ينابيع ألغمر ألعظيم وأَحداث ألجفاف ألحالية

إنضم
7 يونيو 2014
المشاركات
104
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
706.jpg
ينابيع ألغمر ألعظيم وأَحداث ألجفاف ألحالية

التكوين(7-8): وَلَمَّا كَانَ نُوحٌ ابْنَ سِتِّ مِئَةِ سَنَةٍ صَارَ طُوفَانُ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ، (11) فِي سَنَةِ سِتِّ مِئَةٍ مِنْ حَيَاةِ نُوحٍ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِى، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ، انْفَجَرَتْ كُلُّ [ يَنَابِيعِ ] الْغَمْرِ الْعَظِيمِ، وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ. (12) وَكَانَ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. ....... (17) وَكَانَ الطُّوفَانُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى الأَرْضِ. وَتَكَاثَرَتِ الْمِيَاهُ وَرَفَعَتِ الْفُلْكَ، فَارْتَفَعَ عَنِ الأَرْضِ. (18) وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ وَتَكَاثَرَتْ جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَكَانَ الْفُلْكُ يَسِيرُ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. (19) وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ. ............... (24) وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ عَلَى الأَرْضِ مِئَةً وَخَمْسِينَ يَوْمًا

التكوين(8-1): ثُمَّ ذَكَرَ اللهُ نُوحًا وَكُلَّ الْوُحُوشِ وَكُلَّ الْبَهَائِمِ الَّتِي مَعَهُ فِي الْفُلْكِ. وَأَجَازَ اللهُ رِيحًا عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ. (2) وَانْسَدَّتْ [ يَنَابِيعُ ] الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ السَّمَاءِ، فَامْتَنَعَ الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ. (3) وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعًا مُتَوَالِيًا. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ، (4) وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. (5) وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصًا مُتَوَالِيًا إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ. ................. (13) وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ، فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ، فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ. (14) وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي، فِي الْيَوْمِ السَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، جَفَّتِ الأَرْضُ

نرى من الآيات أعلاه إِنَ الفيضان العظيم أيام نوح لم يكن بسبب المطر الغزير فقط بل أيضا "" انْفَجَرَتْ كُلُّ [ يَنَابِيعِ ] الْغَمْرِ الْعَظِيمِ "" أي إِنَّ المياه التي غطت وجه الارض أَتت من مصدرين , الاول: من ( ينابيع الغمر العظيم ), اي من باطن الارض والبحار ذاتها, والثاني: ( وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ ) أي من الامطار الغزيرة والبروق والرعود

** معظم الناس مِنْ مَنْ يقرأؤنَ ألنصوص أعلاه يفكرون إنَّ الطوفان كان بسبب الأمطار فقط, ولا ينتبهون إلى جملة ""انْفَجَرَتْ كُلُّ [ يَنَابِيعِ ] الْغَمْرِ الْعَظِيمِ "", في حين إنَّ هذا المصدر ساهم بكميات تفوق بأضعاف عن ما ساهمت بهِ الامطار لاربعين يوم وليلة, فقد غطت المياه أعلى قمم الجبال التي على الارض, فدعنا نرى من أين أتت هذهِ المياه وما هو مصدر مياه َنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ ! فنذهب إلى:

التكوين(1-1): فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. (2) وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. ...... (6) وَقَالَ اللهُ: " لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاه ". (7) فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. (8) وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا. (9) وَقَالَ اللهُ: " لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ" . وَكَانَ كَذلِكَ. (10) وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ

فنرى إِنَّ الارض كانت مغمورة بالمياه اولا, ثُمَّ خلقَ اللهُ ألفضاء ألجوي وفصل بين مياه البحار والمياه التي في الغلاف الجوي والهواء. وأمر أن تظهر اليابسة

فنسأل أين ذهبت المياه التي غطت الارض بجماتها؟ فلو إجتمعت كل المياه في المحيطات والبحار, لن ولم يَكُنْ ممكِنا أَن تظهر اليابسة ابدا !! أي كانت المياه ستبقى تغطي الارض بجماتها, لكن ظهور اليابسة يكون في حالة واحدة فقط, وهي أن تنساب معظم المياه إلى داخل ألارض لتكون خزانا او خزانات في باطن الارض, وأسماها الكتاب "بالغمر العظيم" لاحقا, أي الخزان العظيم, وعندما ذكرَ الرب في التكوين(7-11): عن مصدر مياه الفياضان الثاني في أيام نوح قال: "" انْفَجَرَتْ كُلُّ يَنَابِيعِ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ "".

أي إنَّ مياه الغمر العظيم (او خزانات مياه الغمر العظيم) هي في باطن الارض, وتكونت في اليوم الثالث من الخلق من المياه التي كانت تُغطي وجه الارض كلها, لكي تظهر اليابسة بحسب أمر الرب. وقد أثبتت الأبحاث العلمية في أيامنا هذهِ, إنَّ هذهِ ألمياه ( مياه الغمر العظيم ) ليست في ألاعماق ألإثناعشر كيلومتر من القشرة الارضية التي إستطاع البشر حتى الآن من حفرها, بل هي في أعماق تزيد عن 560 كيلومتر, وقد قدر الباحثون إنَّ كميات المياه فيها تساوي ثلاثة أضعاف مجموع كميات المياه في البحار والمحيطات على الاقل

** نحنُ نعلم بأنَّ هناك دورة للمياه على ارض وتسير بصورة طبيعية, أي إنَّ ما يتبخر من المحيطات والبحار والانهار والبحيرات يرتفع إلى فوق ويسقط بعد حين على بقاع الارض المختلفة كأمطار او ثلوج. وعليهِ يجب أن تبقى مستويات الانهار والبحيرات والمياه الجوفية محافظة على المستويات الطبيعية للمياه فيها ايضا.

وللعلم إِنَّ المياه الجوفية, في باطن الارض, تتكون بسبب الترشح من ضفاف الانهار والبحيرات وقاع الانهار والبحيرت في العالم أجمع, وهذهِ تنحصر بين الطبقات الارضية التي تسمح بترشح ألمياه خلالها إلى اسفل وبين الطبقات التي لا تسمح الترشح خلالها, كالطبقات الطينية مثلا, فتتكون مخازن وطبقات فيها كميات مهولة من المياه الجوفية في باطن الارض, وهي مياها صالحة للشرب. ومن هذهِ الخزانات الجوفية تتكون في بعض الاماكن التي يمكن تسرب المياه منها, الشلالات والينابيع العذبة في أماكن مختلفة من العالم في بعض الجبال والتلال والوديان

وهنا نسأل: لماذا تتناقص مستويات مياه الانهار والبحيرت والمياه الجوفية بشكل مخيف في جميع بلدان العالم؟

لما كان الانحباس الحراري والتغيير المناخي يُسبب إلارتفاع في معدل درجات حرارة الارض, وهذا يؤدي إلى ذوبان جبال الثلوج في القطبين. وأيضا يُسبب هذا الارتفاع يحصل هناك تبخرا أكبر من المحيطات والبحار وجميع الاسطح المائية على الارض, ومن ثَمَّ يجب أن تزيد الامطار والثلوج عالميا, وعليه يجب أن تبقى مستويات الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية طبيعية ايضا! فأين تذهب كميات المياه المفقودة من سطح الارض؟

** يبدو إِنَّ هذهِ الكميات المفقودة تترشح من الانهار والبحيرات إلى المياه الجوفية اولا, وبسبب تحركات قطع طبقات قشرة الارض, بدأت تنساب متجهةَ إلى خزانات الغَمر ألعظيم في الطبقات السُفلى من القشرة الارضية, حيثُ تتمركز خزانات الغمر العظيم. أي إن معدل كميات المياه في الانهار والبحيرات والينابيع أخذت تتناقص بسبب هذا التسرب, وهذا ينتج عنه إنخفاض كمية ومستوى المياه في الانهار والبحيرات فبداءت تجف وتنحسر المياه فيها عالميا

*** ومن المعروف أيضا: إنَّ مستوى المحيطات والبحار في العالم يتزايد بضع سنتمترات كل عقد من الزمن, وهذهِ الزيادة تتكون من تساقط الامطار على المحيطات والبحار ومن ذوبان جبال الثلوج في القطبين الشمالي والجنوبي وايضا من مياه الانهار التي تصب في البحار والمحيطات. وهذا سيتسبب في إنغمار بعض ألأماكن الساحلية المنخفضة من بلدان العالم في المستقبل

** يبدو حاليا: إنَّ الامطار تتساقط في أماكن من العالم مسببة الفياضانات والكوارث, وتشح هذهِ الامطار في أماكن أُخرى مسببة الجفاف وموجات ارتفاع الحرارة ألتي تسبب حرائق الغابات في معظم بقاع الارض وهنا, نذكِرْ بآلآية

الرؤيا(8-7): فَبَوَّقَ الْمَلاَكُ الأَوَّلُ، فَحَدَثَ بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ، وَأُلْقِيَا إِلَى الأَرْضِ، فَاحْتَرَقَ ثُلْثُ الأَشْجَارِ، وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ

فإحتراق أشجار الغابات الحالي في الكثير من بلدان العالم, في امريكا واوربا وأفريقيا وآسيا, هو مجرد تحذير ومُقدمة للآية أعلاه, فعندما نقترب من النهاية أكثر يُنفخ في البوق الاول, فتنطبق الآية بتمامِها

نوري كريم داؤد
24 / 8 / 2022​


 
أعلى