الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
سير القديسين
قصص وأقوال القديس أنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية وأقوال تلاميذه
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2735617, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]قصة الراهب سلوانس:[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][/SIZE][/B][/SIZE][/FONT][SIZE="4"][B][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]كان هناك فتى اسمه سلوانس[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="]، كان أبونا باخوميوس قد أعطاه وصايا قبل أن يقبله في الدير. وكان أصلاً ممثِّلاً، وفي بداية حياة تجرّده كان ساهرًا جدًا على نفسه يقضي كل وقته في الصوم والصلوات المتواترة بكل اتضاع. ولكنه بعد ذلك صار مهملاً ممتِّعًا نفسه بحياة رخوة، وكثير المزاح والضحك. فدعاه الأب باخوميوس وقال له: ”ما هي الوصايا التي أوصيتك بها؟ ألا تعلم أنه أمرٌ عظيمٌ أن تصير راهبًا؟ لقد أوضحتُ لك عند الباب أن تتبصر لنفسك لعلك لا تقدر أن تصير راهبًا، وقد وعدتَ أمام الله أن تكون كذلك. والآن، إن كنتَ ترغب حقًا في الحياة الأبدية، فلماذا لم تهتم بنفسك بدلاً من أن تطلق العنان لقلبك؟ ولكن إن كنتَ لا تريد أن تبقى في مخافة الله فقُم واذهب إلى والديك ولا تمكث ههنا بعد الآن“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم أمره الأب في حضور الإخوة أن يخلع زيّه الرهباني ويُعطَى ملابس علمانيين ويُطرَد من الدير. فلما سمع ذلك انطرح عند قدمي الأب وبكى بكاءً مرًّا، لأنه لم يشأ أن يعود إلى الحياة العلمانية، وتعهد بتوسل كثير أن يصير راهبًا حقيقيًا قائلاً: ”إذا سامحتني يا أبي هذه المرة ولم تطردني فستجعلني أصنع توبةً عما تهاونتُ فيه لكي تفرح بتجديد حياتي“. فقال له الأب: ”أنت تعلم كم احتملتُك وحذّرتُك، بل وكنتُ أضربك في حين أنني لا أريد أن أمدّ يدي على أحد، ولما كنتُ أضطر أن أفعل ذلك كنتُ أُعاني في نفسي من التأثُّر أكثر مما كنتَ أنت تعانيه من الضرب. وقد ظننتُ أنني بذلك يمكنني أن أُصلح خطأك. وأنت إلى الآن لم تتغير، فكيف أسامحك“؟[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فضاعف سلوانس من توسلاته ووعد بتغيير سلوكه. فرقّ له الأب باخوميوس، ودعا راهبًا فاضلاً يُدعَى "بسينامون"، وقال له في غياب الفتى: ”نحن نعلم أن لك زمانًا طويلاً في جهاد النسك، أما الآن فمن أجل الله خذ هذا الفتى واشترك معه في التعب والجهاد في كل شيء حتى يخلص، فأنت تعرف كم أنا منشغلٌ بأمور كثيرة بخصوص الإخوة“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وهكذا ظل بسينامون مع سلوانس يعملان الحصر معًا ويتممان صومهما وصلواتهما كما ينبغي. وكان الفتى يطيع بسينامون في كل شيء كما أخذ وصيةً بذلك، حتى إنه لم يكن يأكل ورقة خضروات دون أن يسأله. وهكذا صار متواضعًا متقدمًا في الفضيلة ووديعًا، ضابطًا لفمه، وما كان يتعجّل في رفع عينيه نحو أحد، وكان صارمًا في نسكه. وكان يقف منتصبًا سرًّا في صلوات السهر حتى أنه إذا تعب من الصلاة كان يجلس ويضفر طوال الليل، وفي هذا الوضع كان يأخذ حاجته من النوم. وباختصار فقد صار رجلاً تائبًا حيًّا بالروح، وصار مثالاً لكل فضيلة أمام جميع الإخوة![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وقد حقق سلوانس فضائل أهمها الاتضاع المتناهي والدموع التي كانت تنهمر من عينيه بلا توقف. وكان عندما يأكل مع الإخوة لا يستطيع أن يضبط دموعه التي كانت تختلط بطعامه. ولما كانوا يطلبون منه أن يكفّ عن ذلك أمام الغرباء كان يؤكِّد لهم بشدّة أنه حاول كثيرًا ولم يستطع. فقالوا له: ”نودّ أن نعرف ما هو الفكر الذي يجعلك مبلَّلاً بالدموع بلا توقّف حتى أن كثيرين حينما يرونك هكذا يتوقفون عن الأكل“. فأجابهم: ”ألا تريدونني أن أبكي وأنوح على نفسي أنا الآتي من المسرح عندما أرى أناسًا قديسين يخدمونني على المائدة وأنا لا أستحق تراب أرجلهم؟ إنني أبكي يا إخوتي خوفًا من أن اُبتَلَع مثل قورح وداثان وأبيرام (عد16: 27-32)، ولا سيما لأنني لما جئتُ من الجهالة إلى المعرفة لم أهتم بخلاص نفسي حتى تعرّضتُ لخطر طردي من الدير. لهذا السبب فأنا لا أخجل من هذا البكاء، فأنا أعرف خطيتي التي بسببها إن بذلتُ نفسي فليس لي فضل“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وفي أحد الأيام، بينما كان الإخوة جالسين بدأ الأب باخوميوس يخاطبهم قائلاً: ”يوجد بيننا إنسان لم أرَ مثله قط منذ أن صرتُ راهبًا. فكما يُصبَغ الصوف الأبيض بالبرفير الكريم الذي لا يبهت لونه أبدًا؛ هكذا اصطبغت نفس ذلك الإنسان بالروح القدس. وهو إذا سمع شهادتي هذه وتحقق أننا نتكلم عنه فلن يُسرّ بذلك، كما أنه إذا وُجِّه إليه اللوم فلن يحزن، بل يظل كما هو بغير اضطراب“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فظن البعض أنه أبّا تادرس وآخرون أنه بترونيوس أو أورسيزيوس. ولما ألحّ الإخوة الكبار متوسلين إليه أن يُعرِّفهم مَنْ هو قال الأب: ”لو علمتُ أنه سيتملك عليه الغرور من مدحي له لما أثنيتُ عليه، بل إنه إذا مُدح سيتضع ويزدري بنفسه بالأكثر، لذلك فسأدعوه أمام الكل مباركًا حتى تقتدوا به. إنه أعظم منك أنت يا تادرس والذين يجاهدون مثلك! فمن جهة السنّ والنسك والمعرفة أنتم آباء له؛ إلاّ أنه باتضاعه العميق ونقاوة ضميره هو أعظم. أنتم قيّدتم الوحش الذي يثير الحرب عليكم وطرحتموه تحت أقدامكم، وإن تهاونتم فإنه ينفك ثانيةً ويقوم ضدّكم. أما سلوانس الذي تعرض للطرد بسبب استهتاره فقد أخضع إبليس تمامًا وذبحه، حتى أن إبليس لن يستطيع بعد أن يقترب منه لأنه قد هزمه تمامًا بتواضعه العظيم“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”فأنتم حينما تتضعون تفعلون ذلك مثل أناس لهم أعمال برٍّ ويعملون على ازدياد فضيلتهم معتمدين على ما عملتموه قبلاً. أما هذا الرجل فإنه كلما جاهد أكثر كلما اعتبر نفسه لا شيء من كل قلبه، وأنه جديرٌ بالازدراء. وهذا في الحقيقة هو سبب انسكاب دموعه الدائم. إنكم تتفوّقون عليه في معرفتكم واحتمالكم وقتالكم ضد الشيطان بلا قياس، أما هو فقد تفوق عليكم في الاتضاع. ولا شيء يُبطل قوة الشيطان مثل التواضع الذي ينبعث بقوة من داخل النفس“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبعد أن جاهد سلوانس على تلك الحال ثماني سنوات انتقل من العالم وفرح به أبّا باخوميوس فرحًا شديدًا. وقد شهد لرحيله بأنه رأى حشدًا من الملائكة يأخذون نفسه بفرح عظيم وتسابيح، وأنهم أحضروها لله كذبيحة مختارة وتقدمة بخور فائقة.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبقدر ما كان الإخوة يتبارون في مآثر بعضهم البعض، بقدر ما كانوا يتقدمون، وبالأكثر لأنهم كانوا يشاهدون أمامهم إنسانًا قويًا في الروح يسكن فيه المسيح (أي أنبا باخوميوس)[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn1"][FONT="][1][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]كان في دير "بافو" عشرة إخوة[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] يعيشون بالتواني. وكانت قلوبهم مليئة بأفكار رديئة كان الشيطان يضعها فيهم في كل وقت. وكنتيجة للأفكار النجسة التي امتلأوا بها لم يكن لهم إيمان بتعاليم الأب باخوميوس التي يوجِّه بها الإخوة، وكانوا يقاومونه علانيةً في أمور كثيرة. وكان الأب باخوميوس حزينًا عليهم وقد اعتاد أن يصلّي من أجلهم نهارًا وليلاً لكي تخلص نفوسهم. وقد تذكّر التكديرات التي أزعجته منهم منذ شبابهم، فضلاً عن أنه علم أنهم نجّسوا أجسادهم بأفعال أثيمة.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وفي حين أن القديس كان يصلّي من أجل خلاصهم، فقد سمح الله بأن غضبًا انتقاميًا يحيط بجميع الإخوة بسبب هؤلاء العشرة. لأن الأب باخوميوس كان يصلّي من أجل أولئك العشرة الذين استخفوا بتعاليمه التي كان يُلقيها عليهم لأجل خلاصهم! وقد كلّم أحد القدماء الأب باخوميوس قائلاً: ”لماذا أنت منـزعجٌ بهذا المقدار لأجل هؤلاء الرجال؟ إنك مزمعٌ أن تُعاقَب بسببهم. لقد كان أجدر بك أن تطردهم من وسطنا بدلاً من أن ترى أن الله غاضبٌ منك من أجلهم لأنك متأنٍّ عليهم في حين أنهم لا يتوبون لكي يصرفوا هذا الغضب الإلهي“. فأجابه الأب باخوميوس: ”أيها البائس ذو العقل الضيق! ماذا يعني كلامك هذا أن أطردهم؟ ألم تسمع بما فعله موسى النبي في الأيام الغابرة؟ لأن القديسين إنما هم أمثلةٌ لنا. كيف أنه فرّط في نفسه من أجل الشعب الذي أخطأ وقال: «والآن إن غفرتَ خطيتهم، وإلاّ فامحني من كتابك الذي كتبت» (خر32: 32)“. هذه هي الطريقة التي كافح الأب باخوميوس من أجلهم لكيما يندموا ويتوبوا ويعملوا على خلاص نفوسهم![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم حدث مرةً أن الأب باخوميوس قابل أحد أولئك الإخوة العشرة وقال له بوجه باش: ”كيف حالك الآن يا بُنيَّ؟ وكيف حال إخوتك“؟ فأجاب الأخ: ”بفضل الرب وصلواتك المقدسة فإن قلبي الآن يشعر بارتياح“. ثم قال له رجل الله أيضًا: ”في الأيام التي اعتقدتَ فيها أنك تقاسي بسببنا، كان الشياطين يحاربونك لأنهم لم يجدوا فيك مكانًا مريحًا لهم. إن هذا لَيشبه جنديًا يريد أن يدخل بيتًا ويجعله مأوىً له، فهو يسبب اضطرابات عديدة لذلك البيت عندما لا يتمكن من دخوله لأن الباب موصدٌ جيدًا. ولكن إذا خاف منه الذين في الداخل وفتحوا له، فبمجرد أن يدخل لا يعود يسبب اضطرابًا، بل يستريح هناك مطمئنًا. وهكذا الحال معك، فالروح النجس كان سابقًا يزعجك لأنك لم تكن تتمم عمله، أمّا الآن فقد فتحتَ له بابك، فهو ساكنٌ فيك وقد امتلأتَ به «من أسفل قدمك إلى قمة رأسك» (تث28: 35)، وهكذا فإنه ما زال قادرًا أن يضايقك بسبب ممارساتك النسكية“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فقال له الأخ مرةً أخرى: ”أما زال ممكنًا للشيطان أن يفارقني لكيما أصنع مشيئة الله وأفلت من العقوبات المذّخرة لخاطئ مثلي“؟ فأجابه الأب باخوميوس: ”أقول لك، إنك حتى لو صمتَ يومين يومين وصلّيتَ من المساء حتى الصباح، فإن هذا الشيطان لن يفارقك طالما بقيَ فيك عدم الإيمان هذا. ولكن إذا آمنتَ أن الكلام الذي أقوله لك حقيقي وأنه آتٍ من عند الله، فأؤكِّد لك أنه في ظهيرة هذا اليوم سيفارقك هذا الشيطان وتكون في سلام“. فلما سمع الأخ ذلك انصرف وذهب بعيدًا. ثم صام يومين يومين، ولكنه لم يتخلَّ عن نقص إيمانه في رجل الله باخوميوس حتى يوم مماته[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn2"][FONT="][2][/FONT][/URL][FONT="]![/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]ذهب الإخوة مرةً إلى الإسكندرية[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] ومعهم بعض الحصر لكي يبيعوها ويشتروا الضروريات التي يحتاج إليها المرضى. وحدث بينما كانوا على وشك أن يسافروا نحو الجنوب، أن ثلاثة أشخاص رغبوا أن يصيروا رهبانًا فاستقلّوا المركب وذهبوا معهم إلى دير بافو. ولما عانق الأب باخوميوس جميع الإخوة، استفسر منهم عن سلامة كنيسة المسيح الجامعة. ثم سأل مدبِّر هؤلاء الإخوة: ”لماذا أحضرتم معكم هذا الزوان، هل لكي نصيِّره راهبًا“؟ فأجابه باتضاع شديد: ”يا أبي القديس، هل تظن أنني أمتلك الموهبة التي أعطاها الرب لك أن أعرف الصالحين من الأردياء“؟ فقال له الأب: ”هذا الرجل كان زوانًا منذ طفولته بسبب أعماله ونجاساته التي ارتكبها أمام الله. فمن الصعب حقًا على مثل هذا النوع من الناس أن يعيشوا إن لم يكافحوا بعناء شديد، بأصوام عديدة وصلوات طويلة ونسكيات عديدة وثقيلة وأسهار كثيرة. ولكن طالما أنك أحضرته، فسندعه يدخل مع الاثنين الآخرين، لئلاّ إذا صرفناه نثبّط همة الاثنين الآخرين فينصرفا. أما بخصوصه هو فسنراقبه ونوضِّح له الطريق الذي يمكنه به أن يخلص، لئلاّ يعيش أيضًا في وسطنا بالشرور التي اعتاد أن انغمس فيها قبل مجيئه. فإذا تغيّر وتاب سنقبله بترحاب ونجعل له مكانًا في وسطنا. ولكنه إن لم يتُب عن خطاياه فسنُعيده إلى المكان الذي أحضرته منه. أما إذا قررنا الآن أن نطرده فسيحزن الآخران ويتراجعان، وستتأذّى نفساهما من ذلك ويؤنّبنا الرب على ذلك“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”فما هي حاجتنا إلى أن نجعل معنا أشرارًا لم يعزموا في قلوبهم أن يتوبوا أمام الله؟ إن الذين أبعدناهم عنا هذا العام بلغ عددهم نحو المائة“. وكان عدد إخوة مجمع الشركة في ذلك الوقت يكاد يبلغ ثلاثمائة وستين. فقال الأخ للأب باخوميوس: ”لو لم تكن قد أبعدتَ عنا أولئك الذين ذكرتهم لكان قد ازداد عدد الإخوة وكان مجمع الشركة قد نما بوفرة وبسلام“. فقال له الأب باخوميوس: ”كلاّ بالعكس، فلو كنتُ قد سمحتُ لهم أن يمكثوا لكان عدد الإخوة قد نقص، لأنه عندما يزداد عدد الأشرار جنبًا إلى جنب مع الصالحين، فإن غضب الله يحلّ على الصالحين أيضًا، ويخضع الجميع للعنة كما هو مكتوب أن الخطية جعلت الشعب ينقص تحت لعنة الرب، ولكنهم عندما يطردون الأشرار من وسط شعب الرب، فإن بركة الرب تحلّ على جميع الشعب الذي يتضاعف جدًا ويُثمر لله“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم قال له الأخ أيضًا: ”أريد أن تعلِّمني المعنى الكامل للكلمة التي قلتَها إن هذا الرجل "زوان". فهل يعني ذلك أن طبيعتهم شريرة منذ ولادتهم كما يقول الناس؟ وإذا كانت هذه هي الطبيعة التي وُلد بها هذا الإنسان فما الذي يمكنه أن يفعله“؟ فقال له الأب باخوميوس: ”كل إنسان خلقه الله من نسل آدم يمتلك القدرة على أن يختار بين الخير والشر. وحتى إن وُجد إنسان ذو طبيعة شريرة منذ حداثته، فبلا شك أنه ورث ذلك من طبيعة والديه الشريرة. ولكن لا يمكن أن يُلام الرب على ذلك، لأن مثل هذا الإنسان حُرٌّ في أن يتغلّب على نفسه ضدّ الهوى الذي يُزعجه. فإذا وُجد جمهور من النساء اللائي انتصرن على طبيعتهن بأن سلّمن ذواتهن للنسك في البتولية حتى نهاية حياتهن، رغم أن طبيعتهن ليست رجولية، فبالتأكيد كم يكون بالأكثر الرجل الذي خلقه الله على صورته ومثاله بإعطائه طبيعة رجولية؟ وحتى لو أزعجه هذا النوع من الهوى كما يقول الناس، فيمكنه أن يتصرف بإرادته ويُحكِّم عقله في السيطرة على الهوى الذي يزعجه ويطرده بعيدًا عنه“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”يعلِّمنا الكتاب المقدس «أن الله خلق الإنسان مستقيمًا» (جا7: 29)، ولكنه بإرادته حوّل قلبه إلى الأفكار الشريرة وأغضب الله الذي خلقه (انظر تث32: 18و19). إنه بمشيئته قد حوّل قلبه نحو الإثم والأفكار النجسة والشهوات البغيضة والأحاديث المخجلة والهزء والسخرية كما يقول سليمان الحكيم في الآية السابقة. وحتى إن كان الإنسان نسلاً رديئًا من والديه، فهو يمكنه أن يُغيِّر طبيعته بإرادته مهما كانت“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”وحزقيال النبي يزوِّدنا بتأكيد لهذا المعنى عندما يقول: «فإن ولد (الإنسان) ابنًا معتنفًا سفّاك دم .. ورأى (الابن) جميع خطايا أبيه التي فعلها، فرآها ولم يفعل مثلها .. بل أجرى أحكامي وسلك في فرائضي، فإنه لا يموت بإثم أبيه، حياةً يحيا» (حز18: 10و14و17). وفي المقابل، فإن الإنسان الذي يكون بدون هوى على الإطلاق ويرغب أن يزرع في نفسه طبيعة الرجولة التي خلقه الله بها؛ فهو لن يرتكب أيّة آثام بغيضة. ولكنه إذا سلك بمخافة الرب وبإخلاص، وعاش في طهارة الزيجة، فهو لن يسلّم نفسه للزنى، بل بالعكس يكون قانعًا بزوجته الواحدة. وإن كان أيضًا غيورًا إلى الكمال حسب كلام الرسول بولس الذي قال: «جدُّوا للمواهب الحسنى» (1كو12: 31)، فسيعيش في طهارة الملائكة. وحينئذ يسكن فيه الروح القدس ويقدِّسه، ويمكنه أن يصير راهبًا ويخدم الرب بكل طهارة واستقامة“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ولما قال الأب باخوميوس هذا الكلام قال له الأخ: ”يا سيدي وأبي، إنك الآن قد أقنعتني من الكتاب المقدس بخصوص ما سألتك عنه. والآن أريد أن تخبرني لماذا أرجعتَ كثيرين من ذلك العدد الكبير من الذين جاءوا إلينا قاصدين أن يترهبوا ورفضتَ قبولهم للرهبنة. فما الذي دفعك إلى عدم قبولهم وقلتَ عنهم إنه ليس لهم توبة؟ ولماذا أيضًا قلتَ عنهم إنهم لم يأتوا ليصيروا رهبانًا بكل قلوبهم“؟ فقال له أنبا باخوميوس: ”هل تظن أنني أحتقر صورة الله؟ كلاّ، حاشا لي أن يُعوزني بأي حال تقدير الناس! ولكن جميع أولئك الذين لا أقبلهم إنما هم زوان مثل ذاك الذي أخبرتك عنه، لأن الذين من هذا النوع يصعب أن يخلصوا في مجمع الشركة بسبب الأهواء التي تسيطر عليهم. لأنه يصعب على أي واحد أن يصحِّح حياتهم - إلاّ إذا كان الرب يسكن في أي واحد منهم - بطريقة ما بينما هم خائفون من الخطايا والبذاءات التي ارتكبوها. وأؤكِّد لك أنني إذا كشفت أعمالهم للإخوة لكي يصلّوا من أجلهم، فإنهم لن يُظهروا فقط عدم الرغبة في الصلاة لأجلهم؛ بل إنهم سيزدرون بهم ويرفضون أن يأكلوا ويشربوا معهم. لذلك نحن لا نقبلهم لئلاّ يسقط أحد الإخوة في أعمالهم الشريرة، أو يتقسّى قلبه بواسطة أحد منهم، وبذلك يقع في فخاخ الشيطان“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”ومن ناحيتي، فإنني أحيانًا أقبل واحدًا أو اثنين من هذا النوع وأكافح معهم بشدّة حتى أنقذهم من قبضة الشيطان. فيجب عليَّ أن أفتقدهم كثيرًا نهارًا وليلاً حتى يصيروا في أمان أو حتى يفتقدهم الرب فيجدوا راحتهم فيه. وذلك لكي أتمم كلام الرسول: «بطول أناة محتملين بعضكم بعضًا في المحبة» (أف4: 2)، حتى يمكنهم أن يخلصوا“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”أما بخصوص الذين لا أقبلهم، فإنني أكون خائفًا عندما أفعل ذلك مثل الفلاح الذي يريد أن ينظِّف أرضه المحروثة أو المليئة بالشوك، في حين أنه يترك أرضه الجيدة خالية من الزرع لأنه لا يستطيع أن يعمل في كليهما. هكذا هي طريقتي، فإنني أقول في نفسي إنه لا يجب أن أشغل نفسي مع الأشخاص النجسين بينما ربما يجعلني ذلك أتهاون في افتقاد الإخوة الأنقياء حتى لا يخضعوا للنجاسة. بل بالعكس، فإنني بنعمة الله أدرِّب النفوس الطاهرة في وصايا الحياة الأبدية. والذين سأنجح في تجديد حياتهم، أُسرع في التحوُّل من سلوكهم الرديء إلى خدمتهم للرب“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”أما بخصوص الذين أطردهم، فإنني أقول لهم: ’حيث إنكم ارتكبتم تلك الخطايا بسبب عمى قلوبكم وجهالتكم، فتوجد لكم توبة، ولكنكم لا يمكن أن تخلصوا في مجمع الشركة. فاذهبوا إلى أي مكان، واسلكوا حياة التوحد مع ممارسات نسكية بالصوم والصلاة أمام الرب نهارًا وليلاً مع دموع غزيرة بسبب الخطايا التي ارتكبتموها حتى يغفر لكم. وراقبوا أنفسكم باهتمام لئلاّ تجدوا أنفسكم في تلك النجاسات مرةً أخرى، ولا تستسلموا للأفكار الرديئة التي يزرعها الشيطان في قلوبكم‘. هذا هو الكلام الذي أقوله لكل إنسان من هذا النوع حتى أكون بريئًا من دمائهم أمام الله في يوم دينونته العظيم، وحتى لا يقولوا: ’إنك لم تُعطنا فرصةً لتقديم التوبة للرب‘“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]أمّا الشخص الذي جاء من الإسكندرية الذي قال عنه إنه زوان، فبعد أن أدخله وسط الإخوة أخذه على انفراد ووضع عليه نسكيات طويلة لكيما بإتمامها يفلت من عذابات الجحيم. وأوصاه مشدِّدًا أن يصوم كل يوم حتى المساء ولا يأكل شيئًا مطبوخًا. وقال له: ”إذا حدث أنك مرضتَ فلا تظن أنك مريض إن لم تنبِّهني أولاً وبعد أن أفحص الأمر لأرى إن كان ذلك بسماح من الله أم أنه فخ من الشياطين الذين يريدون أن يسيطروا عليك بالأمور التي سقطتَ فيها قبل ذلك في العالم. فإذا وجدتُ أنه مرض من الله سأُوصي الأخ الذي يعتني بالمرضى أن يهتم بك حتى تُشفَى. فقط احفظ نفسك وجسدك نقيين تمامًا من الآن فصاعدًا ولا تستسلم للأفكار النجسة التي يزرعها الشيطان في قلبك. بل أسرع بأن تتيقّظ لنفسك مصلِّيًا لله ساكبًا الدموع بكل قوتك حتى يفارقك الروح الشرير الذي كنتَ مسكنًا له. كن متواضع القلب وقُل: ’عندما أنتهي من مراعاة كل ما أُوصيتُ به، فإنني بالكاد أستحق أن أحيا وأفلت من عقاب النار التي لا يمكن أن تُطفَأ والدود الذي لا يموت‘“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”وإذا رأى بعض الإخوة نسكياتك ومدحوك لأجلها دون أن يعلموا بالآثام التي ارتكبتها فقُل لنفسك في الحال بدموع: ’يا ربي يسوع، لو علموا بأعمالي النجسة التي ارتكبتُها نهارًا وليلاً أمامك بالإضافة إلى النجاسة والبذاءة التي أنا مذنبٌ بها حتى الآن؛ فإنهم ليس فقط لن يمدحوني، بل إنهم أيضًا لن يرغبوا أن ينظروا وجهي بسبب نتانة الخطايا التي ارتكبتها أمام الرب‘! تيقّظ لنفسك وراقبها، ولا تدع أي كبرياء أو فكر باطل يدخل في قلبك لئلاّ تضيف خطايا أخرى إلى خطاياك وتُلقَى في عذابات لا نهاية لها. وإذا شتمك أحد أو سبّب لك أذى، فاحتمل ذلك بامتنان وقُل لنفسك: ’لقد أغضبتُ الله عدة مرات بأعمالي النجسة‘“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”كذلك، كُن خاضعًا ومطيعًا مع الإخوة بكل اتضاع ووداعة، وكُن بلا تذمُّر بخصوص القوانين الموضوعة علينا في مجمع الشركة، وذلك حتى يرى الله اتضاعك وأتعابك ويغفر لك خطاياك والآثام والبذاءات التي ارتكبتها في حضرته نهارًا وليلاً، وحتى لا يُلقي بك في العقوبات البشعة غير المحتملة إلى الأبد. وكل ما تعمله فليكن بمخافة الرب. ولا تعمل شيئًا لأجل مجد بشري خوفًا من أن تؤول أتعابك إلى لا شيء، ويسيطر عليك الشيطان وتصير خادمًا له مرةً أخرى“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فلما سمع هذا الرجل كل ذلك من الأب باخوميوس، سلّم نفسه لنسكيات شديدة حتى تعجب جميع الإخوة من نسكه وجهاداته. لأنه لم يعلم أحد من الإخوة أنه مارس تلك النسكيات بناءً على توصية الأب باخوميوس، بل ظنوا أنه كان يفعل ذلك من نفسه. ولا علم أي واحد منهم ما كان عليه حاله من النجاسات التي ارتكبها قبل رهبنته سوى الأب باخوميوس والأخ الذي جاء به من الإسكندرية. فقد منع الأب البار باخوميوس ذلك الأخ أن يُخبر أي أخ عن خطايا ذاك الأخ التي ارتكبها في الإسكندرية. وكان هذا الأخ الإسكندراني شابًا وقوي البنية، وقد قضى تسع سنوات في نسكيات شديدة، ولكن ليس في مخافة الرب أو في توبة، فقد كان لا يزال منهمكًا في أعمال أهوائه الشريرة ومسراته النجسة![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبعد أن مارس النسك بثبات لمدة تسع سنوات، حدث أنه بميله إلى النجاسة وضع فخًا لنفسه لكي يخرِّبها. وإذ علم الأب باخوميوس بذلك بالروح القدس الساكن فيه، رأى الشيطان في هذا الإنسان الذي قبل أفكاره الأثيمة، والذي بدأ حينئذ أن يتمم إثمًا بغيضًا جدًا حسب مشورة أبيه الشيطان. وحينئذ استدعاه الأب باخوميوس في وسط الإخوة جميعًا وبدأ يستفسر منه بخصوص الفكر الذي عزم في قلبه أن يتممه بدون مخافة الله. فاضطرب الرجل بسبب مخافة الله التي رآها على وجه الأب باخوميوس، واعترف في الحال بالخطية التي عزم على ارتكابها. وفي الحال طرده الأب من وسط الإخوة، ولما علم الإخوة بهذا الأمر امتلأوا جميعًا بخوف عظيم بسبب نعمة الله التي سكنت في الأب باخوميوس، ومجّدوا الله[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn3"][FONT="][3][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]حدث مرةً أن أنبا باخوميوس[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] ذهب جنوبًا مع بعض الإخوة لكي يجمعوا حلفاء (السّمار الذي يُستعمل لصنع السلال والحصر). ولما وصلوا إلى مجمع أراد أن يفتقد الإخوة هناك. فدخل مع الإخوة وهم يتلون (في كلام الله). وبعد أن قبّلوا جميع الإخوة رأى الأب أن أحد الإخوة قد أُصيب بخطية شيطانية. فصلّى في الليلة التالية بخصوص ذلك قائلاً: ”أيها الرب إلهي القدير أبو ربنا يسوع المسيح، أيها المبارك يا مَنْ جمعتَ إخوة هذا المكان المقدس، أي هذه الشركة المقدسة، التي أسسها منذ البدء آباؤنا الرسل القديسون الذين اخترتهم وأحببتهم، والذين بعد ذلك أسستَ عليهم مجمعنا هذا لكيما نعيش بكل طهارة، حتى نمجِّد ونبارك اسمك القدوس إلى أجيال لانهائية، آمين. نتوسل إلى صلاحك ومحبتك، يا الله، من أجل هذا البائس الذي في وسطنا. لقد أظهر جحودًا لصلاحك وجودك. فقد اختار بنفسه أن يكون آنيةً للشيطان بدلاً من أن يكون آنيةً مختارةً (أو «إناءً للكرامة» رو9: 21و22) ومسكناً للروح القدس الذي يخلِّص كل إنسان. لقد ارتكب جريمةً في بيتك المقدس بقبوله لتلك الأفكار الأثيمة التي أغوى الشيطان المحتال بها قلبه فأصبح ابنًا له. ومع ذلك فهو لا يجهل الكتاب المقدس لدرجة أنني أُصلّي لك من أجله، حيث إنه على دراية بمعرفتك الحقيقية، وهو نفسه يعلِّم آخرين أن يسلكوا في سُبُل مشيئتك المقدسة. إن الخطايا والنجاسات التي يعلِّم آخرين أن يتحاشوها هي ذاتها التي يعيش فيها ويرتكبها. ولذلك فإنه يستحق الموت. ولكنني لا يمكنني أن أُسبِّب له أي أذى إن لم تكن هذه هي مشيئتك. لذلك، أيها الرب إله جميع القديسين، كما كشفتَ لي آثامه البذيئة، أخبرني أيضًا ماذا أفعل معه“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبينما كان القديس يصلّي، ظهر له ملاكٌ من الرب مخيفٌ جدًا ومعه في يده سيفٌ ناري مسلولٌ، وقال لأبينا باخوميوس: ”كما أن الله محا اسمه من سفر الحياة؛ هكذا أيضًا اُطرده أنت من وسط الإخوة لأنه ليس جاهلاً. وحتى بالنسبة للجهلاء، فإن مثل هذه النجاسات تبدو بغيضةً أمام الله“. وفي الصباح جعله يرتدي ملابس دنيوية وقال له: ”اذهب واعمل ما يناسب تلك الملابس التي جعلتها تصرفاتك ملائمةً لك“. ثم طرده من وسط الإخوة. وقد تحققت بخصوصه كلمات النبي: «من أجل سوء أفعالهم أطردهم من بيتي، لا أعود أحبهم» (هو9: 15).[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبعد ذلك جلس وحدّث الإخوة بكلمة الله، وبثّ فيهم الخوف بواسطة أولئك الذين طردهم، بينما كان يذرف دموعًا غزيرةً جدًا بسبب النصيب التعس الذي أصابهم بسبب ما ارتكبوه ليلاً ونهارًا أمام الله. ثم نهض وصلّى معهم جميعًا، ثم رجع كل واحد إلى مسكنه بسكون وهم يتلون في كلمة الله. أما أبونا باخوميوس، فقد انصرف هو أيضًا مع الإخوة الذين جاءوا معه لكي يجمعوا السّمار. وكانوا يتلون في كلمة الله حتى وصلوا إلى دير بافو شمالاً[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn4"][FONT="][4][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]جاء رجلٌ إلى الدير لكي يصير راهبًا،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] وكان به شيطان يُزعجه كثيرًا، ولكنه كان رجلاً شريفًا ومتواضعًا جدًا. فلما نظر إليه أبونا باخوميوس وجهًا لوجه رأى الشيطان الذي فيه. فأخذه في الحال جانبًا وصلّى طالبًا أن يشفيه الرب من هذا الشيطان. فأجاب الروح النجس قائلاً: ”ماذا تريد أن تفعل بي أنت يا باخوميوس؟ هل تسعى إلى أن تطردني من هذا الرجل؟ هل أنا أعوِّقه بأيّة صورة عن إتمام كل مشيئة الله؟ لقد أعطاني الرب هذا المكان لأسكن فيه حتى نهاية حياة هذا الرجل، ولكن إن كنتَ سترصدني حتى تطردني منه فاعلم أنني لن أخالفك، ولكنني سأقتله عندما أخرج منه، لأنه قد أُعطيَ لي السلطان أن أتعامل معه هكذا“. ولما سمع أبونا باخوميوس ذلك استمر في الصلاة من أجله لكي يشفيه الرب. وبينما كان يصلّي ويطلب من الرب أن يتراءف عليه ويطرد منه الروح الشرير، ظهر له ملاك الرب وقال له: ”كُفّ عن الصلاة من أجل هذا الرجل يا باخوميوس، لقد سمح الرب له بهذا المرض لأجل خلاصه، لأنه إذا شُفيَ منه فسيندم على ذلك كثيرًا“. وبعد الصلاة، أخذ الأب الأخ جانبًا وقال له: ”لا تحزن بسبب هذا الضيق، لأن الرب أرسله لك لخلاص نفسك. والآن اشكر الرب قائلاً: مباركٌ إله خلاصي“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ومنذ ذلك اليوم، عندما كان الناس يأتونه بهذا النوع من المرضى، وكان يعرف أن صاحبه لن ينتفع من شفائه، كان يقول له: ”هذا الأمر هو لخلاصك، فاشكر الرب لكي تحيا“[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn5"][FONT="][5][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]كان في دير بافو أخٌ[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] يعتريه المرض كل ثلاثة أيام. هذا جاء إلى أبينا باخوميوس وتوسّل إليه بدموع قائلاً: ”إنك تشفي كثيرين في العالم، ولكنك لم تصلِّ من أجلي لكي أُشفَى من هذا المرض الصعب“. فأجابه: ”أولئك الناس يُشفون في أجسادهم حسب إيمانهم، ولكنهم يرجعون إلى الشر ثانيةً بسبب الراحة التي ينالونها من مرضهم. أمّا خدّام الله فسينالون راحةً دائمةً في الدهر الآتي لا مرض فيها ولا تعب. إنهم يسيرون بشجاعة في طريق الصليب كما يقول الإنجيل: «مَنْ يحب نفسه يُهلكها، ومَنْ يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية» (يو12: 25)“. فلما سمع الأخ المريض ذلك من رجل الله تعزّى كثيرًا جدًا.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبعد زمان، لما وجد أن مرضه مستمرٌ، ذهب إلى الأب باخوميوس ومعه بعض الإخوة الكبار بالدير لكي يترجوه أن يصلّي من أجله حتى يعطيه الرب راحةً. فلما رأى رجل الله أنهم قد ألزموه أراد أن يُرضيهم. فأخذ أحد الرهبان الكبار المحبين لله من الذين كانوا يترجونه، وذهبا ليصلِّيا من أجل المريض. وعندما بدأا يصلِّيان، جاء صوتٌ من السماء قائلاً: ”لا تسألا من أجل راحة هذا الإنسان، فقد أرسل الله له هذه التجربة لكي يخلِّصه من فخاخ الشهوات الشبابية التي ينصبها له إبليس، وذلك من أجل خلاصه“. فتوقفا في الحال عن الصلاة وخرج الجميع مع الأخ.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وقد ظن الأب باخوميوس أن الذين كانوا في الخارج سمعوا الصوت الذي جاء إليه من السماء، فلما خرج قال له الإخوة: ”لماذا خرجتما هكذا سريعًا، ألم تصلّوا من أجل المريض“؟ فأجابهم الأب: ”ألم تسمعوا الصوت الذي جاء من فوق“؟ فقالوا: ”لا“. وكذلك الأخ الذي كان يصلّي معه قال أيضًا: ”ولا أنا سمعتُ شيئًا“. فأخبرهم جميعًا بالصوت الذي سمعه. فلما سمع الإخوة ذلك تعجبوا قائلين: ”عظيمةٌ هي أعمال الرب لأنه صالح ويعتني بالذين يطلبونه، وبدونه لا يحيا أحد“[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn6"][FONT="][6][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]جاء إلى الدير رجلٌ يريد أن يصير راهبًا،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] فقابله الأب باخوميوس وسأله: ”أتريد أن تصير راهبًا“؟ فأجاب: ”هذه رغبتي منذ زمان، ولكن إهمالي جعلني أنجرف في أعمال هذا العالم الباطل. واليوم بينما أنا سائرٌ في الطريق سمعتُ صوتًا من فوق يناديني باسمي، فأجبتُه: ’ماذا تريد يا رب‘؟ فخاطبني الصوت ثانيةً: ’إلى متى تكون مهملاً وترفض أن تتوب عن خطاياك؟ فالآن، اذهب لتصير راهبًا تحت تدبير الأب باخوميوس الذي في طبانسين، وابذل قصارى جهدك أن تهتم بخلاص نفسك قبل أن تموت وتُطرَح في العذاب بسبب خطاياك‘، وها أنا الآن قد جئتُ يا سيدي الأب طالبًا الرهبنة“. فقال له الأب باخوميوس: ”إننا نفرح معك لأنك تريد أن تخلص مستجيبًا للصوت الذي سمعتَه من الرب. والآن، حينما نراك سالكًا في الطريق الذي سأُشير به عليك، حينئذ ستجدني في خدمتك كأب يعتني بك في كل شيء يلزم لخلاصك. فقط لا تجعل لك اهتمامًا آخر في هذه الدنيا سوى أن تحفظ في قلبك فكر الله ومخافته وحده، وأن تعمل فقط من أجل خلاص نفسك“. فقال له الرجل: ”عندما تجرّبني أعتقد أن الله سوف يُريح قلبك من جهتي بفضل صلواتك المقدسة يا سيدي الأب“. فرهبنه الأب باخوميوس بكل رضى.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وما إن دخل هذا الأخ وسط الجماعة حتى أبصر حماس الإخوة وتواضعهم التقوي، وحبّهم لله. فأعطى نفسه هو أيضًا لنسكيات شديدة وجهادات مستمرة، وكان يقضي أغلب الليالي في الأسهار مع أصوام كثيرة، مذلِّلاً نفسه مثل طفل بسيط بريء. وإذا عنّفه أحدٌ بشدّة في وجهه أو ضربه أو شتمه، فما كان يحزن أو يغضب البتّة. بل كان يقول لنفسه: ”الأيام التي كنتُ أغيظ فيها الرب جدًا بالأعمال الشريرة التي كنتُ أقترفها، ما كان يثأر مني بل عمل معي بدلاً من ذلك خيرًا وردّني إلى طريق الحياة، والآن ألا يليق بي أن أحتمل ضيقة بسيطة أو انتهارًا يوجّهه إليَّ؟ ألا أستطيع أن أحتمل ما يفعله أخي معي“؟ وكان عندما يرى بعض الإخوة يتشاجرون أو يتناقشون باحتداد، كان يذهب إليهم ويقول لهم باتضاع: ”سامحوني يا إخوتي، أنا هو المخطئ“. فكان الذين يتشاجرون يضحكون على الفور ويُنهون مشاجرتهم. وسلك هذا الطريق في حياته لمدة أربعة شهور ثم انتقل[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn7"][FONT="][7][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]وُجد بين الجماعة أخٌ كان متوحدًا[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] ثم جاء ليعيش بين الإخوة. وكان معتادًا أن يصوم يومين يومين. وكان يرتدي ثوبًا من المسوح كل أيام حياته ولا يأكل شيئًا سوى الخبز والملح. إلاّ أنه إذا أساء إليه أخٌ كان يكرهه ويكنّ له الضغينة لكي يجازيه عن شرٍّ بشرّ. وحدث بعد انتهاء حياة هؤلاء أن أُخذ الأب باخوميوس بالروح إلى العالم الآخر كما روينا سابقًا، فرأى ذلك الراهب البسيط البريء الذي قضى أربعة شهور في حياة نسكية بملء الفرح والبهجة. فلما لمح الراهب أنبا باخوميوس وتعرّف عليه وهو يمشي مع الملاك الذي كان يعرِّفه بعظمة الدهر الآتي، اندفع نحوه وجذبه بشدّة قائلاً: ”تعالَ يا أبي القديس، وانظر الميراث الذي أعطانيه الرب بفضل التعاليم الفاضلة التي علّمتها لي لكي أسلك فيها“. وأراه حدائقه السماوية وثمرها الذي لا يفسد، وأراه مكان سكناه كله والمنـزل الفخم المبني فيه. وكان جمالها لا يُنطَق به، وهي كلها مملوءة من مجد الرب. فلما أراه كل مكان سكناه امتلأ رجل الله بفرح عظيم من أجله.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref1"][FONT="][FONT="][1][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref1"][/FONT][/URL] G 1, 104, 105; SBO, 93 a, b; Paral, 2 – 4.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref2"][FONT="][FONT="][2][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref2"][/FONT][/URL] SBO, 102.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref3"][FONT="][FONT="][3][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref3"][/FONT][/URL] SBO, 107.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref4"][FONT="][FONT="][4][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref4"][/FONT][/URL] SBO, 108.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref5"][FONT="][FONT="][5][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref5"][/FONT][/URL] SBO, 111.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref6"][FONT="][FONT="][6][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref6"][/FONT][/URL] SBO, 112.[FONT="] [/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref7"][FONT="][FONT="][7][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref7"][/FONT][/URL] SBO, 115.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
سير القديسين
قصص وأقوال القديس أنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية وأقوال تلاميذه
أعلى