• صوعن: صوعن في العبريّة : صوعن. في المصريّة : دعنت. في الشعبيّة اللاتينيّة : تانيس. مدينة في دلتا النيل الشرقيّة. يذكرها عد 13 :22 (بُنيت حبرون قبل صوعن) وإش 19 :11 (امرأة صوعن وحكماء مصر)، 13 (أمراء صوعن وأمراء نوف ممفيس)، حز 30 :14 (صوعن ونو طيبة). يذكر مز 78 :12 سهل صوعن مع أرض مصر. رج آ43. في السبعينيّة : تانيس. هي اليوم : صان الحجر على بحيرة منزلة. بدأت الحفريّات فيها منذ سنة 1929، فاكتشفت في المكان افاريس عاصمة الهكسوس الشهيرة، وفي رعمسيس عاصمةَ سلالة الرعمسيسيّين. واكتشف العلماء أيضاً مدفن الفرعون بسوسانيس الأوّل (حوالي 1000 ق.م.). ونتوقّف بشكل خاص عند التاريخ. نجد أقدم ذكر لصوعن في مغامرات وان أمون التي تعود إلى حكم رعمسيس الحادي عشر (1098-1070). هناك تفاصيل في الخبر تدلّ على أنّ التأليف تمّ سنة 1050-1025، ساعة تقاسم ملوك صوعن والكهنة السلطة في مصر. وفي الواقع، عادت الحفريات إلى بسوسانيس الأول الذي أسّس المدينة. هذه المدينة صارت عاصمة السلالة 21 (1070-945) وظلّت مركزًا ملكيًّا في أيام السلالات التالية. إن كان عد 13 :22 قد لاحظ أن حبرون تأسّست قبل صوعن بسبع سنوات، فهو يشير إلى سبع سنوات ملك داود في حبرون (1مل 2 :11؛ 1أخ 29 :27) ويمزجها بفكرة تقول إنّ بداية حكم سلالة داود في أورشليم يتوافق مع تأسيس السلالة 21 في مصر. كانت هناك علاقات بين أورشليم وصوعن، إن لم يكن في عهد داود (استقبل ملك صوعن عنده الأمير هدد الأدومي، 1مل 11 :14-22)، ففي بداية عهد سليمان. فإنّ سليمان تزوّج ابنة فرعون (1مل 3 :1؛ 7 :8؛ 9 :24؛ 2أخ 8 :11) الذي قدّم له كمهر العرس، مدينة جازر التي أخذها من الفلسطيّين (1مل 9 :16). إذا حدّدنا بداية مُلك سليمان سنة 965، فهذا الفرعون هو سيامون (978-959). ولكن إن جعلنا حكم سليمان يبدأ سنة 955، نكون أمام آخر ملوك صوعن، بسوسانيس الثاني (959-945) حميّ سليمان. ولكن يبقى أن سيامون هو الذي احتلّ جازر. وما يدلّ على ذلك جدرانيّة وُجدت في صوعن تصوّر الملك سيامون يقتل عدوًا يحمل فأسًا تجعلنا في إطار الفلسطيّين الذين جاؤوا من بحر إيجه. لقد تدخّل ملوك صوعن في آسيا رغم ضعف مواردهم. والفضّة واللازورد اللذان وُجدا في المدافن الملكيّة (وُجد مدفن بسوسانيس سالمًا سنة 1940) يدلاّن على نشاط سياسيّ وتجاريّ مع الفينيقيّين بشكل خاص. وسفر وان أمون من صوعن إلى دور و صور و جبيل تدلّ على ذلك. والدليل على ذلك، إهداء فينيقيّ لأمون حُفر سنة 1000 على كأس وُجدت في قبر قرب كنوسوس في كريت. إنّ بسوسانيس الثاني، خلف سيامون، استطاع أن يقاوم الليبيّين الذين أقاموا في فيباست (بوبستيس، تل بستا، قرب الزقازيق) وحانيس. سنة 945، جاء شيشانق الأول، رئيس الليبيّين، وأزاح السلالة الصوعنيّة، وأقام في صوعن. فأسّس السلالة 22 المصريّة. قدّم الحماية واللجوء للذي سيُصبح يربعام الأول، ملك اسرائيل (1مل 11 :40). وفي نهاية حكمه، اجتاح فلسطين، وسار على أورشليم، فتسلّم كنوز الهيكل والقصر الملكيّ (1مل 14 :25-26؛ 2أخ 12 :2-9). ووصل إلى الجليل تاركًا في مجدّو مسلّة حفر عليها اسمه، وأعاد جبيل إلى حضن مصر (نشو 242-243؛ حشو 349) إنّ "بلاد (بقعة) صوعن" التي صارت عاصمة مصر كلّها، ظهرت في مز 78 :12، 43، المنطقة التي فيها أجرى الله معجزاته ساعة خروج العبرانيّين من مصر (خر 7-14). وعبارة "حقول صوعن" هي ترجمة عبارة مصريّة تعني "حقول صوعن" ومستنقعاتها مع القصب. هي منطقة منزلة الحاليّة التي اجتاحتها المياه اليوم. إنّ الإشارة إلى صوعن في مز 78 هي أقدم محاولة لتحديد موضع أحداث الخروج، وهي تعود إلى القرن 10 أو 9. في منتصف القرن 9، سيطرت الفوضى في أرض مصر، وفقدت صوعن عظمتها كعاصمة فرعون الحقيقيّة. في ذلك الوقت، أي حوالى سنة 900، نضع خبر يوسف في مصر (تك 39-50) الذي يقدّم بشكل حكاية أحداث يربعام الافرايمي، ويستعمل أسماء مصريّة مثل فوطيفار أو فوطيفارع وأسنات وصفنات فعنيح التي ظهرت مع السلالة 22. ولمّح إش 19 :11، 13 إلى الفوضى التي سيطرت سنة 853 فقال : "ما أغبى امراء صوعن". وجمعهم مع "أمراء نوف" (ممفيس) و"وزعماء الشعب" (19 :13). فدلّ هكذا على تفتّت مصر التي لا تستطيع أن تقاوم أشورية رغم بدايات المملكة الكوشيّة. ولمّح إش 30 :4 أيضاً إلى وفد أرسل من أورشليم إلى صوعن، وإلى وفد آخر أرسل إلى حانيس. ورغم قساوة الأيام، عرفت صوعن أيضاً حقبة ازدهار ولا سيّمَا في الحقبة السائيّة. لهذا، يجعلها حز 30 :14 بين المدن التي يهدّدها العقاب الإلهيّ والتي بدأت طلائعه في هجمة نبوخذنصر الثاني سنة 568 (رج يه 1 :10). ومع ذلك، ظلّت المدينة مزدهرة حتّى الحقبة الرومانيّة. 1}
أعلى