- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
[FONT="]تابع سلسلة مدخل عام للكتاب المقدس - الجزء السادس[FONT="]
[/FONT][FONT="]تابع المقدمة[/FONT][FONT="] - قانوية الكتب المقدسة والتقسيم اليهودي للعهد القديم
وما هي أسفار موسى الخمسة ومعناها في العبرية والسبعينية
[/FONT][/FONT]
[/FONT][FONT="]تابع المقدمة[/FONT][FONT="] - قانوية الكتب المقدسة والتقسيم اليهودي للعهد القديم
وما هي أسفار موسى الخمسة ومعناها في العبرية والسبعينية
[/FONT][/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الأول أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الثاني أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الثالث أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الثاني أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الثالث أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الرابع أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الخامس أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الخامس أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء الخامس أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="]للعودة للجزء السادس أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[FONT="][FONT="]للعودة للجزء السادس أضغط هُنــــــــــا[/FONT]
[/FONT][FONT="]
[/FONT]
- الرسالة الروحية لأسفار موسى الخمسة : תּוֺרָה – Torah
- توراة – البنتاتيوك – Pentateuch – ή πεντάτευχος
أن كلمة توراة تعني تعليم في اللغة العبرية، ويُطلق على التوراة، اسم: "الشريعة" [ يشوع1: 8؛ 8: 34؛ 2ملوك 22: 8؛ نحميا 8: 3). ويطلق عليها أيضاً سفر موسى [ عزرا 6: 18؛ 2أخبار 35: 12 ]، وشريعة الرب [ عزرا 7: 10؛ 1أخبار 16: 4؛ 2أخبار 31: 3، 35: 12 ، وسفر شريعة الله [ يشوع 24: 26؛ نحميا 7: 18 ]، وسفر شريعة الرب [ 2أخبار 17: 29 ]. وفي العهد الجديد أُطلق على الأسفار الخمسة "كتاب موسى" [ أنظر غلاطية 3: 10؛ مرقس 12: 26 ]؛ والتوراة [ متى 12: 5؛ لوقا 16: 16؛ يوحنا 7: 19؛ وشريعة موسى [ لوقا 2: 22؛ يوحنا 7: 23 ]، وناموس الرب [لوقا 2: 23 – 24 ]، ومن هذه الشواهد عموماً يرى العلماء المحافظون أن موسى هو الكاتب لأسفار التوراة (أي السفار الخمسة). بسبب شهادة الأسفار نفسها على مستوى العهدين كما رأينا، كما يوجد آيات كثيرة جداً تُثبت ان كاتبها هو موسى النبي، عدا خبر موته والأحداث التي تلتها... وعموماً لسنا بصدد الآن كتابة بحث تاريخي عن كتابة الأسفار وإثبات من هو كاتبها لنؤجلها في موضوع آخر مستقل ...
عموماً، يلزمنا أن نعرف أن الخمسة الأسفار الأولى في العهد القديم، هي نواة وقاعدة الكتاب المقدس التي على أساسها يقوم كل ما أُوحى به فيما بعد، لأنها تتضمن جوهر الإعلانات الإلهية وتوضح مقاصد الله وتدبيره وعظمة صلاحه، وهذه الأسفار الخمسة تُمثل الأساس الثابت للفهم الصحيح لسائر الأسفار المقدسة، لذلك نجدها تحتل المكانة الأولى في التقليد اليهودي وصارت لهم ناموسهم الأول، وهي بالتالي مهمة للغاية لكل مسيحي يُريد أن يتعرف على مشيئة الله ويفهم قصده الصالح ويدخل في سرّ تدبيره، وذلك لأن هذه الأسفار المقدسة نواة الكتاب المقدس، وهي سجل تاريخي واقعي لإعلان الله عن ذاته وطبيعته والتي تقابلها استجابة الإنسان، ولكنها تُعلن دائماً عن فشل الإنسان في تحقيق مقاصد الله فيه، ومقابل هذا الفشل تظهر قدرة الله ورحمته وعظيم خلاصه ....
نستطيع - بكل تأكيد - أن نقول أن عدم قراءة وفهم الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، بوعي وإدراك تام وهضم ما جاء فيها بإعلان الروح، تُسبب قصوراً تاماً في فهم باقي الأسفار المقدسة وحتى العهد الجديد ذاته، لأن الكتاب المقدس وحدة واحدة لا تنفك أو تُعزل بعضها عن بعض، وأسفار موسى الخمسة هي بداية كل الأسفار وتحمل مضمونها فيها، فالأسفار الخمسة موضوعها متصل اتصالاً وثيقاً بسائر أسفار العهد القديم كله، وركيزتها أو محورها الرئيسي هو العهد، عهد الله مع شعب اختاره ليكون شعباً خاصاً به ويظهر به ذاته أمام العالم كله، ومن هنا نجد أن الأسفار الأولى تحدثنا عن بداية هذا العهد ولكنها لا تتضمن تحقيقه، وتُختم أحداثها قبل دخول أرض الميعاد في سفر التثنية. ولكن حتى بعد كمال الانتصار ودخول الأرض التي وعد الله بها أنبياءه القديسين وحققها على يد يشوع بعد موسى، فمازال الوعد لم يتحقق بعد في كمال قصد الله، لأنه لا يكمُل إلا في المسيح وفي عهداً جديداً ووصية جديدة تحمل في داخلها كل وصية، مع العلم أن العهد عهداً واحداً، لأنه لا يوجد عهدان، ولكن العهد القديم سُميَّ بالقديم لأنه كان رمزاً ومثالاً لتحقيق العهد في المسيح، ومتى جاء الكامل ابن الله الحي جدد العهد محققاً إياه في كماله فصار عهداً جديداً، أو عهد تجديد مستمر نعيشه وننمو فيه !!!
وممكن أن نفهم موضوع الأسفار الخمسة عن طريق قانون صغير كان مُحتماً على الإسرائيلي أن يتلوه عند تقديمه بكورات غلاله الزراعية في الهيكل أمام الله الحي فيقول الآتي: [ آرامياً تائهاً كان أبي فانحدر إلى مصر وتغرَّب هُناك في نفر قليل فصار هناك أُمة كبيرة وعظيمة وكثيرة، فأساء إلينا المصريون وثقَّلوا علينا وجعلوا علينا عبودية قاسية. فلما صرخنا إلى الرب إله آباءنا سمع الرب صوتنا ورأى مشقتنا وتعبنا وضيقنا. فأخرجنا الرب من مصر بيدٍ شديدة وذراع رفيعة ومخاوف عظيمة وآيات وعجائب. وأدخلنا هذا المكان وأعطانا هذه الأرض أرضاً تفيض لبناً وعسلاً. فلآن هأنذا قد أتيت بأول ثمر الأرض التي أعطيتني يا رب ] (تثنية 26: 5 – 10)
فهذا القانون الإيماني الحي هو بمثابة اعتراف حقيقي وإقرار صريح بنعمة الله وفضله وعظيم خلاصه وإنقاذه لشعبه ...
عموماً نقدر أن نلخص هذه الأسفار ونقول عنها أنها تُعبَّر عن [ الخلق - السقوط - الوعد بالخلاص الذي تحقق جزئياً بالرمز ]، وهذا هو محورها الرئيسي والذي يجعلنا نفهم ونستوعب أسرار الله المعلنة فيها وفي باقي الأسفار الإلهية:
ففي التكوين نجد أنه يُعلن أن الله مصدر الخليقة كلها، وأنه أبدع الكون كله في أروع وأجمل صورة ورأى أن كل ما صنعه فيه حسنٌ جداً، والهدف من خلق الكون هو أن يكون للإنسان الذي أبدعه أيضاً على صورته كشبهه ليكون مثالاً له، لكي يكون هو وحده أيقونة الله على الأرض ويسود على كل الخليقة ويرعاها ويرفعها لله بالشكر نائباً عنها أمام جلاله، والهدف من خلق الإنسان هو أن يحيا في جو المحبة والشركة مع الله في سعادة تامة ...
وحينما سقط الإنسان وكسر وصية الله المُحب لم يترك الله الإنسان بل أعطاه وعد الخلاص الذي سيتم بنسل المرأة الذي سيسحق رأس الحية أي إبليس، وغلبة الموت وكسر شوكة الخطية ...
وأيضاً وضح السفر تفاقم الشر الذي بدأ البشر يخترعونه والذي تسبب في الطوفان لإبادة كل حي، وقد اختار الله نوحاً من أجل تجديد الأرض وأقام معهُ ميثاق أو عهد بأنه لا يعود يهلك الأرض ثانية بالطوفان.
ثم اختار الله إبراهيم وإسحق ويعقوب، الذين وهبت لهم ولنسلهم من بعدهم المواعيد، بل وللبشرية كلها في المسيح يسوع مُخلصنا الذي أتى من نسلهم لأنهم ماتوا جميعاً [ وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيَّوها وأقروا بأنهم غُرباء ونُزلاء على الأرض ] (عبرانيين 11: 13)
فدعوة إبراهيم هي في الحقيقة تتضمن اختيار الله لإسرائيل وتدبيره المُقبل لخلاص الإنسان عموماً، وهو منهج تعليمي حي لكل إنسان، فالله أولاً دعا إبراهيم أن يخرج من عشيرته وأرضه إلى المكان الذي يُريه [ وهي نفس دعوة إسرائيل من الخروج من أرض مصر بقوة الله ]، [ وهي أيضاً دعوة لكل إنسان يُريد أن يعيش مع الله، وهو الخروج من أرض الخطية والعبودية بقوة الله إلى الأرض السماوية والسيرة الروحانية ]، ثم بعد ذلك أدبه الله في الإيمان، وامتحن إيمانه بتقديم ابنه الوحيد الذي قبل فيه المواعيد، ففاز إبراهيم لأنه أطاع الله للموت وتخلى عن أبوته لابنه الحبيب الذي أتاه بوعد بعد سنين صبر وانتظار طويلة، وقد فضل أن يطيع الله أكثر من أي شيءٌ آخر مقدماً أعز ما لديه من أجل محبته له وثقته الشديدة فيه والتي صارت أعظم من غريزة الأبوة ومشاعره وأحاسيسه العاطفية، وهي توضح لنا كيف يكون الإنسان المسيحي الحي بالله وكيف يسلك في الطريق الإلهي حسب مقاصد الله ويفهم قول الرب [ أن أحب أحد أباً أو أماً أو أبناً أو بنتاً أكثر مني فلا يستحقني ]، وهذا ما أعلنه الله في سفر التثنية [ حب الرب إلهك من كل قلبك وفكرك ونفسك وقوتك ] وهذا هو نفسه قول الرب في الأناجيل، وأعظم مثال لنا هو إبراهيم أب الآباء ....
والآن نستطيع أن نخرج بنتيجة هامة للغاية وهي أن الأسفار الخمسة هي كتاب العهد والميثاق التي أقامه الله مع الإنسان في شخص آدم ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب وشعب إسرائيل، ولا زال الإنسان يتقبل من هذه العهود عطايا الله ومواهبه التي بلا ندامة، والعهد هو مصدر كل عطية مجانية بمبادرة إلهية مقدمة من الله للإنسان، أي هو فعل نعمة ثابت نابع من محبة الله بلا مُقابل ولا استحقاق سابق، والله لا يطلب في مقابل هذا العهد الذي من خلاله تُصب عطاياه المجانية سوى الطاعة وحدها مع الإخلاص. والناموس وكل القوانين والكلمات والخبرات والهبات التي يُعطيها الله مقابل العهد هو توضيح لمقاصده الإلهية وإعداد الطريق لتحقيق الوعد ....
وبالطبع لن أستطيع أن أكتب بالتفصيل الخط العام لهذه الأسفار المقدسة البهية والتي فيها يتضح محور حياتنا وطريق خلاصنا، ولكن وضعت الخط العام لها أمام كل واحد يُريد أن يفهمها حسب الإطار الخلاصي التي وضعت فيه، فمن يفهم هذه الأسفار الأولى فبسهولة يقدر أن يستوعب سرّ باقي الأسفار ويدخل في السيرة الروحانية بوعي وتدقيق ليأخذ ويشبع ويعيش ويحيا بأنفاس الله فاهماً مشيئته وعظمة خلاصه المجاني لكل أحد ...
__________يتبــــــــــع__________