انتقام الله

إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
كثير ما نسمع عن انتقام الرب ويطلب البعض انتقام الرب
ونعرف أن الرب لا يجازي بالشر فكيف ينتقم الرب
 
التعديل الأخير:

أَمَة

اخدم بفرح
نائب المشرف العام
إنضم
16 يونيو 2008
المشاركات
12,649
مستوى التفاعل
3,559
النقاط
113
الإقامة
في رحم الدنيا، اتطلع الى الخروج منه الى عالم النور
معك حق يا ابني اوريجانوس في أن الرب لا يجازي بالشر.

الإنتقام بمعنى الثأر شر. هو انفعال عاطفي عند الإنسان نتيحة السقوط. الله -له المجد و السجود- منزه عن الإنفعالات.

بعض الناس، تحت وطأة الألم و الضعف أيام الشدة، تطلب من الرب الانتقام مُعَبِّرَةً عن نفسها المجروحة التي تتمنى في تلك اللحظة العقاب الفوري للجاني.

هذا لا يعني أن لا يوجد عقاب إلهي، بل هو موجود و لا مهرب منه. هو عقاب عادل ليس كما يشتهيه البشر، و لا في توقيت البشر ولا كما في مفهوم البشر. بل أن عدل الله هو محبته للبشر، و المجازاة بالشر إنما عاقبة أو نتيجة اختيار الإنسان للإرادة الحرة التي منحها الله له في عدله و محبته. هذا يتوافق مع قول الرب في انجيل يوحنا الأصحاح 12 [الرجاء التركيز على الكلام في اللون الأحمر]:

46. أَنَا قَدْ جِئْتُ نُوراً إِلَى الْعَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ.
47. وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ.
48. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ
. اَلْكلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ

الله في محبته المتناهية، و التي تفوق قدراتنا العقلية على استيعاب أبعاد ماهيتها، يتأنى علينا لكي لا نهلك. يقول بطرس الرسول في رسالته الثانية، الأصحاح الثالث:

"9. لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ.. "

ألله يعطي الإنسان فرصة كافية ليتوب، كما يقول الرسول بطرس في العدد الخامس عشر من الرسالة نفسها:

"15. وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصاً، ...... ،".

ولكن هذه الفرصة محدودة وتنتهي إمّا بموت الأشخاص، أو بمجيء المسيح الثاني.
[/COLOR]
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
لِيَ النَّقْمَةُ وَأَنَا أُجَازِي. وَفِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ تَزِلُّ أَقْدَامُهُمْ فَيَوْمُ هَلاَكِهِمْ بَاتَ وَشِيكاً، وَمَصِيرُهُمُ الْمَحْتُومُ يُسْرِعُ إِلَيْهِمْ (تثنية 32: 35)
لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ، أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ دَعُوا الْغَضَبَ لِلهِ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ» (رومية 12: 19)
طبعاً الآيات هنا حسب الترجمة التفسيرية لأن الترجمة اللي معانا تركيب الجملة يحتاج ضبط، المهم لي النقمة والقصد من تركيبة الجملة في العبرية أن الرب وحده هو المجازي أو الذي يعطي الجزاء بسبب الشرّ أو القصاص من الخطية retribution for sin، لأن الله لا يهدف أن يقتص من الإنسان في ذاته بل الخطية، لذلك حينما يدخل الإنسان في دائرة الخطية يجد غضب الله حاضراً فيها، لأنها تحمله لأنه مكتوب: لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ (رومية 1: 18)، وينبغي أن ندقق في كلام الرسول لأنه لم يقل أن غضب الله معلن على الناس في أنفسهم، بل على جميع فجور الناس وإثمهم.

فالحق دائماً ما يُحجز بسبب الإثم، لذلك في باطن الإثم عدم راحة لأنه يحمل دينونة الله وغضبه المعلن فيه، والشر في طبيعته يأكل نفسه لأنه حامل الموت الذي يؤدي طبيعياً إلى الفساد، وأن أكملنا الآية الأولى نجد أن الرب ينتقم من الشر ويجازي في الوقت المُعين، والآية تحمل معنى الامتلاء أي امتلاء كأس الغضب، لأن الإنسان حينما يستمر في الشر بيجمع لنفسه كأس غضب خاص، وحينما يمتلئ فأنه يفيض، لذلك يُكمل الآية في التثنية ويقول:
فَيَوْمُ هَلاَكِهِمْ بَاتَ وَشِيكاً، وَمَصِيرُهُمُ الْمَحْتُومُ يُسْرِعُ إِلَيْهِمْ.

عموماً الإنسان وحده المسئول عن أن يمكث تحت غضب الله أو يخرج من دائرته، لأن الإنسان لو عاش حسب طبيعته الساقطة سيتورط في الشر ويموت في خطيئته:
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» (يوحنا 8: 21)
فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» (يوحنا 8: 24)
لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ (رومية 8: 13)

عموماً نحن نطلب أن الرب ينتقم من الشرّ وينهيه، ولا نقصد ان ينتقم من الناس بل يهبهم قوة التوبة ليتغيروا ويدخلوا في دائرة البرّ والحياة، لذلك نحن لا نجازي شراً بشر لكن نطلب يوم انتقام إلهنا لينهي على الفساد وينهي الموت بقوته ليهب حياته للجميع، لذلك الموضوع يحتاج نظرة صحيحة للفكر الإلهي المعلن في كلمته الحية ووعي بعمل الله ومحبته الشديدة للإنسان، لأنه لن يحاكم أحد وينتقم منه بهذه الصورة التي يتحدث عنها الناس، وكما يقول البعض (ينتقم إلهنا منهم) لكن الصحيح هو (لينتقم إلهنا من الشر ويقضي عليه)، فنحن نصلي أن يزول الشرّ لا الإنسان، بل نطلب أن ينجي الله الجميع من الشر ويرحم الكل من أنفسهم المائتة المتورطة في الشر والفساد.

أحببت أعلق بتركيز شديد لأن الموضوع طويل في الكتاب المقدس وصعب جداً شرحه باستفاضة هنا، واعتقد كلامي يكمل كلام الأم العزيزة أمه.. يومك جميل
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ما سمعته سليم، لأن عدل الله عدل البرّ، لا يطلب الانتقام من إنسان لكنه ينتقم من الشرّ ويهب البرّ، هذا أن سمع الإنسان واستجاب، لأنه أن لم يستجيب، فأنه يسير لطريق الهلاك المحتوم، لأن آخر طريق الخطية موت أبدي وكل طرقها أشواك جارحة للنفس مملوءه من كل سم قادر أن يشل حركتها الروحية نحو الله، وهذا ما نختبره جميعاً حينما نلازم الخطية فأن محبتنا تبرد ونهرب من وجه الله الحي، ولا نحتمل ان نسمع كلمة الله ولا نستطيع أن نقف في مخدعنا لنُصلي.
 
أعلى