هناك نوعاً من عدم الوفاق حالياً بين تفكير المرأة وتفكير الرجل ، هناك اختلافات جوهرية في أسلوب الحياة وأسلوب الفهم بين الإثنين..
المرأة تريد خدمات ملموسة ومسرَّات واقعية قريبة في مجال زينتها ولبسها ومصروفها وأكلها وشربها وبيتها ، والرجل لا يهتم كثيراً بهذه المطالب الملموسة القريبة ، وهو أحياناً يضحّي بها في سبيل أهداف بعيدة مجردة غير ملموسة مثل الفن والفكر والحرية والوطنية ..
والمرأة في الغالب لا تفهم هذه التضحية ..
إنها تريد عيشة لوكس وفخفخة .. وفكر إيه ياعم وأنا مالي ومال الفكر؟ خليك إشبع بالفكر بتاعك .. لكن أنا عاوزة أعيش !
وبالطبع هناك أقلية من النساء تفهم وتقدِّر وتشجع وتحب بالقلب وبالروح ، وتعرف ما هو هذا القلق الذي يشعر به الرجل على المعنويات والقيم المجردة ..
والفنان يكون محظوظاً إذا عثر على واحدة من هذه القلة الحساسة والتوّاقة بروحها إلى الجمال والكمال والقيم المعنوية ..
ولكن الأغلبية من الجنس اللطيف تنفعل أكثر بالذهب والألماظ وتبرق عيونها مثل عيون القطط في الليل أمام واجهات العربات وتوكيلات كاديلاك ومرسيدس وفاترينات الجواهرجية ..
وأنا لا أقول هذا لأهاجم المرأة أو أعيبها ، فليس هذا التفكير طبيعة فيها ، وليس غريزة ، وليس صفة أصيلة من صفاتها ، وإنما هو صفة مكتسبة لا ذنب لها في اكتسابها ، الذنب ذنبنا نحن ..
لقد اكتسبت المرأة هذه الصفة نتيجة تخصصها في مجال البيت وعزلتها بين جدرانه وانفصالها عن المشاركة العامة في المجتمع أجيالاً طويلة متعاقبة بناء على طلبنا وبناء على تسلطنا وتحكمنا وأوامرنا بأن تكون الست للمطبخ والرجل للمجتمع والفن ..
وكانت نتيجة توزيع الإختصاصات بهذه الطريقة ، هذه الثغرة بين تفكير النساء والرجال والخلاف بين الإثنين على أهداف لا يلتقون فيها أو يكون اللقاء فيها بالضرب وبالعافية.
من كتاب / في الحب والحياة .
تتفق مع هذة الرؤية لشخص المرأة ؟!
هل فعلا معظم الخلافات بين الرجل والمرأة ترجع لهذة الأسباب؟!
إذا كانت المرأة بهذا الوصف شخصية مادية وسطحية اغلب الوقت تفكيرها مادى بحت هل متفق بأن الرجل هو العامل الرئيسى فى تكوين تلك الشخصية ؟؟!!
دعونا نتناقش ..