اقوال اباء عن الصوم (متجدد ) .. asmicheal

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


33965594_10209501529775555_3390866647148396544_n.jpg





33814850_10209501535575700_4641844462736113664_n.jpg











ان الله يريد هذه التوبة حينما تنتصر الروح على الجسد فى فترة الصوم ، و تستطيع ان تخضع الجسد و تصلبه مع كافة اهوائه (البابا كيرلس السادس )


مسكين من يظن ان خطاياه اكثر من مراحم الله ( من اقوال البابا كيرلس السادس )




=​
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


سوال: ما المقصود بكلمة الصوم يا أبى ؟
أبونا : الصوم فى الاصطلاح الكنسى يا بنى هو" الامتناع عن الطعام والشراب مدة معينة من النهار يعقبها طعام خال من الدسم الحيوانى وفى معناه الروحى هو وسيلة لانطلاق الروح من رباطات وسلطان الجسد لكى تتحد بالله وتتلامس معه .



=




متى بدأ الإنسان يصوم لأول مرة ؟
أبونا : أول صوم يا ابنى كان فى جنة عدن عندما أمر الرب آدم وحواء بالأكل من كل شجر الجنة فيما عدا شجرة معرفة الخير والشر ( تك 17:2 ) كما سمح الله لذرية آدم بأكل الطعام النباتى فقط. حتى جاء الطوفان حيث سمح لهم بعده يأكل لحوم الحيوان. وكان ذلك نوعا من الصوم العام .


=

البعض يقول أن الصوم يجب أن لا يتكرر سنويا ويجب أن يمارس فى وقت الضيقات فقط… فما رأى قدسك ؟
أبونا : الصوم كالصلاة و الصدقه يجب أن يتكرر فى موعده وكما سبق و قلت لك يا ابنى أن الرب حدد أوقاتا معينه للصوم وذلك لما للصوم من فوائد روحيه كثيرة. كما أن الصوم الجماعى يا ابنى هو تعليم كتابى ويدل على وحدانية الروح فى العبادة وفى التقرب إلى الله . كما أننا يا ابنى فى حرب دائمة مع الشياطين لذلك فنحن فى حاجة دائمة إلى الأسلحة الروحية المختلفة لمقاومتهم ومن هذه الأسلحة الصوم لذلك يجب التعود على أوقات الصوم فى أوقاته المعينة وعدم تركه للظروف أو قصره على أوقات الضيقات .


=


قال لي هذا الشخص بنوع من الاستخفاف هل ربنا قال للناس عندما تصوموا كلوا عدس وفول وبصارة ؟
أبونا : نعم حدد الرب أنواعا معينة من الطعام تؤكل فى الاصوام كما يلى :
(أ) أمر الرب حزقيال النبى بالصوم ثم الإفطار على القمح " البليلة" والشعير والفول والعدس والدجن " الذرة الرفيعة " والكرسنه " الكمون " . (حز9:4) .
(ب) صام دانيال عن أكل اللحوم وشرب الخمر (دا12:1) كما صام مع أصحابه الثلاثة وافطروا آخر النهارعلى القطانى "البقوليات" (دا8:1-16) .
(ج) صام داود النبى بالزيت وقال " ركبتاى ارتعشتا من الصوم ولحمى هزل عن سمن " (مز24:109) . عارف يا الصوم فى كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتى إنما هو انقطاع عن الطعام فترة معينه يعقبها أكل نباتى من اجل لذة محبة الله وحفظ وصاياه بحب وفرح دون ضغط أو إكراه.



=
قدسك تقول أننا لا نصوم كفرض و لكن أليس ذلك مغالطة لأننا نقول انه لا يجوز الفطر إلا بحل من الأب الكاهن وإذا كان هناك من لا يريد الصوم والكاهن يرى فيه القدرة على الصوم فلا يعطيه حلا، فما رأى قدسك ؟
أبونا : فى الكنيسة يا ابنى نؤمن بالنظام ، والخضوع للنظام هو سمة من سمات النضج الروحى فإن كانت الكنيسة قد حددت بقوانين رسولية ومجمعيه أوقاتا للصوم وحددت الصوم الانقطاعى فيها والحل للفطر أو الصوم هو نوع من الالتزام بالنظام ولا يحول الصوم إلى" فرض" و الذى لا يلتزم بالنظام يفرز نفسه من الكنيسة التى سلمتنا أن إلهنا اله نظام .



=

لماذا تصوم الكنيسة يومى الأربعاء و الجمعة ؟ و متى لا يتم الصوم فيها ؟
أبونا : تصوم الكنيسة هذا الصوم الأسبوعى منذ العصر الرسولى فيما عدا أيام الخمسين أو فى يومى عيد الميلاد والغطاس والحكمة من صوم الأربعاء لأن فيه تمت المشورة على موت المسيح " مت1:26" أما يوم الجمعة فلأن السيد المسيح صلب فيه على عود الصليب وقد أمر الرسل أن يصام هذان اليومان إلى الساعة التاسعة "الساعة 3 عصرا " لأن الرب يسوع مات فى هذه الساعة ووهب الحياة للخليقة و لا يؤكل فيها السمك.

=

وبالنسبة لصوم الرسل أريد أن أعرف لماذا تصومه الكنيسة يا أبي ؟
أبونا : صوم الرسل يا ابنى هو اقدم صوم عرفته الكنيسة وأول صوم صامته الكنيسة وذلك لأنه عندما سئل الرب يسوع لماذا لا يصوم تلاميذك أجاب قائلا " ستأتى أيام حينما يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون " (مت15:9). وبناءا على هذا التصريح الإلهى صام الرسل بعد صعود السيد المسيح عنهم (أع2:13-3،23:14). فهذا الصوم أول صوم خاص بالخدمة.



=


السوال: كل اصوام الكنيسة يا أبى ثابتة فى مدتها بينما صوم الرسل مدته غير ثابتة وتتغير من سنة إلى سنة، فلماذا ؟
أبونا : أن أيام هذا الصوم تزيد وتنقص لسببين :

أولا : لأن آخر أيام هذا الصوم مرتبطا بعيد الرسل الواقع فى15 ابيب =12 يوليو. أولها مرتبطا بعيد العنصرة إذ يأتى صوم الرسل ثانى يوم عيد العنصرة و نظرا لارتباط عيد العنصرة بعيد القيامة الذى يتقدم أو يتأخر تبعا لذبح خروف الفصح إذ يأتى عيد القيامة فى الأحد التالى للفصح اليهودى فإذا تقدم عيد القيامة تقدم عيد العنصرة زادت أيام صوم الرسل وإذا تأخر نقصت مدته.

ثانيا : لارتباط هذا الصوم مع رفاع الفطر الذى يسبق الصوم الكبير وعدد أيامهما معا 81 يوما فمتى زاد صوم الرسل نقص الفطر وبالعكس وذلك بحسب القاعدة الحسابية التى وضعها البابا ديمتريوس الكرام.


=


السوال: يقول لى صديقى بالمدرسة أن الصوم لله وحده وانتم تصومون للرسل والعذراء ، فهل هذا جائز ؟
أبونا : الكنيسة لا تصوم للبشر بل لله وحده ولأهداف روحية كثيرة أما عن تسمية الصوم بإسم الرسل أو العذراء يرجع ذلك إلى :
{أ} أن الصوم يقع قبل أعيادهم فصوم الرسل ينتهى بعيد الرسل وصوم السيدة العذراء ينتهى بعيد ظهور جسد السيدة العذراء
{ب} أو انهم قد صاموه بأنفسهم .
{ج} تكريما وتخليدا لذكراهم كاطلاق أسمائهم على الكنائس والأديرة
{د} لكى نقتدى بهؤلاء القديسين و نتمثل بإيمانهم كقول الكتاب . {عب 7:13




=



لماذا منعت الكنيسة أكل السمك فى الصوم الكبير والأربعاء والجمعة وصوم نينوى وأجازته فى بقية الاصوام ؟
أبونا : الاصوام التى منعت فيها الكنيسة أكل السمك هى اصوام من الدرجة الأولى ينبغى أن تمارس بزهد ونسك كبير كما نصت قوانين الرسل و قد أكدت الكنيسة فى تنفيذها وكانت تفرض عقوبات كنسية على من يفطر فيها بدون عذر مقبول. وقد رأت الكنيسة القبطية فى عهد البابا ابرأم بن زرعه التخفيف عن المؤمنين بأكل السمك فى اصوام الدرجة الثانية (صوم الميلاد، صوم الرسل ، صوم السيدة العذراء) .



=


ماذا افعل لكى استفيد من الصوم ؟
أبونا : عند بداية كل صوم يا ابنى يجب أن تحدد الهدف من صومك وما هو التدريب الذى ستبدأ تمارسه مع الصوم ، تدريب على ترك خطية معينة . يجب يا ابنى أن يكون الهدف السليم من الصوم هو أن نصوم من اجل محبتنا لله ، وان يقربنا الصوم من الله ، لذلك يجب أن يقترن الصوم بالصلاة والقراءة الروحية والمطانيات وقراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه ، وان يقترن الصوم بالتوبة والاعتراف السليم والتناول من جسد الرب ودمه ، وان يقترن بالصمت والهدوء وعمل الرحمة والمحبة لله وللناس ، كذلك يا يجب أن تحرص علىأن لا تضيع وقتك مع وسائل الإعلام المختلفة الغير بناءة ولا مفيدة فى الصوم واحرص أيضا أن يغير الصوم فيك شيئا ولا تأخذ من الصوم شكلياته بل ادخل إلى العمق فى كل ممارساتك الروحية








=​
 
التعديل الأخير:

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


33990113_10209511831913102_2125139398470139904_n.jpg




صالحةٌ الصلاة مع الصوم، والصدقة خيرٌ من ادخار كنوز الذهب. (طوبيا 12: 8)




أما هذا الجنس فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم. (إنجيل متى 17: 21؛ إنجيل مرقس 9: 29)



قدسوا صوما. نادوا باعتكاف. اجمعوا الشيوخ، جميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب. (يوئيل 1: 14)



ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين، فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم: إنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائما، بل لأبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية. (متى 6: 16-18)



























=​
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



[يقول الناس إن لم تشعر بميل للصلاة فالأفضل لا تصلِّ. هذه سفسطة مخادعة وجسدانيّة. إن كنت تصلّي فقط عندما تشعر بميل للصلاة، فستتوقّف عن الصلاة تمامًا، وهذا ما يطلبه الجسد. "ملكوت السماوات يغتصب"، فلا تستطيع أن تعمل لخلاصك بدون اغتصاب نفسك
الأب يوحنا من كرونستادت

=

* ان كان الكبرياء هو أساس كل سقطة فينا، فإن التواضع أو مسكنة الروح هو مدخلنا للملكوت: "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات

كما أن الكبرياء هو ينبوع كل الشرور هكذا التواضع هو أساس كل ضبط للنفس

القدّيس يوحنا الذهبي الفم

=

* لقد وضع هذا (التواضع) كأساس يقوم عليه البناء في أمان، فإن نُزع هذا عنّا حتى وإن بلغ الإنسان السماوات ينهار تمامًا، ويبلغ إلى نهاية خطيرة، بالرغم من ممارسته الأصوام والصلوات والعطاء والعفّة وكل عمل صالح. بدون التواضع ينهار كل ما تجمعه داخلك ويهلك

القديس يوحنا الذهبي الفم


=

* تريد الآن أن ترث الأرض، حذار من أن ترثك الأرض.

إن كنت وديعًا ورثتها، أو قاسيًا ورثَتكََ...

سوف ترث الأرض حقًا متّى استمسكت بصانع السماء والأرض!

القديس اوغسطينوس

=

* أعط ما لكَ فتستحق أن تأخذ ما ليس لك!

القديس أغسطينوس


=
عندما عانى القديس يوحنا الذهبي الفم الآلام والاضطهاد من أفدوكسيا يعاونها رجال الدين أنفسهم كتب من سجنه إلى الأسقف قرياقوص:

[عندما اُستبعدت من المدينة لم أقلق، بل قلت لنفسي: إن كانت الإمبراطورة ترغب أن تنفيني، فلتفعل ذلك، فإنه "للرب الأرض"!

وإن كانت تود أن تنشرني، فإني أرى إشعياء مثلًا!

وإن أرادت إغراقي في المحيط، أفكر في يونان!

وإن أُلقيت في النار، أجد الثلاثة فتية قد تحمّلوا ذلك في الأتون!

إن وُضعت أمام وحوش ضارية، أذكر دانيال في جبّ الأسود!

إن أرادت رجمي، فإن استفانوس أول الشهداء أمامي!

إن طلبت رأسي، فلتفعل، فإن المعمدان يشرق أمامي!

عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أترك العالم.

بولس يذكّرني: إن كنت بعد أرضي الناس لست عبدًا للمسيح






















=-​
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية، فقد كانت الوصية التي أعطاها الله لأبينا آدم، هي أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات، من شجرة معينة (تك 2: 16، 17)، بينما يمكن أن يأكل من باقي الأصناف.

وبهذا وضع الله حدودًا للجسد لا يتعداها.

بابا شنودة

=
بالامتناع عن الأكل، يرتفع الإنسان فوق مستوي والجسد، ويرتفع أيضًا فوق مستوي المادة، وهذه هي حكمة الصوم.
بابا شنودة

=


الصوم هو فترة صالحة، لإدخال الله في كل مشكلة. فترة ينادي فيها القلب المنسحق، ويستمع فيها الله.

فترة يقترب فيها الناس إلي الله، ويقترب فيها الله من الناس، يستمع حنينهم وإلي أنينهم، ويعمل.. طالما يكون الناس منصرفين إلي رغباتهم وشهواتهم، ومنشغلين بالجسد و المادة فإنهم يشعرون أن الله يقف بعيدًا
لا لأنه يريد أن يبعد، وإنما لأننا أبعدناه، أو رفضناه، أو رفضنا أن نقترب منه علي وجه أصح. أما في فترات الصوم الممزوج بالصلاة، فإن الإنسان يقترب إلي الله، ويقول له: اشترك في العمل مع عبيدك.. إنه صراخ القلب إلي الله، لكي يدخل مع الإنسان في الحياة.

يمكن أن يكون في أي وقت. ولكنه في فترة الصوم يكون أعمق، ويكون أصدق ويكون أقوي.

فبالصوم الحقيقي يستطيع الإنسان أن يحنن قلب الله.. والذي يدرك فوائد الصوم، وفاعليه الصوم في حياته، وفي علاقته بالله، إنما يفرح بالصوم.

بابا شنودة

=


























=​
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة

34442895_10209535921115317_8504418086579863552_n.jpg


طبيعي أن الذي لا يستطيع الاستغناء عن أكله، يكون من الصعب عليه أن يستغني عن الحياة كلها.

أما النفوس القوية التي تتدرب علي احتمال الجوع والعطش، والتي تستطيع أن تخضع أجسادها وتقهر رغباتها وشهواتها، هذه بتوالي التداريب، وبعدم الاهتمام بالجسد واحتياجاته، يمكنها في وقت الاستشهاد أن تحتمل متاعب السجون وآلام العذاب، وتستطيع بنعمة الله أن تقدم أجسادها للموت.

لهذا كان الصوم مدرسة روحية تدرب فيها الشهداء.

بابا شنودة

=

34368455_10209535934995664_2341804581404540928_n.jpg



ان الصوم يصل إلي كماله، في الجوع واحتماله.
فإن كنت لا تجوع، فأنت لم تصل إلي عمق الصوم بعد. وإن أطلت فترة انقطاعك حتى وصلت إلى الجوع، ثم أكلت مباشرة، فأنت إذن لم تحتمل الجوع ولم تمارسه. وبالتالي لم تنل الفوائد الروحية التي يحملها الجوع.

فما هي الفضائل الروحية التي يحملها الجوع؟

الذي يمارس الجوع، يشعر بضعفه عن الغرور والشعور بالقوة والثقة يذل الجسد، فتُذلُّ النفس، وتشعر بحاجتها إلي قوة تسندها، فتلجأ إلى الله بالصلاة وتقول له: أسند يا رب ضعفي بقوتك الإلهية، فأنا بذاتي لا أستطيع شيئًا.

صلاة الإنسان وهو جائع، صلاة أكثر عمقا.

أن الجسد الممتلئ بالطعام، لا تخرج منه صلوات ممتلئة بالروح. ولذلك دائمًا تمتزج الصلاة بالصوم، ويمتزج الصوم و الصلاة. وحينما يريد الناس أن يصلوا في عمق، نراهم يصومون. وهكذا صلوات الناس في أسبوع الآلام لها عمقها، وحتى القراءات كذلك حينما تقال بصوت خافت من الجوع..

إن تسجيل لحن من ألحان البصخة، خلال أسبوع الآلام، يكون له عُمق، لأن الذي سَجَّلهُ كان صائمًا، وله روحيات الصوم.. وتسجيل نفس اللحن في غير أيام الصوم، وصاحبة مُفْطِر، يجعل اللحن يفقد الكثير من عمقه الروحي، وربما يتحول إلي مجرد أنغام وموسيقي. إن الله يحب أن يشعر الإنسان بضعفه، لكيما ينسحق قلبه. والجوع يساعد علي الشعور بالضعف. ولذلك تصلح فيه المطانيات ****noia، ولا تصلح لمن هو ممتلئ بالطعام. نصيحتي لك: أن شعرت بالجوع فلا تأكل. وإنما أحتمل وخذ بركة الجوع.إن السيد المسيح صام أربعين يومًا وجاع أخيرا. ولما نصحه الشيطان أن يأكل رفض أن يأكل علي الرغم من جوعه. وأعطانا بذلك درسًا.. لذلك أحتمل الجوع وأيضا:

إن شعرت بالجوع، لا تهرب منه.

لا تهرب من الشعور بالجوع، عن طريق الانشغال ببعض الأحاديث، أو ببعض المسليات، أو عن طريق النوم، لكي تمضي فترة الجوع دون أن تشعر بها.. فإنك بالهروب من الجوع، إنما تهرب من بركاته ومن فوائده الروحية، وتهرب من التدريب علي فضيلة الاحتمال وفضيلة قهر الجسد.. إننا نريد أن نستفيد من الجوع، وليس أن نهرب منه.

إن ضغط عليك الجوع، قل إنك لا تستحق الأكل.

قل لنفسك: أنا لا أستحق آكل بسبب خطاياي. وهكذا تنسحق نفسك من الداخل، في الوقت الذي يسحقها فيه أيضًا تعب الجسد. وهكذا تتخلي عنك الكبرياء والخيلاء والعجب بالذات. وإن يصلي. أما الشبعان كثيرًا ما ينسي الصلاة ولذلك غالبية المتدينين يصلون قبل الأكل. وقليلون هم الذين يصلون بعد الانتهاء من الأكل أيضًا، إلا في الرسميات..

تدريب الجوع في الصوم، ينبغي أن يكون بحكمة.

حقًا إن الذين شعروا بالفائدة الروحية التي تأتي من الجوع، كانوا يطيلون مدته.. علي إني لا أقصد بهذا التدريب المبالغة فيه، بحيث يصل الصائم إلي وضع لا يستطيع أن يقف فيه علي قدميه للصلاة من شدة الإعياء. وقد يفضل أن يصلي وهو ساجد، ليس عن خشوع وإنما طلبًا للراحة واسترخاء الجسد في تعب إنما يجب السلوك في هذا التدريب بحكمة، في حدود احتمال الجسد. ومع ذلك أقول لك كلمة صريحة وهي:

لا تخف من الجوع، فهو لا يستمر معك.

فالمعدة كلما تعطيها أزيد من احتياجها تتسع لتحتمل ما هو أكثر.. ويزداد اتساعها في حالة الترهل، مع ضعف جدران المعدة. وإن لم تعطها ما يصل بها إلي الامتلاء تشعر بالجوع، فإن صبرت علي الجوع ولم تعط المعدة ما يملؤها، تبدأ في أن تكيف نفسها وتنكمش. وبتوالي التدريب لا تعود تتسع لكثير.. ولا يستمر الجوع، فالقليل يشعرها بالشبع. والإنسان الحكيم هو الذي يضبط نفسه، ويحفظ نظام معدته، فهو لا يكثر من تناول الطعام حتى تترهل معدته، ولا يبالغ في منع الطعام عنها بحيث تنكمش إلي وضع أقل من احتياج جسده.

فالاعتدال في هذا الأمر نافع وفيه حكمة.

بابا شنودة

=

























=​
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




34530389_10209546945790927_2935220185260359680_n.jpg



إن صمت و أعطيت جسدك ما يشتهيه، لا تكون قد صمت بالحقيقة. ابعد إذن عن المشتهيات لكي تقهر جسدك وتخضعه لإرادتك. لا تطلب صنفًا مختارًا بالذات، ولا تطلب أن تكون طريقه صنع الطعام بالأسلوب الذي يلذ لك. وإن وضع أمامك -دون أن تطلب- صنف من الذي تحبه نفسك، لا تكثر منه في أكلك.. ولا أريد أن أقول لك كما قال أحد الآباء القديسين " إن وضع أمامك طعام تشتهيه، فأفسِده قليلًا ثم كله". ولعله يقصد بإفساده، أن تضيف عليه كمثال شيئًا يغير طعمه.. علي الأقل: مثل هذا الصنف المشتهي، لا تأكل كل ما يقدم لك منه. وكما قال أحد الآباء "ارفع يدك عنه، ونفسك ما تزال تشتهيه". أي أن جسدك يطلب أن يكمل أكله من هذا الصنف، وأنت تضبط نفسك وتمنعها عنه.

بابا شنودة

=











=
 
التعديل الأخير:

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




34532911_10209546961271314_2134778563507781632_n.jpg


إن الله خلق الإنسان نباتيًا.

فلم يكن آدم وحواء يأكلان في الجنة سوي النباتات: البقول والثمار. وهكذا قال الله لآدم وحواء "إني قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذرًا علي وجه كل الأرض. وكل شجر فيه ثمر شجر يبذر بذرًا، لكم يكون طعامًا" (تك 1: 29). بل حتى الحيوانات إلي ذلك الحين كانت نباتية أيضا، إذ قال الرب "ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء، وكل دابة علي الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعامًا" (تك 1: 30).

بعد طرد الإنسان من الجنة، بقي أيضًا نباتيًا.

ولكنه إلي جوار البقول وثمار الأرض، أعطي أن يأكل من عشب الأرض، أي من الخضراوات، فقال له الرب بعد الخطية " وتأكل عشب الحقل "(تك 3: 18). ولم نسمع أن أبانا آدم مرض بسب سوء التغذية، ولا أمنا حواء. بل نسمع أن أبانا آدم -وهو نباتي- عاش 930 سنة (تك 5:5). وهكذا طالت أعمار أبنائه وأبناء أبنائه في هذه الأجيال النباتية.. (تك5).

ولم يصرح للإنسان بأكل اللحم بعد فلك نوح.

وحدث ذلك في زمن مظلم كان فيه "شر الإنسان قد كثر علي الأرض" حتى "حَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ"، واغرق العالم بالطوفان (سفر التكوين 6: 5، 6). وهكذا بعد رسو الفلك، قال الله لأبينا نوح وبنيه "كل دابة حية تكون لكم طعامًا، كالعشب الأخضر، دفعت إليكم الجميع. غير أن لحمًا بحياته دمه لا تأكلوه" (تك 9:3،4). ولما قاد الله شعبه في البرية، إطعامه طعامًا نباتيًا.

وكان هذا الطعام النباتي هو المن "وَهُوَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، أَبْيَضُ، وَطَعْمُهُ كَرِقَاق بِعَسَل" (سفر الخروج 16: 31). وكان الشعب يلتقطونه ويطحنونه أو يدقونه في الهاون كما كانوا أيضًا يطبخونه في القدور ويعملونه ملأت. وكان طعمه كطعم قطايف بزيت (عدد 11: 8).

والأكل النباتي كانا أيضًا طعام دانيال النبي وأصحابه.

إذ كانوا يأكلون القطاني أي البقول (دا 1:12)، هؤلاء الذين وضعوا في قلوبهم ألا يتنجسوا بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه (دا 10: 3).

وكان الطعام النباتي آكل حزقيال النبي في صومه.

وفعل ذلك بأمر إلهي، إذ قال له الرب " وخذ أنت لنفسك قمحًا وشعيرًا وفولًا وعدسًا ودخنًا وكرسنة (حز 4:9).

والطعام النباتي طعام خفيف، هادئ ومهدئ.

ليس فيه ثقل اللحوم،دهونها وشحومها، بكل تأثير ذلك علي صحة الجسد ونلاحظ أنه حتى في الحيوانات: المتوحشة منها هي آكله اللحوم، والأليفة منها هي آكله النباتات. والمعروف أن النباتيين أكثر هدوء في طباعهم من آكلي اللحوم (اقرأ مقالًا آخرًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. والعجيب أن غالبية الحيوانات التي نأكلها هي من الحيوانات آكله النباتات كالبهائم والغنام و الماعز والطيور الداجنة.

وتلك الحيوانات النباتية لم تضعف بالطعام النباتي.

بل إننا قد نصف الإنسان بأن صحته كالجمل أو كالحصان، وهما نباتيان. وكانوا قديمًا يقيمون رياضة هي مصارعة الثيران، لإثبات القوة بمصارعة هذه الحيوانات الجبارة في قوتها، وهي نباتية. إذن أكل النبات لا يضعف الأجساد.

وقد طالت أعمار النباتيين، ومنهم المتوحدون و السواح.

كان برنارد شو Bernard Shaw الكاتب المشهور نباتيًا، وقد عاش 94 سنة ولم يصبه أي مرض طوال حياته.. وما أكثر النباتيين الذين طالت أعمارهم. و القديس الأنبا بولا أول السواح، عاش ثمانين سنة كسائح لم ير خلالها وجه إنسان، أي عاش حوالي المائة سنة. وغالبية السواح عاشوا أعمارًا طويلة. ولم يكن هؤلاء نباتيين فحسب، بل كانت حياتهم كلها زهدًا، وكانت أطعمتهم زهيدة. ومع ذلك كانت صحتهم قوية. و القديس الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان عاش 105 سنة، وكانت حياته صومًا مستمرًا، وكان قويًا في صحته يمشي عشرات الأميال ولا يتعب..

بابا شنودة

=





=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


34505758_10209547007592472_178196122936803328_n.jpg




فائدة الصوم للجسد
1- الصوم فترة راحة لبعض أجهزة الجسد
2- الطعام النباتي يريح من مشكلة الكوليسترول.
3- بالصوم يتخلص الصائم من السمنة و البدانة و الترهل
4- الصوم يساعد علي علاج كثير من الأمراض.

ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال، كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم (التطبيب بالصوم) للعالم الروسي ألكسي سوفورين Anton Alexei Souvorin. وقد ذكر هذا العالم أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم بعمليات الإخراج المختلفة، إلا أن جزءًا قد يتبقى الصوم لطرده.. ويقول هذا العالم أيضًا إن الجسم في صومه، إذ لا يجد ما يكفيه من غذاء، تتحلل بعض أنسجته، وأولها الدهون و الشحوم والأنسجة المصابة والمتقيحة، وهكذا يتخلص منها الجسد. وقد جاء هذا العالم أن الصوم الانقطاعي الطويل المدى، بنظام خاص، يعالج كثيرًا من الأمراض. وغني اعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم اختبر ما ورد في كتابه.. هل هناك فوائد أخري يقدمها الصوم للجسد؟ نعم:

5- الصوم يجعل الجسد خفيفًا ونشيطًا.

بابا شنودة

=
















=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة



34505758_10209547007592472_178196122936803328_n.jpg



فائدة الصوم للجسد
1- الصوم فترة راحة لبعض أجهزة الجسد
2- الطعام النباتي يريح من مشكلة الكوليسترول.
3- بالصوم يتخلص الصائم من السمنة و البدانة و الترهل
4- الصوم يساعد علي علاج كثير من الأمراض.

ومن أهم الكتب التي قرأتها في هذا المجال، كتاب ترجم إلي العربية سنة 1930 باسم (التطبيب بالصوم) للعالم الروسي ألكسي سوفورين Anton Alexei Souvorin. وقد ذكر هذا العالم أن الصوم يساعد علي طرد السموم من الجسم بعمليات الإخراج المختلفة، إلا أن جزءًا قد يتبقى الصوم لطرده.. ويقول هذا العالم أيضًا إن الجسم في صومه، إذ لا يجد ما يكفيه من غذاء، تتحلل بعض أنسجته، وأولها الدهون و الشحوم والأنسجة المصابة والمتقيحة، وهكذا يتخلص منها الجسد. وقد جاء هذا العالم أن الصوم الانقطاعي الطويل المدى، بنظام خاص، يعالج كثيرًا من الأمراض. وغني اعرض بحثه للدراسة كرأي لعالم اختبر ما ورد في كتابه.. هل هناك فوائد أخري يقدمها الصوم للجسد؟ نعم:

5- الصوم يجعل الجسد خفيفًا ونشيطًا.

بابا شنودة

=​






34602632_10209547103034858_6117656716688490496_n.jpg



34562283_10209547125155411_7201958439340212224_n.jpg









34605194_10209547141355816_5604001619046825984_n.jpg



34728563_10209547144515895_4842901515473518592_n.jpg




=​
 
التعديل الأخير:

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


34774728_10209557660218781_1325374483174785024_n.jpg




إن الذين يصومون ولا يستفيدون من صومهم، لابد أنهم صاموا بطريقة خاطئة، فالعيب لم يكن في الصوم، وإنما كان في الطريقة. وهؤلاء أما أنهم صاموا بطريقة جسدانية، ولم يهتموا بالفضائل المصاحبة للصوم أو أنهم اتخذوا الصوم غاية في ذاتها، بينما هو مجرد وسيلة توصل إلي غاية. والغاية هي إعطاء الفرصة للروح.

إن الصوم هو فترة روحيات مركزة.

فترة حب لله، والتصاق به. وبسبب هذا الحب ارتفع الصائم عن مستوي الجسد الجسدانيات.

هو ارتفاع عن الأرضيات ليتذوق الإنسان السمائيات. إنه فتره مشاعر مقدسة نحو الله. علي الأقل فيها الشعور بالوجود مع الله والدالة بالوجود مع الله والدالة معه. وهو فترة جهاد روحي: جهاد مع النفس، ومع الله، وجهاد ضد الشيطان.

بابا شنودة

=














=​
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة




1- يكون الصوم روحانيًا في هدفه ودوافعه:

لا يكون اضطرارًا، أو لكسب المديح، أو بسبب عادة. إنما يصوم لأجل محبة الله، ارتفاعًا عن الماديات والجسدانيات لتأخذ الروح فرصتها.

2- يكون الصوم فترة للتوبة ونقاوة القلب:

يحرص فيه الصائم علي حياة مقدسة مقبولة أمام الله. فيها الاعتراف وتبكيت النفس، وفيها التناول من الافخارستيا

3- يكون الصوم فترة غذاء روحي ببرنامج روحي قوي:

ويهتم فيه بكل الوسائط الروحية. ولا يركز حول أمور الجسد في الصوم، أنما علي أمور الروح. واضعًا أمامه باستمرار ليس مجرد نوعية الطعام الصيامي، وإنما علي أمور الروح. واضعًا أمامه باستمرار ليس مجرد نوعية الصيامي، وإنما قدسية أيام الصوم وما يليق بها، لكي تقوي روحه فيه

الصوم يساعد علي السهر لخفة الجسد. والسهر يساعد علي القراءة والصلاة. والقراءة الروحية أيضًا تساعد علي الصلاة. والعمل الروحي في مجموعة يحفظ الإنسان الروحي ساهرًا. القراءة مصدر للتأمل، والتأمل يقوي الصلاة. والصلاة أيضًا مصدر للتأمل..

والصوم يرتبط بالميطانيات ****noia. والمطانيات تساعد علي التواضع وانسحاق علي الواضع وانسحاق القلب كما أن انسحاق الجسد بالصوم يوصل إلي انسحاق الروح.

كما يرتبط الصوم بفضائل تتعلق بغرض الصوم.

فهناك صوم غرضه الاستعداد للخدمة، كصوم الرسل. وصوم غرضه التوبة كصوم نينوى. وصوم غرضه إنقاذ الشعب، كصوم أستير.. وهناك من يصوم لأجل غيره، وفي ذلك حب وبذل ومشاركة. وكلها أصوام ممزوجة بفضائل خاصة. ليتنا نتذكر في صومنا أن السيد المسيح صام وهو ممتلئ بالروح. أما نحن فعلي الأقل فلنصم لكي نمتلئ بالروح.

=







=
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة


اصطلح مع الله في صومك..

لا تقل "إلي متى يا رب تنساني؟ إلي الانقضاء؟ حتى متى أحجب وجهي عنك" طهروا إذن نفوسكم وقدسوها، واستعدوا للقاء هذه الأيام، استعدوا بإسكان الله في قلوبكم، وليس بمجرد الامتناع عن الطعام.

إن كنت في خطية، اصطلح مع الله. وان كنت مصطلحا معه، عمق محبتك له.

وأن أبطلت الخطية في الصوم، استمر في أبطالها بعده.

فليست التوبة قاصرة علي الصوم فقط، وإنما هي تليق بالصوم ويتدرب الإنسان عليها، فيتنقى قلبه، يحفظ بهذا النقاء كمنهج حياة.

وفي ذلك كله، أعدد نفسك للجهاد ضد الشيطان.

قال يشوع بن سيراخ "يا بني أن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة".. (سفر يشوع بن سيراخ 2: 1)

إن الشيطان إذ يري صومك وتوبتك، يحسد عملك الروحي، فيحاربك ليفقدك ثمرة عملك، ويلتمس الحيل إسقاطك لك "لن أتركك حتى تكمل كل بر".. تذكر إذن قول القديس بطرس الرسول "قاوموه راسخين في الإيمان" (2بط 5: 9).

الصوم إذن فترة حروب روحية كما حدث للسيد له المجد (مت 4). وهي أيضًا فترة انتصار لمن يشترك مع المسيح في صومه.

بابا شنودة

=
 
أعلى