حياة القديس كريكور المنور

إنضم
8 ديسمبر 2011
المشاركات
26
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
turkey


اعتنقت أرمينيا الديانة المسيحية بشكل رسمي عام 301م.علي يد القديس كريكور المنوًر Surp Krikor Lusavoritch
إن وجود المسيحية في أرمينيا خلال القرون الميلادية الثلاثة الأولى كان الأساس لحركة أقوى تمثًلت في اعتناق الدولة الأرمنية الديانة المسيحية واعتبارها دين الدولة والشعب .
تم اغتيال ملك أرمينيا خوسروف الثاني والد الملك درتاد الثالث من قبل الأمير آناك والد القديس كريكور المنوًر والمرسل (أي الأمير آناك) من قبل البلاط الفارسي إلى أرمينيا لغرض الاغتيال، بعد أن أقنع الملك أنه فرً إلى أرمينيا من ملاحقة الحكم الساساني. وتتوالى الأحداث، ويتخلًص كل من درتاد (نجل الملك القتيل) وكريكور (نجل القاتل) من الموت الذي أصاب عائلتيهما.
وقد تربى درتاد، نجل الملك في روما، ملكاً لأرمينيا في المستقبل، في حين تربى كريكور في قيصرية كبدوكية واعتنق الدين المسيحي، ثم عاد إلى أرمينيا، وعمل في خدمة الملك درتاد الثالث بعد أن تولى الحكم على عرش أبيه بمعاونة روما. واحتفاءً بهذه المناسبة، أمر درتاد بتقديم القرابين إلى الإلهة آناهيد، بيد أن كريكور رفض الامتثال لأمر الملك الذي علم من ذلك أنه مسيحي، فأمر باعتقاله وتعذيبه بقسوة، إلا أنه فشل في أن يقهر إرادة كريكور الذي رفض أن ينكر إيمانه المسيحي، وبعد أن علم أن كريكور هو نجل قاتل أبيه، أمر بإلقائه في حفرة عميقة، في الزنزانة المسماة (خور فيراب) في مدينة أرداشاد العاصمة القديمة لأرمينيا.
في تلك الفترة، فرًت من اضطهاد الإمبراطور الروماني دقلديانوس، والتجأت إلى أرمينيا، مجموعة من العذارى المسيحيات برئاسة القديسة كَايانيه. وكانت هذه المجموعة تضم سليلة العائلة النبيلة الحسناء هريبسيميه. وقد بُهر الملك درتاد الوثني بجمالها وأراد أن يتخذها زوجة له. إلا أن القديسة هريبسيميه رفضت عرض الملك، مما أثار غضبه، فأصدر أمره باستشهادها. كما استشهدت القديسة كَايانيه وبقية العذارى القديسات اللواتي تحيي الكنيسة الأرمنية ذكراهن كل عام بكل إجلال وتقدير.
بعد استشهاد القديسات، أُصيب الملك درتاد الثالث بمرض عصبي شديد لم يستطع أحد معالجته، فظهر الملاك للأميرة (خوسروفيدوخت) شقيقة الملك في حلمها، موحيا بأن الوحيد الذي يستطيع معالجة الملك هو كريكور الملقى في الزنزانة. فأمرت الأميرة بإخراجه منها بعد أن بقي على قيد الحياة فيها مدة 13 عاماً بفضل المعونة الإلهية ورعاية أرملة تقيّة. وقام كريكور على الفور بجمع عظام القديسات الشهيدات وشفى الملك من مرضه، فاعتنق المسيحية. وبذلك أصبحت الديانة المسيحية دين الدولة عام 301م. وبهذه الخطوة تكون أرمينيا أول دولة اعتنقت المسيحية في العالم، وهي سبقت بذلك إصدار مرسوم ميلانو عام 313م الذي أعطى حرية العبادة للمسيحية إلى جانب الديانات الأخرى في الإمبراطورية الرومانية، ولم تُعلن المسيحية ديناً رسمياً فيها، إلا في العام 380 في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول.

ثم قام القديس كريكور ببناء ثلاث كنائس على أضرحة القدّيسات الشهيدات، وتدمير المعابد الوثنية بأمر الملك. ثم سافر إلى قيصرية كبدوكية، حيث تمّت رسامته أسقفا لأرمينيا، عاد بعدها إلى وطنه بمرافقة أسقف من قيصرية لإجراء مراسيم تنصيبه، وإكمال أعماله التبشيرية فيها، حيث قام بتعميذ الملك وأفراد أسرته وحاشية البلاط والمؤمنين.
وفي فاغارشاباد، عاصمة أرمينيا آنذاك، شرع كريكور المنوَّر في بناء أول كاتدرائية مسيحية في العالم هي كاتدرائية (اجميادزين) في الموضع الذي ظهر فيه ابن الله يسوع المسيح في رؤية لكريكور، وبيده مطرقة نارية، مشيراً إلى الموضع الذي سيبني فيه كنيسته. لذلك سُمِّيت هذه الكاتدرائية (اجميادزين) التي تعني في اللغة الأرمنية (موضع نزول الابن الوحيد). وهكذا أصبحت (اجميادزين) مقراً للكنيسة الأرمنية، وأصبح القديس كريكور الكاثوليكوس الأول لأرمينيا على كرسي القديس تداوس.
ونظراً للدور الأساس الذي قام به كريكور في تنوير الأرمن بنور الإيمان المسيحي، منحته الكنيسة الأرمنية لقب (لوسافوريج) أي المنوِّر
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
كنيسة القديس كريكور المنور، في حلب
saint-krikor-church-aleppo.jpg

 
أعلى