سؤال حول طبيعة المسيح

إنضم
30 يونيو 2025
المشاركات
116
مستوى التفاعل
61
النقاط
28
الكتاب المقدس لا يتطرق صراحة إلى مسألة ما إذا كان ليسوع المسيح طبيعتان أم طبيعة واحدة فقط.، مع ذلك ، فإن التوصل ألى فهم أن للمسيح طبيعتان هو الموقف الأكثر تماسكًا من الناحية الكتابية واللاهوتية. فقد وصلت هذه القضية إلى ذروتها في تاريخ الكنيسة عندما حاول البعض الطعن في الوهية المسيح أو الطعن في حقيقة جسده البشري، حيث حاول اللاهوتيون في الكنيسة التعامل مع المعلومات التي يوفرها العهد الجديد عن يسوع وتدوينها.

وفقًا للعهد الجديد ، يسوع هو حقًا إنسان وُلِد في الجنس البشري ، ومع ذلك فهو أيضًا الله الكامل. يقول يوحنا 1: 1 أن الكلمة هو الله ، ثم في الآية 14 نرى أن الكلمة التي يتحدث عنه يوحنا هو يسوع الذي "حلَّ" بيننا. أما متى ولوقا فيخبران عن ولادة يسوع لمريم العذراء ويعطيان نسبه البشري. فهذا إذن ما يعلّمه العهد الجديد. أن يسوع هو الله الذي دخل الجنس البشري كإنسان.

لذلك أرى أنه من الصعب الرد على سؤالك. فكما أن طبيعة اللاهوت فوق مستوى البشر كذلك هي طبيعة اتحاد الناسوت و اللهوت.

أتمنى أن أقرأ رداَ من الأحبة أكثر فائدة من ردي.
اشكرك على توضيح لاني اتسال نفس السؤال
بس اريد توضيح بسيط دون جدال
يعني المسيح هو الله ونفس الوقت انسان طيب مين الاب بالسماء تقولوه وقت الصلاة لديكم ابانا بالسماوات ؟؟
 
إنضم
30 يونيو 2025
المشاركات
116
مستوى التفاعل
61
النقاط
28
.
سلام المسيح وتحياتي للأستاذ "إلى النور" وكل الأحباء الحضور. أعتقد أن الإجابة هي نعم، "الطبيعة "المركبة" تعبير صحيح يقبله أصحاب الطبيعة الواحدة. لكنه نادر جدا، لم أصادفه شخصيا إلا في سياق المصالحة ومحاولات التوفيق بين الكنائس كما حدث في ثمانينيات القرن الماضي على سبيل المثال.
الأهم من ذلك في تقديري ـ إذا سمحت لي ـ هو أن ندرك المعنى الحقيقي المقصود بهذه الاصطلاحات، وإلا فقد نقع دون أن تشعر ضحية الفهم السيء أو التعليم الخاطئ. على سبيل المثال فرق كبير بين قولنا إن «المسيح تألم في ناسوته» وبين قولنا إن «المسيح تألم بسبب ناسوته». في القول الأول نحن نفصل ـ ولو ضمنيا ـ بين اللاهوت والناسوت ويقتصر من ثم الألم على الناسوت وحده، لأن اللاهوت ببساطة لا يتألم. منطقي جدا، ولكن هكذا في الحقيقة "ينقسم" المسيح إلى اثنين أو إلى نصفين أحدهما يتألم والأخر لا يتألم! أحدهما هو الناسوت الذي يسري عليه الألم، بينما الآخر هو اللاهوت الذي لا يقبل من حيث طبيعته الألم ومن ثم يبدو وكأنه يقف سلبيا محايدا. هذا القول بالتالي خاطئ تماما، أستاذنا الحبيب، لا يقبله أصحاب الطبيعة الواحدة ولا يقبله حتى أصحاب الطبيعتين! هذا التعليم ببساطة تعليم "نسطوري" بحت!
أما القول الثاني «تألم المسيح بسبب ناسوته» أو «من خلال ناسوته» فمعناه أن المسيح الواحد ـ الإله الإنسان ـ تألم، وهو ما يزال واحدا تألم، دون أي فصل بين اللاهوت والناسوت ودون أي تقسيم للمسيح إلى شخصين أو إلى نصفين، يختلفان بالضرورة في كل شيء بما إن كليهما من طبيعة تختلف عن الأخرى. فهذا هو التعليم الصحيح وهو قول الآباء، شرقا وغربا، من أثناسيوس الرسولي (طبيعة واحدة) حتى مكسيموس المعترف (طبيعتين اثنتين).
علة ذلك ببساطة هو مبدأ هام جدا نسميه "شيوع الخواص"، أو "تبادل الخواص" (Communicatio idiomatum)، الذي يذهب إلى أن ناسوت المسيح ـ نظرا لاتحاده مع اللوغوس أو الكلمة الإلهي ـ اكتسب خواص اللاهوت أيضا، ولكن دون أن تتغير طبيعته. باتحاد الكلمة إذاً بالجسد: تأله هذا الجسد. تجدّد وتقدّس وتبدّد فيه الموت والفساد وكان حقا "جسدا إلهيا". كان حرفيا "جسد الإله" رغم أنه كان وما يزال جسدا إنسانيا. اكتسب "ناسوت" يسوع من ثم خواص "الكلمة" الإلهي ـ بحكم اتحادهما ـ دون أن تتغير بذلك "طبيعته" كناسوت. بالأحرى تحققت فيه بذلك طبيعة الإنسان "الحقيقية" أخيرا، ليس كما نعرفه ولكن كما كان حقا في البدء، في محضر الله قبل السقوط. وأما الآن فليس الإنسان فقط في محضر الله بل صار بهذا التجسد في "اتحاد" مباشر معه!
(وهذا بالتالي هو جوهر الخلاص في الإيمان الأرثوذكسي ومعنى "التأله" الذي تكرر الحديث حوله مرارا. نحن باختصار حين نتحد مع المسيح في المعمودية نولد روحيا من جديد، لا من آدم هذه المرة ولكن من المسيح، آدم الثاني، الذي ألّه "الإنسانية" في جسده هو نفسه أولا. هكذا تألهنا نحن أيصا فيه، وبه، بحكم ولادتنا هذه الجديدة، وإن لم يحدث حقا أي تغيّر في "طبيعتنا". بعبارة أخرى نحن لا نصير "آلهة" أو تتحول طبيعتنا أبدا لطبيعة الله، حاشا. نحن ما زلنا ناسوتا. ولكن لأننا ناسوت ولد من ناسوت المسيح، نفس الناسوت الذي ألهه اللوغوس بالتجسد، فقد تألهنا نحن أيضا بالضرورة! هكذا صرنا بالنعمة "أولاد الله" وصارت أجسادنا "هياكل" القدوس وصارت قلوبنا منازل روحه. وهذا معنى قولنا «أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له»، كذلك قول الآباء ـ أثناسيوس وإيريناوس وباسيليوس وغيرهم ـ «تأنسن الإله كي يتأله الإنسان»).
***
لكن العكس أيضا صحيح: كما اكتسب الجسد أو الإنسان يسوع خواص اللاهوت، كذلك اكتسب الكلمة الإلهي أيضا خواص الناسوت، دون أن يئول ذلك بالطبع إلى أي تغيّر في "طبيعته". لهذا تحديدا ظهرت كل هذه التعبيرات المتناقضة المستحيلة عقلا، مثل قولنا «جاع الإله»، «عطش الإله»، «تألم الإله»، أو مثل وصفنا للعذراء بأنها «أم الإله»! فهل "جاع" الكلمة الإلهي نفسه، أو "تعب" أو "تألم"؟ نعم، ولكن ليس كما نجوع نحن أو نتعب أو نتألم. لقد "اختبر" الكلمة القدوس فعليا سائر ضعفاتنا وأتعابنا وآلامنا، ولكن بحسب طبيعته الإلهية سبحانه ودون أن يئول ذلك إلى أي تغيير في هذه الطبيعة. أو كما يشرح على سبيل المثال قديسنا الكبير مكسيموس المعترف في نص جميل عميق أقتطف منه:
«كونه إلها فقد صنع المعجزات، ولكن على نحو إنساني وبطريقة إنسانية، إذ تحققت هذه المعجزات عبر جسده المحدود الضعيف. وكونه إنسانا فقد اختبر معاناة البشر واختبر آلامهم، ولكن على نحو إلهي وبطريقة إلهية، إذ تكشفت له هذه الأتعاب والآلام حسب سلطان مشيئته. هكذا بمعجزاته شفانا وردنا إلى أنفسنا، كاشفا لنا كيف كنا حين خُلقنا أولا. وهكذا بآلامه جعلنا خاصته، فأصبحنا هذا الخلق الأول الذي كشف لنا عنه. ...».
وهكذا بحكم "شيوع الخواص" بين اللاهوت والناسوت في الكلمة المتجسد أصبح لهذا "المسيح الواحد" كل خواص اللاهوت والناسوت معا، حتى التي لا تنصرف على طبيعة الناسوت منفردا، أو على طبيعة اللاهوت منفردا.
وبالطبع فقد حاء هذا التعليم أولا من مدرسة الإسكندرية، أصحاب الطبيعة الواحدة، ثم تبناه الغرب أيضا وأخذ به، ثم أخذ به حتى المعتدلون في مدرسة أنطاكية نفسها، المعقل الرئيسي لأصحاب الطبيعتين. هذا بالتالي هو التعليم الصحيح الذي اتفق عليه الجميع تقريبا. (وإن أخذ الغرب بعد ذلك ـ فيما يتعلق بالخلاص ومعناه ـ طريقا آخر وجاء بفكر مختلف أصبح فيه "الصليب" ـ لا "التجسد" ـ هو حجر الزاوية).
أعتذر ختاما للإطالة وأرجو أن تكون رسالتي قد ألقت بعض الضوء على هذه الاصطلاحات الهامة، لعلك تدرك الآن أبعادها على نحو أفضل. تحياتي ومحبتي.
.
اشكرك على توضيح لاني اتسال نفس السؤال
بس اريد توضيح بسيط دون جدال
يعني المسيح هو الله ونفس الوقت انسان طيب مين الاب بالسماء تقولوه وقت الصلاة لديكم ابانا بالسماوات ؟؟
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
4,374
مستوى التفاعل
2,158
النقاط
113

بس اريد توضيح بسيط دون جدال يعني المسيح هو الله ونفس الوقت انسان طيب مين الاب بالسماء تقولوه وقت الصلاة لديكم ابانا بالسماوات ؟؟

أمل خليني أوضحلك بكل محبة وبساطة وبدون أي جدال ❤️

نحن المسيحيين نؤمن بأن الله واحد، لكن بيظهر لنا بثلاث أقانيم:
الآب، والابن، والروح القدس — مش تلات آلهة، بل إله واحد في جوهره، لكن بثلاث أقانيم متمايزة في العلاقة والعمل.

يعني شو؟

  • الآب: هو الله، المصدر الأول، الخالق.
  • الابن (يسوع المسيح): هو كلمة الله المتجسد، يعني الله ظهر بالجسد وصار إنسان مثلنا، لكن بدون خطية.
  • الروح القدس: هو روح الله اللي بيحل في القلوب وبيعطينا القوة والعزاء والقداسة.

طيب سؤالِك:

"إذا يسوع هو الله، طيب مين الآب اللي بتدعوه في الصلاة: أبانا الذي في السماوات؟"
جوابه:
يسوع نفسه، لما كان على الأرض، علّمنا نصلي ونقول "أبانا الذي في السماوات"، لأنه هو الابن المتجسد، عم بيكلمنا كبشر، وبيوجه أنظارنا للعلاقة بينه وبين الآب.
هو ما أنكر إنه الله، بس كان بيورجينا كيف نعيش كبشر باتكال كامل على الله الآب.

متل شو؟

متل الشمس:
  • الشمس نفسها (الآب)
  • نورها (الابن)
  • حرارتها (الروح القدس)
    كلها شمس واحدة، بس إلها ثلاث تعبيرات مختلفة.
يسوع هو الله الظاهر في الجسد، والآب هو الله غير المنظور، والروح القدس هو الله الساكن فينا.

إذا بدك توضيح أكتر أو أمثلة مبسّطة، ❤️

خليني كمللك التوضيح بأبسط مثال تاني، يمكن يقرب الصورة أكتر لعقلك الحلو:

🎨 تخيلي لوحة فنية مرسومة:

  • الرسام = الآب (الفكرة، المصدر)
  • الفرشاة اللي بيستخدمها = الابن (الأداة اللي من خلالها ظهرت الفكرة)
  • النفس أو الإحساس اللي بيدخل باللوحة = الروح القدس
كلهم اشتغلوا على نفس العمل، وكلهم من نفس الكيان، بس كل واحد إلو "دور" معيّن.
وهكذا الله واحد، بس اشتغل معنا بطرق مختلفة:

  • الآب: خلقنا ودبّر خلاصنا من فوق.
  • الابن (يسوع): نزل لعنا وصار إنسان، حتى نفهم الله ونرجع نتصلح معه.
  • الروح القدس: بيعيش فينا بعد ما يسوع قام من الموت، ليقودنا ويقوّينا ويغيّر قلوبنا.

ولما بنصلي "أبانا الذي في السماوات":

نحن عم نكلم الله الآب، متل ما علّمنا يسوع، بس من خلال يسوع نفسه، لأنه هو اللي فتح الطريق نحكي مع الآب بحرية.
فما في تناقض، هو سر عظيم، بس جوهره المحبة والعلاقة. ❤️

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,193
مستوى التفاعل
1,214
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
اذا بدك توضيح أبسط الاخ العزيز خادم البتول بيساعدك ؟​
لا مزيد بعد إجاباتك الجميلة يا برنسيس، والتي أتعلم بالعكس منها. إجابات "السهل الممتنع" كما وصقتها سابقا. :) هذه الأمثلة التقليدية المعروفة ـ خاصة مثال الشمس ـ تكفي تماما كبداية. المشكلة أنهم يذهبون بعد ذلك إلى قنوات التشكيك والضلال فيتعاملون مع هذه الأمثلة لاهوتيا، يحللونها جيدا وينجحون بالتالي في تفنيدها، وهكذا يخلصون ـ ويهتفون بحرارة ـ إلى أن «الكنيسة بتضحك علييييكم»... «الكهنة بيخدعوووكم»... «فوقوا يا نصارى فوقوا احنا مش عايزين ـ والله ـ غير مصلحتكم»! :LOL:
نحتاج بالتالي مثالا بسيطا كمثال الشمس، ويستقيم بنفس الوقت لاهوتيا عند تحليله. أفضل ما وصلت إليه هو آدم، لأننا في النهاية جميعا آدم: آدم ذو الشعر الأسود هو مثلا بطرس، آدم ذو الشعر الأشقر هو يعقوب، وآدم الطويل القامة هو يوحنا. وهكذا فهم جميعا واحد، لأنهم جميعا آدم، ولكنهم بالوقت نفسه أيضا ثلاثة، لأن بطرس غير يعقوب غير يوحنا.
هكذا يذهب "التناقض" الظاهر أولا، وهو المهم، ثم ننتقل بعد ذلك لنشرح لاحقا ـ لمن يريد الغوص بعلم اللاهوت ـ كيف أن كلا منا هو حقا آدم، تماما كما أن الأقانيم كل منهم هو الله.
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
4,374
مستوى التفاعل
2,158
النقاط
113
ههههه بس أدم الثاني ...
ربنا يباركك أخي خادم البتول
 
أعلى