آبائيات .... للعودة إلي التعليم الآبائي الرسولي

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان
شرح إنجيل يوحنا 9:1 للقديس كيرلس الكبير

إن كلمة الله يُنير كلَّ إنسان آت إلى العالم, ليس عن طريق التعليم، كما يفعل الملائكة مثلا أو الناس، ولكنه عن طريق الخلق, كإله يبثُّ في الذين يدعوهم إلى الوجود بذرة الحكمة والمعرفة الإلهية، ويغرس فيهم أصل الفهم، وهكذا يجعل الكائن الحي عاقلاً، وشريكًا لذات طبيعته، إذ يشع في ذهنه إشعاعات من النور الأسنى بالكيفية التي يعلمها هو، وأعتقد أن الكلام الكثير غير جائز في هذه الأمور... والخليقة حينما تستنير بشركة هذا النور فإنها تُدعى بل وتكون نوراً, وترتقي إلى ما يفوق طبيعتها الخاصة، بنعمة الذي يمجدها ويكلِّلها بكافة الكرامات.. فالرب يتعطَّف حقًا على الصغار الأدنياء بحسب طبيعتهم الخاصة، ويجعلهم عظماء وجديرين بأن يُتعجب منهم بسبب إحسانه عليهم، لأنه كإله أراد أن يسبغ علينا بذات خيراته بسخاء، ولذلك يدعونا آلهًة ونوراً, وأي الخيرات لم يُدعنا إليها؟
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان
شرح إنجيل يوحنا 9:1 للقديس كيرلس الكبير

إن كلمة الله يُنير كلَّ إنسان آت إلى العالم, ليس عن طريق التعليم، كما يفعل الملائكة مثلا أو الناس، ولكنه عن طريق الخلق, كإله يبثُّ في الذين يدعوهم إلى الوجود بذرة الحكمة والمعرفة الإلهية، ويغرس فيهم أصل الفهم، وهكذا يجعل الكائن الحي عاقلاً، وشريكًا لذات طبيعته، إذ يشع في ذهنه إشعاعات من النور الأسنى بالكيفية التي يعلمها هو، وأعتقد أن الكلام الكثير غير جائز في هذه الأمور... والخليقة حينما تستنير بشركة هذا النور فإنها تُدعى بل وتكون نوراً, وترتقي إلى ما يفوق طبيعتها الخاصة، بنعمة الذي يمجدها ويكلِّلها بكافة الكرامات.. فالرب يتعطَّف حقًا على الصغار الأدنياء بحسب طبيعتهم الخاصة، ويجعلهم عظماء وجديرين بأن يُتعجب منهم بسبب إحسانه عليهم، لأنه كإله أراد أن يسبغ علينا بذات خيراته بسخاء، ولذلك يدعونا آلهًة ونوراً, وأي الخيرات لم يُدعنا إليها؟
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
قد اقتنينا كل الذي له
الكنز في الثالوث 24 للقديس كيرلس الكبير

بسبب محبته للبشر الكثيرة وغير المحدودة وحد كلمة الله نفسه بنا، ليس لكي يتحول هو نفسه إلى الذي لنا، إذ أنه عديم التغيير وغير قابل للتحول, بل بالحري لكي يمزجنا نحن بذاته، فينقلنا نحن إلى الذي له. فإننا لمَّا قبلناه بسبب حلوله في الجسد، قد اقتنينا بالتالي كل الذي له. فقد دُعينا أبناءً وآلهًة أيضًا، ولو أن ذلك ليس لنا بحسب الطبيعة مثله، ولكنه لنا بحسب النعمة. كذلك هو أيضًا لمَّا امتزج بنا وصار إنسانًا قد حمل ضعفاتنا واعتبر أنه هو المتألِّم، لأنه اقتنى لنفسه مع هيكل جسده المأخوذ منا الضعفات الكائنة في هذا الجسد أيضًا، حتى تُمات فينا أيضًا أوجاع الجسد، فنندفع إلى مشابهة المسيح الذي من أجلنا اقتنى لنفسه الذي لنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
كل ما في المسيح صار لنا
الكنز في الثالوث ظ¢ظ  للقديس كيرلس الكبير

يرتل داود قائلاً في موضع ما: «كرسيك يا الله إلى دهر الدهور» ثم يقول: «ذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة» (مز7:45), لقد كان الكلمة يملك مع الآب من قبل هذه المسحة، فكيف إذن يُمسح ليصير ملكًا، وكيف يُقدس، وهو المالك والقدوس في كل حين؟ فكما أنه مع كونه هكذا, يُقال عنه إنه ينال المُلك في آخر الأزمنة، هكذا أيضًا مع كونه هو العلي، قيل عنه إنه رُفِّع بسبب تدبير التجسد, فهو يُرفَّع ويُمسح ويُقدس من أجلنا نحن، حتى تتدفَّق بواسطته النعمة في الجميع أيضاً, بصفتها قد مُنحت فعلا لطبيعتنا, وبالتالي اذُّخرت لسائر جنسنا. وبهذا المعنى قال المخلِّص في إنجيل يوحنا: «لأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدسين» (يو19:17), فإن كل ما في المسيح قد صار لنا. فإنه لم يقبل هذا التقديس لأجله هو, إذ أنه هو صانع التقديس, بل قِبله لكي يوصله لطبيعتنا بواسطة نفسه. وهكذا قد صار طريقًا وبدايًة للخيرات الحاصلة لنا، وبهذا المعنى قال: «أنا هو الطريق», أي الذي تنحدر من خلاله النعمة الإلهية نحونا, لكي تُرفِّع وتُقدس وتُمجد وتؤلِّه طبيعتنا في المسيح.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
كل ما في المسيح صار لنا
الكنز في الثالوث ٢٠ للقديس كيرلس الكبير

يرتل داود قائلاً في موضع ما: «كرسيك يا الله إلى دهر الدهور» ثم يقول: «ذلك مسحك الله إلهك بزيت البهجة» (مز7:45), لقد كان الكلمة يملك مع الآب من قبل هذه المسحة، فكيف إذن يُمسح ليصير ملكًا، وكيف يُقدس، وهو المالك والقدوس في كل حين؟ فكما أنه مع كونه هكذا, يُقال عنه إنه ينال المُلك في آخر الأزمنة، هكذا أيضًا مع كونه هو العلي، قيل عنه إنه رُفِّع بسبب تدبير التجسد, فهو يُرفَّع ويُمسح ويُقدس من أجلنا نحن، حتى تتدفَّق بواسطته النعمة في الجميع أيضاً, بصفتها قد مُنحت فعلا لطبيعتنا, وبالتالي اذُّخرت لسائر جنسنا. وبهذا المعنى قال المخلِّص في إنجيل يوحنا: «لأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدسين» (يو19:17), فإن كل ما في المسيح قد صار لنا. فإنه لم يقبل هذا التقديس لأجله هو, إذ أنه هو صانع التقديس, بل قِبله لكي يوصله لطبيعتنا بواسطة نفسه. وهكذا قد صار طريقًا وبدايًة للخيرات الحاصلة لنا، وبهذا المعنى قال: «أنا هو الطريق», أي الذي تنحدر من خلاله النعمة الإلهية نحونا, لكي تُرفِّع وتُقدس وتُمجد وتؤلِّه طبيعتنا في المسيح.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
ا
لمسيح يشعُّ فينا النعمة المذَّخرة فيه
الكنز في الثالوث ظ¢ظ£ للقديس كيرلس الكبير

حينما يطلب الابن شيئًا من الآب، أو يُقال إنه ينال منه شيئًا، فهو لا يفعل ذلك بصفته هو الكلمة كأنه يعوزه المجد أو أي شيء آخر، بل إنما يفعل ذلك تدبيريًا, فهو ينال بشريًا بسبب أخذه شكل مشابهتنا، وأما في ذاته فهو كامل كإله. وحيث إن الإنسان بذاته وحده حتى وإن نال شيئًا من الخيرات، فإنه يفقده سريعًا, وهذا هو تمامًا ما أصاب آدم، حتى وُجد بسبب المعصية عاريًا من النعمة المعطاة له من قبل؛ لذلك فلكي لا يتكرر وقوعنا في ذلك بعينه، كان من الضروري أن كلمة الله غير المتغير يصير إنساناً، ويطلب من الآب العطايا الآتية من عنده، لكي تُحفظ بثبات بواسطته في طبيعتنا، إذ أن الذي نالها غير متغير وغير متقلِّب, فمنذ أن صارت للنعمة هذه البداية، فهي تبقى في المسيح باستقرار، وهو يشعها فينا بالمشابهة، لأننا نحن جميعًا فيه بسبب أنه صار إنسانًا وأنه لبس نفس الجسد الذي لنا.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
تجلِّي المسيح والمجد العتيد أن يُعلن فينا
تفسير إنجيل يوحنا 22:20 للقديس كيرلس الكبير

يتبين لنا أن الرب مرارًا كثيرة لمَّا كان يعد بأن يتمم أمورا معينة في وقتها المناسب، كان يسبق ويتممها أيضًا قبل الوقت اُلمعين، وذلك من أجل تثبيت يقيننا بحدوثها، لكي نؤمن حقًّا أن أقواله لا بد أن تتحقَّق... فمثلا قال إن قيامة القديسين ستكون بمجد فائق: «حينئذ يُضيء الأبرار كًالشمس في ملكوت أبيهم» (مت43:/13). ثم لكي نؤمن يقينًا أنه يتكلَّم بصدق، قد أنعم على تلاميذه برؤية سابقة لذلك المجد «فأخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد إلى جبل ليصلِّي، وفيما هو يصلِّي، صارت هيئة وجهه متغيرًة, وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاء كالنور».
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الأتحاد مع الآب بواسطة الابن
للبابا كيرلس الكبير - تفسير يو 9:17-11 للقديس كيرلس الكبير

لاننا إن طردنا من قلوبنا كل ما يبعدنا عن محبه المسيح, اعني الشهوة الوضيعه التى تسعى الى اللذه الخاطئه، وتميل دائماَ الى مباهج العالم, وهي والده وحاضنه كل رذيلة, والتي تقودنا بعيداً جداً عن الرب, فإننا سنصير متحدين مع المسيح, ونصطلح مع الله, إذ نتحد مع الآب نفسه بواسطه الابن, إذ اننا نقبل فى نفوسنا الكلمة المولود منه, ونصرخ بالروح القدس: «يا آبانا الآب».
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
ميلاد المسيح والميلاد الجديد للقديس إيرينيئوس
(ضد الهرطقات 4:33:4 & 1:19:3)

كيف كان يمكن للإنسان أن يذهب إلى الله لو لم يكن الله قد جاء أولا إلى الإنسان؟ وكيف كان يمكن للبشر أن ينعتقوا من ميلادهم الأول المؤدي إلى الموت لو لم يولدوا من جديد بالإيمان بذلك الميلاد الجديد الإعجازي اُلمعطى من الله كآية للخلاص «يعطيكم الرب نفسه آية» انظر (اش ظ،ظ¤:ظ§) أعني الميلاد الذي صار من العذراء؟ بل، وكيف كان يمكن أن ينالوا التبني لله وهم باقون في ميلادهم الأول, الذي بحسب البشر في هذا العالم؟ من أجل ذلك صار الكلمة إنسانًا، وصار ابن الله ابنًا للإنسان؛ لكي يتحد الإنسان بالكلمة، فينال التبني ويصير ابناً لله.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
غاية التجسُّد: انجماع كل شيء في المسيح
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

يوجد إله واحد هو الله الآب كما بينا, ومسيح واحد هو ربنا يسوع الذي جاء بحسب التدبير الشامل، (لكي يجمع كل الأشياء في نفسه) ومن ضمنها الإنسان الذي هو خليقة الله, فقد جمع الإنسان أيضًا إلى نفسه, إن غير المنظور صار منظوراً، وغير اُلمدرك صار مدركاً، وغير المتألِّم صار تحت الآلام، والكلمة صار إنساناً، جامعاً بذلك كل شيء في نفسه، حتى كما أن كلمة الله هو الأول بين السمائيين الروحيين غير المنظورين، هكذا يصير هو أيضاً الأول بين المنظورين والجسديين، (وبأخذه هذه الأولوية يجعل نفسه رأساً للكنيسة) حتى يجتذب إلى نفسه كل شيء, في الوقت المعين.
 
التعديل الأخير:

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
أن الله يُرى من البشر ويحييهم
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

من جهة عظمته ومجده غير المنطوق به، لأن الآب غير مدرك, لا أحد يرى الله ويعيش, ولكن من جهة محبته وعطفه على البشر وقدرته على كل شيء، قد وضع في الذين يحبونه هذه الإمكانية أيضًا, أن يروا الله, وكما أن الذين يرون النور يكونون في النور ويشتركون في لمعانه، هكذا الذين يرون الله يكونون في الله ويشتركون في ضيائه. ولكن ضياء الله محيُي، لذلك فالذين يرون الله يشتركون في الحياة, ولأجل ذلك فإن غير اُلمحُوى وغير اُلمدُرك وغير اَلمرئي جعل نفسه مرئياً ومٌدركاً وقابلا للاحتواء من الذين يؤمنون به، لكي يُحيي الذين يحتوونه وينظرونه بالإيمان, لأجل ذلك فإن غير المُحوى وغير المُدرك وغير اَلمرئي جعل نفسه مرئياً ومدركاً وقابلا للاحتواء من الذين يؤمنون به، لكي يُحيي الذين يحتوونه وينظرونه بالإيمان.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
غاية التجسُّد
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

لأجل ذلك فإن المُحوي وغير المُدرك جعل نفسو مرئياً ومُدرَكاً وقابلاً للأحتواء من الذين يؤمنوف به، لكي يُحيي الذين بحتوونه وينظرونه بالإيمان. وكما أن عظمته تفوق الحدود، هكذا صلاحه أيضاً لا يُنطَق به، وبسبب هذا الصلاح الفائق جعل نفسه منظوراً، لكي يبث الحياة فى الذين يرونه. ذلك لأنه يستحيل أن يحيا أحد بدون الحياة، وجوهر الحياة كائن فى الشركة مع الله، والشركة مع الله هي فى رؤية الله وتذوّق صلاحه. إذاً، فالناس (من بعد التجسُّد) يرون الله، لكي يحيوا ويصيروا بهذّظ”ه الرؤيا غير مائتين ومتصلين بالله.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الشركة مع الله
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

إن المسيح, كما قلنا, قد ألَّف ووحد الإنسان مع الله، لأنه لو لم يكن الإنسان قد اتحد بالله لما استطاع أبدًا أن يشترك في الأبدية, لذلك كان ينبغي أن الوسيط بين الله والناس، بسبب انتسابه لكلٍّ منهما، يعيد بينهما الأُلفة والتوافق حتى إن الله يقبل الإنسان إليه، والإنسان يقدم نفسه لله. فبأي وسيلة كان يمكننا أن ننال التبني لله، إلاَّ بأن نحصل بواسطة الابن على الشركة مع الله، وذلك بأن يصير كلمة الله مشاركًا لنا، بأن يصير جسدًا, لذلك فقد جاء مجتازًا في جميع القامات حتى يسترجع للجميع الشركة مع الله.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
غاية تجسُّد ابن الله
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

الذين ينكرون عمانوئيل المولود من العذراء، يحرمون أنفسهم من عطيته التي هي الحياة الأبدية، لأنهم بعدم قبولهم الكلمة أصل عدم الفساد يبقون في الجسد الميت، ويكونون مديونين للموت بسبب عدم قبولهم ترياق الحياة... فإنه لهذه الغاية قد صار الكلمة إنسانًا، وصار ابن الله ابنًا للإنسان لكي يتحد الإنسان بالكلمة، فينال التبني ويصير ابنًا لله. فإننا لم نكن نستطيع بوسيلة أخرى أن نحصل على عدم الفساد والأبدية إلاَّ باتحادنا بالذي هو عدم الفساد والأبدية, وكيف كان يمكن أن نتحد بالذي هو عدم الفساد والأبدية ما لم يكن هو نفسه أولا قد صار على حالنا، حتى يُبتلع الفاسد من عدم الفساد، وُيبتلع المائت من عدم الموت، فننال التبني.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
على جبل التجربة
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

كما أن الشيطان في البدء أقنع الإنسان أن يخالف وصية خالقه وبذلك أخضعه تحت سلطانه, أعني سلطان المخالفة والعصيان اللذين ربط بهما الإنسان, كان ينبغي بالتالي أن الشيطان حينما يُغَلب بواسطة الإنسان يُربط بنفس الرباطات التي كان قد ربط بها الإنسان حتى ينعتق الإنسان وينطلق من جديد نحو سيده... لذلك فإن كلمة الله الذي هو خالق الكل قد غلبه لمَّا صار إنسانًا وفضح عصيانه وأخضعه بدوره للإنسان قائلا: «ها أنا أعطيكم السلطان لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو» (لو 19:10)
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
على جبل التجربة
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

إن المسيح قد جدد واستقطب في نفسه جميع الأشياء ومن ضمن ذلك الحرب ضد عدونا، فقد تحدى ذاك الذي في البدء سبانا في آدم، وغلبه وسحق رأسه، كما يقول الله للحية في سفر التكوين «وأضع عداوًة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها» (تك 15:3). ففي البدء أغوى الشيطان الإنسان بالطعام, مع أنه لم يكن جائعاً, وجعله يخالف وصية الله، وأما في هذه المرة الأخيرة فلم يستطع أن يثني (المسيح) الجائع من أن ينتظر الطعام الذي من عند الله ... وهكذا فإن شره الإنسان في الجنة بالأكل المضاعف قد أُبطل بواسطة الامتناع (عن الأكل) الذي احتمله المسيح في هذا العالم .... وكذلك العصيان الذي ارتكبه آدم ضد وصية الله قد اٌبطل لما حفظ ابن الإنسان وصية الناموس ولم يخالف وصية الله.
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
سر الصليب ووحدة الجميع في الله
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

كما فقدناه (أى الكلمة) بواسطة خشبة (أى شجرة معرفة الخير والشر), هكذا بواسطة خشبة أيضًا (أى خشبة الصليب) صار مستعَلنًا من جديد للجميع، وأظهر في ذاته ما هو العلو والطول والعرض (أف18:3), وكما قال أحد الذين سبقونا (أى القديس بولس): «قد جمع بواسطة يديه المبسوطتين الشعبين إلى إله واحد, فقد كانت هناك يدان بسبب وجود شعبين متفرَقين إلى أقاصي الأرض، ولكن كانت تتوسطهما رأس واحدة، بسبب وجود إله واحد هو على الكل وبالكل وفي كلنا (اف 6:4).
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس عربون التسبيح السماوي
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

«خُتمتم بروح الموعد القدوس, الذي هو عربون ميراثنا» (أف14:1), إن كان هذا العربون حينما يسكن فينا، يجعلنا منذ الآن روحانيين .... وإن كنا الآن بسبب اقتنائنا العربون «يا أبا الآب» (غل 6:4) فماذا سيكون عند القيامة حينما نعاينه وجهًا لوجه؟ حينما يُصعد جميع الأعضاء نشيد التهليل بلا انقطاع، ويمجدون الذي أقامهم من الأموات وأنعم لهم بالحياة الأبدية؟ لأنه إذا كان مجرد عربون الروح حينما يغمر الإنسان من كل جهة يجعله يصرخ «يا أبا الآب» فماذا ستفعل نعمة الروح الكاملة حينما تُعطى للبشر من قبل الله؟ إنها ستجعلنا مشابهين له، وبذلك تُتمم مشيئة الآب!
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس والكنيسة
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

كما أن نفخة الله قد حلَّت في الجبلة الأولى، هكذا استؤمنت الكنيسة على عطية الله, أي الروح القدس، حتى باشتراك جميع الأعضاء فيه ينالون منه الحياة. وفي الكنيسة اذُّخرت الشركة مع المسيح، التي هي الروح القدس عينه، عربون عدم الفساد وثبات إيماننا، والسلَّم الصاعد إلى الله... لأنه حيث تكون الكنيسة يكون روح الله؛ وحيث يكون روح الله تكون الكنيسة وكل موهبة. والروح هو حق، ولذلك فالذين لا يشتركون فيه لا يرضعون ثدي أمهم (الكنيسة) لينالوا الحياة، ولا يرتشفون من الينبوع الصافي الذي ينبع من جسد المسيح
 

ميشيل فريد

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 ديسمبر 2008
المشاركات
1,472
مستوى التفاعل
93
النقاط
48
الروح القدس يوحدنا كما يوحد الماء ذرات الدقيق في العجين الواحد
ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس

هذا هو الروح الذي قال لوقا عنه: إنه بعد صعود الرب، نزل على التلاميذ في يوم الخمسين، وله سلطان على جميع الأمم ليدخلهم الحياة ويفتح لهم العهد الجديد. ولذلك صاروا يسبحون الله بتوافق بجميع اللغات، وكان الروح يجمع في الوحدة القبائل المتخالفة، ويقدم للآب باكورة من جميع الأمم، وهذا هو ما وعد به الرب أن يُرسل الباراقليط الذي يؤلِّفنا مع الله. فكما أنه يستحيل أن يصير الدقيق الجاف عجينًا واحدًا ولا خبزًا واحدًا بدون ماء، هكذا نحن الكثيرين لا يمكن أن نصير واحد في المسيح يسوع بدون ذلك الماء السمائي.
 
أعلى