• كتبة: كتبة كاتب في العبريّة "س ف ر" من فعل سفر كما في العربيّة : سفر الكتاب كتبه. دلّت اللفظة في الأصل على كاتب في البلاط الملكي، على سكرتير وأمين سرّ، على ماسك الحسابات، على ضابط يطوّع الناس في الجنديّة. أمّا أصل الكاتب المتعمّق في درس الشريعة، فيعود إلى زمن المنفى، وهو حقبة خرج فيها اليهود في بابل من الليتورجيا، فأعادوا قراءة النصوص، ودوّنوا التقاليد التي عليها يؤسّسون هويّتهم. ويبدو أنّ هذا العبور قد تمّ في القرن الخامس. فنحن نرى حزقيال ذاك الكاهن النبيّ. أمّا عزرا فهو الكاهن الكاتب الذي يدعو الشعب لكي يجدّد التزام الطاعة للشريعة، ويدلّ على قواعد السلوك التي تليق بالمؤمن (عز 7 :25-26؛ 9 :1-10 ؛ رج نح 8). في إطار إعادة بناء الجماعة التيوقراطيّة التي تتوخّى المحافظة على الشريعة محافظة دقيقة، توسّع دور الكتبة توسّعًا كبيرًا. هكذا رأينا أخصّائيّين في النصّ المقدّس يمارسون وظيفة المستشار في المحاكم، والقاضي والمعلّم. وهكذا تكوّن تقليد مدرسيّ لتعليم الحقوق، نعم المعلّمون بسببه بأعظم اعتبار، فاعتاد الناس أن يدعوهم "رابي" (معلّمي، رج مت 23 :5-7؛ مر 12 :38؛ لو 11 :43؛ 20 :46). هذه المهنة الرفيعة تفهمنا احتقارهم ليسوع : فهو يريد أن يعلّم بسلطان مع أنّه لم يدخل مدارسهم (مز 12 :27-28). فقد كانوا يعتبرون الكفاء ة معرفة تلتصق بالكتب، معرفة تأتينا بعد أن نقرأ الكتب ونتفحّصها (مت 12 :2؛ 19 :4؛ 21 :16؛ مر 12 :26؛ لو 6 :3؛ 10 :26؛ 20 :17؛ يو 5 :39). كان للصادوقيّين كما للفريسيّين كتبتهم (الكتبة والشيوخ، مت 26 :57؛ مر 2 :16؛ 14 :53؛ لو 22 :66؛ أع 23 :29). هكذا نفهم عبارة "الكتبة والفريسيّين" التي تدلّ على علماء من هؤلاء وأولئك، الذين يتبعون أخلاقيّة الفريسيّين (مر 12 :38؛ لو 6 :7). غير أنّ تقليد الكتبة الفريسيّين وحده قد دُوّن بعد القرن الأول ب.م. وحُفظ. والباقي أكله الضياع. 1}
أعلى