عند بناء دير مار مينا كان أحد الآباء الرهبان يقود جرار الدير في الصحراء، وفجأة تعطل المحرك فتوقف الجرار في قلب الصحراء، نزل الأب الراهب ليكتشف سبب عطل المحرك ونسى أن يجعل تروس التشغيل (الفتيس) في وضع المور كما ترك شداد الوقود في وضع التشغيل مما جعل تغذية المحرك بالوقود مستمرة.
نجحت فجأة محاولات الراهب لإصلاح المحرك فتحرك الجرار وأخذ يندفع في الصحراء بدون قائد، والراهب يجرى خلفه ويصيح مستنجداً غير أن صرخاته تبددت في الصحراء المترامية، اندفع الجرار في اتجاه خيام البدو فأصاب الراهب هلع شديد فربما يدهم الجرار الخيام فتصبح كارثة، غير أن الجرار سار بسرعة بين خيام البدو في دقة بالغة دون أن يصيب أحداً واستمر في سيره فعبر خط السكة الحديد في بلدة بهيج والناس في دهشة، وظل في طريقه حتى اقترب من الكوبري الصغير في أول المدق فلم يصطدم به بل عبره إلى الطريق الإسفلتي العمومي الذي تعبره مختلف أنواع السيارات وحينئذ انحرف الجرار إلى يمين الطريق واستقر في إحدى الحفر لتنتهي لحظات الفزع والرعب التي انخلعت لها القلوب ولكنها كانت مثيرة للعجب لأن الكل أخذ يتساءل: من كان يقود الجرار؟
منقول
!