هام : "الفاتح دخل الكنيسة بالقوة وأعلنها مسجدًَا"
أي شخص يكتب لك "محمد الفاتح اشترى آيا صوفيا".. اعرف انه متـخلف عقليًا على الفور.. أو تــركيا حولت له مبلغ كويس.
تـركيا بتتكلم عن "آيا صوفيا"، وبتقول أنها معاها وثيقة تشير إلى أن "الفاتح" اشتراها من القساوسة من ماله الخاص، لكن الكلام دا محض هراء.. والوثيقة دي مظهرتش أصلًا. ظهرت ورقة مزورة هبلة بالعربي.. مش عارف رهـبان القسطنطينية فهموها إزاي.. والفاتح فهمها إزاي!!
1 - أولًا اللي قال بهذا القول مجرد حمـار. فالكنيسة مش ملك القساوسة عشان يبيعوها، ولا ملك الإمبراطور قنسطنطين من الأصل! يعني "البابا تواضروس" دلوقتي ميقدرش يبيع كنيسة مصرية.. ولا "السيسي" نفسه يقدر.
الكنيسة الأرثوذكسية في قانونها، ملك "الشعب المسـيحي" اللي ماشي على تعاليم "القديس مرقس"، والذي رافق "ماربطرس" و"بولس الرسول".
وكانت حمايتها وقتئذ بتتم برعاية الإمبراطورية الروسية، اللي اعتبرت نفسها وريثة الإمبراطورية الرومانية.. و دا تجلى في عدة اتفاقيات، منها معاهدة "كوتشوك كاينارجي Küçük Kaynarca Antlaşması" اللي وقعها العثـمانيين مع روسيا، في في 21 يوليو 1774.. ومنحت روسيا حق حماية السكان الأرثـوذكس الذين يعيشون في الدولة العثـمانية، وفي اسطنبول - القسطنطينية سابقًا - بالذات.. وحمايتهم من الاضطهاد.
2 - اقتصاد الدولة العثـمانية زمن "محمد الفاتح" ووقت دخوله القسطنطينية، كان في تدهور رهيب، وكانت الدولة مفلسة تقريبًا.. بسبب صراعات سلفه "مراد الثاني" مع اشقائه وحروبه المستمرة معهم.. مع توقف الجزية من رومانيا وبلغاريا والمجر، بسبب ثورة "فلاد دراكيول".. وحرب البندقية.. لدرجة أن المؤرخ "مقاريوس ميليسينوس" كتب نصًَا: "لم يكن في خزينة السلطان العثـماني 50000 دوقيَّة لفداء الأسرى"
"الفاتح" دفع بآخر قرش في خزانته لحصار القسطنطينية. وكاد أن ينسحب من قلة الموارد، لما رأى قوات اليونان والبندقية وجنوة.. بتنضم للقسطنطينية.
فمعلش يعني دفع ثمن مبنى هائل ضخم زي دا بما فيه من ذهب وكنوز ونذور منين؟
"الفاتح" من فرط إفلاسه وإفلاس دولته مقدرش يزيل كل نقوش "آيا صوفيا" وصلبانها أصلا وماتحملش تكلفة ذلك... وضع بس نقوش جديدة جوارها!
3 - قانون القسطنطينية كان يشير إلى أن بيع مبنى تابع لشعب الكنيسة يجب أن يوزع ثمنه على شعب الكنيسة.. وشعب الكنيسة عانى أبشع ضروب الفقر في عهد "الفاتح".. وهاجر من الأرض.. فمين باع.. ومين قبض؟
4 - ندخل على المفيد.. المؤرخ التركي " أحمد بن يوسف القرماني" دا شاهد عيان من عصر "محمد الفاتح".. ومن المدافعين عن الدولة العثمانية.. قال نصًا.. أن "الفاتح دخل الكنيسة بالقوة وأعلنها مسجدًَا".. وذكر دا في كتابه أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ، في الجزء الثالث ص 31.
الأسوأ أن القرماني بيقولك لك.. أن "الفاتح" عشان يتجنب ثورة المسيـحيين عليه لانتزاع الكنيسة قسرًا.. أمر جنوده بالنهب والسلب في المدينة ثلاثة أيام.. هي الأيام ذاتها اللي استغرقها لإلهائهم للتحويل بسلام.. فاستحل جنده كل مال واستباحوا كل حرمة...
ودا عشان يعرف يحول الكنيسة لمسجد.. فقال "وكان دخول القسطنطينية يوم الثلاثاء وكان الفاتح يريد أن تكون أول جمعة في عاصمة البيزنطيين سابقًا وعاصمة الدولة الإسلامية الجديدة في تلك الكنيسة".
المؤرخ "رونسيمان ستيفن" من أشد المدافعين عن "محمد الفاتح".. كتب في كتابه "سقوط القسطنطينية"، صـ 149:
"فدخل الفاتح آيا صُوفيا وفور دخوله أعلن واحدًا من قراراته الأولى بعد فتح المدينة، وهو قرار تحويل الكنيسة إلى مسجد، وأطلق عليه اسم الجامع الكبير لآيا صُوفيا".
5 - المؤرخ "محمد فريد" في كتابه "الدولة العثـمانية العلية" صـ 160 وما بعدها، قال أن "نصف كنائس القسطنطينية تحولت إلى مساجد قسرًا"، والمؤرخ التـركي "إسماعيل سرهنت" قال بمثل ذلك.. وحدد الكنائس الكبرى بخمس كنائس.. بينما المؤرخ الأمريكي "ستانفورد شو Stanford J. Shaw".. أحد أبرز المدافعين عن الدولة العـثمانية.. قال أن هناك 17 كنيسة.. جميعها تحولت إلى مساجد قسرًا بالقوة.
المؤرخ التـركي "صولاق زادة" بيقول: عن غزو المدينة "فاعمل جنود السلطان الفاتح فيها السلب والنهب والحرق ثلاثة ليال".
شرا إيه وبيع إيه وبتضحكوا على مين بالهـبل ده؟
6 - عملية التحويل غير الشرعية وغير الدينية، أثارت حفيظة الصدر الأعظم "خليل بك جندرلي".. ورفضها.. وكان رجل رقيق القلب طيب، فراح يدفع نقود فداء القساوسة والمستضعفين ممن بقوا على قيد الحياة وتم أسرهم، من ماله الخاص، فالتهبت شعبيته في قلوب أهل القسطنطينية، وأحبوه، ودا دفع "محمد الفاتح" للقبض عليه وسجنه وإعدامه بعد أربعين يوم. وأتم عملية التحويل القسرية بفتوى من شيخ الإسلام مفتى الدولة "محمد شمس الدين بن حمزة".
الواقعة دي مذكورة في كتاب "الدولة العثمانية المجهولة" للمؤرخ التـركي د. "سعيد أوزتورك".. صـ156.. "تواريخ ال عثمان" - لـ"عاشق باشا زادة" .. صـ141... و "كنه الأخبار" لـ"اسعد أفندي" صـ156.. فهرس شاهان "صولاق زادة" صـ 193.. "أوزون جارشلي".. كتاب "التاريخ العثماني".. الجزء الأول صـ558.. و "تاريخ فتح القسطنطينية" لـ"كمال باشا زادة".. صـ 217 ومابعدها.
الكلام دا مش كلامي.. كلام مؤرخي الدولة العثمانية نفسها واشد المدافعين عنها.. ماتصدقنيش ودور عليه بنفسك واتأكد.
وكفاية تبرير خايب.. عشان حقيقي شكلكم يعـرّ.
مقال للباحث علاء حمودة
نقلاً بتصرف عن صفحة " مكتبة الكتب المسيحية "
أي شخص يكتب لك "محمد الفاتح اشترى آيا صوفيا".. اعرف انه متـخلف عقليًا على الفور.. أو تــركيا حولت له مبلغ كويس.
تـركيا بتتكلم عن "آيا صوفيا"، وبتقول أنها معاها وثيقة تشير إلى أن "الفاتح" اشتراها من القساوسة من ماله الخاص، لكن الكلام دا محض هراء.. والوثيقة دي مظهرتش أصلًا. ظهرت ورقة مزورة هبلة بالعربي.. مش عارف رهـبان القسطنطينية فهموها إزاي.. والفاتح فهمها إزاي!!
1 - أولًا اللي قال بهذا القول مجرد حمـار. فالكنيسة مش ملك القساوسة عشان يبيعوها، ولا ملك الإمبراطور قنسطنطين من الأصل! يعني "البابا تواضروس" دلوقتي ميقدرش يبيع كنيسة مصرية.. ولا "السيسي" نفسه يقدر.
الكنيسة الأرثوذكسية في قانونها، ملك "الشعب المسـيحي" اللي ماشي على تعاليم "القديس مرقس"، والذي رافق "ماربطرس" و"بولس الرسول".
وكانت حمايتها وقتئذ بتتم برعاية الإمبراطورية الروسية، اللي اعتبرت نفسها وريثة الإمبراطورية الرومانية.. و دا تجلى في عدة اتفاقيات، منها معاهدة "كوتشوك كاينارجي Küçük Kaynarca Antlaşması" اللي وقعها العثـمانيين مع روسيا، في في 21 يوليو 1774.. ومنحت روسيا حق حماية السكان الأرثـوذكس الذين يعيشون في الدولة العثـمانية، وفي اسطنبول - القسطنطينية سابقًا - بالذات.. وحمايتهم من الاضطهاد.
2 - اقتصاد الدولة العثـمانية زمن "محمد الفاتح" ووقت دخوله القسطنطينية، كان في تدهور رهيب، وكانت الدولة مفلسة تقريبًا.. بسبب صراعات سلفه "مراد الثاني" مع اشقائه وحروبه المستمرة معهم.. مع توقف الجزية من رومانيا وبلغاريا والمجر، بسبب ثورة "فلاد دراكيول".. وحرب البندقية.. لدرجة أن المؤرخ "مقاريوس ميليسينوس" كتب نصًَا: "لم يكن في خزينة السلطان العثـماني 50000 دوقيَّة لفداء الأسرى"
"الفاتح" دفع بآخر قرش في خزانته لحصار القسطنطينية. وكاد أن ينسحب من قلة الموارد، لما رأى قوات اليونان والبندقية وجنوة.. بتنضم للقسطنطينية.
فمعلش يعني دفع ثمن مبنى هائل ضخم زي دا بما فيه من ذهب وكنوز ونذور منين؟
"الفاتح" من فرط إفلاسه وإفلاس دولته مقدرش يزيل كل نقوش "آيا صوفيا" وصلبانها أصلا وماتحملش تكلفة ذلك... وضع بس نقوش جديدة جوارها!
3 - قانون القسطنطينية كان يشير إلى أن بيع مبنى تابع لشعب الكنيسة يجب أن يوزع ثمنه على شعب الكنيسة.. وشعب الكنيسة عانى أبشع ضروب الفقر في عهد "الفاتح".. وهاجر من الأرض.. فمين باع.. ومين قبض؟
4 - ندخل على المفيد.. المؤرخ التركي " أحمد بن يوسف القرماني" دا شاهد عيان من عصر "محمد الفاتح".. ومن المدافعين عن الدولة العثمانية.. قال نصًا.. أن "الفاتح دخل الكنيسة بالقوة وأعلنها مسجدًَا".. وذكر دا في كتابه أخبار الدول وآثار الأول في التاريخ، في الجزء الثالث ص 31.
الأسوأ أن القرماني بيقولك لك.. أن "الفاتح" عشان يتجنب ثورة المسيـحيين عليه لانتزاع الكنيسة قسرًا.. أمر جنوده بالنهب والسلب في المدينة ثلاثة أيام.. هي الأيام ذاتها اللي استغرقها لإلهائهم للتحويل بسلام.. فاستحل جنده كل مال واستباحوا كل حرمة...
ودا عشان يعرف يحول الكنيسة لمسجد.. فقال "وكان دخول القسطنطينية يوم الثلاثاء وكان الفاتح يريد أن تكون أول جمعة في عاصمة البيزنطيين سابقًا وعاصمة الدولة الإسلامية الجديدة في تلك الكنيسة".
المؤرخ "رونسيمان ستيفن" من أشد المدافعين عن "محمد الفاتح".. كتب في كتابه "سقوط القسطنطينية"، صـ 149:
"فدخل الفاتح آيا صُوفيا وفور دخوله أعلن واحدًا من قراراته الأولى بعد فتح المدينة، وهو قرار تحويل الكنيسة إلى مسجد، وأطلق عليه اسم الجامع الكبير لآيا صُوفيا".
5 - المؤرخ "محمد فريد" في كتابه "الدولة العثـمانية العلية" صـ 160 وما بعدها، قال أن "نصف كنائس القسطنطينية تحولت إلى مساجد قسرًا"، والمؤرخ التـركي "إسماعيل سرهنت" قال بمثل ذلك.. وحدد الكنائس الكبرى بخمس كنائس.. بينما المؤرخ الأمريكي "ستانفورد شو Stanford J. Shaw".. أحد أبرز المدافعين عن الدولة العـثمانية.. قال أن هناك 17 كنيسة.. جميعها تحولت إلى مساجد قسرًا بالقوة.
المؤرخ التـركي "صولاق زادة" بيقول: عن غزو المدينة "فاعمل جنود السلطان الفاتح فيها السلب والنهب والحرق ثلاثة ليال".
شرا إيه وبيع إيه وبتضحكوا على مين بالهـبل ده؟
6 - عملية التحويل غير الشرعية وغير الدينية، أثارت حفيظة الصدر الأعظم "خليل بك جندرلي".. ورفضها.. وكان رجل رقيق القلب طيب، فراح يدفع نقود فداء القساوسة والمستضعفين ممن بقوا على قيد الحياة وتم أسرهم، من ماله الخاص، فالتهبت شعبيته في قلوب أهل القسطنطينية، وأحبوه، ودا دفع "محمد الفاتح" للقبض عليه وسجنه وإعدامه بعد أربعين يوم. وأتم عملية التحويل القسرية بفتوى من شيخ الإسلام مفتى الدولة "محمد شمس الدين بن حمزة".
الواقعة دي مذكورة في كتاب "الدولة العثمانية المجهولة" للمؤرخ التـركي د. "سعيد أوزتورك".. صـ156.. "تواريخ ال عثمان" - لـ"عاشق باشا زادة" .. صـ141... و "كنه الأخبار" لـ"اسعد أفندي" صـ156.. فهرس شاهان "صولاق زادة" صـ 193.. "أوزون جارشلي".. كتاب "التاريخ العثماني".. الجزء الأول صـ558.. و "تاريخ فتح القسطنطينية" لـ"كمال باشا زادة".. صـ 217 ومابعدها.
الكلام دا مش كلامي.. كلام مؤرخي الدولة العثمانية نفسها واشد المدافعين عنها.. ماتصدقنيش ودور عليه بنفسك واتأكد.
وكفاية تبرير خايب.. عشان حقيقي شكلكم يعـرّ.
مقال للباحث علاء حمودة
نقلاً بتصرف عن صفحة " مكتبة الكتب المسيحية "