر تمايز الأقانيم وقال هو ربنا لما كان فى وقت سميناه الآب وبعد شوية لما ظهر فى الجسد سميناه أبن وبعد شوية سميناه روح قدس لأ ده الآب والأبن والروح القدس ثلاثة أقانيم وهى صفات متمايزة تكون كائن واحد وموجودة منذ الأزل وإلى الأبد .
فى الآية الأولى بيعلن علاقة اللوجوس بالله وأن اللوجوس هو الله .
2* 2 هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ. بيؤكد هذا المعنى مرة تانية أو علاقة اللوجوس بالله وأن اللوجوس هو الله .
3*3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فى الآيتين 1 و 2 أتكلم عن علاقة اللوجوس بالله ودلوقتى حايتكلم عن علاقة اللوجوس بالخليقة والكون , وإذا كان فى الآية الأولى أعلن لنا أن الله هو البداية و هو بدايتى , ففى هذه الآية بيعلن أن الله فيه الحياة وهو حياتى وعلشان كده بقى على المستوى اللاهوتى العملى التطبيقى وليست المعرفة العقلية بل الإختبارية اللى الكنيسة أيضا بتعلمنا هذا اللاهوت العملى أنه بتضع ليك هاتان الآيتان كل يوم الصبح فى صلاة باكر , مش هو ده إنجيل باكر , طيب الكنيسة عايزة تقول لك أيه ؟ عايزة تقولك أصحى كده وفوق أن الله هو بدايتك والله هو حياتك وأنت بتبتدى يوم جديد وأوعى يكون ليك بداية تانية غير الله وأنت نازل فى هذا اليوم وعايز تتمتع بحياتك أوعى يكون ليك حياة تانية غير ربنا , وصدقونى هو ده اللاهوت اللى بيتعاش أنى أتمسك بأن الله يكون بدايتى ويلتصق لسانى بحنكى أن لم أرتب أورشليم فى إبتداء فرحى , وأرشليم هى مدينة الله والله يكون بداية فرحى والله يكون بداية كل حاجة فى حياتى , ويكون بداية كل عمل وبداية كل إرتباط وبداية كل فكر وكل عاطفة وكل أتصال وكل كلام لأن الله البداية , وإذا بدأت بداية أخرى غير الله فسوف تنتهى إلى نهاية مؤسفة, فالله ليس فقط البداية بل هو أيضا الحياة هو حياتك ومن غيره ما تقدرش تعيش , فى الآية الأولى بيكرر لنا ثلاثة مرات الفاعل فى ثلاثة مقاطع الآية هو الكلمة والفعل فى الثلاثة مقاطع هو كان الدال على الكينونة وليس الدال على الزمن علشان كده سمى نفسه أنا الكائن I AM THE BEENأنا الكيان , ولما ييجى بعد شوية ويقول لنا الكلمة صار جسدا بيستخدم فعل صار became طيب هو عايز يقول أيه؟ أن الكلمة الذى كان الله صار جسدا , والذى كينونته كانت خارج الزمن صار فى الزمن , اللى كان قبل الزمن صار فى الزمن , والكلمة الذى كان عند الله بقى مكانه بيننا ومعانا و كل ده علشان يربط ما بين ماقبل التجسد وما بعد التجسد , الذى كان خارج الزمن صار فى الزمن الذى كان الله صار إنسانا والذى كان عند الله حلّ بيننا , وفى مقابلة لطيفة علشان مانتوهش فى تجسد السيد المسيح , فالسيد المسيح ليس مخلوقا ولا محدثا بل أزليا لأنه هو الله , وكل اللى حاولوا زى آريوس وغيره فى بدع أنهم يقولوا أن السيد المسيح مجرد سوبرمان أو وسيط ما بين الإله وما بين الإنسان يعنى حاجة ما بين البينين لأ علشان كده لا ينفرد اللوجوس فى وجوده دون الله بل هو كائن فى الله والله لا يمكن أن يكون موجود دون كلمته علشان لما يظهر فى الجسد محدش يفتكر أنه مجرد إنسان أو نبى بل هو طبيعة الله وجوهره وقد تجسد وصار إنسانا علشان ده يكون إيماننا الواضح اللى نادى بيه كل من أثاناسيوس وكيرلس وكل المجامع التى أقرت بيه .
وإذا كان الله سمىّ بالكلمة ففى فرق بين كلمة الله وبين كلمة الإنسان , وكلمة الله شفنا بيستخدم لها الفعل المذكر كان لكن كلمة الإنسان بيستخدم لها الفعل المؤنث كانت , والحقيقة أن كلمة الإنسان لا تمثل طبيعة الإنسان كلية ,وهى ممكن تكون مجرد ظاهرة مسموعة أو مقروؤة أو منصوته وقد تصور تصوير جزئى عن الإنسان وقد تخطىء عندما تصور عن الإنسان ما يقوله , وعلشان كده يمكن بنسمع واحد بيتكلم ويقول أنا مش قادر أعبّر يعنى كلمتى عاجزة لا تستطيع أن تعطى إنطباع كامل عنى ودى كلمة الإنسان لكن كلمة الإنسان شىء وكلمة الله شىء آخر لأن اللوجوس كلمة الله يحمل طبيعة الله وعبّر عن ذات الله تعبيرا مطلقا كليّا وليس جزئيا أو يعجز عن تعبير الله لأ ده الذى أعلن كل شىء REVEALER هو الذى يعبّر تعبير كامل عن الله وخروج الكلمة اللوجوس من الله هو خروج غير زمنى وغير محدود ويظل قائم فى الله ويحمل إسم الله وسلطته وقدرته وعلشان كده بيقول كلمة الله تثبت إلى الأبد زى ما شفنا فى أشعياء .
كما ذكرت إنجيل يوحنا إنجيل الإيمان والحياة بناءا على المعرفة الصحيحة بإلهنا رب المجد يسوع المسيح ولذلك يتوخى مننا أن نبذل مجهود وبذهن متفتح لكى نستطيع أن نحصل على تلك المعرفة الصحيحة الخالية من التشويش ومن الهرطقات وتكون درعا لنا فى طريقنا الروحى وسنتابع فى فى الجزء القادم بقية التأمل فى الآية الثالثة3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.
والى اللقاء مع الأصحاح الأول الجزء الثانى من إنجيل يوحنا راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
+++
أخوكم
فكرى جرجس