الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
من أدلة الوهية المسيح دينونته للناس يوم القيامة !!
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="ElectericCurrent, post: 3298613, member: 68479"] [COLOR="DarkGreen"][FONT="Arial"][SIZE="5"]تعاليم للاب متى المسكين حول موضوع قيام المسيح بالدينونة كيف سيدين المسيح المسكونة بالعدل( ) - هل سيظهر الحمل الوديع بصورة الغاضب المنتقم ؟ - هل ستخرج كلمات اللعنة من فمه على الخطاة، ويترك عنه حنانه الذي غُلب يوماً من فرط تباريحه، وغفر لهم حتى حماقة صلبه؟ - هل تستريح أحشاء رحمته وهو يأمر بإبعاد الخطاة عنه إلى الأبد؟ - هل يتعذب الخطاة عذابهم الأبدي وهو راضٍ عن ذلك كل الرضى؟ إن كان الجواب على هذا: نعم؛ فهل تغيَّرت طبيعة المسيح؟ ويا له من تغيير! وإن كان الجواب: لا؛ فكيف ستتم كلماته التي قالها عن الدينونة، وهي صادقة وأمينة ومستحقة كل قبول؟ أنـوار : + «إن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آتِ لأدين العالم بل لأخلِّص العالم. من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه، ... الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير.» (يو 47:12 و48). + «أنا قد جئت نوراً إلى العالم، حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة.» (يو 46:12) + «أنا هو الطريق والحق والحياة.» (يو 6:14) + «فسيروا (في النور) ما دام لكم النور، لئلا يدرككم الظلام.» (يو 35:12) سيدين المسيح العالم حينما يضيء الحق الذي في الوصية علناً ويُستعلن جهاراً، فتتوقف كل القوى السالبية العقلية والمادية اضطراراً، ويُباد الشيطان: تلك القوة المزيفة، جوهر الكذب، الذي هو العدم المتسربل بالخداع. وسيعمل في تهيئة جو الدينونة ثلاثة عوامل هامة جداً: العامل الأول: رفع تأثير الزمن، إذ في القيامة نلبس أجساداً على غير فساد، لا تفنى ولا تزول، تستقر فيها النفس متحررة من كل عوامل الخداع، إنما بوعي كامل وفائق على ما هو الآن، وبالأخص من جهة الحياة السابقة، ومن جهة ما هو فوق الزمان بوجه عام؛ فترتبط دقائق الماضي ببعضها ترابطاً غير منفصل، فتظهر الحياة السالفة كلها حاضرة ومرئية في نور الحق الإلهي. العامل الثاني: النسيان، الذي يتسلل إلينا هنا بعوامل الزمن والتغيير، لا يوجد هناك. فتصير المعرفة في يقظة شاملة لا يشوبها أي سهو تسبِّبه عوامل خداع النفس أو شيخوخة الوعي، فتنكشف أمام الإنسان كل حياته بكل أعمالها واتجاهاتها ويدرك كل كلمة خرجت من فمه، وكل فكرة صاغها عقله وكل مشيئة سَعَتْ لها نفسه وارتضى بها ضميره! العامل الثالث: استعلان الله في مجد لاهوته، بفاعلية تتغلغل الكيان البشري بأقوى ما فيه من وعي، حيث تظهر لتدخل صاغرة في مجال الكشف والتمحيص، فيها يواجه كل إنسان الحق ذاته في مواجهة الله، بحيث لا يعود يستتر شيء من كل ما عَمِلَ الإنسان وقال. وبهذه العوامل الثلاثة تبدأ الدينونة في جو من الوعي الكامل الحاضر المتدفق لكل دقائق الحياة السالفة على ضوء الحق الكامل في الله، وحينئذٍ تظهر أعمالنا وأقوالنا ومشيئاتنا على قياس الحق الكامل أمام حضرة القدير، فندرك في الحال مقدار قربنا منه أو انحرافنا عنه! قضاء المسيح: والمسيح سيدين العالم باستحقاق فائق، لأنه هو الحق والنور والحياة، فهو يأخذ موقف الديان عن استحقاق، وليس اغتصاباً، لأن أعماله تشهد له، وحياته البشرية أكملها على قياس كامل من الحق، فلم يعمل خطية قط ولم يوجد في فمه غش!! فهو النور الذي لم تدركه الظلمة، وجوهر الحياة الذي غلب الموت، وتزكية قضائه قائمة بشهادة حياته وقيامته! هذا بجوار كونه كلمة الله الأزلي الخالق الذي ما من خليقة في السماء أو على الأرض إلا وتستمد منه دوام وجودها وتجديدها أو عدمها وزوالها. وإن كانت حياة المسيح الشخصية كفيلة بأن تكون دينونة بحد ذاتها، لذلك فمجرد ظهوره لن يُطاق بالنسبة للذين جدَّفوا عليه وأهانوه. كذلك فإن قداسته الفائقة ستصبح وبالاً ورعباً على كل الذين لم يطيعوا الحق بل أخضعوا أجسادهم وأرواحهم للنجاسة. وكما طلبت الشياطين أن يؤذن لها في البعد عنه ولو بدخولها الخنازير (لو 26:8-39)، لأن في ذلك كان راحة لها أفضل من مواجهة قداسته، كذلك ستكون طلبة الذين جحدوه ونجَّسوا ذواتهم، بالإلحاح المتواصل للخروج من حضرته، لأنه سيكون لهم في البعد عن القداسة والحق والنور والحياة، راحة أفضل! وهكذا سيدين المسيح الأشرار والفجَّار والشياطين بمجرد ظهوره واستعلانه في مجده وقداسته، لا بالقسوة أو الغضب، وإنما باستعلان لاهوته المتضمن منتهى جوده وإحسانه ورحمته وحبه وكلامه اللين اللطيف الذي احتقره المحتقرون وداسوه وازدروا بقوله وصليبه! أما ابن الحب والرحمة والسلام، فسيحل عليه في يوم القضاء فيض الحب والرحمة والسلام، وأما الذين لم يكن لهم حب ولا رحمة ولا سلام، فسوف يرتد عنهم الحب والرحمة والسلام، بل ولا يعودون يطيقون هذه الأمور، ويحل عوضاً عن ذلك حتماً وبالضرورة «سخط وغضب، شدة وضيق» (رو 8:2 و9) هو من صنع قلوبهم ونسيج ضمائرهم. وإذ يكون المسيح الديان لا يزال مبتسماً يقولون له: لماذا جئت لتعذبنا!! وبينما هم في حضرة الحياة يطلبون الموت!! والنور البهيج الذي يشعُّ منه يرعبهم ويزعجهم، ويسعون وراء الظلمة ويطلبون لو أن الجبال تسقط عليهم أو أن الآكام تغطيهم لتريحهم من وجه الجالس على العرش! وبينما تكون الدينونة يوم فرح واستعلان لأمجاد الله ومراحمه الدهرية، يصير هذا بعينه يوم غضب للأشرار لا يستطيعون الصمود فيه أو الوقوف! رفع الحق عن الأشرار: وبينما نجد الحق هنا يعرض نفسه علينا سهلاً رخيصاً، ولجميع الناس في كل حين، ويتمادى حاملو هذا الحق وكأنهم يتذللون إلينا مستعطفين لو نذوقه فنأخذه لأنفسنا مجاناً ونأخذه لنحيا به، وبينما يكادون يلاحقوننا في كل مكان ويتفننون في تبكيت ضمائر العصاة والخطاة بكل وسيلة وكل لغة، حتى يندم الخاطىء قبل فوات الأوان؛ نجد هذا الحق ذاته في يوم القضاء يقف وقفة مرعبة يطالب بثمن تذللاته السابقة، وكأنما قد خلع ثوب الشحاذة التنكري ليلبس ثوب القضاء ويجلس ليدين! عجبي على هذا الحق الذي يقف الآن في كل زوايا الدنيا، يجذب إليه القلوب بالاتضاع واللين العظيم، كيف سيتوقف يوماً ليلبس وشاح قضاء لا يلين! إنها خدعة الحرية التي تعرض إمكانية رفض الحق في هذا الدهر لكي يمتنع هذا الحق عينه وإلى الأبد على الرافضين، حيث يكون الندم والبكاء بلا رجاء. نماذج لشهود الحق: لقد سبق المسيح وأعلن أن الأعمال التي كان يعملها يستطيع مَنْ يؤمن به أن يعملها ويعمل أعظم منها باسمه بواسطة الآب، وهكذا لم يترك المسيح الحق بلا شاهد على مستوى الحق ذاته أو على مستوى الديان: «القديسون سيدينون العالم» (1 كو 2:6). ومن أجل ذلك نفخ المسيح في تلاميذه من روحه، فصاروا شهوداً للحق: «في أورشليم ... والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 8:1) وشهادة يسوع هي الحق، وهي «روح النبوة» (رؤ 10:19)، وهكذا تلمذ الرسل للحق شهوداً في كل الأرض. هؤلاء هم النماذج الصالحة التي ستوجد مزكَّاة عن يمين الديان شهوداً للحق ومادة حية لقضاء الدينونة، وشهادتهم لا تكون بالكلام أو البرهان، ولكن بمجرد قيامهم ووجودهم مكرَّمين عن يمين الحق! الأحكام التي سنُدان بمقتضاها: والأحكام التي سنقف لنُدان بمقتضاها هي بذاتها التي تُتلى على مسامعنا كل يوم بإعلان واضح وبطرق ووسائل عديدة متنوعة. فكلمة الله المكتوبة والمقروءة تأتي إلينا كل يوم تحمل الحق ترغيباً وقضاءً معاً، بقوة زاخرة قادرة مقتدرة كسيف ذي حدين يستطيع أن يخترق كل أغلفة العالم الكاذبة لتبلغ القلب الذي يطيعها لو أراد! وصورة المسيح مصلوباً تبكيت متواصل للمدمنين على الخطية والعصيان، فكأنما الجسد الممزق على الصليب يشرح درس الدينونة بصمت رهيب يستطيع أن يحطم الأرض والسماء، لأن ثمن الخطية استلزم موت القدوس، فكم سيكون عقاب من استهان بالثمن!؟ [B][U][COLOR="Blue"]أما الأنبياء والرسل والشهداء والقديسون، فهم النموذج المشجع للمتشككين، فقد قدموا حياتهم على مذبح الحب والطهارة رخيصة، واستهانوا بالعالم والجسد وداسوا كل قوة العدو المعاند، وعبروا بهدوء وضياء.[/COLOR][/U][/B] والعِبَر التي تذخر بها أجيال السابقين واللاحقين والتي تقع تحت بصر كل إنسان من بؤس الخاطئ، وسعادة المؤمن، وعدم راحة الأشرار وانزعاجهم، وسلام الأبرار وطمأنينتهم، واحتقار المتعظمين وتزكية المتواضعين، وافتضاح كل السائرين في طرق الكذب والخداع، ونجاح المتمسكين بالحق والاستقامة؛ كل هذه وألوف غيرها من الملاحظات التي يلمحها الضمير بلا عناء - تقف الآن في هذا الدهر تعلن إعلاناً عن صدق كل مواعيد الحق والبر والتعفف. فإذا أخذنا بها وسرنا بمقتضاها، صارت هي بجملتها عزاءً لنا في الزمان الحاضر وإكليلاً معدًّا هناك في الدهر الآتي. أما إذا تنكرنا لها واستثقلناها وأهملنا وازدرينا بوعودها، فإننا نفقد عونها وكرامتها في هذا الزمان، وتصير هي بذاتها مادة للدينونة المخيفة والعقاب الأبدي الذي لا يُطاق. اتصال الدينونة بالحياة الحاضرة: ليست الدينونة حالة منفصلة عن الحاضر، وكأنها أعمال ما بعد الموت. ولكن الحقيقة المُرَّة أن الدينونة تبدأ تنسج خيوطها في حياتنا منذ الآن، وتسجل علينا أقوالنا وأعمالنا ونياتنا لتسبقنا إلى هناك. فالذي يُقبل إلى الحق من الآن، يثبت الحق فيه ويحرره، وفي الدينونة يجذبه إليه ويحميه ويشهد له. والذي يرفض الحق هنا يتعبد للباطل قهراً، وفي الدينونة يصير غريباً عن الحق ولا يستطيع أن يقبله أو يقترب إليه بل ينشأ نفور متبادل. فالذي يسير في نور الحق، يتجدد للمعرفة ويأخذ منذ الآن ملامح صورة خالقه في البر وقداسة الحق (أف 24:4)؛ ويؤهَّل للتبني، وتنفتح عيناه على النور الأبدي. أما في الدينونة، فيلتحم بالنور ويتأهل لدينونة ملائكة الظلام: «ألستم تعلمون أننا سندين ملائكة» (1كو 3:6)!! أما الذين أحبوا الظلمة أكثر من النور وارتبكوا في ملذات هذا الدهر وشهوات الباطل، فإن عيونهم تخفق أن تتحسس نور الحياة، وقليلاً قليلاً تنعمي أبصار قلوبهم فلا يعودون يَرَوْن الحق ولا يميلون إليه، هؤلاء يصيرون في يوم الدينونة كالأعمى مريض العين الذي لا يطيق شعاع النور، هؤلاء يهربون إلى الظلمة الخارجية. والذي أحب المسيح وقَبِلَ كلمة الحياة الأبدية في هذا الدهر، يثبت في المسيح، والمسيح يعلن له ذاته، حيث يبذر فيه بذرة الخلود ليصير كمولود جديد من الروح والحق، ويقوم في اليوم الأخير لميراث التبني في الحياة التي انبثَّت منذ الآن في كيانه! أما الذي ازدرى هنا بالحياة الأبدية، فيصبح بالنسبة لها ميتاً، لا يكاد يصدق بوجودها، وفي الدينونة لا تعود تعمل فيه هذه الحياة الأبدية بمواهبها اللانهائية! وهكذا نرى أن الدينونة هي تكميل عادل واستمرار طبيعي لنوع الحياة التي سرنا فيها وصنعناها لأنفسنا سابقاً في هذا الدهر، إنما بانتقال فائق من الأقل إلى الأعظم، من نور الوصية إلى نعيمها. موقف الأشرار: حينما يقوم الأشرار للدينونة، يستيقظ فيهم وعي الحياة السالفة بلا نسيان مع استعلان الحق الإلهي بآن واحد. حينئذٍ يصيرون في رعب عظيم من الحق الذي يبدأ يبكِّت رياءهم وكذبهم، ومن النور الذي يفضح أعمالهم ويوبخ نجاساتهم ويعيِّرهم بانغماسهم في شهواتهم الفاسدة، أما الروح الذي كان يعمل فيهم للإنذار والتبكيت، فيبدأ يشهد عليهم علناً أنهم بنو ظلمة وأولاد لعنة، مدعوون للهلاك! ومع أن الجالس على العرش لا يزال هو الخروف الوديع القائم كأنه مذبوح من أجل الخطاة، والحبيب الذي لا تزال تنبعث من عينيه الرحمة والمسرة والحنان من أجل كل بني الإنسان، إلا أن رحمته لا يعود الأشرار يرون فيها إلا نوعاً من الفرص الضائعة التي انبرت عدوًّا للتبكيت، يحمل لهم استعلان غضب عظيم. أليسوا هم الذين أهانوا الرحمة في زمن الرحمة؟ لذلك فهم لا يكفُّون عن الصراخ طلباً للخروج من حضرته، لأن نجاساتهم تمنعهم من احتمال البقاء في حضرة قدسه، ويطلبون بإلحاح أن يؤذن لهم بالخروج، حيث الظلمة الخارجية تكون حالة أكثر احتمالاً من نور حضرته. أما هو، فمن أجل الرحمة يأذن لهم بالذهاب عنه، حيث الظلمة الخارجية وصرير الأسنان... وإن كان شعب إسرائيل المختار لم يطقْ أن ينظر وجه موسى حينما خرج من لدن الله، وقد انعكس نوره الإلهي على وجهه، فكم تكون حالة أبناء الظلمة حينما يوجدون قسراً في مجال نور وجه الله الديان؟! وإن كانت الشياطين قد صرخت من هول استعلان الله في هيكل جسده الضعيف، فكم تكون حالة أولاد إبليس حينما يظهرون أمام الله في مجده كديان؟! وإذا كان إسرائيل الذي تقدَّس واستعد لملاقاة الله لم يستطع سماع صوت الله واستعفى من الكلام الذي أرعبه جداً، فكم تكون حالة الخطاة وهم بعد في نجاساتهم، حينما يؤخذون بغتة، ويسمعون صوت الجالس على العرش؟ من أجل هذا سيكون استعلان المسيح، حتى وهو في حالة مجده، مرعباً جداً بالنسبة للذين لم يتوبوا وأخذهم الموت بغتة. طبيعة الثواب والعقاب في الخلود: إن الأبرار سيفرحون جداً بمنظره حينما يتراءى في مجده ومجد أبيه مع ملائكته، لأنهم ينظرون إليه فيرى كل واحد وواحدة نفسه وقد انطبعت صورتها على وجهه، فتبدو طاهرة «لا دنس فيها ولا غَضْن أو شيءٍ من مثل ذلك» (أف 27:5)، لأنه مكتوب أنه «متى أُظهر سنكون مثله» (1يو 2:3). نعم، سيفرح الأبرار بالحق حينما يرون أسماءهم منقوشة على كفِّه، ولا يجدون في العبور إليه مانعاً، إذ تجذبهم إليه محبته التي اقتنوها في قلوبهم، ولا يخشون من الاقتراب إليه لأنه يكون لهم جراءة وقدوم بالحق، الذي آمنوا به واعتمدوا منه فنالوا الروح الذي فيهم!! وحينما تتيقظ ضمائرهم في نور حضرته وفي استعلان حقه، يحسون وكأن دم المسيح قد ابتَلعَ الخطية إلى فناء، ولا يجدون في ماضيهم المكشوف إلا ثوباً مبيَّضاً في دم الخروف. لا يذكرون تعدياتهم فيما بعد، ولا آثامهم تُحسب. وكما يتلاشى الزمان من كيانهم حينما يلجون أعتاب الأبدية، يتلاشى الحزن والكآبة والتنهد. وكما انفصل المسيح عن الخطاة وصار أعلى من السموات، كذلك سنكون نحن أيضاً، لأنه «وإن كنا لا نعرف بعد ماذا سنكون، إلا أننا متأكدون أنه متى أُظهر سنكون مثله» (راجع 1يو 2:3)!! وفي غمرة أفراح الأبدية وبهجة استعلان حقائق وأسرار الخلود، لا يعود الإنسان يذكر أشباه الحقائق التي عاش فيها سابقاً، بل يحيا في قوة الحق الحاضر بجماله وكأنه قد صار جزءًا فيه. وحينما يرى الإنسان البار ذاته في المسيح، لا يفقد كيانه كأنه يتلاشى بذاته، بل يحس كمن صار متحداً في مجده، وكأن المسيح حالٌّ فيه، فينطلق بالفرح في تسبيح وشكر يدوم إلى الأبد. ثم يرى الجميع مثله تماماً يجمعهم الفرح والتسبيح، مع أن كل واحد له في المسيح بقدر ما نال، لأن فيه منازل كثيرة، ولكنها منازل متمايزة في المجد. ولكن كل واحد يرى منزلته وكأنها الحظوة القصوى، فيصير وله اكتفاء في ذاته، وامتداد لا ينتهي في المسيح: - اكتفاء في ذاته، لأنه لا يجد عوزاً في شيء، لأنه لا يرى أحداً آخر وكأنه أعلى منه ولا مَنْ هو دون عنه ... لأن المسيح يملأ الكل في الكل (1كو 28:15؛ أف 23:1، 10:4). - أما امتدادنا الذي لا ينتهي في المسيح، فلأنه مصدر الحق اللانهائي الذي تتحد به النفس البشرية كامتداد الأضعف في الأعظم، فتظل تكتسب من المعرفة للحق إلى مالانهاية وتظل تمتد امتداداً لا يشمله تغيير، لأنه خِلْوٌ من الزمان والمكان، باستنارة متزايدة في الحق، يكون الحق فيها علَّتها وهو هو غايتها، وهذا هو ميراث النفس السعيد. وبقدر ما تنال من الحق تزداد فرحاً وتسبيحاً ولن يكون لامتدادها في الحق نهاية، ولن تحس بالحرمان والعوز حتى في سعيها ونموها في الحق، لأن كل درجة تصل إليها تدفعها إلى ما بعدها! أما الذين أحبوا الظلمة أكثر من النور، وأبغضوا الحق، ومالأوا الإثم والكذب، فحينما يشخصون في وجه السيد القدوس ويسطع نوره وحقه على قلوبهم - تنكشف أستارها وتفتضح أفكارها ويغشاهم الخزي المريع، فيرتدُّون بعيداً عن النور ويستعفون من رؤيا وجه الحبيب، والوجود في حضرته، ويكون لهم ما يريدون، كما كان للأرواح النجسة قديماً، حينما طلبوا أن يهربوا من وجهه ويدخلوا قطيع الخنازير بعيداً، فأذِنَ لهم، رحمةً منه. وسيظل المسيح هكذا رحيماً وإلى أبد الآبدين، حتى وعلى أشد العصاة المتمردين، ولكنها رحمة تحمل في طياتها اختيار البقاء في الحرمان بعيداً عنه، عقاباً أبدياً للذين رفضوا قبول الحق والتآلف مع النور والحياة معه. وهكذا كما طلبت الشياطين أن يؤذن لها بالدخول في قطيع الخنازير، إذ في ذلك كان راحة لها، كذلك ستكون راحة الخطاة في بكائهم، ولا يتعزون إلا بصرير أسنانهم، ولا يرتاحون إلا في الظلمة بعيداً عن الحق والنور وحضرة الله القدير، لذلك سيطلبونها، ويلحُّون في طلبها، لأنها ستكون أكثر راحة من عذاب الحق المستعلن لهم في حضرة الله. قد يختلط هنا (في هذا الدهر) الحق بالباطل وتنتفخ أعمال الظلمة على أعمال النور، ويضطهِد المتعظمون المستضعفين والمساكين بالروح، أما في الدهر الآتي فستكون الفُرقة والانفصال الأبدي، فلا يعود يحيا أصحاب الحق إلا بالحق، وما أجمله وما أسعده، ولا يعود يحيا أصحاب الباطل إلا في الباطل، وما أشقاه وما أتعسه. والحياة تصير للأولين حقاً مستعلناً في الله، بلا نهاية، وسعادة لا يشوبها أي تعطيل، وللآخرين باطلاً وجهلاً مطبقاً لا يشرق عليه نور. في هذا الدهر ندرك خطورة ومرارة الرفض الإلهي العتيد أن يكون للمستبيحين والمستبدين في الدينونة المزمعة أن تكون، ونستطيع أن ندرك ذلك إدراكاً صحيحاً دقيقاً واعياً، ونستطيع أيضاً أن نتداركه قبل فوات الأوان بإمكانيات سهلة حاضرة، لذلك وضع المسيح وصاياه وتحاذيره، ووصف مخاطر العناد والرفض بأوصاف نستطيع أن نحسها الآن وندركها بحاسة الحق الذي فينا وبإحساسات المنطق والضمير والقياس على كل فعل ورد فعل. ولكن كل هذه الإمكانيات ستزول نهائياً، عندما نُستدعى لنقف أمام كرسي الديان، ولا تعود فرصة لمعرفة أو فرصة لاختيار. النار والدود والخطايا: والنار والدود هي إحساسات نفسية وذهنية تنعكس آلامها على الجسد غير المائت فيصيبه منها ما هو أكثر من النار المادية والدود الأرضي. فلا النار تفارق الإحساس ولا التصور، ولا الدود يكف عن نهش أجسادهم غير المائتة. ولو كانت النار والدود موضوعات مادية لهان الأمر، ولكنها حقائق نفسية داخلية، كما يحدث في هذا الزمان حينما يصاب الإنسان بالجنون، فإنه يحس بنار أو حيَّات أو عقارب أو ميكروبات تنهش في جسده، فيصرخ منها بفزع أليم، ويحس بأوجاع نفسية وجسدية معاً، ويهرب ولا مطارد؛ وعندما يحاول أقرباؤه أن يقنعوه أنه لا يوجد شيء أمامه مثل هذا، فإنهم يكونون كمجانين مازحين عنده، لأنه يحس بها إحساساً قوياً مؤلماً، ويراها بعينيه، ويشير إليها بأصبعه، ولكن هيهات أن يهرب منها! فهي تتعقبه أينما سار ولن يعتقه من صراعه الأليم إلا الموت ... ولكن ليس موت في الدهر الآتي ولا أمل. كثيرون يعيشون في هذا العالم بإحساس شديد من نحو الخطية وهي لا تكاد تفارقهم لحظة حتى أثناء نومهم - وهي تتمثل لهم في حديث الناس الهزلي وفي حديث الناس الجدِّي، كأنما يتحدثون عنها، وكأن الجميع يشيرون عليهم أنهم خطاة. والإنسان في هذه الحالة لا يكاد يستقر في مكان، ولا يطمئن لإنسان، ولا يستمتع بأي شيء من خيرات العالم الكثيرة، وكأن العالم أصبح لهم جحيماً لا يُطاق لا يرى فيه أي خير أو حق. وهذه الحالة، ولو أنها مَرَضية، لكنها صورة قريبة للحالة التي سيواجهها الخطاة في الدهر الآتي؛ فخطاياهم ستصير ماثلة أمامهم دائماً، تسير أمامهم وتتعقبهم. خلود الأشرار: وليس للأشرار خلود خاص غير الخلود العام. فالخلود هو الوجود، وسوف يشترك فيه كل ذي نفس خالدة مهما كان مقبولاً أو مرفوضاً. ولكن كما أن هذا العالم يحوي السعيد والبائس، وشمس واحدة تشرق عليهما؛ كذلك في الخلود. ولكن الفرق بين الخلود والزمان الحاضر فرق طفيف، هو زوال الصورة المتأثرة بعوامل الزمن والتغيير، وبقاء جوهر الأشياء والمخلوقات الخالدة التي لن تتغير طبيعتها بزوال الزمان والمكان. فالعالم الحاضر صورة مادية تحوي في كيانها حقيقة الوجود، وسوف يفقد العالم الحاضر صورته المادية المتغيرة والزائلة، ليصير إلى الوجود غير المادي غير المتغير. وخلود الأشرار يكون امتداداً لوجودهم الحالي، بكيفية ما، ولكن بغير الزائل والزائف الذي أحبوه وألفوه وعبدوه. لذلك سوف يكون وجودهم خالياً من مسراتهم التي أوقفوا عليها كل رجائهم غشاً وخداعاً. (1958) [ إلى هنا إنتهت نصوص الاقتباس من كتابات الاب متى المسكين بحروفها تماماً][/SIZE][/FONT][/COLOR] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
من أدلة الوهية المسيح دينونته للناس يوم القيامة !!
أعلى