لماذا اناجيل اربعة وما المطلوب منا بعدما أتم المسيح عمله؟

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
15,484
مستوى التفاعل
2,994
النقاط
76
كل من البشير متى ومرقس ولوقا ويوحنا كتب لفئة معينة من الناس وكما سنرى في الجدول تحدثوا عن سيرة حياة المسيح وصلبه وقيامته وصعوده للسماء


متى كتب لليهود وموضوعه المسيّا الملك ليتمم الناموس واهتم بالنبؤات عن المسيح
ورمزه صورة انسان لانه اهتم بتجسد الله بصورة انسان
مرقس كتب للرومان وموضوعه المسيح الغالب للشيطان واهتم بمعجزات التي اجترحها المسيح واهتم بالعمل ورمزه الاسد لانه اهتم بقيامة المسيح

لوقا كتب لليونان وموضوعه المسيح صديق البشرية وموضوعه خلاص المسيح واهتم بالتاريخ ورمزه الثور لانه يذكرنا بالذبيحة والصليب اي موت المسيح الكفاري عنا جميعاً

يوحنا كتب للعالم المسيحي وموضوعه المسيح الكلمة المتجسد واهتم باللاهوت ورمزه النسر لانه يشير الى صعود المسيح
فهي البشائر الاربعة تشكل حياة المسيح منذ تجسده وموته وقيامته حتى صعوده للسماء
فماذا المطلوب منا بعدما اتم المسيح عمله هو تخصيص كل طاقاتنا للمسيح.

* الإنسان = الطاقة العقلية

* الأسد = القوة العضلية

* الثور = الطاقة الشهوانية التي كانت طاقة حب لله.

* النسر = الطاقة الروحية وهذه تعني ممارسة التسابيح والصلوات مع الأصوام...

أن نتواضع متخذين المسيح نموذج لنا، فيسكن الله عندنا "فهو يسكن عند المنسحقين.." (اش57: 15).

بل قل أن التواضع لا معنى له بالنسبة للإنسان، هذا ممكن فقط للمسيح السماوي العالي الذي نزل، أما نحن أصلا فمن أسفل. التواضع لنا حقيقة هو أن ندرك الحقيقة وإننا لا شيء، قيمتنا هي بالمسيح.

وأيضا أن نعطى قيادة حياتنا للمسيح، كما قاد المسيح هذا الجحش اليوم ودخل به إلى أورشليم أو قل نكون كالفرس الأبيض الذي يركبه الفارس (المسيح) الذي خرج غالبًا ولكي يغلب (رؤ6: 2).

والملخص فالمسيح يرتاح ويسكن فينا = 1) بأن نعرفه 2) التواضع والانسحاق 3) أن نعطى المسيح قيادة حياتنا وهذه تأتي بأن نسلم تمامًا كل أمور حياتنا له بدون أي تذمر ونطيع كل وصاياه.

ومن يقبل ويفعل:

1) يصير مركبة مثل المركبة الكاروبيمية أي يحمله المسيح الساكن فيه فيحيا في السماويات هنا، ويدخل أورشليم السماوية في الأبدية.

- وقد استقبلت الجموع يسوع بفرح قائلين "أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». (إنجيل متى 21: 9)

S- وقد استقبلت الجموع يسوع بفرح قائلين "أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». (إنجيل متى 21: 9) -
2) الذي يسكن المسيح عنده تصير له إمكانيات لا نهائية عبر عنها بولس الرسول بقوله "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فى4: 13) ونعود لوجوه الكاروبيم:

* الإنسان = الحكمة

* الأسد = الأقوى جسديا

* الثور = شهوة الحب كلها لله.

* النسر = هذا يحلق روحيًا في السماويات وله قوة إبصار عجيبة (الإفراز).

3) بل تكون للإنسان شفاعة في الخليقة، ألم يقل الله عن الأنبا بولا "أن نهر النيل يفيض بسببه". وتغير طبع الثعبان من وجوده مع الأنبا برسوم العريان.

وقيل أن هذا كان عمل الكاروبيم:

فمن له وجه الإنسان يشفع في البشر.

والذي له وجه الثور يشفع في حيوانات الحقل.

والذي له وجه الأسد يشفع في حيوانات البرية.

والذي له وجه النسر يشفع في الطيور.

ولا شفاعة في الزواحف فمنها الحية رمز إبليس، ولا شفاعة في الأسماك فهي تحيا في البحر وهو رمز للعالم بشهواته، ومن يحيا فيها فهو ميت

 
التعديل الأخير:

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,568
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
موضوع ثري أختنا الغالية يدعونا للبحث الشيق دوماً
و لأنني من عشاق العلامة أوريجانوس فلتسمحين لي بإضافة من أجل إثراء الموضوع

إذ تحدّث العلامة أوريجانوس في القرن الثاني عن اتفاق الأناجيل الأربعة معًا
و مع بقيّة الأسفار بالرغم من عرض الحقيقة في كل سفر من جانب غير الآخر،
مشبّهًا الكتاب المقدّس بالقيثارة الواحدة ذات الأوتار المتنوّعة لتقديم سيمفونيّة
جميلة و متناسقة،

إذ يقول: [كما أن كل وتر من أوتار القيثارة يعطي صوتًا معينًا خاصًا به يبدو مختلفًا عن الآخر،
فيظن الإنسان غير الموسيقي والجاهل لأصول الانسجام الموسيقي أن الأوتار غير منسجمة
معًا لأنها تعطي أصوات مختلفة، هكذا الذين ليس لهم دراية في سماع انسجام الله
في الكتب المقدّسة يظنون أن العهد القديم غير متّفق مع الجديد أو الأنبياء مع الشريعة
أو الأناجيل مع بعضها البعض أو مع بقيّة الرسل. أما المتعلّم موسيقى الله كرجل حكيم
في القول والفعل يُحسب داود الآخر، إذ بمهارة تفسيره يجلب أنغام موسيقى الله متعلمًا
من هذا في الوقت المناسب أن يضرب على الأوتار، تارة على أوتار الناموس وأخرى على أوتار
الأناجيل منسجمة مع الأولى، فأوتار الأنبياء. وعندما تتطلّب الحكمة يضرب على الأوتار
الرسوليّة المنسجمة مع النبويّة كما في الأناجيل. فالكتاب المقدّس هو آلة الله الواحدة
الكاملة والمنسجمة معًا، تعطي خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبين
في التعليم، هذه القيثارة التي تبطل عمل كل روح شرّير وتقاومه كما حدث مع داود
الموسيقار في تهدئة الروح الشرّير الذي كان يتعب شاول (1 صم 16: 14)(13).].

نستطيع أن نقول أن الوحي الإلهي قدّم لنا إنجيلًا واحدًا هو إنجيل ربّنا يسوع المسيح
بواسطة الإنجيليين الأربعة: متّى ومرقس ولوقا ويوحنا، كلٌ يكشف عن جانب من جوانب
هذا الإنجيل الواحد. وكأنه باللؤلؤة التي يُعلن عنها كل منهم من زاوية معيّنة.

فمعلّمنا متّى إذ يكتب لليهود يقدّم لنا السيّد المسيح بكونه المسيّا الملك الذي فيه تحقّقت
النبوّات وكمل الناموس. جاء ليملك قينا، ونحن نملك معه في السماويّات.

و معلّمنا مرقس إذ كتب للرومان أبرز شخص السيّد المسيح من الجانب العملي، صانع المعجزات
و غالب قوى الشيطان، فلا يقدّم الكثير من كلمات السيّد وعظاته، إنّما يقدّم أعماله لأنه
يحدّث رجال حرب عنفاء (الرومان). أمّا لوقا البشير فإذ يكتب إلى أصحاب الفلسفات والحكمة
البشريّة، أي اليونان، فيقدّم السيّد المسيح كصديق البشريّة، الذي جاء ليخلّص لا بالفلسفات
الجديدة، وإنما بالحب الباذل. أخيرًا فإن يوحنا البشير إذ يكتب للعالم كلّه يُعلن السيّد المسيح
الكلمة الإلهي المتجسّد، الذي حلّ بيننا لكيّ يرفعنا إليه في سماواته.

إن بدت الأناجيل متشابهة، خاصة الثلاث الأناجيل الأولى، من جهة ما حوَتْه من عرض لحياة
السيّد المسيح وأعماله الخلاصيّة. فالإنجيليون في الحقيقة ليسوا عارضين لحياة السيّد
و لا مؤرّخين له بالمعنى العلمي للتاريخ، إنّما هم شهود حق، أعلنوا الأخبار السارّة التي
تمسّ حياتنا مشرقة من نور قيامة السيّد المسيح وحلول روحه علينا، وجاء التاريخ من خلال
هذه الزاوية، خادمًا حياتنا الإيمانيّة واتّحادنا مع المخلّص القائم من الأموات.
 
أعلى