• داود: داود الحبيب أو رئيس القبيلة. قال بعضهم : داود هو اسم الملك حين نُصِّب. اسمه الحقيقيّ هو : الحانان أو بعل حانان (رج 2صم 21 :19؛ 1أخ 20 :5؛ تك 36 :38؛ 1أخ 1 :49). ملك اسرائيل (1010-970). أوّلاً : شخصه. كان داود من عشيرة افراتة، من بيت لحم في يهوذا. هو الابن الثامن ليسَّى (1صم 16 :10؛ 17 :12ي؛ 1أخ 2 :15؛ را 4 :17، 22). نساؤه (وأولاده) : ميرب، ميكال. أخينوعم (ابنها : امنون)، ابيجايل (ابنها : كلأب أو دانيال)، معكة (ابنها : أبشالوم)، حجيت (ابنها : أدونيا)، أبيطال (ابنها : شفطيا). عجلة (ابنها : يترعام)، بتشبع (ابنها : سليمان ثمّ شموع، شوباب، ناثان). ويذكر أيضاً كأبناء داود : اليفلط، نافج، يافيع، نوجه، اليشمع، اليداع أو بعلياداع. كان له ابنة اسمها ثامار (2صم 5 :13-15؛ 1أخ 14 :3-7). إذا عدنا إلى 1صم 26 :10-2صم :7 نرى كيف اعتلى داود عرش الملك في إسرائيل. برز افراتي بيت لحم أوّلاً كحامل سلاح الملك شاول. ويقول 1صم 16 :18-23 إنّه كان يلعب بالعود فيُسري عن غمّ شاول. ويقول 1صم 17 :55-18 :5 إنّه انضمّ بالصدفة إلى جيش شاول فقتل جليات الجبّار. وبما أنّه كان حامل سلاح الملك وقائد فرقة في الجيش، ربح قلب الشعب وحُبَّ ميكال. ولكن خاف شاول على شعبيّته، فحاول أن يتخلّص بالحيلة من داود، بل أعطى أمرًا بسجنه. تخلّص داود، وصار رئيس مجموعة من الرجال في بريّة يهوذا، بل جعل نفسه في وقت من الأوقات في خدمة الفلسطيّين ونجح في أن يستميل إليه عائلات يهوذا وعشائر غير إسرائيليّة. بعد موت شاول، نصّب داود نفسه ملكًا على حبرون مع سلطات محدودة. وبعد حرب أهليّة طويلة وإزالة الوارث الشرعيّ لشاول وقائد جيشه ابنير، قرّر سائر بني اسرائيل أن يعترفوا بداود ملكًا على كل إسرائيل (2صم 2 :8-5 :5). فكان همّه الأوّل أن يحتلّ قلعة اليبوسيّين، أورشليم،وأن ينقل إليها مركز إقامته (2صم 5 :6-9). وقام عملُ داود بأن يحوّل القبائل الإسرائيليّة المتباينة الآراء إلى أمّة منظّمة. ولهذا صالح قبائل الشمال مع قبائل الجنوب. ثمّ أخضع المدن الكنعانيّة وضمّ أرضها إلى الأرض التي تقيم عليها قبائل إسرائيل. كلّ هذا يفهمنا موقفه النبيل تجاه عائلة شاول التي ظلّت محبوبة على ضعفها، في الشمال (2صم 1 :1-16؛ 3 :13-16). واختار داود مكانًا لا يقع في أرض أيّة قبيلة إسرائيليّة، ونقل إليه تابوت العهد. من بيت ابيناداب إلى بيت عوبيد أدوم الحثيّ، ومن قرية يعاريم إلى أورشليم (2صم 6 :1-19). واستعدّ داود لبناء معبد مركزيّ تجتمع حوله كلّ القبائل (7 :1ي). ويعطينا 1أخ تفاصيل عديدة عن داود المهتمّ ببناء الهيكل (1أخ 22 :2-5 : العمّال ومواد البناء؛ 23-24 : تنظيم خدمة الكهنة واللاويّين؛ 25-26 : تعليمات للمغنّين والموسيقاريّين والبوّابين وحارسي المخازن. وأحصى داود الشعب (2صم 24 :1-9) وخلق الإطار للموظّفين (2صم 8 :15-18 :20 :23-26؛ 1أخ 18 :14-17). ونظّم جيشًا دائمًا (1أخ 27 :1-15). وهدف في كلّ هذا أن يقوّي السلطة المركزيّة. ولكن رغم كلّ هذه الجهود للمحافظة على الأمّة، أجبر داود على قمع الثورات في شمال البلاد (2صم 20 :1-22؛ رج 16 :5-13؛ 19 :10-15، 17-24). انطلق داود من مدينته المحصّنة وحارب الفلسطيّين. كان له بعض النجاح، ولكنه لم يستطع أن يحسم الأمر، ولا الفلسطيون استطاعوا (2صم 5 :17-25؛ 23 :9-17). وحارب داود أيضاً الدول المجاورة. صارت أدوم مقاطعة من مملكته مع حاكم من قِبله (2صم 8 :13ي). وخضعت له موآب ودفعت الجزية (2صم 8 :2). وخضع عمون وضُمّ إلى المملكة (2صم 10 :1-14؛ 12 :26-31). وتوجّه داود إلى الأراميّين واكتفى بالجزية (2صم 8 :3-10). وكانت له علاقات ودّ وصداقة مع صور. كلّ هذا ترك أثره العميق. ولكنّ الكتاب شجب موقفه من أوريا وامرأته بتشبع (2صم 11 :1ي)، من خبر عائلته المحزن : زنى أمنون وفحشه (2صم 13 :1-22)، ثورة ابشالوم وموته (2صم 15 :1-19 :9)، المؤامرات حول الخلافة على العرش (1مل 1 :1ي). ومات داود وهو ابن 70 سنة. كانوا يدلّون على مدفنه في أيام نحميا (نح 3 :16) ويسوع (أع 2 :29). ثانيًا : أهميّته : داود هو مؤسّس مملكة لم تعمّر طويلاً. غير أنّ هذه المملكة ظلّت النموذج والمثال. وكبرت شخصيّة داود عند الأجيال اللاحقة فصار نموذج الملوك خلفائه (1مل 14 :8). لهذا ارتبط داود بالملك المسيحانيّ، بمخلّص شعبه ومعيد بنائه. وهذا المخلّص ليس فقط من نسل داود (إش 11 :1-10، جذر يسى؛ إر 23 :5؛ 33 :15؛ مت 22 :42، رج لقب ابن الله. مت 9 :27؛ 12 :23؛ 21 :9). بل هو داود وقد عاد حيًّا (إر 30 :9؛ حز 34 :23-31؛ 37 :24-28؛ هو 3 :5). واعتبر التقليد داود شاعرًا كبيرًا. فمرثاته على شاول (2صم 1 :19-27) وأبنير (2صم 3 :33ي) ونشيده (2صم 22؛ رج مز 18) ووصيّته (2صم 23 :1-7) تدلّ على ذلك. ويُنسب إلى داود أناشيد ليتورجيّة (2صم 6 :5؛ 1أخ 16 :8-37) و73 (83 حسب السبعينيّة) مزمورًا. لا شكّ في أنّ داود ألّف مزامير، ولكن التقليد ضخّم عدد المزامير التي ألّفها. ثالثًا : داود في العهد الجديد. ويشدّد إنجيل متى على سلالة يسوع من داود (مت1 :1؛ رج لو 1 :27؛ روم 1 :3؛ 2تم 2 :8؛ رؤ 5 :5). أمّا الأناجيل فتورد مرارًا لقب المسيح "ابن داود" (مت 9 :27). نشير هنا إلى أن انتظار ابن داود جاء ملّحًا، في إطار الاجتياح الروماني في القرن الأول ق.م. هذا ما تقوله مز سل.وقد انتظرت جموع فلسطين منه الخلاص، كما في مر 10 :46-52. وتحدّث بولس الرسول عن بنوّة يسوع الداودية، كما فكر في بعدها اللاهوتي (رو 1 :34؛ 2تم 2 :8؛ رج أع 2 :24-35). في الاسلام، داود هو أحد رسل الله. نال الزبور في وحي. هو معلّم الحكمة وساحر الجنّ والحيوان والجبال هو الصوفيّ الرفيع. 1}
أعلى