المسيح هو باكورة الراقدين (ملف خاص عن القيامة)

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

423588149.gif


بشكر الرب لأنه ساعدنا فى تقديم هذا العمل المبارك...
بفضل مجهود أساتذتى الكبار اللى شاركونى بمجهودهم...
فبقدم شكر خاص لكل من :

+أستاذة كاندى +أستاذة أسميشال

+أستاذة دونا نبيل.


+أستاذ النهيسى +أستاذ كليمو


1353488136.gif


بنصلى أن يكون هذا العمل سبب بركة لكم...

124527069.gif


+++++++++++++++++++++++++++

أهمية عيـد القيامة

إنَّ لعيد القيامة مكانة عظيمة عند كل المسيحيين، فالكنائس تحتفل به احتفالاً عظيماً، لأنَّ المسيح بقيامته قد سحق رأس الحية القديمة المدعوة إبليس، وحطَّم متاريس الجحيم، وانتصر على الهاوية ناقضاً أوجاع الموت، فلم يعد للموت شوكة ولا للهاوية غَلَبة (1كو55:15).
لقد نزل المسيح إلى الجحيم، فحجب الموت وجهه عنه! وتسمّرتْ قدماه فلم يقدر أن يقترب منه! رقد بين الأموات فأيقظ برقاده الراقدين، وعَلَتْ بين سكان القبور أصوات التمجيد، إنَّها ساعات قضاها في الجحيم، عقد خلالها اجتماع الحيّ مع القديسين الراقدين على الرجاء، وكلَّمهم بكلام الحياة.
وهكذا تكلَّمت الأبدية، والدهور ترنَّمت، فالقدوس قد قام لكي يُفرّح الخطاة التائبين، ويُرشد التلاميذ ويضع لهم خطة التبشير، فلابد أن يصل اسمه لكل إنسان، وتنتشر تعاليمه السامية في كل مكان، ويعرف القش الضعيف أنَّه لا يقدر أن يقف أمام اللهيب.
قيامة المسيح هى أساس ديانتنا، فإذا تزعزع الأساس سقط بناء الكنيسة الشامخ الذى أسسه ابن الله، ألم يقل مُعلمنا بولس الرسول: " وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ ؟! " (1كو14:15).
لكى تنتشر المسيحية كان ولابد من تلاميذ يكـرزون إذ " كَيْفَ يُؤْمِنونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟" (رو14:10)، وهل يُعقَل أن يبشر التلاميذ بحقيقة وهمية؟! وما الداعي لأن يشهدوا لإنسان خدعهم، وقال: إنَّه سيقوم ولم يقم؟!
نستطيع أن نقول: إنَّ قيامة المسيح كانت الشرارة التى ألهبتْ قلوب التلاميذ فكرزوا في كل مكان بالإنجيل، وأشعلتْ نار الإيمان في قلوب السامعين، يهود كانوا أم وثنيين! فمن كان يظن أنَّ اثني عشر رجلاً بسطاء يمكنهم أن يقفوا أمام ملوك وأباطرة ويُحاوروا علماء وفلاسفة.. ولكن بقوة القيامة استطاع الجهلاء أن يخزوا الحكماء! والضعفاء أن يغلبوا الأقوياء!
لولا القيامة لأصبح الصليب هزيمة ومأساة دموية، والمسيحية خرافة، والعهد الجديد أُسطورة، وأضحى ملايين الأحياء والأموات ضحايا مهزلة مُروّعة.. فقيامة المسيح هى حلقة من سلسلة طويلة تشمل عدة حوادث ألا وهى: التجسد، الصلب، الفداء، القيامة، الصعود، وكل حلقة مفقودة تفقـد السلسة ترابطها ، وتجعل الفداء مستحيلاً!
لقد وعظ المسيح وقد استطاع ببلاغته وسمو تعاليمه، أن يجذب وراءه جموع غفيرة، وهكذا صار للراعي قطيع كبير، ولكن لولا قيامته لأصبحت تعاليمه نسياً منسياً، فالقيامة هى التى حفظتْ تعاليم المسيح وأعطتها قوة، وجعلتْ لمبادئه قيمة ولأفكاره معنى..
ونحن لا نُنكر أنَّ فلاسفة وعلماء كثيرين.. قد قاموا بأعمال عظيمة خلَّدَتْ أسمائهم في كتب التاريخ، ولكنَّهم في النهاية انهال عليهم التراب، وتواروا في ظلام القبور، ولم يستطع أحد منهم أن يقوم ليرى شيئاً من مجده.. إلاَّ ابن الإنسان، فهو المعلم الوحيد الذى قام ورأى تعاليمه يُنادَى بها في كل مكان! لأنَّ مركز تعاليمه هو الله، فكل ما بشَّر به وما فعله كان باسم الله، حتى موته على الصليب كان إظهاراً لمحبة الله.
والآن نحن نفخر بأنَّ ديانتنا السامية، لم يؤسسها معلَّم بشريَّ وفقاً لمذهب دنيويَّ... بل أسسها ابن الله، لا على قوة المنطق، أو بهاء الفلسفة... بل على قوة المعجزة، والقيامة معجزة المعجزات!
مَن كان يظن أنَّ الملائكة تأتي في يوم ما إلى قبرٍٍ؟! أليست القبور كانت في نظر اليهود من الأماكن النجسة التي لا يرقد فيها سوى الموتى، ولا يسكنها إلاَّ المُصابون بالبرص أو من بهم أرواح شريرة ؟! أليس كل من يلمس القبور كان يصير بحسب الشريعة نجِساً، ويُنجّس كل من يلمسه وهو لذلك يحتاج أن يتطهير.. ؟! فما الذي قد حدث؟!
لا تتعجبوا! فكل مكان يحل فيه مسيحنا القدوس، هو أشبه بسماء تشتهي الملائكة أن تسكن فيه، فدخول المسيح إلى القبر قد نزع عنه نجاسته، وحوّله إلى موضع بركة، يشتهي المؤمنون في كل العالم أن يلتقوا فيه ويتمتعوا ببركات الحيّ الذي رقد فيه، ثم قام منتصراً على الموت، ناقضاً أوجاعه، وهادماً سلطانه..
قيامة المسيح هى بُشرَى بأنَّ قيامة الأجساد هى حقيقة مؤكدة، فالمسيح هو " باكورة الراقدين " (1كو20:15)، إذن كل الذين آمنوا بالمسيح القائم من بين الأموات، حتماً سيقومون منتصرين، هازئين بالموت، محتقرين الهاوية!
لكنَّ المسيح قبل أن يقوم تألم في المذود الحقير، وعيشة الفقراء، والتبشير المرهق.. تألم من رفض اليهود رسالته، وخيانة يهوذا له، وهروب التلاميذ ساعة التجربة.. فهل لنا أن نقول: إنَّ حياته كانت رحلة مع الآلام! وقد أباد الألم سطور الفرح من كتاب حياته! ولكن بعد أن صُلب واكتستْ سماء الجلجثة بظلمة حالكة، وتخضّبتْ أرضها بدماء المُخلّص الطاهرة.. بعد أن صار فـي نظر أعدائه، بقايا إنسان وبقايا مُعلّم وصُلبتْ دعوته ونُزف دمه كما نُزفتْ كلماته، ولم يبقَ منه إلاَّ جسد مُهشم مُعلّق بمسامير حادة... انبثق النور من قبره! ليُضيء على الجالسينَ في الظلمة!
وما هذا إلاَّ إعلان: إنَّه لا قيامة إلاَّ بعد آلام! وهل نُنكر أنَّ القيام من الفشل لا يتحقق إلاَّ بعد كفاح؟ وهكذا القيام من الخطية يستلزم جهاد التوبة، والتغلّب على الكراهية يسبقه عذاب الغفران للمخطئين، والانتصار على الذات يتطلّب مقاومتها وعدم الاستجابة لرغباتها..
والحق إنَّ قيامة السيد المسيح تدفعنا إلى العيش بسلوك جديد، وكل الذين ماتوا عن شهوات العالم وقاموا مع المسيح يجب عليهم أن يطلبوا " مَا فَوْقُ حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ " (كو1:3- 4).
أتتذكرون قصة القيامة ؟ أتعرفون ما قد حدث ؟ لقد حدثتْ زلزلة عظيمة، ونزل ملاك الرب من السماء، لكي يُدحرج الحجر عن باب القبر، وهكذا تُزلزِلُ القيامة كياننا الداخليّ وتهدم إنساننا القديم، وتُقدّم لنا خلال مياه المعموديّة الإنسان الجديد، كما أنَّ الملائكة تنزل إلينا لكي تُدحرج الحجر الذي أغلق باب قلوبنا، فنلتقي معهم في شركة حُب من خلال المسيح القائم من الأموات.
فلنفرح أيها الأحباء لأنَّ قيامة المسيح جدَّدتْ طبيعتنا وهذا التجديد يقابله تجديداً آخرَ في الطبيعة، فالطبيعة التى راودها الحزن والنُعاس على صلب خالقها، حتى إنَّ الشمس أظلمتْ، والقمر لم يُعطِِِِ ضوءه، والصخور تشققت.. الآن في عيد القيامة تبتهج بنُصرة خالقها على الموت، فتتفتح زهورها وتملأ الجو بعبير رائحتها..!
إنَّ القيامة هى تجديد، وكل تجديد
في قلب المؤمن هـو حقاً قيامة.

:download:

عن كتاب: عيد القيامة -للراهب كاراس المحرقى
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كيف يوضع الله في القبر؟ ومَنْ كان يدير العالم وقتئذ؟

إن الذي وضع في القبر هو جسد السيد المسيح المتحد باللاهوت، ولكن في نفس الوقت لاهوته يملأ الوجود كله.ولا يحده القبر
ويدير العالم كله.

إن أى شخص له جهاز تليفزيون يمكنه أن يستقبل فيه الصورة والإرسال. ولكن الإرسال مالئ الكون المحيط به بحيث يمكن أن يستقبل نفس الإرسال شخص آخر في أى دولة أخرى فى العالم، وهو نفس الإرسال فبرغم من أن الإرسال مالئ الأجواء العليا فى العالم إلا أنه يمكن أن يُستقبَل في جهاز صغير بكل تفاصيله وأحداثه وألوانه وكلماته.

فعندما تجسد السيد المسيح في بطن العذراء اتحد اللاهوت بالناسوت المحدود وفي نفس الوقت اللاهوت كان يملأ الوجود كله، ولا يحده مكان.
فإذا كان إرسال التليفزيون من الممكن أن يملأ الأجواء فى العالم كله ولا نتعجب من استقباله في جهاز صغير في بيت !!
هل نتعجب أن لاهوت السيد المسيح يملأ الوجود كله و في نفس الوقت تستقبله العذراء مريم متجسداً في بطنها بسر لا ينطق به ومجيد. ونفس الوضع عندما كان في القبر وهو نفسه قال
"ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو في السماء"
(يو3: 13). أى أن لاهوته يملأ السماء والأرض.


المرجع:
كتاب: مائة سؤال وجواب فى
العقيدة المسيحية الارثوذكسية

لنيافة الحبر الجليل الانبا بيشوى
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كيف قضى السيد المسيح ثلاثة أيام فى القبر والفترة هى من مساء إلى فجر الأحد؟؟؟!!!!!


فى حساب الأيام لدى اليهود أن جزء من اليوم يحسب يومآ كاملآ ,
قياسآ على قاعدة أن الجزء يعبر عن الكل والكل يطلق على البعض.

جسد الرب وضع فى القبر يوم الجمعة قبل غروب الشمس. وقام صباح الأحد باكرآ,
فتكون المدة التى قضاها السيد المسيح فى القبر كالآتى:

1- جزء من يوم الجمعة يحتسب يومآ كاملآ
2- يوم السبت كاملآ يحسب يومآ كاملآ
3 - جزء من يوم الأحد يحسب يومآ كاملآ



وذلك حسب كتاب التلمود , الذى يعتبر أقدس كتاب لدى اليهود بعد كتاب الله, إذ أن إضافة ساعة إلى يوم تحتسب يومآ أخر...وإضافة يوم إلى سنة تحتسب سنة أخرى.


المرجع:

كتاب :
أسئلة حول الإيمان المسيحى

مراجعة وتقديم:
نيافة الأنبا موسى
أسقف الشباب

إعداد
القس أنطونيوس يونان
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
شكرا


للموضوع المميز

و


الرائع جدا



سلام الرب يسوع
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الأسماء المختلفة للعيد

إنَّ عيد القيامة هو الكوكب الساطع في سماء الأعياد المسيحية، الكبير منها والصغير، له مقام سامٍ وبهجة خاصة، لا نجدها في سواه من الأعياد.
يقول القديس غريغوريوس النزينزيّ:
" إنَّ أحد القيامة يفوق باحتفاله وبهجته ليس فقط كل الأفراح الأرضية والمواسم البشرية، بل يغلب أيضاً على بقية الأعياد التى غايتها ذِِكر حياة المسيح وأعماله، كما تغلب الشمس بنورها ضوء بقية الكواكب ".
ولهذا تغنَّى به الآباء في كل مكان، وقد أطلقوا عليه بشتَّى اللغات أسمى الأسماء، فقد دُعِيَ:
أحد القيامة، أحد الأفراح، عيد الأعياد، ملك الأعياد، إكليل الأعياد، ملك الأيام، العيد الكبير، العيد العظيم الفريد، يوم الرب العظيم، يوم الخلاص المشتهى، اليوم الذى صنعه الرب، كما وصفه داود النبيّ (مز24:118)، إلاَّ أنَّ هذه الأسماء وغيرها من الأسماء الأُخرى السامية، تُعد أوصافاً أو ألقاباً لهذا العيد العظيم، أمَّا الاسم الرسميُّ والمتعارف عليه فيتلخص في كلمتين هما:
القيامة – الفصح
عيد القيامة
وهى التسمية الأكثر شيوعاً، والتي يفخر بها المسيحيون في كل مكان، فقيامة المسيح هى التاج الكريم، الذي توّج عمله الكفاريَّ، والينبوع المبارك الذى أفاض علينا بأسمى النعم والبركات الروحية، والكتاب المفتوح الذى يُتلَى في صفحاته الذهبية، أعظم رسائل المجد العتيد للحياة الأبدية.
لقد قام المسيح وأقام معه المهزومين، نزل إلى القبر وحده، ولكنه لمَّا قام صعد بكثيرين، فوثب الرجاء بقوة، وثبت الإيمان في قلوب المؤمنين، وهتفت الأرض، ورنَّمت السماء، لقد تعانقا في شخص المسيح، منشدين أناشيد الغلبة والخلاص.
وهكذا صار يوم قيامة المسيح أعظم الأعياد، لأنَّ فيه قد قام الراعى الصالح لكي يجمع خِرافه التي هربتْ خوفاً من الذئاب، قد دحرج بقيامته كل حجارة الشر، فعبر بنا من الموت إلى الحياة، وأصعدنا من الأرض إلى السماء، وبشَّرنا بتمام الفداء، وكمال الأسرار، وشرح لنا سر الحياة الجديدة في قلب المؤمن دون انقطاع، وهذا هو سر فرحنا في يوم قيامته المجيد.

عيد الفصح
أو أحد الفصح، فصح القيامة، الفصح المُقدَّس.. الذي نعرفه جميعاً، ونعرف أنَّ له جذوراً راسخة في العهد القديم، حيث كان يحمل نفس الاسم، وكان الاحتفال به سنوياً واجباً دينياً، والطقوس المرافقة لأكل خروف الفصح مُلزَمة، والرابع عشر من شهر نيسان العبريّ هو يوم الاحتفال الثابت به..
وقد احتفل مخلصنا مع تلاميذه بالفصح المقدّس قبل آلامه (مت2:26)، ولكنَّه في العشاء الأخير قد أنهى الرمز، لأنََّه هو: " حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ " (يو29:1).
أمَّا كلمة فصح فهى عبرية ومعناها: " العبـور" ، أُطلقتْ في العهد القديم على عيد الفصح اليهوديّ، تخليداً لعبور الملاك المهلك عن بيوت بنى إسرائيل عندما كانوا في مصر " وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ " (خر13:12)، فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك المهلك، الذى لم يضرب سوى أبكار المصريين وحدهم!
ولقد كان ذلك العبـور القديم، رمزاً إلى الحقيقة العُظمى ألا وهى: العبور بجميع بني آدم من عبودية الجحيم، إلى حرية مجد أولاد الله في المسيح يسـوع، إذ عبر هو له المجد بالنيابة عنا بموته بديلاً عنا وفادياً لنا، فصار عبوره عبور لنا، وقد عبرنا نحن فيه، ولمَّا كانت قيامة المسيح بسلطان لاهوته، هى برهان نجاح عملية العبور، لذلك كان عيد القيامة هو عيد الفصح الجديد، إذ هو عيد العبور إلى الفردوس المفقود والمنشود، الذي فَتَحه السيد المسيح بقيامته المجيدة *
ولا يُخفى أنَّ كلمة الفصح في اللغة السريانية تعنى : " السرور" ، وقد كان عيد الفصح ولايزال هو عيد الفرح والبهجة والمسرة *
ومن يتأمل في معنى كلمة " الجليـل "، وهو المكان الذى التقى فيه السيد المسيح بعد قيامته بالتلاميذ " اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ " (مر7:16)، يرى أنَّها تأتي بمعنى: " العبور" * فإن كان المسيح قد قام من بين الأموات، فذلك لكي يعبر بنا من الموت إلى الحياة، ومن الألم إلى مجد القيامة، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي قد صارتْ لنا فيه.
ويرى القديس أُغسطينوس أنَّ الجليل تعني: عبور التلاميذ إلى الأمم للكرازة بينهم، بعد أن فتح المسيح لهم الطريق بقوله: " أسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ " (مت32:26) .

عيدEaster
بالإضافة إلى ما سبق من أسماء نجد أنَّ كلمة " إستار Easter " الإنجليزية، هى التسمية الشائعة لعيد القيامة في الغرب.. ويُقال: إنَّها مأخوذة من " عشتاروت " وهى إلهة الخصوبة عند الكنعانيين، وتُسمَّى أيضاً عشتاروت إلهة الصيدونيين (1مل11: 5).
ويُسمّيها العرب " الزُهرة "، واليونانيون " أفروديت " والرومانيون " فينوس "، والبابليون " إشتار"، وكانوا يعتبرونها ابنة " سين " إله القمر، ثم اعتبروها محظية " آنو" إله السماء، وإن كان البابليون اعتبروها إلهة الحُب أو الخصوبة، إلاَّ أنَّ الأشوريين كانوا يعتبرونها إلهة الحرب! وقد عبدها الفلسطينيون باعتبارها إلهة الحرب، ووضعوا سلاح شاول الملك في " بيت عشتاروت " الذي كان على الأرجح في " بيت شان " (1صم31:10).
وقبل أن يجتمع شمل بني إسرائيل في المملكة الموحدة، قد وقع كثيرون منهم في عبادة عشتاروت (قض2:13) حتى سليمان عبد عشتاروت مع غيرها من آلهة الوثنيين (1مل5:11)، ولذلك قسّم الرب المملكة في عهد ابنه رحبعام، وأعطى الجزء الأكبر منها ليربعام بن ناباط (1مل11: 33) .
وقد وُجد لعشتاروت بعض التماثيل العارية، المصنوعة من الخزف، التي اكتُشفت في كثير من الجهات في سورية وفلسطين، وهي ترجع إلى عَصْرَي البرونز والحديد، ومن بين تلك الاكتشافات وجدت بعض التماثيل تُصَوّر عشتاروت وهى ملتحية..*
هذا وقد جاء في قاموس أُكسفورد : من المحتمل أن تكون كلمة إستار Easter ، قد جاءت من كلمة Eastre إلهة الربيع *
كما ذكر الأستاذ محمد فياض، فيما يخص عيد القيامة مايلي: أمَّا الأقباط فيُسمّونه عيد القيامة، إشارة إلى قيامة المسيح من بين الأموات، ويُطِلق عليه الإنجليز اسم Easter Sundy ، ولا يصح ترجمته بالأحد الغربيّ، لأنَّ كلمة إستار Easter، هى تحريف لكلمة Ostara أو Eostar، وهى ربَّة الربيع عند الأنجلوسكسونيين *
وقد يستغرب القاريء لانتحال هذا الاسم لأشرف عيد في المسيحية من مصدر وثنيّ!! إلاَّ أنَّ عجبه يزول متى عرف أنَّ لذلك أسباباً تاريخية هامة: فما هى هذه الأسباب؟!
كان عيد Easter يأتى في الربيع، وكان إشعال النار على قِمم الجبال وفى الساحات العامة من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، وفى أحيان كثيرة كانوا يرمون في النار حيوان أو تمثال ليحترق..
أمَّا الرونق الخاص في عيد Easter الوثنيّ فقد كان للبيض، لأنَّهم رأوا فيه رمزاً لتجديد الحياة في فصل الربيع، لذلك أكثروا من استعماله أكلاً وإهداءً للأقارب والأصدقاء والمعارف.. وفى نفس الوقت كان بمثابة تقدمة لربَّة العيد عشتاروت.
وكانوا أثناء العيد يتفننون في زخرفة البيض بالألوان الزاهية الخضراء، إشارة إلى ما ينبت في الربيع من الخضرة الزاهية وأنواع الزهور والرياحين.. أو باللون الذهبيّ رمزاً للشمس المنتصرة، أو بالأحمر القانيّ دلالة على تجديد جريان الدم في العروق.
وكان للأرنب مكانة خاصة لديهم، إذ يرون فيه رمزاً للخصب والنمو لكثرة ما يلد، وكان أيضاً مخصصاً لإلهة الربيع، كما هو شأن البقرة في الهند، وكما كان العجل أبيس في مصر مكرساً لأوزوريس.
فلمَّا انتشرت الكرازة، وتبعها تلقائياً إيمان الوثنيين بالديانة المسيحية، حوّلت الكنيسة موضوع عيد Easter إلى أسمى معنى ألا وهو: قيامة السيد المسيح الذى هو إله الطبيعة ورب الربيع... فقد جاء في قاموس أُكسفورد: ومثل عيد الميلاد عيد الفصح أيضاً تحوّل من عيد وثنيّ إلى عيد مسيحيّ *
وبهذا المنهج العميق في فهم سيكولوجية الشعوب، نجح المسيحيون في استبدال عيد الربيع بعيد قيامة المسيح، وقد ساعد على ذلك أنَّ المسيحية قد ازدهرتْ في عهد قسطنطين الملك، الذي اعتنق المسيحية وجعلها هى الديانة الرسمية للدولة الرومانية، وقد كان ذلك في القرن الرابع الميلاديّ.
بعد أن أُطلق عيد Easter على معنى قيامة المسيح، تبعه بصورة تلقائية وبدون عناء كبير، تحوّل الرموز المرافقة للعيد إلى رموز خاصة بقيامة المسيح، وكان في مقدمة ذلك رمز البيض لِِِما فيه من معنى البعث من الموت وهكذا النار صارت ترمز إلى المخلص شمس البر ونور العالم.. واتّخذ هذا التحوّل صبغة دينية رسمية.

عن كتاب: عيد القيامة- للراهب كاراس المحرقى

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كيف يموت السيد المسيح وهو كلمة الله المتجسد؟


إن السيد المسيح قد مات بحسب الجسد، لكن لم يمت بحسب طبيعته الإلهية. فالإنسان العادى له روح وجسد: فروحه لا تموت،
ولكن جسده يموت، وهو إنسان واحد. فبعد أن يموت جسد الإنسان يبقى روحاً حياً لأن إلهنا "ليس هو إله أموات بل إله أحياء" (مر12: 27).

*هكذا أيضآ عندما مات السيد المسيح على الصليب فإنه مات بالجسد, أما روحه الإنسانى فبقى حيآ , وكلاهما متحد باللاهوت " مماتآ فى الجسد ولكن محييآ فى الروح الذى فيه أيضآ ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن "
(1بط 3 : 18 ).
وبهذه الصورة نفهم أن الكلمة المتجسد من الممكن أن يموت بحسب الجسد ولا يموت بحسب الروح الإنسانى, وبالطبع أيضآ لايموت بحسب الطبيعة الإلهية, لأن لا الروح الإنسانى يموت, ولا اللاهوت يموت.





المرجع:
كتاب: مائة سؤال وجواب فى
العقيدة المسيحية الارثوذكسية

لنيافة الحبر الجليل الانبا بيشوى

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ودى مجموعة مقالات جمعتهم للامانة من
موقع الانبا تكلا:


كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوى مطران دمياط

- بالموت داس الموت


صحيح أن الموت أعلن قداسة الله على الصليب. حينما احتمل السيد المسيح الغضب الإلهى الذي نتج عن خطايا البشر، ولكنه في نفس الوقت غلب الموت وانتصر عليه. مثل شخص مصارع يسألونه هل تستطيع أن تغلب الأسد؟ فيقول نعم. بل أستطيع أكثر من ذلك. أستطيع أن أترك الأسد يبتلعنى ثم بعد ذلك انتصر عليه. وبذلك يكون ذلك المصارع هو أقوى الأقوياء. فالسيد المسيح ترك الموت لكى يبتلعه ثم بالموت داس الموت وقام منتصراً في اليوم الثالث من بين الأموات. لم يقمه أحد ولكنه بسلطانه الإلهى قد أقام نفسه.

فمثلاً لعازر أخو مرثا ومريم أقامه السيد المسيح إذ قال له "لعازر هلُمَّ خارجاً" (يو11: 43). ولكن السيد المسيح من الذي أقامه؟!! وكما قال "ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدى الناس فيقتلونه و في اليوم الثالث يقوم" (مت17: 22، 23). وقال لليهود عن هيكل جسده "انقضوا هذا الهيكل و في ثلاثة أيام أقيمه" (يو2: 19). وقد اعتقد اليهود أنه يتحدث عن هيكل سليمان ولكنه كان يتكلم عن هيكل جسده وكما يقول الكتاب "أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية؟!" (1كو15: 55).

وقد قام السيد المسيح من بين الأموات. وإن لم يكن قد قام فسوف تكون القصة محزنة جداً. فالسيد المسيح بموته حل مشكلة الخطية. ولكن إن كان قد مات ودفع ثمن خطايانا وحل مشكلة الخطية لكنه لم يحل مشكلة الموت. فبموته حل مشكلة الخطية وبقيامته حل مشكلة الموت الذي نتج عن الخطية. إنه بالقيامة قد فرح التلاميذ، وفرحت الكنيسة، وفرح العالم كله "أنار الحياة والخلود" (2تى1: 10). وأيضاً يقول الكتاب "فإن الحياة أُظهَرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأظهرت لنا"
(1يو1: 2)



 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon


كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

- أهمية القيامة بالنسبة للبشرية


إن هذه القصة تبين لنا أهمية القيامة بالنسبة للبشرية، وكذلك تبين لنا فكرة الفداء والكفارة والخلاص بدم المسيح..

كان شخصاً يوصى ابنته أن لا تخرج من المنزل في وقت متأخر، لأنه يخاف عليها.
ولكنها كانت تظن أن والدها لا يحبها. لأنه يقيدها ويعطيها أوامر. وهى تريد أن تخرج مع صديقاتها وتستمتع. و في أحد الأيام تزينت وكانت تريد أن تخرج. وسألها والدها إلى أين تذهب؟ ولكنها لم ترد أن تجيب وخرجت وهى لا تبالى. فذهب وراءها بدون أن تشعر لأنه كان يخاف عليها.

فطلع عليها مجموعة من الشبان يريدون أذيتها وسرقتها. فلم يحتمل والدها هذا المنظر وتحرك بسرعة نحوهم وهو يصرخ: ابنتى.. ابنتى. وبظهوره المفاجئ تركوا الابنة، واشتبكوا مع الأب بالسكاكين. وأفلتت الابنة ونظرت والدها وهم يذبحوه أمام عينيها. وذهبت إلى منزلها وهى في حالة من الانهيار التام وهى تبكى وتقول لأمها: أنا السبب في قتل أبى وهو قد ذُبح أمامى. وجلست تتذكر أنه كم من المرات قد أوصاها وكانت تعتقد أنه لا يحبها:
كانت ترى في وصيته أنه يكرهها وهى لا تدرك مدى محبته لها. وقد ظلت على هذه الحالة حزينة وكئيبة، وهى لا تطيق الحياة.

و في أحد الأيام وجدت الباب يقرع وعندما فتحت الباب وجدت والدها أمامها، فرحت به وقبلته وسألته كيف أتى؟ فقال لها قد أتيت حتى لا تعيشين طوال عمرك وأنت تشعرين أنك أنت التى تسببتى في موتى. فكما أن حبى لكِ جعلنى أموت من أجلك.. فحبى لكِ أيضاً هو الذي جعلنى أرجع مرة ثانية للحياة لكى أجعلك تفرحين بقيامتى.. تفرحين بتوبتك ورجوعك إلىّ.. تفرحين بحياتك معى. وهذه كانت فرحة الكنيسة عندما تقابلت مع السيد المسيح القائم.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

المغزى وراء القيامة


وهنا نستطيع أن نفهم المغزى الذي وراء القيامة.
حيث إن السيد المسيح قد رجع إلى الكنيسة لكى يفهمها أنه حتى حزن الصليب لا يستطيع أن يتركها فيه. فبالرغم من أنه قد دفع ثمن خطايانا ولكننا سوف نعيش طوال العمر ونحن نشعر أن أيدينا ملوثة بدم السيد المسيح لأننا نحن السبب.
لذلك قال القديس بولس عن السيد المسيح "الذى أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25).
لأننا لا نستطيع أن نتبرر ونستعيد سلامنا إلا إذا قام السيد المسيح من بين الأموات.

فإذا كان بالصليب قد دفع ثمن خطايانا، فبقيامته محا خطايانا وسامحنا وصالحنا.

وقد كان الإنسان لابد أن يطمئن على مصيره وذلك بعودة الحياة من جديد مرة أخرى. وهذه هى القيامة التى تبشر بها المسيحية في العالم كله.

وعندما أراد الرسل اختيار أحد التلاميذ بدلاً من يهوذا الإسخريوطى قالوا نختار واحداً شاهداً معنا بقيامة السيد المسيح "يصير واحداً منهم شاهداً معنا بقيامته" (أع1: 22).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كتاب سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان - الأنبا بيشوي مطران دمياط

المسيح هو باكورة الراقدين

إن المسيحية تبشر بالحياة وبقيامة السيد المسيح من بين الأموات "قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (1كو15: 20). وبذلك عرف الإنسان أنه يوجد حياة أخرى بعد الموت، وكذلك عندما شاهد التلاميذ السيد المسيح صاعداً إلى السماوات. عرفوا أنه ليس فقط يوجد حياة بعد الموت ولكن يوجد ملكوت سماوى وحياة أفضل.
لذلك فإن السيد المسيح قال "أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يو10: 10).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ودى أقوال عن القيامة فى مشاركة
لأستاذة
+Roka_Jesus+
على الرابط التالى:
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=81173


†+† أقوال آباء عن القيامة †+†

††† القديس غريغوريوس اللاهوتي†††

+ المسيحُ قام من بين الأموات، فقوموا أنتم معه.

+ المسيح عاد واستوى في مكانه، فعودوا أنتم معه.

+ المسيح تحرر من رُبُطِ القبر، فتحرروا أنتم من رُبُطِ الخطيئة.

+ أبواب الجحيم قد فُتحت، والموت ينحل.

+ آدم القديم يبتعد والجديد يعود إلينا.

+ فإذا كانت خليقةٌ جديدةٌ بالمسيح، فتجددوا أنتم.

+ الفصحُ فصحُ الرب. هذا عيد الأعياد وموسم المواسم، فهو فوق الأعياد والمحافل جميعا، وفضله على سائر الأعياد كفضل الشمس على سائر الكواكب. اليوم نعيِّد القيامة نفسها التي لم تعد أملاً ورجاءً، بل واقعاً حياً، وموضوع فرح دائم في غلبتنا الموت. فقد اشتملت العالم بأسره.

+ ومتى صعد المسيح إلى السموات، فاصعدْ معه، وكُنْ مع الملائكة. ساعد في أن ترفع الأبواب لاستقبال الآتي من الآلام بحفاوة.

+ وأَجِبْ السائلين: “من هو هذا ملك المجد” أجب إنه السيد الرب ملك المجد، و”إنه الرب القوي والقدير”.

+ يا أيها الناهضُ، إذا وصلنا باستحقاق إلى الغاية المبتغاة، وصرنا مقبولين في الأخدار السماوية، سنقرب لك بصحة العزم ذبائح مقبولة على مذبحك المقدس.

+ يا أيها الآب والابن والروح القدس،

+ لأنه لك يتوجب كل مجد وإكرام وسلطان إلى دهر الداهرين،


††† القديس بوليكاربوس أسقف أزمير†††


+ جاء في إحدى عظات القديس بوليكاربوس أسقف أزمير (القرن الثاني) عن الإيمـان بقيامـة المسيح ونتيجتـه على حياة المؤمـن وسلوكـه:

“.. شدّوا أحقاءكم واتقّـوا الله بالمخافة والحق طارحين جانباً كلام الثرثـرة الفارغ وضلال الأمم، موطِّدين الإيمان على من أقام ربنا من المـوت، وآتاه المجد، وأعطاه عرشاً عن يمينـه. “له يخضع كل ما في السماء وعلى الأرض” ويعطيه كل من فيه نسمة حياة. وعندما يأتي “ليدين الأحياء والأموات” سيُقاضي عن دمـه كل من رفض الإيمان به.

“والذي أقامه من الموت” سيُقيمنا معه أيضاً إن امتثلنا لمشيئته، وسرنا على طريق وصاياه، وأحببنا ما يحب، وتركنا كل إساءة وطمع ونميمة وشهادة زور، وعن حب المال المفرط متجنبين مجابهة شر بشر، وشتيمة بشتيمة، وضربة بضربة، ولعنة بلعنة، ذاكرين تعليم من قال: “لا تدينوا لئلا تُدانوا، اغفروا يُغفر لكم، أرحموا تُرحموا، بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم، طوبى للمساكين وللمضطَهدين من اجل البرّ فإن لهم ملكوت الله”.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن مفهوم الكنيسة الأولى حول القيامة والفصح

الكنيسة الأولي رغم اهتمامها الشديد بعيد القيامة المجيد وغيرتها المتقدة نحو تذكير أولادها بقوة قيامة الرب وبركاتها إذ جعلت بحسب إرشاد روح الله القدوس يوم الأحد يوماً مقدساً للرب تذكاراً لقيامته واهتمت بالاحتفال السنوي ليوم قيامة الرب إلا أننا متى فحصنا كتاباتها ورسائلها نجد أن العبارة السائدة في ذلك الحين هي "عيد الفصح " أكثر من "عيد القيامة".

+ وهذا لن يكون جزافاً أو من قبيل المصادفة لكنه يحمل معنى هاماً في ذهن الكنيسة.



أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن مفهوم عيد القيامة

+ الأعياد في نظر الكنيسة يختلف مفهوماً عنه المفهوم الموسوى ففي القديم كانت الأعياد رموزاً تهدف نحو تعلق الأنفس بمجيء الرب يسوع الذي هو "العيد الحقيقي".. أما الآن وقد جاء الرب وتمتعنا به فالعيد لا يحمل رمزاً بل يحمل حياة مع الرب.

+ يسوع فادينا هو عيدنا إذ هو فرحنا وبهجة قلوبنا لذلك نحن نعيد به في كل وقت وفي كل مكان لكن إن كانت الكنيسة المقدسة قد رتبت أوقاتاً للعيد فهذا لا يحمل فيه رمزاً أو ظلالا أو حرفاً كما في القديم إنما بالعيد:

1- تذكرنا بأن يسوع هو عيدنا.

2- تذكرنا بعمل الله معنا فنشكره ونسبحه.

3- لنحيا ببركات الرب "عيدنا".

4- تشوقنا إلي العيد الأبدي "الحياة الأبدية.

5- كفرصة للتوبة والرجوع..


أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن أن عيد قيامة الرب لأجل تشجيعنا

+ إن الكنيسة الأولي بتقليد رسولي حسب إرشاد الروح القدس قامت بتحديد عيد خاص بقيامة الرب يتذكر فيه الإنسان عمل الله معه ويكون فرصة للتوبة ومجالاً لتذكر بركات الرب علينا فنجاهد أكثر.

+ ليتنا يا أحبائي نحكم أنفسنا كما نتطلب الكلمة في كل الأوقات. ونحكم أنفسنا حكماً تاماً وهكذا نعيش دون أن ننسى قط أعمال الله العظيمة ولا ننفصل قط عن ممارسة الفضيلة!
وكما ينذرنا الصوت الرسولي قائلاً
"أذكر يسوع المسيح المقام من الأموات "2تي8:2 "دون أن يشير إلي زمن محدود بل أن يكون ذلك في فكرنا في كل الأوقات. ولكن لآجل كسل الكثيرين نحن نؤجل من يوم إلي يوم فلنبدأ إذاً من هذه الأيام!

+ لقد سمح بوقت التذكر (بقيامة المسيح) لأجل هذا الهدف حتى يظهر للقديسين جزاء دعوتهم وينذر المهملين موبخاً إياهم.

+ لهذا فإنه ليتنا في كل الأيام الباقية نكون محفوظين في سلوك صالح ويكون عملنا التوبة عن كل ما نهمل فيه لأنه لا يوجد إنسان قط معصوم من الخطأ ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض كما يشهد بذلك أيوب الرجل البار وإذ نمتد إلي ما هو قدام ليتنا نصلي ألا نتناول الفصح بغي استحقاق حتى لا نكون في خطر لأن الذين يحفظون العيد في نقاوة يكون الفصح طعامهم السماوي أما الذين ينتهكون العيد بالدنس والاستهتار فإنه بالنسبة لهم يكون موبخاً وخطيراً فإنه مكتوب بأن من يأكله أو يشربه بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد (موت) الرب.

أقوال البابا القديس أثناسيوس الرسولي عن كيف نُعَيِّد بعيد القيامة المجيد

+ وإذ نحن نذكر هذه الأيام ليتنا لا ننشغل باللحوم بل بتمجيد الله... يلزمنا ألا نعيش بعد لأنفسنا بل نعيش كعبيد للرب.

+ وليس باطلاً تقبل النعمة لأن الوقت مقبول "2كو2، 1:6 "ويوم خلاصنا قد تبلج بموت مخلصنا

+ فمن أجلنا نزل الكلمة وإذ هو خال حمل جسداً قابلاً للموت وذلك من أجل خلاصنا..

+ لقد ذبح ربنا لكي يبطل الموت بدمه!
وفي موضع معين وبخ الرب بحق أولئك الذين اشتركوا في سفك دمه بغير سبب دون أن يستنيروا "بالكلمة".. (قائلاً على فم النبي)
ما الفائدة من دمى إذ نزلت "الحفرة"؟!
هذا لا يعني أن نزول الرب إلي الجحيم كان بلا نفع إذ إنتفع العالم كله منه لكن تعني إنه بعدما تحمل الرب هذا كله لا زال بعض ألأشرار يرفضون الانتفاع من نزوله إلي الجحيم فيخسرون "ويدانون" فهو ينظر إلي خلاصنا كاستنارة وربح عظيم ويتطلع إلي هلاكنا كخسارة.
+ ليتنا لا نعيد العيد بطريقة أرضية بل كمن يحفظ عيداً في السماء مع الملائكة.
+ لنمجد الله بحياة العفة والبر والفضائل الأخرى!
+ لنفرح لا في أنفسنا بل في الرب فنكون مع القديسين!
+ لنسهر مع داود الذي قام سبع مرات وفي نصف الليل كان يقدم الشكر من أجل أحكام الله العادلة!
+ لنبكر كقول المرتل "يا رب بالغداة تسمع صوتي بالغداة أقف أمامك وتراني! "مز3:5 "لنصم مثل دانيال!

+ لنصلي بلا انقطاع كأمر بولس فكلنا يعرف موعد الصلاة خاصة المتزوجين زواجاً مكرماً!

+ فإذ نحمل شهادة بهذه الأمور حافظين العيد بهذه الكيفية نستطيع أن ندخل إلي فرح المسيح في ملكوت السموات..!
وكان أن إسرائيل "في القديم " عندما صعد إلي أورشليم تنقي في البرية متدرباً على نسيان العادات "الوثنية " المصرية هكذا فإن الكلمة وضع لنا هذا الصوم المقدس الذي للأربعين يوماً فنتنقي ونتحرر من الدنس حتى عندما نرحل من هنا يمكننا بكوننا قد حرصنا على الصوم "هكذا " أن نصعد إلي جمال الرب العالي ونتعشى معه ونكون شركاء في الفرح السماوي.
+ فإنه لا يمكنك أن تصعد إلي أورشليم "السماء " وتأكل الفصح دون أن تحفظ صوم الأربعين.
+ لنقدم لله كل فضيلة وقداسة صحيحة هي فيه ولنحفظ العيد الذي له في تقوي بهذه الأمور التي قدسها لأجلنا. لنعمل في الأعياد المقدسة.. مستخدمين نفس الوسائل التي تقودنا إلي الطرق نحو الله.
+ ولكن ليتنا لا نكون مثل الوثنيين أو اليهود الجهلاء أو الهراطقة أو المنشقين (أمثال الأريوسيين)...
+ فالوثنيين يظنون العيد يظهر بكثرة الأكل؟

+ واليهود إذ يعيشون في الحرف والظلال يحسبون هكذا.
+ والمنشقون يعيدون في أماكن متفرقة بتصورات باطله.
+ أما نحن يا أخوتي فلنسمو على الوثنيين حافظين العيد بإخلاص روحي وطهارة جسدية ولنسمو على اليهود فلا نعيد خلال حرف وظلال بل بكوننا قد تلألأنا مستنيرين بنور الحق ناظرين إلي شمس البر "ملا2:4: ولنسمو على المنشقين فلا نمزق ثوب المسيح بل لنأكل في بيت واحد هو الكنيسة الجامعة فصح الرب الذي بحسب وصاياه المقدسة يقودنا إلي الفضيلة موصياً بنقاوة هذا العيد لأن الفصح حقاً خال من الشر يقودنا للتدرب على الفضيلة والانتقال من الموت غلي الحياة.
+ هذا ما يعلم به بالرمز الذي جاء في العهد القديم لأنهم تعبوا كثيراً للعبور من مصر إلي أورشليم أما الآن فنحن نخرج من الموت إلي الحياة. هم عبروا من فرعون إلي موسى أما نحن فإننا نقوم من الشيطان لنكون مع المخلص. وكما أنه في مثل ذلك الوقت يحملون شهادة سنوية عن رمز الخلاص هكذا فإننا نحن نصنع ذكري خلاصنا. نحن نصوم متأملين في الموت لكي نكون قادرين على الحياة.
+ ونحن نسهر ليس كحزانى بل منتظرين الرب متى جاء من العرس حتى نعيش مع بعضنا البعض في نصرة مسرعين في إعلان النصرة على الموت.

م ن ق و ل
 

grges monir

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
9 نوفمبر 2008
المشاركات
15,630
مستوى التفاعل
2,152
النقاط
113
الإقامة
فى قلب يسوع
إن السيد المسيح قام قيامة لا موت بعدها
.

أن كل الذين قاموا قبل ذلك من الأموات ، سواء أقامهم هو أو أحد الأنبياء ، رجعوا فماتوا مرة أخرى


. وهم ما يزالون راقدين ينتظرون القيامة العامة ، حيثما " يسمع جميع من فى القبور صوته . الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة ، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة " )


أن السيد المسيح قام من الأموات بجسد ممجد .
كل الذين قاموا من الأموات ، قاموا بنفس الجسد المادى القابل للفساد . الجسد الذى يجوع ويعطش ويتعب وينام ويمرض وينحل . أما السيد الرب فقام بجسد ممجد غير قابل للفساد . ونحن ننتظر فى القيامة العامة أن نقوم بمثل هذا الجسد . وعن هذه القيامة الممجدة للجسد ، يقول بولس الرسول " هكذا أيضا قيامة الأموات
بهذا الجسد الممجد قام السيد المسيح ، ونحن ننتظر فى القيامة العامة أن " يغير شكل جسد تواضعنا ، ليكون على صورة جسد مجده " ( فى 21:3 ) . أما الذين قاموا من قبل فلم يقوموا بذلك الجسد الممجد . وبذلك يكون ربنا يسوع المسيح هو باكورة الراقدين فى هذا المجد

قام السيد المسيح بإرادته هو ، لا بإرادة غيره



لم يحدث أن أحدا قبل المسيح ، قام بإرادته من الأموات إنما كل الذين قاموا ، أقامهم غيرهم ، أما أقامهم السيد المسيح بنفسه ، أو أقامهم نبى بصلواته . أما الرب فبقوة لا هوته قد قام ، لاهوته الذى لم يفارق ناسوته لحظة


من كتاب المسيح قام لقداسة البابا شنودة

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
إن السيد المسيح قام قيامة لا موت بعدها
.

أن كل الذين قاموا قبل ذلك من الأموات ، سواء أقامهم هو أو أحد الأنبياء ، رجعوا فماتوا مرة أخرى


. وهم ما يزالون راقدين ينتظرون القيامة العامة ، حيثما " يسمع جميع من فى القبور صوته . الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة ، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة " )


أن السيد المسيح قام من الأموات بجسد ممجد .
كل الذين قاموا من الأموات ، قاموا بنفس الجسد المادى القابل للفساد . الجسد الذى يجوع ويعطش ويتعب وينام ويمرض وينحل . أما السيد الرب فقام بجسد ممجد غير قابل للفساد . ونحن ننتظر فى القيامة العامة أن نقوم بمثل هذا الجسد . وعن هذه القيامة الممجدة للجسد ، يقول بولس الرسول " هكذا أيضا قيامة الأموات
بهذا الجسد الممجد قام السيد المسيح ، ونحن ننتظر فى القيامة العامة أن " يغير شكل جسد تواضعنا ، ليكون على صورة جسد مجده " ( فى 21:3 ) . أما الذين قاموا من قبل فلم يقوموا بذلك الجسد الممجد . وبذلك يكون ربنا يسوع المسيح هو باكورة الراقدين فى هذا المجد

قام السيد المسيح بإرادته هو ، لا بإرادة غيره



لم يحدث أن أحدا قبل المسيح ، قام بإرادته من الأموات إنما كل الذين قاموا ، أقامهم غيرهم ، أما أقامهم السيد المسيح بنفسه ، أو أقامهم نبى بصلواته . أما الرب فبقوة لا هوته قد قام ، لاهوته الذى لم يفارق ناسوته لحظة


من كتاب المسيح قام لقداسة البابا شنودة

أشكـــــــــــرك أستاذى على الأضافة الرائعة لقداسة البابا شنودة
بركة الايام المقدسة تكون معكم
والرب يعوضكم
سلام ونعمه لكم
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ودى مقالات للامانة جمعتهم من موقع الانبا تكلا :
من كتاب لماذا القيامة - البابا شنودة الثالث


القيامة تعزية ورمز


أبنائى وأخوتى الأحباء:

أهنئكم بعيد القيامة المجيد، راجياً فيه لكم جميعاً مباركة سعيدة وراجياً لبلادنا كل خير وسلام.

تكلمنا في كل عام من الأعوام السابقة عن جانب معين من جوانب القيامة وفاعليتها في حياتنا. ونتابع اليوم تأملاتنا فنقول:


1- إن كلمة القيامة كلمة جميلة، فيها تعزية للقلوب.

ولا شك أن قيامة المسيح كانت معزية لتلاميذه، وكانت لازمة لهم، لتثبيت إيمانهم. ولبناء الكنيسة.. وأتذكر إننى في هذا المعنى، كنت منذ أكثر من أربعين سنة ، قد كتبت قصيدة قلت في مطلعها:

قم حطم الشيطان لا تبق لدولته بقية

قد نفذ الأرواح من قبر الضلالة والخطية

قم روع الحراس وابهرهم بطلعتك البهية

قم قو إيمان الرعاة ولم اشتات الرعية

واكشف جراحك مقنعاً توما فريبته قوية

واغفر لبطرس ضعفه وامسح دموع المجدلية

وقد كان هذا، وفى قيامة السيد المسيح ,عزى تلاميذه، وفرحوا بقيامته، وآمنوا بالقيامة، وبأنها ممكنة، وآمنوا أنهم أيضاً سيقومون بعد الموت، فمنحهم كل هذا عزاء في حياتهم وعدم خوف من الموت..

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كتاب لماذا القيامة - البابا شنودة الثالث

- القيامة كرمز

2- القيامة هي رمز للتوبة:

أو أن التوبة تشبه بالقيامة:

فنحن نعتبر أن الخطية هي حالة من الموت، وأقصد الموت الروحي. وقال القديس أوغسطينوس "إن موت الجسد، هو انفصال الجسد عن الروح، أما موت الروح، فهو انفصال الروح عن الله "فالله هو ينبوع الحياة، أو هو الحياة الكلية. كما قال في الإنجيل "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 14: 6). "أنا هو القيامة والحياة" (يو 11: 25)


من يثبت في الله، يكون بالحقيقة حياً. ومن ينفصل عن الله يعتبر ميتاً.

والخطيئة هي انفصال عن الله، لأنه لا شركة بين النور والظلمة" (2 كو 6: 14)

فالخاطئ إذن هو ميت روحياً، مهما كانت له أنفاس تتحرك وقلب ينبض.. قد يكون جسده حياً . ولكن روحه ميته ميته.. وهكذا في مثل الأبن الضال، الذي شرد بعيداً عن أبيه ثم عاد إليه، وقال عنه أبوه في هذه التوبة:

ابنى هذا كان ميتاً فعاش. وكان ضالاً فوجد (لو 15: 24).

وقيل في الكتاب عن الأرملة المتنعمة إنها ماتت وهى حية" (1 تى 5: 6). وقال القديس بولس الرسول لأهل أفسس "إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلاً.. (اف 2: 1)
وقال أيضاً "ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح.. وأقامنا معه، وأجلسنا معه في السماويات" (أف 2: 5). وقال السيد المسيح موبخاً راعى كنيسة ساردس:

"إن لك إسماً إنك حى، وأنت ميت" (رؤ 3: 1).

فحياته الظاهرية حياة حقيقية، لأن الحياة الحقيقية هي الحياة مع الله، أو الحياة في الله، هي الحياة في الحق، وفى النور والبر. أما ذلك الخاطئ، فإن له اسماً أنه حى، وهو ميت..


لذلك كنت أقول في معنى الحياة الحقيقية:

"أحقاً نحن أحياء..؟"

إن الحياة لا تقاس بالسنين والأيام، وإنما بالفترات الروحية الحلوة التي نقضيها مع الله.. هي وحدها التي تحسب لنا، والتى يقاس بها عمرنا الروحى، وبها يكون تقرير مصيرنا في القيامة. لذلك أيها الأخ بماذا تجيب حينما يسألك الملائكة كم هي أيام عمرك على الأرض؟ هل ستحسبها بالجسد أم بالروح؟..


ومع ذلك، فإن الخاطئ المعتبر ميتاً: إذا تاب تعتبر قيامة..

وعن هذا المعنى يقول القديس بولس الرسول للخاطئ الغافل عن نفس "استيقظ أيها النائم، وقم من الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف 5: 14). مشبهاً التوبة هنا، بأنها يقظة روحية، وأنها قيامة من الأموات..


وقد ذكر الإنجيل للسيد المسيح ثلاث معجزات أقام فيها أمواتاً. ويمكن اعتبار كل منها رمزاً لحالة من التوبة:

أقام ابنه يايرس وهى ميتة في بيت أبيها (مر 5). وأقام ابن أرملة نايين من نعشه في الطريق (لو 7) وأقام لعازر وهو مدفون في القبر من أربعة أيام.. وكانت كل إقامة هذه الأداث الثلاثة تحمل رمزاً خاصاً في حالات التوبة.


أ‌- ابنه يايرس وهى في البيت، ترمز إلى الذي يخطئ وهو لا يزال في بيت الله، في الكنيسة، لم يخرج منها ولم يخرج عنها. ولذلك قال السيدعن ابنة يايرس "إنها لم تمت، ولكنها نائمة (مر 5: 39). ولما أقامها أوصاهم أن يعطوها لتأكل (مر 5: 43). لأن هذه النفس تحتاج إلى غذاء روح يقويها، حتى لا تعود فتنام مرة أخرى.

ب – أما ابن أرملة نايين وهو ميت محمول في نعش.. فهذا ميت خرج من البيت ترك بيت الله، وأمه تبكى عليه، أى تبكى عليه الكنيسة أو جماعة المؤمنين. هذا أقامه المسيح، ثم "دفعه إلى أمه" (لو 7: 15). أرجعه إلى جماعة المؤمنين مرة أخرى..

ج – لعازر المدفون في القبر، يرمز إلى الحالات الميئوس منها:

حتى أن أخته مرثا لم تكن تتخيل مطلقاً أنه سيقوم. وقالت للسيد أنتن، لأنه له أربعة أيام "

(يو 11: 39). إنه يرمز للذين ماتوا بالخطية وتركوا بيت الله، بل تركوا الطريق كله، ومرت عليهم مدة طويلة في الضياع، ويئس من رجوعهم حتى أقرب الناس إليهم. ومع ذلك أقامه المسيح، وأمر أن يحلوه من الرباطات التي حوله (يو 11: 44).

فمثل هذا الإنسان يحتاج أن يتخلص من رباطاته التي كانت له في القبر.

كل هذه أمثلة تدعونا إلى عدم اليأس من عودة الخاطئ، فلابد أن له قيامة..
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كتاب لماذا القيامة - البابا شنودة الثالث

- قم مثلما قام المسيح

إننى في مناسبة قيامة السيد المسيح، أقول لكل خاطئ يسعى إلى التوبة:

قام المسيح الحى هل مثل المسيح تراك قمت

أم لا تزال موسداً فى القبر ترقد حيث أنت

والحديث عن القيامة من الخطية، هو نفس الحديث عن القيامة من أية سقطة.وقد يحتاج الأمر إلى دعوة للقيامة، أى إلى حافز خارجى0

مثال ذلك كرة تدحرجت من على جبل. تظل هذه الكرة تهوى من أسفل إلى أسفل، دون أن تملك ذاتها، أو تفكر في مصيرها. وتظل تهوى وتهوى تباعاً، إلى ان يعترض طريقها حجر كبير،فيوقفها، وكأنه يقول لها "إلى أين أنت تتدحرجين؟! وماذا بعد؟! "فتقف. إنها يقظة أو صحوة، بعد موت وضياع.. تشبه بالقيامة..

أو مثال ذلك أيضاً فكر يسرح فيما لا يليق..

كإنسان يسرح في فكر غضب أو انتقام، أو في خطة يدبرها، أو في شهوة يريد تحقيقها، أو في حلم من أحلام اليقظة. ويظل ساهماً في سرحانه، إلى أن يوقفه غيره، فيستيقظ إلى نفسه، ويتوقف عن الفكر. إنها يقظة أو صحوة، أو قيامة من سقطة.


3 – هناك أيضاً القيامة من ورطة، أو من ضيقة.

قد يقع الإنسان في مشكلة عائلية أو اجتماعية يرزخ تحتها زمناً، أو في مشكلة مالية أو أقتصادية لا يجد لها حلاً. أو تضغط عليه عادة معينة لا يملك الفكاك من سيطرتها. أو تملك عليه جماعة معينة أو ضغوط خارجية، لا يشعر معها بحريته ولا بشخصيته، ولا بأنه يملك إرادة أو راياً..

وفى كل تلك الحالات يشعر بالضياع، وكأنه في موت، يريد أن يلتقط أنفاسه ولا يستطيع.. إلى أن فتقده عناية الله وترسل له من ينقذه، فيتخلص من الضيقة التي كان فيها. ولسان حاله يقول:

" كأنه قد كتب لى عمر جديد ". أليست هذه قيامة؟ إنها حقاً كذلك.


4 – القيامة هي حياة من جديد. ما يسمونه بالإنجليزية Revival.

حياة جديدة يحياها إنسان، أو تحياها أمة أو دولة، أو أية هيئة من الهيئات.. أو يحياها شعب بعد ثورة من الثورات التي تغير مصيره إلى أفضل، وتحوله إلى حياة ثانية، حياة من نوع جديد. فيشعر أن حياته السابقة كانت موتاً، وأنه عاد يبدأ الحياة من جديد..

ويود أن حياته السابقة لا تحسب عليه. إنما تحسب حياته من الآن.

هذه القيامة رأيناها في حياة الأفراد، ورأيناها فىحياة الأمم: رأيناها في أوروبا بعد عصر النهضة والانقلاب الصناعى، ورأيناها في فرنسا بعد الثورة الفرنسية المعروفة. ورأيناها في روسيا بع إللان البروستوكيا. ورأيناها أيضاً في الهند على يد غاندى، وأيضاً في كل دولة تخلصت من الاستعمار أو الاختلال أو الانتداب..

ورأيناها في مصر، مرة بعد التخلص من حكم المماليك، ومرة أخرى بعد ثورة سنة 1919، ومرة ثالثة بعد ثورة سنة 1952. كما رأيناها كذلك في الثورة الإقتصادية أو في النهضة الإقتصادية التي قادها طلعت حرب...


إن القيامة يا أخوتى، ليست هي مجرد قيامة الجسد. إنما هناك حالات أخرى كثيرة توحى بها القيامة، أو تكون القيامة رمزاً لها.. وتبدو فيها سمات حياة أخرى.

5 – ونحن نرجو من الله أن يجعل سمات القيامة في حياتنا باستمرار.

عمليات تجديد وحياة أخرى، تسرى في دمائنا أفراداً وهيئات.. كما قال الكتاب عن عمل الله في الإنسان إنه "يجدد مثل النسر شبابه" (مز 103). وأيضاً كما قيل في نبوة اشعياء "وأما منتظرو الرب، فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يعيون" (أش 40:31)

إلهنا الصالح، نسأله في روح القيامة، أن يهبكم جميعاً قوة في حياتكم، ونسأله أن تحيا بلادنا حياة متجددة باستمرار، فيها الصحوة وفيها النهضة وفيها روح القيامة، في عزة وفى مجد وفى قوة.

وأمنياتى لكم جميعاً بالسعادة والبركة وكل عام وجميعكم بخير
.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
لماذا تعيد الكنيسة عيد " القيامة المجيد " ؟ Easter

+ بدأ الإحتفال به فى العصر الرسولى , وتحدد فى الأحد التالى ليومى 14 , 16 نيسان (أبريل) .وفى عهد البابا القبطى ديمتريوس الكرام تم إعداد حساب " الأبقطى" الفلكى , لتحديد عيد القيامة بحيث يكون تاليآ لعيد الفصح اليهودى (بين أوائل أبريل وأوائل مايو )وينتهى قداسه
( Mass ) قبل الفجر (مر 16 : 2 , لو 24 : 1 , يو 20 : 1 ).وهو ما أقرة مجمع نيقية سنة 325. وطلب من كنيسة الإسكندرية إخطار العالم بتاريخ عيد القيامة.

+ ويدعو القديس كيرلس الأورشليمى : " عيد الخلاص المجيد " , ويسميه القديس غريغوريوس النزينزى, " ملك الأعياد , وعيد الأعياد ", وهو كذلك أعظم عيد , لإنتصار الله على إبليس, وتخليص البشر من يديه. ويدعوه ذهبى الفم : " إكليل الأعياد" , وأسماه القديس يوستينوس الشهيد " عيد الفصح المجيد ".

+ لا تصلى الكنيسة المزامير ليلة عيد القيامة , لأنها تصليها نهارآ , ولأنها تحتوى على عبارات لا تلائم روح العيد , ولهذا تستبدل بترانيم مفرحة.

+ تتم تمثيلية القيامة - على ضوء الشموع - بغلق الهيكل , , إشارة الى غلق الفردوس بعد سقوط آدم , وأن الفادى أعاد فتحه ( عب 9 : 12 ) ويتلو الكاهن مز 24 : 7 , ويرد عليه خادم آخر أقوال هذه الترنيمة النبوية التى أنشدتها الملائكة عند صعود المسيح من سجن الجحيم , الذى مضى إليه لإخراج أرواح الصديقين , المنتظرين على رجاء - مجيئه لخلاصهم , وأدخلهم الفردوس , بعد غلبة الموت والشيطان الذى كان يقبض على جميع الأرواح ويدفعهم إلى الهاوية.

+ أما الطواف ( الدورة ) بأيقونة القيامة فى الكنيسة , بعد تمثيلية القيامة , فهو إشارة الى ظهور الرب للنسوة وللتلاميذ , فى اليوم ذاته ( مت 28 : 17 , مر 16 : 14 , يو 24 : 34 , يو 20 : 19 ).
وتستمر " دورة الأيقونة" من أول يوم الخمسين , حتى عيد الصعود , لظهور الرب لكثيرين فى تلك الفترة (أع 1 : 3 , 1 كو 15 : 5 - 6 ).
ولإعلان فرحنا بقيامته , وتحقق وعده بمنح الفرح الحقيقى للجميع ( يو 20 : 20 ) , ولتسبيحه وتمجيده على خلاصنا.

+ وينبغى أن نشكر الله على الدوام على هذا العمل الإلهى العظيم , ونعيش فى توبة دائمة , مستفيدين بالخلاص الثمين.

المرجـــــــع
كتاب
أسئلة عامة
لكل عقائد الكنيسة القبطية

بقلم دياكون
د. ميخائيل مكسى اسكندر
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
تاريخ الاحتفال بعيد القيامة

easter-card-copt.jpg


أعطت الكنيسة الجامعة الرسولية مكانة عظيمة لعيد القيامة، إذ وضعتْهُ في المرتبة الأولى بين سائر الأعياد، وصارتْ تحتفل به منذ الأزمنة الرسولية أعظم احتفال، وتظهر أهمية هذا العيد في طول مدّة الصوم الذى يسبقه، وأيضاً أسبوع الآلام، الذي أُضيف لهذا الصوم فيما بعد.
وفي الكنائس قديماً كـان الموعوظون (كاتكيومينس (catechumens * يسهرون ليلة السبت بأكملها داخل الكنيسة، وفي يوم الفصح يتعمَّدون ويتناولون جسد ودم السيد المسيح.. وفى موكب عظيم لا يُعبّر عنه بقلم كاتب، أو يصفه واعظ بليغ.. كانوا يطوفون الكنيسة وهم حاملين الشموع بأيديهم، ومرتدين الثياب البيضاء رمز الطهارة والنقاوة، ثم يقضون أُسبوعاً داخل الكنيسة، يأكلون فيه العسل ويشربون اللبن، إشارة إلى دخولهم ليس أرض كنعان القديمة، التى ذُكر أنَّها " تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً " (يش6:5)، بل كنعان الجديدة أعني الكنيسة، التي تعاليمها أحلى من الشهد وألذ من العسل وفاقت اللبن في نقاوته.
وكانتْ توجد عادة قديمة مُحببة ألا وهى: إضاءة جميع الكنائس والمدينة بأكملها ليلة عيد القيامة *
عيد القيامة في ( ق1)
لاشك أنَّ يوم الأحد، أو يوم الرب، أو اليوم السيديّ، مُميَّز بالنسبة إلى باقي أيام الأُسبوع، ونستطيع أن ندعوه: اليوم المسيحيّ الأول، وهذا يعني أنَّ يوم الأحد هو باكورة الأيام المسيحية.
وليس من النافل (الزيادة) التذكير بأنَّ عيد الفصح قد بدأ أُسبوعياً، وعليه فإنَّ يوم الأحد هو عيد أصيل.. وقد اعتُبرَ منذ البداية كعيد فصح أُسبوعيّ، لأنََّه احتفال بقيامة الرب يسوع *
فإننا نعلم أنَّ المسيحيين الأوائل، لم يتميزوا كثيراً عن ما جاورهم من اليهود، في ما يخص العادات الليتورجية والعبادات، ولا شك في أنَّهم كانوا يحتفلون بأعياد اليهود الكثيرة.. *
ولكنَّهم وسفر الأعمال شاهد على ذلك، كانوا يُعطون لنهار الأحـد صبغة خاصة، باجتماعهم فيه، ومواظِبتهم على " تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْـرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ " (أع42:2)، إذ كانوا يستعيدون في كل أحد، ذِكرى قيامة السيد المسيح، وبناءً عليه نستطيع أن نقول:
إنَّ الأحد هو أول الأعياد المسيحية*
وبحسب شهادة الرسول برنابا والقديس أغناطيوس ويوستينوس وبلينيوس وغيرهم.. لم يكن يُعيَّد الفصح لتذكَار قيامة الرب مرّة واحدة في السنة فقط، بل كان يُعيّد لذلك التَذَكار الخلاصيّ كل يوم أحد، فكان يوم الأحد يوم بهجة ومسرة..*
وقد استمر يوم الأحد عيد الفصح الأُسبوعيّ، وظل حتى أواخر القرن الثاني هو يوم الرب، ثم ظهرت بعد ذلك رغبة، في الاحتفال بواحد من آحاد السنة بطريقة مُميّزة كونه عيداً للفصح، وظهر مع هذه الرغبـة تياران متضادان: فالواحد أراد الاحتفال مع اليهود في يوم 14 نيسان العبريّ، إنََّما بمضمونه المسيحيّ الجديد، والآخَر أراد أن يكون الاحتفال يوم الأحد الأول بعد الرابع عشر من شهر نيسان *
الخلاف على ميعاد القيامة في ( ق2 )
نتيجة هذا التضارب في الفكر والآراء، حدث خلاف كبير، قد أُثير بين فريقين من الكنائس حول ميعاد عيد القيامة، وقد سجل لنا القرن الثاني للمسيحية جدلاً طويلاً، استمر حتى انعقاد مجمع نيقية المسكونيّ، وذلك في سنة (325م) *
- فالمسيحيون في آسيا الصغرى وكيليكية وبين النهرين وسوريا، كانوا يُعيّدون في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان العبريّ تَذكَاراً للصلب، واليوم السادس من الشهر تَذكَاراً للقيامة، وذلك في أيّ يوم كان من أيام الأُسبوع، سواء صادف الجمعة الصلب والأحد القيامة أو لم يُصادف، وكانوا في يوم 14 نيسان بعدما يحتفلون بذكرى الصلب يفطرون، اعتقاداً منهم أنَّ هذا اليوم هو يوم تحرير الجنس البشريّ من العبودية.. وكان هذا الفريق يقول: إنَّه تسلم هذه العادة من القديسيَن يوحنا وفيلبس الرسولين.
- أمَّا المسيحيون في اليونان ومصر وبنطس وفلسطين وبلاد الغرب، فلم يجعلوا ليومَي 16و14 نيسان أهمية، بقدر أهمية الجمعة كَتَذكَار للصلب والأحد كَتَذكَار للقيامة، لأنَّ المسيح صُلب يوم الجمعة وقام فجر الأحد، ولم يُسمح عندهم بحل الصوم قبل تَذكَار القيامة، واستندوا في ذلك إلى تسليم القديسين بطرس وبولس الرسوليَن*
فكانت الكنائس متفقة على ضرورة تعييد الفصح، ولكنَّها اختلفت في تعيين يوم العيد، حتى كان بعضها يُعيّد بعد الآخر بأُسبوع أحياناً *
فى عام (154م) سافر بوليكربوس – أسقف أزمير وتلميذ القديس يوحنَّا الرسول – إلى روما لكي يتناقش مع البابا في مشكلة عيد الفصح، آملاً في إقناعه بأن تُعيّد كنيسة روما مثل كنائس آسيا، فحدث خلاف بين بوليكربوس وأنيشيتوس بابا روما في أي تسليم هو الأصح؟ فلم يستطع الواحد إقناع الآخر، وانتهت المقابلة دون الوصول إلى حل، إلاَّ أنَّ روابط المحبة لم تنفصم، وقد رحّب بابا روما بأسقف أزمير وكان معه في ملء الشركة، وكزيادة في الاحترام اشترك مع بوليكربوس في خدمة القداس، وتنحَّى له ليُقدّسها.. *
مجامع مكانية لحسم الخلاف
واستمر الخلاف هكذا: كنائس آسيا تُعيّد في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان، وكنائس الغرب في يوم الأحد، ثم تجدد الخلاف بعد ذلك في أيام فيكتور أسقف روما (189- 199م)، وكان على كرسيّ الإسكندرية في ذلك الوقت البابا ديمتريوس الكرام، وعلى كرسيّ أنطاكية الأسقف سيرابيني، وعلى كرسيّ أورشليم الأسقف ناركِسيس، وبوليكراتس في أفسس، وثيئوفيلس في قيصرية فلسطين، وباكشلّس في كورنثوس.
وقد كان ذلك الخلاف داعياً لعقد مجامع مكانية كثيرة، اجتمعت في قيصرية وأورشليم وغلاطية وكورنثوس ومابين النهرين.. وجميعها قررتْ رأياً واحداً ألا وهو:
- أنْ يُراعى تعييد الفصح يوم الأحد ،
- وأنْ لا يُحل الصوم المقدس إلاَّ فيه.
وأُرسلت القرارات المجمعية إلى جميع الكنائس، غير أنَّ كنائس آسيا، وفى مقدمتها كنيسة أزمير وأسقفها بوليكراتس، لم ترضَ بأن تُغيّر عادتها القديمة، التى تسلَّمتها من يوحنَّا وفيلبس الرسولين، ومن القديس بوليكربوس أسقف أزمير.
ثم كتب بوليكراتس رسالة سنة (197م) وجهها إلى فيكتور أسقف روما، استشهد فيها على صحة عقيدتهم، بفيلبس الرسول وابنتيه، ويوحنَّا الحبيب، وبعض الشهداء، والقديسين.. وختمها بقوله:
إنَّ الذى قضى70 سنة في مطالعة الكتب المقدسة، والذي رأى بعينيه رسل الرب المشتتين في البلدان للتبشير، لا يُبالي بالتهديد ولا بالوعيد، وهو يعلم أنَّه يجب أن يُطاع الله أكثر من الناس..
عندئذٍٍ حاول فيكتور أسقف روما، أن يقطع جميع إيبارشيات آسيا من وحدة الكنيسة الجامعة، وكذا الكنائس التي وافقتها كهراطقة، وكتب رسائل أعلن فيها الحرم، ولكن هذا لم يُرضِِ جميع الأساقفة، فطلبوا إليه أن يُراعي ما هو للسلام والوحدة ومحبة الجوار*
كما أرسلوا إليه رسائل يوبّخونه فيها على سوء صنيعه، ومن أشهرها رسائل إيريناوس - أسقف ليون في فرنسا - الذى نصح فيكتور بأنْ لا يقطع كنائس الله برمتها، وقد خاطبه بقوله:
إنَّ الاختلاف في تعييد الفصح أمر قديم في الكنيسة، وهو ليس بجديد كما تظن، بل هو قائم في عهد أسلافنا الكرام الذين لم يقطعوا لذلك أسباب المودة والإخاء، واعلم أنَّ الأساقفة الذين تولوا قبلك زمام الكنيسة الرومانية، كانوا يشتركون في الصلاة مع الكنائس الأُخرى، التى كانت تُخالفهم في ليـلة الاحتفال بعيد الفصح، دون أن يحصل نزاع مُطلقاً، ودون أن يفصموا مثلك رباط الألفة والمودة..
فاضطر أسقف روما أن يرضخ لحكم الأساقفة الذين قد عارضوه، وأذعن لصوت الكنيسة العام، وعاد إلى شركته مع كنائس آسيا، رغم مخالفتهم له في موضوع ميعاد عيد الفصح *
ويذكر السنكسار القبطيّ تحت يوم 14 برمهات:
إنَّ مجمعاً من ثمانية عشر أسقفاً اجتمع في جزيرة بني عمرْ للنظر في بدعة الأربعة عشرية*، وتُليتْ على أعضائه رسائل سيرابيون بطريرك أنطاكية، ودمقراطس أسقف روميـة، وديمتريوس بطريرك الإسكندرية، وسيماخوس أسقف بيت المقدس.. التي يُحددون فيها عمل الفصح في يوم الأحد الذى يلي فصح اليهود..
فكانت النتيجة أنْ رجع فريق منهم عن رأيهم، وبقي الآخَرون كما هم على ضلالهم! فحرمهم المجمع وقرر عمل الفصح حسب أوامر الرسل *
دور كنيسة الإسكندرية
بعد ذلك اجتهد البابا ديمتريوس الكرام *، بمعونة ومشورة النابغة الفلكيّ بطليموس السكندريّ في توحيد عيد الفصح، وذلك بأن ضم الصوم الأربعينيّ المقدس إلى جمعة الآلام، ورتب حساب لمعرفة موعد فصح اليهود، عُرف باسم حساب الأبُقطيّ* وقد اعتمد البابا السكندريّ في حسابه على قاعدتين أساسيتين:
الأولى: ألاَّ يكون عيد القيامة قبل الاعتدال الربيعيّ، الذي يقع في 21 مارس.
الثانية: أن يكون يوم الأحد الذى يلي فصح اليهود، الذى يقع في 14 نيسان*
وبعد تحديد يوم الفصح كان البابا، يُرسل رسائل إلى أساقفة كنائس العالم، لكي يُعيّد المسيحيون عيد القيامة في يوم واحد*
وكان لعيد الغطاس أهمية طقسية كبيرة، للكنيسة عامة ولمصر بنوع خاص، لأنَّ في هذا العيد كان قد أُلقي على عاتق بابا الإسكندرية، الإعلان عن بدء الصوم الكبير والبصخة وعيد القيامة على أُسس فلكية دقيقة، وكانت تأخذ به كافة كنائس العالم *
ويذكر لنا التاريخ الكنسيّ:
إنَّ البابا ديونيسيوس بطريرك الإسكندرية الرابع عشر (248-265م)، قد قام بهذه المهمة، وله رسائل يستخدم فيها كلمات ثناء وتبجيل عن عيد الفصح المجيد، موضحاً فيها أنَّه لا يليق ممارسة الفصح إلاَّ بعد الاعتدال الربيعيّ، لكى لا يكون لنا شركة مع اليهود في فصحهم*
وقد حافظ على هذا التقليد بابوات كثيرون من بعده، وبالأخص البابا القديس أثناسيوس الرسوليّ البطريرك العشرون (296- 373م)، الذى قد ارتفع بهذه المهمة الطقسية إلى المستوى الروحيّ العميق، فكانت خطاباته الفصحية مليئة بالوعظ والتعليم والحكمة والحرارة الروحية.. أمَّا أول رسالة فصحية له في عيد الغطاس فكانت سنة (329م).
يقول سعيد بن بطريق*
وفى ذلك العصر كتب البابا ديمتريوس بطريرك الإسكندرية، إلى أغابيوس أسقف بيت المقدس، وإلى مكسيموس بطريرك أنطاكية، وإلى بطريرك رومية، في حساب الفصح وكيف يُستخرج من فصح اليهود ووضعوا في ذلك كتب كثيرة ورسائل، حتى ثبّتوا النصارى على ما هم عليه*
ولكن كنائس الأربعة عشرية لم تُغيّر عادتها، في الاحتفال بالفصح مع اليهود في يوم 14 نيسان، واستمر الخلاف هكذا إلى سنة (325م) حيث انعقد مجمع نيقية وحسم الخلاف*
قرار مجمع نيقية
انعقد المجمع المسكونيّ الأول في مدينة نيقية، للنظر في بدعة أريوس القس السكندريّ، الذى أنكر لاهوت السيد المسيح، ومسائل أُخرى، منها الاختلاف على ميعاد عيد القيامة بين الكنائس، وذلك في حضور (318) أُسقفاً، تحت رئاسة البابا ألكسندروس البطريرك السكندريّ (19) وقرروا فيما يخص عيد القيامة ما يلي:
- أنْ يكون يوم الأحد الذى يلي فصح اليهود.
- ألاَّ يكون مع فصح اليهود في يوم واحـد.
وقد عهد آباء المجمع إلى بطريرك الإسكندرية * أن يحسب مقدماً موعد عيد القيامة، ويُرسله لسائر الكنائس في كل المسكونة، فقام بمهمته خير قيام*
كما أرسلوا رسالة إلى كنيسة الإسكندرية، جاء فيها بخصوص عيد القيامة ما يلي:
إننا نعلن لكم البشرى السارة، عن الاتفاق المختص بالفصح المقدس، فإنَّ هذه القضية قد تم تسويتها بالصواب، بحيث إنَّ كل الإخوة الذين كانوا في الشرق يجرون على مثال اليهود، صاروا من الآن فصاعداً يُعيّدون الفصح، العيد الأجل الأقدس، في نفس الوقت كما تُعيّده كنيسة روما، وكما تُعيّدونه أنتم وجميع من كانوا يُعيّدونه هكذا منذ البداية *
أمَّا الملك العظيم قسطنطين، فقد أرسل رسالة إلى الأساقفة، الذين لم تسمح ظروفهم أن يحضروا، وذلك لتنفيذ قرارات المجمع*
وبهذه الرسالة انتهى الخلاف حول ميعاد القيامة، وصارتْ كل الكنائس شرقاً وغرباً، متَّحدة في الاحتفال بعيد القيامة حتى سنة (1582م)، وهى السنة التى أصدر فيها البابا غريغوريوس، تعديلاً للتقويم عُرف بالإصلاح أو التعديل الغريغوريّ، والذي ترتب عليه انفصال الشرقيين عن الغربيين في يوم الاحتفال بالعيد.
الإصلاح الغريغوريّ
فى سنة (1582م) لاحظ بابا روما غريغوريوس الثالث عشر (1572-1585م)، وقوع الاعتدال الربيعيّ فى11 مارس، مع أنَّ مجمع نيقية كان قد قرر وقوع الاعتدال الربيعيّ في 21 مارس*
إذن هناك فرق قدره 10 أيام! جعل البـابا يستشير علماء اللاهوت ليعرف منهم السبب، فأجابوه بأنْ ليس لديهم سبب من الناحية الكنسية أو اللاهوتية، فالأمر يعود إلى الفَلَك، فلمَّا رجع إلى علماء الفَلَك، أجابوه بأنَّ السبب مرجعه إلى حساب السنة.
فالسنة بحسب التقويم اليوليانيّ* - نسبة للإمبراطور الرومانيّ يوليوس قيصر- طولها: 365 يوم و6 ساعات، بينما السنة في حقيقتها التى يقرها علماء الفَلَك هي: 365 يوم و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، إذن هناك فرق قدره 11 دقيقة و14 ثانية.
وهذا الفرق يُكوّن يوماً كل 128 سنة، و3 أيام كل 400 سنة – على وجه التقريب - وقد كَوّن منذ انعقاد مجمع نيقية سنة (325م) حتى البابا غريغوريوس سنة (1582م)، فرقاً قدره 10 أيام.
فماذا فعل البابا غريغوريوس، ليتلافى الخطأ في التقويم، ويُعالِج فروق الأيام؟
أجرى تصحيحاً عُرف باسم التصحيح أو التعديل الغريغوريّ، يمكن أن نختصره في نقطتين أساسيتين دون الدخول في تفاصيل *
- من جهة الـ 10 أيام الفرق، أصدر أمراً بأن ينام الناس يوم (4 أكتوبر) سنة (1582م)، وعندما يستيقظوا يعتبرون يومهم هو (15 أكتوبر) بدلاً من (5 أكتوبر).
- ولضمان فروق المستقبل، وضع قاعدة بموجبها يتم حذف 3 أيام كل 400 سنة.
عيد القيامة بعد التعديل الغريغوريّ
بعد اتّباع الكنيسة الغربية للتقويم الغريغوريّ (1583م) صار فصح الغربيين يتقـدم على فصح الشرقيين، حتى صار الفرق في التقدم يصل خمسة أسابيع.. والسبب: إنَّ الكنائس الشرقية رفضت العمل بالتقويم الجديد، والكنائس الروسية واليونانية والسريانية الأرثوذكسية، تحتفل في نفس اليوم الذى تحتفل فيه كنائس القبط والحبش، كما يُرى في القدس عند اجتماع الأرثوذكسيين معاًً في يوم واحد، بخلاف الكاثوليك الذين يتقدمون في الاحتفال*
كلمة ختام
أخيراً وختاماً لهذا البحث المتواضع نقول:
على الرغم من دقة التقويم الغريغوريّ، إلاَّ أنََّه فيما يتعلق بعيد القيامة يحتاج إلى تعديل، لأنَّهم يُعيّدون في يوم الأحد الذى يلي أول بدر بعد الاعتدال الربيعيّ، دون النظر إلى شرط عدم التقدم على يوم 14 نيسان تَذكَار فصح اليهود، الذى هو الرمز ولهذا يجب أن يأتي أولاً، وبهذا: قد يأتي عيد القيامة قبل ذبح خروف الفصح اليهوديّ، ويكون المرموز إليه قد جاء قبل الرمز، أو قد يأتي مع يوم ذبح الخروف، وفى هذا اشتراك مع اليهود الذين لم تعد لنا شركة معهم.. وبهذه أو تلك يكون ذلك خروجاً عن القواعد المرعية منذ القِدم، والدسقولية، وقرارات المجامع المسكونية والمكانية *
ولكن ما يُعزينا أنَّه رغم خلاف الكنائس على ميعاد عيد القيامة إلاَّ أن جوهر العيد واحد في الغرب والشرق، إنَّه عيد الأعياد ومحورها الذي منه تنطلق وإليه تعود*

عن كتاب عيد القيامة - للراهب كاراس المحرقى...

 
التعديل الأخير:
أعلى