الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
سير القديسين
قصص وأقوال القديس أنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية وأقوال تلاميذه
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2735618, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبعد ذلك، لما خرجوا وساروا مسافةً قليلةً خارج فردوس النعيم، أبصروا الشيخ الناسك في مكان شديد القيظ (أي الحرارة)، مربوطًا مثل كلب في شجرة محمّلة بالثمار. وكان يعيش من ثمرها ولكنه لم يكن في إمكانه أن يتحرك بعيدًا عن تلك الشجرة. فلما رآهم أحنى رأسه في خجل إلى أن عبروا. ولما رأوه تفرّسوا فيه بمنتهى الحزن، وقال الأخ البسيط لأبينا باخوميوس: ”هل رأيتَ الشيخ الناسك الذي تعبتَ في توجيهه؟ إنه لم يُطع كلامك ولم يسلك باتضاع. انظر الآن كيف عاقبه الرب بسبب عصيانه الرديء“[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn1"][FONT="][1][/URL][/size][/B][/SIZE][/FONT][SIZE="4"][B][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn1"][/URL][FONT="]![/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]حدث مرةً[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] أنه بينما كان الأب باخوميوس يتناقش مع الإخوة عن أمور نافعة لنفوسهم، جاء البواب وقال له: ”جاء بعض المتوحدين الكبار وهم يطلبون مقابلتك“. فقال له: ”ادعهم إلى هنا“. فدخلوا الدير وسلّموا عليه هو والإخوة، ثم أرادوا أن يتحدثوا معه على انفراد. ولما جلسوا في قلاية منعزلة اشتم الأب رائحة نتانة شديدة منبعثة منهم ولم يعرف سببها، لأنه كان يتحدث معهم وجهًا لوجه ولم يستطع أن يستخبر عن السبب بالتوسل إلى الله. وإذ رأى فصاحتهم ودرايتهم بالكتب المقدسة لم يقدر أن يفهم سر نتانتهم المقزّزة للنفس. وبعد أن تحدث معهم طويلاً عن الكتب المقدسة حان وقت الساعة التاسعة، فنهضوا ملتمسين الانصراف إلى موضعهم. فترجاهم القديس أن يأكلوا ولكنهم لم يقبلوا لأنهم كانوا متعجلين لكي يصلوا إلى موضعهم قبل غروب الشمس. وهكذا صلّوا وودّعوه وانصرفوا.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]أما الأب، فلكي يعرف سبب رائحتهم الكريهة دخل قلايته وصلّى لكي تُستعلَن له من الله. فجاء ملاك الرب وقال له: ”إنها بعض العقائد الفاسدة لأوريجانوس، وقد أضمروها في نفوسهم، هي التي أفاحت منهم هذه النتانة. لكن أرسل عاجلاً واستدعهم لكي يرجعوا وحذِّرهم من أن يُفتَنوا ثانيةً بمثل هذه الآراء الضارة الهدّامة لأنها تقود إلى الهلاك“. وفي الحال أرسل واحدًا من الإخوة خلفهم، ولما عادوا قال لهم: ”أريد أن أسألكم سؤالاً“. فقالوا: ”تكلّم“. فقال لهم: ”هل تقرأون كتابات المدعو "أوريجانوس"“؟ فأنكروا قائلين: ”لا“. فقال لهم القديس: ”أنظروا، إنني أناشدكم أمام الله وأنذركم بأن من يقرأ لأوريجانوس ويقبل كتاباته فهو عتيدٌ أن ينحدر إلى قاع الجحيم، وسيكون نصيبه الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان. والآن ها أنا قد شهدتُ لكم بما أُعلن لي من الله، وبذلك أكون بريئًا أمامه في هذا الأمر، فأبصروا أنتم. فها قد سمعتم الحق، فإن أنتم صدقتموني وشئتم بالحقيقة أن ترضوا الله؛ فاطرحوا جميع كتب أوريجانوس في النهر، ولا تعودوا تطلبون قراءتها قط، وبالأخص الكتب المملوءة بالتجاديف“. وبعد أن قال لهم ذلك صرفهم[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn2"][FONT="][2][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]كان الإخوة مرةً يأكلون في أيام الخماسين،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] وكان المشرف على المائدة قد أعطاهم جبنًا. ولما فرغ أبّا تادرس من الأكل أعطاه المشرف بعض الجبن الإضافي، ولكنه لم يرغب وقال له: ”لا أريد“. ولما ألحّ عليه ثانيةً أن يأخذ قال له: ”لن آخذ“. فقال له أنبا باخوميوس: ”ما هذه الكلمة التي قلتَها "لن آخذ"، معطيًا بذلك مكانًا في قلبك لشيطان العصيان؟ حتى لو كنتَ لا ترغب أن تأخذ بعضًا منه فقُل: ’لا أريد شيئًا الآن‘، بل خذ قليلاً وضعه أمامك“. فلما سمع أبّا تادرس ذلك حزن جدًا، ولم يعُد يقول هذا القول قط فيما بعد. وهكذا كان الأب باخوميوس يهذّب أبّا تادرس وكل الإخوة في مخافة الله وفي كل قصد صالح[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn3"][FONT="][3][/FONT][/URL][FONT="].[COLOR=red][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]بينما كان البربر منتصرين[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] وجدوا راهبًا متوحدًا فأخذوه أسيرًا. ومرةً أرادوا أن يشربوا خمرًا فقالوا له: ”منطق نفسك وصُبّ لنا خمرًا“. ثم قالوا له: ”قدّم سكيبًا للآلهة قبل أن تعطينا لنشرب“. ولكنه امتنع. فأخذوا رمحًا وقالوا له: ”اسكب سكيبًا وإلاّ قتلناك“. وإذ خاف أن يقتلوه قدّم سكيبًا للآلهة، ثم أعطاهم ليشربوا حتى سكروا وناموا، فقام الراهب وهرب.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وبعد ذلك وخزه قلبه جدًا حتى إنه لم يستطع أن يبسط يديه للصلاة، وقال لنفسه: ”كيف يمكنني أن أصلّي لمن أنكرته؟ لأنه مكتوبٌ: «من ينكرني ... أنكره أنا أيضًا» (مت10: 33)“. ثم فكّر في نفسه: ”لقد سمعتُ عن رجل الله أب الشركة الأب باخوميوس، فلأذهب إليه وأخبره بما فعلته، فإذا أعطاني توبةً فإنني أومن أن الرب سيمنحني إياها أيضًا“. فلما قابله أمره القديس أن يصوم كل يوم ويمتنع عن الأطعمة المطبوخة عدا في حالة المرض، ثم قال له: ”إذا فعلتَ ذلك فإن القديسين سيكونون ضامنين لخلاصك أمام الله، وأنا أيضًا معهم، في تلك الساعة التي يشتكي عليك فيها العدو“[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn4"][FONT="][4][/FONT][/URL][FONT="].[COLOR=red][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]تشاجر اثنان من الإخوة[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] بعد أن أكملا الخدمة الأسبوعية، فضرب أحدهما الآخر في شدّة غضبه، ولم يحتمل الآخر فصفعه هو أيضًا. وقُدِّم تقرير عما حدث للأب باخوميوس، فاستدعاهما أمام كل الجماعة وسألهما فاعترفا بخطئهما. فطرد الأخ الذي تهور وضرب أولاً، وأفرز الآخر لمدة أسبوع (أي منعه من التناول) قائلاً: ”لماذا لم تضبط نفسك عندما تقبّلتَ الصفعة، بل أجبتَ بنفس أسلوب الشر الذي عاملك به“؟[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وكان هناك راهبٌ شيخٌ اسمه "غنوسيثيوس"، وكان عارفًا بالله كما يعني اسمه، وكان في الثمانين من عمره، فلما حُكم على الأول بالطرد هتف في وسط الإخوة قائلاً: ”أنا خاطئ أيها الإخوة وأنا خارجٌ معه، ومن هو بلا خطية فليبق هنا“. وبالإجماع تبع مجمع الإخوة جميعهم الشيخ قائلين: ”ونحن أيضًا خطاة وسنمضي معك“! فلما رأى المغبوط باخوميوس ذلك أسرع أمامهم وألقى بنفسه على وجهه أمام الباب وغطّى رأسه بالتراب وسأل من كل واحد منهم المغفرة. فتوسلوا إليه أن ينهض وذهبوا جميعًا إلى الكنيسة حيث صلّوا والتمسوا من أبيهم فسامح الأخوين اللذين أخطئا.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]أما المغبوط باخوميوس، فلما اختلى بنفسه خرج بهذا الانطباع: إذا كان القتلة والسحرة والزناة والآخرون الذين ارتكبوا كل أنواع الشرور، يهربون إلى الدير لكي يخلصوا بالتوبة؛ فمَنْ أكون أنا حتى أطرد راهبًا من الدير؟ وبالأكثر ما دام مخلّصنا المسيح يقول في الأناجيل: «كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء وكل ما تحلّونه على الأرض يكون محلولاً في السماء» (مت18: 18). وعندما سأل الطوباوي بطرس المخلّص: «كم مرة يخطئ إليَّ أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟ قال له يسوع (الذي له السلطان أن يغفر الخطايا): لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات» (مت18: 21و22). كما أن الرب علم رسله أن يصلّوا قائلين: «اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا»، وأيضًا: «اغفروا يُغفَر لكم» (لو6: 37).[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فلما استرجع هذه الوصايا، أدان نفسه وحكم عليها بعدم الاستحقاق لأسرار المسيح، وقرر ألاّ يتقرّب منها لمدة ثلاثة أسابيع، وألاّ يذوق شيئًا على الإطلاق! ووضع لديره هذه القاعدة[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn5"][FONT="][5][/FONT][/URL][FONT="]: "مهما كانت الخطية التي ارتكبها أخ، فيجب عدم طرده من الدير، بل يجب تقويمه بحسب نوع خطيته، حتى ولو بالتأديب الجسماني إذا استدعى الأمر ذلك. وبذلك فلا يُسلَّم لأيدي الشياطين، وحتى لا يُلام الأب على فقده نفسًا[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn6"][FONT="][6][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]قال أبّا زانوس:[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] كثيرون من الرهبان يتركون أسرهم وأقاربهم وأصدقاءهم وممتلكاتهم من أجل خلاص نفوسهم، ويُعتبر تعهُّدهم الأول ودخولهم الدير جديرًا بالإعجاب؛ ولكنهم ينتهون إلى ما يوجب اللوم والتوبيخ. إنهم يمجدون الله وينفعون الناس ببدايتهم، ولكنهم يُحزنون الله ويُعثرون الناس ويُبهجون الشياطين بنهايتهم. ذلك لأنهم لم يسلّموا ذواتهم بالطاعة الخالصة والتجرُّد الذي بلا حدود. إنهم لم يسلِّموا أنفسهم بصدق للمسيح، ولم يقطعوا أنفسهم بحزم من الشيطان. فهم بحسب الظاهر في أعين الناس قد هجروا العالم، أما روحيًا فهم شركاء في برص جيحزي (2مل5: 27) وفي نصيب حنانيا وسفيرة (أع5: 1-11). وفي الحقيقة إن الفكر الرديء لا يأتي بسهولة لمن لا يكون ميالاً له.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وقد تعلّمتُ (أنا زانوس) كل ذلك من واقع معاناتي وتجاربي، لأن الشيطان صوّب الأفكار إلى داخل روحي وأعمى قلبي، ولم يكفّ عن مهاجمتي بشدّة وإزعاجي والتحايل عليَّ حتى استطاع أن يُخرجني من دير الطبانسيين. لأنه أوقعني في فخ الرغبات الدنيوية ونخسني بالإغراءات حتى ألقاني فريسةً للشهوة وأغرقني في هوة الزنا. فبعد أن تركتُ أهلي في مدينة "ممفيس" وصرتُ راهبًا، بدأت الأفكار تهاجمني بعنف للعودة إلى أهلي بحجة أن أخلّصهم وأصيِّرهم رهبانًا وأحوِّل بيت أبي إلى دير. ومنذ ذلك الحين صرتُ أقوم بخدمات الدير كأنها حملٌ ثقيلٌ، وصرتُ أتماحك قائلاً إنه لا خلاص في هذا المكان.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم حدث أن أُرسل أبّا تادرس لمهمة في ممفيس، فتفتّق ذهني الشرير عن كتابة رسالة وأعطيتها لأحد الإخوة وحرّضته أن يقول لي إن أبي مريض وقد أرسل لك هذه الرسالة طالبًا منك أن تحضر بأقصى سرعة لكي تودّعه! ثم أخذتُ الرسالة وأطلعتُ عليها أبّا تادرس وتوسلتُ إليه أن يسمح لي بالذهاب لأيام قليلة. ولكن أبّا تادرس قال لي: ”يا بُنيَّ كن متذرّعًا بالصبر من الله، فإنه لا يناسبك أن تذهب إلى أبيك“! ولكنني امتعضتُ من كلامه وتفوّهتُ بكلام لا يُقال وتركته. ثم وجدتُ أخًا طائشًا مثلي وقد شاركني في أفكاري الحمقاء، فغادرنا الدير وأخذنا قاربًا سافرنا به طوال اليوم، إلاّ أن ذلك الأخ تركني وعاد إلى الدير.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ولما لم أجد أحدًا معي، سافرتُ وحدي. وفجأةً نظرتُ خلفي فرأيتُ راهبةً، وكانت امرأة جميلة وحسنة المنظر جدًا، وقالت لي: ”مرحبًا يا أبّا“! فقلتُ لها: ”سلامٌ لكِ يا أَمّا، إلى أين تذهبين“؟ فأجابت: ”إنني عذراء من دير الطبانسيين، وأنا ماضية إلى أهلي“! فبدأ فكر الزنا يحاصرني ويُزعجني، ولم أعُد قادرًا على مقاومة اشتعاله، فحاولتُ أن أكمل شهوتي معها، فصفعتني بلطمة، ثم صار المكان كله ملتهبًا كما بنار. ثم نهضتُ وإذ بي قد قُذفتُ، أما هي فقد اختفت. وفي الحال سمعتُ في الهواء صوت ضحك وتصفيق كأنه من حشد كبير جدًا. واعترتني للتوّ حمّى ورعشة وظللتُ راقدًا هناك من الساعة الثالثة حتى التاسعة![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم جاءت قافلة لبائعي القمح، وحملوني إلى البهنسا، حيث ظللتُ أُعاني من آلام شديدة جدًا، كما أن عينيَّ قد تحولتا نحو الخلف، وكانت الحمّى والرعشة والصداع لا تتوقف حتى إن الطبيب المسئول في المستشفى قال إنه لا أمل في شفائي! وهكذا قضيتُ أحد عشر شهرًا على هذه الحال من الضعف. ثم حدث بتدبير من الله محب البشر أن جاء الأسقف سيرابيون (ربما يكون هو أسقف "نيتنتوري" التابع لها دير طابنيسي) إلى مدينة البهنسا في مهمة ما. فأحضره القائم على المستشفى إليَّ. ولما رآني على هذه الحال من المعاناة سألني عن هويتي وما حدث لي، فأجلسني ثلاثة من الإخوة، إذ جلس أحدهم خلفي وأمسك الثاني بيديَّ واعتنى الثالث بمسح ما كان يسيل من أُذنيَّ وأنفي. ثم قلتُ له: ”ياسيدي ارحمني، فأنا من دير أنبا باخوميوس، وقد خدعتني الشياطين حتى بلغتُ إلى هذه الحال“.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فدعا لي أسقف الموضع، وصلّى ومسحني بالزيت المقدس وقال لي: ”هوذا بصلوات القديسين يشفيك الرب، فارجع إلى الدير الذي ترهّبتَ فيه، لأن الشجرة تحمل ثمرًا في الموضع الذي زُرعت فيه. ولا تكن كغيمة بلا ماء أو كقصبة في الصحراء، لأن كليهما يسوقهما النوء. بل كن كشجرة زيتون مثمرة في بيت الرب، أي في ديرك. واحترس يا بُنيَّ من أن تدع الأفكار النجسة تُبطئ في أرض قلبك لئلاّ تحصد حزمًا من الأوجاع والعذاب مائة ضعف. عُد بالحمد والشكر مثل عدّاء رشيق إلى الموضع الذي خرجتَ منه بالخزي، لئلاّ تدهمك تجربة أشرّ، ولا يكون حينذاك شفاءٌ لك منها فيما بعد“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ظللتُ سبعة أيام أبحث بلا جدوى عن رفيق لي في السفر، وفي اليوم الثامن رأيتُ الشيطان في النوم في زي تلك الراهبة، وقال لي: ”لقد صرتَ زوجي! حتى ولو فصلك عني ذاك الشّره العجوز سيرابيون، فتقبّل مني هذا الفتق كتذكار لأُلفتنا معًا كل أيام حياتك“. ثم إنه رفسني أسفل السُرة. وظللتُ حتى الآن أتألم بشدّة، ولكنني أشكر الله أيضًا الذي بواسطة هذا الألم العابر قد حرّرني من هذا الشيطان النجس الشرير القاسي[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn7"][FONT="][7][/FONT][/URL][FONT="].[COLOR=red][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]قال روفينوس:[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] زُرنا رجلاً في الصعيد اسمه "أمون"، وهو أب لثلاثة آلاف راهب يُدعون "طبانسيين". وهم يعيشون حياةً صارمةً جدًا، ويلبسون عباءات من جلد الغنم، ويحجبون وجوههم عندما يأكلون ويحنون رؤوسهم حتى لا يرى الواحد جاره. وهم يحتفظون بصمت عميق حتى إنك تظن أنك في البرية القفرة. وكل واحد منهم يمارس نسكه الخاص به في الخفاء، وجلوسهم معًا على المائدة إنما هو فقط لكي يبدو عليهم أنهم يأكلون، وهم حينئذ يحاولون أن يتجنبوا ملاحظة بعضهم بعضًا. والبعض منهم بعد أن يأكلوا شيئًا من على المائدة يرفعون أيديهم إلى أفواههم مرةً أو مرتين فقط، وعندما يذوقون مرةً واحدة من كل طبق يكتفون بهذا الطعام. وآخرون يمضغون خبزهم ببطء ويزهدون في المأكولات الأخرى دون أن يحاولوا المراءاة، إذ يمارسون الاحتمال بهذه الطريقة. وآخرون كان طعامهم قاصرًا على ثلاث ملاعق من الشوربة دون أي طعام آخر. وقد اندهشتُ من كل ذلك ولم أتجاهل المنفعة التي يعطيها لنا هذا النظام من الحياة[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn8"][FONT="][8][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]زيارة القديس مكاريوس الإسكندراني لدير طابنيسي:[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]كان القديس مكاريوس الإسكندراني من بين نسكياته أنه إذا سمع عن أي نسك يمارسه إلى درجة الكمال. وقد سمع أن الرهبان الطبانسيين كانوا يأكلون طعامًا غير مطبوخ طوال صوم الأربعين المقدسة، لذلك فقد وضع في قلبه ألاّ يأكل طعامًا كانت له صلة بالنار. وقد ظلّ سبع سنوات لا يأكل سوى خضروات نيئة، إن وُجدت، مع بقول مبلولة. كما أنه عندما سمع أن الطبانسيين لهم طريقة حياة عظيمة، غيَّر ملابسه واتخذ شكل عامل، ثم سافر لمدة خمسة عشر يومًا إلى الصعيد عن طريق الصحراء. ولما وصل إلى دير طابنيسي طلب الأب باخوميوس، الرجل الفاضل الذي كانت له موهبة النبوة. ولكنه لم يعرف القديس مكاريوس الذي لما قابله قال له: ”أرجوك أن تقبلني في ديركم لكي أصير راهبًا“. فقال له أنبا باخوميوس: ”إنك كبير السن ولا يمكنك أن تمارس الحياة النسكية. والإخوة هنا نسّاك ولا يمكنك أن تحتمل أتعابهم، بل إنك سترتبك وترحل وتشتمهم“. ولم يقبله في اليوم الأول ولا في الثاني بل في سابع يوم. وبعد أن ثبت في النسك بمثابرة وفي الصوم قال له: ”اقبلني أيها الأب، وإن لم أصُم وأعمل معهم مُرْ بطردي“. فحث الإخوة أن يقبلوه، وكان الدير حينذاك يحوي ألف وأربعمائة راهب[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn9"][FONT="][9][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]بعد دخول أنبا مكاريوس هذا الدير بقليل[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] بدأ صوم الأربعين المقدسة، ورأى أن كل واحد يمارس نوعًا مختلفًا من النسك، فواحد كان يأكل عند المساء فقط، وآخر يأكل كل يومين، وغيره يأكل كل خمسة أيام وكان يظل واقفًا طوال الليل ثم يجلس في النهار. فبلّ أنبا مكاريوس كمية كبيرة من السعف ووقف في ركن حتى انتهت الأربعين المقدسة وجاء عيد القيامة. ولم يأكل خبزًا ولم يشرب ماءً، ولم يثن ركبتيه ولم يضطجع. ولم يأكل شيئًا سوى القليل من ورق الكرنب يوم الأحد وذلك لكي يظهر أنه يأكل.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وعندما كان يخرج لقضاء الحاجة كان يعود سريعًا ويقف في مكانه دون أن يتكلم مع أحد أو يفتح فمه، بل يقف صامتًا، وما كان يعمل شيئًا ما عدا صلاته في قلبه والسعف في يديه. فرأى الجميع ذلك واحتجوا لدى الأب الكبير قائلين: ”من أين جئت بهذا الرجل الذي بلا جسد لكي يُديننا؟ فإما أن تطرده أو فلتعلم أننا جميعًا سنرحل“! ولما رأى الأب باخوميوس طريقة حياة أنبا مكاريوس صلّى لكي يكشف الله له من يكون هذا الرجل فكشف له. فأخذ أنبا مكاريوس من يده إلى مجمع الصلاة حيث يوجد المذبح وقال له: ”تعال أيها المبجّل، إنك أنت مكاريوس، وقد أخفيتَ ذلك عني. وكنتُ أشتاق منذ عدة سنوات أن أقابلك، وأنا أعترف بفضلك لأنك جعلت أولادي يجاهدون بتصميم حتى لا يتعجرفون بسبب ممارساتهم النسكية. والآن، اذهب إلى مكانك لأنك مكثتَ معنا مدةً كافية، وصلِّ لأجلنا أيضًا“. وهكذا فارقهم حسب طلبهم[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn10"][FONT="][10][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]اتفقت أقوال الآباء[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] بسنتاسيوس وسوروس وبسويوس على أنه: ”كلما أصغينا لكلام أبينا الأب باخوميوس نُعضَّد جدًا وتنخسنا الغيرة لأجل الأعمال الصالحة. فقد رأينا أنه علّمنا بتصرفاته حتى عندما يكون صامتًا. لقد اندهشنا منه وكنا نقول بعضنا لبعض: ’كنا نظن أن جميع القديسين قد خلقهم الله قديسين وأنهم لم يتغيروا من بطون أمهاتهم، بخلاف بقية الناس. وكنا نظن أن الخطاة لا يمكنهم أن يعيشوا بالتقوى لأنهم خُلقوا هكذا. ولكننا الآن نرى صلاح الله ظاهرًا في أبينا، لأنه كان من أصل وثني وصار تقيًا، وقد التزم بجميع وصايا الله. وحتى نحن أيضًا يمكننا أن نتبعه ونصير مساوين للقديسين الذين تبعهم هو نفسه. حقًا إنه مكتوبٌ: «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم» (مت11: 28). إذًا، فلنمُت ونحيا معه لأنه جاء بنا إلى الله في الطريق الصحيح“[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn11"][FONT="][11][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]مرض أحد الإخوة جدًا في أيام البصخة المقدسة،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] وكان ناسكًا فلم يشأ أن يأكل شيئًا مطبوخًا قائلاً إنه جيدٌ له أن يموت أفضل من أن يأكل ويشرب في تلك الأيام. فذهب إليه أبونا باخوميوس وقال له: ”الأيام كلها لله، لأن الذي أمر أن يُقيم الناس البصخة هو الذي أمر بالمرض عليك، فالآن لا تخف ولا تحسب أنها خطية إذا أكلتَ لحاجة المرض، لأنه مكتوب: متى لم يلحق أحد أن يحمل قربانه للرب ويعمل الفصح في الشهر الأول؛ فليعمل فصح الرب في الشهر الثاني (حسب النص). والآن إذا لم تقدر أن تعمل البصخة (أي تشترك في صومها وصلواتها) بسبب المرض؛ فيمكنك أن تعملها بعد أن تستريح إذا شاء الرب حيث تذلّل نفسك نحو عدد أيام البصخة“[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn12"][FONT="][12][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]خرج الإخوة من الدير لاستقبال أنبا باخوميوس[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="]، وخرج معهم فتى للترحيب بالقديس وترجّاه قائلاً: ”أيها الأب، منذ زيارتك السابقة للإخوة حتى اليوم لم يطبخوا لنا شيئًا من الخضروات أو سليقًا“. فقال له القديس برقّة: ”لا تحزن يا بُنيَّ، فإنني من الآن سوف أجعل هذه الأشياء تُطبَخ لكم باستمرار“. وبعد أن جال في الدير جاء إلى المطبخ، ولما وجد الطباخ يضفر حصيرًا سأله: ”كم لك من الزمن لم تطبخ للإخوة خضارًا“؟ فأجابه: ”نحو شهرين“. فقال له الكبير: ”ولماذا فعلتَ ذلك بينما تأمر قوانين الآباء القديسين بطبخ الخضر للإخوة أيام السبوت والآحاد“؟ فأجاب الطباخ: ”الحق أيها الأب، إن رغبتي هي أن أطبخ لهم كل يوم، ولكنني رأيتُ أنهم لا يأكلون طبيخًا، لأن غالبية الإخوة يمارسون النسك ويمتنعون عن أكل الطعام المطبوخ، لذلك توقّفتُ عن طبخه لكي لا يضيع هباءً ما نصرفه عليه إذ يُطرَح كله خارجًا، علاوةً على الجهد الكبير الذي يحتاجه. لقد كنا نستعمل أربعين كيل زيت في الشهر للطبيخ العادي للإخوة، وظننتُ أنه ليس من الصواب أن نخسر هذه المصاريف كلها. ولكي لا أظل بطّالاً فإنني أشتغل في عمل الحصر مع الإخوة، لأنني رأيتُ أن شخصًا واحدًا في المطبخ يكفي لإعداد الوجبات الصغيرة للإخوة“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فلما سمع القديس ذلك، قال له: ”كم حصيرة عملتم منذ أن تركتم المطبخ وتفرغتم لهذا العمل“؟ فقال: ”خمسمائة“. فقال له: ”أحضرها لي لكي أُقدِّرها“. فما جاءوا بالحصر أمر بطرحها في النار. ولما احترقت قال للطباخين: ”كما أنكم بفكر شيطاني تجاوزتم القانون المسلَّم لكم للعناية بالإخوة؛ هكذا أنا أيضًا أحرقتُ عمل أيديكم بدون شفقة، لكي تعلموا عاقبة إهمالكم لأنظمة اختطّها الآباء لأجل خلاص النفوس. ما أعظم المنفعة التي سلبتم الإخوة منها بعدم طبخكم لما يحتاجونه؟! أما تعلمون أنه إذا كان لدى الإنسان فرصةٌ أن يرى شيئًا ويمتنع عنه من أجل الله، فإنه ينال أجرًا عظيمًا من الله، ولكنه إن لم تكن له القوة على ذلك واضطر بالضرورة أن يمتنع عن شيء لأنه لم يتوفر له، فباطلاً يطلب أجرًا عن ذلك“؟[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]”أما تعلمون أنه إذا قُدِّم على المائدة شيء وامتنع الإخوة عن مذاقه طوعًا من أجل الله فإنهم ينالون أجرًا عظيمًا؟ ولكن إذا لم يُقدَّم لهم طعام مطبوخ فمن أي جهة يُحسَب لهم النسك وهم لم يروا شيئًا؟ لقد ضيعتم حصاد فضائل عظيمة هذا مقدارها من أجل ثمانين كيلاً من الزيت! فلتهلك ثروة العالم كلها ولا تضيع على النفس فضيلة واحدة صغيرة. إنني أريد حقًا أن يُقدَّم للإخوة كل يوم طعام مطبوخ بوفرة لكيما بممارستهم ضبط النفس يوميًا وامتناعهم عن أشياء مقدَّمة لهم يزدادون في الفضيلة كل يوم. أما إذا أراد أحد المرضى، من الذين لا يرغبون في الذهاب إلى العيادة، أن يجيء إلى المائدة ليتناول بعض الخضروات من التي تُقدَّم للإخوة حسب العادة، ولم يجد شيئًا فماذا يكون حاله؟ ألا يتعثر لأنه لم يجد حاجته على المائدة المشتركة؟ أم أنكم لا تعلمون أيضًا أن الصغار بوجه خاص لا يقدرون على الاستمرار في الفضيلة إذا لم يُتَح لهم بعض التفريط أو القليل من الراحة“[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn13"][FONT="][13][/FONT][/URL][FONT="]؟[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]حدثت مجاعة[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] في أيام أبينا الطوباوي باخوميوس، ولم يكن للإخوة قمح، ولا في أرض مصر كلها تقريبًا. فأرسل القديس أحد الإخوة ليجول في المدن والقرى بحثًا عن قمح يشتريه، وأعطاه مائة عملة (تُدعَى "صوليدي") ليشتري بها القمح. وبعد أن طاف الأخ بمواضع كثيرة جاء إلى مدينة تُدعَى "إرموتيم" (أرمنت حاليًا). وبتدبير إلهي وجد هناك إنسانًا من كبار القوم عظيم التقوى وخائف الله، وكان قد سمع عن سيرة القديس باخوميوس والإخوة. وكان هذا الرجل في عهدته القمح الخاص بعامة الشعب. فترجاه الأخ أن يبيع له قمحًا بقيمة المائة عملة. فأجابه: ”صدقني أيها الأخ، لو كان هذا القمح يخصني لمنعته عن أطفالي وأعطيته لكم، لأنني سمعتُ عن سيرتكم التقوية الفاضلة. ولكن اسمعني، فإن عندي بعض الحنطة الخاصة بعامة الشعب في المخزن، وحتى الآن لم يطلبها الوالي، ويمكنني أن أعطيها لك بدون ما يخص الشعب، إذا أردتَ ذلك، إلى أن يحين أوان البيدر، فتردّ لي آنذاك عوض ما أخذته من القمح، فإذا كنتَ تعلم أن ذلك في استطاعتك فخُذْ ما تشاء“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فأجاب الأخ: ”إنني لا أشاء ذلك، ولكن إن شئتَ أن تعطيني قمحًا بمائة عملة بالسعر الذي تريده فإنك تفعل حسنًا“. فقال الرجل: ”نعم أستطيع ذلك، وليس فقط بمائة عملة؛ بل إذا أردتَ أن تأخذ قمحًا بمائة عملة أخرى، فإنك تعمل معي معروفًا إذ إنني أرغب في صلواتكم“. فقال الأخ: ”ليس لدينا سوى هذا المبلغ“. فأجاب الرجل: ”لا تعُل همّ ذلك، خُذ القمح وعندما يتوفر المال أحضره لي“. وعلى هذا الأساس وسق الأخ المركب بالقمح بسعر ثلاثة عشر أردب بعملة واحدة، بينما لم يكن ممكنًا للمرء أن يجد قمحًا في مصر كلها بسعر خمسة أرادب بعملة واحدة، ثم أبحر عائدًا إلى الدير وهو في غاية الفرح.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فلما سمع الأب الكبير أن المركب قد رستْ محمّلةً بالقمح، وعلم بالكيفية التي تحصّل بها الأخ على القمح، أرسل على الفور قائلاً: ”لا تُحضروا حبّةً واحدةً من هذا القمح إلى الدير، ولا تدَعوا ذاك الذي قام بالصفقة أن يأتي إلى حضرتي حتى يُعيد القمح إلى موضعه، لأن ما فعله مخالفٌ للوصايا. وليس ذلك فحسب؛ بل إنه أيضًا أخذ قمحًا بمائة عملة أخرى، وهذا ما لم آمره به. فإذ أطاع مشيئته الخاصة أحبّ الزيادة واستعبدنا جميعًا إذ جعلنا مديونين بسبب اشتعاله بشهوة الربح الكثير، واستغلّ إحسان المعطي وجعله سبيلاً إلى الشره، وجلب لنا ما يفضل عن حاجتنا من القمح. وقد استدان بوحي من خاطره الخاص ما لا قدرة لنا على ردِّه. وعلاوةً على ذلك، فلو حدث لأي طارئ أن غرقت المركب في طريقها إلينا فماذا كنا نفعل؟ أما كنا سنصير عبيدًا إلى الأبد؟ لذلك دعوه يبيع القمح الذي أحضره كله لأهل هذه المنطقة من العلمانيين بالسعر الذي ابتاعه به من الرجل الذي وثق فيه، أي ثلاثة عشر أردب للعملة، ثم يذهب بالنقود إلى الرجل الذي استأمنه، وبالمائة عملة الخاصة بنا يشتري منه قمحًا بالسعر الساري في كل مكان ويُحضره إلى هنا“. ففعل الأخ كما قال الكبير، وأحضر القمح بسعر خمسة أرادب ونصف للعملة، ثم أقام آخر مكانه ولم يدعه يخرج من الدير في خدمة الإخوة[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn14"][FONT="][14][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]ومرةً أخرى[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] استلم الأخ، الذي أُقيم بدلاً من الذي اشترى القمح، من إسكافي الدير أحذية وصنادل وأشياء أخرى (مثل مداسات) لبيعها فأخذ عنها ثمنًا أعلى من الذي حدّده إسكافي الدير وجاء بالثمن إليه. فلما وجد الإسكافي أن ما حصل عليه يساوي ثلاثة أضعاف القيمة ذهب إلى الأب الكبير وقال له: ”الحق يا أبي، إنك ما أصبتَ في تعيين هذا الأخ لخدمة تلك المهام، لأن الفكر العالمي ما زال فيه. فقد أعطيته تلك الأشياء ليبيعها وقلتُ له عن الثمن فباعها بسعر أعلى وجاءني بثلاثة أضعاف ما حدّدته له“. فدعا الأب الكبير الأخ وسأله: ”لماذا فعلتَ هذا الأمر“؟ فأجاب: ”الثمن الذي قاله لي الأخ، يا أبي، هو ما ذكرته للمشترين، فقالوا لي: ’أيها الأخ، إن لم تكن هذه الأشياء مسروقة فهي تساوي أكثر مما ذكرت‘. ففي ارتباكي قلتُ لهم: ’ليست هذه مسروقات، ولكن هذا هو الثمن الذي أُمرتُ أن أبيعها به، ولكن أعطوني أنتم ما شئتم‘. فأعطوني ما أرضاهم، وأنا لم أعدّ ما أخذته منهم من نقود“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فلما سمع الكبير ذلك قال له: ”لقد أخطأتَ جدًا إذ أحببتَ أن تحصل على الأكثر، ولكن اذهب بسرعة وردّ الزيادة عن الثمن المحدَّد للذين أعطوك إياه. ثم تعالَ وتُب عن ذنبك والزم الدير ممارسًا عمل يديك، لأنه لا يوافقك أن تقوم بهذه الخدمة بعد ذلك“. ثم أقام الكبير الطوباوي "زكاؤس" لخدمة احتياجات الدير كلها، إذ إنه كان رجلاً صالحًا فاق على كل مديح بشري في تأدية الأعمال الصالحة[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn15"][FONT="][15][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]حدث مرةً[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] أنه بينما كان الأب باخوميوس وأبّا تادرس المحبوب يسيران في الدير، أنه تراءى لهما فجأةً من على بُعد خيالٌ عظيمٌ ("فانتازيا" باللغة اليونانية التي تناسب الخيالات الشيطانية) مملوء من كل خدعة. وكان الظاهر لهما شكل امرأة ذات حُسن يفوق الوصف. فلما رأى أبّا تادرس هذا الخيال اعتراه قلقٌ شديدٌ وتغيّر وجهه، فعرف الطوباوي أنه مضطربٌ وخائفٌ، فقال له: ”تشجع بالرب يا تادرس ولا تضطرب“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم أخذ القديس يصلّي معه لكيما يتبدّد هذا الخيال المخيف من أمامهما. ولكن المرأة ظلت تقترب منهما بلا حياء، وصارت تدنو أكثر فأكثر ومعها حشدٌ من الشياطين يهرولون أمامها، ولم تطردها الصلاة بعيدًا. ولما جاءت إليهما قالت: ”إنكم تجاهدون باطلاً، وأنتما حاليًا لا تقدران أن تفعلا شيئًا ضدّي، إذ قد أخذتُ من الله ضابط الكل سلطانًا لتجربة مَنْ أريد. والحق إنني أمضيتُ زمانًا طويلاً أطلب منه هذا الأمر“. فسألها القديس: ”وأنتِ من أين أتيتِ ومَنْ تكونين، ولمن جئت لتجرِّبي“؟ فأجابت: ”أنا ابنة الشيطان وأُسمّى "كل قوته"، وكل طغمات الجن تتعبّد لي. أنا مَنْ أهبطتُ إلى الأرض كواكب القديسين. أنا التي سلبتُ يهوذا من منـزلته الرسولية. والآن، أخذتُ سلطانًا عليك يا باخوميوس لمحاربتك. إنني لا أحتمل تعيير الشياطين لي، فلا أحد قد استضعفني مثلك. فقد أنقصتَ من شأني حتى جعلتني وطئًا لأقدام الفتيان والشيوخ والشباب. وقد جمعتَ ضدّي حشدًا هذا مقداره، محوِّطًا حولهم بخوف الله مثل سور لا ينهدم، حتى إن خدّامنا لم يعودوا قادرين على الدنوّ من أي واحد منكم بثقة. وقد حلّ هذا كله الآن بي بسبب كلمة الله الذي صار إنسانًا، فإنه هو الذي أعطاكم السلطان أن تطأوا تحت أقدامكم كل قوتنا وتسخروا بنا“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فسألها أنبا باخوميوس: ”هل جئت لتجربيني وحدي أم آخرين أيضًا“؟ فقالت: ”أنتما وكل من ماثلكما“. فقال لها: ”إذن تادرس أيضًا“؟ فأجابت: ”لقد أخذتُ سلطانًا عليك وعلى تادرس، ولكنني لا أستطيع الدنوّ منكما قط“. فقال لها: ”ولماذا“؟ فأجابت: ”إذا أقمتُ حربًا ضدكما أعطيكما فرصةً للمنفعة بدلاً من الأذى لأنكما صرتما أهلاً لرؤية مجد الله. ولكنكما لن تعيشا إلى الأبد لأجل الذين صرتما لهم في الوقت الحاضر سورًا بصلواتكما ومؤازرتكما. ولكن سيأتي وقت بعد موتكما فيه سأرقص وسط هؤلاء الذين تحصّنونهم الآن ضدّي، لأنكم جعلتموني مداسةً تحت أقدام مثل هذا الجمع الكبير من الرهبان“! فقال لها الكبير: ”وكيف تعرفين أن الذين سيأتون بعدنا لن يكونوا رجالاً لله أكثر أصالةً منا، قادرين على تثبيت مخافة الله في الذين سنخلفهم بعدنا“؟ فقالت: ”أنا لا أعلم ذلك يقينًا“. فقال لها الكبير: ”أنتِ تكذبين أيتها الكافرة، لأنه ليس لكِ معرفة بما هو آتٍ، فإن الله وحده هو العالم بالمستقبل“. فقالت: ”بالفعل أنا لا أعرف شيئًا عن المستقبل كما تقول، فهذه صفة خاصة بالله وحده، أما إذا قلتُ لك إنني أعرف فإنما ذلك بالحدس (أي التخمين)“. فقال لها الطوباوي: ”وكيف تحدسين“؟ أجابت: ”مما حدث قبلاً أحدس عما لم يحدث بعد“. فقال: ”كيف“؟ فأجابت: ”أعلم أن فاتحة كل أمر نجد مؤازرتها في الرغبة الجادّة نحو الأمور التي يُرجَى الحصول عليها بشوق شديد، لا سيما الزرع الإلهي والدعوة السماوية، تلك التي تكون معزَّزةً بالإرادة الإلهية والمعجزات والآيات وسائر القوات، وتعطي تأمينًا لمن يتبعونها. ولكن كلما شاخت البداية وعتقت تتوقف عن النمو، ومنى توقف نموها فإما تفسد بمرور الزمان أو تذبل بالمرض أو تنطمس بالتهاون والإهمال“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فسألها القديس: ”لماذا، إذن، تقولين إنكِ جئتِ لتجربة الكبار وليس الإخوة جميعًا؟ لأنك تقولين إن عملك الخاص هو هلاك النفوس، وإنكِ تتفوّقين على جميع الشياطين في الشر، وإن لديك القوة الكافية لمناوئة هؤلاء الرجال العظام“. فأجابت: ”قلتُ لك إنه منذ أن ظهرت قوة الله مخلصكم على الأرض، ضعفت قوانا وصرنا مثل عصفور يلعب به الذين يريدون أن يتعبدوا للرب، وصرنا أُضحوكةً عند هؤلاء الرجال العظام حاملي الروح. لكن رغم أننا قد صرنا ضعفاء، فنحن لا نكفّ عن العمل بكل قوتنا، ولا نهدأ قط من مناوئتكم زارعين شرّنا في نفس مَنْ يجاهد. فإذا رأينا أنه تقبّله فقد أجاز لنا مهاجمته، حينئذ نُلهبه بالملذّات الضارية. ولكنه إذا رفض قبول بذارنا بإيمانه في الله، فإننا نصير له بمثابة دخان يضمحل في الهواء. هذا هو السبب في أنه لم يُتَح لنا إقامة الحرب ضد الجميع، لأن الكمال ليس للكل. لأنه إذا صُرِّح لنا بأن نُقيم حربنا ضد الجميع لكنتُ قد خدعتُ كثيرين من المحتمين بك“![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]فقال لها الطوباوي: ”آه من شرِّكِ الذي لا ينعس! إنكِ لن تكفِّي عن هياجك ضد الجنس البشري حتى تأتي نعمة الله وتمحقكِ“! ثم أمرها أن تمضي إلى حيث أُمرت، وحذّرها من الاقتراب ثانيةً من أديرته بالمرة.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وفي الصباح، دعا جميع الإخوة الكبار وقصّ عليهم كل ما رآه وسمعه من الشيطان الملعون. وبعث أيضًا رسائل إلى الكبار في الأديرة الأخرى لتثبيتهم في مخافة الله، ولكي يُعرِّفهم بموضوع هذا الخيال الشيطاني[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn16"][FONT="][16][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]عندما كان الأب الطوباوي يفتقد الإخوة[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] في قلاليهم مقوِّمًا أفكار كل واحد، جاء إلى أخ رومي (يوناني) ينحدر من أسرة عريقة وقد أتقن اللغة اليونانية. ولما أراد الأب أن ينصحه لمنفعته ويعرف ميول قلبه، خاطبه باللغة القبطية (الصعيدية التي لم يعرف غيرها). فلم يفهم الأخ منه شيئًا ولا فهم الكبير كلام الرومي. فاضطر الكبير أن يستدعي أحد الإخوة من القادرين على ترجمة كلام كلٍّ منهما. ولكن لما جاء المترجم لم يشأ الأخ الرومي أن يُخبر الأب بخطايا قلبه بواسطة شخص آخر، فقال: ”إنني أريدك أنت وحدك بعد الله، وليس آخر سواك، أن يعرف شرور قلبي“. فلما سمع الكبير ذلك أمر المترجم بالانصراف، ثم أومأ للأخ الرومي بإشارة من يده أن ينتظر حتى يعود إليه.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ذهب الطوباوي ليصلّي على انفراد، فتضرع إلى الله قائلاً: ”أيها الرب الضابط الكل، إن كنتُ لا أقدر أن أنفع الناس الذين ترسلهم إليَّ من أقاصي الأرض لجهلي بألسنة البشر، فما الحاجة لمجيئهم إلى هنا؟ أما إن كنتَ تشاء أن تخلّصهم هنا بواسطتي، فهبني أيها السيد أن أفهم لغاتهم لكيما أُصلح نفوسهم“. وظل متوسلاً بلجاجة لمدة ثلاث ساعات لأجل هذا الأمر، وبغتةً انحدر من السماء شبه رسالة مكتوبة على قطعة من البردي واستقرت في يده اليمنى. ولما قرأها فللوقت تلقّن الكلام بسائر اللغات. حينئذ مجّد الله الآب والابن والروح القدس، وعاد إلى ذلك الأخ بفرح عظيم، وفاتحه بالحديث بقول صحيح باللغة اليونانية. فلما سمع الأخ كلامه قال إن الكبير قد فاق الكل في هذه اللغة! وبعد أن تلقى اعتراف الأخ وقوّم أفكاره حسب حاجته وحدّد له التوبة اللائقة بأخطائه، استودعه للرب وانصرف[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn17"][FONT="][17][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]توجّه مرةً الأب الطوباوي[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] لافتقاد الأديرة الأخرى. ولما دخل دير "منخوسين" رأى في وسط الدير شجرة جميز شامخة، وقد جرت عادة أحد الفتيان أن يتسلقها سرًّا ليقطف الجميز ويأكله مع رفقائه. فلما اقترب الكبير من تلك الشجرة عاين روحًا نجسًا جالسًا في وسطها، وعرف في الحال أنه شيطان الحنجرة والنهم الذي يخدع الفتيان. لذلك فقد استدعى البستاني وقال له: ”اقطع هذه الجميزة لأنها معثرة لغير الثابتين في قصدهم، كما أنه سمجٌ هو وضعها هكذا في وسط الدير“. فلما سمع البستاني ذلك حزن جدًا وقال: ”لا يا أبي، فلقد اعتدنا أن نجني ثمرًا وافرًا لأجل الإخوة من هذه الشجرة“. فلما رأى الكبير أنه حزن لذلك لم يشأ أن يُغضبه لئلاّ يزداد حزنه، فقد كان يعلم يقينًا أن سيرة هذا الرجل عظيمة وأنها موضع إعجاب الجميع من الصغير إلى الكبير. وفي اليوم التالي، وُجدت تلك الشجرة يابسة تمامًا ولم يبقَ فيها ورقة أو ثمرة لم تذبل. فلما رأى الطوباوي يونان ذلك حزن جدًا، ليس من أجل الشجرة، ولكن من أجل عدم طاعته، إذ إنه لم يقطع الشجرة حالما قال له الكبير ذلك[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn18"][FONT="][18][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]كان اسم البستاني "يونان"،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] وقد أقام في هذا الدير خمسة وثمانين سنة[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn19"][FONT="][19][/FONT][/URL][FONT="]سالكًا بالنسك المبجّل للغاية. وكان هو وحده الذي يعتني بجميع الثمار، وهو وحده الذي غرس جميع الأشجار المثمرة في ذلك الدير. ومع ذلك فلم يذُق أيًّا من هذه الثمار قط حتى يوم انتقاله، بينما كان جميع الإخوة والغرباء والساكنين بجوار الدير يشبعون من تلك الثمار في مواسم الإثمار. وكان لباسه عبارة عن ثلاثة جلود ماعز موصولة معًا لستر جسده كله. ولم يستعمل أي غطاء آخر في الشتاء أو في الصيف. ولم يكن يعرف شيئًا من راحة الجسد من العمل المتواصل لأنه كان يعمل دائمًا بغيرة وحماس. ولم يأكل طبيخًا قط ولا عدسًا ولا أي طعام آخر سوى الخل مع خضروات خفيفة نيئة! وقد اعتاد الإخوة أن يؤكّدوا أيضًا أنه ما كان يعرف مكان عيادة المرضى ولا ما يأكله المرضى![/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وعلاوةً على ذلك فقد علمنا أن هذا الطوباوي لم يستلقِ نائمًا على ظهره قط حتى يوم مماته. وكان يعمل طول نهاره في البستان ويتناول غذاءه عند غروب الشمس، ثم يدخل قلايته ويجلس في وسطها على مقعد بدون ظهر ويفتل الحبال إلى أن يحين وقت اجتماع صلاة الليل. وإذا أرغمته الضرورة فكان يختطف اليسير من النوم وهو جالسٌ ممسكًا بيديه الحبال التي يضفرها. وكان يضفر الحبال في الظلام وهو يلهج في أقوال الله التي كان يحفظها عن ظهر قلب. وكان عنده ثوبٌ واحدٌ يلبسه عندما يذهب للتناول من الأسرار المقدسة ثم يخلعه في الحال ليحتفظ به نظيفًا، وظل هذا الثوب عنده طيلة تلك الخمس والثمانين سنة! وقد مارس هذا الطوباوي أعمالاً كثيرة أخرى جديرة بالثناء.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ويقول كاتب هذه السيرة إنه رأى هذا الرجل. وقد رقد بصورة غير عادية، إذ إنه سلّم روحه بينما كان جالسًا على مقعده يضفر الحبال كعادته. وهو لم يمُت بغتةً لئلاّ يقلل ذلك من بطولة هذا القديس؛ ولكنه مرض ورفض أن يذهب إلى عيادة المرضى لأنه لم يُرِد أن يخدمه أحد مثل باقي المرضى أو أن يُلزموه بأكل شيء مما يأكله المرضى. كما أنه لم يرضَ بأن يستلقي على ظهره حتى أثناء مرضه، ولم يسمح بأن توضع تحته وسادة أو أي شيء مريح[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn20"][FONT="][20][/FONT][/URL][FONT="]. ولم يوجد أحد بجواره حينما رقد. بل إنه بكل بساطة مضى إلى راحته وهو ممسكٌ بعمله في الحبال. ومن العجيب أنه عند دفنه لم يكن ممكنًا مدّ رجليه لأنها كانت قد تصلّبت كالخشب، وكذلك يداه لم يكن ممكنًا وضعهما على امتداد جسده، ولا كان ممكنًا أن نخلع منه ثوبه الجلدي، لذلك فقد اضطررنا أن ندفنه كما هو مثل حزمة من الأخشاب[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn21"][FONT="][21][/FONT][/URL][FONT="]![/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]قام الطوباوي باخوميوس ببناء دار للصلاة،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] وأقام لها أروقةً بأعمدة من الطوب وأثثها جيدًا، وشعر أنه راضٍ عن العمل لأنه بناه حسنًا. ثم فكر أن إعجابه بجمال البيت هو من فعل إبليس. لذلك جاء بحبال وربطها في أعمدة المبنى ورفع قلبه بالصلاة، وأمر الإخوة أن يشدّوا الحبال ويحنوا كل الأعمدة لكي تظل هكذا منحنية. ثم قال للإخوة: ”أرجوكم أيها الإخوة، ألاّ تبذلوا جهدًا كبيرًا في تزيين عمل أيديكم، بل مهما جعلتم عملكم متقنًا بنعمة المسيح وبفضل مواهبكم، فاحرصوا جدًا لئلاّ يتعثر فكركم من مديح الآخرين لفنّكم وتصيرون غنيمةً للشيطان“[/FONT][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn22"][FONT="][22][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]حدث ذات مرة،[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] بينما كان الأب الكبير جالسًا في الدير مع بعض الإخوة، أن أحد الإخوة، وكانت قلايته في مواجهة المكان الذي جلسوا فيه، كان قد عمل حصيرتين في ذلك اليوم، فوضعهما أمام قلايته مدفوعًا بفكر المجد الباطل، ظنًّا منه أن الأب الكبير سيمدحه على هذا الحماس، حيث إنه تجاوز المفروض على كل أخ أن يعمل حصيرة واحدة في اليوم. فلما رأى الكبير ما فعله الأخ للاستعراض وعرف الفكر الذي حركه لذلك، تأوّه بعمق وقال للإخوة الجالسين معه: ”انظروا هذا الأخ، فإنه منذ الصباح وحتى الآن أعطى كل تعبه للشيطان، ولم يترك شيئًا من عمله لراحة نفسه لأنه «أحب مجد الناس أكثر من مجد الله» (يو12: 43). ورغم أنه أضنك جسده بالتعب إلاّ أنه ترك نفسه خاويةً من ثمر أعماله“.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم دعا الأخ ووبّخه وأمره أن يقف خلف الإخوة في وقت الصلاة ممسكًا بالحصيرتين بيديه وهو يقول: ”أيها الإخوة، أتوسل إليكم أن تصلّوا من أجل نفسي المسكينة لكي يغفر لي إله كل الرأفات ويصنع معي رحمةً، لأنني فضّلتُ هاتين الحصيرتين على ملكوته“! وأن يفعل نفس الشيء وسط الإخوة على المائدة وقت الغداء حتى يقوموا عن المائدة. ثم أمره بعد ذلك أن يلزم قلايته لمدة خمسة شهور يعمل فيها حصيرتين كل يوم، ولا يأكل خلالها سوى الخبز والملح، ولا يزوره أحدٌ من الإخوة[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn23"][FONT="][23][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=red][FONT="]سلك أحد الإخوة[/COLOR][/SIZE][/FONT][SIZE=5][COLOR=red][/COLOR][FONT="] حياة الفضيلة حتى بلغ ذروتها، فلنصف يسيرًا من وقائع سيرته للمنفعة والتهذيب. كان هذا الأخ ذو الذكرى المطوّبة مصابًا بالجذام في جسده، لذلك كانت قلايته منعزلة عن قلالي الإخوة، وكان أكله في حياته كلها من الخبز والملح. وكان يعمل كل يوم حصيرةً واحدةً. وكان أثناء ضفره للحبال التي تدخل في صناعة الحصر كثيرًا ما تتمزق يداه من البردي فتُدميان، حتى إن الحصر التي كان يصنعها تصير مصبوغة بالدم. ورغم مرضه هذا لم يتخلّف قط عن اجتماعات الصلاة. ولم ينم في النهار البتة حتى يوم انتقاله. وكانت عادته أن يتلو عن ظهر قلب بعض الفصول من الكتب المقدسة كل ليلة قبل النوم، ثم يرقد حتى تُعطَى الإشارة لصلاة الليل الجماعية.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وكان الأب يعجب من صبره على ألم المرض ومواظبته على العمل بحلاوة نفس، وكان يفرح به جدًا متحققًا أنه عمّال في الفضيلة، ولذلك فقد كان يرسله كثيرًا برسائل ومهمات قاصدًا بذلك منفعة الإخوة برؤيتهم إياه لأنه كان مثالاً صالحًا، لأنه أي نفس قاسية ترى إنسانًا قد استحالت صورته وتغيّرت هيئته واضمحلت محاسن خلقته وقد تهرّأ لحمه وصار دمه سائلاً جاريًا، وهو بطيبة نفس يخدم ويعمل ويشكر الله؛ ولا ترتدع تلك النفس ولا تلين قساوتها ويتوفر نشاطها وتقدم لله شكرًا على عافيتها؟![/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]دخل عليه مرةً أحد الإخوة، ولما أبصر يديه مخضّبتين بالدم من ضفر الحصر قال له: ”لماذا أيها الأخ تجاهد وتتعب هكذا في العمل بينما أنت مبتَلَى بهذا المرض؟ أتظن أنك إذا تركت العمل ستُعتبر بطّالاً أمام الله؟ الله يعلم أنك مريض ولم يحدث قط أن إنسانًا به هذا المرض وباشر عملاً، ولا سيما أن أحدًا لم يضطرك للعمل. وها نحن نعول غرباء ومعوزين، أفما يجدر بنا أن نخدمك من كل قلوبنا وبأكثر سعادة، وأنت واحد منا ورجل قديس أيضًا“؟ فأجابه قائلاً: ”من المستحيل عليَّ ألاّ أعمل لأن ق. بولس يقول: «إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضًا» (2تس3: 10). وإذا كان الرب نفسه يقول: «اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية» (يو6: 27)، فإننا نأمل في رحمة الله أن تكون أعمالنا كلنا ليست من الأعمال الفانية بل الباقية“! فقال له الأخ: ”إن كان ذلك يُسعدك، إذن، فأرجوك على الأقل أن تدهن يديك بزيت كل مساء حتى لا تؤلمك“. فسمع من الأخ ودهن يديه بالزيت، فتأذّت يداه بالأكثر لأنها لانت ونعمت، فصار البردي يمزقها أكثر من السابق.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]ثم جاء إليه الأب الكبير مفتقدًا وقال له: ”أتظن يا أثينودوروس، أن الزيت ينفعك؟ من الذي يضطرك إلى العمل حتى إنك بحجة العمل وضعت أملك في الزيت للشفاء بدلاً من الله؟ أليس الله قادرًا أن يشفيك؟ ولكنه لمنفعة نفسك سمح لك بهذا المرض“. فقال له: ”لقد أخطأتُ يا أبي، وأقرّ بخطيتي، ولكنني ألتمس منك أن تصلّي لأجلي لكي يغفر الله لي هذه الخطية“. وقد تحقق الآباء أنه قضى سنة كاملة نادبًا نفسه على هذه الجريرة، ولا يأكل إلاّ مرة كل يومين[/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftn24"][FONT="][24][/FONT][/URL][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref1"][FONT="][FONT="][1][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref1"][/FONT][/URL] SBO, 116.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref2"][FONT="][FONT="][2][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref2"][/FONT][/URL] Paral., 7.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref3"][FONT="][FONT="][3][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref3"][/FONT][/URL] S 10: 3.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref4"][FONT="][FONT="][4][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref4"][/FONT][/URL] S 10: 7[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref5"][FONT="][5][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref5"][/URL][FONT="] مما يدل على أن هذه القصة حدثت في أوائل تأسيسه لرهبنة الشركة عندما كان قد أسس ديرًا واحدًا فقط[/FONT][FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref6"][FONT="][FONT="][6][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref6"][/FONT][/URL] Draguet, 1: 1-6.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][FONT="]وهكذا تعلَّم الأب باخوميوس وتلاميذه بالخبرة ألاَّ يطردوا أي راهب إلاَّ إذا وجدوا بعد طول أناتهم عليه وتحذيرهم المستمر له أنه قد رفض بإصرار كل تقويم وصار خطراً على الجماعة، وبعد أخذ مشورة وإعلان واضح من الله.[/SIZE][/FONT][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref7"][FONT="][FONT="][7][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref7"][/FONT][/URL] Draguet, 2: 1-10[FONT="].[/FONT][FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref8"][FONT="][FONT="][8][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref8"][/FONT][/URL][I] The Historia Monachorum in Aegypto, [/I]ch. III[FONT="].[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref9"][FONT="][FONT="][9][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref9"][/FONT][/URL] Laus., 18: 1, 12, 13.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref10"][FONT="][FONT="][10][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref10"][/FONT][/URL] Laus., 18: 14 - 16.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref11"][FONT="][FONT="][11][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref11"][/FONT][/URL] Apoph., Psenthaisios, 1.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref12"][FONT="][12][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref12"][/URL][FONT="] باخوم عربي.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref13"][FONT="][FONT="][13][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref13"][/FONT][/URL] Paral., 15, 16.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref14"][FONT="][FONT="][14][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref14"][/FONT][/URL] Paral., 21, 22.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref15"][FONT="][FONT="][15][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref15"][/FONT][/URL] Paral., 23.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref16"][FONT="][FONT="][16][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref16"][/FONT][/URL] Paral., 24 – 26.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref17"][FONT="][FONT="][17][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref17"][/FONT][/URL] Paral., 27.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref18"][FONT="][FONT="][18][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref18"][/FONT][/URL] Paral., 28, 31.[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref19"][FONT="][19][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref19"][/URL][FONT="] هذا يدل على أنه كان موجودًا قبل أنبا باخوميوس أي أنه تتلمذ على أنبا بلامون.[/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref20"][FONT="][20][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref20"][/URL][FONT="] ذُكر أن الرهبان الباخوميين كانوا ينامون على كرسي بظهر مائل (انظر قوانين أنبا باخوميوس: 87).[/FONT][FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref21"][FONT="][FONT="][21][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref21"][/FONT][/URL] Paral., 29, 30.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref22"][FONT="][22][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref22"][/URL][FONT="] ويقول العالم الإنجليزي [/FONT]Chity .D. J [FONT="]في كتابه [/FONT]The Desert a City[FONT="] ص 119 إنه من المحتمل أن تكون هذه القصة محاولة لشرح سبب الانحناءات الفعلية في كنيسة قديمة رآها في تلك الأماكن، والتي يرى هو أن سببها في الواقع هو الأساسات غير المتينة أو المادة البنائية الضعيفة أو عدم الخبرة في البناء، وكانت المادة الوحيدة المستخدمة في البناء حينذاك هي الطوب النيئ المجفف في الشمس. ولكننا نحن نقول إن القصة إنما تدل على مستوى عالٍ جدًا في خبرة البناء، إذ لم يسقط البناء كله رغم شَدّ أعمدته بالحبال حتى انحنت، ورغم أنه كان مبنيًا بالطوب النيئ. ومعروفٌ أن المصريين القدماء كانوا أساتذة في فن البناء. [/FONT]Paral., 32[/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref23"][FONT="][FONT="][23][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref23"][/FONT][/URL] Paral., 34.[FONT="][/FONT][/SIZE][/FONT][/B] [B][FONT=Times New Roman][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref24"][FONT="][FONT="][24][/URL][/SIZE][/FONT][SIZE=5][URL="http://www.arabchurch.com/forums/#_ftnref24"][/FONT][/URL] Paral., 35, 36; QRT, 31; [FONT="]باخوم[/FONT][/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
سير القديسين
قصص وأقوال القديس أنبا باخوميوس أب الشركة الرهبانية وأقوال تلاميذه
أعلى