تحدثت ذات مره مع أحد الاجانب الروس .. و بالرغم من ان الروس يتعاملون بخشونة فى بعض الاحيان – طوال العام تقريبا – إلا انهم يتفهمون جيداً تطورات العصر و يتواكبون سريعاً مع متغيراته و لم يؤثر تفكك الاتحاد السوفيتى على يد القوة العظمى إلى أية تغييرات طرأت عليه من جهة ثقافته و تفهمه للبعد الإنسانى .. نعود إلى صديقى الروسى ، و فهمت من حديثه انه دكتور بإحدى الجامعات الروسية هناك ويعمل فى الفترة المسائية كسائق .. نعم كسائق لا تندهش .. فهم يؤمنون تماماً بأهمية العمل – أى عمل – و أهمية تفهم أبعاد هذا العمل دون التقيد بالاشكال البيروقراطية السمجة التى تعانى منها بعض الدول النامية – للعلم مصر دولة متقدمة – و سألنى لماذا لا يجد هنا فى مصر السائق المصرى على غرار السائق الروسى من جهة الثقافة و الاسلوب الحضارى فى التعامل مع الافراد .. و الحقيقة لا أدرى لماذا تذكرت فى هذه اللحظة بالذات أحد أسئلة الذكاء العبقرية التى تقول : ما هى قمة الصبر ؟ و تكون الاجابة : ان قمة الصبر هو ان ينتظر شخص ما المطربة أليسا على قناة إقرأ .....
و فور سماعى لسؤاله البرىء ( نقحت ) علىّ وطنيتى العريقة و القديمة قدم الشهداء إبتداءاً من إسطفانوس أول الشهداء مروراً بالكشح و إنتهاء بشهداء الاسكندرية فى موقعة العديسات الشهيرة .. وروحت أعدد له مزايا و مواهب السائق المصرى الفريدة .. فطوال تاريخ الروس عندما كانوا يشكلون دولة عظمى تسمى الاتحاد السوفيتى لم نجد ذلك التفاهم والتناغم بين سائقى الميكروباصات أو الاتوبيسات و بين المواطنين .. فتشعر انك أحد أفراد أسرة هذا السائق الطيب الباسم .. فالامر بالنسبة لسائقينا ليس مجرد عمل يؤديه و ينتهى الامر .. بل هى حياة مُعاشة بكل معانى الكلمة و خصوصياتها .. فكم تشعر بسيمفونية حالمة عندما يشير إليك وهو يحدث زميل له فى ( الكار ) و يقول : هقلب الزبون و جايلك .. و عندما تود ان تختبر حقيقة المقولة التى تقول أن لكل فعل رد فعل ، ما عليك سوى أن تعترض و على وجهك إبتسامة عريضة و أنت تدندن مقطوعة موسيقية للراحل بيتهوفن ، عندها ستكتشف أن ما فعلته هو ( الفعل ) .. و يتبقى رد الفعل الذى يقوم به السائق بكل حماس ... هذه صورة بسيطة من صور التناغم و التفاعل ( المستمر ) مع سائقينا الاحباء .. ناهيك إن أكتشفت أن سعر الاجره قد قفز إلى الضعف فى ليلة وضحاها و أردت أن تستفسر عن السبب و معك بيتهوفن بكل ألحانه ، تجد ان السائق قد بدأ فى عصر ذاكرته و سحقها تماماً لايجاد كلمة لا تخدش مشاعرك او تثير غضبك و عندما لا يجدها يتوقف جانباً و هو ينظر إليك بنظرة ذات مغزى ثم يبدأ فى دندنة مقطوعة طويلة لفريق ( اسيد درينكرز ) على أنغام موسيقى الميتال – يمتاز الميتال بصوت الجيتار القوى مع أستعمال الدرامز و الباس جيتار و تتحدث كلمات الاغانى فى المجمل عن الموت والفنتازيا و الحروب والحزن والشياطين - و هكذا يقنعك بمنتهى الشاعرية أن الامر ليس بيديه فهو ( عبد المأمور ) .... فلا أعتقد انك مهما جُبت ارجاء العالم كله ، ستجد شعب يستعمل الموسيقى العالمية فى تعاملاته اليومية
و نظرت إلى صديقى الروسى و أنا أحاول ان أترجم تلك المشاعر التى أرتسمت على قسمات وجهه و عندما عجزت فى ذلك تيقنت انها مشاعر إرتياح وحب لهذا الوطن العريق ... و القديم !!
و فور سماعى لسؤاله البرىء ( نقحت ) علىّ وطنيتى العريقة و القديمة قدم الشهداء إبتداءاً من إسطفانوس أول الشهداء مروراً بالكشح و إنتهاء بشهداء الاسكندرية فى موقعة العديسات الشهيرة .. وروحت أعدد له مزايا و مواهب السائق المصرى الفريدة .. فطوال تاريخ الروس عندما كانوا يشكلون دولة عظمى تسمى الاتحاد السوفيتى لم نجد ذلك التفاهم والتناغم بين سائقى الميكروباصات أو الاتوبيسات و بين المواطنين .. فتشعر انك أحد أفراد أسرة هذا السائق الطيب الباسم .. فالامر بالنسبة لسائقينا ليس مجرد عمل يؤديه و ينتهى الامر .. بل هى حياة مُعاشة بكل معانى الكلمة و خصوصياتها .. فكم تشعر بسيمفونية حالمة عندما يشير إليك وهو يحدث زميل له فى ( الكار ) و يقول : هقلب الزبون و جايلك .. و عندما تود ان تختبر حقيقة المقولة التى تقول أن لكل فعل رد فعل ، ما عليك سوى أن تعترض و على وجهك إبتسامة عريضة و أنت تدندن مقطوعة موسيقية للراحل بيتهوفن ، عندها ستكتشف أن ما فعلته هو ( الفعل ) .. و يتبقى رد الفعل الذى يقوم به السائق بكل حماس ... هذه صورة بسيطة من صور التناغم و التفاعل ( المستمر ) مع سائقينا الاحباء .. ناهيك إن أكتشفت أن سعر الاجره قد قفز إلى الضعف فى ليلة وضحاها و أردت أن تستفسر عن السبب و معك بيتهوفن بكل ألحانه ، تجد ان السائق قد بدأ فى عصر ذاكرته و سحقها تماماً لايجاد كلمة لا تخدش مشاعرك او تثير غضبك و عندما لا يجدها يتوقف جانباً و هو ينظر إليك بنظرة ذات مغزى ثم يبدأ فى دندنة مقطوعة طويلة لفريق ( اسيد درينكرز ) على أنغام موسيقى الميتال – يمتاز الميتال بصوت الجيتار القوى مع أستعمال الدرامز و الباس جيتار و تتحدث كلمات الاغانى فى المجمل عن الموت والفنتازيا و الحروب والحزن والشياطين - و هكذا يقنعك بمنتهى الشاعرية أن الامر ليس بيديه فهو ( عبد المأمور ) .... فلا أعتقد انك مهما جُبت ارجاء العالم كله ، ستجد شعب يستعمل الموسيقى العالمية فى تعاملاته اليومية
و نظرت إلى صديقى الروسى و أنا أحاول ان أترجم تلك المشاعر التى أرتسمت على قسمات وجهه و عندما عجزت فى ذلك تيقنت انها مشاعر إرتياح وحب لهذا الوطن العريق ... و القديم !!