• كرمي: كرمي 1) والد عاكان الذي استولى على أسلاب من مدينة عاي رغم أمر التحريم الذي اطلقه يشوع (يش 7 : 18). كان من نسل يهوذا (1أخ 4 :1). 2) ابن رأوبين. جد عائلة كرمي (تك 46 :9؛ خر 6 :14؛ عد 26 :26؛ 1أخ 5 :3). 3) أحد شيوخ مدينة بيت فلوى (بتولية) يه 6 :11؛ 8 :10؛ 10 :6. كروب بلدة في بلاد الرافدين. انطلق منها عدد من اليهود ولحقوا بزربابل إلى فلسطين. رج عز 2 :59؛ نح 7 :61. كروب، كروبيم 31) أصل الكلمة. نجد لفظة "كروب" 91 مرة في العهد القديم. وهي قريبة من الاكادي كريبو، كوريبو، الذي يدلّ على "جنّ" يحرس ويتشفّع. حرفيا : يبارك (نقل الاحرف : ب ر ك. ثم ك ر ب). لايصوَّر هذا الكاريبو في أي مكان، ولا يرتبط اسمه بأي صورة خاصة. غير أنه ينتمي إلى ذات طبقة لاماسو او لخمو. وقد مُثّل مثلهم بشكل كائن هجين (مزيج من جنسين). وهو يزيّن العروش ويحيط بمدخل المعابد. قد يُصنع من خشب الابنوس، من الفضّة أو النحاس. مع أن جذر الفعل "ك ر ب" (بارك) لا يُوجد في العهد القديم، فالقرابة الدلاليّة بين "ك ر و ب" البيبلي مع كريبو الاكاديّ، تدلّ على ان اسم الكروبيم وصورتهم قد جاءا بشكل مباشر من بلاد الرافدين. فمن المعقول أن يكون الاسم "ك ر و ب" الذي تختلف حركاته عن حركات الاكادي كاريبو وكوريبو، قد أخذ من لغة ساميّة غربيّة مثل الفينيقيّة. وان تستلهم صورةُ الكروبيم نماذجَ وُجدت عند أقرب جيران اسرائيل ويهوذا. وما يُثبت هذه الفرضيّة هو وجود اسم كروبو الذي يتماهى مع كروب في بعض النصوص البابليّة الموضوعة في معجم، حيث تبدو هذه اللفظة وكأنها أخذت من لغة اخرى، على مثال ما في العبرية، فدلّت على الامير او البطل. 2) في العهد القديم. على المحتوى البيبلي للفظة كروبيم، أن يتوافق مع معطيات مشتّتة في نصوص توراتيّة ترد فيها هذه اللفظة : هم يحرسون مدخل جنّة عدن (تك 3 :24). وهناك مقطع صعب في حز 28 :14-16 يقابل فيه النبيّ ملك صور مع كروب عدن. وقد وُضع الكروبيم في محراب (دبير) الهيكل (1مل 6 : 23-28؛ 2أخ3 :13)، وجُعل تابوت العهد تحت أجنحتهم (1مل 8 :6)، وهم يزيّنون أيضا جدران الهيكل وأبوابه (1مل 6 :29، 32، 35). وهناك صورتا كروبيم تزينان الغشاء، غشاء خيمة اللقاء (خر 25 :17-20؛ 37 :6-9). كما يزيّن الكروبيم براديها وحجابها (خر 26 :31؛ 36 :8، 35). ويعتبر يهوه "جالسًا" على الكروبيم (1صم 4 :4؛ 2صم 61 :2؛ 1أخ 13 :6؛ 2مل 19 :15؛ إش 37 :16؛ مز 8 :2؛ 99) "راكبًا على الكروب" (كما على فرس) وسابحًا على اجنحة الريح (2صم 22 :11؛ مز 18 :11؛ رج مز 68 :5؛ 104 :3). وحسب حز 10 ترك مجد يهوه الهيكل يحمله كروبيم. أولاً : نرى الكروبَين في هيكل سليمان. علوّهما أربعة أمتار ونصف، وكذلك مدّ جناحيهما (1مل 6 :23-28). والوصف الذي نجده يتضمّن أن الواحد يقف بجانب الآخر، ووجهاهما إلى هاكل (الرواق) (2أخ 3 :13) واجنحتهما مفتوحة بحيث يجتمعان في وسط المحراب ويلامسان الجدارين الجانبيين. وهكذا يملأان باجنحتهما كل القاعة في عرضها. هما صورتان كبيرتان مصنوعتان من الخشب المغشّى بالذهب (1مل 6 :28)، بحيث يشكّل الجناحان الداخليان عارضة (أي جسر خشب) طولها اربعة امتار تقريبًا، والجناحان الخارجيان يزيّنان الجدارين الجانبيّين. ولأسباب تقنيّة، ليس من المعقول أن يُثبت جناح طوله متران بشكل أفقي دون شيء يسنده. وبما أن خر 10 :15، 20، 32 يماهي بين الكروبيم والاحياء (حيوت، أو الحيوانات)، هناك من يعتبر أن النص مثّل الكروبيم بشكل حيوانات مجنحة على أربعة قوائم. هي تشبه ابا الهول أو بعض الجن الاشوريّ. هي صورة هجينيّة : رأس انسان كما في رُسوم وجدت في الشرق الاوسط، ولا سيّما في العاجيّات الفينيقيّة حيث تُجعل عن يمين شجرة الحياة وشمالها. وكروبيم عدن الذين يحافظون على مدخل شجرة الحياة (تك 3 :24) قد يثبتون هذا التقارب الذي أشرنا إليه. وبما أن تابوت العهد الذي جُعل "تحت أجنحة الكروبيم" (1مل 8 :6) كان موطئ قدمَي يهوه (مز 132 :7؛ 1أخ 28 :2) وموضع حضوره، فقد اعتبر الكروبيم عرشه، لا سيّما وأن عروش ابي الهول قد عُرفت في فينيقية وفي كنعان. ثانيًا : كروبو الغشاء (الذي يغطي تابوت العهد). هي تماثيل صغيرة من الذهب الخالص مع أجنحة ممدودة إلى العلاء ثُبّتت بطرفَي الغشاء فتواجهت (خر 25 :17-20؛ 37 :6-29) عكس كروبي هيكل سليمان. ونجد عددًا من العاجيّات السوريّة الفينيقيّة (تعود إلى القرن الثامن ق.م.) مع تمثالين لأبي الهول باجنحتهما الممتدة نصف امتداد إلى العلاء، يتواجهان من يمين ويسار سعيفة تمثِّل الشجرة المقدّسة. وقد وُجد هذا الرسم أيضًا في قبرص وحتى في ايبيذا (جزر البالبار، اسبانيا) في القرن 7-6 ق.م. وهو شبيه كل الشبه بالكروبين على الغشاء. ثالثًا : كروبو جدران الهيكل. حسب 1مل 6 :23، كانت جدران الهيكل مزيّنة بتماثل من الكروبين بسعيفات وبازهار منمنمة. ونجد الرسم عينه على ابواب دبير وهاكل (1مل 6 :32، 35)، ساعة نُقش كروبون وسعيفات وأسد على قواعد الهيكل الدائريّة (1مل 7 :36). هذا التعداد يتجاوب تجاوبًا تامًا مع صور أبي الهول الذي يحفظ شجرة الحياة. وزُيّنت جدران هيكل حزقيال بشكل مماثل : افريز من الكروبين والسعيفات (حز 41 :18-19). وكروب حزقيال هذا، هو بوجهين : وجه انسان من جهة، ووجه اسد من جهة اخرى. وحسب خر 26 :1-31؛ 36 :8، 35، زُيّنت برادي خيمة اللقاء وحجابها بكروبين لا يحدّد شكلهم. ونعود إلى حز 10 :14؛ ق حز 1 :10. قد يعني هذا أننا أمام وجه كروب يشبه وجه ثور. غير أن هذين المقطعين ينتميان إلى عدّة مستويات تدوينيّة. وإحلال وجه الكروب محلّ وجه الثور في حز 10 :14، قد يعكس اهتمامًا دينيًا يجعلهم يتجنبّون استعمال رمز الخصب عند الوثنيين. رابعًا : ماذا نجد في أدب ما بين العهدين؟ حسب كتاب اخنوخ الحبشي (20 :17، نجده ايضا في اليونانية)، يخضع الكروبون لجبرائيل، الملاك القديس. إنهم سبعة حسب اخنوخ السلافي (8) ويقيمون في السماء السادسة، ولكنهم يحيطون أيضا بعرش الله في السماء السابعة (2أخن 9). عالج فلافيوس يوسيفوس كروبي الهيكل، فما عاد إلى هذا التفسير الجلياني للكروبين، فقال : "لا يستطيع أحد أن يقول أو يتخيّل ما يُشبهون" (عاديات 8 :73). 1}
أعلى