چاكس
مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
- إنضم
- 6 فبراير 2012
- المشاركات
- 2,895
- مستوى التفاعل
- 466
- النقاط
- 0
استيقظت فى السابعة صباحا .. ما اجمل النوم فى الثالثة صباحا ! .. سأتأخر على العمل ..
اسرعت الى الجراج .. لأجد سيارتى ( على الارض ) .. حد مؤذى .. جاب الاربع فرد على الارض .. برافو عليك
استقليت ( تاكسى ) .. " بسرعة لو سمحت هتأخر على الشغل .. " نظرت له بسرعة .. و تيقنت اننى سأصل متأخرا .. رجل كبير فى السن .. شيخ بدقن .. ( شكله شارب و مش شايف قدامه ) .. " على فين يا بيه " ..
المشوار ياخد حوالى ساعة .. او ساعتين .. مع زحمة الطريق ..
شغل قرأن و على الصوت .. اخرجت موبايلى و السماعات و شغلت انا اغانى و عشت مع اليسا ( اسعد واحدة ... اجمد واحدة يا اليسا والله ) ..
" استغفر الله العظيم " ..
صوته فزعنى .. نظر لى بأشمئزاز و تمتم بعبارات حقيرة ..
وقفنا فى اشارة مرور .. مرت امامنا انثى رقيقة بدلال ( بعرفهن من طريقة مشيتهن ) .. الحقيقة .. فضلت بعقلى معاها لحد ما عدت الشارع و دخلت بيت قديم .. " جميلة "
خضنى تانى بصوته ..
" استغفر الله العظيم .. ربنا ياخدكم يا شياطين ، دول يا بيه شياطين فى شكل نســـ*** "
وصلت متأخرا .. طلبنى المدير ..
" مينفعش كل يوم تيجى متأخر كدا .. عندك خصم النهارده " .. لم اتفوه بكلمة .. عنده حق .. انصرفت
تحدثت الى زميلتى فى المكتب .. " مريم .. انا بفكر اهاجر من البلد دى "
" الصراحة معاك حق .. " قالتها و هى تكتب على الكمبيوتر ..
" بس فيه مشكلة .. " ، انتظرتها تسألنى .. لكنها كانت مشغولة ..
" ماما هى المشكلة .. تفتكرى الحل ايه " ..
" سورى .. بتقول ايه ؟ " ...
حياة مملة .. و اصدقاء عديمى الفائدة ..
جلست مع خطيبتى بالاكراه .. صممت امى ان تخطب لى ابنة صديقتها المقربة اليها ..
" انت عندك 30 سنة و لسه متجوزتش يا احمد ؟؟ " ... سمعتها بما فيه الكفاية ..
كانت جميلة و مهذبة و محجبة .. تصغرنى بسنة واحدة .. كانت مضطربة دائما .. لم اتعامل معها الا قليلا .. لكن يبدو عليها القلق الدائم .. خجولة زيادة عن اللزوم ..
" احمد ... ايه اخبار خطيبتك .. كله تمام "
نظرت لها و ابتسمت قائلا " اطمنى يا ماما .. كله تمام "
" نفسى و منى عينى اشوفك فى بيتك و مستقر "
" حاضر يا ماما .. هيحصل "
استسلمت لأحلام ماما .. و لكننى لست راضيا على الاطلاق ...
شعرت بأن رأسى يدوووور .. رأسى ينفجر .. احتاج الى .. الى تجديد ..
........
" اتفضل يافندم " .. تنحت جانبا لأدخل الى منزل السعادة ..
منزل السعادة .. هو مكان وصفه لى احد الاصدقاء .. قال اننى سأجد الراحة هنا و الهدوء ..
جلست على انتريه شيك .. ترى شيك .. مريح جدا .. ابتسمت لهذه المرأة الجميلة التى جلست امامى .. " اهلا بيك يافندم .. " تفحصتنى جيدا .. كانت تضع مكياجا صارخا .. ربما لو ازالته لبدت اكثر بياضا مما هى عليه .. لكن لا مشكلة .. " جميلة "
ضحكت و حركت رأسها . " ميرسي " ..
بيت دعارة .. بيت السعادة .. كنت اتردد عليه كثيرا .. و الحقيقة اننى لم اكن اعرف فى البداية اى نوع من البيوت هو .. و لكن صديقى هو من دللنى اليه .. ارتاح كثيرا فى هذا البيت .. شعرت باتصال غريب بينى و بين امرأة هنا فى هذا البيت .. كانت ايه فى الجمال .. باعت هى نفسها الى صاحبة البيت .. فقدت عذريتى معها " انتى اول واحدة احس معاها الاحساس ده " تحدثت معها بعفوية .. كانت تبادلنى الحديث و لكنها كانت ماهرة فى الا تظهر اى مشاعر تجاه الزبون ( ربما هكذا قالت لها صاحبة البيت ) ..
امر على بيت السعادة اسبوعيا و احيانا مرتين فى الاسبوع .. و كنت اجلس فقط معها .. هى فقط لا غيرها .. لاحظت هى و سألتنى " ايه حكايتك معايا ؟ " .. " مشعارف .. "
تطورت بيننا العلاقة .. و قررت ان اشتريها لى انا فقط .. " ده عنوانى .. انا هستناكى " اتفقت معها ان نعيش معا ( لوحدنا ) فى شقتى الصغيرة .. وافقت .. و كانت تأتى لى و احيانا تبيت فى شقتى الصغيرة ..
اخدت اجازة من الشركة انطلقت انا و هى و كنا نقضى امتع الاوقات معا خارج المنزل .. كنا نعيش بحرية .. لا قواعد .. لا تقاليد سخيفة .. بعيدا عن الرأى العام .. نخرج و نتفسح و نعيش
كانت تحدثنى قائلة " انا مبسوطة معاك يا احمد .. انا حاسه ان ليا روح مختلفة كدا .. حاسة انى مهمة عند حد " .. انا ايضا كنت اشعر معها بأننى طفل صغير .. لا تسلط و لا فوارق بيننا .. نحن معا .. نحن نشعر بالحرية ..
نسيت امى اوقاتا طويلة .. و كذلك خطيبتى .. مجرد التفكير فى الحياة معهما يجعلنى اكتأب .. لكن على ان اقاوم .. ذهبت لزيارة امى ..
" فينك يا احمد ناسينى كدا كل المدة دى .. بتقابل مى ؟ ايوا من لقى احبابه بقى "
بيعجبنى فى ماما .. طيبتها التى = سذاجة عندما يرتاح بالها على ابنها الوحيد ..
" لا يا ست الكل .. محدش يقدر ياخدنى منك .. كل الحكاية انى بس مشغول فى الشغل "
طبعا .. صدقت كذبى كالعادة .. و قضينا اليوم سوا و كان يوم جميل مع ماما ..
......
" تفتكرى يا مريم ان الجواز ده حاجة كويسة " ..
" مش عارفة " طبعا كالعادة مشغولة بالكمبيوتر و عمالة تكتب ..
" انا مش عارف بردو .. بس تعرفى ، انا مش مقتنع بيه .. يعن بالنسبالى كدا حاجة زى عقد تأمين .... يعنى الأنثى بتدفع اسمها و خصوصيتها للراجل و هو ... "
نظرت اليها لأجدها منهمكة فى الكتابة على الكمبيوتر ...
كانت تنظر لى بأرتباك .. و لاحظت علامات خوف مرسومة على وجهها الابيض الذى يشق حجابها الاسود .. نطقت " فى ايه يا مى ؟ .. ملاحظ انك مرتبكة شويه " .. حركت طرفى عيناها يمينا و يسارا و مالت برأسها الى الامام قليلا ( لا اعلم ربما كانت تفرك اصابع يدها من وراء غطاء المائدة ) .. همست .. " احمد .. ممكن نتكلم فى العربية " ..
" اوكى .. زى ما تحبى " .. طلبت النادل و دفعت الفاتورة ..
اغلقت زجاج نافذه السيارة .. و تلفتت .. " احمد .... احمد انا .. انا .." .. نظرت اليها باستغراب !! لألاحظ ان عيناها بدأت تدمع .. اغمضتهما و بدأت تبكى .. و انفجر الدم فى شرايين وجنتيها ... لعل هذه الحبيبات القاسية التى تزين وجهها ناتجة عن رقة بشرتها و اشعة الشمس اللعينة ..
(كلام + بكاء)
" احمد .. انا مش عارفة اقولك ايه ، انا عارفة انى عبيطة و مجنونة ..كلبة لأنى عملت كدا ، بس مفيش قدامى غيرك انت اللى اقوله .. " ..
تشنجت و تابعت " انا كنت بحب شاب و عرفته لمدة سنتين و كنا بنخرج من ورا بابا و ماما .. حبيته اوى و اديته كل حاجة ... " كانت تنظر الى الجزء السفلى من جسدها ! .. تابعت " انا مش عذراء .. انا .. "
وضعت يدى برفق على فمها .. هنا نظرت الى .. " متكمليش .. فهمت " .. ابتسمت لها .. و نظرت الى الخارج ..
مرت حوالى ربع ساعة و هى تبكى و انا صامت انظر الى عجلة القيادة .. ربما كانت تختلس نظرات لترى انفعالى .. ( لم الحظها ) ..
ضحكت بهدووء ..
" مى .. بتعرفى تمثلى ؟ " قلتها دون النظر اليها ..
ردت .. " ايه ؟ " ..
" انا عايز اعمل معاكى اتفاق .. " .. نظرت الى باهتمام و عيناها رطبة ..
" انا هديلك الورقة اللى تقدرى بيها تواجهى العالم اللعين ده .. ورقة الجواز .. بشرط انك تمثلى .. مثلى الدور كويس ... انا ماما عايزه تشوفنى عريس و انتى مامتك عايزه تشوفك عروسة ، هنحقق لهم ده .."
ظلت صامتة .. يبدو انها تفاجئت من كلامى ..
تابعت " هنفتعل خناقة كدا بعد ما يكون مر وقت طويل .. و هنسيب بعض .. متقلقيش مش هيحصل اى حاجة بيننا .. هتفضلى بكامل حريتك "
فى ذهول نطقت .. " انت بتقول ايه .. انت مش زعلان ؟؟؟ .. انت ... انت بتتكلم بجد ؟؟ هتتجوزنى ؟ " ثم مسحت دموعها
" مى .. مفيش انسان حاليا فى دنيتنا الملعونة دى يقدر يلومك .. انا زيك .. كلنا شبه بعض"
لا اعلم ..
مى .. من صغرها و اهلها علموها ان هدفها الاقصى هو الزواج .. رسموا لها تلك النهاية .. و هى كانت تحضر لتلك النهاية كخروف ابكم يسمن تمهيدا للذبح ..
قالت لى ذات مرة " انت بجد جنتل يا احمد .. انا مش هنسى اللى انت عملته عشانى " ..
شكرا مى .. شكرا لأنك اعطيتنى الفرصة لأضحك على العالم ..
بقلم : چاكس = احمد شوقى